بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم بعد ويقول المؤلف رحمه الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. كاني بالمؤلف رحمه الله بعد ان بوب الباب السابق وهو في الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله كاني به يريد ان يقول ان الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله لابد ان تكون دعوة فيها تفسير وفيها تفصيل وفيها بيان لا يكفي ان تكون الدعوة للا اله الا الله ولتوحيد الله دعوة مجملة فان الدعوة المجملة في هذا المقام عديمة الفائدة او قليلة الفائدة فان الداعية اذا كان يصيح في الناس فيقول عليكم بتوحيد الله وقولوا لا اله الا الله لكنهم لا يعرفون معنى لا اله الا الله ولا تفاصيلها من اركان وشروط ونواقض فان انتفاعهم بهذه الدعوة ان كان فهو قليل لذا لابد ان تكون دعوة اهل التوحيد دعوة فيها تفصيل وفيها بيان لتقوم الحجة على العباد هذا ما اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه عليه ولذلك قال في ختام هذا الباب وتفسير هذه الجملة ما يأتي من الابواب هذه افتتاحية تبين لك اصل التوحيد ثم بقية البيان يأتي في ابواب هذا الكتاب ان شاء الله ولاحظ ان المؤلف رحمه الله عطف ها هنا شهادة التوحيد على التوحيد فقال بعض تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله قال العلماء هذا العطف من باب عطف الدال على المدلول فان لا اله الا الله لها مدلول هو التوحيد والتوحيد له ما يدل عليه وهو لا اله الا الله فاذا اردت ان تعرف التوحيد فعليك ان تعرف ما يدل عليه. وهو لا اله الا الله والتوحيد قد مر بنا تعريفه. وهذا الباب قد مضى بعض ما يتعلق به في الباب الاول او في مقدمة الكتاب ولكن المقام يستحق ان يعاد ويكرر فيه الكلام. فان كل الموضوعات تقل اهميتها وتتقاصر اهميتها امام هذا الموضوع العظيم اقول ان التوحيد قد مضى الكلام في تعريفه. فانه افراد الله جل وعلا بما يختص به والله جل وعلا يختص بثلاثة امور يختص بالربوبية ويختص بالالوهية ويختص باسماء وصفاته جل وعلا هذا هو التوحيد وضده الشرك وقد يكون الشرك في الربوبية وقد يكون في الالوهية يعني العبادة. وقد يكون في الاسماء والصفات ولا اله الا الله دلت على انواع التوحيد الثلاثة اما دلالتها على توحيد العبادة يعني توحيد الالوهية فبدلالة المطابقة دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل المعنى وتوحيد الالوهية هو افراد الله بالعبادة والبراءة من عبادة كل ما سواه فمجموع الامرين نفهمه من لا اله الا الله بدلالة المطابقة وتدل لا اله الا الله على توحيدي الربوبية والاسماء والصفات بدلالة اللزوم فان المعبود الحق لابد ان يكون ربا والمعبود الحق لابد ان يكون كاملا في اسمائه وصفاته فصارت لا اله الا الله دالة بدلالة اللزوم على توحيدي الربوبية والاسماء والصفات قال المؤلف رحمه الله باب تفسير التوحيد وشهادتي ان لا اله الا الله الشهادة في اللغة اخبار عن علم ويقين. انتبه لهذا هذه امور ثلاثة لا تكون الشهادة شهادة الا بها وبيانها انه لا بد اولا من اخبار لابد ان يخبر الانسان بلسانه عما يكنه قلبه اذا لا ينفع الانسان ان يعتقد معنى لا اله الا الله دون ان ينطق بلسانه مع قدرته على النطق فلو انه اعتقد انه لا معبود الا الله بل وفعل ما فعل من عبادة الله لكنه امتنع عن ان ينطق بلا اله الا الله مع عدم العذر فانه كافر باجماع المسلمين. وهذا من المعلوم بالضرورة من دين الله. اذا لابد من نطق لابد من تلفظ لا بد من اخبار لا بد من ان يقول لا اله الا الله اذا اذا قال المسلم اشهد ان لا اله الا الله فانه اولا يخبر وثانيا لا بد ان يكون اخباره عن علم بما يشهد به. وهذا هو الذي يعقل من كلمة الشهادة ارأيت شاهدا يشهد عند القاضي على شيء يجهله اتكون شهادته صحيحة؟ الجواب لا لابد ان يكون عالما بما يشهد به. اذا لابد من العلم بلا اله الا الله حتى ينتفع بها وحتى تكون شهادة في حقه ولابد ايضا من يقين لابد من قطع لابد من ثبات اما اذا قال لا اله الا الله عالما بالمعنى لكنه مرتاب او شاك او متردد فانه ما اتى بالشهادة فلابد اذا حينما ينطق الانسان بلا اله الا الله ان تكون شهادة اذا ليست لا اله الا الله كلمة تقال باللسان فحسب ولا شيئا يعتقد بالقلب فقط انما هي عقيدة في القلب وكلمة تقال ولها لوازم على الجوارح كما سيأتي اذا الخلاصة ان قول المسلم اشهد يعني اخبر وانطق بما اعلم واتيقن قال رحمه الله شهادتي ان لا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة لا اله الا الله احسنوا الكلام واعذب الكلام واعظم الكلام لا اله الا الله هي الكلمة الطيبة وهي احسنوا القول وهي الحسنى وهي القول الثابت هي التي خلق الله الخلق من اجلها وخلق الجنة والنار من اجلها وهي العاصمة للنفس والمال لا اله الا الله بها تؤخذ الصحف بالايمان او الشمائل وبها تثقل الموازين او تخف وهي التي اسست من اجلها المنة وهي التي لاجلها انقسم الناس الى شقي او سعيد والى مقرب او طريد لا اله الا الله هي الدين. اوله واخره وظاهره وباطنه لا يمكن ان يصل الانسان الى الله الا اذا تعلق بهذا السبب لا اله الا الله هي السبب والحبل الذي من تمسك به وصل الى الله عز وجل والى لا اله الا الله هي مفتاح السعادة وهي مفتاح وهي مفتاح دار السلام واسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من جاء بها صدقا من قلبه اذا كلمة هذا قدرها وهذه مكانتها حرية ان يريها المسلم ما تستحق من العناية والاهتمام والمعرفة والدراسة والتأمل فان الخير كله في الدنيا والاخرة معلق ومنوط بالاتيان بها وتحقيق والكف عما ينقضها والمسلم مطالب ان يعلم هذه الكلمة بوجوب هذا قدر لا يعذر الانسان فيه ولا يسامح فيه بل يجب عليه ان يعرف هذه الكلمة وهذه المعرفة تتعلق باربعة مباحث ان يعلم معناها واركانها وشروطها ونواقضها هذه اربعة مباحث لابد منها حتى تكون قد قمت بهذا الواجب عليك وهو ان تشهد ان لا اله الا الله لابد من العلم بمعناها ولابد ان تعرف اركانها ولابد ان تحيط بشروطها ولابد ايضا ان تتعرف على نواقضها حتى في منأى عنها فلا اله الا الله لها شروط ولها معنى ولها اركان ولها نواقض كالطهارة وكالصلاة لا بد ان تعرف ما هي الصلاة وما هي الطهارة ولابد ان تعرف اركان ذلك حتى تأتي به لابد ايضا ان تلتزم بهذه الشروط التي للطهارة والصلاة وكذلك للا اله الا الله. وايضا حتى تنتفع بطهارتك وصلاتك. لا بد ان تكف عن نواقضها وهذا فرع عن العلم بذلك اما معنى لا اله الا الله فهذه الكلمة كما ترى مشتملة على اربعة اشياء لا اله الا الله اما لا فانها حرف نفي وهي التي تعرف عند اهل اللغة بلا النافية للجنس. العاملة عمل ان فهي وان ضدان لا للنفي وان للاثبات وحق النقيض ان يخرج على حق نقيضه فاذا كانت ان لها اسم ولها خبر فلا ايظا لها اسم ولها خبر. ولذا نقول النافية للجنس العاملة عملائنا تسمى ايضا عند اللغويين بلا التبرئة لانها تبرئ جنس اسمها من مضمون خبرها لا ابلغ ما يكون عفوا في قولنا لا اله هذا الاسلوب ابلغ ما يكون من النفي فتلاحظ اولا انه جيء بلا وما جيء بماء لاننا ابلغ في النفي مما ولا هذه كما قد علمت هي العامل عمل ان وليس العامل عمل ليس فلا التي تعمل عملا ليس تنفي الوحدة تقول لا احد في الدار او تقول لا رجل في الدار. لكن يمكن ان يكون هناك رجلان او ثلاثة لانها تنفي ماذا؟ الوحدة. اما اذا قلت لا في الدار لا واحد ولا اثنين ولا اكثر اليس كذلك؟ اذا اولا جيء بلا وما جيء بغيرها وثانيا ان كلمة اله هنا مفردة نقل لا لا الهة الا الله. لان نفي المفرد ابلغ في نفي الجنس ثم ان النفي تسلط على اله ومعلوم عند اهل اللغة والاصول ان النكرة التي نفيت ابلغ في العموم من النكرة التي هي في سياق النفي فرق بين الامرين اذا لا هذه حرف نفي نفيها اه نفي وتنصيص يعني تدل بالتنصيص على نفي ما بعدها لا اله اله اسمه لا. وهو مبني على الفتح في محل نصب وكلمة اله في اللغة تعني معبود اله فعال بمعنى مفعول كتاب بمعنى مكتوب بساط بمعنى مبسوط فراش بمعنى اذا اله بمعنى مألوه والعرب انما تعرف من هذه الكلمة معنى العبادة. الا يأله بمعنى عبدا يعبد فاله اذا بمعنى معبود واله بمعنى عبدة والوهية بمعنى عبودية او عبادة لله در القانيات المدهي. سبحن واسترجعن من تأله يعني تعبدي. اذا اله تعني معبود والاصل ان هذه الكلمة لا تجمع الاصل ان هذه الكلمة لا تجمع لولا ان الشياطين اشتالت المشركين فزينت لهم عبادة غير الله. والا فانه لا احد يستحق ان يكون الها ان الله لكن مع الاسف الشديد عبد غير الله فصار هناك الهة. اذا كل معبود يصح تسميته لغة ماذا؟ الها ولكن قد يكون الها بحق وهذا لا يكون الا لله لا يكون الا في حق الله وقد يكون الها بماذا بباطل وهذا كل ما عبد سوى الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان المعبودات كثيرة. فالبشر قد عبد والشجر قد عبد والحجر قد عبد والشمس والقمر والكواكب والحيوانات اشياء كثيرة عبدت فهي الهة ولكنها الهة باطلة واما الاله الحق فهو الله سبحانه وتعالى لا اله الا الا اداة استثناء نلاحظ انه جيء هنا بلا والا وهذا الاسلوب الذي فيه النفي والاثبات ابلغوا اساليب الحصر وذلك لاثبات العبادة لله وحده لا شريك له ونفي العبادة عما سواه هنا نحتاج الى ان نعرف الخبر. لاننا قلنا ان لا ماذا تعمل عمله اما فلها اسم ولها خبر. فما هو خبرنا؟ قال بعضهم انه اسم الجلالة الله ولكن هذا غير صحيح لاننا انما تعمل في نكرة واسم الجلالة الله اعرف المعارف ينبغي ان تعلم هنا انه يكثر عند العرب نفي خبر لا اذا كان معلوما عند السامع او دلت قريبة عليه وهذا كثير في كلام العرب لا سيما عند اهل الحجاز ولا سيما بعد الا حتى ان من العرب كالبني تميم والطائيين كانوا يلتزمون ذلك وله نظائر في اللغة بل في كتاب الله. قالوا لا ضير لا ضرر ولا ضرار. لا عدوى ولا طيرة ولاجل هذا يقول ابن مالك رحمه الله وشاع في ذا الباب اسقاط الخبر اذا المراد مع مع سقوطه ظهر واجتهد الناس في معرفة الخبر ها هنا فمنهم من قدره بموجود. فقال لا اله موجود الا الله ولا شك ان هذا التقدير غير صحيح لانه يترتب عليه احد لازميه الاول نفي حقيقة لا تجحد وهي الا يكون قد عبد الا الله. وهذا غير صحيح. فالواقع انه عبد غير الله قال جل وعلا عن المشركين اإفكا الهة عفوا عن الانبياء افكا الهة دون الله تريدون. واما المشركون فكانوا يقولون كما قال الله عز وجل اجعل الالهة الها واحدا فلا يصح ان نقول انه لم يعبد الا الله بل عبد غير الله وان كانت عبادة غير الله باطلة لكنها موجودة والالهة موجودة اما اللازم الثاني فالوقوع في مذهب اهل الحلول او وحدة الوجود. الذين يزعمون ان كل ما عبد فهو الله انما هي صورة وتجسيد لحقيقة واحدة فكل معبود هو في الحقيقة الله. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهذا المذهب من اخبث مذاهب اهل الكفر اذا هذا التقدير غير صحيح. بعضهم قدره لما لا معبود لنا الا الله. وهذا ايضا ليس بجيد لانه قد يفهم قد يفهم احد ان الاله لنا هو الله. ويجوز ان يكون لغيرنا اله اخر اذا الحق الذي لا شك فيه هو ان الخبر لا هو حق او بحق لا معبود او لا اله حق ولك ان تقدر شبه جملة لا معبود بحق الا الله. وهذا ما دل عليه قول الله جل وعلا ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل و اذا علمنا ذلك علمنا حينئذ معنى لا اله الا الله اي انه لا معبود حق الا الله وبقي اسم الجلالة الله واختلف العلماء في عرابه اختلافا طويلا وهل هو منصوب او مرفوع؟ والصحيح انه مرفوع. والصحيح في اعرابه انه بدل عن الضمير المستكن في خبر لا المحذوف وهذا اسلم وابعد عن كلفة في احراب في اعراب هذه الكلمة. الشاهد ان لا اله الا الله معناها الذي دلت عليه دون شك ولا ريب هو انه لا معبود حق الا الله بمعنى نفي العبادة عما سوى الله واثباتها لله وحده. انتبه لهذا الامر نفي العبادة عما سوى الله واثباتها لله وحده. اذا لا اله الا الله دلت على امرين على نفي واثبات وهذان هما ركناها اذا اركان لا اله الا الله اثنان النفي والاثبات. نفي العبادة عما سوى الله. واثباتها لله وحده. ولا توحيد الا الامرين لابد من نفي لابد من تجريد ولابد من تفريب وباجتماعهما يكون التوحيد اما تجريد فقط نفي فقط يدل عليه لا اله فان هذا ليس بشيء. فضلا عن ان يكون توحيدا. لانه عدم والعدم ليس بشيء فلو كرر الانسان لا اله الف مرة هل يكون اتى بالتوحيد؟ الجواب لا. فالتجريد وحده ليس توحيدا والتفريط وحده ليس توحيدا. لو قال الانسان الله اله هل دخل في الاسلام؟ الجواب لا لم؟ لان الاثبات المجرد لا يمنع المشاركة يمكن ان يقال الله اله ويمكن ان يكون معه غيره فالله اله وعيسى ايضا اله بناء على قولنا ان كلمة التوحيد هي اثبات فقط ولا شك ان هذا ابطلوا الباطل اذا لا يكون التوحيد الا باجتماع الامرين. تجريد وتفريط لا بد من نفي ولابد من اثبات. لا بد من تخلية. ولابد من تحلية سيمر معنا ان شاء الله حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده الذي هو معاوية بن حيدة رضي الله عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال باي شيء بعثك الله الينا؟ قال بالاسلام. قال وما اية الاسلام؟ ما هو هذا الاسلام؟ قال ان تقول اسلمت وجهي لله وتخليت هذا هو معنى لا اله الا الله ان تقول ماذا؟ اسلمت وجهي لله وهذا هو الا الله تخليت تخليت عن عبادتي كل ما سوى الله عز وجل والحديث حديث حسن خرجه احمد والنسائي وغيرهما. اذا لا توحيد الا بماذا؟ باجتماع الامرين. الولاء والبراء النفي والاثبات. التجريد والتفريط. اما احدهما فقط فانه لا يغني عن الانسان شيئا وقد يقول قائل من اين لك ان هذا هو معنى لا اله الا الله؟ لا معبود حق الا الله نفي العبادة اما سوى الله واثباتها لله وحده. اين لك هذا المعنى الجواب ان هذا المعنى في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم اظهر المعاني واوضح المسائل اوضح ما يكون من دلالات القرآن هو هذا المعنى الذي دلت عليه لا اله الا الله من ذلك قول الله جل وعلا ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. هذه في الحج وفي وانما يدعون من دونه الباطل. وان الله هو العلي الكبير. تأمل قول الله جل وعلا واذ قال ابراهيم لابيه انني براء مما تعبدون. ثم قال الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. هذه الكلمة هي لا اله الا الله. انظر كيف عبر عنها بمعناها وذلك بقوله انني براء هذا لا اله الا الذي فطرني هذا الا الله تأمل في قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا انظر هذا معنى لا اله الا الله الذي بعثت به الرسل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت باثبات ونفي. قال جل وعلى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ماذا؟ فقد استمسك بالعروة الوثقى هي لا اله الا الله نفي واثبات قال تعالى والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها هذا النفي ثم قال وانابوا الى الله لهم البشرى اذا هؤلاء الذين اتوا بالنفي والاثبات هم الذين لهم البشرى ولهم الرحمة. تأمل في قول الله جل وعلا اذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله نفي واثبات تأمل في قوله تعالى افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون ماذا فانهم عدو لي هذا النفي هذا لا اله ثم قال الا رب العالمين هذا هو الاثبات هو لا هو الا الله. تأمل في قول الله جل وعلا في حق ابراهيم عليه السلام ولا لكن كان حنيفا ماذا؟ مسلما نفي واثبات. لان معنى حنيفا هو مائلا عن الشرك وهذا يقتضي نفي الشرك والبراءة من كل معبود سوى الله. ثم كان ماذا؟ مسلما مستسلما لله عز وجل وحدة وهذا هو الاثبات. اذا الادلة كثيرة في كتاب الله جل وعلا دلت على ان التوحيد هو مجموع ماذا النفي والاثبات. اما في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك احاديث كثيرة. منها ما ذكرته لك قبل قليل وهو حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الاسلام بقوله ان تقول اسلمت وجهي لله ان تقول اسلمت وجهي لله وتخليت هذا بمعنى قول لا اله الا الله. لذلك ايضا الحديث المشهور حديث الصحيحين حديث ابن عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس. ما هي شهادة ان لا اله الا الله الى اخر الحديث. جاء في رواية عند مسلم على ان يعبد الله ويكفر بما دونه اذا يعبد الله ويكفر بما دونه هذه ماذا تفسير لقول لا اله الا الله لا اله الا الله تعني ان يعبد الله ويكفر بما دونه. الحديث فسر الحديث. من ذلك ايضا حديث وفد عبد القيس وهو مخرج في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله جاء في رواية عند مسلم امركم باربع ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو معنى لا اله الا الله لا اله لا تشركوا به شيئا الا الله ها ان تعبدوا الله. اذا هذه يا ايها الاخوة الكرام هذه هي حقيقة لا اله الا الله وهذا هو معنى لا اله الا الله اذا علمت ذلك علمت ان هناك خطأ كبيرا في فهم هذه الكلمة وقع به وقع فيه فئام من الناس والغالب يرعاك الله ان يكون الخطأ في فهم لا اله الا الله راجعا الى الخطأ في فهم امرين الاول الخطأ في تفسير كلمة اله وما اكثره كثير من الناس اذا قيل له ما ما معنى ما معنى اله قال خالق وبالتالي تكون لا اله الا الله ماذا لا خالق الا الله بعض الناس تسألهم ما معنى اله؟ يقول الاله هو القادر على الاختراع او يقول انه المستغني عما سواه والمفتقر اليه كل ما عداه وهذا في الحقيقة راجع الى معنى رب وليس الى معنى اله. وبين الكلمتين بون شاسع رب على زنة اسم الفاعل اصلها راب وحذفت الالف تخفيفا فصارت رب واما اله فعلى زينة اسم المفعول فكيف نجعل اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول او يكون اسم المفعول بمعنى اسم الفاعل. اذا بين المعنيين فرق كبير فالخالق والقادر على الاختراع والمستغني عما سواه هذا كله من معاني الربوبية وليس هذا مدلول لا اله الا الله بالمطابقة نعم الله هو الخالق لكن نحن نبحث في ماذا في معنى لا اله الا الله الذي دلت عليه مطابقة. وهذا ليس هو معنى لا اله الا الله الذي دلت عليه مطابقة. اذا يخطئ كثير من الناس حينما يفهمون من لا اله الا الله لا خالق الا الله لا رازق الا الله وهذا الخطأ في فهم كلمة ادى الى خطأ عظيم مع الاسف الشديد ذلك ان هؤلاء ظنوا ان من اعتقد هذه العقيدة فانه لا يضره ما فعل. اذا كان يعتقد انه لا خالق الا الله ولو دعا غير الله ولو ذبح لغير الله ولو تقرب بالنذر والطواف لغير الله ولو جعل بينه وبين الله وسائط يستغيث به لم؟ لانه يكون ماذا في اعتقاده ماذا فعل اتى بلا اله الا الله وهذه لا تقدح في لا اله الا الله. ولذلك اذا جئت الى بعض هؤلاء وقلت هذا شرك بالله يقول كيف يكون شرك؟ وانا اقول لا اله الا الله فتقول وما معنى لا اله الا الله؟ يقول انا اقول لا خالق الا الله. اعتقد انه ماذا لا خالق ولا مدبر الا الله فيال الله العجب كيف ان المشركين الذين هم ابو جهل وابو لهب واضرابهما كانوا اعلم بلا اله الا الله اعني بمعناها ممن ينطق بها. هذا في الحقيقة من العجائب عجيب ان ينطق بلا اله الا الله من يجهل معناها وان يعلم معناها من كان مستكثرا عن لا اله الا الله لم لان المشركين لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا ماذا قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله ماذا؟ يستكبرون مستحيل كيف نترك اللات والعزى وملاة السؤال؟ لماذا اجابوا بهذا الجواب؟ ولماذا كان هذا موقفه الجواب لانه علموا ان معنى لا اله الا الله هو ماذا هو عبادة الله وحده والبراءة من عبادة كل ما سواه. ولذا في الصحيح لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي طالب وهو على فراش الموت. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عماه قل لا اله الا الله انظر كيف يسهلها ويخففها عليه صلى الله عليه وسلم؟ كلمة احاج لك بها عند الله فماذا قال ابو جهل الذي كان قرين السوء وجالسا عند رأسه ماذا قال له اترغب عن ملة عبد المطلب لم قال هذا لانه فهم ان لا اله الا الله تعني البراءة من عبادة كل ما سوى الله ووالله لو ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى المشركين وقال لهم قولوا لا اله الا الله وان لا اله الا الله تعني انه لا خالق الا الله اكانوا يستكبرون اكانوا يعادون؟ اكانوا يقاتلون؟ الجواب لا لان هذه العقيدة كانوا يعتقدونها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. اليس كذلك اشاهد هذا في كتاب الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض؟ ليقولن الله قل لمن الارض وما فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله اذا هذه عقيدة ما كانوا يجحدونها انما الذي كان محل الخلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين انما هو قضية العبادة وافراد الله سبحانه وتعالى بها والبراءة من عبادة كل ما سواه. اذا هذا هو الخطأ الفادح الاول. الجهل بمعنى اله. ثانيا في تقدير الخبر من الناس من زعم ان تقدير الخبر هو موجود وليس بحق وبالتالي فانهم ما فهموا لا اله الا الله فهما صحيحا فوقعوا في اه الخلل الذي يؤدي اليه ما ذكرت لك من اللازمين السابقين اذا تلخص لنا ان المعنى الذي دلت عليه لا اله الا الله وهو الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يكون لا غير توحيده وما سواه فاعراض عن التوحيد هو ان المسلم عليه ان يعبد الله وان يبرأ من عبادة ما سواه فلو ان الانسان عبد الله لكنه ما كفر بما يعبد من دون الله لو ان انسانا قال لا اله الا الله قال انا اعبد الله لا اتوجه بالعبادة لغيره لكنه اذا مر على اناس يسجدون لقبر او صنم فقال انا ليس لي علاقة بهم والله اعلم هم مصيبون او مخطئون قد يكونون مصيبين وقد يكونون مخطئين هل انتفع بلا اله الا الله لم ما حصل له الشطر الاول وهو نفي العبادة عما سوى الله لابد من الكفر بما يعبد من دون الله قال جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هنا تكون قد اتى بلا اله الا الله فقد استمسك بالعروة الوثقى اذا حذاري من الجهل او الخلل في فهم لا اله الا الله فان الانسان اذا حصل منه هذا الخلل في لا اله الا الله فاي صلاح يأتي منه لا ينتفع بلا اله الا الله وبثمراتها الا من حسن فهمه لهذه الكلمة العظيمة وهذا امر من الاهمية بمكان. اذا عندنا معنى لا اله الا الله وعندنا اركان لا اله الا الله وقلناهما النفي والاثبات وعندنا شروط للا اله الا الله الركن من ماهية الشيء. والشرط لا بد منه في الشيء لكنه خارج عن ماهيته اليس كذلك فالطهارة شرط في الصلاة فهل هي جزء من الصلاة او امر مطلوب في الصلاة ولكن حقيقتها ليست من ماهية الصلاة اذا لا اله الا الله لها شروط يسميها اهل العلم قيودا يسمونها شروطا يسمونها حقوقا عبر عنها بما شئت والعلماء منهم من يجملها ومنهم من يفصلها وعلماء التوحيد اعتنوا كثيرا ببيان شروط لا اله الا الله ومنهم حفيد المؤلف الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله صاحب فتح المجيد فانه قد حررها فبلغت سبعة شروط وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الشرع حقا وردت. فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما اقوله والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه ونظمها اخر بقوله علم يقين واخلاص وصدق كما محبة وانقياد والقبول لها. لعلنا نمر عليها مرورا بريئا حتى يكتمل آآ الانتفاع بهذا الدرس ان شاء الله. اولا العلم لابد ان يعلم بمعناها هذا امر واجب حتمي قال جل وعلا فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو يعني اعلموا ان لا اله انه قال جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله اذا هذا قدر واجب ولا ينتفع بلا اله الا الله الا من علم هذا المعنى ولذا النبي صلى الله عليه وسلم رتب في الحديث الصحيح دخول الجنة لمن قال لا اله الا الله وهو يعلم ذلك من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة اذا لابد من العلم والا اصبح الانسان متكلما بكلام هو فيه كالهادي في النائم الذي يتكلم في نومه لانه يتكلم بشيء غير مفهوم كل هذي كالذي يقرأ كلاما اعجميا لا يدرك له معنى. اذا لا بد ان ينطق الانسان بلا اله الا الله مستصحبا ماذا العلم بذلك وبذلك ينتفع بها ولذلك تكون شهادة في حقه يكون صادقا اذا قال اشهد ان لا اله الا الله هذا الامر الاول. ثانيا اليقين لابد ان يكون مستيقنا بالمعنى غير شاك ولا مرتاب وفي هذا يقول الله جل وعلا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة رضي الله عنه فمن لقيت خلف هذا او وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لمن بها قلبه فبشره بالجنة ثالثا الاخلاص ليس المقصود هنا ان يخلص العبادة لله فهذا ما دلت عليه لا اله الا الله بدلالة التظمن انما المقصود ان يكون مخلصا في نطقه بلا اله الا الله حينما يقول لا اله الا الله يريد بها وجه الله اما لو كان ينطق بها وهو يريد شيئا من الدنيا يريد ان يصاحب المسلمين او يتاجر معهم فقال لا اله الا الله ليكسب او ليكسب ثقته فانه لا ينتفع بلا اله الا الله اذا لابد من الاخلاص في قول لا اله الا الله و هذا ما دلت عليه ادلة كثيرة فيها اشتراط الاخلاص في قول لا اله الا الله ومنها ما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله في قادم الكتاب الامر الرابع الصدق والصدق مواطئة اللسان للقلب. لابد ان يواطئ لسانه قلبه. ينطق بشيء مستقر في قلبه فلو انه قال لا اله الا الله بلسانه وقلبه مكذب بذلك فانه لا ينتفع بلا اله الا الله كحال المنافقين فالله جل وعلا شهد ان المنافقين كاذبون. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. مع كونهم كانوا يقولون لا اله الا الله وكانوا يقولون محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لاحظ هنا ان عندنا يقين و اخلاص وصدق. هذه كلمات متقاربة المعنى لكن بينها فوارق دقيقة انتبه لها الاخلاص يقابله الشرك فينتقض هذا الشرط في حق من كان مشركا في قول لا اله الا الله اما الاخلاص اه عفوا اما الصدق فانه يقابل الكذب وهذا ينتقض في حق يعني قول لا اله الا الله لا ينفع المنافقين. لانهم كانوا يقولون شيئا بلسانهم لا يواطئ ذنوبهم عندنا يقين واليقين يقابل ماذا الشك وهذا حال طائفة من المنافقين قال جل وعلا عنهم وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. اذا الاخلاص منافي حال المشركين والصدق واليقين ينافي حال المنافقين. وبين هذه الامور الثلاثة تلازم في الغالب اذا عندنا علم يقين واخلاص وصدق وصدقك ما محبة هذا الامر الخامس لابد ان يحب لا اله الا الله وما دلت عليه لا اله الا الله ورأس ذلك واساسه محبة الله سبحانه وتعالى ولذا اي ايمان واي توحيد لمن لم يحب الله جل وعلا وهذا هو حال اهل الايمان دون شك من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا حبا لله وهذه المحبة كما علمت لها اصل وهو محبة الله ولها فرأ وهو محبة المؤمنين وموالاتهم. فان هذا من فروع شرط المحبة و يلزم من هذه المحبة ايضا بغض المشركين والله جل وعلا امرنا بان نأتسي بابراهيم والذين معه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وما الدين الا الحب والبغض والولاء فذاك البرا من كل غاو ومعتدي الامر السادس القبول والقبول يعني ان يتلقى الاخبار بالتصديق ويتلقى الاحكام بالالتزام. انتبه لهذا لا اله الا الله تقتضي من المسلم حتى يكون اتى بها بحق ان يحصل منه القبول بان يتلقى هذين الامرين والاسلام انما يحتوي على اخبار ويحتوي على احكام فالقابل الذي اتى بالقبول هو من تلقى الاخبار بماذا بالتصديق فمهما جاءه من اخبار في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاها بماذا بالتصديق ولو انه كذب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم في كلمة بل في حرف فانه نقض لا اله الا الله. اذا لا بد من تلقي الاخبار بماذا؟ بالتصديق ولابد من تلقي الاحكام بالالتزام بمعنى يجب ان يعتقد انه ملزم ومخاطب ومطالب عليه ان يذعن لاحكام الله جل وعلا بمعنى لو اعتقد انه يسعه الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه فانه انتقض في حقه قول لا اله الا الله كل حكم من احكام الله واحكام رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ان يلتزم به يجب ان يذعن له يجب ان ان يخضع له يجب ان يلتزم به بغض النظر عن الفعل الفعل شيء والالتزام شيء اخر. الفعل محكوم بالاستطاعة وقد يقصر الانسان فيكون عاصيا اما الالتزام فانه لا يسامح فيه الانسان عرفنا هذا يجب ان يعتقد انه مخاطب وملزم فلو انه قال مثلا الحج حكم اوجبه الله اليس كذلك يقول انا ساحج ويحج فعلا ويقول مع ذلك آآ الحج ليس واجبا عليه لستم ملزما الحج عليكم انتم انتم تحجون انا لا يلزمني ان احج نقول هذا انتقض في حقه شرط لا اله الا الله في حكم الله لو انه اه اعتقد انه ليس ملزما بحكم الله والله جل وعلا يقول ان الحكم الا لله وانه يسعه ان يتحاكم الى غير حكم الله وانه لا يجب عليه ان يتحاكم الى حكم الله جل وعلا فنقول لا شك ان هذا نقد منه لشرط القبول. لاحظ اننا نفرق بين مسألتين بين قبول والتزام وبين فعل وعمل فالفعل والعمل له احكام لكننا نتكلم في قضية عقدية وهي قضية القبول والالتزام والاذعان والخضوع لحكم الله سبحانه وتعالى. اذا ما معنى القبول انت ما معنى القبول ها يتلقى الاخبار بالتصديق ويتلقى الاحكام بالالتزام. نقف عند الشرط السابع والاخير وهو الانقياد ومعنى الانقياد انه لما قال لا اله الا الله واخلص في قولها واحبها و قبل تصدق والتزم بقي الان ان يقوم بالفعل بما التزم به وصدق به وهذا هو المراد بقول الله جل وعلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن فاسلام وجه هو الانقياد ان ينقاد بالفعل لاحكام الله جل وعلا. وهذا ينتقد في حق اثنين الاول من وقع في الشرك لان من وقع في الشرك ما عمل بلا اله الا الله ومن قاد للا اله الا الله عرفتم هذا؟ اذا لا بد ان يعمل بالتوحيد لا بد ان يقوم به التوحيد بالفعل وبالتالي فاذا اشرك مع الله شركا اكبر فانه يكون ماذا لم ينقض لم ينقض. ما حصل منه قياد وبالتالي انتقض شرط الانقياد في حق ماذا المشرك وان قال لا اله الا الله نقول انت قلت لا اله الا الله لكن انتقض عندك شرط فلا اله الا الله تعني ان تعمل بها وذلك لان تجعل العبادة لله جل وعلا وحده. فلما جعلت مع الله غيره في العبادة ما حصل منك انقياد فانتقل قضت في حقك في حقك لا اله الا الله. ثانيا من تولى عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ينتقد هذا الشرط ثانيا في حق من تولى واعرض عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الاول عبد الله وعبد غيره والثاني ما عبد الله وهذا حال المنافقين الذين قال الله عز وجل في حقه ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك قال الله وما اولئك بالمؤمنين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هؤلاء اتوا بالقول لكنهم تولوا عن العمل ما عملوا وهذا امر بدهي فما معنى التوحيد اليس هو عبادة الله وحده؟ اذا لابد من ماذا؟ من عبادة. فاي توحيد لمن لم يعبد واي فائدة من ايمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يطيعه والله جل وعلا يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. ولاحظ اننا نتحدث عن الاعراض والتولي عن طاعة الله بالكلية وليس الذي حصل منه طاعة في الجملة. بمعنى فعل وترك اطاع وعصى ليس هذا الذي نتحدث عنه انما نتحدث عن شخص ماذا تولى عن طاعة الله عز وجل بالكلية. وما فعل شيئا مما اوجبه الله جل وعلا وبالتالي ما حصل منه شرط الانقياد هذا لم يسلم وجهه لله فهمنا هذا يا اخوة اذا السؤال الان ما الفرق بين القبول والانقياد؟ الجواب القبول اصل ثمرته الانقياد القبول اصل ثمرته الانقياد. على انه لا يجحد ان بين المعنيين تقاربا ولذا قد تجد من اهل العلم من يستعمل كلمة في معنى الاخرى. لكن بالتفصيل الذي ذكرته لك لعله يزول اه فهذا الاشتباه اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا من اهل لا اله الا الله نسأله جل وعلا ان يجعل عليها الحياة كما اسأله تبارك وتعالى ان يجعل عليها الممات ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان