الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب فضل التوحيد هو ما يكفر من الذنوب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا من سيات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وبعد ثم بين المؤلف رحمه الله في الباب السابق حقيقة التوحيد واهميته عطف عليه هذا الباب ببيان قبل التوحيد فان النفوس لانها قد تشوهت بعد من عرفت التوحيد تشوفت الى معرفة فضله كان من المناسب عقد هذا الباب في هذا الموضع وايضا ادى انبعث الهمة ان تعظم الرغبة في الاهتمام بما سيأتي في هذا الكتاب من تفاصيل مسائل التوحيد قبلة التوحيد الباب عند اهل التأليف والتصنيف هو القسم من الكتاب والذي يستوي غالبا على مسائل من جنس واحد هذا يطلقون عليه الباب ويقسمون الكتب كثيرا الى ابواب والباب في اللغة هو ما يوصل الى المقصود وهذا مناسب لهذا المعنى الاصطلاحي فان ابواب الكتب وصلة الى فهم المراد هذا التقسيم الى المسائل المجموعة كل على حدة تحت جزء واحد وقسم واحد تعين على فهم هذا الموضوع قال باب فضل التوحيد يعني هذا باب موضوع لبيان فضل التوحيد و جاء في نسخة اه عند حفيدي المؤلف الشيخ عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيء باب بيان قبل التوحيد وما يكفر من الذنوب الاقرب ان ما ها هنا مصدرية يعني باب فضل التوحيد وتفسيره الذنوب اراد الشيخ ان يبين ان هذا التوحيد له فضائل وانه يكفر الذنوب وعليه سيكون قوله وما يكفر من الذنوب من باب عقد خاص على العام فبعض فضائل التوحيد تفسيره ما الذنوب و لا شك ان التوحيد له اعظم الفضل والاحاطة بهذا الفضل مما تعجز عنه العبارة فان التوحيد اعظم الاشياء واكملها واشرفها وهو لب الدين وهو اساسه وقاعدته وليس بدين الرسل ولا في كتب رب العالمين شيء اعظم من التوحيد والشيخ رحمه الله انتقى ادلة يسيرة في بيان قبل التوحيد والا فالمقام اعظم من ذلك بكثير لا قال رحمه الله وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب اية واحدة هي هذه الاية التي بين ايدينا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ها هنا بالشرك وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الاية لما نزلت شق الامر على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الذي تذهبون اليه الم تسمعوا الى قول الرجل الصالح ان الشرك لظلم عظيم فالنبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث ان الظلم هو الشرك ولا شك ان الشرك ظلم الظلم في اللغة هو وضع الشيء في غير موضعه ولاجل هذا اقول العرب ظلم الشيب الشعرة يعني اذا خرج في غير اوانه و من الشعر السائر بابه اقتدى عدي بالكرم ومن يشابه ابه فما ظلم ما ظلم يعني ما وضع الشبه بغير موضعه بل وضع الشبه في موضعه. اذا وافق وشابه الابن اباه فانه يكون قد وقع وضع الشبه في موضعه وعليه فان الشرك بالله عز وجل قل بل هو اعظم الظلم وذلك لانه اعني المشرك وضع العبادة في غير موضعها فالعبادة حق لله وموضعها الصحيح ان تكون متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى ومتى ما صرف ذلك لغير الله كان هذا ظلما وكان وضعا للشيء في غير موضعه على ان الظلم يطلق على جنس المعاصي سواء كانت من الصغائر او من الكبائر او من الشرك وذلك ان معصية الله عز وجل وضع للعبد ولعمله ولقوله وبعقده في غير موضعه واذا كان ذلك كذلك كان هذا ظلما وهذا الذي فهمه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهموا ان المعاصي من الظلم وعليه فان الانسان لا يخلو من معصية وظنوا انه قد فاتهم الامن والاستداء بسبب المعاصي وتنبه ها هنا الى ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يبين لاصحابه ان الشرك هو الذي يذهب الامن والاهتداء اراد ان يبين ان الشرك بالله عز وجل هو الذي يذهب الامن ويمنع الامن والاستهداء وليس ان من لم يشرك ووقعت المعاصي يكون له كمال الهدى كمال الاهتداء والامن ليس هذا المراد انما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين ان كل من كان مؤمنا بريئا من الشرك الاكبر فان له حظا من الاهتداء والامن ولكن الامر لا شك انه متفاوت فمن كان له الايمان المطلق كان له الامن والاهتداء المطلق ومن كان له مطلق الايمان عنده اصل الايمان مع ذنوب ومعاصي وادمان على ما حرم الله فانه يكون له مطلق الامن والاهتداء اذا تنبه الى هذه القاعدة المهمة وهي قاعدة منفردة ان الامن والاستداء المطلق يعني الكامل يكون حظ من معه الايمان المطلق. يعني الكامل واما من كان معه مطلق الايمان يعني اصل الايمان فانه يكون له مطلق الامن والاستداء. يعني له حظ وله نصيب بحسب ما معه من هذا الايمان وانه لا يفوته الامن والاستداء بالكلية ولكل درجات مما عملوا. كل انسان بحسب ما يقدم فانه يكون له هذا الحظ من الامن والابتداء وذهب بعض اهل العلم الى ان الامن يراد به في الاخرة وان الاهتداء الذي يكون في الدنيا والاقرب والله اعلم ان ان الامن والاهتداء يكون حاصلا في الدنيا ويكون حاصلا في الاخرة اما الامن في الدنيا فانه يكون بانواع الامن وحصول الطمأنينة في النفوس وهذا يقع بفضل الله للنفوس التي اطمأنت الى ربها وخالقها واقبلت عليه وقصدته بالعبادة والتذلل كما انه يكون لهؤلاء المؤمنين الامن في الاخرة وهم في الغرفات آمنون وهم من فزع يومئذ امنون وكذلك الاهتداء يكون في الدنيا وكذلك يكون في الاخرة اما في الدنيا فلا شك ان من ثوابي الامام والطاعة والاقبال على الله عز وجل ان يهدي الله عز وجل هؤلاء المؤمنين الى الصراط المستقيم ويوفقهم الى لزوم هذا الصراط المستقيم فيكون لهم الهداية في الدنيا وفي الاخرة يهديهم الله عز وجل الى الجنة وهذه ثمرة الاستداء في الدنيا ان يهدى الانسان الى جنات النعيم يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار فالله جل وعلا يجازي المؤمنين الذين اهتدوا في الدنيا بان يهديهم يوم القيامة الى منازلهم في الجنة قال السلف رحمهم الله فان احدهم لهو اهدى الى منزله في الجنة منه كان في الدنيا وجاء في هذا بعض الاحاديث والاثار اذا من حقق الايمان بالله جل وعلا فانه يكون له الامن والاستداء بحسب ذلك اما من نقض ايمانه ووقع في الشرك فلا شك انه يكون قد زال عنه الامن والاهتداء وهذا يكون من اه اسمي وعقوبة الشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله عن عبادة ابن صامت رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجه هذا الحديث عظيم عظيم القدر دليل المنزلة وهو من اعظم الاحاديث بيانا لمسائل التوحيد هو كنز من كنوز ان الاعتقاد الذي ينبغي ان يعتني به المسلم وقبل ان نشرع في اه تعلم ما فيه من مسائل وفوائد انبه الى قاعدة عامة تتعلق بفضائل التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله تواترت النصوص ان من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان من اتى ربه جل وعلا ووافاه دون ان يكون مشركا به سبحانه فانه يكون من اهل الجنة وهذا موضع قد يغلط فيه بعض الناس ويحملون ذلك على غير محمله وربما وربما جرهم عدم الفهم الصحيح لهذه النصوص نصوص الوعد الى الوقوع بشيء من الارجاء والغرور فالقاعدة هي ان الوعد الذي جاء في فضائل التوحيد ولا اله الا الله وعد مشروط بشروط ومقيد بقيوده فمن اتى بهذه الشروط وهذه القيود حصل له هذا الفضل الذي جاء في هذه الاحاديث وقد مر بنا مرات عدة قول الحسن قول الحسن رحمه الله حينما قيل له من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال رحمه الله من قال لا اله الا الله وادى حق وادى حقها وفرضها دخل الجنة وهذا كلام حسن متين ينبئ عن فقه عظيم ولما قيل لي واهد بالمنبه رحمه الله اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن لكل مفتاح اسنان فان اتيت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح لك اذا النصوص التي جاء فيها ان من قال لا اله الا الله دخل الجنة مقيدة بتحقيق اصل التوحيد وكماله الواجب وكمال التوحيد الواجب انما يكون بفعل الاوامر واجتناب النواهي هذا التقييم بالنصوص مستفاد من الادلة الصحيحة وهي على ضربين اولا النصوص التي جاء فيها قيود في قول لا اله الا الله والثاني النصوص التي جاء فيها قيود مع قول لا اله الا الله انتبه لهذا النصوص في هذا المقام النصوص المقيدة والواجب حمل مطلق على المقيد هذه النصوص جاءت على ظربيه منها نصوص فيها تقييد في قول لا اله الا الله ومنها نصوص فيها تقييد مع قول لا اله الا الله وان شئت فقل نصوص فيها شروط باطنة ونصوص فيها شروط ظاهرة اما الضرب الاول فهو مثل الحديث الذي سيأتي معنا ان شاء الله وهو حديث عتبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله فان الله يرحمك الله فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله لاحظ معي ان ها هنا قيدا مهما في تحصيل ثمرة قول لا اله الا الله وهي التحريم على النار الا وهي قوله ماذا يبتغي بذلك وجه الله اذا لابد من اخلاص ولابد ايضا من عمل لان من كان يبتغي شيئا فلا بد ان يكون باذلا للاسباب التي توصله الى تحصيله واما اذا لم يكن كذلك فانه لا يكون مبتغية المبتغي الذي يصدق عليه وصف الابتغاء لا بد ان يبذل ولابد ان يعمل ما يوصله الى ما يريد واما اذا لم يكن كذلك فانه كاذب في زعمه انه مبتغي اذا تجد ان هذا قيد قيد تحصيل الفائدة المرجوة من لا اله الا الله بقيد مهم لا ينبغي اغفاله وعليه فالنصوص التي جاءت مطلقة جاء لها تقييد فالاطلاق ينبغي ان يحمل على ماذا على هذا التقييم وهذا في النصوص له آآ ادلة عدة تجد انه يقيد بان من قالها صدقا من قلبه اذا هذا قيد مهم لابد في اعتباره في ادلة كثيرة سيأتي طرفوا منها اه بما يأتي من هذا الكتاب ان شاء الله اذا هذا هو الضرب الاول المقيد للنصوص المطلقة ان يكون فيها قيود لقول او في قول لا اله الا الله الضرب الاخر ان تأتي النصوص فيها بيان فضل لا اله الا الله ولكن مع اشياء اخرى فتكون القيود مع قول لا اله الا الله من ذلك ما ثبت في الصحيحين من ان اعرابيا امسك بخطام دابة النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن عمل يدخله الجنة فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعبد الله ولا تشركوا به شيئا. هذا هو التوحيد. هذا هو مضمون لا اله الا الله. اليس كذلك ثم قال وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم اذا تلاحظ ان هناك قيودا معه قول لا اله الا الله لابد من تحصيلها لنيل الثواب المترتب على التوحيد تجد مثلا عند الامام احمد وغيره باسناد جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عبد الله لا يشرك به شيئا هذا التوحيد واقام الصلاة واتى الزكاة واجتنب الكبائر فله الجنة او قال دخل الجنة تلاحظ معي ان ها هنا قيودا مع التوحيد وهي ان تأتي بالواجبات وارفعها واعلاها الصلاة والزكاة ثم ان تكف عما حرم الله سبحانه وتعالى هنا تحصل الثمرة التي تريد وهي ان تدخل الجنة اذا النصوص في فضل لا اله الا الله ينبغي ان تحمل على هذا على هذه السبيل وهي انها نصوص ماذا مطلقة ولها قيود في قولها وقيود مع قولها وبالتالي يستقيموا فهم الانسان لهذه النصوص ويكون متوسطا بين طرفين اهل الوعيد واهل الارجاء وان كنت طالبا للعلم حريصا على الفائدة فاوصيك بمراجعة موضع اراه من احسن المواضع في تحقيق هذا المقام وهو موطن لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه تفسير ايات اشكلت فهذا من احسن المواضع التي وقفت عليها في تحقيق المقام بهذه المسألة العظيمة قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من شهد ان لا اله الا الله مر بنا ان الشهادة قول واخبار عن علم ويقين لا تكون الشهادة شهادة دون قول ولا تكون الشهادة شهادة مع جهل ولا تكون الشهادة شهادة مع شك وارتياب اذا يكون الانسان شاهدا بان لا اله الا الله اذا تكلم بها عن علم ويقين يعلم المعنى ويستيقن به وبالتالي يكون متشهدا و هذا الحديث ايضا مما يمكن ان يقال انه من النصوص المقيدة فان الشهادة لا بد فيها من يقين واليقين يستتبع العمل من لوازم اليقين ان يكون هناك ماذا اثر في العمل فاذا صلح القلب استيقان معنى لا اله الا الله اثمر ذلك على الجوارح الاقبال على الاوامر واجتناب النواهي قال من شهد ان لا اله الا الله ام هنا هي المخففة من الثقيلة تكتب ولا تنطق يخطئ بعض الناس حينما يقول اشهد ان لا اله الا الله قد تسمع هذا من بعض الناس في الاذان وغيره وهذا غلط الصواب ان تقال هكذا اشهد ان لا اله الا الله تكتب ولا تنطق ولا اله الا الله هي الكلمة العظيمة التي قامت من اجلها السماوات والارض اقرأه وخلاص تلحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم اكد معنى لا اله الا الله بقوله وحده لا شريك له ومر معنا للدرس الماظي ان لا اله الا الله جملة مشتملة على نفي واثبات وانه لا يكون توحيد الا باجتماعهما فالنفي وحده عدم والعدم ليس بايمان ولا توحيد والاثبات وحده لا يمنع المشاركة فلا توحيد التوحيد الجمع بين النفي والاثبات وسيأتي معنا ان شاء الله باب مختص بتفسير هذه الشهادة العظيمة ثم قال وحده لا شريك له هذا تأكيد للاثبات تأكيد لقول الا الله ولا شريك له تأكيد للنفل تأكيد لقوله لا اله قال اهل العلم تأكيد بعد تأكيد تنبيه على مقام التوحيد المقام مقام عظيم يحتاج الى تنبيه وتذكير وتأكيد حتى يستقر المعنى في النفوس المؤمنة قال وان محمدا عبده ورسوله محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النبي الكريم لا يكون الانسان مؤمنا موحدة الا اذا شهد له صلى الله عليه وسلم بالرسالة انه رسول من عند الله جل وعلا وانه خاتم الانبياء والمرسلين وان رسالته عامة للثقلين هذا معنى شهادتك ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازم ذلك طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع هذه الشهادة قرينة شهادة التوحيد لله فلا يكون الانسان موحدا الا اذا شهد الشهادتين ووحد التوحيدين التوحيد لله بالعبادة والتوحيد لرسوله صلى الله عليه وسلم في الاتباع ومتى اتى الانسان بواحد او بواحدة من هاتين الشهادتين ما انتفع فلا تنتفعوا بشهادة الا بضم الاخرى اليها النبي صلى الله عليه وسلم جمع جمع الله له كمال اكمل وصفين في البشر الا وهو انه عبد الله ورسوله وهذان الوصفان اكمل وصفين للبشر وللنبي صلى الله عليه وسلم منهما كمالهما بمعنى ان للنبي صلى الله عليه وسلم كمال العبودية وللنبي صلى الله عليه وسلم كمال النبوة والرسالة فانه بالاتفاق اعظم الانبياء وافضل المرسلين. وهو امامهم صلى الله عليه وسلم وادم فمن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هذان الوصفان كما ذكرت لك اكمل وصف يصل او يمكن ان يصل اليه بشر ان يكون عبدا لله وان يكون رسولا لله وذلك مقام الانبياء والمرسلين الذين هم افضل البشر ولكن لنبينا صلى الله عليه وسلم لنبينا كمال العبودية ولنبينا كمال الرسالة وكمال المنزلة في النبوة اذا النبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء وافضل المرسلين وافضل البشر صلى الله عليه وسلم ولاحظ ان في هذا الحديث ردا على طرفي الضلال على اهل الغلو وعلى اهل الجفاء على الذين تطرقوا وعلى الذين افرطوا فقوله صلى الله عليه وسلم وان محمدا عبده رد على اهل الغلو الذين رفعوه صلى الله عليه وسلم من مقام العبودية الى مقام الالهية بل ان منهم من رفعه الى مقام الربوبية وهذا لا شك انه غاية في الظلال والرد على هؤلاء بقوله صلى الله عليه وسلم عبده فالغالي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي رفعه الى درجة ان يكون معبودا لا عابدا فانه يكون مكذبا لقول النبي صلى الله عليه وسلم انه ماذا عبد الله وقوله صلى الله عليه وسلم ورسوله رد على اهل الجفاء وهم الذين كذبوا بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته او قصروا في اتباعهم هؤلاء وهؤلاء الرد عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم ورسوله فمن كان غير مؤمن برسالته صلى الله عليه وسلم فانه يرد عليه بقوله ورسوله والذي يقصر لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم اما باتباع الشهوات والاعراض عن اوامر النبي صلى الله عليه وسلم وسننه او يكون متبعا للشبهات مقدما قولا غير قول نبينا صلى الله عليه وسلم فان هذا بين ان يكون مكذبا لرسالته كحال الكفار او يكون عنده نقص بالشهادة بالرسالة بحسب حاله اذا كان من اهل الكبائر او كان من اهل الابتداع فهؤلاء وهؤلاء عندهم نقص وعندهم تقصير بالشهادة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة من كان مؤمنا وشاهدا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم فانه يلزمه ان يطيعه فيما امر و ان يصدقه فيما اخبر وان يجتنب ما نهى عنه وزجر وان يعبد الله وفق ما بين وشرع صلى الله عليه وسلم وما سوى ذلك تقصير ولا شك ثم قال صلى الله عليه وسلم وان عيسى عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام احد اولي العزم من الرسل الذين هم افضل الانبياء والمرسلين وهم الذين جمعهم الله عز وجل في قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فهؤلاء الخمسة هم اولو العزم من الرسل واعظمهم منزلة ومكانة هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال وان عيسى عبد الله ورسوله هذا ايضا فيه رد على طرفي الضلال بشأن عيسى عليه السلام الذين رفعوه الى ان يكون الها او ابنا للاله او واحدا اتنين تلاتة و رد ايضا في قوله ورسوله على الذين طعنوا في نبوته ورسالته او قدحوا فيه كاليهود انما وضعوا عليه ما وضعوا من القاب السوء كزعمهم انه ابن زانية وحاشاه عليه الصلاة والسلام اذا هؤلاء الرد عليهم جميعا بقوله صلى الله عليه وسلم وان عيسى عبد الله ورسوله قال وكلمته القاها الى مريم وروح منه معنى قوله وكلمته اي انه كان بكلمة الله ما معنى قوله وكلمته بتاعنا بكلمة الله كما بين هذا الامام احمد رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة وكما فعل ايضا غيره من المتقدمين كقتادة او ممن بعدهم الدارمي في نقضه على بشر وتسلسل هذا في كلام اهل العلم قاطبة ان معنى قوله وكلمته انه بالكلمة كم لا انه هو الكلمة اي ان الله خلقه بقولكن ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له ماذا بن فيكون فعيسى عليه السلام خلق بهذه الكلمة ولم يخلق بالسبب المعتاد في قلق بني ادم فان الله جل وعلا قلق عامة الناس بتوسط سبب وهو التقاء الوالدين اما عيسى عليه السلام وكذلك ادم عليه السلام فلم يكن خلقهم بي هذه الاسباب او في هذا السبب المعتاد انما خلقه الله عز وجل بقوله كن اذا كلمته يعني بكلمته كا بكلمته كم وقوله صلى الله عليه وسلم وروح منه اي انه مخلوق بالروح التي خلقها الله سبحانه وتعالى فالروح لقوله منه يعني الروح المخلوقة التي خلقت من الله عز وجل فقوله منه ها هنا من لابتداء الغاية و ذلك له نظائره في النصوص فهذه الروح من الله كانت قلقا وايجاد وجبريل عليه السلام نفخ في جيبي مريم هذه الروح التي خلقها الله عز وجل قال اهل العلم الله خلق بكن وجبريل نفخ الروح جبريل كان منهم النفخ في الروح والله جل وعلا كان منه الخلق بكن و هذا الموضع مما ظل فيه من ضل من اهلي الكفر واهل الضلال النصارى ضلها هنا حيث زعموا ان صفة من الله عز وجل وهي الروح قد حلت في عيسى عليه السلام كان اللاهوت في الناسوت كما يقولون او ان جزءا من الالهية في عيسى عليه السلام ولا شك ان هذا من الضلال البين فان اضافة الروح ها هنا الى الله جل وعلا اضافة مخلوق الى خالقه الشأن فيها كالشأن في ناقة الله وبيت الله وامثالها مما جاء في النصوص والقاعدة ان الاظافة الى الله جل وعلا جاءت على قسمين جاءت اضافة صفة الى موصوف وجاءت اضافة مخلوق الى خالقه قال ابن القيم رحمه الله فاظافة الاوصاف ثابتة لمن قامت به كارادة الرحمن واضافة الاعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما هما سيان تنظر الى بيت الاله وعلمه لما اضيفا كيف يفترقان فرق شاسع بين ان تقول علم الله فهذه اظافة ماذا صفة الى موصول لان العلم صفة لا تقوم الصفة لذاتها بنفسها بل لابد ان تقوم بذات وحينما تقول بيت الله الامر ها هنا مختلف هذه اضافة ماذا مخلوق الى خالقه لان هذا المخلوق قائم بنفسه. الروح مخلوق كائن قائم بنفسه وان كان يحل في غيره لكنه مخلوق مستقل فاضافته الى الله جل وعلا من اضافة المخلوق الى خالقه قال وان الجنة حق والنار حقه الجنة والنار هما الداران اللتان جعلهم الله عز وجل محلا لثوابه وهذه الجنة او محلا لعقابه وهذه ان المؤمنون يعتقدون انهما حق وذلك يتضمن انهما داران مخلوقتان موجودتان الان وانهما باقيتان لا تثنيان وما فيهما وان الله جل وعلا قد اعد فيهما شيئا عظيما لا يحيط به ذكر الانسان ففي ذلك مما اعد الله عز وجل من اصناف النعيم في الجنة او اصناف العذاب في النار. نسأل الله السلامة والعافية. ونسأل الله من فضله لا شك ان في ذلك ما لا اه يحيط به فكر انسان فهذا مما يجب ان يعتقده المسلم ان الجنة حق وان النار حق ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ادخله الله ما اعراب ادخله جوابه الشر واين الشرط من قالها او من شهد اذا هذا هو جواب الشرط هذه هي الجائزة التي وعد الله سبحانه من حقق هذه المذكورات في هذا الحديث وعد الله سبحانه وهو الذي لا يخلف وعده جل وعلا ان من كان منه ذلك ادخله الله الجنة ماذا على ما كان من العمل يعني على اي عمل كان يلاقي فيه ربه جل وعلا فانه سيكون من اهل الجنة وها هنا وقفة عند قول النبي صلى الله عليه وسلم ادخله الله الجنة فان هذا النص وامثاله محمول عند اهل العلم على احد وجهين بحسب حال العامل ادخله الله الجنة ابتداء او ادخله الله الجنة مآلا سيدخل الجنة قطعا تحقيقا لوعد الله سبحانه وتعالى هذا مما لا يقبل الشك ولكن لابد من التنبه ها هنا الى ان الدخول مختلف قد يكون الدخول المطلق وقد يكون مطلق الدخول بمعنى قد يكون الدخول اول وهلة مباشرة من الحشر من عرصات القيامة والى الجنة دون المرور على النار. نسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء هذا شأن ثم للمؤمنين هذا شأن الذين حققوا اصل التوحيد وحقه وحققوا كماله الواجب ومن باب اولى الذين حققوا كماله المستحب و اما الدخول المآلي يعني مطلق الدخول او ما عبرنا عنه بمطلق الدخول فانه يكون لمن مات على التوحيد واتى بكبائر لم يغفرها الله سبحانه وتعالى له فان هذا سيدخل الجنة قطعا ولكن بعد ان يدخل النار دخولا مؤقتا. يعني في مدة يشاؤها الله سبحانه وهو العليم بها فهذا سيخرج من من هذه النار بعد ذلك قطعا ويدخل الجنة ويبقى فيها ابدا فهو داخل الى الجنة اذا اتى بهذا التوحيد وشهد هذه الشهادات و تدفع عن ما يناقض ذلك فانه سيدخل الجنة قطعا اما دخولا ها اوليا او ابتدائيا واما دخولا ما الية مع ملاحظة ان اهل الكبائر الذين ماتوا مصرين على الكبائر قد يكونون من اهل الصنف الاول ممن يدخلون الجنة دخولا مآليه لان عندنا ها هنا اصلا اخر وهو ان كل الوعيد الذي جاء في حق العصاة فهو مقيد بقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه قواعد مهمة لابد من استحضارها حين النظر في نصوص الوعد والوعيد والله تعالى اعلم قال رحمه الله وله ما في حديث عثمان رضي الله عنه انه قال فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يشتغل بذلك وجه الله هذا الحديث الثاني في هذا الباب وهو حديث عتبان وهو عتقان بن وهو عتبان بن مالك الانصاري صحابي جليل ومن اللطائف ان هذا الصحابي رابع صحابي يذكره المؤلف في كتابه وكل هؤلاء الاربعة الذين افتتح المؤلف كتابه بذكرهم بدريون مر معنا ابن مسعود ثم معاذ ثم عبادة ثم ها عتبان وكلهم بدريون رضي الله عنه اجمعين قال فان الله حرم على النار قال هذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث فيه قصة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم زار عتبان لما استزار النبي صلى الله عليه وسلم يعني طلب زيارته وان يصلي ببيته بعد ان ضعف بصره الشاهد انه ذكر بعض من رمي بالنفاق حينها قال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وهذا الحديث مخرج في الصحيحين اخرجه الامام البخاري رحمه الله في مواضع من صحيحه من حديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك وجاء في موضع عند مسلم للحديث انس رضي الله عنه عن عتبان وجاء في مسند الامام احمد باسناد فيه بعض النظر من حديث انس رضي الله عنه عن عتبان ان الصحابة ما فرحوا قط كفرحهم بما قالها هنا صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث من المبشرات العظيمة بل جاء في هذه الرواية ان انسا رضي الله عنه قال لابنه ابي بكر احفظ هذا الحديث فانه من كنوز الحديث هذا من كنوز الحديث يعني فيه فضل وله منزلة ومكانة لان فيه بشارة عظيمة لاهل التوحيد الذين قالوا لا اله الا الله بشرط ان يكونوا مبتغين بذلك وجه الله سبحانه وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله هذا الحديث فيه بيان قبل التوحيد وان للفضائل التوحيد انه يحرم صاحبه على النار نسأل الله من فضله و هذا التحريم امر قطعي لانه وعد الله والله لا يخلف وعده ولكن ولكن الجمع بين النصوص يدل على ان هذا التحريم ينقسم الى قسمين قد يكون التحريم تحريم الدخول وقد يكون التحريم تحريم الخلود انتبه لهذا من الناس المؤمنين اعني من يحرم عليه دخولها اصلا لا يدخلها البتة وهؤلاء الذين حققوا كمال التوحيد الواجب واولى منهم من حقق توحيده المستحب من حقق التوحيد المستحب اما الذين يحرم عليهم الخلود فيها فهؤلاء الذين معهم اصل التوحيد لكنه من العصاة اهل الكبائر والشأن فيه كالشأن فيمن ذكرنا قبل قليل فهؤلاء يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. لا شك انهم قالوها وحصل لهم حظ من ابتغاء ذلك آآ لوجه الله او ابتغاء ذلك لوجه الله سبحانه وتعالى. لكن ما حصل له كمال الابتغاء فحصل منهم التقصير بترك الواجبات او الكبائر او الاصرار على الصغائر اما هم للمؤمنين الذين لهم كمال الايمان والتوحيد فهؤلاء منزهون عن فعل الكبائر او الاصرار عليها ليسوا معصومين هم بشر وكل ابن ادم خطاء لكن ذنوبه اما ان تكون صغائر واما ان تزل بهم القدم. فيقع في كبيرة لكنهم يبادرون الى التوبة والله جل وعلا قال ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ماذا يكون منهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم اذا هذا شأن الكمل من اهل التوحيد انهم لا تقع منهم الكبائر او اذا وقعت بادروا الى التوبة الى الله جل وعلا اما هؤلاء الذين نتحدث عنهم في هذا الصنف فهم الذين ماتوا مصرين على الكبائر وهؤلاء الذين ماتوا عليهم كبائر او كانوا مصرين على الصغائر ولم يشأ الله عز وجل ان يعفو عنهم فهؤلاء يدخلون النار دخولا مؤقتا مدة يشاءها الله ثم يخرجون اما بسبب شفاعة او بمحض رحمة ارحم الراحمين سبحانه وتعالى. وبالتالي يصدق عليهم انهم ماذا حرموا على النار بمعنى حرموا على النار خلودا حرموا على النار ماذا خلود والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال قال موسى يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله قال كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري في الارضية لو ان لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري وعامرهن والله وعامرهن غيري والارضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله طه بن شدمان والحاكم وصححه هذا الحديث حديث ابي سعيد رضي الله عنه فيه بحث من جهة اسناده اخرجه كما رأيت ابن فلان والحاكم بل خرجه النسائي الكبرى وغيرهم من اهل العلم لكن الاسناد فيه بحث فانه جاء من طريق آآ دراج ابي السمح عن ابي الهيثم و هذه الرواية فيها ضعف بل وقعت فيها مناكير وان كان قد صحح هذا الحديث طائفة من اهل العلم تبني السدبان والحاكم وكذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في الجزء الحادي عشر بالفتح الباري وهذا المعنى الذي جاء في هذا الحديث جاء في حديث عند الامام احمد باسناد جيد للحديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ولكن السياق مختلف فليس الامر بي كلام بين الله عز وجل وموسى وانما بين نوح عليه السلام وابنه وكذلك جاء عند ابن ابي شيبة باسناد صحيح معنى هذا الحديث من قول كعب الاحبار رحمه الله الشاهد ان معنى هذا الحديث لا شك في صحته وهو عظم وفضل التوحيد والكلمة التي هي دالة على هذا التوحيد وهي لا اله الا الله وان زينتها وقدرها اعظم من السماوات والارض وهذا لا شك انه حق وصدق موسى عليه السلام احد اولي العزم من الرسل سأل ربه جل وعلا ان يعلمه شيئا يدعوه ويذكره به قول لا اله الا الله ذكرا هذا شيء واضح وكونها دعاء هذا شيء صحيح ايضا وذلك ان هذا الذكر واعلاه قول لا اله الا الله دعاء بلسان الحلف دعاء بلسان الحال ومر بنا في مناسبات سابقة ان الدعاء ينقسم الى قسمين ما هما دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء المسألة هذا هو السؤال والطلب الدعاء المعروف اللهم اني اسألك يا الله يا رب ودعاء العبادة هو كل انواع العبادة فانها طلب من الله عز وجل بلسان الحال. طلبوا من الله ان يعفو وان يغفر وان يدخل الجنة بسبب هذا العمل طلب موسى عليه السلام شيئا يدعو الله ويذكره به فامره ربه جل وعلا ان يقول لا اله الا الله هنا موسى عليه السلام طلب شيئا يختص به ويتميز به عن غيره والنفوس مجهولة على حب ان تتميز فقال كل عبادك يقولون لا اله الا الله ليس هذا انتقاصا من قدر هذه الكلمة العظيمة لكنه طلب للاختصاص ان يخصه الله عز وجل بشيء فبين سبحانه وتعالى في هذا الحديث ان لا اله الا الله لها شأن عظيم حتى وان كانت كلمة عامة يقولها المؤمنون جميعا الا ان الشأن فيها عظيم جدا حتى انه لو كانت السماوات والارض في كفة وهذا هو الاشهر بهذه الكلمة وقال بعضهم تكفى وقال بعضهم انها من مثلث الكلام قفة وكفة وكرفة لكن الاشهر بالكسر لو كانت السماوات والارض هذه المخلوقات العظيمة الكبيرة الواسعة الثقيلة في كفة من كفتي ميزان وهذه الكلمة الطيبة لا اله الا الله في الكفة المقابلة فان لا اله الا الله افعل لمالت بهن لا اله الا الله. يعني ترجحت وذلك يدلك على عظيم شأن هذه الكلمة وعظيم قدرها عند الله وعظيم ثوابها عند الله سبحانه وتعالى و هنا اختلف اهل العلم في هذا الحديث ان صح عن النبي صلى الله عليه وسلم اكان مراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يمثل ويبين عظم شأن هذه الكلمة بمعنى انه لو قدر ان جسد او صور فضل لا اله الا الله بحيث يكون في كشفة و السماوات والارض وضعت في كفة ميزان فان لا اله الا الله ثقلها ومكانتها وثوابها اعظم من ثقل السماوات والارض او ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم ان لا اله الا الله في كفة الميزان الاخروي الذي يضعه الله جل وعلا يوم القيامة ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ان وزن هذه الكلمة بالميزان الاخروي اثقل من السماوات والارض الحديث محتمل للامرين والمؤلف رحمه الله كانه يميل الى الثاني فانه ذكر في مسائل الكتاب ان الميزان له كفتان وكأنه يشير بذلك الى ان الميزان الاخروي له كفتان و هذا الامر ثابت ولا شك فيه كما يدل عليه حديث البطاقة واظنه معلوما عندكم الشاهد ان هذا الحديث يؤيد ويؤكد ما دلت عليه عن نصوص السابقة في فضل لا اله الا الله والله تعالى اعلم قال رحمه الله وللتريزي وحسنه عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لغة وقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها من قرأ هذا الحديث حديث الترمذي وذكر المؤلف رحمه الله انه حسنه ان كانت النسخة المطبوعة ليس فيها هذا التحسين انما قال الترمذي رحمه الله عن هذا الحديث انه غريب من هذا الوجه ولكن الحديث حسن اسناده لا بأس به وقال ابن رجب رحمه الله في شرحه على الاربعين النووية وهذا اخر حديث في الاربعين النووية قال عن اسناده انه لا بأس به وصححه ابن القيم رحمه الله في المدارج و صححه الشيخ الالباني رحمه الله في موضع في صحيح الترمذي وحسنه بالسلسلة الصحيحة فهو حديث ثابت ان شاء الله ذكر الملك رحمه الله قطعة من هذا الحديث و اوله ان الله تعالى يقول فهو حديث قدسي يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي يا ابن ادم لو لقيت لو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة قراب وهذا هو الاقرب وقال بعضهم عراب يعني ما يملأ الارض او ما يقارب ملء الارض لو اتيتني بقراب الارض خطايا هذا به تمثيل كثرة الذنوب التي لو لقي الانسان ربه بها يعني توفي مصرا عليها لم يتب الى الله جل وعلا منها ولكنه لم يشرك بالله شيئا لقي الله بريئا من الشرك وقلنا سابقا ان النصوص التي فيها نفي الشرك نستدعي التوحيد بالاقتضاء لا يشرك بالله شيئا يعني كان موحدا لله جل وعلا مع اجتنابه للشرك وهذا يدلك على عظيم شأن التوحيد وان التوحيد اعظم سبب لمغفرة الذنوب حتى قال ابن القيم رحمه الله ان التوحيد الذي هو توحيد انتبه ليس التوحيد الذي لا يتجاوز آآ الشفتين ولا يصل الى سويداء القلب ولا يكون له اثر على الجوارح انما هذا التوحيد الضعيف اثره ضعيف لكن التوحيد الذي هو توحيد تكفيره للذنوب اعظم من تكفير التوبة للذنوب لان حسنة التوحيد اعظم من حسنة التوبة فمن لقي الله جل وعلا بي ذنوب عظيمة حتى انها تكاد ان تبلغ حجم هذه الارض لكنه لقي الله عز وجل بتوحيد صادق ولم يشرك بالله شيئا فليبشر بمغفرة الله سبحانه وتعالى وهذا من وعد الله جل وعلا وهو لا يخلف وعده تبارك وتعالى وهذا الحديث ينبغي فهمه على الوجه الصحيح فان كون الانسان يأتي بمثل هذه الذنوب العظيمة البالغة التي تبلغ هذا القدر الذي هو بقدر السماوات والارض لا يتأتى ممن لا يشرك بالله شيئا ولا يقع في شيء من الشرك البتة بل لا بد من كان مدمنا على هذه الذنوب والمعاصي واتى بهذا القدر الكبير لابد ان يكون قد وقع في شعبة من الشرك ولابد لابد ان تؤثر هذه الذنوب العظيمة شيئا من الوقوع في شعبة من الشرك بان يحب غير الله او ان يرجو غير الله او ان يخاف من غير الله او ان يضعك تصديقه بخبر الله ووعده ووعيده وبالتالي فان الذين يدخلون النار للعصاة الموحدين وهذا اصل قطعي فلابد من دخول طائفة من العصاة النار قطعا تصديقا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء اجتنبوا الشرك الاكبر ولكنه وقعوا في ذنوب ومعاصي واطراف من الشرك الاصغر وبناء على ذلك الجمع بين النصوص فهذا الحديث الذي بين ايدينا وتلك التي تدل على ان عصاة اتوا بلا اله الا الله ومعهم توحيد كما مر معنا في في الدرس الماظي او الذي قبله انه يدخل قوم من اهل التوحيد النار نص النبي صلى الله عليه وسلم على انهم من ماذا من اهل التوحيد ومع ذلك دخلوا النار بسبب ذنوب ومعاصي وقعوا فيها الجمع بين النصوص اذا ان يقال ان هذا الذي يغفر الله عز وجل له اذا اتى بالمعاصي اما ان يكون لا تقع منه المعاصي الا على ندرة يقع منه صغائر وهي مكفرة باجتناب الكبائر او يقع منه كبائر يبادر بالتوبة منها وبالتالي فانها لا تؤثر فيه او ان هذا الانسان وان اتى بهذه الذنوب العظيمة ولكنه يوفق الى تجديد التوحيد وتجديد لا اله الا الله في قلبه فتكون انوار لا اله الا الله محرقة لذنوب هذه المعاصي بمعنى ارأيت انسانا اتى بذنوب عظيمة وكثيرة جدا ولكنه رزق التوبة الى الله عز وجل قبل وفاته. مات على توبة من هذه الذنوب ما حكم تلك السيئات مغفورة. قال النبي صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له اذا هذا الانسان لو ما اتى بالتوبة لكنه جدد التوحيد اتى بلا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص تأثير التوحيد في مغفرة تلك الذنوب اعظم من تأثير التوبة فهذا هو الذي يقتضيه الجمع بين النصوص التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن والناس في هذا لا شك انهم متفاوتون تفاوتا عظيما. وان كان كل المسلمين يقولون لا اله الا الله فان قولهم بلا اله الا الله وان اثر لا اله الا الله في نفوسهم لا شك انه يتفاوت يتفاوت تفاوتا عظيما والشأن في هذا كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء ان لا اله الا الله في النفوس متفاوتة من الناس من تكون لا اله الا الله لنفسه ميتة ومنهم من تكون لا اله الا الله في نفسه مريضة ومنهم من تكون لا اله الا الله في نفسه نائمة اذا اوقظت تيقظت ومنهم من تكون لا اله الا الله في قلبه متيقظة قائمة لمصالح الروح والبدن فهي للنفس بمنزلة الروح فروح ميتة وروح ضعيفة وروح نشيطة هكذا الناس يتفاوتون بلا اله الا الله في تحقيق طرقها في الاتيان بقيودها في مجانبة نواقضها بالابتعاد عن القوادث فيها وبالتالي فان لهم درجات بحسب اعمالهم ولهم ثواب بحسب ما قدموا اذا لو اتى الانسان بتوحيد صادق اه ولقي الله جل وعلا على هذا التوحيد فليبشر بان الله جل وعلا سيغفر له ذنوبه السالفة الشأن اذا والجدي والتشمير بتحقيق هذا التوحيد اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المحققين للتوحيد اخيرا ننبه الى فائدة ذكرها المؤلف رحمه الله في المسائل وهي انه يستفاد من هذا الباب وما جاء فيه اثبات الصفات لله جل وعلا خلافا للاشعرية. وجاء في نسخة خلافا للمعطلة وذلك ان الاحاديث التي مرت بنا فيها اثبات الوجه لله جل وعلا ليبتغي بذلك وجه الله وفيها ايضا اثبات الكلام والقول لله كما في هذا الحديث وكما في الحديث الذي قبل ففي هذا ان اهل السنة والجماعة يثبتون لله صفات التي جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف ودون تعطيل كما ان كما انهم يثبتونها دون تكييف ودون تمثيل. وهذا يدلك على عناية المؤلف رحمه الله بذكر فوائد التي تتعلق بانواع التوحيد كلها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان