ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فبعون الله عز وجل نجتمع في هذه الليلة ليلة الثالث عشر من شهر ربيع الاخر عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي هذا المسجد النبوي المبارك نتدارس بتوفيق الله واعانته كتابا عظيما من كتب الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة بل لا ابعد ان قلت انه اهم كتب الاعتقاد واشهرها في العصر الحديث. الا وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. للشيخ الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة. وقبل ان نبدأ بالكتاب صونو ان نقدم بمقدمة عن المؤلف والمؤلف اما المؤلف فهو الشيخ ابو علي محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي المشرف التميمي النجدي المولود في بلدة العيينة في نجد في وسط الجزيرة العربية سنة خمس عشرة ومئة والف من الهجرة والمتوفى سنة ست ومئتين والف للهجرة في مدينة الدرعية المتاخمة للرياض في نجد وعشر رحمه الله ما يزيد على احدى وتسعين سنة قضاها في الدعوة الى الله عز وجل وفي طلب العلم وفي التعليم وفي الجهاد في سبيل الله ونفع الله به نفعا عظيما حتى اضحى مجدد القرن الثاني عشر بلا منازع وذكر المؤرخون له رحمه الله انه لما حج وقد حج مرتين او ثلاثا لما حج وقف بالملتزم ودعا الله تعالى ان ينصر به الاسلام وان يجعل له قبولا في الناس ونرجو ان يكون الله عز وجل قد استجاب لدعوته فان هذا الامام الجليل قد نهض بدعوة السلفية علمية على منهاج النبوة بدأت في وسط نجد وبلغ اثرها مشارق الارض ومغاربها ونحن اليوم ولله الحمد نتفيأ ظلال هذه الدعوة المباركة التي هي امتداد لدعوات الائمة المصلحين السائرين على طريق امامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والشيخ رحمه الله انما شرف باتباعه طريق السابقين الاولين والا فانه لم يأتي بشيء جديد يتميز به في العقيدة والعبادة والعلم انما دعوته هي دعوتهم دعوة من قبله من علماء التوحيد لكن الشيخ قد جعل الله له القبول وجعل لدعوته المناصر فاجتمع في دعوته الكتاب الهادي والسيف الناصر وكفى بربك هديا ونصيرا مكن الله عز وجل لهذه الدعوة ويسر لها اسباب الانتشار ولعل هذا من اثار اخلاص هذا الشيخ رحمة الله تعالى عليه ونحمد الله انه ما سمع بالشيخ ولا بدعوته احد منصف الا وقد تلقى ما يقول بقبول حسن ولذا اطبق علماء اهل السنة والجماعة حقا على الثناء على هذا الامام الجليل وعلى الاحتفاء بمؤلفاته وبدعوته واما من شرق بهذه الدعوة واللب عليها وعلى صاحبها فان هؤلاء كانوا اخلاطا واصنافا وغالبهم اخذته حمية وعصبية جاهلية تجاه هذا الشيخ او ما يدعو اليه او كانوا ممن يخافون فوات حظ من حظوظ الدنيا التي كانوا يتأكلون بها قبل ان ينهض الشيخ رحمه الله بدعوته ولكن الشيخ وفقه الله الى ان كان شجاعا مقداما صابرا على ما يلاقي من اعدائه الاقربين والابعدين بدأ وحيدا وانتهت دعوته ب او ختمت حياته بان اقر الله عز وجل عينه بقبول الناس لهذه الدعوة وانتشارها في كثير من اجزاء الجزيرة العربية وما كان خارجها ايضا استمر الخير بعد وفاته وحمل لواء دعوة التوحيد بعده ائمة اجلاء الى هذا العصر ولله الحمد والمنة قد اعيا اعداء الشيخ ان يجدوا شيئا يعاب عليه من كلامه ومؤلفاته ولذا اذا نظرت الى كل ما يقال عن الشيخ رحمه الله لا تجد شيئا من منصوص كلامه كلامه موجود ومحفوظ ورسائله مدونة وكتبه منشورة جمعت مؤلفاته في كتاب حافل في اكثر من عشرة مجلدات ومع ذلك انما تجد القيل والقال والنقول المغرظة عنه من اشياء لا تمت له بسبب وبين ايدينا هذا الكتاب كتاب التوحيد ما استطاع احد ان ينتقد هذا الكتاب نقدا علميا يبين فيه مخالفة واحدة على الشيخ في الاعتقاد او انه عارض الكتاب والسنة او انه اتى بشيء جديد ما سبقه اليه احد من السلف الصالح الامر ان اعداء الشيخ رحمة الله تعالى عليه تجدهم هم اعداء التوحيد واعداء السلف الصالح وما تميزوا بشيء عن غيرهم من اهل البدعة والخرافة واما الشيخ فمضى رحمه الله في دعوته وما التفت اليهم ولا اثروا فيه والحمد لله ان كتاب التوحيد وثلاثة الاصول وكشف الشبهات وغيرها من مؤلفات الشيخ ومؤلفات مدرسته تباع وتذاع وتدرس وتحفظ لم يؤثر طعن الطاعنون في ذلك ولله الحمد بل انما زادهم مضاءا وانما زادهم قوة والشيخ رحمه الله تعود تلاميذه ومحبيه على التجرد للحق وقبوله ممن اتى به وكان يخاطب من يعارضه بهذا في مخاطبات مشهورة ويبين لهم انهم ان اتوه بحرف واحد خالف فيه الكتاب والسنة فانه راجع عن ذلك بل ان اتوه بشيء قاله خالف فيه ائمة المذاهب الاربعة وكان يحاجج اهل كل مذهب بكلام ائمة مذهبهم ان اتوا بشيء يخالف ما عليه هؤلاء الائمة المحققين فانه راجع عنه وما استطاعوا ان يأتوا بشيء من ذلك والمقصود ان الشيخ رحمه الله جاء قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بكلام الصحابة والتابعين وما جاء بشيء من عنده البتة ولذا فان اهل التوحيد قاطبة اولهم واخرهم لسان حالهم يقول لو ان لو ان الشيخ بعث من قبره وقال للناس ان كل ما دعوت اليه قد رجعت عنه فانهم سيقولون عن بكرة ابيهم هذا شأنك اما نحن فلا نرجع عن كلام الله وعن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لان التوحيد هو لب ما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وما اجمع عليه السلف الصالح فالرجوع عن ذلك رجوع عن التوحيد الذي جاء به الله جل وعلا الذي جاء به الرسل عن الله عز وجل وهذا الكتاب الذي بين ايدينا كتاب التوحيد. ما الذي فيه لا يتجاوز الايات والاحاديث والاثار هذا الكتاب فيه ثمانين اية فيه ثمانين اية وفيه مئة وواحد واربعون حديثا وفيه جملة من الاثار واحاديثه اكثر من نصفها لا تخرج عن الصحيحين والباقي بين صحيح وحسن وما يحتمل التحسين ونزه كتابه عن حديث موضوع او حديث مجمع على ظعفه لا تجد الا هذا الاية والحديث والاثر حتى نقولات الشيخ عن العلماء كانت يسيرة جدا ما نقل الا عن ستة فقط من اهل العلم منه شيخ الاسلام ابن تيمية في ثلاثة مواضع والبقية نقل عنهم موضعا موضعا اذا دعوة الشيخ كانت قائمة على الكتاب والسنة وعلى ما جاء ومضى عليه السلف الصالح رحمة الله عليهم اذا الذين يقولون ان محمد ابن عبد الوهاب اتى بشيء جديد او اخترع مذهبا خامسا هؤلاء عليهم ان يأتوا بالدليل والبرهان على ذلك والا فعليهم ان يعيدوا النظر فيما هم عليه وان يتوخوا الحذر وان يتنبهوا الى ان هناك مقاما عظيما بين يدي الله جل وعلا فان الظلم ظلمات يوم القيامة واذا كان على الشيخ شيء منا المآخذ فليبرزوها بشرط ان تكون من كلامه اما مما يفتريه اعداؤه عليه فهذا عند كل منصف شيء غير مقبول الشيخ رحمه الله نشأ نشأة صالحة علمية حفظ القرآن ولم يبلغ بعد العشرة اعوام وحج وعمره ثلاثة عشر عاما كان يعيش في نشأته في بيئة علمية ابوه فقيه حنبلي جده عالم نجد ومفتيها عمه كان قاضيا وفقها وكان في بيتهم مكتبة متوفرة على جملة من امهات الكتب فنشأ نشأة علمية صالحة وما عرف عنه شيء من صبوات الشباب بل عرف بالتدين والاستقامة والانكباب على العلم اضافة الى سرعة البديهة وحدة الذكاء رحل رحمه الله في طلب العلم في آآ مدد متفاوتة تصل الى اكثر من ثنتي عشرة سنة تنقل بين المدينة ومكة والاحساء والبصرة والزبير يطلب العلم يستفيد من علماء تلك البلاد حتى حاز الى العلم الذي استفاده في نجد العلوم التي كانت تدرس في هذه البلدان ولما حصل هذا الحظ العظيم من العلم نهض بدعوته واعلن دعوته في حريملة اولا ثم في العيينة ثم استقر به المقام في الدرعية اجتمع الامام محمد ابن سعود رحمة الله على الجميع وكان مكان من التعاهد والتعاقد على نصرة التوحيد بدأت دعوة وانتهت دولة تدعو الى التوحيد وتقوم على التوحيد و اما عن المؤلف الذي بين ايدينا فهو كتاب التوحيد. اسمه المختصر كتاب التوحيد واسمه الكامل على الاشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد هذا الكتاب الفه الشيخ وهو في بحر العشرينات من عمره ذكر بعض اهل العلم ومنهم حفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن انه الفه في البصرة لما كان قد وقف في مكتباتها على كتب الحديث وكتب اهل العلم الف من مجموع من تخب من كتب اهل العلم هذا الكتاب الفريد في بابه وبعضهم كالشيخ ابن غنام مؤرخ الدعوة وكذلك الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن ذكر انه الف ذلك في حريملاء لما رجع من العراق ولعله ابتدأ تأليفه في البصرة ثم حرره واكمله واتمه في نجد هذا الكتاب موضوعه ينبئ عنه عنوانه وهو كتاب في التوحيد الشيخ رحمه الله تناول في هذا الكتاب انواع التوحيد الثلاثة وان كان قد اقتضب في توحيدي الربوبية والاسماء والصفات واسهب في بيان توحيد الالوهية الذي هو كان المقصود الاهم في تأليفه لهذا الكتاب الشيخ رحمه الله دعاو الى تأليف هذا الكتاب ما رآه من الحاجة الماسة الى بيان التوحيد والحث عليه وبيان ضده والتحذير منه الشيخ رحمه الله الف للحاجة لا للترف العلمي كانه رأى ان المؤلفات في توحيد المعرفة والاثبات اذا تعلقت بالربوبية والاسماء والصفات كثيرة لم يزل التأليف فيها منذ القدم اما في توحيد الالوهية فان هذا التأليف فيه قليل الهمه الله ووفقه الى ان يخط يراعه هذا الكتاب الحافل العظيم الذي اجمع كل من اطلع عليه اجمع كل من اطلع عليه انه لم يسبقه اليه سابق ولم يلحقه فيه لاحق وانه كتاب فذ فريد في بابه لم يؤلف كتاب على نمطه وجمعه وما فيه من حسن الترتيب والتبويب والاستنباط لم يسبقه الى هذا سابق وهذا امر يشهد به كل منصف اطلع على هذا الكتاب الشيخ رحمه الله جعل كتابه في ابواب واختلف العلماء في عدد هذه الابواب منهم من قال انها مقدمة وستة وستون بابا ومنهم من قال انها سبعة وستون بابا والخلاف في المقدمة هل المقدمة باب او مجرد تقديم انه قال كتاب التوحيد وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والاظهر والله اعلم انه باب لانه عامله معاملة الابواب وذكر مسائل في ختامه كما هو الشأن في بقية الابواب الشيخ رحمه الله كان يعنون ويبوب ابوابا تنبئ عن مضمون هذا الباب يعني الموضوع الذي يريد ان يتحدث فيه على طريقة العلماء السابقين. لا سيما الامام البخاري رحمه الله فانه كان متأثرا به جدا في طريقة التبويب الايراد فكان يبوب عنوانا ثم يورد بعد ذلك ما يرى انه ادل على المراد من الايات والاحاديث وما تيسر من الاثار ثم يختم الباب بمسائل نفيسة استنبطها من الادلة التي اوردها فيها من الفوائد وفيها من فقه الاعتقاد ما يدل على براعة هذا الامام الجليل رحمه الله اه الكتاب قد جعل الله عز وجل له قبولا احتفى به اهل العلم منذ ان الفه ونسخ هذا الكتاب كثيرا وطبع طبعا لا تكاد تحصر وشرح في مؤلفات حافلة منها الموسع ومنها المتوسط ومنها المختصر ودرس في دروس لا تحصى منها ما هو مسجل ومنها ما لم يسجل المقصود ان هذا الكتاب كتاب قيم وعظيم وينبغي على طالب العلم ان يعتني به وان يشدد يديه عليه وان يحفظه ان تيسر له ذلك وانا اوصيكم ايها الاخوة بحفظ هذا الكتاب ولعل مثل هذا الدرس آآ ما يكون سببا في آآ شحذ الهمة على حفظ هذا الكتاب. احرص على ان تحفظه فان ابيت فاكثر النظر فيه وقرأه مرات وكرات حتى آآ تحفر معانيه التي دلت عليه في ذاكرتك ان هذا من اهم الاشياء فالتوحيد حق الله على العبيد التوحيد هو الغاية التي من اجلها خلق الله الخلق التوحيد هو اعتقاد ما يجب لله سبحانه وتعالى وما يختص به جل وعلا اذا علم التوحيد علم يدور على العلم بالله سبحانه وتعالى واذا كان الله اكبر من كل شيء فالعلم به اكبر من كل علم واذا كان الله اعظم من كل شيء. واذا كان الله اعظم من كل شيء فالعلم به اعظم من كل علم وماذا تكون قد علمت اذا كنت تجهل ربك يا عبد الله اذا كنت تجهل ما له سبحانه وتعالى من الاسماء والصفات التي دلنا عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم او حقه على العباد وهو ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وهذا له تفاصيل كثيرة لا بد من ان تكون على علم بها ماذا تعلم اذا كنت تجهل ذلك يا عبد الله اذا من اهم المهمات واول الاوليات العناية بعلم التوحيد درسا وحفظا وحفظا ومطالعة وان تكون متأملا في نصوصه واياته ولا شك ان اعظم كتاب للتوحيد هو كتاب الله جل وعلا ثم ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه القضية ينبغي ان تكون منك على بال وان تكون منك على قدر من الاهتمام هذا الكتاب سوف نتدارسه بعون الله جل وعلا في هذه الدروس على الوقت المعتاد الجمعة والسبت والاحد بعد العشاء آآ ونرجو الله جل وعلا ان يعيننا على ان نفيد منه الفائدة المرجوة والشرح سيكون شرحا متوسطا ليس بالمسهب ولا اه المختصر انما هو شرح متوسط ان شاء الله تعالى ونبدأ بعون الله جل وعلا ما في هذا الكتاب؟ نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد. نعم بدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة قال بسم الله الرحمن الرحيم الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ذكر ان المصنفين قد قد استقر امرهم على البداية في مصنفاتهم بالبسملة وهذا مما جرى فعليه كتاب الله جل وعلا هو مفتتح بالبسملة وكل سورة مفتتحة بالبسملة وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم في رسائله ومخاطباته فانه قد بعث الى هرقل عظيم الرول كم؟ عظيم الروم كما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن ابي سفيان رضي الله عنهم بدأ كتابه الى هرقل بسم الله الرحمن الرحيم كذلك كتاب الصلح كما في الصحيحين ايضا في قصة الحديبية بدأه ببسم الله الرحمن الرحيم كذلك اصحابه من بعده فابو بكر رضي الله عنه كما في البخاري حينما بعث كتاب الصدقات الى البحرين بدأ هو ببسم الله الرحمن الرحيم فهذا كتاب علم افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم بل ان هذه سنة الانبياء فيما يظهر انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم والعلماء له كلام طويل في الباء في بسم الله الرحمن الرحيم هل هي للمصاحبة او هي للاستعانة او هي لغير ذلك والاقرب والله اعلم انها للاستعانة المقدر ها هنا في الباء اختلف فيه ايضا هو هل هو اسم او فعل واذا كان فعلا فما هو والاقرب والله اعلم انه يقدر فعلا خاصا متأخرا الاقرب ان يقدر فعلا خاصا متأخرا اما فعلاه الاصل في العمل ومتأخرا اه التبرك بذكر اسم الله عز وجل اولا وخاصا يعني بحسب ما يقتضيه الحال فحينما يكتب الانسان فانه يقول بسم الله الرحمن الرحيم والتقدير آآ انني استعين بسم الله واتبرك بسم الله في كتابتي كذلك اذا قالها قبل ان يقرأ او قالها قبل ان يكتب فانه يستعين بالله جل وعلا ويتبرك بذكر اسمه الذي تحل البركة بذكره جل وعلا ويفتتح ذلك او يفعل ذلك اه الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وهذا احسن من ان يقال انه يفتتح او يبتدأ بذكر اسم الله وذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان التقدير بالفعل اولى من التقدير بالابتداء حتى يكون الانسان مستعينا بالله جل وعلا في كل الفعل بسم الله الرحمن الرحيم بدأ المؤلف رحمه الله بالبسملة ولم يذكر المقدمة المعتادة عند المؤلفين لا سيما من المتأخرين من الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولعله كان في هذا مقتديا ب ائمة الحديث المتقدمين كمالك في موطئه والبخاري في صحيحه وعبد الرزاق في مصنفه وكذلك احمد في مسنده وغيرهم من اهل العلم قد يقال انه رأى ان المقصود هو التبرك بذكر الله عز وجل. وقد حصل بالبسملة على انه قد جاء في نسخة من نسخ كتاب التوحيد الثابتة كما اشار الى هذا الشيخ عبدالرحمن ابن حسن في مفتتح فتح المجيد ذكر انه وقع على نسخة للكتاب فيها الحمدلة وفيها الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم قال الشيخ رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد كتاب مصدر كتب يكتب وهذه المادة تدور على معنى الجمع يقولون تكتب بنو فلان اذا اجتمعوا ومن ذلك الكتابة لان فيها جمعا بين الحروف والكلمات والكتاب على وزن فعال بمعنى مفعول كتاب بمعنى مكتوب فراش بمعنى مفروش فعال بمعنى مفعول فالكتاب بمعنى مكتوب وسمي كذلك لانه قد جمع فيه الكلام او جمعت فيه الاسطر او جمعت فيه الحروف فهو كتاب في التوحيد مضاف ومضاف اليه وكتاب الاقرب ان يعرب بانه خبر لمبتدأ محذوف هذا كتاب التوحيد فهو كتاب في شأن التوحيد وفي موضوع التوحيد جمع فيه كاتبه شيئا من العلم والكلام المتعلق بالتوحيد اما التوحيد فانه مصدر وحد ليوحد وهذه المادة في اللغة تدور تدور على معنى الانفراد فالتوحيد في اللغة جعل الشيء واحدا او الحكم على الشيء بانه واحد او اعتقاد الشيء واحدا بكل قال اهل العلم التوحيد في الشرع هو افراد الله سبحانه في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وعبر شيخ الاسلام رحمه الله في الجزء الثالث من الفتاوى بكلمة حسنة عن التوحيد وهي انه لا يشركه احد او لا يشركه شيء قال التوحيد هو ان لا يشركه احد في شيء من خصائصه الا يشركه احد في شيء من خصائصه فالله جل وعلا له ما يختص به ولا يشاركه فيه احد وهذا هو ان له الربوبية وان له الاسماء والصفات التي اختص بها كما ان له حقا على العباد لا يقبل سبحانه ان يشاركه فيه مشارك وهو ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا والتوحيد قد دل استقراء الكتاب والسنة على انه ينقسم الى قسمين توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد القصد والطلب وان شئت فقل ينقسم الى التوحيد العلمي والى التوحيد العملي وبعض اهل العلم يجعل القسمة ثلاثية فيقول التوحيد ينقسم الى ثلاثة اقسام توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وان شئت فقل الى توحيد العبادة والمعنى واحد لان الالوهية هي العبادة وثالثا توحيد الاسماء والصفات هذا التقسيم مستفاد من استقراء كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي فان من قسم هذا التقسيم ما اتى بشيء جديد انما ابرز ما هو موجود في الكتاب والسنة كلمة التوحيد كلمة مأثورة قد جاءت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام اصحابه وليست كلمة مخترعة كما يظنه بعظ الجهال بل هذه كلمة عظيمة واردة في السنة من ذلك ما خرج الامام احمد بسند حسن من حديث عبدالله من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اما ابوك فلو كان اقر بالتوحيد فتصدقت وصمت عنه بلغه ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال اقر بالتوحيد كذلك ما اخرج الترمذي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل النار قوم من اهل التوحيد حتى اذا كانوا حمما اخرجوا فالقوا على انهار الجنة وافاض عليهم اهل الجنة حتى ينبتون كما تنبت الحبة على حميل السيل الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اهل التوحيد كذلك ما ثبت عند ابن ماجة باسناد صحيح من حديث عائشة ابي هريرة رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان يضحي اشترى كبشين املحين وموجئين فظحى باحدهما عن من لم يضحي من امته من اهل التوحيد وضحى بالثاني عنه وعن ال بيته. وضحى بالثاني عنه وعن اهل بيته وكذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر الطويل في ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه فهلا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك فهذا اهلاله صلى الله عليه وسلم كان بالتوحيد كذلك ما ثبت عند ابي داوود وغيره من حديث جابر باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انهى طوافه واتى الى المقام وقال واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى صلى ركعتين كما يقول جابر رضي الله عنه فقرأ فيهما بالتوحيد وقل يا ايها الكافرون اراد بكلمة التوحيد ها هنا سورة الاخلاص لان فيها التوحيد وفيها بيان التوحيد فالشاهد ان هذه الكلمة كلمة مأثورة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتالي فهي كلمة شرعية يجب ان اه يحتفى بها وان تعظم وان يعرف معناها الذي دلت عليه الادلة ومضى عليه السلف الصالح لعل هذا القدر فيه كفاية ونبدأ بعون الله جل وعلا الكلام عن الاية التي افتتح بها كتابه في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان