بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا فهم فبه يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من حقق التوحيد دخل الجنة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات امالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وبعد ان بين المؤلف رحمه الله شيئا من فضل التوحيد عقد هذا الباب ليبين لنا ان كما هنا فضل التوحيد انما يكون بكمال تحقيقه. كمال التوحيد انما يكون بكمال توحيده. وتحقيق التوحيد هو ان يبلغ الانسان بالتوحيد الغاية والمنتهى حقق الشيء اذا بلغ غايته وتحقيق التوحيد بلوغ غايته وذلك انما يكون بتصفيته وتكميله اذا لا يكون تكميل التوحيد الا بهذان بتصفيته وبتكبيله وهو على درجتين اعني تحقيق التوحيد. الاول او الى تحقيق التوحيد الواجب والثانية تحقيق التوحيد المستحب اما تحقيق التوحيد الواجب فانه يكون بتصفيته وتكميله اما تصفيته فتكون باجتناب ثلاثة امور الاول الشرك الاصغر والثاني البدعة والثالث الاصرار على المعصية قال حفيد المؤلف رحمه الله في حاشيته الملقبة بقرة عيون الموحدين تحقيق التوحيد تصفيته وتخليصه من شوائب الشرك والبدعة والاصرار على المعصية. وكلامه هذا في بيان تحقيق التوحيد الواجب فهو يصفيه من هذه الامور الثلاثة ويكمله بفعل ما امر الله سبحانه وتعالى من الواجبات. اذا توحيد تحقيق التوحيد الواجب يكون بتصفيته من الشرك الاصغر والبدعة والاصرار على المعصية بالاتيان بالواجبات اما تحقيق التوحيد المستحب فانه يكون بتصفيته من اربعة امور. بتصفيته من المكروهات المشتبهات وفضول المباحات والتنزه عن الحاجة الى المخلوقين واما تكميله فبفعل المستحبات وهذا المقام يحتاج الى توظيح وذلك لمسيس حاجة المسلم اليه. ولاحظ يا رعاك الله ان من اتى بتحقيق التوحيد اكمل ممن وحد الله عز وجل هناك توحيد وهناك تحقيق التوحيد التوحيد يأتي به كل مسلم من اتى باصل الدين فهذا هو الموحد لكن تحقيق التوحيد ولاحظ ان السياق في هذه الكلمة في مثل سياق المؤلف رحمه الله في بيان تحصيل فضل وثواب وغاية فتحقيق التوحيد هو ما ذكرت لك. بلوغ الغاية فيه وذلك بتصفيته وتكميله اما تحقيقه الواجب تحقيق التوحيد الواجب فيكون بفعل ما امر الله عز وجل به الواجبات الثابتة في الكتاب والسنة فان من تكميل اصل التوحيد ان يأتي بها الانسان قل انما اوحي قل انما اوحي الي انه قل انما اوحي الي انه انما انا بشر مثلكم يوحى يوحى الي فاستقيموا اليه واستغفروه قل انما اوحي الي انما انا بشر قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد هذا هو التوحيد ثم قال فاستقيموا اليه واستغفروه فدل هذا على ان من وحد الله جل وعلا فانه يستلزم توحيده الاستقامة على شرع الله سبحانه وتعالى و لا شك ان من فعل ما اوجب الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد اتى بلازم التوحيد فاستحق دخول الجنة ومر بنا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه النسائي وغيره باسناد جيد وهو قوله صلى الله عليه وسلم من عبد الله لا يشرك به شيئا واقام الصلاة واتى الزكاة واجتنب الكبائر فله الجنة. او قال دخل الجنة اما تصفيته فمن الامور الثلاثة التي ذكرتها لك اولا الشرك الاصغر ولا نقولها هنا الشرك الاكبر لم لان الشرك الاكبر مناف لاصل التوحيد. ونحن نتحدث عن درجة اعلى وهي تحقيق كمال التوحيد الواجب الشرك الاصغر اكبر واعظم قادح في تحقيق التوحيد الواجب الشرك الاصغر بحر لا ساحل له وهو امر مخوف قل في هذه الامة من يسلم منه حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم خافه على اصحابه رضي الله عنهم وهم قمم اهل التوحيد ففي حديث محمود ففي حديث محمود ابن لبيد عند احمد وغيره باسناد صحيح قال صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فالشرك الاصغر امر مخوف وهو يتنوع وينقسم الى صور كثيرة لكن يجمع ذلك امران صور الشرك الاصغر لا تكاد تخرج من امرين او لا تكاد تخرج عن امرين الاول صرف نوع طاعة لغير الله جل وعلا كقصد مثل الرياء او محبة او خوف او توكل او ما شاكل ذلك والثاني نقص في اعتقادي تفرد الله عز وجل بالنفع والضر نقص في اعتقاد تفرد الله جل وعلا في النفع والضر وهذا ما يرجع اليه ما يتعلق بالتمائم والرقى الممنوعة وما الى ذلك فالشاهد ان الشرك الاصغر قادح في تحقيق التوحيد الواجب لما فيه من هذه الشوائب التي تنقص التوحيد وتمنع من تمامه وكماله اما القادح الثاني فانه البدعة والبدعة كما قال اهل العلم ينبوع شر وداهيليزو الكفر وسبيل ظلمات وفي حشوها من السموم المضعفة للايمان والتوحيد شيء كثير البدعة امرها عظيم لانه يجتمع فيها امور اولا ان في البدعة مشاقة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فالله يقول واتبعوه فاتبعوني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فعليكم بسنتي ويقول واياكم ومحدثات الامور فجاء المبتدع وخالف كل ذلك وانتهج غير نهج النبي صلى الله عليه وسلم فحق في البدعة ان تكون مشاقة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ثانيا البدعة اتباع للهوى والله تعالى يقول ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله صاحب البدعة متبع هواه ولا بد قال جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم لا يمكن ان يكون الانسان الا احد رجلين اما متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم فان لم يكن فانه متبع لهواه ولا بد وامر ثالث وهو ان المبتدع نزل نفسه منزلة المستدرك على الشريعة او المتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم البلاغ المبين كل مبتدع لسان حاله يقول الشريعة ناقصة فانا اكملها او هي كاملة لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ البلاغ المبين ولا اتى بهذا الامر الذي جئت به وهو من الشريعة ولذا ما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله كل مبتدع فانه منتقص للنبي صلى الله عليه وسلم وان ظن انه يعظمه احسن من كلامه ما قال الامام ما لك رحمه الله من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة فان الله تعالى يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن بالامس دينا لا يكون اليوم دينه و اذا كان ذلك كذلك تبين لك ان البدعة قادح في توحيد الله سبحانه وتعالى قادح في توحيد ربنا جل وعلا والاستجابة لامره باتباع نهجه ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم كما انه قادح في توحيد الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم اما المعصية فان البلية بها عظيمة وما اكثر الغفلة عن اثرها على التوحيد المعصية تجمع امورا اولا فيها تقديم طاعة النفس والشيطان على طاعة الرحمن الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وثانيا المعصية تدل على نقص في الخوف من الله جل وعلا والا لو كمل الخوف من الله سبحانه لما عصى العاصي والخوف من الله من التوحيد وامر ثالث وهو ان المعصية قد يكون مصاحبا لها نقص في تصديق وعيد الله جل وعلا والا فلو كمل التصديق بوعيد الله سبحانه على هذه المعاصي واثارها لا كان هذا حاجزا بين الانسان واجتراح محارم الله جل وعلا اضف الى هذا امرا رابعا وهو ان المعصية في الغالب يشوبها شيء من التعلق بغير الله والتفات القلب لغير الله ومحبة لغير الله وهذا كله مما يضعف توحيد العبد ولكن ذلك لا يعني خروج الانسان من الاسلام وذلك لان محبة الله اعظم بخلاف حال المشركين الذين قال الله فيهم ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله لكن المخوف والمخشية هنا انما هو ان يتدرج الانسان من صغير الى كبير حتى ربما اخرجته المعصية من صغيرة الى كبيرة وربما اوقعته في الكفر بالله سبحانه وتعالى ولاجل هذا خاف السلف رحمهم الله من المعاصي ووصفوها بانها بريد الكفر اذا اجتناب هذه الامور الثلاثة به مع الاتيان بالواجبات يتحقق كمال التوحيد الواجب وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه التبيان الهدى التام يتضمن توحيد المطلوب. وتوحيد الطلب وتوحيد الطريق الموصلة الهدى التام يتضمن توحيد المطلوب وهذا يقدح فيه الشرك وتوحيد الطلب وهذا يقدح فيه المعصية وتوحيد الطريق الموصلة وهذا يقدح فيه البدعة والشيطان انما ينصب شراكه من خلال هذه الامور الثلاثة اذا هذا هو تحقيق التوحيد الواجب وثمة درجة ارفع واسمى والواصل اليها عزيز افراد من الكمل من المخلصين هم الذين وصلوا الى هذه الدرجة المنيفة الرفيعة الا وهي تحقيق التوحيد المستحب واعظم الناس تحقيقا لهذا التوحيد الانبياء والمرسلون واعظمهم في ذلك الخليلان واعظم الخليلين في ذلك نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حقيقة هذه الدرجة انجذاب الروح الى الله جل وعلا بحيث يكون الله سبحانه في القلب اعظم من كل شيء وبالتالي لا تنبعث الجوارح الا وفق ما يحبه الله جل وعلا ان احب احب لله وان ابغضه ابغض لله وان اعطى اعطى لله وان منع منع لله وان جلس جلس لله وان قام قام لله فكل اموره الظاهرة والباطنة متعلقة بامر الله جل وعلا قد تحقق بقوله سبحانه وان الى ربك المنتهى فمنتهى القصد ومنتهى الطلب ومنتهى المحبة ومنتهى الرجاء ومنتهى الرغبة ومنتهى الرهبة لله سبحانه وتعالى وهذا كلام يسهل التلفظ به لكن القيام به على وجهه امر لا يتيسر الا للموفقين السعداء اسأل الله جل وعلا ان يبلغني واياكم ذلك المقصود ان من حقق هذه الدرجة فهو من اولياء الله الصالحين الذين جاء فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها والمؤلف رحمه الله عقد هذا الباب ليدل على ان الفضل العظيم للتوحيد هو لمن كمل التوحيد الواجب والمستحب لان فيما اورد المؤلف والمؤلف اورد في هذا الباب ايتين وحديثة اورد هذا الحديث وفيه ما يدل على اتصاف الواردين في الحديث بكمال التوحيد الواجب وذلك في قوله لا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وايضا ما يدل على تحقيقهم التوحيد المستحب وذلك في قوله لا يكتوون ولا يسترقون. تحقيق التوحيد المستحب يكون بفعل المستحبات بعد الواجبات ويكون بالكف عن الامور الاربعة التي ذكرتها لك. اولا المكروهات وهي ما نهى عنها ما نهى عنه الشارع نهيا غير جاز. ولا شك ان المكروهات تقعد بصاحبها عن السعي الى الله جل وعلا والى جنته ولو لم يكن فيها الا انها تضيع العمر فيما لا يقرب الى الله والامر الثاني المشتبهات وهي التي ليست بحرام بين ولا بحلال بين هي برزخ بين الامرين قال النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات هؤلاء الكمل من عباد الله جل وعلا لعظيم تعظيمهم لله وخوفهم منه يدعونا هذه الامور التي يخشى ان يكون فيها بأس حتى لا يقع في شيء مما قد يغضب الله سبحانه وتعالى اما الامر الثالث فانه فضول المباحات وضابط فضول المباحات هو كل مباح لا ينفع في الدار الاخرة بمعنى انه كل مباح لا يستعان به على الطاعة والقاعدة عند اهل العلم ان كل مباح لا يستعان به على الطاعة فعدمه خير من وجوده لا شك ان عدم هذه الامور خير للانسان لان اقل ما فيها انها مشغلة وكان يمكن ان يستثمر هذا الوقت الذي ضاع فيها فيما يقرب الى الله جل وعلا فان اهل هذا التوحيد يعلمون ان هذه الدنيا سباق الى الاخرة ومزرعة للاخرة فهم يظنون بانفسهم واعمارهم واوقاتهم عن ان يضيع منها شيء فيما لا ينفع عند الله سبحانه وتعالى وهذا لا يعني انهم يتركون المباح جملة كلا انما هم يأخذون المباح على انه اباحه الله ويستلذون بهذه المباحات ايضا ولكن بامرين بكونها مقربة الى الله سبحانه وتعالى بحيث يمكن ان يستعان بها على طاعة الله وايضا بوجود النية الصالحة فانهم يتناولونها على نية انها تعين على طاعة الله جل وعلا كما قال معاذ رضي الله عنه كما في الصحيحين اما انا فاحتسب نومتي كما احتسب قومتي فلا يوجد في حق هؤلاء مباح مستوي الطرفين الاكل والشرب والشراب الحلو و الحديث الشيق مع صديق وزوجة وولد كل ذلك ينوون فيه انهم يروحون النفوس لاجل ان تستعد بعد ذلك لطاعة الله سبحانه وتعالى المقصود ان اصحاب هذه الدرجة العالية عندهم حرص شديد على اوقاتهم فلا يضيعون شيئا لا يوصل الى مقصودهم العظيم هو ان يصلوا الى رحمة الله وجنته الامر الرابع انهم يتنزهون عن سؤال المخلوقين يستغنون بالله عن خلقه عندهم من التعظيم لله والذل له ما يجعلهم يأنفون من ان يريقونا وجوههم من ان يريقوا وجوههم او يذلون لاحد من المخلوقين فلا يسألون الا الله مهما استطاعوا ومهما آآ امكنهم ذلك فانهم لا يسألون الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره من حديث عوف ابن مالك رضي الله عنه ذكر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعهم وكانوا رهطا وكان فيما بايعهم الا يسألوا الناس شيئا وهذا فيه من تحقيق التوحيد ما لا يخفى على طالب العلم فاهل هذه الدرجة احرص ما يكونون على الاستغناء بالله عن كل ما سواه فمتى ما اتى الانسان بالمستحبات وكف عن هذه الامور التي تقعد به عن بلوغ الغاية التي يسعى اليها فانه يكون قد حقق التوحيد المستحب من وفقه الله جل وعلا الى ذلك فليبشر بكل خير فان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب قال المؤلف رحمه الله باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. اي ولا عذاب. والحديث جاء في الصحيحين في حديث السبعين الفا الذي سيأتي جاء فيه تارة يدخلون الجنة بغير حساب وجاء فيه تارة في بعض الروايات بغير حساب ولا عذاب ولا شك ان الذي نجا من اه ان يكون محاسبا فان هذا يستلزم نجاته من عذاب الله جل وعلا كما هو واضح اورد المؤلف كما ذكرت لك ايتين وحديثا تدلان على هذا الفضل العظيم لمن حقق التوحيد نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا منهم نعم. قال رحمه الله وقول الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام ولم يك من المشركين هذا دليل على ان من ترك الشرك فانه يكون بسبيل الى تحقيق التوحيد وهذه حال ابراهيم عليه السلام فحري بالمسلم ان يقتدي به ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذا ابراهيم عليه السلام محل الاسوة والقدوة لهذه الامة فاذا كان الله جل وعلا وصفه بانه لم يك من المشركين كان على المسلم ان يقتدي به عليه الصلاة والسلام في ذلك ومن فعل ذلك فانه يكون قد خطا الى تحقيق التوحيد قال جل وعلا ولم يك من المشركين حذفت النون ها هنا والاصل ولم يكن من المشركين وذكر علماء اللغة ان النون فيها شبه منحرف العلة فناسب ان تحذف بلم وذكروا اسبابا لشبهها بحرف العلة قالوا خفتها او الغنة التي فيها او اه كثرة ورودها على الالسنة الى غير ذلك مما ذكروا الشاهد ان النون اذا كانت ساكنة في مثل هذا السياق فانها تحذف اما اذا كانت متحركة فانها لا تحذف ولذلك لقوله جل وعلا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب تلاحظ ان النون ماذا؟ ما حذفت لانها متحركة ليست ساكنة قال جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام ولم يك من المشركين لم يكن من المشركين في كل شيء كان مجانبا لهم بكل احواله بقلبه بلسانه بجوارحه ببدنه لم يكن من المشركين في حال من الاحوال ولا شك ان هذا واضح بين في كتاب الله جل وعلا عن حال إبراهيم عليه السلام وذلك انه عالن قومه بالبراءة منهم وبمعاداتهم في الله سبحانه وتعالى قد كانت لكم اسرة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ابراهيم عليه السلام اعتزل قومه لاجل الله واعتزلكم وما تعبدون من دون الله وادعوا ربي وهو الذي وضع قومه وتركه بعد ان رموه في النار فانجاه الله من النار وكانت عليه بردا وسلاما هاجر الى ربه جل وعلا وتركهم وما يعبدون من دون الله. وهذا من اعظم ما يكون من تحقيق التوحيد. ان يكون الانسان نافرا من الشرك ونافرا من اهل الشرك ومبتعدا عن الشرك ومبتعدا عن اهل الشرك وحذرا من الشرك وحذرا من مشابهة اهل الشرك فيتحقق بقوله تعالى ولم يك من المشركين. وهذا من كمال تحقيق التوحيد. نعم قال رحمه الله وقال تعالى والذين هم بربهم لا يشركون وصف الله جل وعلا اهل الايمان بصفات منها انهم بربهم لا يشركون قال جل وعلا في سورة المؤمنون ان الذين هم من خشية ربهم مشرقون. والذين هم بايات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم ايشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فمما وصف الله عز وجل عباده المؤمنين انهم بربهم لا يشركون لا يشركون البتة لا قليلا ولا كثيرا لا شركا اكبر ولا شركا اصغر لا شركا جليا ولا شركا خفيا لا يشركون بالله عز وجل البتة وايراد المؤلف رحمه الله لهذه الاية بعد سابقتها من دقة فهمه رحمه الله وذلك ان الموحد مطالب باجتناب الشرك واجتناب اهل الشرك مطالب ببغض الشرك وببغض اهل الشرك مطالب بالبراءة من الشرك وبالبراءة من اهل الشرك مطالب بان يبتعد عن اعمال الشرك واقواله وعقائده ومطالب ايضا بان يجتنب مشابهة المشركين فلابد من ان يحقق الانسان الامرين لا يكون من المشركين. مطالب الا يكون من المشركين. ومطالب بالا يشرك بالا يشرك بربه جل وعلا تحقيق التوحيد يتضمن هذين الامرين لم يك من المشركين وايضا بربهم لا يشركون. نعم قال رحمه الله عن حسين بن عبدالرحمن رحمه الله انه قال كنت عند سعيد بن جبير رحمه الله تعالى فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقضنا البارحة طيب هذا الحديث حديث عظيم وفيه مسائل وفوائد شتى خرجه الشيخان في صحيحيهما في مواضع وخرجه غيرهما ايضا هذا الحديث يرويه والسياق الذي ساقه المؤلف رحمه الله هو سياق الامام مسلم رحمه الله لكن مع آآ اختلاف يسير في بعض الالفاظ سيأتي التنبيه عليها والامام مسلم اخرج هذا الحديث من طريق سعيد ابن منصور عنه شيء عن حصين ابن عبد الرحمن عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه ان حصينا رحمه الله والصحيح انه من التابعين. متوفى سنة ست وثلاثين ومئة كان جالسا عند سعيد بن جبير وهو من سادات التابعين وهو من اثبت اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما توفي او قتلا قتله الحجاج سنة خمس وتسعين رحمه الله فقال سعيد رحمه الله ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة وهذا فيه ان السلف رحمهم الله كان لهم عناية بالتأمل في ملكوت الله جل وعلا وفيما في السماء من الايات والعظات التي تكسب الايمان والله جل وعلا وصف المتقين المؤمنين بانهم يتفكرون في خلق السماوات والارض وهذا مما فقده كثير من الناس اليوم مع غلبة هذه الحياة العصرية آآ وانشغال الناس البالغ فاتهم هذا الامر العظيم وهو التأمل والتفكر في الايات الكونية العلوية والسفلية سأل سعيد رحمه الله من رأى هذا الكوكب الذي انقض؟ فاجاب حصين رحمه الله انا نعم. قال ثم قلت اما ان اما اني لم اكن في صلاة؟ اي نعم. الامر حصل في الليل وربما كان في وقت متأخر فحصين يقول انا رأيته ثم خشي ان يظن فيه انه كان يقوم الليل لعظيم اخلاصه وحبه ان لا يحمد بما لم يفعل قال اما اني لم اكن في صلاة وهذا يفيد الاخلاص العظيم الذي كان عليه السلف الصالح رحمهم الله فهم لا يحبون ان اه ينسب اليهم ما لم يفعلوا من الخير وان فعلوا خيرا حرصوا على كتمانه ذاك الذي يحب ان يحمد بما لم يفعل او انه يظهر للناس اعماله الصالحة وربما تكلم بالحديث الطويل حتى وصل الى شيء في نفسه وهو ان يبلغ جلساءه بانه فعل وفعل كان يصلي وتصدق بكذا وفعل كذا وربما يمشي بين الناس وبيده المسبحة يسبح يظهر للناس انه يسبح لله جل وعلا شتان بين حال السلف وحال الخلف هذه كلمة عظيمة يحسن لطالب العلم ان يستحضرها دائما. اما اني لم اكن في صلاة نعم ولكني لددت قال ولكني لدغت هذا هو السبب الذي جعلني استيقظ في هذه الساعة من الليل لدغ من عقرب او نعم قال فما صنعت؟ قلت ارتقيت. قال فما صنعت قلت ارتقيت والذي في صحيح مسلم استرقيت وهذا هو المناسب لايراد الحديث. والالف والسين والتاء للطلب. يعني طلبت من يرقيني. سألت احدا ان ارقيني والرقية هي القراءة على المريض سيأتي الكلام فيها في باب خاص ان شاء الله وذكر ما يتعلق بها من مسائل الشاهد انه طلب من يرقيه اه بسبب هذا هذه اللدغة او هذا السم الذي اصابه نعم قال فما حملك على ذلك هذا فيه السؤال عن الحجة والمطالبة بالدليل. وهكذا كان السلف في كل خطوة وكل حركة وسكنة كانوا يحرصون على ان لا يفعلوا الا بدليل و شتان بين من كان على نهيهم وطريقتهم وبين من تكون افعاله كيف ما اتفق؟ يفعل ما يحلو له. وما تهواه نفسه دون ان يكون واقفا عند حد الدليل وهذا هو الفارق بين اهل الاتباع وغيرهم. قال بعض السلف ان استطعت ان لا تحك رأسك الا باثر فافعل بكل امورك احرص على ان تكون ناهجا وفق حجة ودليل صحيح نعم. قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن حصين رضي الله عنه انه قال لا رقية الا من عين او حماق. يقول عندي دليل وعندي حجة على ما فعلت وهو انني طلبت من يرقيني وذلك ان الشعبي والشعب من سادتي التابعين رحمه الله حدث حصينا كلام سمعه من بريدة ابن الحصيب الصحابي الجليل رضي الله عنه وهو ان بريدة قال لا رقية الا من عين او حماة وهذا الكلام روي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله في محله من الباب الذي عقده المؤلف رحمه الله للرقية المعنى في هذا الحديث باختصار هو انه لا رقية انفع من الرقية في شأن العين وفي شأن الحمى الحمى هي ذوات السموم كالحية والعقرب او السم الذي يخرج من هذه الدواب او الابرة التي تصيب او الحرارة والحمى التي تنال آآ من اصيب بهذا السم. على كل حال هي اقوال متقاربة في المعنى فانفع واحسن ما تكون الرقية في هاتين الحالتين في حال الاصابة بالعين وفي حال اللدغ بشيء من هذه الدواب السامة فاحسن ما يكون في العلاج هو الرقية. نعم فقال قد احسن من انتهى الى ما سمع. هذه قاعدة حسنة قد احسن من انتهى الى ما سمع وذلك يفيد ان من اجتهد في الوصول الى الحق وعمل بدليل فانه لا تثريب عليه وذلك انه هذا مبلغ باجتهاده وهذه اه طاقته ولا يكلف الله نفسا الا وسعها فهو عمل وفق دليل بلغه نعم ولكن حدثنا رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ولكن هنا سعيد رحمه الله اراد ان يبين لحصين ان ثمة درجة ارفع وان هناك حالة آآ اولى بما فعلت او اولى مما فعلت وهي انك طلبت من يرقيك انك استرقيت وذلك ما حدث سعيدا واصحابه ابن عباس رضي الله عنهما نعم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم ارأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس ما هو احد نعم قال عرضت علي الامم قاله صلى الله عليه وسلم وجاء عند الترمذي ان ذلك ليلة اسري به ليلة اسري به صلى الله عليه وسلم عرض عليه الامم وكان فيما رأى صلى الله عليه وسلم النبي ومعه الرهط يعني جماعة عشرة فما دون او اقل والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد وهذا نستفيد منه فائدتين الاولى ان النبي مرسل كالرسول والنبي مبعوث كالرسول. ومن هذه الجهة لا فرق بين النبي والرسول. وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي وذلك يدل على ان النبي مرسل وانه مطالب ومأمور بالدعوة الى الله جل وعلا وقد يستجاب له وقد لا يستجاب له قد يستجيب الناس وقد يكون اه الحال ان الاستجابة كبيرة كما سيأتي في شأن موسى عليه السلام وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وقد لا تكون الاستجابة كبيرة حتى انه قد يأتي النبي ومعه الرجل ومعه الرجلان او ليس معه احد البتة وهذه هي الفائدة الثانية وهي ان على الدعاة الى الله جل وعلا الا يغتروا بالكثرة. وقد اشار الى هذا المؤلف رحمه الله في احدى المسائل لا ينبغي على الدعاة وطلاب العلم ان يهتموا بشأن العدد والجماهير فلا يلتفت اليها ولا يعمل من اجلها والله اذا حضر الناس دعوت واذا كانوا الحاضرون قليل سكت هذا ليس من شأن الدعاة الصادقين الصادق في دعوته الى الله جل وعلا همه ان يؤدي الواجب واما النتائج فامرها الى الله وعلي ان اسعى وليس علي ادراك وليس علي ادراك الفلاح ليس عليك ادراك النجاح وليس عليك ادراك الفلاح الامر الى الله جل وعلا المطلوب ان تدعو الى الله سبحانه وتعالى وليس قلة المستجيبين دليلا على فشل الدعوة او ان الانسان قد قصر هؤلاء انبياء كرام من انبياء الله جل وعلا ومع ذلك ربما يأتي من الانبياء من لم يستجب له احد البتة والامر لله جل وعلا من قبل ومن بعد نعم اذ رفع لي سواد عظيم فظننت انهم امتي. فقيل لي هذا موسى وقومه. اذ رفع لي سواد عظيم. سواد يعني اشخاص كثر رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في الصحيح انهم سدوا الافق او قال سواد سد الافق يعني سواد كثير فظن النبي صلى الله عليه وسلم انه ان هؤلاء امته قد يقول بعض الناس وكيف يظن ذلك وهو يعلم سمتهم وعلامتهم وانهم يأتون غرا محجلين يوم القيامة اجاب اهل العلم ومنهم الحافظ ابن حجر رحمه الله ان ذلك لانه كان قد رآهم عن بعد اما اذا قربوا منه فانه سوف يعلمهم او يعرفهم بماذا بسيماهم. نعم فقيل له ان هؤلاء موسى وقومه. هؤلاء قوم موسى وهذا يدلك على فضيلة قوم موسى وانه قد استجاب قبل ان ينحرف بنو اسرائيل استجاب لموسى عليه السلام آآ كثير من الناس امنوا به ووحدوا الله عز وجل واتبعوا هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك نظر عليه الصلاة والسلام واذا بسواد عظيم وهذا السواد اعظم من الاول وقد جاء في رواية عند البخاري لهذا الحديث انه قيل له انظر ها هنا فرأى سوادا عظيما ثم قيل له انظر هذا وانظر هكذا وانظر هكذا فكان يرى سوادنا عظيما تكرر الامر بالنظر له صلى الله عليه وسلم من عدة جهات فدل هذا على ان امة محمد صلى الله عليه وسلم اعظم من امة موسى وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في قوله في المسائل ان في قوله ان هذا الحديث فيه بيان فضيلة هذه الامة في الكمية والكيفية اما في الكمية فان عدد المستجيبين للنبي صلى الله عليه وسلم لا شك انه اعظم واما في الكيفية ولان في هؤلاء المؤمنين به صلى الله عليه وسلم من هو على درجة عالية في التوحيد حتى انهم ان منهم هؤلاء السبعون الذين السبعون الفا الذين سيأتي الكلام فيهم وهم قد حققوا كمال التوحيد. الواجب والمستحب. نعم ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ومعهم سبعون الفا. هذا العدد لا شك انه مقصود وانهم سبعون الفا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذ كلامه حق وصدق ولا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم والعدد جاء في النصوص على ثلاثة ادرب العدد في هذا المقام جاء على ثلاثة اطرب انهم سبعون الفا فقط يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وجاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر سبعون الفا اخذ بعضهم بيد بعض لا يحاسبون لا يدخل اولهم حتى يدخل اخرهم نسأل الله ان يجعلنا منهم الشاهد ان هؤلاء الذين نالوا هذا الفضل العظيم الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عددهم سبعون الفا فقط وتفضل الله جل وعلا بزيادة هذا العدد ففي مسند الامام احمد بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بانهم سبعون الفا ومع كل الف سبعون الفا سبعون الفا ومع كل الف سبعون الفا يكون العدد قرابة الخمسة ملايين وهذا فضل عظيم من الله جل وعلا الضرب الثالث جاء فيه تفضل الله عز وجل بزيادة اكثر وذلك ما عند الترمذي باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه سبعون الفا ومع كل الف سبعون الفا وثلاث حثيات من حثيات ربنا وفضل الله عظيم. نسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء الذين نالوا هذا الفضل العظيم نعم ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء هذا يدلك على حرص اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على اشغال مجالسهم بما ينفع ما كانت مجالس الصحابة رضي الله عنهم في قيل وقال وفي كلام قليل الفائدة او عديم الفائدة انما كانوا يتحدثون فيما ينفعهم وفي الاسباب التي تأخذ بهم الى مرض الله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم بان هناك سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم قام ولم يبين صلى الله عليه وسلم ما صفته؟ وما السبب الذي لاجله كانوا كذلك تشوفت اه نفوس الصحابة رضي الله عنهم الى معرفة من هؤلاء فتكلموا رضي الله عنهم وهذا يدلك على انه يجوز الكلام بالاجتهاد لمن كان اهلا له منهم من قال لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم لعلهم نحن معشر الصحابة نحن صاحبنا النبي صلى الله عليه وسلم وامنا به لما كفر الناس به وجاهدنا معه ونصرنا النبي صلى الله عليه وسلم فلعلنا نحن وقال بعضهم لعلهم ابناؤنا الذين ولدوا في الاسلام اما نحن فقد اشركنا بالله جل وعلا ثم اسلمنا لكن لعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء حتى خرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم نعم فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون خرج النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فسألهم ان الحديث الذي كانوا يتحدثونه فاخبروه فجاء الجواب الناجع والبلسم الشافي والعلم الصحيح من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن هؤلاء السبعين هؤلاء السبعون الفا موصوفون باربع صفات. قال النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اقف عند مسألة فقط اخيرة في هذا الدرس ونكمل ان شاء الله الحديث وبقية مسائله في الدرس القادم ان شاء الله الا وهي ان هذا اللفظ الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو كما علمت لفظ مسلم طريق مسلم من طريق وشيم عن حصين عن سعيد عن ابن عباس لكن الذي في مسلم ليس فيه هم الذين لا يسترقون انما فيه هم الذين لا يرقون ذلك دليل على ان المؤلف رحمه الله رأى ان هذا اللفظ معلول حفيد المؤلف الشيخ سليمان رحمه الله اعتذر له بانه لما رأى هذا اللفظ معلولا كما سيأتي ان شاء الله اختار لفظا واردا في آآ صحيح البخاري وفي صحيح مسلم ايضا لكن من طريق اخرى فاتى بهذا اللفظ والا هذا السياق الذي ذكره المؤلف رحمه الله عن مسلم ليس فيه هذا اللفظ انما فيه انهم لا يرقون. كما انه اسقط في هذه الرواية الاكتواء لا يكتوون فجعل فيه لا يرقون واسقط فيه لا يكتوون و بحث اهل العلم هذا اللفظ الذي جاء في هذه الطريق وهي قوله لا يرقون والذي ذكره جمع من المحققين ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ ناصر الالباني رحمة الله على الجميع ان هذا اللفظ لا يرقون معلول وانه شاذ وانه خطأ من الراوي ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فيهم انهم لا يرقون فان هذا اللفظ مردود من جهة الرواية ومردود ايضا من جهة المعنى اما من جهة الصناعة الحديثية فان هذا اللفظ لا يصح وذلك ان الحديث كما ذكرت لك رواه مسلم رحمه الله عن سعيد ابن منصور عنه شيء عن حصين عن سعيد ابن جبير عن ابن رضي الله عنهما تابع آآ سعيدا يعني روى عنه شيء هذا الحديث خمسة او اكثر كلهم لا يذكرون كلمة لا يرقون ما احد ذكر هذا اللفظ الا سعيد بن منصور رحمه الله هذا اولا وثانيا انه تابع حصينا في رواية هذا الحديث اربعة او اكثر وكلهم لم يذكر هذا اللفظ وهو لا يرقوه. هذا الامر الثاني والامر الثالث ان هذا الحديث جاء من رواية غير ابن عباس رضي الله عنهما وليس فيه ولا يرقون وذلك انه في الصحيحين جاء من حديث ابن عباس وليس فيه كما علمت لا يرقون. وجاء ايضا في الصحيحين من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه فيه انهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ليس فيه لا يرقون. كما انه جاء عند احمد والبخاري في الادب المفرد وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه باسناد جيد وايضا ليس فيه لا يرقون انما فيه لا يسترقون وايضا جاء عند ابن حبان في صحيحه وعند غيره ايضا من حديث ابي هريرة باسناد صحيح وليس فيه لا يرقون. كما جاء من حديث غيرهم ايضا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكلهم لا يقول لا يرقون كلهم يقول ماذا لا يسترقون ما وقفت على حديث فيه لا يرقون الا هذه الرواية كذلك عند الطبراني في المعجم الكبير من حديث عبيد الله بن اه اه حزر عن آآ شيخه آآ علي ابن يزيد الالهاني عن القاسم ابي عبد الرحمن عن ابي امامة عن خباب ابن الارت رضي الله عنهما ورحمة الله على الجميع فيه لفظ لا يرقون ولكن لا شك ان هذا الحديث حديث ضعيف او ضعيف جدا اذا وجدت في الاسناد عبيد الله هذا اذا وجدت عبيد الله هذا عن علي ابن يزيد عن القاسم ابي عبد الرحمن فاعلم ان هذا الاسناد ضعيف جدا حتى قال ابن حبان اذا رأيت هؤلاء في اسناد فاعلم ان هذا الحديث مما عملته ايديهم هذا يدلك على انه ضعيف جدا الشاهد ان هذا اللفظ الذي ذكرته لك لفظ غير ثابت وان سعيد بن منصور وان كان ثقة واماما رحمة الله عليه ولكنه وهم واخطأ ومن الذي لا يهم ومن ذا الذي لا يخطئ؟ والصواب الذي لا شك فيه هو رواية الثقات الكثر في احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها فيها ان هؤلاء الموصوفون بانهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب لا يسترقون وليس انهم لا يرقون. هذا من جهة آآ الحديثية اما من جهة المعنى فان هذا الحديث مخالف لي احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه قد رقى وقد رقي وقد اذن في الرقية صلى الله عليه وسلم وقال في شأنها من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل ثم انه فارق كبير بين آآ الراقي والمسترقي الراقي متوكل على الله محسن الظن بالله تان لكتاب الله فلماذا يكون هناك ذم له من جهة انه يفوته هذا الفضل اما المسترقي فانه وقع منه طرف من الذل لغير الله حينما يطلب من غير الله وربما يقع في نفسه شيء من الالتفات لغير الله. اذا شتان بين ها الراقي والمسترقي ولا يمكن التسوية بين هذين وبالتالي فالصواب ان لفظ لا يرقون لفظ غير صحيح والصواب ماذا لا يسترقون ما معنى لا يسترقون لا يطلبون الرقية من غيرهم والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان