بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد في باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وقول الله قال قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقال المؤلف رحمه الله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله الدعاء والدعوة مصدران للفعل دعا يدعو و الاصل في معنى الدعاء والدعوة هو الطلب وهذا الباب كما سلف في درس البارحة انه باب مهم و محله محل مناسب والمؤلف رحمه الله اعتنى كثيرا بهذا الباب حتى انه كان اكثر الابواب مسائل اكثر باب في كتاب التوحيد ذكر فيه المؤلف المسائل المستفادة منه هو هذا الباب ذكر فيه ثلاثين مسألة مستفادة والدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله هو الدعاء الى التوحيد وذلك ان معنى لا اله الا الله وتوحيد الله وهذا ما سيتبين من خلال الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله اورد المؤلف في هذا الباب اية وحديثين اما الاية فاية سورة يوسف قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني هذه الاية لاهل التفسير فيها قولان اهي جملة واحدة ام جملتان بمعنى هل الاية توصل ويكون المعنى ان سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وكذا من اتبعه هو الدعوة الى الله على بصيرة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني او ان الاية جملتان قل هذه سبيلي ادعو الى الله ثم تستأنف على بصيرة انا ومن اتبعني وعلى كل حال القولان كما لا يخفاك متلازمان وان كان القول الاول لا شك انه اولى لانه يجمع الامرين يجمع بين كون منهاج النبي صلى الله عليه وسلم سبيله هو الدعوة الى الله على بصيرة وكذلك منهاج اتباعه فجمع هذا القول بين الدعوة والبصيرة قل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم قل يا نبينا هذه سبيلي. السبيل هي الطريق يعني هذه طريقي وهذا نهجي وكلمة السبيل تذكر وتؤنث تؤنث كما في هذه الاية وتذكر كما في قوله جل وعلا وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وما قال لا يتخذوها سبيلا وهذا فيه بيان ان نهج النبي صلى الله عليه وسلم والصراط التي والصراط الذي جاء به من عند الله جل وعلا طريق واضح مستقيم يمكن لكل احد ان يعرفه وان يسلكه هكذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم طريق وصراط واضح لا اعوجاج فيه ويمكن لكل احد ان يسلكه ليس فيه اي تعقيد وبهذه سبيلي ما هي هذه السبيل جاء بيانها ادعو الى الله فالدعوة الى الله نهج النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا اعظم ما يكون من الاعمال ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا هذا نهج الانبياء عليهم الصلاة والسلام قبله. كل الانبياء كانوا يدعون الى الله واعظم ما دعوا اليه التوحيد كله صاح في قومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره واكمله واعظمهم ادنى في ذلك هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. منذ مفتتح الرسالة والى خاتمتها و فيما بين ذلك دعوة جادة الى التوحيد. والى التحذير من ضده في اول ظهوره عليه الصلاة والسلام بمكة قال لكفارها قولوا لا اله الا الله تفلحوا والى اخر لحظات حياته صلى الله عليه وسلم في اخر الكلمات التي نطق بها في هذه الحياة نعمة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا وفيما بين ذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو الى التوحيد صباح مساء. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وهذا فيه بيان ان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا يقتضي من المتبع ان يكون داعية الى الله. هذا منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وبحسب اتباع الانسان للنبي صلى الله عليه وسلم يكون نشاطه في الدعوة وبحسب دعوته يكون التزامه بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم. وكل انسان عليه ان يزن نفسه بهذا الميزان ان اذا اردت ان تعرف مقدار اتباعك للنبي صلى الله عليه وسلم فزن نفسك بهذا الميزان. انظر كيف انت في الدعوة الى الله فان هذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ان كنت متبعا له صدقا صلى الله عليه وسلم فانهض الى الدعوة الى الله جل وعلا قال على بصيرة ذكر المفسرون في البصيرة اقوالا منهم من قال انها الثبات واليقين ومنهم من قال انها الحجة ادعو الى الله على حجة على بينة ومنهم من قال ان البصيرة هي العلم ومنهم من قال ان البصيرة اعلى العلم وذلك انه يكون نسبة المعلوم فيها للقلب كنسبة المرئي للبصر بمعنى البصيرة للقلب كالبصر للعين كما ان قوة العين الادراك فاذا رأى الانسان شيء اصبح شيئا يقينيا بانه يراه اينك؟ كذلك البصيرة من بلغ الى حد البصيرة كان المعلوم عنده على هذه الدرجة من اليقين كانه مبصر ملاحظة التقارب بين البصر والبصيرة وهذه الاقوال متقاربة في المعنى فالبصيرة العلم او اعلى العلم وهي الحجة ومن كان كذلك فلا شك انه يكون على ثبات وبصيرة نلاحظ حرف الاستعلاء ها هنا على بصيرة وهذا فيه اشارة الى التمكن في هذه البصيرة وان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا دعوة اصحابه واتباعه دعوة ليس فيها اي خلل وليس فيها اي نقص وليس فيها اي تردد دعوة قائمة على ساق العلم والحجة واهلها فيها على يقين وثبات ورسوخ ها هي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم غضة طرية كما كانت في عهده صلى الله عليه وسلم يراها المصلحون ماثلة امام اعينهم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم واحاديثه التي هي بين ايدينا وهي التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم على مر العصور. والى هذه الايام والى هذه الازمان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم باقية وثابتة. وطريقها واضح لا لبس فيه ولا غموض. لا تزال طائفة من امته طائفة واحدة اذا الامة فيها طوائف لكن طائفة واحدة فازت بانها كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق الحق المحض قال للاستغراق فالحق المحض الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي عليه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم على مر العصور ولاحظ يا رعاك الله في هذه الاية كيف جمعت بين شرطي قبول العمل؟ الاخلاص والمتابعة اما الاخلاص ففي قوله تعالى ادعو الى الله لا الى نفسي وهذا من الامور العظيمة الاساسية في الدعوة والتي ينبغي ان يلحظها الداعية بعين الرعاية والاهتمام ادع الى الله لا تدعو الى نفسك كثير من الناس يدعو كما قال المؤلف رحمه الله في المسائل لكنه يدعو الى نفسه الاخلاص امره عظيم ويحتاج اليه الداعية اكثر من غيره وذلك ان دواخل ومداخل الرياء بالنسبة الى الداعية اكثر من غيره ويحتاج الى مزيد عناية وتذكر وتذكير في هذا الباب العظيم قال بعض السلف اي احمق يقول انه اذا اجتمع اليه عشرة نفر لا يحب ان يجود كلامه لهم اللهم سلم المقام عظيم والداعية الى الله ينبغي ان يتنبه الى هذا الامر العظيم انه يدعو الى الله لا الى شيء اخر يدعو الى الله لا الى نفسه لا الى دنيا يحصلها ويتكسب من وراء هذه الدعوة الدعم يبذل فيها ويبذل لها وليس انها باب للتكسب والتأكل كما يقع من بعض الناس مع الاسف الشديد المقام يحتاج الى تنبه ومن علامات صدق الاخلاص والخلل فيه ان ينظر الانسان في حاله مع المدعوين ان كان يتأثر بحسب عدد الحاضرين فاذا قل الحاضرون ترك الدعوة واذا كثروا نشط هذه علامة على ان هناك خلل كذلك اذا كان غضبه اذا ترك الناس ما يدعو اعظم مما يغضب اذا تركوا ما لم يدعوا اليه وقد يكونوا اهم مما دعا اليه هذه علامة على انه كان يغضب لنفسه لا لدين الله جل وعلا اذا هذا هو الامر الاول الاخلاص والامر الثاني المتابعة وذلك ما دل عليه قوله تعالى على بصيرة ليست المسألة مطلقة دون اي دون اي زمام. ادع الانسان كما يحلو له خلى الدعوة الحقة ينبغي ان يترسم فيها اهلها نهج النبي صلى الله عليه وسلم ولو فعلوا ذلك لعم الخير في العالم وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد ولو سلك الدعاة الى الله المسلك الذي دعا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به اليه لصلح العالم صلاحا لا فساد معه واكثر ما يقع الخلل في مناهج الدعوة انما هو بسبب التقصير في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. والتقصير في الاسس والاولويات التي تقوم عليها الدعوة الى الله جل وعلا واول الاوليات واولى ما يدعى اليه لا شك انه توحيد الله جل وعلا وهذا ما اعظم تقصير كثير من الدعاة فيه ولذلك انظر حجم ما يلقى من الخطب والمحاضرات والدروس ما نصيب التوحيد من ذلك في مجمل احوال الدعاة تجد ان هناك نقصا بينا في هذا المقام مع ان هذا احوج ما يكون الناس اليه فالناس ملت من القيل والقال تريد كلام الله؟ تريد كلام رسوله صلى الله عليه وسلم تريد ما يذكرها بالله ويحثه على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها حق الله ويعلمها كيف تعبد الله هذا الذي يحتاجه الناس ثم قال تعالى وسبحان الله وما انا من المشركين نبه المؤلف رحمه الله في مسائل الى ان من حسن التوحيد انه نبه المؤلف رحمه الله ان من حسن ان من حسن التوحيد ان فيه تنزيه الله جل وعلا ومن قبح الشرك ان فيه مسبة لله تعالى وسبحان الله وما انا من المشركين. انزه الله ونزيهه عن كل ما لا يليق به ومن اعظم ذلك الشرك به سبحانه وتعالى ولذلك قال وما انا من المشركين فمن تنزيه الله ان يدع الانسان الشرك فلا يكون من المشركين بحال ولاحظ هذا ولاحظ قوله ها هنا وما انا من المشركين لست من المشركين في شيء البتة لا في حال ولا في قول ولا في فعل ولا في مخالطة ولا في تشبه لست من المشركين في شيء وما انا من المشركين اذا هذا هو حقيقة التوحيد ان يكون الانسان نائيا بنفسه عن الشرك وان يكون نائيا بنفسه عن اهل الشرك. كما مر معنا هذا في درس سابق. نعم قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول لا تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فانهم اطاعوا فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. اخرج هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو مخرج في الصحيحين بل رواه الجماعة و فيه بيان وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه حينما بعثه الى اليمن وكان هذا سنة عشر من الهجرة على الصحيح وقيل سنة تسع وقيل سنة سنة تمام ولكن الاقرب انها سنة عشر واتفقوا على انه لم يعد الى المدينة الا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وبعث ايضا ابا موسى الاشعري رضي الله عنهما الى اليمن لكن جعل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا على مخلاف وهو اعلى اليمن في صنعاء وما حولها وابى موسى جعله في مخلاف اليمن الادنى في عدن وما حولها بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم معلمينه وولاة وقضاة فكان من مهماتهم التعليم والدعوة وايضا من مهماتهم انهم كانوا الولاة ولاة الامر ومنهم ايظ ومن مهماتهم ايظا انهم كانوا قظاة يقظون بين الناس. لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا وهذه الوصية خص بها معاذا وصاه بهذه الوصية العظيمة وهذا يدل على ان العالم عليه ان يبصر طالب العلم وينصحه ويوصيه عند الحاجة ويكشف له الاشياء التي يحتاج الى معرفتها وفي هذا ايضا اهمية الدعوة الى الله جل وعلا. وان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ان يبعث الدعاة الى الافاق لا ينبغي ان يحصر الحق في مكان معين انما ينبغي ان يفشو الخير وان يكون الدين كله لله ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث فقهاء علماء سادة وهما معاذ وابى موسى رضي الله عنهما. وهذا يدل على ان التصدر لمثل هذا الامر العظيم. ينبغي ان يكون لاهل لا للجهال بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابا موسى ومعاذا وامرهما كما مر معنا في الدرس الماظي معا بوصايا وخص معاذا بوصية. لما بعثهما كما في الصحيحين قال بشرا ولا تنفرا. ويسر ولا تعسر وتطاوعا ولا تختلفا اما معاذ رضي الله عنه فخصه بهذه الوصية قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب اليمن دخلها دينان اليهودية والنصرانية اليهودية على يد على يدي تبع الاصغر والنصرانية على يد الاحباش فكثر فيها اتباع هذين الدينين كان فيها مشركون لكن كثر فيها اهل الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من اهل الكتاب وفي رواية انك تأتي قوما اهل كتاب وهذا فيه بيان اهمية العلم بحال المدعوين وان العلم في الدعوة يراد به امران يراد به العلم بالشريعة ويراد به ايضا العلم بالمدعوين ومعرفة احوالهم النبي صلى الله عليه وسلم كانه يقول له انتبه هؤلاء ليسوا كالمشركين الاميين. هؤلاء اهل كتاب عندهم حجج وعندهم ادلة يدلون بها عندهم شبهات اذا خذ للامر اهبته واستعد لذلك وهذا الذي ينبغي على الدعاة الى الله جل وعلا ان يتيقظوا وان يتنبهوا وان يعدوا العدة اذا خاضوا غمار الدعوة فلربما احتاجوا الى بيان باطل او رد على مبطل فلا بد ان يكونوا متسلحين بالعلم. وبمعرفة كشف شبهات المبطلين لان ضعف موقف الداعية الى الحق يعني في نظر المدعوين ضعف الحق وهذا لا ينبغي ان يكون ولذا على طالب العلم ان يتنبه الى هذا الامر العظيم لا يظع نفسه في موضع يؤتى الاسلام من قبله وفي هذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من لم يناظر اهل البدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن اعطى الاسلام حقه ولا يوفى بموجبه الانسان ان يتنبه وان يأخذ من هذا درسا انك تأتي قوما من اهل الكتاب. تنبه واستعد ثم قال صلى الله عليه وسلم فليكن اول ما تدعوهم اليه هذا فيه ان الدعوة فيها اولويات فيها اهم وفيها مهم وفيها ما هو دون ذلك اذا هناك رقم واحد في الدعوة هناك رقم اثنين في الدعوة ولذلك ينبغي على الانسان ان يسير في ذلك وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وامره وليس انه يقدم في الدعوة ما يحلو اليه. ما يحلو له. بل عليه ان يسلك في ذلك هذا النهج السديد الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه الدعوة ايضا بالتدريج وانه لا ينبغي على الداعية ان يقذف بالعلم كله في جلسة واحدة او ان يرمي بالحق كله على الناس في مقام واحد لا ينبغي ذلك بل ينبغي التدريج وينبغي التأني وينبغي ان يؤخذ امر على الهون وعلى التدريج ولذلك سيأتي معنا في قوله صلى الله عليه وسلم فانهم اطاعوك لذلك وفي رواية عند البخاري فانهم اطاعوا لك بذلك لاحظ ان لك هنا مع ان اطاع تتعدى بنفسها لكنها عديت هنا باللام لانها تدل على معنى الانقياد وانه اصبح عندهم مطاوعة ولين اصبحوا منقادين لك اذقنه وسلمه اذا انتقل معهم بعد ذلك الى الامر الثاني ثم الثالث وهكذا. وهذه رواية التي بين ايدينا لا اعلمها في الصحيحين. لا اعلم انه جاءت رواية وقد جاء هذا الحديث في الصحيحين في روايات متعددة لكن كل هذا اللفظ انا لا اعلمه فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولك ان تقول فليكن اول اتدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله؟ يعني عندك وجهان فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولك ان تقول فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. لكن هذا اللفظ لا اعلمه في اه الصحيحين انما الذي جاء في الصحيحين ثلاثة الفاظ فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله الرواية الثانية فليكن اول ما تدعوهم الى عبادة الله عز وجل. والرواية الثالثة فليكن يكن اول مات نعم قال صلى الله عليه وسلم فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية فادعوهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا واكثر الروايات في كتب السنة هي الثالثة. وهذا فيه ان السلف ان الصحابي او التابعي او من بعدهم عرفوا معنى التوحيد فعبروا عنه بمعناه اذا عندنا ادعهم الى الشهامة الى ان يوحدوا الله الى عبادة الله ثلاثة اشياء وكلها بمعنى واحد والسلف عبروا لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفظا منها بقية الالفاظ بالمعنى والسلف عبروا معنى اللفظ وذلك ان شهادة ان لا اله الا الله معناها هو التوحيد وما هو التوحيد عبادة الله وحده لا شريك له فصارت الالفاظ راجعة الى ماذا الى معنى واحد وبهذا نستفيد تفسير شهادة ان لا اله الا الله كما سيأتي معنا ما هو معنى لا اله الا الله؟ هو توحيد الله يعني عبادة الله وحده لا شريك له وليس انه لا خالق الا الله او لا قادر على الاختراع الا الله هذا نص في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الشاهد ان اللفظ التي اتى اللفظ الذي جاء به المؤلف رحمه الله لا اعلمه ثابتا لكنه اشار الى رواية البخاري وفي رواية قال ايش الى ان يوحدوا الله. وظهر لي بالتتبع ان المؤلف رحمه الله قد يورد بعض الاحاديث بالمعنى وكأنه كان يكتب في تلك اللحظة من حفظه وهذا آآ سيمر معنا في مواضع وكان لحفيد المؤلف الشيخ سليمان رحمه الله كان له عناية تتبع اه هذه المواضع ويبين الفروق بينما اورد المؤلف وبين ما هو موجود في مصادر التخريج الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يكون الاول في مقام الدعوة هو توحيد الله هو الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله هو ان يعبدوا الله وحده لا شريك له ثم قال صلى الله عليه وسلم فانهم اطاعوا اطاعوك لذلك او قال اطاعوا لك بذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات وهذا يدلك على ان الواجب على المسلم هي الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وان الوتر ليس بواجب على الصحيح. لان بعث معاذ رضي الله عنه كان متأخرا قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة. الصدقة هنا هي الزكاة الصدقة تطلق في الشرع وفي لسان الفقهاء على الواجبة يعني الزكاة وعلى صدقة التطوع والواجب هنا الوارد هنا هو الواجب يعني الزكاة على نحو قول الله جل وعلا خذ من اموالهم صدقة انما الصدقات للفقراء. هذه كلها الزكاة قال تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. وهذا يدل على ان الكافر لا يعطى من الزكاة زكاة المال الواجبة لا يعطاها الكافر لهذا الحديث ثم قال فان وطعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم يعني الاموال النفيسة عند اصحابها لا ينبغي ان تأخذها في الزكاة الا اذا سمح صاحبها بها انما المطلوب ان يأخذ من اوسطها فلا يجوز للوالي او العامل ان يأخذ كرائم الاموال ولا يجوز لصاحب المال ان يبذل اسوأ ما له انما الواجب ان يعطى الاوسط من المال. قال واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب مقبولة لا ترد من الله سبحانه وتعالى. وهنا بحث عند اهل العلم وهو السبب في اقتصار النبي صلى الله عليه وسلم بعد الشهادتين على الصلاة والزكاة دون الصوم والحج من اهل العلم من قال انه لم يذكر الصوم والحج لانهما لم يفرضا بعد ولكن هذا ضعيف. لان بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا متأخر في السنة العاشرة وقيل ان الزكاة عفوا ان الصوم لم يذكر لانه عبادة خفية وانما نبه النبي صلى الله عليه وسلم الى العبادة الظاهرة والحج لا يجب على كل احد ولكن هذا فيه نظر ايضا في الزكاة قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية والحج كما انه لا يجب على كل احد فالزكاة ايضا لا تجب على كل احد والاقرب والله اعلم جوابان. اما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على اعظم الواجبات وهي التوحيد ثم الصلاة ثم الزكاة فهذه الثلاثة هي اعظم الواجبات. ولذلك كثر في النصوص التنصيص عليها فحسب وذلك ان هذه الثلاثة من اذعن بها فانه سيذعن لما سواها بالتأكيد يعني الذي سهل عليه ان يأتي بالتوحيد وبشهادة ان لا اله الا الله وان يصلي وان يزكي فان ما وراء ذلك سيكون عليه ماذا؟ سهلا وذلك ان التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ثقيلة على اهل الشرك انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله ماذا؟ يستكبرون والصلاة ثقيلة الا على الخاشعين والزكاة لا شك انها ايضا ثقيلة. كون الانسان يعمد الى ما له الذي اكتسبه بعد تعب والمال حبيب عند اصحابه ثم يبذله طواعية لغيره هذا امر لا يسهل الا على من يسر الله عز وجل ذلك عليه. فاذا ادى هذه الامور فما بعدها فانه سيكون سهلا وقيل وهذا ايضا جواب فيه وجاهة ان بعثة معاذ رضي الله عنه كانت في شهر ربيع الاول وبينه وبين رمضان نحو خمسة اشهر ولعله اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤخر الكلام عن الصوم ثم الحج لانه وراء رمضان اراد ان يؤخره الى الوقت الذي تكون نفوسهم قد اقبلت على الاسلام وحسن اسلامهم من باب التدرج في الدعوة والله الله تعالى اعلم. الشاهد في هذا الحديث ان اول الواجبات في الدعوة انما هو الدعوة الى التوحيد والى شهادة ان لا اله الا الله وهذا هو فبيت القصيد في ايراد المؤلف رحمه الله لهذا الحديث تحت هذا الباب والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وله ما عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر تعطيني الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يفتح الله على يديه. فبات الناس يذوقون ليلتهم يعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي بن ابي طالب فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبسطتني عينيه ودعا له وبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية قال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. قوله يدكون اي يخوضون. هذا حديث سهل ابن سعد ابن ما لك الانصاري صحابي جليل من صغار الصحابة وابوه صحابي ايضا وهو مخرج في الصحيحين. وفيه بيان قصة اعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم خيبر لعلي رضي الله عنه وهو كما يقول اهل العلم اصح حديث او من اصح الاحاديث في فضل علي رضي الله عنه وارضاه النبي صلى الله عليه وسلم آآ غزا خيبر سنة سبع على الصحيح وقيل سنة ست امتد انتظارهم للفتح فقد استعصت حصون خيبر على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين انتظروا اه اكثر من عشرة ايام وجاء عند احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى الراية ابا بكر وكان معسكره دون حصون خيبر فلما ذهبا عاد ولم يفتح له رأت الراية من غد عمر رضي الله عنه ثم عاد فلم يفتح له ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله الراية هي العلم وذلك اذا كان منشورا العلم المنشور المفروض هذا يسمى ماذا راية وكان من عادتهم من عادة العرب ان الراية تكون في الموضع الذي فيه القائد لاجل ان ينحاز الناس اليه. وقد يحمله امير الجيش وقد يحمله غيره. لكن المهم انه يكون في الذي فيه القائد والامير فآآ هذا ما يتعلق بالراية ويفرقون بين الراية واللواء اللواء هو العلم الملوي علم ولكنه ملوي مطوي اما الراية فمنشور وكانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء وكان لواءه ابيض الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه سيعطي الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذا فيه اثبات المحبة من طرفيها فالله جل وعلا يحب كما انه سبحانه يحب فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وهذا على خلاف طريقة اهل البدع منهم من انكر المحبة من طرفيها فالله عندهم ويا لله العجب من هذا القول الغريب العجيب الله عندهم لا يحب انما تحب الجنة يحب آآ ما فيها من الحور العين وانواع الملاذ. اما الله فلا يحب اذا ما قيمة هذه العبادة محبة الله جل وعلا مدوا العبادة ورأسها والمحرك اليها فاي عبادة هذه اذا لم يكن هناك محبة لله جل وعلا الطرف الاخر ان يحب ان يحب الله عباده والله جل وعلا يحب المؤمنين وجاء التنصيص في القرآن والسنة على محبة اصناف من المؤمنين كالتوابين والمتطهرين. كذلك يحب الله جل وعلا ازمانا يحب الله امكنة ويحب الله بقاعا من تتبع ذلك في النصوص ظهر له. الشاهد ان هذا فيه اثبات المحبة من الطرفين. الله عز وجل يحب عباده فهو وعباده يحبونه. ولذلك كان اسمه الودود والودود على الصحيح فعول بمعنى فاعل وفعول بمعنى مفعول وهو ودود بمعنى واد وودود بمعنى ودود. وكلاهما حق قال لو اعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه وهذا فيه الم من اعلام النبوة وهذا الحديث فيه موطنان يدلان على ذلك اولا اخباره صلى الله عليه وسلم ان الفتح سيكون غدا وكان ما قال صلى الله عليه وسلم وثانيا ما كان منه لعلي رضي الله عنه حينما دعا له وبصق في عينه برئت عينه وذلك الم من اعلام النبوة ايضا كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اخبرهم بهذا الانسان فباتوا يدوقون ليلتهم يدوقون يخوضون ويتحدثون. واصل الدوكة في اللغة الاختلاف خصومة وهذا كناية عن ان الامر كان شغلا شاغلا كانوا يتحدثون ويخوضون فيه كثيرا في تلك الليلة. حتى ان حرصهم على هذا الامر العظيم وهو ان يكون كل واحد منهم كل واحد كان حريصا على ان يكون المقصود وان يكون قد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بان الله يحبه وانه يحب الله. هذه البشارة انستهم البشارة الاخرى. وهي انه يكون غدا الفتح وهذا فيه حرص الصحابة على الخير حرصهم على ان ينالوا المراتب العظيمة التي تقربهم الى الله سبحانه وتعالى قال لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه والناس باتوا يذوقون ليلتهم فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها حتى جاء عند البخاري ان عمر رضي الله عنه قال فتسورت للنبي صلى الله عليه وسلم رفع نفسه لاجل ماذا ان يراه النبي صلى الله عليه وسلم كذلك جاء عن لريده رضي الله عنه قال فتطاولت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يراني لعلي اكون انا المقصود اما علي رضي الله عنه فلم يكن في ذلك الوقت معهم. علي رضي الله عنه كان قد تأخر في المدينة فانه كان مصابا في عينيه ثم انه قال ااتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحرك دابته ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم من تلك الليلة وصل الى خيبر حيث النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن الوجع منعه ان يغدو الى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا كما ذكر المؤلف في مسائل الباب فيه الايمان بالقدر حيث انه لم يعطاها الذي بادر. وغدا الى النبي صلى الله عليه وسلم. يعطيها الذي تأخر ولا شك ان علي رضي الله عنه كان عنده من الحرص ما عند بقية الصحابة. لكن منعه الوجع فقال النبي صلى الله عليه وسلم اين علي ابن ابي طالب فاخبروه انه يشتكي عينيه. كان به الرمد. الرمد مرض معروف يصيب العين طلبه النبي صلى الله عليه وسلم جاء عند مسلم ان سلمة بن الاكوع رضي الله عنه جاء يقود علي رضي الله عنه سلمة هو الذي كان يقود النبي صلى الله عليه وسلم كان يقود عفوا عليا رضي الله عنه وهذا يدل على انه كان مصابا بشدة وكان يتألم حتى انه ما استطاع ان يمشي وحده وفي هذا وقفة وهي ان الاولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا فكيف يملكون لغيرهم هؤلاء الذين يدعون عليا رضي الله عنه ويدعون الحسن والحسين وفاطمة ويدعون البدوي والعيدروس غيره ليتأملوا مثل هذا الحديث. علي رضي الله عنه لو كان له من الامر شيء لدفع عن نفسه ليس كذلك لكنه لا يملك لنفسه شيئا فضلا عن ان يملك لغيره ايضا بل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حصل لهم ما تعلمون في غزوة خيبر ما حصل من العطش وشدة يدل هذا على ان الامر كله لله. وعلى ان الرغبة ينبغي ان تكون الى الله. لا الى المخلوقين الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل اليه فجاء يقاد حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فما كان منه صلى الله عليه وسلم الا ان فعل امرين دعا الله له وبصق في عينيه وجاء في خارج الصحيحين انه بصق في راحة يده ثم دلك بها عينيه فبرأ رضي الله عنه وهذا فيه امران اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مجاب الدعوة وثانيا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مباركا بركة ذاتية يتعدى اثرها الى الغير ولكن النبي صلى الله عليه وسلم انما هو سبب البركة. لا انه مانح البركة فالبركة من الله يدل على هذا ما جاء في البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا في سفر فقل الماء فاشتكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال طوبوا لي شيئا من ماء فاتوا باناء فيه شيء من ماء فوضع يده فيه رأى صلى الله عليه وسلم يقول ابن مسعود لقد رأيت الماء يفور من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم. اية من ايات الله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا الى الطهور المبارك بركة من الله هذه قاعدة مهمة لا يغفل عنها المسلم هلموا الى الطهور المبارك البركة من الله ليست مني هذا فيه تأويد الصحابة على تحقيق التوحيد والتعلق بالله لا بغيره الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان منه ذلك برأ من هذا الوجع رضي الله عنه حتى جاء في الصحيحين في غير الصحيحين انه ما اشتكى عينيه بعد ذلك ببركة دعائي آآ بساق النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه الراية جاء في الصحيحين ان عليا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال اقاتلهم على ان يكونوا مثلنا اقاتلهم مع حذف همزة الاستفهام يعني كأنه قال اأقاتلهم على ان يكونوا مثلنا لما بين له النبي صلى الله عليه وسلم الامر المطلوب قال انفذ على رسلك يعني الاهونك على كؤدة لا حاجة الى الاستعجال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم يعني حتى تصل الى ما دون حصونهم. والحصن الذي بدأ به وفتح اهله رضي الله عنه ثم توالى فتح بقية الحصون لان خيبر كان فيها حصون بعضها وراء بعض اه ذكر الحافظ رحمه الله ان الحصن كان اسمه حصن القاموس حصن القاموس وبعضهم قال انه حصن ناعم وعلى كل حال كلاهما من حصون خيبر. الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. هذا هو موضع الشاهد ادعهم الى الاسلام واخبرهم ايضا بحق الله فيه وهو التوحيد ومفتاح ذلك شهادة ان لا اله الا الله تطابق الحديث الترجمة الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وفي هذا الحديث ايضا شاهد اخر وهو في قوله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا ففيه فضل الدعوة الى التوحيد الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعهم الى الاسلام جاء ايضا عند مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ان شئت ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فيقول ابو هريرة فمضى علي شيئا ثم وقف وصرخ ولم يلتفت استجابة تامة للنبي صلى الله عليه وسلم ودقة عجيبة في المتابعة وقف ولم يلتفت وصرخ وقال يا رسول الله على ماذا اقاتلهم؟ قال قاتلهم على ان يشهدوا ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله. فاذا قالوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها فهذا ايضا فيه شاهد لتبويب المؤلف رحمه الله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وهذا الصق بالتبويب لان فيه التنصيص على الشهادتين الشاهد ان في هذا فوائد من ذلك قبول خبر واحد وهذه فائدة نأخذها من هذا الحديث ومن الحديث الذي قبله ايضا وان خبر الواحد اذا صح فانه يفيد العلم والعمل لان الحجة قد قامت على اهل اليمن وعلى اهل خيبر بماذا بخبر واحد اليس كذلك؟ وما الذي يترتب على هذا الخبر يترتب عليه استباحة الدماء والاموال بل يترتب عليه السعادة او الشقاء لو رد اهل اليمن حضر معاذ رضي الله عنه في مخلافه او خبر ابا موسى في مخلافه. ثم ماتوا ما مصيره اجيبه لا شك انهم الى النار خالدين مخلدين فيها فكيف لا يقال بعد ذلك ان هذا الامر العظيم ترتب على امر ظني لا يترتب مثل ذلك الا على امر قطعي. هذا اعظم الامور وكذلك الشأن في خبر علي رضي الله عنه لاهل خيبر ثم فيه ايضا دليلا على مذهب اهل السنة والجماعة من ان اول الواجبات هو توحيد الله وهو شهادة ان لا اله الا الله بخلاف مذاهب المتكلمين المبتدعة الذين قالوا ان اول واجب هو الشك او القصد الى النظر او هو النظر او هو المعرفة وكلها اقوال مخالفة للحق لان كون الانسان يطلب منه ان يشك وقد بلغ درجة اليقين هذا من سفه العقل فضلا عن انه مخالف للشرع وثانيا ان النظر والقصد الى النظر والمعرفة التي يدور عليها كلامهم انما تتعلق بتوحيد الربوبية وهذا امر هم الاصل فيه انه فطري ولذلك قالت الرسل لاممهم افي الله شك كيف يكون في وجود الله عز وجل وفي ربوبيته شك؟ بل كيف يكون في الهيته شك؟ وانتم تقرون انه الخالق الرازق المدبر سبحانه وتعالى قال ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا او قال فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا واللام على كل حال موطئة للقسم خير لك من حمر النعم. هذا فيه ان الاسلام هداية الناس اليه احب من قتالهم بخلاف ما يروج الاعداء عنه القتال في الاسلام ليس مقصودا لذاته القتال في الاسلام مقصود لغيره لم لكي يهتدي الناس ولكي يكون الدين كله لله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله هذا الذي جاء به الاسلام. ليس الاسلام متشوفا الى سفك دماء الناس كما يروجه اعداء الاسلام. حاشا وكلا. ولذلك انظر هنا كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي علي رضي الله عنه بان يتلطف وان يعتني بمقام الدعوة وان يصبر ادعهم الى الاسلام فلا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم يعني احرص على هذا الفضل وهذا لا يكون الا بعناية وحرص واهتمام امام فان استجاب الناس الى التوحيد فالحمد لله بل حاجة الى قتله ما جاء الاسلام بهذا بل حتى لو لم يستجيبوا لكنهم قبلوا ان يكونوا تحت مظلة الاسلام ويدفعوا الجزية فالاسلام يعصم دماءهم. اليس كذلك اذا ليس الاسلام متشوفا لسفك دماء الناس. القتال مراد لغيره ضرورة. ازالة العوائق اماطة الاداء عن طريق الدين. هذا هو القتال في الاسلام. فمتى ما كان الطريق مفتوحا والناس الى فانه لا حاجة حينئذ الى ماذا؟ الى هذا القتال وكل كلام يتعلق بجهاد الطلب قال فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. فضيلة طيلة الدعوة الى التوحيد ان فوز الانسان بهداية انسان واحد خير له من ان يكون له هذا المال العظيم الذي هو ثمين ومحبوب الى الناس حمر النعم. يعني الابل الحمراء وهذه كانت انفس اموال العرب واحبها اليهم. والنعم والانعام بمعنى واحد على الصحيح قال بعضهم النعم خاص بالابل والانعام تشمل الاصناف الثلاثة الابل والبقر والغنم. لكن الصحيح ان تشمل الاصناف الثلاثة ايضا كما قال جل وعلا فجزاء مثل ما قتل من النعم وهذا يشمل الاصناف الثلاثة. فدل هذا على ان اه من اه هدى الله عز وجل على يديه احدا والهداية هنا هي هداية التوفيق. وان يهدي الله الامر الى الله بك. انت السبب رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا لطاعته وان يعيننا على اداء حقه كما جل وعلا ان يجعلنا من حزبه وانصار دينه ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان