بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة القواعد الاربع القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء اما نعبدهم الا ليقربونا الى الا ليقربونا الى الله زلفى. ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله يهدي من هو كاذب كفار ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء هنا عند الله ولا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. والشفاعة شفاعة شفاعة منفية وشفاعة مثبتة. الشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. والكافرون هم الظالمون والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم بعد هذه القاعدة الثانية من القواعد الاربع التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة النافعة مضى معنا في القاعدة الاولى تقرير مهم ماذا كانت القاعدة الاولى نعم مضمون القاعدة الماضية ان المشركين الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فيه وعرض عليهم دعوته وابوا قبولها وكفرهم صلى الله عليه وسلم وقاتلهم كانوا يؤمنون لان الله عز وجل هو الخالق وحده الرازق وحده المدبر وحده ومع ذلك فان هذا القدر ما ادخلهم الاسلام ولا عصم دماءهم واموالهم فدل على ان الايمان والتوحيد شيء وراء ذلك اعتقاد ان الله هو الخالق والرازق وايضا اعتقاد انه لا يستحق العبادة سواه ثم القيام بالعبادة عز لله عز وجل فعلا قد يقول قائل اذا اذا كانوا لا يعتقدون ان اصنامهم والهتهم من دون الله جل وعلا لا تخلق ولا ترزق ولا تدبر اذا لماذا عبدوها مع الله لماذا تعلقوا بها بذلوا في سبيلها ولاجلها دماءهم واموالهم واعراضهم دون ادنى تردد ما هو السبب الذي لاجله كفروا بالله سبحانه وتعالى الجواب انهم اعتقدوا في هذه الالهة التي عبدوها مع الله ان هذه الالهة تقربهم الى الله وتشفع لهم عنده اذا تتخذوها لتقربهم الى الله وتكون لهم شفيعة عنده سبحانه وتعالى القوم اتوا من جهة قياس فاسد ضربوا لله الامثال قاسوه بملوك الدنيا الذين لا الذين لا يطلب منهم مباشرة انما يقولون الادب هو الا تواجه هذا العظيم وهذا السيد وهذا السلطان وهذا الملك لا تباشره بالسؤال انما ارفع حاجتك الى المقربين عنده وهم يرفعون حاجتك الى الله هذا هو الادب وهذا هو المناسب وثانيا انك لو توسطت بهؤلاء المقربين الى الملك فان هذا انجح في تحصيل مطلوبك بخلاف ما اذا تقدمت انت بالسؤال مباشرة ربما تجاب وربما لا لكن لو ان الذي توسط لك من هو مقرب عنده فابشر مطلوبك سيأتيك قال المشركون فنحن مذنبون خطاؤون متلطخون بدنس الذنوب. فكيف لنا ان نجرؤ على ان ندعو الله عز وجل مباشرة وتتقرب اليه مباشرة هذا شيء يتنافى والادب اذا علينا ان نتوجه الى اصفياء الله واولياء الله والمقربين الى الله من الانبياء والصالحين والملائكة وغيرهم فنحن نتوجه اليهم وهم يتوجهون الى الله نحن نسألهم وهم يسألون الله وهذا ثانيا ادعى للقبول وادعى لتحصيل المقصود اذا ها هنا كان مكمن خطأ هؤلاء ارادوا من هذه المعبودات مع الله ان تقربهم اليه زلفى. فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فانظر الى هذا الاسلوب الذي يفيد في اللغة العربية الحصر يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ما والا تفيد الحصر اذا هذا هو السبب الوحيد الذي نعبد الله عز الذي نعبد هذه المعبودات لاجله تقربنا الى الله وتجعل الله يرضى عنا. ولاحظ ان القوم لم يكن لهم همة في الاخرة عامة المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا يؤمنون ببعث بعد الموت وحساب وجزاء وجنة ونار بل كانوا ينكرون هذا اشد الانكار واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت انما كانوا يريدون التقريب عند الله ليرضى عنهم ويحبهم وينعم عليهم في الدنيا يريدون تحصيل المطالب الدنيوية ودفع المكاره عنهم تريدون ان تكون شفيعة لهم عند الله في تحصيل مقاصدهم والله جل وعلا وصفهم بقوله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. اذا اشركوا مع الله لما اعتقدوا هذا الاعتقاد وفي الاية السابقة اية التقريب زلفى عند الله قال جل وعلا ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار اي والله كذبوا على الله كذبوا حين زعموا ان هذه المعبودات التي توجه اليها اللات والعزى ومنات واساف ونائلة وغيرها من هذه المعبودات من دون الله كذبوا والله حين زعموا انها تقرب الى الله او ان التوجه اليهم يقربهم زلفى عند الله حاشا وكلا بل لا شيء يقرب الى الله الا توحيده الا عبادته الا اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اذا الشيء المهم الذي ينبغي ان يستقر في القلوب والاذهان اعتقاد ان سبب عبادة غير الله سبحانه عند هؤلاء المشركين انما هو هذا الامر انهم ارادوا ان تقربهم الى الله وان تشفع لهم عنده و لاجل هذا اتخذوا هذه الاصناف اعتقدوا ان المعبودات التي تقربهم الى الله وهي لا تخرج عن ان تكون امرين اما ان تكون معبودات ارضية او تكون معبودات سماوية اما ان يكون القريب الى الله الشفيع عند الله وليا صالحا من اولياء الله او يكون ملكا من الملائكة او روحانيات عند بعض المشركين للكواكب والشمس والقمر قد تعبدوها من دون الله فاتخذوا لاجل ذلك صورا واصناما فهذه تجسد فهذا القريب الى الله فهم لا يريدون ان هذا الحجر الذي كسروه بيدهم او ذاك الخشب الذي نحتوه لا يعتقدون انه هو بذاته تقربهم الى الله عز وجل انما هو صورة انما هو مثال يتوجهون اليه ويستحضرون المعبود الذي ارادوه من ملك او ولي صالح او ما شاكل ذلك اذا توجهوا بهمتهم الى هذا الممثل امامهم في صورة صنم او شجر فان روح هذا المقصود الذي يطلب مع الله سبحانه وتعالى سوف تقبلهم وترفع حاجاتهم عند الله سبحانه وتعالى هكذا كان حذاقهم يعتقدون والا السفل الجهلة منهم كانوا يتوجهون الى هذه الاحجار ذاتها لكن عقلائهم يفهمون ان هذه الاحجار ليست هي المقصودة انما هي مثال تجمع فيه الهمة المقصودة وهي المعبود الذي يقرب الى الله سبحانه وتعالى اذا القوم اوتوا من جهة قياس فاسد جعلوا رب العباد ارحم الراحمين احكم الحاكمين الذي هو على كل شيء قدير والذي هو اعلم بكل شيء وهو بكل شيء عليم اجعلوه من جنس الملوك الذين لهم حجاب ولهم اصفياء ولهم مقربين وجلساء لا يناسب ان تقدم اليهم الطلبات مباشرة انما هم يتوجهون اليهم وهم يرفعون الحاجات الى الله سبحانه وتعالى و كذلك يشفعون لهم عند الله عز وجل ومسألة الشفاعة من اهم المسائل التي ينبغي على المسلم ان يحسن فهمها بضوء نصوص الكتاب والسنة فان التعلق باذيال الشفاعة الباطلة كان سبب شرك المشركين قديما وحديثا اما قديما وكما سمعت فيقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله واما حديثا فحدث ولا حرج من حال الذين توجهوا برغبتهم ورهبتهم وبدعائهم وذبحهم ونذرهم لغير الله عز وجل بدعوى ان هؤلاء يشفعون لهم عند الله عز وجل هي هي الحجة الحجة والشبهة عند المتقدمين وعند المتأخرين واحدة والله ما اختلفت هؤلاء اعتقدوا ان الاصنام اللات والعزى وبنات وهبل عز تشفع لهم عند الله عز وجل والمشركون المحدثون اعتقدوا ان النبي او الولي او الجن او الملك يشفع عند الله عز وجل الشبهة هي هي ولا شك ان هذا تعلق باطل فتي هؤلاء من جهة عدم عدم فهمهم للشفاعة التي اثبتها الله سبحانه وتعالى وعدم ادراكهم الشفاعة التي نفاها الله سبحانه وتعالى تأمل يا رعاك الله لما اذا قرأت في كتاب الله وجدت ان الغالب اذا ذكرت الشفاعة ان تكون منفية تأمل هذا في نحو عشرين موضعا في القرآن في اغلب المواضع التي جاء فيها ذكر الشفاعة كانت منفية ولا تكاد تجدها مثبتة في القرآن الا استثناء السبب ان الله تعالى يريد منا عبادة ان لا نظن ان الشفاعة التي اثبتها عنده هي الشفاعة التي يعرفها الناس في الدنيا شفاعة المخلوق للمخلوق ليست هي المقصودة وليست هي التي اثبتها الله سبحانه وتعالى للانبياء وللصالحين وللملائكة يوم القيامة لا والله ليست كذلك ولاجل ذلك الله سبحانه كرر نفي الشفاعة لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة تجد امثال هذا في القرآن في مواضع اعلموا يا عباد الله ان الشفاعة التي اثبتها الله شيء اخر اخلع من قلبك تصور ان الشفاعة عند الله من جنس شفاعة المخلوق عند المخلوق لا والله ليس الامر كذلك الفرق بين الشفاعة التي تكون بين المخلوقين والشفاعة التي تكون عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة الفرق بين هذه وهذه هو الفرق بين الايمان والكفر هو الفرق بين التوحيد والشرك شفاعة المخلوق الى المخلوق الشفاعة التي تكون من مقرب ومسموع الكلمة عند الحاكم او السلطان او الوالي هذه الشفاعة لا تستلزموا حاجة الشافعي للمشفوع عنده يعني للذي يشفع اليه لا تستلزم الحاجة اليه لا خلقا ولا امرا ولا اذن فهو يشفع عنده فهو مستغني عنه انما هو متفظل على المشفوع له والا فالشفيع عنده او المشفوع اليه هو مستغني عنه هو ند له مخلوق مثله فهو ليس اعني المشروعة عنده خالقا له ولا الذي يشفع بامره ليس هو الذي يقول له اشفع يا فلان هو من عنده يبادر الى الشفاعة ولا يحتاج الى ان يأمره الشفيع عنده بان يشفع ولا ان ياذن له بل يبادره مباشرة بالشفاعة ولو كان المشفوع عنده ولو كان الحاكم تارها لذلك اذا هي شفاعة مستغن عن غيره الى هذا المشروع عندهم ثمان هذه الشفاعة ايضا هي المحركة للمشفوع عنده على ان يقبل تجد ان الشخص الذي يشفع والغالب ان هذه الشفاعة في الدنيا لا تخرج عن حالتين اما شفاعة وجاهة واما شفاعة محبة اما شفاعة الوجاهة فان يشفع الوجيه عند الوالي او الحاكم او صاحب الامر كان يكون وزيرا او رئيس الجند او اه تاجرا كبيرا او ما شاكل ذلك شخص له وجاهة يسأل الحاكم الشفاعة يقول انا اشفع لفلان المذنب الذي في السجن تريدك ان تخرجه من السجن يشفع عنده النوع الثاني شفاعة محبة ان يشفع عند الحاكم صديقه زوجه ابنه شخص يصعب عليه ان يرده لانه لا يصبر على جفوته لو رده مرة واثنتين وثلاث سيغضب عليه وهو لا يصبر على غضبه فتجد انه لابد له من ان يوافق يوافق على هذه الشفاعة ويقبلها ربما رغما عنهم واما في شفاعة الوجاهة فانه يخشى انه ان رد هذه الشفاعة مرة واثنتين انفض هؤلاء الوجهاء عنه وما عادوا يصدقون معه. يذهبون الى غيره ويحكمون ويولون سواه اذا فهو رغما عنه يوافق اذا تجد ان هذه الشفاعة اضحت مقبولة عند المشفوع عنده لرغبة او لرهبة المشفوع عنده له حاجة عند الشافع اما من جهة الرغبة واما من جهة الرهبة هذا الامر الثاني والثالث هو ان الشافع اضحى محركا للشفيع عنده يوافق وان كان غضبانا وان كان كارها ان يشفع عنده او ان يتوسط لديه في فلان هو لا يريد ان يتوسط عنده احد لانه غضبان عليه. هذا الذي سرق او قتل او فعل ما فعل ويريد ان يوقع به العقوبة فتجد انه يكره ان يعفو عنه لكن يأتي هذا الشافع في غير ارادته اجعله يوافق اما بان يوضح له ما لا يعلم وان المصلحة في تركه والعفو عنه او انه يخوفه لانه ربما تحصل من المفاسد اشياء ربما يرغبه يقول الناس والرعية سوف تنظر لك بعين الاعجاب ربما لا يكون شيء من ذلك لكنه يخشى ان لم يقبل هذه الشفاعة ان يحصل امر من الامور يكره بسبب هذا الشافع اذا اضحى الشافعي هو الذي حرك قلب وارادة الشفيع عنده وهل يظن هذا مسلم في الله سبحانه وتعالى ايظن مسلم ان الله تعالى اذا شفى عنده الولي المقرب ان الله تعالى يقبل الشفاعة لانه يرجوه او يخافه حاشا وكلا بل الله هو الغني الله عز وجل مستغني عن كل ما سواه وكل ما سواه فمفتقر اليه ايعتقد هذا الانسان ان هذا الشافع هو الذي غير ارادة الله عز وجل فجعله بعد ان كان غير مريد لرحمته راحما له سبحان الله العظيم ما هذا الظن هذا الظن ظن السوء بالله سبحانه وتعالى حاشا وكلا بل هذا التأثير نقص والله جل وعلا لا شك انه منزه عن كل نقص هذا التأثير ناتج اما من اعلام الله عز وجل بما لا يعلمه وحاشى لله ان يكون لا يعلم شيئا بل الله بكل شيء عليم ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ايريد هؤلاء ان هذا الشافع يؤثر على الله يجعله راحما وهو ارحم الراحمين سبحانه او ان الله لا يقدر على ان يحصل او على ان يحصل المطلوب الا بضم قدرة الشافعي اليه وحاشى وكلا بل الله جل وعلا على كل شيء قدير والله سبحانه لا يشفع الله هو الوتر ان الله وتر يحب الوتر فالله سبحانه وتعالى هو الذي حرك الشافع ليشفع لا انه الذي حركه الشافعي ليقبل انظر الى الفرق العظيم بين هذا وذاك القوم يعتقدون ان الشافع له مكانة وله اذلال على الله وله قدرة وله سلطان عند الله سبحانه وتعالى ولذا فان الله تعالى لا يرد له مطلوبه لانه من جنس هؤلاء الشفعاء في الدنيا الذين لا يتمكن المشروع عنده من ردهم والله جل وعلا اعظم من ذلك واقدس سبحانه وتعالى. منزه ان ان يظن فيه هذا الظن بل الشافع محتاج الى الله الشافعي الله سبحانه هو الذي حرك قلبه لكي يشفع الله جل وعلا هو الذي وفقه لي الطاعة والايمان الذي به كان شافعا وهو الذي وفق المشفوع له الى التوحيد والايمان الذي هو سبب قبول الشفاعة فيه والله جل وعلا هو الذي يأذن للشافع ان يشفع. والله لا يستطيع ان ينبس بكلمة يوم القيامة الا اذا اذن الله عز وجل له يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه مقام عظيم هيبة كبرى وجل اعظم يستولي على القلوب لعظمة الله العظيم سبحانه وتعالى فلا احد يجرؤ على ان يتكلم حتى يأذن الله عز وجل له بالكلام ولذا تأمل قول الله جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه العلماء يقولون ان النفي اذا جاء على صيغة الاستفهام تضمن النفي وزيادة تضمن النفي مع التحدي من الذي يجرؤ على ان يشفع عند الله عز وجل دون ان يأذن الله سبحانه وتعالى له ان يأذن والله ان هذا لا يكون بل الشافع لا يشفع عند الله حتى يأمره الله ان يشفع اذا الشافع اضحى مأمورا لا يملك من امره شيئا لابد له من ان يستجيب لامر الله عز وجل الم نسمع الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مخرج في الصحيحين حينما يطلب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم ان يشفع عند الله عز وجل في فصل القضاء يخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يذهب فيسجد تحت العرش ويحمد الله عز وجل بمحامد يفتحه يفتحها عليه في ذلك الوقت لا يحسنها في الدنيا ثم بعد ما شاء الله من الوقت يقول الله عز وجل يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع تشفع فعل ايش فعل امر اذا الله عز وجل هو الذي يأمر الشافع ان يشفع اذا الامر راجع الى من يا ايها الاخوان الى الله عز وجل اذا فهمت هذه القضية فهمت معنى قول الله عز وجل قل لله الشفاعة جميعا لله الشفاعة جميعا الله عز وجل هو الذي يملك الشفاعة وهو الذي يأذن في الشفاعة وهو الذي يتفضل بقبول الشفاعة والشافع ليس منه شيء ولا اليه شيء حقيقة الامر ان الله شفع من نفسه الى نفسه حقيقة الامر ان الله شفع من نفسه الى نفسه فالله جل وعلا هو الذي وفق الشافع للسبب الذي كان به شافعا والله عز وجل هو الذي حرك قلبه لارادة الشفاعة والله عز وجل هو الذي يأذن بهذه الشفاعة والله عز وجل هو الذي يأمر بهذه الشفاعة ثم الله عز وجل هو الذي يتفضل بقبول الشفاعة اذا الامر كله من الله والى الله اذا القلوب في باب الشفاعة يجب ان تتعلق بالله اما الشافعي فانه لا يملكها الشافعي ليس له من الامر شيء الشافع مكرم بالشفاعة الله جل وعلا غني عن هذه الشفاعة الله قادر على ان يرحم ويغفر ويدخل الجنة ويخرج من النار بدون شفاعة اوليس كذلك يا اخواني والله على كل شيء قدير فالله لا يعجزه شيء انما اراد سبحانه ان يكرم هذا الشافع ويرفع قدره في العالمين فيقبل شفاعته بعد ان يجعله شافعا اذا القضية اكرام من الله سبحانه وتعالى للشافعي لا ان الشافع هو الذي غير ارادة الله سبحانه وتعالى حاشى وكلنا اذا يا اخواني هذه القضية من الاهمية بمكان من فهمها حق الفهم نزع من قلبه كل تعلق بغير الله هؤلاء الذين تعلقت قلوبهم بالشفعاء اعتقدوا اولا هذه العقيدة الفاسدة وان الشفاعة في الاخرة عند الله هي الشفاعة التي يعهدها الناس في الدنيا وقلنا ان هذا من ابطل الباطل فالشافع في الدنيا كما قلنا مستغن عن المشفوع عنده والامر عند الله ليس كذلك قلنا ان الشافع يحرك قلب المشفوع عنده ليقبل والله تعالى عن ذلك قلنا ان الشافع في الدنيا اه يشفع بلا اذن ولا امر ولا شيء اطلاقا وهذا لا يكون عند الله سبحانه وتعالى بل الرب رب والعبد عبد حتى لو علت منزلة العبد ينبغي ان نستحضر هذا الرب رب والعبد عبد اذا يجب ان تتعلق القلوب بمن بيده مقاليد كل شيء سبحانه وتعالى ثم زاد هؤلاء المتعلقون بالشفعاء ضعفا الى اباله كما يقولون فاصبحوا يتعلقون بهؤلاء الشفعاء ويبذلون لهم صفوة المحبة التي يجب ان لا تكون الا لله التعلق القلبي اعتقاد ان الامر بيدهم وانه لو لم يشفع فلان فانه ستحل الكارثة لا ان الله عز وجل ان لم يرحم سوف يهلك؟ لا تجده يقول ان لم تكن في معادي اخذا بيدي. يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم. سبحان الله العظيم تنظر كيف ان القلب تعلق بمن بالشافع لا بالمشروع عنده سبحانه وتعالى. يا عبد الله قل لله الشفاعة جميعا الامر لله هذه الشفاعة التي تفهمها وتتصورها من جنس شفاعة الناس في الدنيا هذه يجب ان تلغيها ان تمسحها من ذهنك تماما لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة هذه الشفاعة منفية غير موجودة لا تقع ولا تكون عند الله سبحانه وتعالى ولا شفاعة قال قائل كيف نقول ذلك ونحن نتوجه وتتعلق قلوبنا بالشافع ونسأله الشفاعة لانه يملكها اعطاه الله اياها فنحن تعلقت قلوبنا بالشافع لاجل هذا السبب الله اعطاه اياها فاصبح مالكا لها وهذا يا ايها احبة تصور خاطئ هذا الكلام غلط ليس بصحيح اولا الله عز وجل قد رد ذلك بقوله قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض سبحان الله العظيم كما ان الله له ملك السماوات والارض لا شريك له في ذلك كذلك له الشفاعة ملك لله عز وجل لا شريك له في ذلك ان كنت تعتقد ان لغير الله مع الله ملق واستحقاق في السماوات والارض فاعتقادك للشفاعة من هذا الجنس لكن ان كنت تعتقد ان الله مالك السماوات والارض وحده مالك السماوات والارض وحده فانك يجب ان تعتقد انه مالك الشفاعة وحده قل لله الشفاعة جميعا ماذا له ملك السماوات والارض ثانيا الله جل وعلا يأذن بالشفاعة للشافعي متى في الاخرة اذا هو يشفع ويؤذن له بالشفاعة متى في الاخرة. اما اليوم في الدنيا فانه غير مأذون له في ان يشفع يعني هذا الذي يأتي الى قبر نبي او ولي ويسأله الشفاعة واذا قيل له يا عبد الله سل الشفاعة ممن يملكها لا تقل يا رسول الله تشفع لي عند الله انما قل يا الله شفع في نبيك انظر الى الفرق بين الايمان والتوحيد الفرق بين الشرك والاسلام فرق بين ان تقول يا رسول الله يذهب الان للانسان بعض الناس هدانا الله واياه وفتح على قلوبنا وقلوبهم فبصرنا واياهم سواء السبيل يذهب الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله اشفع لي عند الله هذا غلط يا اخواني دعاء غير الله عز وجل من الاموات شرك بالله سبحانه قال الله عز وجل ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ويوم تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم اذا تشركون مع الله ان دعوتم الاموات انما الصواب ان تقول يا الله السؤال توجه الى من الى من يملك الشفاعة يا الله شفع في نبيك هذا مستقيم وهذا دعاء حسن وهذا الذي ينبغي ان ندعو الله عز وجل به طيب يقول هذا الانسان انا اسأله ما يملكه نقول الشفاعة لا يملكها الا الله ثم الله عز وجل انما يأذن بها متى يوم القيامة لا في دنيا ثمان الله عز وجل يأذن بها بعد امور يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم اليس كذلك فهو يسجد تحت العرش ويحمد الله بمحامد عظيمة ثم يأذن الله عز وجل بعد ذلك بالشفاعة ثم الله عز وجل هو الذي يأمر الشافع في ان يشفع فكيف يكون مالكا لها ثم هذه الشفاعة التي يشفعها النبي صلى الله عليه وسلم عند الله الله عز وجل هو الذي منحه اياها ليرفع درجة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لا انه شيء يملكه كما يملك الانسان فطام الدنيا فيتصرف بها كما يشاء ليس الامر كذلك بل ليس كل من كان اعطاه الله عز وجل شيئا يوم القيامة يجوز ان يطلب ذلك في الدنيا اليس الله عز وجل وعد نبيه صلى الله عليه وسلم والانبياء والاولياء ارفع المنازل في جنات النعيم اليس كذلك افيجوز لنا ان نتوجه لهؤلاء الانبياء والاولياء ان يعطونا هذه المنازل في في الدنيا تسألهم نحن الان؟ نقول اعطونا هذه المنازل التي اعطاكم الله اياها في الجنة اليس هذا هو حقيقة الشرك يا اخواني والله انه الحقيقة شرك اليس الله عز وجل يعطي الشفاعة يوم القيامة ل المؤمنين بل للافراط والاطفال الاطفال يشفعون عند الله عز وجل كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم صغارهم دعاميص الجنة دعاميس جمع دعموس جويبة صغيرة تكون في الماء كناية عن انهم تلازمون للجنة يجعلهم الله عز وجل ابطال المؤمنين في الجنة قال صغارهم دعاميص الجنة يأخذ احدهم يوم القيامة بثوب ابيه كما اخذ بصنفة ثوبك صرفت الثوب طرفه ثم لا يتناهى واياه حتى يدخله الله عز وجل الجنة اذا جعل الله عز وجل لاطفال المؤمنين شفاعة في والديهم افيجوز عند جميع المسلمين ان يتوجه الانسان بالدعاء لطفل صغير قد مات لكي يشفع له عند الله وهل هذا الا من دين المشركين الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ب التحذير من مسلكهم ونهجهم بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة وشهادة لبعض الجمادات الحجر الاسود يشهد ويشفع لك عند الله هل يجوز في قول احد من المسلمين ان يسأل الانسان الحجر الاسود ان يكون له شفيعا عند الله افيقول هذا مسلم توجه يقول يا ايها الحجر الاسود اسألك وادعوك هل تشفع لي عند الله اذا يا اخواني هذا الذي يقول انا اسأل الشفاعة من يملكها اخطأ خطأ عظيما الشفاعة لا يملكها الا الله والشفاعة انما يأذن الله بها يوم القيامة. يوم القيامة نعم الناس يستشفعون الى وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهبون ويقولون سل لنا ربك اشفع لنا عند ربك الا ترى ما نحن فيه لانهم حينذاك يسألون ان يتقدم بالشفاعة بين يدي الله جل وعلا في الوقت الذي يأذن الله سبحانه وتعالى به اما قبل ذلك فليس للانسان ان يسأل هذا الميت ثم ان الميت وهو في قبره لا يملك شيئا اي سؤال يتوجه به الانسان الى الميت هو سؤال لشيء لا يقدر عليه الميت فهو اذا شرك مع الله عز وجل اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث اذا الميت لا يملك ان يشفع لك والميت لا يملك في قبره ان يسأل لك اذا توجه توجه يا عبد الله الى الله العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء والذي يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب ماذا تحتاج الى شفاعة وواسطة لا والله فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان اذا القلوب يجب ان تتوجه الى الله سبحانه يجب ان تعتصم بالله عز وجل يجب ان يكون الله عز وجل في القلوب احب اليها من كل شيء الذي ترجوه فوق كل رجاء وتخافه فوق كل خوف تجعل السؤال والاستغاثة والدعاء كل ذلك يتوجه به الى الله سبحانه وتعالى وحده لا الى غيره هذا هو حقيقة التوحيد هذا هو حقيقة الايمان الذي بعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم اما التعلق بغير الله عز وجل فهذا هو الشرك الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه والتحذير منه اذا نخلص يا ايها الاحبة الى ان الشفاعة بحسب ورودها في القرآن جاءت على ظربين على قسمين كما ذكر المؤلف رحمه الله اولا شفاعة منفية وثانيا شفاعة مثبتة شفاعة منفية يعني لا تكون هذه الشفاعة يتصورها الناس في اذهانهم ولكن في الواقع والحقيقة ليست موجودة لا شفاعة على هذه الصورة هذه الشفاعة المنفية ترجع الى صور اولا الشفاعة في من لا يرضى الله عنه فهم الكفار الكفار لا شفاعة لا شفاعة فيه الله جل وعلا نفى الشفاعة في حقهم والله لا يشبع احد في كافر الا باستثناء استثنى الله سبحانه وتعالى اكراما لنبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة في ابي طالب في تخفيف العذاب لا في الاخراج من النار فقط هو المستثمر اما من عداه من الكفار فانه لا يشفع فيهم هذا واحد ثانيا الشفاعة التي يظن انها تكون بلا اذن من الله انما يتقدم فيها الانسان مباشرة بين يدي الله عز وجل دون ان يأذن الله بذلك هذا لا يكون من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ثلاثة الشفاعة التي تطلب من غير الله هذه منفية لان الله حكم وهو احكم الحاكمين سبحانه ان الشفاعة له جل وعلا وحده قل لله الشفاعة جميعا اربعة الشفاعة التي يعهدها الناس في الدنيا دفاعت الرغبة والرهبة شفاعة الوجاهة او المحبة هذه منفية اياك ان تظن ان شفاعة تكون كذلك عند الله سبحانه وتعالى اذا هذه هي الشفاعة المنفية. لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة اما الشفاعة المثبتة التي تكون يوم القيامة فان هذه الشفاعة صحيحة وثابتة بشرطين اذن الله عز وجل للشافع ان يشفع ورضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا ماذا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء هذا واحد اثنان ويرضى يرضى عن المشروع له اذا توفى اذا توفر الامران فان الشفاعة تكون ثابتة. طيب من الذي يرضى الله عز وجل عنه الجواب الله لا يرضى الا عن اهل التوحيد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ان لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته. قال صلى الله عليه وسلم واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا اذا يا عبد الله اذا اردت ان تكون من اهل الشفاعة فعليك بالتوحيد استمسك به شرط حصول الشفاعة ان يكون المشفوع له من اهل التوحيد ليس من اهل الشرك ويا لله العجب انظر الى هذه المسألة التي هي من العجائب ان من الناس من تتعلق هو اي يتعلق قلبه بالشفاعة ويطلبها ويطلبها بالسبب الذي يكون مانعا منها عجيب والله يرغب في الشفاعة ويطمح الى الشفاعة وهمته مجموعة على الشفاعة فيطلبها بالسبب ماذا الذي يمنعها او يمنعه منها كيف يشرك بالله عز وجل فيسأل الشفاعة من غير الله سبحانه وتعالى فيقع في السبب الذي يحرم بسببه من الشفاعة. يقع في الشيء الذي يحرم بسببه من الشفاء. سبحان الله العظيم اذا لا شيء يحصل به هذا الامر الذي ترجوه يا عبد الله وهو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة الشفعاء يوم القيامة لا شيء يحصل ذلك الا توفيق الله عز وجل ورحمته اولا ثم الاستمساك بالتوحيد ان يتعلق قلبك بالله الا تشرك بالله شيئا فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا اذا هذه هي الشفاعة المثبتة التي تكون بعد اذن من الله ورضا في المشروع له واما الشفاعة المنفية فهي ما قد علمت اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يبصرنا بالحق