بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة شروط الصلاة واركان الصلاة اربعة عشر القيام مع القدرة وتكبيرة الاحرام وقراءة الفاتحة والركوع والرفع منه والسجود على سبعة الاعضاء والاعتدال منه والجلسة بين السجدتين والطمأنينة في جميع الاركان والترتيب والتشهد الاخير والجلوس له والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتسليمتان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله بعد بيان شروط الصلاة الى بيان اركانها وقد مر بنا ان الصلاة اقوال وافعال مخصوصة نتعبد بها لله سبحانه وتعالى هذه الاقوال والافعال التي تتكون منها ماهية الصلاة تنقسم الى اركان وواجبات ومستحبات اقوال وافعال الصلاة تنقسم الى اركان وواجبات ومستحبات اما الاركان فانها هذه التي بين ايدينا وهي اربعة عشر ركنا ذكرها المؤلف رحمه الله مجمله وسوف يشرحها مفصلة فيما يأتي بعون الله سبحانه الاركان هي ما لا يسقط عمدا ولا سهوا الاركان لا تسقط عمدا ولا سهوا وعليه فانه اذا بطل ركن من الاركان بطلت الصلاة فان الركن في اللغة هو جانب الشيء الاقوى ومتى ما زال الركن زال الشيء وبالتالي ببطلان ركن من اركان الصلاة فان الصلاة تبطل فان كان الانسان في داخل الصلاة فان عليه ان يلغي هذه الركعة ويأتي بركعة بعدها وان كان تذكر نسيانه الركن قريبا انه يأتي بركعة بدل التي فات فيها الركن وان تذكر بعد مدة فان عليه ان يعيد الصلاة اما الواجبات فان الواجبات هي الاقوال والافعال التي تبطل الصلاة بتركها عمدا ولا تبطل بتركها سهوا وتجبر بسجود السهو واجبات الصلاة هي التي تبطل الصلاة بتركها او بترك واحد منها عمدا ولا تبطلوا بتركها سهوا ويجبر ذلك بسجود السهو اما السنن والمستحبات فانها الاقوال والافعال التي لا تبطل الصلاة لتركها لا سهوا ولا عمدا المؤلف رحمه الله ساق لك رعاك الله هذه الاركان الاربعة عشر مجملة ثم بدأ يفصلها ركنا ركنا احسن الله اليكم قالوا رحمه الله الركن الاول القيام مع القدرة والدليل قوله تعالى وقوموا لله قانتين الركن الاول من اركان الصلاة وهو الذي لا يسامح المصلي في تركه مع القدرة هو القيام بمعنى لا يجوز للمصلي ان يصلي قاعدا غير قائم مع القدرة والدليل على هذا قوله تعالى وقوموا لله قانتين قوموا فعل امر فدل هذا على لزوم القيام في الصلاة ويدل على هذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ايضا فعند البخاري من حديث عمران رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب فدل هذا على ان القيام من الامور الواجبة على المصلي مع القدرة اما مع عدم القدرة فان القاعدة العامة في الشريعة لا يكلف الله نفسا الا وسعها فيسقط هذا الركن مع العجز من كان غير قادر على القيام فانه يصلي قاعدا فان لم يستطع ان يصلي قاعدا فيصلي بحسب حاله حتى لو لم يكن مستطيعا الا ان يصلي على جنبه فليصلي على جنبه فاتقوا الله ما استطعتم وها هنا مسألة ينبغي التنبيه عليها وهي انه قد لوحظ في السنوات الاخيرة انتشار الكراسي في المساجد ولربما ادى هذا عند بعض الناس الى نوع تساهل في شأن القيام في الصلاة فتجد انه يمكنه ان يصلي قائما او يمكن ان يقوم في صلاته مع شيء يسير محتمل من الصعوبة والتعب ولكنه يركن الى الراحة لانه يرى كثيرا من الناس جالسين فهو يجلس مثلهم ولا شك ان هذا لا يجوز بل ان من ترك القيام مع القدرة فان صلاته الفريضة باطلة اما النافلة فانه يجوز للانسان ان يجلس فيها حتى ولو كان مستطيعا للصلاة قائما يجوز ان يجلس الانسان في صلاة النافلة بجميع انواعها وان كان قادرا على القيام لكنه يفوته الاجر ان كان قادرا على القيام لما ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ان صلاة القاعد اجرها على النصف من صلاة القائم يجوز لك ان تصلي آآ قيام الليل او الضحى او السنة الراتبة وانت جالس على كرسي او على الارض حتى ولو كنت مستطيعا وهذا من تخفيف الله عز وجل انما الشأن في صلاة الفريضة لا يجوز لك ان تصلي قاعدا وانت مستطيع للقيام هذا اولا ثانيا من كان مستطيعا للقيام بالاعتماد على شيء كعصا فلا يجوز له الجلوس مع تيسر ما يعتمد عليه وهذه نقطة مهمة ايضا بعض الناس يقول انا لا اتمكن من القيام عندي مشكلة في الركب او اخشى من السقوط عندي شيء من الدوار فماذا اصنع نقول هل تستطيع ان تصلي وانت معتمد على عصا مثلا ان قال نعم نقول لا يجوز لك ان تصلي جالسا بل اعتمد على العصا ان تيسرت لك فان قال لا استطيع حتى مع اعتمادي على العصا اتعب رجول ارجلي تتعبني نقول صلي جالسا والحمد لله هذا شيء الشيء الاخر يلاحظ ان بعض الناس عنده قدرة على القيام لكن ليس عنده قدرة مثلا على السجود يقول لا استطيع ان اسجد النزول الى الارض في السجود يتعبني في ظهري في ركبي فتجده من اول الصلاة جالسا لماذا؟ يقول لاني لا استطيع ان اسجد او لا استطيع ان اركع يقول هذا ايضا لا يجوز بل يجب عليك ان تقوم في القدر الذي تستطيع وهو في حال القيام او في حال اه الركوع او الرفع من الركوع انما في الموضع الذي يشق عليك فيه ان تكون قائما فانك تجلس. يعني اذا جاء وقت السجود مثلا لا تستطيع ان تخر من اه قيامك الى السجود فاسجد على كرسيه في هذه اللحظة اجلس واسجد جالسا اما ان تكون من اول الصلاة جالسا لانك في السجود لا تستطيع السجود على الارض فهذا ايضا لا يجوز فينبغي التنبه الى هذه المسألة المهمة وهي ان الركن آآ ان القيام ركن في صلاة الفريضة لا ينبغي التهاون فيه والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني تكبيرة الاحرام. والدليل الحديث تحريمها التكبير وتحليلها التسليم وبعدها الاستفتاح. طيب الركن الثاني التكبير والتكبير تحريم الصلاة يعني يدخل بالتكبير حريم الصلاة يعني يصبح في داخل الصلاة كحريم البئر او حريم البستان الحدود التي ليس للانسان ان يتجاوزها ولا ان يدخل فيها كذلك الصلاة متى ما كبر فانه يكون قد دخل في افعال الصلاة فلا يجوز له ان يفعل شيئا الا الصلاة التكبير قول الله اكبر ولابد من هذا اللفظ لان الفاظ العبادات توقيفية والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في احاديث متواترة انه كان يكبر في افتتاح الصلاة يعني حينما يبتدأ الصلاة يكبر وصيغة ذلك الثابتة عنه هي الله اكبر فلا يغني عنها غيرها فلا يجوز مثلا ان يقول الله اعظم او الله اجل بل لا بد ان يقول الله اكبر بل لا يجوز ان يقول الله كبير بل لا يجوز ان يقول الله الاكبر انما يجب عليه ان يأتي باللفظ الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الله اكبر النبي صلى الله عليه وسلم كان ينطق بهذا اللفظ نطقا معتادا وعليه فان من مخالفة السنة ما يقع فيه بعض الناس وهو انه يمطط اسم الجلالة او اكبر الله اكبر وهذا لا شك انه من الاخطاء التي لا تجوز عليك ان تكبر كما تكبر اه كما تتلفظ بهذا اللفظ اعتيادا الله اكبر ويسن مع هذا الركن رفع اليدين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه اولا ممدودة غير مقبوضة لابد من مدها ثانيا تكون الاصابع اصابع اليدين ملتصقة غير منفرجة ليس هكذا انما هكذا ثالثا تكون مستقبلة القبلة يعني ليس هكذا رابعا تكون حذو المنكبين او حذو الاذنين يحاذي بهما الاذنين او يحاذي بهما بهما المنكبين وكلاهما صفتان ثابتتان في صحيحي البخاري ومسلم فانت بالخيار بين ان تكبر رافعا يديك حذو منكبيك او تكبر رافعا يديك حذو اذنيك ومن الاخطاء ما يفعله بعض الناس حينما يظن ان من السنة ان يلمس شحمة الاذنين يفعل هكذا الله اكبر هذا لا دليل عليه ولم يثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ايضا من الاخطاء ان بعض الناس يلحظ عليه انه اذا جاء يكبر فانه لا يعتني باداء السنة في رفع اليدين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ربما شعرت في رفعه اليدين شيئا من عدم الاكتراث او اللامبالاة تجده يقول هكذا الله اكبر بهذا الشكل وهذا لا ينبغي النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني اصلي فخذ الامر بجدية وبحزم وباتباع دقيق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واشعر نفسك انك في كل حركة وسكنة في الصلاة تتبع النبي صلى الله عليه وسلم واذكرك ما ذكرته في الدرس الاول من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح من صلى قال صلى الله عليه وسلم من توضأ كما امر وصلى كما امر غفر له ما تقدم من عمل فالثواب عظيم على ان تصلي كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه القضية اهم قضية في حياتك بعد الشهادتين اهم شيء في حياتك يعني اذا جعلت سلم اولويات لحياتك فينبغي ان تجعل في اوائل ذلك الصلاة الله خلقك لاجلها لاجل ان تصلي فلا ينبغي ان يأخذ الانسان هذه العبادة العظيمة على محمل التساهل وعدم المبالاة والاكتراث هذا عن التكبير الذي هو الركن الثاني بعد القيام احسن الله اليكم قال رحمه الله وبعدها الاستفتاح وهو سنة قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك ومعنى سبحانك ثم بعد ذلك يستفتح استحبابا يعني يدعو بدعاء الاستفتاح استحبابا والنبي صلى الله عليه وسلم كان استفتحوا صلاته بدعاء استفتاح جاء عنه صلى الله عليه وسلم بصيغ مختلفة سواء كانت الصلاة فريضة او نافلة والنافلة سواء كانت قيام ليل او غير ذلك المهم ان من الامور المستحبة في الصلاة ان يستفتح الانسان صلاته بدعاء الاستفتاح فان لم يفعل فصلاته صحيحة لكن فاته الاجر والصيغة التي اوردها المؤلف رحمه الله هي سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك هذه الصيغة رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث متعددة رويت من حديث ابي بكر وكذلك عن عمر وكذلك عن عثمان وكذلك عن ابن مسعود وكذلك عن غيرهم وهي ثابتة ان شاء الله عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبتت في الصحيح عن عمر رضي الله عنه انه جهر بهذا الاستفتاح في محضر الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر عليه ذلك فهي لا شك انها آآ ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعة وموقوفة ايضا ولها حكم الرفع وان استفتح المسلم بغير ذلك فلا حرج ان استفتح اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب الى اخره او وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا او الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا الى غير ذلك مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فكله حسن. وكله طيب وكله موافق للسنة لكن لا يجمع بين لا يجمع بين استفتاحين في صلاة واحدة انما الاحسن ان ينوع ففي صلاة آآ يستفتح بهذا الدعاء وفي اخرى يستفتح باخر وفي ثالثة يستفتح بنوع ثالث وهكذا وذلك حتى يكون موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل احوالها فيعظم اجره ويصدق اتباعه وايضا حتى يكون مستحضرا للشيء الذي يفعل سيكون متنبها فان بعض الناس ان كان معتادا على نوع واحد من الاستفتاح فانه ينطق به تلقائيا كالالة فلا يستحضر ولا يتنبه للشيء الذي يستفتح به فالتنويع يؤدي بك الى حصول هذه الفائدة وهو اه وهي حضور القلب والتنبه لما يقول سم. نعم اخذ المؤلف رحمه الله بعد ذلك في شرح وجيز او مختصر لهذا الاستفتاح نعم قال رحمه الله ومعنى سبحانك اللهم اي انزهك التنزيه اللائق بجلالك يا الله وبحمدك اي ثناء عليك. طيب هذا الاستفتاح جمع في مطلعه بين التسبيح والتحميد واحب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله قولك سبحانك اللهم يعني اسبحك يا الله سبحانك اللهم اسبحك يا الله والتسبيح هو التنزيه اذا قولك سبحان الله او سبحانك اللهم يعني انزه الله او انزهك يا الله والله جل وعلا قد سبح نفسه وامر عباده ان يسبحوه وسبحه عباده المؤمنون والله جل وعلا ينزه عن امرين ينزه اولا عن كل نقص وعيب فكل نقص وعيب فالله تبارك وتعالى منزه عنه يجب ان ينفى عنه تبارك وتعالى وثانيا ينزه في كماله عنان يكون له فيه شريك ينزه في كماله عن ان يكون له فيه شريك فيجب حين تسبح الله سبحانه ان تستحضر هذين الامرين ولاحظ يرعاك الله ان التسبيح مطلق سبحان الله انزه الله اذا هو نفي مجمل وتنزيه مجمل لله سبحانه وتعالى لانه يدل على الكمال المطلق تنبه لهذه القاعدة النفي المجمل في الصفات يدل على ماذا على الكمال المطلق فان تنزيه الله تبارك وتعالى ليس نفيا محضا انما هو مستلزم لكمال ضده فاذا كان ينفى عنه النقص فلاتصافه بالكمال المطلق سبحانه وتعالى لما كان النفي مجملا دل هذا على اتصافه بالكمال المطلق من جميع الوجوه له سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك يعني وبحمدك يعني اسبحك وبحمدك اسبحك وبحمدك اسبحك والحمد هو الثناء عن محبة ليس مطلق الثناء ليس كل من اثنى فقد حمد انما اذا كان الثناء عن محبة فهذا يسمى ماذا يسمى حمدا اذا الحمد هو الثناء مع او عن محبة للمحمود سيأتي الكلام عن الحمد ايضا بعد قليل في كلام المؤلف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتبارك اسمك اي البركة تنال تنال بذكرك وتبارك اسمك تبارك يعني بلغت البركة في ذكرك واسمائك الغاية غاية البركة واقصى ما يكون من البركة فانه يكون بذكر الله سبحانه وتعالى وذكر اسمائه وصفاته جل وعلا فالبركة تنال بذكر اسم الله سبحانه وتعالى والبركة زيادة الخير ودوامه وهي مختصة بالله سبحانه وتعالى والله تبارك وتعالى هو الذي يعطي البركة هو الذي يتفضل بها قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري والبركة من الله فالبركة من الله وبالتالي لا يجوز ان تطلب الا منه سبحانه وتعالى والا بذكره سبحانه وتعالى وبالتالي فان من يطلب البركة من غير الله جل وعلا فانه يكون قد اشرك مع الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وتعالى جدك اي ارتفع قدرك وعظم شأنك الجد هو الشأن والعظمة وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وتعالى يعني جل او جلت عظمتك يا الله فهذا ايضا من الثناء على الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا هو العظيم المعظم بكل معاني التعظيم فكل ما يكون من معاني التعظيم العالي العظيم فانه ثابت لله سبحانه وتعالى ولاحظ يا رعاك الله ان هذه الالفاظ الثلاثة ثابتة لله ولا يجوز ان تضاف الى غيره سبحانه وتعالى سبحانك وتباركت تبارك اسمك وتعالى جدك فلا يقال لغير الله سبحانك ولا يقال لغير الله تبارك ولا يقال لغير الله تعالى هذه الالفاظ تدل على كمال مطلق فيجب ان تصرف لله عز وجل ولا تقال لغيره وهنا انبه الى خطأ يقع فيه بعض العامة وهو انه يقول تباركت علينا يا فلان حينما يزوره مثلا يقول تباركت علينا انتبه يا عبد الله الله جل وعلا هو المتبارك سبحانه وتعالى الذي عظم في نفسه والذي يعطي البركة من يشاء جل وعلا فلا يصح ان تقول لاحد من الخلق انه يتبارك بعض الناس في العيد مثلا يقال له عيدكم مبارك فيقول علينا وعليك يتبارك العيد لا يتبارك الله جل وعلا هو الذي يتبارك تبارك الذي بيده الملك اذا هذا من الافعال المختصة بالله سبحانه وتعالى الله عز وجل هو المتبارك والله جل وعلا هو المبارك والعبد هو المبارك. نعم قال رحمه الله ولا اله غيرك اي لا معبود في الارض ولا في السماء بحق سواك يا الله مر معنا الكلام في تفسير شهادة التوحيد ولا اله غيره لا اله غيرك لا معبود في الارض ولا في السماء بحق سواك يا الله المعبودات سوى الله عز وجل كثيرة كل شيء عبد حتى القرود وحتى الابقار وحتى الفروج وحتى الشمس والقمر والاحجار وكل شيء قد عبد لكن كل تلك معبودات باطلة والمعبود الحق انما هو الله عز وجل وحده. ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل فهذا هو المعنى الصواب الذي لا يجوز غيره في كلمة التوحيد لا معبود بحق الا الله جل جلاله نعم قال رحمه الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معنى اعوذ الوذ والتجأ واعتصم بك يا الله اعوذ من العوذ العوذ هو اللجوء والاعتصام واضاف اليه المؤلف رحمه الله اللياظ فقال الوذ وان كان من اهل اللغة من يفرق بين العياذ واللياذ بين اعوذ والوذ فالعياذ يكون في الالتجاء بالشيء مما يخاف واللياذ يكون فيما يرجى يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به مما احاذره اللياء في الخير والعياذ في الشر ولكن قد توضع احدى الكلمتين مكان الاخرى من باب المسامحة في الاستعمال المقصود ان قول المصلي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يعني الجأ الى الله واعتصم بالله من الشيطان الرجيم الله جل وعلا لا احد يعوذ من الشيطان سواه قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الحارث الاشعري وكذلك الانسان لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله ان كنت تخشى من هذا الشيطان استعذ بالله فهو الذي يعيذك وهو الذي يصونك ويحميك من الشيطان الرجيم اذا الاستعاذة لجوء الى الله جل وعلا وهذا اللجوء فيه تفويض قلبي وفيه تحقيق لرغبة ورهبة برجاء وخوف وكل ذلك لا يجوز ان يصرف الا لله سبحانه وتعالى وبالتالي فمن استعاذ بغير الله جل وعلا كما يستعيذ بالله فان هذا شرك اكبر الاستعاذة التي فيها تفويض وتوكل ورغبة ورهبة لا تجوز ان تكونوا لا يجوز ان تكون الا بالله سبحانه وتعالى ولماذا يستعيذ الانسان يستعيذ لانه سيقرأ القرآن الاستعاذة ليست للصلاة انما هي للتلاوة لانها لو كانت للصلاة لقدمت على ماذا على دعاء الاستفتاح لكنها بعد دعاء الاستفتاح وقبل القراءة وذلك لقول الله سبحانه فاذا قرأت القرآن ماذا فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم يعني اذا اردت ان تقرأ القرآن فقدم بين يدي ذلك ماذا استعاذتك بالله من الشيطان الرجيم ولماذا يستعيذ الانسان من الشيطان اذا اراد ان يقرأ القرآن الجواب ان ذلك كان لان الشيطان احرص ما يكون على ان يوسوس لك وان يصرفك عن التأمل والتدبر فيما تقرأ الشيطان يتسلط على الانسان في مثل هذا الموضع لانه يكره له الخير لانه جاد في صرفه عن الخير جاد في اضلاله عن الصراط المستقيم واعظم ما يهدي الى الصراط المستقيم انما هو تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى اذا هو حاضر في هذا الموضع مشمر عن ساعده بصرفك واشغالك والوسوسة لك ناسب مع هذا ان تلجأ الى الله جل وعلا ان يعيذك من الشيطان الرجيم. وان يصرف اذاه عنك حتى تتفرغ للشيء الذي انت تقصده وهو تلاوة كتاب الله جل وعلا لا سيما وانت قائم بين يديه تتعبد له بهذه الصلاة اذا من المسنونات التي آآ ينبغي على الانسان ان يحرص عليها ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ان قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فحسن وان قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه فحسن وان قال اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفخه فحسن ايضا لثبوت ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله من الشيطان اعد اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معنى اعوذ الوذ والتجأ واعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي. نعم الشيطان من شطنا بمعنى بعد وسمي الشيطان شيطانا لانه بعيد عن الخير ولانه بعيد عن رحمة الله سبحانه وتعالى فلما كان ذلك كذلك سمي شيطانا والشيطان هو ابليس ذريته ومن تأثر به من الانس اذا عندنا ثلاثة اشياء يشملها اسم الجنس هذا الذي هو ماذا الشيطان عندنا ابليس الاول الذي امره الله جل وعلا بالسجود لادم فعصى وابى واستكبر وكفر وكذلك ذريته وهم على نهجه وطريقته وكذلك صنف من الانس ليس الاصل فيهم انهم آآ على هذا النهج لكن الشيطان استذلهم وجذبهم اليه فاصبحوا مثله يعملون عمله ويجدون جدة في اضلال الناس شياطين الانس والجن اذا من الجن شياطين وهو ابليس وذريته وهم من جنس الجن وهناك صنف اخر وهو متأثر بالاول وهم من كان من شياطين الانس ومعنى الرجيم يعني كما ذكر المؤلف رحمه الله المبعد والمطرد عن رحمة الله سبحانه وتعالى اصل الرجم هو الرمي ترجيم يعني مرجم يعني مبعد عن رحمة الله جل وعلا والله سبحانه قد طرد هذا اللعين ابليس عليه لعنة الله عن رحمته سبحانه وتعالى كما يمكن ان يكون رجيم بمعنى فاعل بمعنى انه يرجم ويرمي بالظلال بمعنى انه يضل عباد الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا عنه ولاضلنهم ولامنينهم فيجوز ان يكون رجيم بمعنى فعيل ويجوز ان يكون رجيم بمعنى فاعل وان كان الاول هو الاوضح والاقرب اذا الرجيم كما ذكر المؤلف رحمه الله انه المبعد والمطرود عن رحمة الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة اه المؤلف رحمه الله انتقل الى قراءة الفاتحة ثم شرحها شرحا وجيزا والكلام في ذلك سيطول فلعلنا نؤجله