بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفى به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في رسالة شرط الصلاة والتشهد الاخير ركن كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كنا نقول قبل ان يفرض علينا التشهد السلام على الله من عباده السلام على جبريل وميكائيل وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله لا تقول السلام على الله من عباده فان الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد عباد الله الصالحين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله والحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الركن الحادي عشر من اركان الصلاة وقد علمنا ان اركان الصلاة كم اربعة عشر ركنا وبقي بعده الجلوس له لابد ان ينطق بالتشهد وهو جالس لا قائم ولا منحني بعد ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واخيرا التسليمتان بقول النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها التكبير وتحليلها التسليم التشهد في الصلاة يكون في موضعين اذا كانت الصلاة ثلاثية او رباعية ويكون واحدا في الصلاة الثنائية هو التشهد الاخير يعني حكم التشهد الاخير في الثنائية وهو التشهد الوحيد فيها انه ركن اما في الثلاثية او الرباعية التشهد الاول كما سيذكر المؤلف في خاتمة الرسالة واجب والتشهد الاخير ركن والتشهد الاخير ينتهي عند قول المصلي واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الى هنا ينتهي التشهد الاخير وفرق هؤلاء العلماء الذين نصوا على هذا الحكم بين التشهدين في الحكم ان الحديث ثابت بان التشهد مفروض قبل ان يفرض علينا التشهد فدل هذا على انه واجب مفروض فله حكم الركنية ويستثنى من هذا التشهد الاول لان النبي صلى الله عليه وسلم لما سهى عنه في صلاته جبره بسجود السهو دل هذا على ان التشهد الاول واجب لا ركن هكذا قرر العلماء الذين نصوا على ان التشهد الاول واجب والثاني ركن هذا التشهد لابد ان يكون مع جلوس له فلو انه قاله في اي حالة من احوال الصلاة فانه يكون قد اخل بركن من اركان الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالجلوس والاطمئنان فيه. وهكذا كانت سنته العملية المتواترة صلى الله عليه وسلم و سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله بيان تفسير وجيز لالفاظ التحيات كما صنع رحمه الله في تفسير الفاتحة احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعنى التحيات جميع التعظيمات لله ملكا واستحقاقا. مثل الانحناء والخضوع والركوع والسجود والبقاء والدوام هذه الكلمة الاولى في التشهد ولاحظ يرعاك الله ان التشهد الفاظه توقيفية و النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتني بتحفيظ اصحابه هذا التشهد عناية عظيمة وفي صحيح البخاري وفي صحيح مسلم ايضا ان ابن مسعود رضي الله عنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه وذكر انه كان يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن فينبغي العناية بضبط الفاظ التشهد هذا من المهمات التي لا ينبغي ان يتساهل فيها المسلم وهكذا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتحفيظ الناس هذا التشهد والتأكيد عليهم بضبط حتى ان ابن مسعود رضي الله عنه كان يأخذ على اصحابه الواو في التشهد كان يأخذ على اصحابه الواو يعني يعاتبهم ويصوب لهم اذا زادوا حرف الواو او انقصوه في التشهد هذا يدل على ان التشهد لابد من ضبطه لابد من ان يضبطه المسلم فالفاظه الفاظه توقيفية والتشهد الذي ساقه المؤلف وشرحه هو الذي جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو اصح الفاظ التشهد واثبتوها وهو الذي اخذ به اكثر اهل العلم من الصحابة فمن بعدهم كما حاب حكى هذا الترمذي وغيره فاصح الفاظ التشهد هو هذا واذا اخذ المسلم بغيره من التشهدات الواردة سواء ما رواه عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم او رواه ابن عمر او رواه ابو موسى او روته عائشة رضي الله عنها كل هذا او رواه ابن عباس كل هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حرج في الاخذ به. لكن اكمل تلك الالفاظ واصح تلك الروايات و ما جاء عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التحيات التحيات قال جميع التعظيمات لله جل وعلا ومن افراد ذلك الركوع والانحناء والسجود والبقاء والدوام الى اخر ما ذكر العلماء رحمهم الله من تفاصيل من تفاصيل معنى التحيات والتحيات جمع تحية والذي يدور عليه كلام العلماء في معنى التحيات انها جميع ما يكون من الثناء والتعظيم والكمال فاذا قال المسلم التحيات لله يعني جميع الثناءات والتعظيمات والكمالات ثابتة لله تعالى ملكا واستحقاقا فهو المستحق للثناء المطلق فلا احد يستحق الثناء المطلق الا الله سبحانه وتعالى واما المخلوق فله ثناء جزئي بحسبه اما الثناء المطلق فانه لا يكون الا لله سبحانه وتعالى وله كذلك جميع انواع التعظيمات لانه العظيم سبحانه وتعالى وهو العظيم بكل معنى يقتضي التعظيم لا يحصيه من انسان من الذي يحصي كل ما يستحقه الله سبحانه وتعالى من التعظيم اذا التعظيم كاملا بالاقوال والاعمال وما يقوم بالقلوب انما يستحقه الله جل وعلا ولا يجوز ان يشركه فيه غيره كما ان له جميع الكمالات سبحانه وتعالى و اقصى ما يكون من الكمال فانه ثابت لله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يقوم به شيء من النقص جل ربنا وعز عن ذلك ومن امثلة ذلك هذه التفاصيل التي يذكرها العلماء من كماله بقاؤه ودوامه فهو الحي الذي لا يموت سبحانه وتعالى ومن تفاصيل ما ذكروا ايضا ثبوت الملك والملك فهو الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانه وتعالى ومن ذلك ايضا السلامة من الافات فهو السلام سبحانه وتعالى. سلم من كل نقص وعيب. وسلم من كل مشاركة له في كماله من احد من المخلوقين. اذا التحيات والهنا للاستغراق يعني جميع التحيات التي تتضمن كل انواع الثناءات والتعظيمات والكمالات ثابتة لله سبحانه وتعالى العبد ها هنا يقر بلسانه وواجب ان يقر بقلبه ايضا بثبوت ذلك لله جل وعلا وهذا مما ينبغي ان يستحظره المصلي اذا قال هذا اللفظ العظيم التحيات لله نعم قال رحمه الله وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله. فمن صرف منه شيئا لغير الله فهو مشرك. لا شك ان التعظيم المطلق والكمال المطلق والثناء المطلق حق ثابت لله جل وعلا فمن اثنى على غير الله الثناء المطلق او اعتقد ان التعظيم المطلق يكون له او انه يثبت له الكمال المطلق فقد وقع في الشرك لان الشرك هو ان يشرك الله عز وجل احد اعتقاد ان يشرك احد الله تعالى في شيء من خصائصه. وهذا من خصائص الله جل وعلا. نعم وقال رحمه الله والصلوات معناها جميع الدعوات. فقيل الصلوات الخمس والصلوات لله جل وعلا ايضا والصلوات قيل انها الدعوات لان الصلاة في اللغة الدعاء وقيل ان في هذا اقرارا ان الصلاة التي هي العبادة كالصلوات الخمس حق لله جل وعلا لا يجوز ان تصرف لغيره والصواب العموم فجميع الدعوات لا تجوز ان تكون الا لله. كما ان الصلوات سواء كانت الفريضة او كانت النافلة ايضا فهي حق لله جل وعلا. لا يجوز ان تصرف لغيره. هذا مما ينبغي ان استحضره المصلي لانه يقر به في صلاته. فيقول الصلوات لله فالدعاء يجب ان يكون لله كما ان العبادة وارفعها الصلاة يجب ان تكون لله. نعم قال رحمه الله والطيبات الله طيب ولا يقبل من الاقوال والاعمال الا طيبها والطيبات يعني لله عز وجل ايضا والطيبات لله يعني ان الله جل وعلا لا يقوم به من الاقوال والافعال والصفات الا الطيب لانه جل وعلا الطيب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وبهذا نعلم ان الله عز وجل ينزه في اقواله وافعاله وصفاته عن كل ما لا يليق بكماله جل وعلا من الخبيث والرديء لان الله جل وعلا لا يكون منه الا الطيب قولا وفعلا وصفاته هذا امر وامر اخر هو انه لا يتقرب الى الله الا بالطيب من الاقوال والاعمال والاعتقادات وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المعنيين بقوله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا قال الله جل وعلا اليه يصعد ماذا الكلم الطيب. فالله جل وعلا لانه الطيب فلا يقبل الا الطيب اما الخبيث والرديء والشر فالله منزه عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك الشر ليس اليك وصفة كما انه لا يتقرب به اليك يا الله. بل الله جل وعلا لا يقبل الا طيب واطيب الاقوال والاعمال ما اجتمع فيه الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فادعوا للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة ورفع الدرجة والذي يدعى له ما يدعى مع الله قال السلام عليك ايها النبي السلام عليك ايها النبي هذا دعاء بالسلام يعني بالسلامة للنبي صلى الله عليه وسلم ولاحظ ان هذا الدعاء جاء بصيغة الخبر قال العلماء لقوة رجاء الاجابة جاء الدعاء بصيغة ماذا؟ الخبر لقوة رجاء الاجابة. يعني كانه امر محقق لا شك فيه وهذا مما يرجوه المسلم من ربه سبحانه وتعالى السلام عليك تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة و لاحظ ان هذا الدعاء فيه صيغة الخطاب فانت تقول السلام عليك ايها النبي وهذا كما قال اهل العلم هو من باب الاستحضار القلبي من قوة الاستحضار القلبي نودي عليه الصلاة والسلام. بمعنى انه خوطب لشهوده بالقلب خوطب لشهوده صلى الله عليه وسلم بالقلب. وهذا معروف في اساليب العرب. انه اذا كان الكلام عن غائب وهذا الغائب في جسده حاضر بقلب المتكلم فانه يخاطبه بصيغة المنادى في ناديه لقوة استحضاره في قلبه. فهذا الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود وعلم امته ان يقولوه في التشهد وهذا عام ثابت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ولاجل هذا خطب عمر رضي الله عنه في الصحابة وعلمهم التشهد وكان من ضمن ما علمهم ان يقولوا هذا اللفظ السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته اذا انت تدعو في هذا الموضع للنبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة اشياء تدعو له بالسلامة وتدعو له بالرحمة وتدعو له بالبركة صلى الله عليه وسلم وها هنا التفاتة قيمة من المؤلف رحمه الله ما اعظمها لو وافقت قلبا حيا ينتفع بها قال الذي يدعى له ما يدعى مع الله اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم امتهم وقد علم امته وامرهم ان يدعو الله عز وجل له اذا كيف في العقل الصريح يجوز ان يدعى هو مع الله عز وجل الذي يدعى له لا يجوز ان يدعى النبي صلى الله عليه وسلم امرنا ان ندعو الله له ولم يقل ادعوني مني السلام ومني الرحمة والبركة فادعوني. انما امر امته ان يدعو الله عز وجل له وهكذا لو تأملت في مواضع اخرى في السنة تجد مثلا امر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان يسمع المسلم الاذان ويردد معه. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ها هل قال سلوا الله لي الوسيلة او قال سلوني واستغيثوا بي وادعوني مع الله اي اللفظين قال سلوا الله لي الوسيلة. اذا النبي صلى الله عليه وسلم يدعى له ويسأل الله له وليس انه هو الذي يكون المستغاث والذي يكون المدعو والذي يكون المسئول. قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. اذا هذه لفتة مهمة من المؤلف رحمه الله. وانظر يا رعاك الله الى علماء توحيد كيف انهم لما كانت قضية التوحيد اعظم القظايا في اهتماماتهم تجد انهم ما ينسون ولا يغفلون عن التنبيه على التوحيد ومسائله والتحذير من ضده ولو كان المقام يتعلق للفقه ببيان احكام الصلاة لان الصلاة ما هي؟ والطهارة ما هي؟ والصوم ما هو؟ وهكذا الزكاة والحج بدون توحيد. التوحيد لب العبادة وهو الغاية من العبادة فمتى ما ضاع التوحيد وزال التوحيد ما انتفع الانسان بما يقوم به من العبادة ولو اكثر اذا هذه لفتة مهمة تدبرها يا رعاك الله النبي صلى الله عليه وسلم انت تدعو الله له. والذي يدعى له ما يدعى مع الله. نعم السلام عليكم قال رحمه الله السلام علينا وعلى وعلى عباد الله الصالحين تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح من اهل السماء والارض والسلام دعاء والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال العلماء علم النبي صلى الله عليه وسلم امته ان يبدأوا اولا بالسلام عليه هو صلى الله عليه وسلم. وذلك لعظيم حقه على المسلم فاعظم الحقوق على الاطلاق حق النبي صلى الله عليه وسلم بعد حق الله فكان لاهميته المقدم ثم يدعو الانسان لنفسه مع اخوانه الذين يلوذون به والذين يصلون معه وذلك لانهم ولانه الاولى بالدعاء. والذي ينبغي ان يحرص الانسان على نجاة نفسه اولا ثم ان يدعو لاخوانه المسلمين عامة وهذا من تعليم الاسلام للمسلمين ان تكون بينهم اخوة صادقة ولحمة متينة بحيث ان الواحد منهم كما انه يفكر في نفسه فانه يفكر في اخوانه. كما انه يرجو الخير لنفسه فانه يرجو الخير لاخوانه. ولاجل هذا فانه يقول السلام علينا عباد الله الصالحين. واذا قال هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اصابت يعني دعوته هذه كل عبد صالح في السماوات والارض فانظر الى هذا الاجر العظيم الذي يناله المسلم من هذه الجملة حينما قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وها هنا ايضا يعيد الشيخ الكرة ينبهك هذا التنبيه اللطيف فالاولياء الصالحون اهل المقامات العالية عند الله عز وجل لا يزالون مهما بلغوا من الدرجة العلية في الايمان والصلاح والتقوى يحتاجون الى ان يدعى لهم والذي يدعى له لا يكون مدعوا المدعو ينبغي ان يكون غنيا لا يحتاج الى غيره. كيف يكون المدعو فقيرا الداعي لا يدعو الا غنيا يستطيع ان يعطيه اما ان يكون فقيرا محتاجا مثله فانه لا يغني عنه شيئا اذا الصالحون يدعى لهم انت تدعو لهم كما تدعو لنفسك. اذا ليسوا اهلا لان يدعون لان يدعوا مع الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. تشهد شهادة اليقين الا يعبد في السماء والارض بحق الى الله وشهادة ان محمدا رسول الله. طيب ها هنا يصل الانسان الى ان يتشهد شهادة الحق ولاجل قول المسلم ها هنا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله سمي هذا اللفظ او سميت هذه الجمل بماذا بالتشهد لوجود وثبوت التشهد فيها اشهد ان لا اله الا الله هذه شهادة الحق هذه كلمة التوحيد هذه الكلمة الطيبة هذه التي خلق الله السماوات والارض من اجلها. هذه التي خلق من اجلها الجنة والنار. وانقسم الناس الى سعيد وشقي يشهد الانسان في هذا الموضع المهم شهادة التوحيد لله جل وعلا بانه لا معبود حق في السماوات ولا في الارض الا هو هذا معنى ينبغي ان يستحضره الانسان فهو يأخذ على نفسه العهد بان الله عز وجل هو معبوده وحده وانه لا يستحق العبادة احد سواه. جل ربنا وعزه وكلمة اشهد كما مر بنا سابقا قلنا انطقوا واخبروا بما اعلم واتيقن هذه هي الشهادة لا تكون الشهادة الا بذلك. الشهادة لابد فيها من نطق. والشهادة لابد فيها من علم. والشهادة لابد فيها من يقين اما من يقول بلفظه لا اله الا الله ولكنه لم يكن عالما بمعناها ولا مستيقنا بهذا المعنى فانه لا يكون قد اتى بشهادة التوحيد والله جل وعلا يقول الا من شهد بالحق شهد بالحق وهم يعلمون. اعد قال رحمه الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. تشهد شهادة اليقين الا يعبد في السماء والارض بحق الا طه ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل. وان ما يدعون من دونه هو الباطل وشهادة ان محمدا رسول الله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع واشهد ان محمدا عبده ورسوله هذه الشهادة الثانية قرينة شهادة التوحيد ولا تنفع احدى الشهادتين الا بضم الاخرى اليها فلو ردد الانسان اشهد ان لا اله الا الله عدد الانفاس دون ان يكون مقرا بشهادة ان محمدا رسول الله لم تنفعه تلك الشهادة فلا تنفع احدى الشهادتين الا بضم الاخرى اليها فهما بمثابة الجملة الواحدة وبينهما تلازم تام فلا اله الا الله لابد معها من محمد لابد معها من محمد رسول الله اذا ينطق الانسان وهو عالم ومتحقق ومتيقن من ان النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله. ولاحظ ان لفظها هنا فيه رد على طرفي الضلال فعبدالله فيه رد على اهل الغلو ورسوله فيه رد على اهل الجفاء الذين رفعوا النبي صلى الله عليه وسلم عن مقام النبوة والرسالة الى مقام الربوبية والالهية فان الرد عليهم يكونوا بان يذكروا بان النبي صلى الله عليه وسلم عبد لله والعبد لا يكون معبودا لا يمكن ان يكون المعبود عبدا ولا يمكن ان يكون العبد معبودا اذا النبي صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد واولئك الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وجحدوا نبوته ورسالته فانه يرد عليهم لثبوت او باثبات انه رسول الله اذا كمال النبي صلى الله عليه وسلم في اجتماع هذين الوصفين انه عبد الله ورسوله. النبي صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله شرفه الله بالعبودية والرسالة لا شك ان هذا اعظم المقامات على الاطلاق ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق على الاطلاق لانه اجتمع له كمال العبودية مع كمال الرسالة فهو اكمل عباد الله هو صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بالله وهو صلى الله عليه وسلم اشد الناس له خشية فكمل في حق فكمل في حقه العبودية لله جل وعلا كما انه سيد الانبياء والمرسلين. وامامهم صلى الله عليه وسلم. وكل الناس ادم فمن دونه تلوائه يوم القيامة اذا لما كان له كمال العبودية وكمال الرسالة كان اشرف الخلق واكرمهم عند الله سبحانه وتعالى. هذه المعاني ينبغي استحضارها حينما ينطق المسلم بهذا اللفظ يحمد الله على ان رزقه الاعتقاد الصحيح الصافي وهو ان يقوم للنبي صلى الله عليه وسلم بالحق الواجب عليه دون غلو او اجحاف يعتقد انه رسول الله واجب اتباعه وواجب الانقياد له. وواجب ان يكون احب اليه من من كل شيء خلا ربنا سبحانه وتعالى ومع ذلك ينبغي ان يستحضر انه عبد لله له حق الاتباع لا حق العبادة. العبادة لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. فالله له حق ورسوله صلى الله عليه وسلم له حق ولا يجوز الخلط بين الحقين. وما اتى الضلال والانحراف الا من هذا الخلط بين الحقين حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم. لا قال رحمه الله وشهادة ان محمدا رسول الله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب. بل يطاع ويتبع شرفه الله بالعبودية والرسالة والدليل قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. انظر انظر يا رعاك الله كيف فان النبي صلى الله عليه وسلم وصفه ربه بوصف العبودية في اشرف المقامات في مقام انزال القرآن في مقام انزال هذه النعمة العظمى على النبي صلى الله عليه وسلم وصف الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية الذي نزل الفرقان على عبده انظر ايضا كيف انه في اعظم المقامات التي انعم الله بها على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو الاسراء والمعراج. قال الله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده في مقام الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم. وصفه ايضا بالعبودية وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا عليه لبدا. اذا في اعظم المقامات في انزال القرآن في الاسراء والمعراج في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وصف بوصف العبودية لانها اشرف المقامات ان يكون الانسان عبدا له كمال العبودية وذلك وصفه صلى الله عليه وسلم. اذا اولئك الذين يقع في نفسهم ما يقع من الحرج من وصف النبي صلى الله عليه وسلم بانه عبد لله وانه عبد الله هؤلاء عليهم ان يعيدوا النظر فان هذا هو وصف الله عز وجل له وهذا هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه. وهذا هو ما امر النبي صلى الله عليه وسلم الامة ان يصفوه به صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الاعلى كما حكى البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابي العالية رحمه الله انه قال صلاة الله وثناءه على عبده في الملأ الاعلى. ومن الملائكة الاستغفار ومن الادميين الدعاء هذا الاثر عن ابي العالية رحمه الله علقه البخاري في صحيحه بباب قول الله جل وعلا ان الله وملائكته يصلون على النبي لفظه عند البخاري وقد رواه ابن ابي حاتم في تفسيره واورده آآ اورد هذه الرواية اه السيوطي في الدر المنثور قال ابو العالية الصلاة من الله ثناؤه عليه عند ملائكته اكد اللفظ ثناؤه عليه عند ملائكته والصلاة من الملائكة الدعاء وجاء عند ابن ابي حاتم وفي الدر المنثور الدعاء له. اما في البخاري جاء الدعاء والاستغفار بعض الدعاء فمن استغفر فقد دعا ولا شك ان استغفار الملائكة امر ثابت في كتاب الله جل وعلا في حقهم ويستغفرون للذين امنوا ويستغفرون لمن في الارض لكن في شأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فان معنى الصلاة من الله ان الله وملائكته يصلون على النبي صلاة الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند ملائكته او في الملأ الاعلى كما ذكر المؤلف وصلاة الملائكة وعباد الله المؤمنين هو دعاء الله عز وجل ان يثني على نبيه عند ملائكته دعاء الله عز وجل ان يثني على عبده صلى الله عليه وسلم عند ملائكته. وان يزيده صلى الله عليه وسلم ثناءه وهذا من القدر الذي لا بد منه في الصلاة اعده المؤلف رحمه الله كما عده كثير من العلماء وهو الذي عليه اكثر ماء المذهب انه ركن من اركان الصلاة لابد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فانه لا يجبر ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لا بد من ان يصلي الانسان على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته ويا لله العجب انظر الى هذا القول الذي ذهب اليه المؤلف من ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركن في الصلاة لا تصح الا به ولا تسقط مع تركه لا تسقط لا سهوا ولا عمدا ثم يتهم صلى الله ثم يتهم رحمه الله بانه كان لا يرى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قال الافاكون وهكذا قال الكذابون عليه رحمه الله. وهو الذي كان مكثرا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. بل يعتقد وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة. بخلاف كثير من العلماء اكثر العلماء على ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست ركنا في الصلاة والمؤلف رحمه الله يراها ركنا في الصلاة فهو كان يعرف قدره وحقه صلى الله عليه وسلم انما كان ينكر الغلو فيه وتنزيله بخلاف المنزلة به التي انزله اياها ربه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وبارك وما بعدها سنن اقوال هذا الذي اه ذهب اليه المؤلف رحمه الله هو الذي ذهب اليه طائفة من العلماء وعليه اكثر الحنابلة وهو ان الركن هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فحسب واما الصلاة على اله و الدعاء بالبركة له صلى الله عليه وسلم واله فسنة قال سنن اقوال وافعال يعني نطقك وبارك على محمد الى اخره هذا من سنن الاقوال والجلوس لذلك في هذه المدة سنن من سنن الافعال. هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله والقول الاخر ان الجملة كاملة اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد الى وبارك على محمد وعلى ال محمد الى اخره. هذه كلها ركن في الصلاة وهذا القول لا شك انه اقرب واحوط لان ثبوت الركنية في هذا المقام ان كان مبنيا على قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لما قالوا له قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال قولوا اللهم صلي على محمد الى اخره فنقول الجملة ماذا واحدة فالذي اوجب شطرها الاول اوجب شطرها الثاني وان كان لا دليل في هذا على الثاني فلا دليل فيه على على الاول وقد تأملت ما جاء في الفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الروايات فما وجدت منها رواية خلت من الدعاء بالبركة للنبي صلى الله عليه وسلم بل كلها فيما اعلم تجمع بين الدعاء آآ بالصلاة وبالبركة ايضا فلا شك شك ان الاحوط للمصلي ان يقول الجملة كاملة ان يجمع بين الصلاة والدعاء بالبركة. والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله والواجبات ثمانية. جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام. وقول سبحان ربي العظيم في الركوع وقول سمع الله لمن حمده للامام والمنفرد وقول ربنا ولك الحمد للكل وقول سبحان ربي الاعلى في السجود للكل يعني للامام والمأموم والمنفرد هذه يقولها الجميع اما سمع الله لمن حمده فيقولها المنفرد يعني الذي يصلي وحده فيقولها الامام اما المأموم فظاهر السنة انه لا يقولها احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول رب اغفر لي بين السجدتين والتشهد الاول والجلوس له هذه اه الواجبات وعدها المؤلف رحمه الله ثمانية وقد مضى الكلام فيها في اثناء شرح الاركان والقدر الواجب من التسبيح وقول ربي اغفر لي مرة واحدة كما مر بنا ولو قال مرة واحدة سبحان ربي العظيم او سبحان ربي الاعلى او ربي اغفر لي فقد اتى بالواجب وما زاد على ذلك فمستحب. نعم قال رحمه الله فالاركان ما سقط منها سهوا او عمدا بطلت الصلاة بتركه. بطلت الصلاة بتركه وان تذكر عن قريب فانه يأتي بركعة كاملة ثم يسجد للسهو اما ان تذكر مع بعد الوقت فانه يعيد الصلاة ان تذكر انه نسي ركنا ما قرأ الفاتحة او ما ركع او ما تشهد التشهد الاخير او ما كبر دخل في الصلاة ونسي التكبير فان عليه ان فاته التكبير فلا شك ان الصلاة باطلة واما ان فاته شيء من الاركان سوى التكبير فانه يأتي بركعة كاملة ثم يسجد للسهو. اما مع البعد تذكر بعد ده فانه يعيد الصلاة. فالركن لا يسقط لا بالعمد ولا بالسهو ولا يجبر ايضا بسجود السهو. نعم وقال رحمه الله والواجبات ما سقط منها سهوا جبره سجود السهو وعمدا بطلت الصلاة بتركه والله اعلم. نعم ان ترك آآ شيئا من هذه الواجبات عمدا فالصلاة باطلة وان ترك شيئا من الواجبات نسيانا فانه يجبر ذلك بسجود السهو وسجود السهو فيه تفصيل وفيه كلام يقول الوقت يضيق عن بيانه. واذا اتضح لنا ما هي الاركان وما هي الواجبات فانه سيتضح لنا ان ما عدا الاركان والواجبات والشروط فانه يعتبر ماذا مستحبات اذا اعمال الصلاة واقوالها تنقسم وان شئت فقل ما يطلب من المسلم في الصلاة اقوال واعمال وتنقسم الى شروط والى اركان والى واجبات والى مستحبات مضى تفصيل الشروط وكذلك الاركان وكذلك الواجبات وبالتالي فكل ما عدا ما سبق فانه يعتبر من المستحبات و الى هنا ختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بتفويض العلم لله جل وعلا فقال والله اعلم ولا شك ان كلما سبق انما هو اطلالة يسيرة على احكام الصلاة والا فثمة مباحث كثيرة يحتاج الى وقوف عندها وخلافات تحتاج الى تحقيق ولكن المقام يضيق عن ذلك والمؤلف رحمه الله اراد ان تكون الرسالة رسالة وجيزة تقف عند المهم الذي لا بد فمن التنبيه عليه ولابد من فقهه وعلمه والتفصيل الذي يرومه طالب العلم فانه يطلبه في المطولات من كتب اهل العلم والوصية للمتكلم وللسامع ضرورة العناية بهذه الصلاة فانها العهد الذي بينك وبين ربك جل وعلا وهو الرابط الذي يربطك بهذا الدين ومتى انقطع هذا الرابط انقطع على انقطعت علاقتك بهذا الدين لحظة في الاسلام لمن ترك الصلاة من تركها فقد كفر والواجب ان يصلي الانسان صلاة كتلك التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم لانه قال صلوا كما رأيتموني اصلي فماذا يعلم الانسان اذا كان يجهل صلاة ربه الصلاة التي يتعبد بها لله اذا كان جاهلا بها ما قيمة علومه؟ وما قيمة دراسته؟ وما قيمة فهمه اذا كانت اهم العبادات هو جاهل فيها فهذا المقام يا اخواني من المقامات المهمة ضرورة العناية بالصلاة وان يتعلمها الانسان وان يتفقه فيها ثم بعد ذلك ان يقوم بها وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم باستجماع شروطها واركانها وواجباتها وما استطاع من سننها مع طمأنينة وحضور قلب وخشوع والخشوع كما تعلمون هو لب الصلاة وحظك من اجر الصلاة وبقدر حضور قلبك في هذه الصلاة اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم الفقه في الدين والعمل بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان