بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة شروط الصلاة. اهدنا الصراط المستقيم ما نهدينا دلنا وارشدنا وثبتنا قال رحمه الله اياك نعبد اي لا نعبد غيرك عهد بين العبد وبين ربه الا يعبد الا اياه واياك تعين عهد بين العبد وبين ربه الا يستعين باحد سواه. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. لا يزال الحديث متصلا بالكلام عن سورة الفاتحة التي هي ام الكتاب والتي هي ركن من اركان الصلاة وقد عرج المؤلف رحمه الله لما ذكر انها ركن من اركان الصلاة عرج على شيء من تفسيرها ووقفنا عند قول المؤلف اياك نعبد واياك نستعين. وذكرنا ان ها هنا التفاتا بعد ان كان الاسلوب اسلوب غيبة صار اسلوب وعلمنا ان اسلوب الغيبة بالثناء اليق وان اسلوب الخطاب بالدعاء اليق. وعلمنا ان هذا الالتفات اذان بان المقام انتقل الى السؤال طلب وما قبله كان توسلا بل حتى قوله اياك نعبد واياك نستعين توسل يقدمه الداعي بين يدي سؤاله وطلبه وهو قوله اهدنا الصراط المستقيم. ولتعلم يا رعاك الله ان اعظم ما يتوسل به في الدعاء لله سبحانه امران الاول حمده سبحانه عليه باسمائه وصفاته والثاني عبودية العبد وافتقاره الى الله جل وعلا فما توسل داع الى الله بمثل هذين والدعاء الذي يتوسل به العبد الى الله عز وجل بهذين ما اقربه من الاجابة وسورة الفاتحة ان تأملت وجدت انها اشتملت على نوعية توسل ها هنا. ففيها التوسل الى الله جل وعلا. بحمده والثناء عليه وذكر اسمائه وصفاته وفيها ايضا توسل لله جل وعلا بعبودية العبد لربه جل وعلا قوله سبحانه اياك نعبد واياك نستعين لاهل العلم ها هنا مبحثان فيهما لطائف الاول في سبب الجمع لا الافراد. في قوله نعبد ونستعين فلم لم يكن اياك اعبد واياك استعين. ذكر اهل العلم ها هنا فوائد ولطائف مما قيل في هذا المقام ان قول العبد نعبد ونستعين فيه من تعظيم الله. واظهار الافتقار بين يديه ما ليس في قوله اعبد واستعين. فكأن العبد يقول يا رب انت معبودي لكني لست عابدك الوحيد. ثمة غيري كثير يعبدونك عبادك والمؤمنون بك يا الله كثير. فانا مفتقر اليك وانت غني عني يا الله. فانظر كيف اشتمل قوله نعبد ونستعين. على هذا الحمد وعلى هذا الثناء وعلى هذا الافتقار. وكأن المصلي لا يجد فرصة فيها على ربه الا اهتبلها. وفي هذا ايضا لطيفة اخرى وهي ان قوله نعبد ونستعين كان فيه اشارة على ما ذكر اهل التفسير الى صلاة الجماعة وانه اذا كان العبد مصليا في جماعة فانه اكمل في تحقيق قوله نعبد ونستعين. فان للعبادة مع اخوانك مسلمين في هذه العبادة العظيمة من الاجر والثواب وزيادة الايمان ما ليس في صلاة الوحدة واذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان صلاة الرجلين ازكى من صلاة الرجل وان صلاة ازكى من صلاة الرجلين قال وكلما كان اكثر فهو افضل. وهذا في اشارة الى ان هذا الدين دين يجمع المسلمين. يؤلف بينهم دين كما يقال جماعي فالمسلمون يصلون جماعة والمسلمون يصومون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد ويحجون الى بيت واحد بهيئة واحدة وعمل واحد. اذا هذا فيه ايماء الى اللحمة التي تربط بين المسلمين. وان المسلمين حقا اخوة. ومن اعظم ما تظهر به اخوتهم واجتماعهم عبادة الله جل وعلا لا سيما في الصلاة. ومبحث اخر وهو في تقديم نعبد على نستعين. وذكر العلماء ها هنا لطائف ولا شك ان ما يعلمه العباد او يلتمسونه من حكم الله جل وعلا في كلامه انما هو كمثل قطرة من بحر. ولا شك ان علم الله جل وعلا بهذا اعظم وان وراء هذا من بكم ما هو اعلم به سبحانه وتعالى؟ قال بعض اهل العلم ان تقديم نعبد على ما نستعين لان لان العبادة هي الغاية. والاستعانة هي الوسيلة. فقدم الغاية على الوسيلة لانها الاهم ومن جهة اخرى فان الاستعانة قد قدم العبد بين يديها توسلا الى الله جل وعلا بعبادته. فصار تقديم العبادة على الاستعانة من باب التوسل. كان العبد يقول يا رب عبدناك فاعنا وفيه ايضا لفتة من جهة اخرى وهي ان العبد اذا قال اياك نعبد ينبغي ان يذكر بانه لا حول له ولا قوة. انما انما العون والامداد من الله سبحانه وتعالى فلا تأخذها فلا تأخذك يا ايها العبد لا يأخذك الغرور ولا تأخذك الكبرياء فتظن انك عبدت الله بحولك وقولك وذكائك كلا انما الامر من الله الله جل وعلا ولولا ان الله اعانك لم تعبده. ففيه من كسر حدة الغرور والكبرياء ما فيه والعبد احوج ما يكون الى ذلك. اياك نعبد واياك نستعين علمنا في الدرس الماضي ان تقديم المفعول ها هنا يفيد ماذا؟ يفيد الاختصاص لاحظ ان الاختصاص ها هنا مؤكد وذلك من جهة انه كرر قوله اياك ما قال قال اياك نعبد ونستعين انما قال اياك نعبد واياك نستعين. فهو تأكيد على هذا الاختصاص وان العبادة لا تكون الا لله. وان الاستعانة لا تكون الا بالله اياك نعبد واياك نستعين. العبادة هي التذلل لله جل وعلا. بفعل باوامره واجتناب نواهيه محبة وتعظيما. وهي حق الله على العباد. والله جل وعلا يغار على حرماته ولا يقبل ان يشركه غيره في حقه. قال النبي صلى الله عليه قلت لها حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. قال المؤلف رحمه الله عهد بين العبد وربه الا يعبد الا الله. حذاري يا عبد الله ان تغفر هذا العهد. اياك ونقضى هذا العهد العظيم الذي تكرره في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة كاقل تقدير. ولذا فان هذا الذي يتوجه لغير الله بالعبادة بالدعاء والذبح والنذر والركوع والسجود والطواف هذا نقض قوله اياك نعبد فهو وان قال اياك نعبد بلسانه فان عمله يكذب ذلك فاذا قلت اياك نعبد فاثبت على هذا العهد العظيم وهو ان تكون عبادتك لله بل الله فاعبد. قال واياك نستعين. لاحظ ها هنا ابهم المستعان به عليه. باي شيء او على اي شيء تستعين بالله المقام ها هنا مبهم. اتستعين الله على امر الدين؟ ام تستعينوا بالله؟ على امر الدنيا ام باي شيء ام ام على اي شيء تستعين بالله؟ الجواب ان الابهام ها هنا يريد التأمين. الابهام ها هنا يفيد ماذا؟ التعميم. فكان العبد يقول يا الله انا استعين بك على كل شيء من امر الدين والدنيا والاخرة في كل صغير وكبير يا الله لا حول لي ولا قوة. الا بك. لاحظ هذا الادب. العظيم الذي دل عليه قوله اياك نستعين. والعبد ليس منه شيء وليس اليه شيء ولولا ان الله يمده بعونه وتسديده وتوفيقه فانه والله ما تحرك حركة بل ولا سكن سكنه. ليس له شيء ولا منه شيء. الا بالله العظيم سبحانه وتعالى هو الذي يوفق وهو الذي يسدد. وهو الذي يشاء وهو الذي يخلق. اياك نستعين واعظم ما يستعين به العبد او اعظم ما يستعين بالله عليه العبد هو طاعته سبحانه عبادته تجريد التوحيد والاتباع لنبيه صلى الله الله عليه وسلم فانه لولا ان الله اعانك على طاعته فانك ما كنت عبدا لله ولا كنت طائعا لله وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ولكن الله حبب الايمان هو سبحانه لا غيره. ليس منك ذاك انما هو من الله. ولكن الله حبب اليكم وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من والله ونعمة والله عليم حكيم. والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. اذا استحضر يا عبد الله استعانتك بالله على طاعته واياك ان تركن الى علمك والى حولك والى قوتك. واعظم هذه الاستعانة الاستعانة بالله على هذا المقام العظيم. بعض الناس لا يلتفت في مقام الاستعانة والتوكل والتفويض. الا على شأن الدنيا فاستعينوا بالله على شأن الرزق على شأن المال على شأن الوظيفة وهذا امر حسن ولكن الاكمل والاحسن ان يكون اعظم استعانتك بالله على طاعة الله شتان بين من بالله على طاعته وبين من يستعين بالله في شأن رغيف يأكله. لا شك ان الاول اعظم ولا شك ان الاول اكمل اياك نعبد واياك نستعين. لا شك ان الحسرة ها هنا في قوله اياك نعبد واياك نستعين مختلف. فان العبادة لا تجوز الا لله جل وعلا ولا يجوز صرف ولا يجوز صرف شيء منها ولو دق لغير الله. فصرف اي بقسط من العبادة لغير الله شرك به سبحانه وهو اعظم الذنوب. اما الاستعانة ففيها تفصيل فانه لا يستعان بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. اما ما يقدر عليه العباد فيجوز للعبد ان يستعين باخيه. يجوز ان تستعين باحد من الخلق فيما يقدر عليه مخلوق في تحصيل مطلوب او دفع مرهوب في مقدور العبد هذا لا بأس بالعبد او لا بأس للعبد ان يستعين لمخلوق عليه قال جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين اكثر التأمل في هاتين الكلمتين العظيمتين فاننا قد علمنا فيما سبق ان الدين كله مجموع في هاتين الكلمتين اياك نعبد واياك نستعين واستحضر في قلبك هذا العهد الذي تقطعه على نفسك ولابد من ان توفي به ولابد من ان تثبت عليه ثم قال اهدنا الصراط المستقيم. ما اعظم هذه الكلمة عظيمة اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. التوفيق كل التوفيق والهداية كل الهداية. والنجاة والفلاح. كله مرهون ومقطوع به لاهل هذه الامور الثلاثة. اهل العبادة والاستقامة هدايتي الى الحق. والخيبة الضلال فيمن عدم الامور الثلاثة. اياك نعبد واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. هذا وصول الى نبض هذه السورة وما قبل ذلك مقدمة هو توسل بين يدي هذا الدعاء العظيم. اهدنا الصراط المستقيم هذا الدعاء اعظم الادعية واوجب الادعية واجمعها لمعاني الايمان اوجد الادعية ولذا فالله جل وعلا امر به لكل مسلم ان يكرره في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة. اهدنا الصراط المستقيم وهو اكمل الادعية في تحقيق الايمان. الا تعلم ان قول المسلم اهدنا الصراط المستقيم فيه اشارة الى اركان الايمان الستة ففيه اولا الايمان بالله الرب والاله لان قول العبد اهدنا الصراط المستقيم. دعاء للاله المعبود. فهو يتقرب والى الله بالدعاء وهو لا يدعو هذا الدعاء الا وهو يعتقد ان الله بيده ان يهدي بيده ان يضل وهذا لا شك فيه. من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. فهو من افعاله التي اختص بها. وهذا اشارة الى ايمانه بربوبية الله جل وعلا. هذا بالله. وفيه ايضا اعني في هذا الدعاء اشارة الى الايمان بالكتب لانه كما سيأتي فسر الصراط المستقيم بالقرآن. فهذا الايمان بالكتب وفيه ايضا الايمان بالرسل. فان مما فسر به كما سيأتي الصراط المستقيم الرسول صلى الله عليه وسلم ففيه اشارة الى الايمان بالرسل. ومن لازم الايمان بهذا وهذا الايمان بالملائكة. فمن الذي هو واسطة بين الله ورسوله في ابلاغ الوحي؟ اليس هو جبريل عليه السلام؟ والقرآن نقله الى النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام سمعه من الله فاداه الى رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا هو الايمان بالملائكة وفي هذا ايضا اشارة الى الايمان باليوم الاخر. وذلك فمن جهتين الاولى من جهة ان مما فسر به الصراط المستقيم والهداية اليه التثبيت على الصراط الاخروي. فهذا من الايمان باليوم الاخر فيه ايضا لفتة من جهة اخرى. وهي ان لازم الثبات على صراط المستقيم في الدنيا وهو الاسلام لازم ذلك وثمرته ونتيجته الثبات على الصراط فان الصراط اثنان واحد في الدنيا وواحد في الاخرة وبينهما شبه اما الذي في الدنيا فهو الاسلام. واما الذي في الاخرة فهو ذاك الصراط ذاك الجسر المنصوب على متن جهنم والذي يمر عليه كل مؤمن وفاجر بين الصراطين شبه. كلاهما مستقيم. وكلاهما يؤدي الى الغاية المقصودة الاسلام يؤدي الى محبة الله ورضوانه. والصراط الاخروي يؤدي الى جنات النعيم. فمن مر على الصراط ما بقي له الا ان يدخل جنات النعيم. نسأل الله ان يجعلنا منهم وعلى قدر ثباتك على الصراط الدنيوي يكون ثباتك على الصراط الاخروي وعلى قدر سرعتك في الاستجابة الى امر الله على قدر سرعتك واقبالك على الصراط دنيوي تكون سرعتك على الصراط الاخروي. وكما انك اذا سلمت من الكلاليب والخطاطيف التي هي معلقة على الصراط الدنيوي وهي كلاليب الشبهات وخطاطيف الشهوات ستسلم في الاخرة من الكلاليب والخطاطيف على الصراط الاخروي. جزاء الوفاق. اذا صار في هذا اشارة الى الايمان باليوم الاخر اما بدلالة التظمن او بدلالة اللزوم. بقي الايمان وباليوم بقي الايمان بالقدر. وهذا ظاهر جلي في قول العبد اهدنا فان الهداية حقيقتها هي مشيئة الله سبحانه وتعالى للعبد ان يستقيم على الحق اهدنا هي طلب لان يشاء الله عز وجل ان يهدي العبد فالهداية من الارادة الكونية المشيئة التي هي المرتبة الثالثة من مراتب القدر اليس كذلك؟ قال جل وعلا من يشأ الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. ثم ان الله جل وعلا هو الذي يخلق الهداية في القلب والخلق هو المرتبة الرابعة من مراتب القدر. فصار في هذا اشارة الى الركن السادس وهو الايمان بالقدر. اذا اذا علمت هذا ان هذه الجملة العظيمة اهدنا الصراط المستقيم. دلت على اركان الامام الستة اما بدلالة واما بدلالة اللزوم علمت قدر هذا الدعاء الجليل. وانه اعظم الادعية واكمل الادعية واوجب الادعية. وان حاجة العبد اليه اعظم من كل حاجة لمسيس الحاجة الى هذا الدعاء. امرت يا عبد الله بان تكرره سبع عشرة مرة كل يوم وليلة فلست الى شيء احوج منك الى هداية الله سبحانه وتعالى. اهدنا الصراط المستقيم قد يقول قائل نحن والحمد لله مسلمون فما الحاجة بنا؟ الى ان ان نكرر هذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم اولسنا مهديين الى الاسلام اولسنا قائمين بهذه الصلاة؟ فما حاجتنا الى هذا التكرار؟ وهذا سؤال يطرحه من لم ينعم ويتأمل في شأن الهداية الى الصراط المستقيم اذا يا عبد الله ان الهداية اولا هي نوعان. هداية وارشاد وهداية توفيق وتسديد. والعبد بحاجة الى الامرين ثم في هداية التوفيق. ثمة امران هداية الى الصراط وهداية في الصراط. انتبه هذا الذي سأل السؤال السابق ظن ان الهداية شيء واحد والحق انهما امران ان تهدى الى الصراط المستقيم وهو الاسلام وان تثبت على ذلك هذا شيء وان تثبت في الصراط المستقيم هذا شيء اخر. الصراط المستقيم فيه تفاصيل كثيرة. وانت بحاجة في كل جزء منه الى هداية خاصة. اذا حاجتك الى هداية الله كمثل عدد انفاس قلبك وتحرك قلبك ونبضات قلبك. فان في كل خطوة من حياتك انت بحاجة الى هداية خاصة. الان اذا كنت تريد سفرا فانك تبحث عن الطريق الى مقصودك وكل عاقل يبحث عن طريق وجيز مختصر مستقيم سهل فكونك تعرف هذا الطريق وانه هو الطريق المناسب الذي يوصله الى بلدتك التي تقصدها هذا امر مطلوب ولكن هناك شيء اخر وهو ان تعرف تفاصيل هذا الطريق. ما هي عقباته؟ وما هي اماكن الاستراحة فيه؟ وما هي الاماكن التي ينبغي ان تسرع فيها والاماكن التي ينبغي ان تبطئ فيها لان هناك ماذا؟ تفاصيل في هذا الصراط. كذلك الشأن في الصراط المستقيم الذي هو الدين والاسلام. ثمة تفاصيل كثيرة. انت بحاجة الى ان تعلمها هو بحاجة الى ان تعمل بها وبحاجة الى ان تجتنب ضدها وكل ذلك لا يكون الا بهداية الله اذا هذه الهداية التفصيلية هذه الهداية في الصراط المستقيم تعني العلم بالحق والعمل به واجتناب ما يضاده. وهذا فيه تفاصيل كثيرة ربما تهدى الى شيء وتخذل في شيء. ربما يوفق العبد الى ان يصلي هي صلاة الجماعة وهذا من هداية الله له. هداية جزئية الى صلاة الجماعة ان يصلي صلاة العشاء. لكن قد تخذل بسبب ذنب اذنبته عن ان تهدى الى ان تصلي السنة الراتبة. لان السنة الراتبة تحتاج الى هداية خاصة بها. قد توفق الى ان تصلي الجماعة لكن لا توفق الى ان تقوم الليل. الى ان توتر وهذه هداية خاص قد يوفق الانسان الى ان يصلي الفريضة لكن لا يوفق الى ان يصلي في جماعة هذه يحتاج الى هداية خاصة. اذا كل عبودية لله تحتاج الى هداية خاصة. اذا فعلمت ذلك؟ علمت مدى حاجتك الى قولك وابتهالك الى الله اهدنا الصراط كن مستقيم في كل شيء علمنا وارزقنا العمل بالعلم وجنبنا ما يضاد ذلك اهدنا الصراط المستقيم. الصراط كما سيأتي في كلام المؤلف هو الطريق ولا يكون الطريق صراطا الا اذا كان طريقا واضحا مستقيما وهذا الطريق فسر بانه الاسلام وفسر بانه الرسول صلى الله عليه وسلم وفسر بانه القرآن وكل هذا يرجع الى معنى واحد والخلاف لهذا الباب وفي امثاله انما هو من اختلاف التنوع لا من اختلاف التضاد فان الاسلام هو صراط مستقيم ولا اسلام الا بالقرآن ولا اسلاما الا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم فعاد بذلك كله الى معنى واحد. بل قال بعض اهل العلم ومنهم سهل اه التستري رحمه الله ان الصراط المستقيم هو طريق السنة والجماعة مسلك ومنهج اهل السنة والجماعة هو الصراط المستقيم وصدق لان نهج اهل السنة والجماعة هو الاسلام الصافي الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. فعاد ذلك الى معنى لواحد ايضا اهدنا الصراط المستقيم. واذا كان الصراط لا بد ان يكون مستقيما فمن حاجة الى ان يوصف بالمستقيم؟ قالوا هذا تأكيد على انه الحق قل محض دون ما سواه. والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق. فالله عز وجل هو الحق وما سواه فباطل. ونبيه صلى الله عليه وسلم هو الحق. والاسلام هو الحق. والقرآن هو الحق وبالحق انزلناه وبالحق نزل. ولاحظ يرعاك الله هنا ان الصراط والمستقيم قد عرف كل من الكلمتين بالف اليس كذلك ليس اهدنا صراطا مستقيما انما اهدنا الصراط المستقيم. قال العلماء ان هنا للعهد الذهني فهو يستحضر اعني المصلي ان هذا الصراط المستقيم هو شيء واحد معلوم وبارز وواضح وهو الدين الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الذي يقر المسلم بانه الحق. لذا قال لاهل العلم في قول المسلم اهدنا الصراط المستقيم. اجتمع دعاء واخبار واقرار وتوسل. دعاء وهذا ظاهر. اهدنا الصراط المستقيم واخبار وثناء على ان دين الله ووحيه ومبعث به رسول صلى الله عليه وسلم هو الحق المحض. الصراط المستقيم. وتضمن هذا ثالثا الاقرار تصديق بذلك كأن العبد يقول يا الله انا اقر واصدق بان دينك هو الحق واما هو ان ما سواه فباطل وفيه ايضا التوسل التوسل لله عز وجل بالثناء على كتابه وعلى دينه بانه هو الحق. لما كان حقا وانا امنت به الله اهدني اليه فصار فيه من التوسل في الدعاء ما هو ظاهر. وهذا كله بعض ما دل عليه قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اهدنا الصراط المستقيم ما نهدنا دلنا وارشدنا وثبتنا. دلنا وارشدنا ترجعان الى هداية الدلالة والارشاد. ولكن ذلك وحده لا يكفي. كم من الناس من يعلم الحق ولكنه ما انتفع به ولا استفاد منه لم؟ لانه لم يهتدي الهداية الاهم وهي هداية التوفيق. كثير من الناس يعلم الحق لكن يمنعه هواها يمنعه او هو حقده يمنعه كبره على ان يستجيب له. اليهود الم يقل الله عنهم انهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءه. اجيبوا هل استفادوا؟ ما استفادوا. لم حرموا الهداية الثانية. وذلك بسبب ظلمهم. وبسبب اعراضهم فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. فالله جل وعلا يحرم هذه الهداية من لم يكن اهلا لها بل ومن عارض وعاند وحاد الله ورسوله ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى والله الله اركسهم بما كسبوا. فالله جل وعلا اذا منع هدايته كان هذا محض العدل منه سبحانه وتعالى ليس هذا من ظلمه وحاشى حاشا ربنا ان يكون ظالما بل له كمال العدل والقسط سبحانه وتعالى ان ربي على صراط مستقيم. كمال العدل في فعله وتقديره سبحانه وتعالى. اذا اهدنا وارشدنا ادلنا وارشدنا هذه الدلالة دلالة الارشاد وثبتنا بعض دلالة التوفيق بعض دلالة التوفيق. فان دلالة التوفيق هي العلم بالحق وايثاره والثبات عليه. ما هي؟ هداية التوفيق ها العلم بالحق لابد ان تكون عالما به يعطيك الله العلم والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ليس عندك علم لكن الله يعطيك اياه طيب العلم بالحق هو ايثاره ان تؤثره على غيره ان تتجه اليه وتعرض عما سواه. تقصده هو ولا تلتفت الى غيره ولكن هذا ايضا لا يكفي. كم من الناس من اتجه الى الحق والصواب؟ وعمل به ولكنه بعد ذلك عدل عنه وانصرف وارتكس في الظلال. اللهم انا نعوذ بك من الحور بعد الكور. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم يا مصرف القلوب والابصار قلوبنا على طاعتك. اذا لا تنتفع بهذا العلم ولا بهذا العمل. ما لم تثبت عليه حتى الممات والا فلو عاش الانسان على هذا الصراط المستقيم كل حياته لكن في اخر لحظات حياته والعياذ بالله عن هذا الصراط انتفع بتلك السنين التي كان فيها على الحق لا ما انتفع بها قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. اذا استحضر معنى قولك اهدنا هذه الهداية العظيمة التي هي اعظم النعم على الاطلاق استحضر فيها ان تعلم الحق وان تؤثره على غيره وان وان تثبت عليه. وكل هذا بيد الله. فاسأل ربك بصدق ان يبلغك ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الصراط الاسلام وقيل الرسول صلى الله عليه وسلم صلي على محمد وقيل قرآن والكل حق. نعم. وكله يرجع الى معنى واحد. نعم. والمستقيم الذي لا اعوجاج فيه. نعم. صراط الذين انعمت عليهم طريق المنعم عليهم. والدليل قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. طيب هذه الجملة فما بعد تحتاج الى كلام قد يطول ولعل فيما سبق كفاية ونكمل غدا آآ باذن الله سبحانه تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين