بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب التوحيد وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله عطف على قوله كتاب التوحيد ذكرى الدليل الاول في هذا الكتاب العظيم اتبعه باربع ايات وحديث واثر هذا الباب ومقدمة الكتاب واستغنى المؤلف رحمه الله بما اورده عن المقدمة التي تفصح عن موضوع الكتاب فهو اراد هذه الايات الخمس والحديث والاثر ان يخبرنا ان موضوع كتابه وبيان التوحيد وبيان اهميته هذا هو الذي يدور عليه هذا الكتاب وهذا ما ارشدت اليه الادلة التي اوردها قال رحمه الله كتاب التوحيد وقول الله تعالى ولك ان تقول وقول الله تعالى وهذا مطرد في الكتاب كله اما ان تعطف على كلمة التوحيد او تستأنف فترفع قال وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذه اية عظيمة واصل في باب الاعتقاد ويتفرع منها مسائل كثيرة استيعاب القول فيما تضمنته هذه الاية من وسائل العقيدة امر يطول به المقام والمهم الذي ينبغي ان نعلمه ان هذه الاية قد دلت على ان الحكمة التي لاجلها خلق الله الجن والانس هي عبادته سبحانه وتعالى والعبادة لا تكونوا عبادة صحيحة الا بالتوحيد فصار التوحيد والعبادة الصحيحة مترادفان الله جل وعلا امر العبادة لا بعبادة مطلقة انما بعبادة مقيدة وهي ما كانت خالصة لله عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص فصار التوحيد وعبادة الله الصحيحة امران مترادفان فالغاية والحكمة والعلة من خلق الجن والانس اذا انما هو توحيد الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومر بنا كثيرا انما والا تفيد الحصر فهذه هي الحكمة التي خلق الله الجن والانس لاجلها لا غير الاية تدل كما هو بين على ان الجن مكلفون وهذا امر مجمع عليه بين اهل العلم فهم مكلفون ويشتركون مع الانس في جنس التكليف وان كان التفاصيل ذلك مختلفة لا يلزم من كونهم مكلفين ان يكونوا مساوين للانس في تفاصيل التكليف وذلك لانهم يختلفون عن الانس في الحقيقة والكيفية انما لهم تكليف يناسبهم ومن ثم فانهم من اهل الثواب والعقاب يعني يثابون او يعاقبون بناء على ما صدر منهم تجاه هذا التكليف فاما اثابتهم على التوحيد والطاعة فهذا ما عليه جماهير اهل العلم وهو الصحيح الذي لا شك فيه بدلالة القرآن الكريم لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان واما عقوبتهم المؤبدة في النار بالكفر او توعدهم على معاصيهم التي هي دون الكفر توعدهم بالعقاب على ذلك فان هذا محل اجماع بين اهل العلم المقصود ان الله جل وعلا بين ان انه سبحانه خلق الجن والانس لهذه الحكمة العظيمة ليعبدوه سبحانه وتعالى وهنا مبحث طويل عند اهل العلم في قوله ليعبدون والذي عليه اهل السنة والجماعة ان اللام في قوله ليعبدون هي لام التعليل او لام الحكمة او لام كي وكل قد عبر به اهل العلم والمعنى واحد فالمقصود ان ما دخلت اللام عليه هو الحكمة والغاية او كما يعبرون انه العلة الغائية من الخلق العلة الغائية هي العلة التي لاجدها وجد المعلول العلة الغائية هي العلة التي لاجلها وجد المعلول فكان خلق الخلق لاجل هذه الحكمة ولاجل هذه الغاية ولاجل هذه الحكمة في هذا اثبات الحكمة والتعليل في افعال الله سبحانه وتعالى وفي اوامره وفي قضائه وهذا ايضا من الامر المجمع عليه بين اهل العلم ودلائله لا تكاد تحصر ان الله جل وعلا يخلق لحكمة يحبها ويأمر لحكمة يحبها ويقضي لحكمة يحبها سبحانه وتعالى اما اهل البدع فان طائفة منهم انكرت ان يكون الله جل وعلا فاعلا لحكمة يعني ان يفعل شيئا لشيء ان يفعل شيئا لشيء انكروا هذا تحريفات وتأويلات وتعليلات عليلة تصادم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصريحة ولاجل هذا فانه ليس عندهم في كل ما يضاف الى الله جل وعلا لام تعليم فهذه الاية وامثالها اللام فيها عندهم هي لام العاقبة او لام الصيرورة فما يعبر بعضهم يعني انها التي اذا دخلت على الفعل بينت انه هو الذي يكون اليه المآل وهو الذي تكون اليه العاقبة ولا شك ان هذا باطل ليس بصحيح بل الذي حققه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ونقل هذا عنه ابن القيم في البدائع ان لام العاقبة لا ترد في الافعال المضافة الى الله عز وجل البتة بل لا يجوز ان يقال هذا لا يجوز ان يقال ان اللام في افعال الله عز وجل اذا اظيفت اليها انها تكون لام العاقبة او لام الصيرورة وذلك لان لام العاقبة انما تجري او تأتي في كلام من يجهل العاقبة او لا يستطيع دفعها اما من هو على كل شيء قدير ومن هو بكل شيء عليم فانه لا يقال في كلامه او فيما يضاف اليه ان اللام في هذه الاية او تلك هي لام العاقبة فمثلا في قوله تعالى فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا هم ما فعلوا هذا لاجل ان يكون لهم عدوا وحزنا. انما كان عاقبة الامر ان كان لهم عدوا وحزنا وذلك لجهلهم والا فانهم انما التقطوه لاجل ان ينتفعوا به لاجل ان يدخل عليهم السرور لا لان يكون عدوا لهم وحزنا فهم جهلوا العاقبة او ان تكون العاقبة معلومة لكنهم لا يستطيعون دفعها كما في قول الشاعر لدوا للموت وابنوا للخراب فلا احد يستطيع ان يدفع الموتى او خراب هذه الدنيا اذا من الخطأ البين ان يقال ان اللام في قوله تعالى ليعبدون هي لام العاقبة او لام الصيرورة ضمة هؤلاء المتكلمون الى خطأهم الاول خطأ ثانيا وهو خطأهم في تفسير العبادة فطائفة من المتكلمين عرفت العبادة ها هنا بانها الخضوع لامر الله القدري وهذا لا شك انه باطل فلم يأتي دليل في الكتاب والسنة ان العبادة هي الخضوع لامر الله القدري و لو كان ذلك كذلك لصح ان يقال ان كفر الكافر عبادة لان الكافر خاضع لقدر الله جل وعلا. اليس كذلك ايستطيع احد ان يخرج عما يشاءه الله عز وجل ويقدره الجواب بالتأكيد لا اذا بناء على هذا فلازم قولهم ان كفر الكافر عبادة وهذا حكايته تغني في بيان فساده فهذا لا يجوز لمسلم ان يقول اذا ليس صوابا ان يقال ان العبادة هي الخضوع لامر الله القدر بل العبادة هي التذلل لله جل وعلا بفعل اوامره واجتناب نواهيه محبة وتعظيما وان شئت فقل هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والفرق بين التعريفين ان الاول عرف التعبد والثاني عرف المتعبد به اذا كل ما جمع هذين الوصفين ودل الدليل عليهما فانه عبادة ان يكون محبوبا لله وان يكون مشروعا مرضيا لعباده ومتى ما كان ذلك كذلك فهذا الامر عبادة واذا كان عبادة كان خالص حق الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فسر طوائف من اهل العلم كلمة يعبدون بمعنى يوحدون وهذا ما فسر به البخاري رحمه الله في صحيحه عند تفسير سورة الذاريات قال يعبدون يوحدون وهذا ايضا مروي عن الكلب وقاله غير واحد وتوارد كثير من علماء التوحيد المتأخرين على التنصيص عليه ولا شك انه تعريف او لا شك انه معنى صحيح فان العبادة الصحيحة كما ذكرت لك هي التوحيد فالتوحيد عبادة الله وحده لا شريك له والعبادة الصحيحة هي العبادة التي تكون لله وحده لا شريك له فصارت العبادة الحقة الصواب هي حقيقة التوحيد وبعض اهل العلم قال ان معنى قوله الا ليعبدون اي الا لامرهم وانهاهم ومراد هذا القائل الا لامرهم وانهاهم فيطيعوني والا لا شك انه ليس مجرد الامر والنهي هو المقصود انما المقصود امر ونهي يحصل او يكون ثمرته طاعة الله سبحانه يكون ثمرته طاعة الله سبحانه وتعالى وبعض اهل العلم قال ان هذه الاية خاصة بالمؤمنين يعني وما خلقت الجن والانس الا ليعبدني اهل السعادة واهل التوفيق وهذا ميل من قائله الى بيان ان هذا مراد الله سبحانه الكوني من اهل السعادة وهذا صحيح لكن القول بان الاية بينت مراد الله الشرعي هو الاصوب والاصح ولشيخ الاسلام رحمه الله مناقشة حسنة للاقوال في هذه الاية في كتابه درء التعارض وفي غيره ايضا المقصود ان الله جل وعلا بين في هذه الاية انه يريد من عباده ان يعبدوه وهذه الارادة ارادة شرعية يعني انه يحب منهم ذلك ويأمرهم بذلك يريد منهم ذلك ارادة شرعية ويبقى بعد ذلك انهم قد يستجيبون وقد لا يستجيبون ومرد هذا الى ارادته الكونية و بناء على هذا لا ينبغي ان يستشكل فيقال كيف يخلق الله عز وجل الخلق لحكمة ثم لا تقع من جميع من خلق والجواب عن هذا ان هذه الاية فيها بيان مراد الله الشرعي لا مراد الله الكوني بمعنى انه فعل بهم الاول ليفعلوا هم الثاني هذا هو الذي جاء في هذه الاية الاية افصحت عن ان الذي اراده منهم شرعا هو ان يعبدوه سبحانه وتعالى اما كونهم يفعلون هذا يقومون به بالفعل او لا يقومون هذا مرده الى ارادة كونية له سبحانه وتعالى وهذا ليس له علاقة بالاية. لم تأتي الاية لبيانه انما جاءت لبيان الارادة الشرعية وبناء على هذا فاننا نقول ان الله جل وعلا قد يريد ما لا يقع وقد يقع ما لا يريد. انتبه لهذا قد يريد الله شرعا ما لا يقع لانه لم يرده كونا وقد يقع يعني يقع بارادته الكونية ما لا يريد شرعا وبالتالي فالارادة اثنتان ارادة شرعية المراد فيها محبوب لله جل وعلا. وقد يقع وقد لا يقع بحسب ما تقتضيه حكمة الله جل وعلا وهناك مراد كوني متعلقه هو كل ما شاء سبحانه وتعالى وقوعه ولا راد لحكمه جل وعلا فالذي شاءه ويشاءه سبحانه وتعالى فانه واقع ولابد. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فلا تلازم اذا بين المراد شرعا. والمراد كونه ثم ان خون الله جل وعلا يريد شرعا ما لا يشاء وقوعه هذا راجع الى حكمة الله سبحانه وتعالى من جهة انه اراد كونا ما لا يحب لانه يفضي الى ما يحب فصار المبغوض لله الواقع بمشيئته مرادا لغيره لا مرادا لذاته فكل ما اراده الله كونا يعني كل ما شاءه الله عز وجل كونا فان وجوده احب الى الله من عدمه. ولاجل هذا شاءه فاذا شاء وجود الكفر اذا شاء وجود المعاصي اذا شاء وجود ابليس فان هذا راجع الى انه يترتب على وجود هذه المبغوضات لله شيء يحبه الله سبحانه وتعالى. ولاجل هذا اوجد ده هو لما وجد ابليس وجدت التوبة والله يحبها ويحب اهلها الله يحب التوابين لما وجد ابليس وجدت المجاهدة في سبيل الله عز وجل لما وجد ابليس وجد الشيء الذي يقتضي مغفرة الله سبحانه وتعالى وهو الذنوب والله عز وجل يحب ان تظهر اثار اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى اذا هذه نبذة يسيرة في موضوع طويل لكن الخلاصة المهمة التي نحتاجها ان الاية بينت ماذا مراد الله الشرعي وهو الحكمة التي لاجلها خلق الله الخلق الا وهي عبادته وتوحيده سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. الاية اردف المؤلف رحمه الله الاية الاولى التي بينت الحكمة من خلق الخلق اردفها باية بينت الحكمة من بعثة الرسل كلا الايتين تدلان على معنى مقارب فالله جل وعلا انما بعث الرسل لاجل الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فبعث الله الانبياء والرسل لدعوة الناس الى التوحيد واقامة الحجة عليهم وبيان حق الله على العباد قال جل وعلا ولقد بعثنا البعث جاء في كتاب الله على ضربيه جاء البعث الكوني كما في قوله جل وعلا بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار فبعث الله غرابا يبحث في الارض وبالتالي فهذا البعث لا يلزم ان يكون للنبي او صالح او حتى مكلف والنوع الثاني البعث الشرعي وهو بعث الله الرسل الى الامم لبيان حقه سبحانه عليه وتعريف الامم ما يحبه سبحانه وما يبغضه ولاجل بيان عاقبة استجابتهم او اعراضهم عن الدعوة فبينوا لهم ان من استجاب فمآله الى رحمة الله ومن اعرض فان مآله الى عذابه وغضبه قال ولقد بعثنا في كل امة الامة هي الجيل من الناس فالجيل والطائفة من الناس تسمى امة قال جل وعلا وان من امة الا خلى فيها نذير فالله جل وعلا عما بفضله الذي هو ارسال الذي هو ارسال الرسل مجموع الخلائق مجموع الامم بعث الله عز وجل اليهم من يقيم عليهم الحجة وهم الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله ان الاقرب ها هنا انها تفسيرية و ضابط ان التفسيرية انها هي التي سبقت بمعنى القول لا لفظه سبقت بمعنى القول لا لفظه معنى ذلك ان الله جل وعلا ارسل الرسل وبعثهم الى الامم لاجل ان يخبروهم ويأمروهم ان يعبدوا الله وان يجتنبوا الطاغوت والعبادة لله جل وعلا مع الكفر بالطاغوت هذان هما حقيقة التوحيد ولا يغني احد الامرين عن الاخر لا يكون التوحيد توحيدا الا اذا ضم اليه الكفر بالطاغوت ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ومن عبد الله واجتنب الطاغوت فهذا هو الذي اتى بالتوحيد هذا هو الذي اتى بالتوحيد. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى العروة الوثقى هي لا اله الا الله وهي مفتاح التوحيد اذا بينت هذه الاية مسألة مهمة اشاد واشار اليها المؤلف رحمه الله بانها المسألة العظيمة وانها المسألة الكبرى وهي انه لا يكون التوحيد الا بالكفر بالطاغوت وسيأتي معنا ان شاء الله في عدة مواضع في هذا الكتاب تفاصيل في بيان حقيقة الكفر بالطاغوت الطاغوت على وزن فعلوت وهو من صيغ المبالغة من الطغيان والطغيان مجاوزة الحد انا لما طغى الماء كثير او اكثر تفاسير السلف لكلمة الطاغوت هي انه الشيطان ومن ذلك ما علق البخاري رحمه الله عن عمر رضي الله عنه انه قال الطاغوت الشيطان هذا التفسير وامثاله من العلماء من فسر ايضا الطاغوت بانه الاصنام ومنهم من فسر بتفسيرات بهذا السبيل يعني بذكر تفاصيل هذا كله من التفسير بالمثال وليس حدا جامعا مانعا واقرب ما يقال في تفسير الطاغوت ما ذكر ابن القيم رحمه الله في اوائل اعلام الموقعين ان الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع العبد له حد معين لا يجوز ان يرفع فوقه فمتى توجه اليه بالعبادة فانه يكون طاغوتا تجاوز به العبد حده صار طاغوتا لعابده كذلك اذا تجاوز العبد حد المتبوع من الامراء حد المتبوع من العلماء او المطاع من الامراء الى الحد الذي يكون لله جل وعلا ولا يجوز ان يشركه فيه غيره مثل ان يطاع في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فانه حينئذ يكون طاغوتا بالنسبة لمن تجاوز به حده اذا هذا هو الطاغوت وهذا هو الذي اوجب الله سبحانه وتعالى على العباد اجتنابه ولاحظ انه قالها هنا واجتنبوا ولم يقل اتركوا فان الاجتناب ترك وزيادة ففيه معنى القصد وفيه معنى المباعدة وفيه معنى اجتناب الاسباب الموصلة الى هذا المتروك كانه يقول كونوا في جانب و عبادة الطاغوت في جانب اخر. واجتنبوا الطاغوت هذه الاية دلت على ان حقيقة التوحيد ما جمع النفي والاثبات ان اعبدوا الله هو الاثبات واجتنبوا الطاغوت هو النفي ولا توحيد الا باجتماعهما فان الاثبات المجرد لا يمنع الشركة والنفي المجرد عدم لا مدح فيه وحقيقة التوحيد انما هي اجتماع النفي والاثبات والمراد نفي العبادة عن كل ما سوى الله عز وجل واثبات العبادة لله تعالى وحده اود ان انبه هنا الى مسألة تتعلق بالطاغوت وهي ان النظر الى الطاغوت يكون من جهتيه من جهة عابده ومن جهة من عبد اما من جهة عابده فانه يقال في حق كل من عبد غير الله جل وعلا انه عبد الطاغوت كل من عبد غير الله او اطاع اغير الله في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله انه اتخذ طاغوتا وعبادته وطاعته طاغوتية اما بالنظر الى من اتخذ كذلك اذا نظرنا الى هذه الجهة فان هذا الاطلاق فيه تفصيل فان كان المعبود من ذوي الارادة وكان راضيا صح ان يقال فيه انه طاغوت اما ان كان ممن له الارادة وهو كاره لذلك فلا يصح ان يقال فيه انه طاغوت وان كان لا ارادة له صح ان يقال فيه انه طاغوت اذا يتلخص لنا ان الاحوال في النظر الى من عبد مع الله عز وجل لا يخلو الامر من ثلاث احوال الاولى ان يكون لا ارادة له كان يكون قد عبد صنم او حجر او شجر فانه يقال هذا الصنم ماذا طاغوت او ان يكون له ارادة وهو راض بعبادته مع الله فهذا يقال في حقه انه ماذا طاغوت اذا دعا احد الى عبادة نفسه ترشح للعبادة او حتى ولو لم يترشح للعبادة لكن وقع ان عبد فرضي بذلك ووافق فانه يكون ماذا طاغوتة هذه الحال الثانية اما الحال الثالثة وهي ما اذا كان ذا ارادة ولكنه كاره لان يكون معبودا مع الله عز وجل فانه لا يقال في حقه انه طاغوت فان عيسى عليه السلام قد عبد مع الله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد عبد مع الله. وعلي وفاطمة والحسين وكثير من الصالحين عبدوا مع الله ومع ذلك فانهم ليسوا بطواغيت وحاشى انما يقال فيمن رضي ووافق او ترشح حتى ولو لم يعبد لو قال للناس اعبدوني انا استحق العبادة ولم يعبد فانه يكون طاغوتا ولذلك هؤلاء الصالحون الذين عبدوا من الملائكة والانبياء والاولياء يبرؤون الى الله جل وعلا ولذا يوم القيامة يوم يحشر الله الخلائق يقول الله عز وجل للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون ماذا جوابهم قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم تبرؤوا الى الله عز وجل من هذه العبادة وكذلك يقول عيسى عليه السلام كما في اواخر المائدة اذا اذا كان البحث في شأن من عبد مع الله عز وجل فانه يقال ان العابد عبد الطاغوت. مهما كان معبوده اما من عبد اما المعبود فلا بد فيه من ماذا لابد فيه من التفصيل السابق والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وقوله قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. الاية هذه الاية الثالثة اية الاسراء وهي احدى الايات العظيمة المحكمة التي تضمنت وصايا عظمى يحتاجها كل مسلم افتتحت هذه الوصايا بالتوحيد وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ثم فن الله عز وجل بعد ذلك بوصايا اخرى بلغت سبع عشرة وصية فمجموع هذه الوصايا ثمانية ثماني عشرة ثمان عشرة وصية اوصى الله عز وجل بها عبادة افتتحت بالتوحيد واختتمت بالتوحيد ايضا وذلك في قوله تعالى ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا فهذا يدلك على ان التوحيد هو اول الامر واخره وانه ظاهره وباطنه انه القضية الاهم وانه الذي ينبغي ان يفتتح به المسلم حياته ويختتما به حياته فالسعيد الموفق من قال لا اله الا الله وعاش على لا اله الا الله ومات على لا اله الا الله. نسأل الله ان يجعلنا منهم قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه لا يزال الشيخ رحمة الله عليه يبين لنا ما هو هذا التوحيد يكرر علينا الادلة التي تفصح عن هذه القضية الكبرى التي لاجلها خلقنا الله قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قضى فسر هذه الكلمة كثير من السلف بمعنى وصى وهكذا جاءت في قراءة ابي وابن مسعود رضي الله عنهما بمعنى وصى ذهب بعض الصحابة ومن بعدهم من السلف الى معنى الى ان معنى وقضى يعني وامر واوجب وكل ذلك بمعنى متقارب يعني وصى وامر واوجب الا يعبد الا اياه سبحانه وتعالى وهذا فيه تأكيد على المعنى السابق وهو ان التوحيد الذي امر الله عز وجل به ما جمع بين النفي والاثبات الا تعبدوا الا اياه فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا في ايات كثيرة سيأتي ان شاء الله الكلام عنها فهذا كله يدلك على انه لا يكون الانسان موحدا الا اذا كفر وبرئ من كل عبادة لسوى الله عز وجل ثم افرد الله بالعبادة وحده لا شريك له وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. نعم فقال رحمه الله وقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية هذه الاية الرابعة اية النساء واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهي مفتتح الحقوق العشرة عند العلماء هذه الاية ضمت الحقوق العشرة التي امر الله عز وجل بها واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فهذه حقوق عشرة لهؤلاء المذكورين في هذه الاية امر الله سبحانه وتعالى بها لا شك ان الحق الاول وان الحق الاولى وان الحق الاعظم وان الحق الاهم هو حق الله جل وعلا وهو ان يعبد وحده لا شريك له وان تجتنب عبادة ما سواه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لا يزال الشيخ يؤكد لنا حقيقة هذا التوحيد وانه الجمع ماذا بين النفي والاثبات واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ولاحظ ان قوله شيئا ها هنا نكرة في سياق النهي فتعم بمعنى لا يجوز ان يشرك مع الله شيء البتة اي شيء مهما كان ومهما ارتفعت منزلته ومهما علت مكانته فانه لا يجوز ان يشرك مع الله جل وعلا فالله له حق لا يجوز ان يشرك معه فيه غيره سبحانه وتعالى وهذا فيه بيان واضح حقيقتي الشرك وان الشرك كله مبغوض لله منهي عنه مهما دق فهي اية عظيمة فيها بيان بطلان الشرك كبيره وصغيره جليه وخفيه نعم قال رحمه الله وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. الايات هذه الاية وما بعدها واختلفت نسخ الكتاب في الموضع الذي وقف عنده قلم المؤلف لكن الشاهد من ذلك هو ان هذه الاية بينت حقيقة التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قل تعالوا اتلو ما حرم ربكم عليكم ماذا الا تشركوا به شيئا وهذه الاية دليل على التوحيد وذلك لان النهي عن الشرك يستدعي التوحيد بالاقتضاء كما يقول اهل العلم النهي عن الشرك يستدعي التوحيد بالاقتضاء يعني كانه قال لا تشركوا بالله شيئا مع عبادته سبحانه وتعالى والا فان اجتناب عبادة غير الله دون عبادته سبحانه لا ينفع صاحبه شيئا على انه لا يمكن ان يكون الانسان منفكا عن توحيد او شرك لا يمكن يعني لا يمكن ان يكون هناك انسان ليس بموحد ولا مشرك انما هو لابد ان يكون احد رجليه اما ان يكون موحدا لله او ان يكون مشركا الشرك الاكبر اما ان يكون خاليا من الامرين فهذا لا يمكن. لان التوحيد والشرك نقيضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم هذه اية وما بعدها هذه ايات عظيمة تسمى ايات الوصايا العشر افتتحها الله سبحانه وتعالى ب التوحيد والامر به والنهي عن ضده وقد يقال انه اختتمها بذلك ايضا لانه قال في ختامها وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ومعلوم ان صراط الله المستقيم والسبيل الذي دعت اليه الانبياء انما هو ماذا توحيد الله جل وعلا فهذه الايات ايضا افتتحت بالتوحيد واختتمت بالتوحيد ودلالة الاية الاولى على دا يعني حقيقة التوحيد دلالة واضحة كسابقاتها نعم. وقال رحمه الله قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قل تعالوا اثنوا ما حرم ربكم عليكم الى قوله وان هذا صراطي مستقيما الاية هذا الاثر عن ابن مسعود رضي الله عنه اخرجه الترمذي وقال حسن غريب وحسنه طائفة من اهل العلم وظعفه طائفة واورده المؤلف رحمه الله بلفظ مقارب للفظ الترمذي من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم وعند الترمذي من سره ان ينظر الى صحيفة محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه ولك ان تقول خاتمه يجوز خاتم وخاتم فليقرأ هذه الايات الايات في سورة الانعام هذا يدل على انها ايات عظيمة مشتملة على حقوق واجبة على جميع العباد وعلى ان هذه الايات محكمة لم تنسخ وانها من اخر ما نزل لان عليها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فهي من الايات التي يجب ان يعمل بها المسلم ويتنبه لها والمؤلف رحمه الله استنبط بعض الفوائد منها فيما اورده رحمه الله من مسائل على هذا الباب هذا الباب استنبط منه المؤلف رحمه الله فوائد ومسائل كثيرة بلغت اربعة وعشرين او بلغت اربعا وعشرين فائدة ومسألة نعم قال رحمه الله وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه انه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ فقلت الله ورسوله اعلم قال فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا. اخرجاه في الصحيحين هذا الحديث الصحيح المخرج في صحيحيه البخاري ومسلم فيه بيان حقيقة التوحيد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان يعبد الله ولا يشرك به شيء وان هذا من الحقوق التي يستحقها سبحانه وتعالى على عباده بل هو اعظم حق له جل وعلا على العباد هذا الحديث فيه ان معاذا رضي الله عنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار الرديف هو الراكب خلف الراكب وفيه جواز الارداف على الدابة كما ذكر المؤلف في المسائل وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يركب حمارا وفيه ايضا تسمية الدواب فانه جاء في الصحيح تسمية هذا الحمار بعفير ذكر علماء السيرة ان هذا الحمار اهداه له المقوقس عظيم مصر لما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بادره عليه الصلاة والسلام بهذا السؤال اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله وهذا اسلوب بليغ في التعليم وهو استثارة ذهن المتلقي وجلب انتباهه لما يلقى اليه من خلال ارسال هذا السؤال اليه اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله اجابه معاذ رضي الله عنه بتواضع وادب برد العلم في ذلك الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم الذي يوحى اليه من الله فبين النبي صلى الله عليه وسلم جواب هذا السؤال العظيم الذي هو من اهم المهمات في حياة كل انسان لابد ان يعرف الجواب عنه ما هو حق الله علي وما حقي على الله عز وجل ومع الاسف كثير من الناس على وجه الارض يعيشون كالبهائم او استغفر الله البهائم خير منهم لان البهائم تعرف حق الله عز وجل عليها ولا تعصيه سبحانه وتعالى اما هؤلاء فانهم يعيشون اسوأ من حالة البهائم والانعام لا يعرفون لي حياتهم هدفا ولا غاية ولا يعرفون لله عز وجل حقا يقومون به الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. هذا هو التوحيد. النفي والاثبات وهو حق استحقه الله على عباده بمقتضى كونه ربهم وسيده وخالقه وكل العقول مجمعة على ان للسيد على عبده حقا وهو يستحق هذا الحق ثانيا على عباده لانه المنعم المتفضل عليهم وشكر المنعم مما اجمع العقلاء على حسنه فسار من حق الله عز وجل عليهم من هذه الجهة واستحق جل وعلا هذا الحق على العباد من جهة ثالثة وهي من جهة ان هذا ما تقتضيه ذاته وصفاته ونعوت جلاله وجماله اذ كل من عرف الله جل جلاله وعظم سلطانه باسمائه وصفاته فانه لا يملك الا ان يذعن له بالمحبة والمهابة والخوف والتعظيم والاجلال فهذا شيء يستحقه لذاته سبحانه وتعالى فلاجل هذه الوجوه الثلاثة كان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا واما الشق الثاني في الحديث وهو حق العباد على الله فان اهل السنة والجماعة يقولون ان لله ان للعباد على الله حقا بمقتضى هذا الحديث وامثاله من الادلة ولكنه حق تفضل من الله عز وجل يعني حق احقه الله على نفسه لا ان العبادة هم الذين استحقوا على ربهم او اوجبوا على ربهم حقا العباد اذل واحقر من ذلك والله اجل واعظم من ذلك اذا هذا حق احقه الله سبحانه وتعالى على نفسه هذا التأصيل مرجعه عند اهل السنة والجماعة الى ثلاثة اصول الاول ان الله جل وعلا كتب على نفسه اثابة الطائعين ومغفرة ذنوب التائبين وما الى ذلك قال جل وعلا كتب ربكم على نفسه الرحمة فهذا شيء كتبه الله على نفسه لا ان العبادة كتبوا عليه شيئا واوجبوا عليه شيئا فصار هذا حقا للعباد بمقتضى ماذا ايجاب الله وكتابته على نفسه ثانيا ان الله وعد عباده المطيعين بالاثابة والمستغفرين والتائبين بالمغفرة والله لا يخلف الميعاد وعد الله لا يخلف الله وعده وعد الصدق الذي كانوا يوعدون فصار هذا حقا للعباد بمقتضى ماذا وعد الله الذي لا يخلف وعده ومن اصل ثالث وهو انه سبحانه حرم على نفسه الظلم ان الله لا يظلم الناس شيئا. ان الله لا يظلم مثقال ذرة يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ومن الظلم وضع الشيء كما تعلمون في غير موضعه فاذا كان وعد واوجب بالاثابة والمغفرة كان خلاف ذلك وضعا للشيء في غير موضعه وهذا حقيقة الظلم وهذا حقيقة اذا حق العباد على الله حق تفضل الله عز وجل به فاوجبه على نفسه ومرجعه الى هذه الاصول او الادلة الثلاث التي سلفت ان الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا هذه المسألة راجعة الى قضية الوعد والوعيد في ذلك تفصيل يطول به الكلام سيأتي البحث فيه ان شاء الله على وجه آآ التفصيل في الباب الاتي. الباب الذي بعد هذا ان شاء الله فنرجأ الكلام عن قوله الا يعذب من لا يشرك به شيئا لما سمع معاذ رضي الله عنه هذه البشارة العظيمة طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يبشر الناس وهذا يدلك على ان من محاسن الاخلاق التي كان عليها الصالحون ومنهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم معاذ رضي الله عنه وهو محبة تبشير الناس بما يسرهم وبما يفرحهم ولا شك ان الصالحين اعظم ما يفرحون به فضل الله سبحانه ورحمته واحسانه. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا الا ان النبي صلى الله عليه وسلم حثه على عدم بيان ذلك وذلك لان لا يتكلوا فان من الناس من قد لا يحمل هذا الحديث وامثاله على محمله فيقعون في الخطأ بناء على ذلك وانبه الى انه قد وقع في بعظ كتب شروح كتاب التوحيد وقع في بعض شروح كتاب التوحيد ان معاذ رضي الله عنه حدث بهذا قبل ان يموت تأثما والذي يبدو والله اعلم ان هذا ليس بصواب وانه قد حصل خلط بين حديثين فان لمعاذ رضي الله عنه قصة قريبة من هذه لكنها تختلف عنها في السياق والموضوع وهو انه كان اردف النبي صلى الله عليه وسلم على رحل وليس على حمار يعني كان على بعير ناداه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذا اسلوب اخر لاسترعاء الانتباه يا معاذ يا معاذ يا معاذ وكل ذلك يقول لبيك يا رسول الله وسعديك ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واني رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار هنا كرر معاذ رضي الله عنه الطلب بان يبشر الناس فكرر النبي صلى الله عليه وسلم التوجيه نفسه ثم جاء في ختام الحديث فاخبر بها معاذ رضي الله عنه تأثما الذي استظهره الحافظ رحمه الله في الفتح هذا الذي يبدو رجحانه ان هذه قصة مخالفة لتلك وانه قد تكرر لمعاذ رضي الله عنه ان يكون رديفا للنبي صلى الله عليه وسلم لكن في كل مرة كان الحديث مختلفا هذا ما اه يسر الله عز وجل من بيان لهذه النصوص واسأله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين