بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك عليه ورسوله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. قال ان محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد لا نزال في باب تفسير التوحيد وشهادتي ان لا اله الا الله في هذا الباب اورد المؤلف رحمه الله اربع ايات وحديث فيها بيان التوحيد ان بمعنى او ببيان ظده كما سيأتي معنا ان شاء الله اما الاية الاولى اية الاسراء وهي قول الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه الا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويله نعم نعم؟ الاية التي اوردها المؤلف رحمه الله اولئك الذين يدعون لكن انما يستبين تفسيرها بذكر ما قبلها قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا بين حفيد المؤلف رحمه الله انه انما يستبين الاستدلال بالاية بذكر ما قبلها والحق ان وجه الدلالة يتبين من هذه الاية ومما قبلها ايضا وعليه فتفسير التوحيد يتبين من هاتين الايتين من وجهين اولا في الاية التي اوردها وهي قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة هذه الاية نزلت كما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه نزلت في قوم من الانس كانوا يعبدون قوما من الجن فاسلم الجن وبقي الانس على عبادتهم الله جل وعلا في هذه الاية يقول للمشركين ادعوا قل يا نبينا للمشركين ادعوا الذين زعمتم من دونه والامر ها هنا للتهديد والتوبيخ والتحدي قل ادع الذين زعمتم اي انكم زعمتموهم الهة من دون الله جل وعلا والواقع انهم لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يعني الذين يدعونهم هؤلاء المشركون هم يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب بمعنى ان الاية فيها انكار على الذين عبدوا من يعبد الله هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله هم انفسهم يدعون ويعبدون الله جل وعلا. اولئك الذين يدعون يعني اولئك الذين يدعونهم هم يبتغون الى ربهم الوسيلة المعبودون الذين تعبدونهم هم في الحقيقة عابدون لله يبتغون الى ربهم الوسيلة فكيف تعبدون من يعبد الله جل وعلا كان الاجدر بكم ان تعبدوا من هو المعبود دون ان يكون عابدا وهو الله سبحانه وتعالى اما ان تعبدوا عابدا لله فهذا قبيح في العقل لو كان هؤلاء معبودين حقا ما عبدوا غيرهم فلما عبدوا غيرهم دل هذا على انهم لا يستحقون العبادة اذا هذه الاية في ذمي وبيان جهالة هؤلاء الذين يعبدون معبودات هي انفسها تعبد الله كالذين يعبدون المسيح او امة او يعبدون الملائكة او يعبدون الجن المؤمنين. او يعبدون الاولياء الصالحين والواقع ان هؤلاء الذين عبدوهم هم يعبدون الله جل وعلا فكيف يتأتى ذلك يا ايها العقلاء تدل هذا على بيان التوحيد بياني نده وهو حال المشركين فان حال المشركين انهم يعبدون مع الله غيره اذا التوحيد هو ان يعبد الله وحده ووجه اخر وهو في قوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة وفي الاية كما تلاحظ تقديم المعمول على العامل والمعمول هنا هو الجار والمجرور وتقديم المعمول على العامل كما هو مقرر في علم البلاغة من اساليب القصر يعني قصر الحكم على هذا الذي قدم دون غيره فالله جل وعلا وصف هؤلاء المؤمنين الذين عبدوا مع الله جل وعلا يبتغون ماذا الى ربهم الوسيلة. ما قال يبتغون الوسيلة الى ربهم كما هو الاصل لكنه قدم الجار والمجرور ليدل على ان العبادة وابتغاء الوسيلة لا يكون الا لله وحده لا شريك له فهذا يدل على حقيقة التوحيد. وان التوحيد هو عبادة الله وحده لا شريك له فهذان وجهان من هذه الاية التي ذكرها المؤلف رحمه الله واما الوجه الثاني وهو الذي في الاية التي قبلها وذلك ببيان التوحيد ايضا من خلال معرفة ضده قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وهذه الاية في كل معبود سوى الله جل وعلا كل معبود سوى الله جل وعلا ينطبق عليه ما جاء في هذه الاية قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. كل معبود كل احد دين الله جل وعلا لا يملك كشف الضر ولا يملك تحويله لا يملك كشف الضر بمعنى انه لا يملك ازالته ومحوه ولا يملك على الاقل ان يحوله من محل الى اخر ومن شخص الى اخر فهؤلاء الذين عبدوا اعجز من ان ينفعوا عابديهم فكيف يعبدون العابد انما يطلب بعبادته حصول النفع وزوال الضر فاذا كان الذي عبده لا يقدم له شيئا لا ينفعه لا يملك له شيئا اذا ما الفائدة من عبادته وصدق الله اذ قال والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصر انفسهم لا يستطيعون نصركم ولا انفسهم ينصروه لا يستطيعون ان ينصروكم يا معشر العابدين. بل هم انفسهم لا يستطيعون نصر انفسهم. لا يملكون لانفسهم شيئا وهذا ينطبق على كل احد حتى الانبياء وحتى الاولياء وحتى الملائكة وحتى الجن كل لا تملك ان يكشف الضر ولا ان يتصرف في هذا الكون الا بمشيئة الله سبحانه. اما الله وحده فهو الذي يفعل ما يشاء وهو الذي بيده ملكوت كل شيء. وهو الذي بيده التدبير. وهو الذي يملك ان ينفع او يضر سبحانه وتعالى وما سواه فعبادته ضلالة في العقل رأيت مرة في احدى الدول قبرا او ضريحا اصابته صاعقة من السماء ضريح يزعمون انه لولي من اولياء الله يتوجهون اليه بالدعاء والنذر والطواف والذبح ومن عجيب تقدير الله انه وحده اصابته الصاعقة من السماء دون بقية بيوت القرية حتى اني رأيت حجارة هذا الضريح متناثرة قلت للاخوة الذين كانوا معي اما كان في هذا عبرة لهؤلاء الذين يعبدون هذا الولي اما كان في هذا الذي يرون عبرة انه ما استطاع ان يدفع عن نفسه فكيف يستطيع ان يدفع عنهم فقال قد قلنا لاهل القرية ذلك فكان جوابهم او قالوا ان الولي رجل رحيم قال انا اتحملها دونكم يا لله العجب! انظر كيف تنبيس ابليس على هؤلاء المساكين فقلت لهم عجيب شأن هذا الاله الضعيفة اما كان يستطيع ان يدفعها بالكلية بدل ان تنزل على ام رأسه ابليس له تزين في حال هؤلاء المشركين يزين لهم الشرك بالله وعبادة غير الله. نسأل الله السلامة والعافية اذا يتبين التوحيد بمعرفة ضده وهو عبادة غير الله اذا الشرك عبادة غير الله وبذا يتبين ان التوحيد ما هو عبادة الله وحده لا شريك له. فانه على حد ما قال المتنبي ونظيمه ونذيمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين الاشياء. فاذا عرفت الشرك فانك ما ماذا ستعرف التوحيد كما انك اذا عرفت التوحيد ستعرف الشرك لان هذين بالدان لا يجتمعان فمتى ما وجد التوحيد فانه لا يكون الشرك ويعرف انه ضده اذا كان التوحيد عبادة الله فالشرك عبادة غير الله مع الله والعكس صحيح. اذا هذان وجهان في بيان التوحيد وتفسير التوحيد وتفسير شهادة ان لا اله الا الله من هذه الاية وها هنا وقفة عند قول الله جل وعلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة الوسيلة ذكرت في القرآن في هذا الموضع في اية الاسراء وفي اية المائدة ايضا وابتغوا اليه الوسيلة والوسيلة في اللغة بمعنى القربة اذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل يعني التقارب او او القربة او ما يكون به التقرب فالقربة في اللغة الوسيلة في اللغة هي القربة هي التي يتوصل بها ويتقرب بها الى الشيء وهي اخص من الوصيلة كما يقول الراغب في مفرداته اخص من الوصيلة لانها تتضمن معنى الرغبة اذا ما يتوصل ويتقرب به الى الشيء هذا يسمى الوصيلة والله جل وعلا يتقرب اليه. ويتوصل الى رحمته بطاعته سبحانه وتعالى ولا الا باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. اذا تبين لنا ان قوله يبتغون الى ربهم الوسيلة وان قوله آآ اه اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة يعني الطاعة لله سبحانه وتعالى. وذكر ابن كثير في تفسيره عند اية المائدة ان هذا لا خلاف فيه بين المفسرين. فالوسيلة بمعنى القربة وذكر بعضهم ان الوسيلة هي الحاجة وروي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما لما سأله نافع بن الازرق عن الوسيلة؟ قال الحاجة قال فهل تعرف هذا العرب في لغتها قال اما سمعت قول عنترة ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يأخذوك تكحلي وتخطبي ويكلمها على سبيل التحذير والانذار لانها كانت تلومه على عنايته بفرسه فبين لها ان في ابيات ذكرها بين لها ان عنايته بفرسه في سبيل دفع الاعداء والا فلو لم يعتني بهذا الفرس لكان ذلك من اسباب تغلب الاعداء عليه وبالتالي سوف يأسرونك يا ايتها الزوجة وبالتالي سوف تكون لهم اليك حاجة وليس امامك الا ان تتكحلي وتتخطبي ويمكن ان يقال ان الحاجة يمكن ان يعود معناها في حق الله سبحانه وتعالى يعني في حق ابتغاء الوسيلة الى الله الى معنى القربة فان طلب الحاجة يعني الدعاء والسؤال لله جل وعلا هو من جملة القرب التي يتقرب بها الى الله جل وعلا. فالدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. الشاهد ان هذا هو الصواب الذي لا شك فيه ان الوسيلة في هاتين الايتين هي التقرب الى الله سبحانه بطاعته وبالتالي فان الذي يروج له عباد القبور من ان الوسيلة هي الشيخ او الولي الذي يقربك الى الله سبحانه وتعالى. فلا يمكن ان تسير الى الله الا بوسيلة. هي الشيخ هي السيد هي الوليد الذي تتوجه اليه برغبتك ورهبتك وخضوعك وتعبدك وهو يرفع هذه تعبدات وهذه الطلبات والحاجات الى الله سبحانه وتعالى. والواقع ان هذا الاعتقاد هو اعتقاد المشركين الاولين سواء بسواء هو اعتقاد ابي جهل وابي لهب هم الذين قال الله فيهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى اذا من ابطل الباطل بل من التلاعب بكتاب الله ان تفسر الوسيلة بهذا التفسير فهذا تفسير باطل محدث بل هذه الوسيلة هي الكفر الاكبر المخرج من الملة اذا عليك يا رعاك الله ان تعلم ان الوسيلة والواسطة بين العبد وبين ربه نوعان وسيلة نفيها كفر ووسيلة اثباتها كفر اما الوسيلة التي نفيها كفر فهي وسيلة وواسطة الرسول في تبليغ شرع الله جل وعلا فالرسول وسيلة وواسطة بين العباد وبين الله سبحانه في تبليغ الشريعة فلا يمكن ان يعلم العباد شريعة الله ما يحبه الله وما يبغضه الا من طريق الرسول وبالتالي فنفي هذه الواسطة ماذا كفء اما النوع الثاني فانها الواسطة التي اثباتها كفر وهي التي كان عليها المشركون قديما وعليها المشركون حديثا وهي اتخاذ معبودات يتقرب اليها الانسان وهي تقرب الانسان الى الله جل وعلا. فهذا حقيقة ما عليه المشركون اذا تنبه الى هذه المسألة المهمة وهي ان الوسيلة التي امر الله جل وعلا بابتغائها وهي التي كان يطلبها الصالحون من عباد الله هي طاعة الله سبحانه وتعالى بعض الناس حمل الوسيلة ها هنا الى او على دعاء الله جل وعلا مع التوسل اليه الجاه والحق والانبياء والاولياء بمعنى انه يسأل الله فيقول يا الله اعطني او اسألك بجاه فلان او بحق فلان او بفلان وكذلك الاقسام على الله اللهم اقسم عليك بفلان الا ما اعطيتني والصواب ان هذا مع من محدث ومبتدع ولم يقله في هذه الاية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح والصواب ان هذا التوسل توسل بدعي لا يجوز. ليس شركا بالله لكنه توسل بدعي لعدم الشرعية عليه هذه ادعية النبي صلى الله عليه وسلم بين ايدينا وهذه ادوية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين ايدينا. وهذه ادعية التابعين واتباعهم لا نجد فيها شيئا من هذا التوسل ولو كان هذا خيرا لسبقونا اليه. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية هذه الاية من اعظم وابين ما يفسر كلمة التوحيد شهادة ان لا اله الا الله وذلك ان ابراهيم عليه السلام بين معنى لا اله الا الله في هذه الاية الا وهي انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني يعني الا الذي خلقني وهو الله سبحانه فهذه الاية جمعت ركني لا اله الا الله النفي والاثبات اما النفي فهو قوله انني براء مما تعبدون فهذا يقابل في كلمة التوحيد لا اله وقوله ان الذي فطرني فانه يقابل في كلمة التوحيد ماذا الا الله اذا عبر عليه الصلاة والسلام ان لا اله الا الله بمعناها وجعلها كلمة باقية في عقبه هي لا اله الا الله فلم يزل في عقبه وذريته من يقول لا اله الا الله ومن يعمل بلا اله الا الله اذا هذه الاية تفسير واضح بمعنى لا اله الا الله دخلت في هذا الباب بوضوح باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله و قد بين الله جل وعلا في مواضع من القرآن ان هذا قد تكرر من ابراهيم عليه السلام وهذا في مواضع من كتاب الله من ذلك قوله تعالى قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا العالمين النفي والاثبات البراءة والولاء التخلية والتحلية. وهذا كله قد مضى الحديث فيه في الدرس الماضي وقلنا انه لا يكون الانسان متشهدا شهادة التوحيد ولا قائما بلا اله الا الله الا اذا جمع بين الامرين النفي والاثبات ما في عبادة ما سوى الله واثبات العبادة لله وحده لان النفي المجرد عدم والعدم ليس بتوحيد والاثبات المجرد لا يمنع المشاركة وهذا ليس بتوحيد. التوحيد مجموع الامرين التجريد والتفريب لمجموعهما يكون التوحيد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله هذه الاية فيها بيان بمعنى لا اله الا الله من جهة بيان اه او معرفة ظدها وبضدها تتبين الاشياء فان من الشرك ان يتخذ الانسان غير الله جل وعلا ربا ومن ذلك ان يطيعه في التحليل والتحريم مصدقا معتقدا فان هذا هو الذي جاء في هذه الاية في حال اهل الكتاب انهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله احبارهم يعني علماءهم احبار جمع حبر او حبر يجوز فيها الفتح ويجوز فيها الكسر فالاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد اتخذوهم اربابا من دون الله بان حرموا لهم الحلال او احلوا لهم الحرام فاطاعوهم في ذلك معتقدين مصدقين بمعنى انهم قالوا لهم ان هذا الامر الحلال حرام اعتقدوه حراما او ان الامر الحرام الذي حرمه الله جعلوه لهم حلالا فاعتقدوا انه حلال من كان حاله كذلك فانه قد وقع في الشرك بالله جل وعلا. وهذه الحال تضاد التوحيد وبالتالي فالتوحيد هو ان يعتقد تحليله او من التوحيد ان يعتقد تحليل ما احل الله وتحريم ما حرم الله. فمن خالف في ذلك فانه يكون قد اتخذ مع الله جل وعلا ربا. وهذا هو الشرك الذي هو ضد التوحيد ولاحظ انه قال في هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا ولم يقل ولم يقل ها هنا الهة وكان ذلك والله اعلم لان شرك الطاعة الى منافاة توحيد الربوبية اقرب منه الى منافاة توحيد الالوهية. والله تعالى اعلم. وعلى كل هذا الباب آآ او هذه الاية بوب لها المؤلف رحمه الله بابا خاصا سيأتي معنا ان شاء الله في قادم الكتاب. ونفصل القول فيه بمشيئة الله جل وعلا. لكن باختصار طب تنبه هنا الى الفرق بين مقامين يغلط بعض الناس في اه عدم التفريق بينهما وقد بين ذلك اهل العلم المحققين بين ذلك اهل العلم المحققون كشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره وذلك ان مسألة التحليل والتحريم تنقسم الى حالتين الاولى ان يأمر عالم او عابد او مقدم اخر بان يعتقد الحرام حلالا يقول له الخمر حلال فيعتقد ذلك ويصدق كلامه. وهو يعلم حكم الله او يحرم الحلال. يقول الخبز حرام فيوافقه على ذلك ويعتقد ان الخبز حرام مع علمه ان الله جل وعلا احله فهذا لا شك انه شرك بالله عز وجل ويدخل في قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله اما الحالة الثانية فهي ان يوافقه في العمل لا في الاعتقاد بمعنى ان يأمره بفعل المحرم فيفعله مع اعتقاده انه محرم امره بشرب الخمر فشرب الخمر مطيعا لهذا الامر دون اعتقاد ان الخمر حلال بل هو لا يزال يعتقد انها حرام او منعه من حلال تمتنع مع اعتقاده انه حلال فمثل هذا يرجع الى باب المعاصي لا الى باب الشرك الاكبر تنبه الى الفرق بين الامرين والمقام فيه بسط سيأتي في محله ان شاء الله احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله هل من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله الاية هذه الاية في سورة البقرة فيها بيان تفسير التوحيد من جهتين ايضا اما الاولى بمعرفة ظد التوحيد وهو الشرك وهو ما بينه سبحانه من حال هؤلاء المشركين الذين يحبون غير الله كحب الله فمن احب غير الله كحب الله فانه يكون قد اشرك مع الله وهذا ضد التوحيد التوحيد هو محبة الله عز وجل دون محبتي من سواه محبة كمحبة الله هذا هو التوحيد وما سوى الله فانه يحب لاجل الله او باذن الله هذا هو التوحيد ان يحب ما سوى الله لاجل الله او باذن الله سبحانه وتعالى. يأذن ويبيح سبحانه هذه المحبة فتكون حينئذ محبة صحيحة وما سوى ذلك فان هذه المحبة قد تكون معصية وقد تكون شركا بالله سبحانه وتعالى. وذلك اذا كان الانسان حاله كحال هؤلاء المشركين الذين احبوا غير الله كمحبة الله منزلة ربهم سبحانه في قلوبهم هو منزلة هذه الالهة والمعبودات التي احبوها يحبونها كحب الله ولا شك ان هذا شرك بالله به يتبين معنى التوحيد ووجه ثان في الاية وهو في قوله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله هذا هو التوحيد ان يكون الله في قلبك احب اليك من كل شيء هذا هو حال اهل التوحيد ان يكون اعظم محبوب اليهم هو الله سبحانه وتعالى و لهذا يتبين لنا تفسير التوحيد فمحبة الله فرض من افراد التوحيد به يتبين كيف يوحد الله بان يكون الله في قلب الانسان ماذا احب اليه من كل شيء والذين امنوا احد اشد حبا لله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وشق هذه الترجمة ما بعدها من الابواب ختم المؤلف رحمه الله هذا الباب بايراد هذا الحديث قال في الصحيح يعني في صحيح مسلم وهذا الحديث حديث ابي مالك الاشجعي عن ابيه يا تابعي يروي عن ابيه ولم يروي عن ابيه الا هو ابوه طارق بن اشيم الاشيعي صحابي رضي الله عنه يروي هذا الصحابي الجليل عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله لاحظ هذا القيد المهم في قوله وكفر بما يعبد من دون الله يقول لا اله الا الله مع كفره بما يعبد من دون الله هنا يكون مسلما لما لانه قال حرم ماله ودمه وهذا هو المسلم وحسابه على الله لان قاعدة الشريعة هي معاملة الناس بالظاهر ومن كان قائلا لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله فانه يكون مسلما فيحرم ماله ودمه اذا هذا قيد مهم يبين لك حقيقة لا اله الا الله وانه لا يكون التوحيد الا بالكفر بما يعبد من دون الله قد يقول قائل قد مر بنا ان لا اله الا الله ركنان لا اله والا الله ولا اله الا الله ادبكم هو الكفر بما يعبد من دون الله فما وجه ذكره في الحديث مع انه داخل في الشطر الاول فمن قال لا اله الا الله لا يكون قائلا ذلك حقا وصدقا الا اذا كان ماذا قد كفر بما يعبد من دون الله. فما الحاجة لقوله بعد ذلك وكفر بما يعبد من دون الله الجواب عن ذلك ان عطف قوله وكفر بما يعبد من دون الله من عطف الخاص على العام هذا من باب عطف الخاص على العام. والا فكفر بما يعبد من دون الله هذه الجملة هي هي ها لا اله ولكنه عطفها على لا اله الا الله للتأكيد والامر كما قال حفيد المؤلف الشيخ عبدالرحمن في حاشيته قال المقام يستحق التأكيد لا شك ان المقام مقام عظيم يستحق ان يؤكد هذا المعنى لا سيما مع كثرة الغفلة عنه لا سيما في هذه الازمان المتأخرة كثير من الناس يغفل عن هذا المعنى العظيم وهو الذي لا يكون توحيد الا بوجوده. وهو ان يكفر بما يعبد من دون الله ولذا ذكر المؤلف رحمه الله في اخر مسألة ذكرها في اخر هذا الباب قال في قوله وكفر بما يعبد من دون الله مسألة عظيمة قال معنى كلامه فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل ما له ودمه حراما بمجرد قولها ولا بمجرد معرفة معناها ولا ولا حتى بالاقرار بها ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه الا اذا اضاف الى هذا الكفر بما يعبد من دون الله يا لها من مسألة ما اجلها ومن بيان ما اوضحه ومن حجة ما اقطعها للنزاع وصدق رحمه الله فان هذا الامر امر عظيم كثير من الناس مع الاسف الشديد لا يتنبه له لابد من الكفر بما يعبد من دون الله. ولا يكون الانسان موحدا موحدا الا بذلك. هذا كلام نبينا صلى الله عليه وسلم ليس عبثا وليس لغوا لا يكون الانسان مسلما الا اذا عبد الله ومع ذلك كفر بما يعبد من دون الله ولاجل هذا ذكر امام الدعوة رحمه الله في نواقض التوحيد من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم من قال ان اليهود والنصارى مؤمنون ناجون عند الله من اهل الجنة فهذا لا شك انه ما كفر بما يعبد من دون الله من قال ان المسيح عليه السلام يجوز ان يكون الها او على الاقل لا ادري ربما يكون الها حقا وربما لا يكون ربما يستحق الالهية وربما لا يكون هذا لا تنفعه لا اله الا الله لابد من الكفر بما يعبد من دون الله والا فانه لا ينتفع بقول لا اله الا الله وان كرر ذلك عدد الانفاس تنبه الى هذا القيد المهم و تدبره لاجل ان ينجو الانسان لابد من الجمع بين الامرين لابد من الولاء ولابد من البراء. لابد من التجريد. ولابد من التفريط لابد من ان يكفر الانسان بما يعبد من دون الله لابد ان يعتقد بطلان عبادة غير الله كل عبادة لغير الله عز وجل فهي باطلة. يجب ان يعتقد بطلانها ويجب ويجب ان يكفر بها. ويجب وان يبغضها ويجب ان يبغض اهلها الا ان بغض اهلها فيه تفصيل فانه ان لم يبغض اهلها بمعنى انه احبهم لاجل انهم يفعلون الشرك فهذه المحبة شرك بالله اما اذا احبهم لسبب اخر كدنيا ولذة يكتسبها الانسان منهم فان هذه المحبة معصية وليست شركا يتنبه الى هذا المقام العظيم ثمان المؤلف رحمه الله بين ان شرح هذه الترجمة ان بيان التوحيد وتفسير لا اله الا الله ما سيأتي من ابواب ستون بابا ستأتيك كلها تفسير وتوضيح وتفريع بمعنى التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله فاجمع همتك لفهم هذه الابواب ولفهم هذا الكتاب حتى تفوز بمعرفة التوحيد ان شاء الله. اسأل الله جل وعلى ان يوفقنا واياكم لفقه هذا التوحيد والعمل به وان تكون عليه حياتنا وان تكون عليه وفاتنا نسأل الله جل وعلا ان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله وان يتوفانا وهو راض عنا الله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان