بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على ابيه ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله بعد ان قدم ليه كده تلك المقدمات العظيمة التي افصحت عن حقيقة التوحيد واهميته والخوف من ضده والحث على الدعوة اليه ناسب الان ان ينتقل المؤلف رحمه الله الى بيان تفسير التوحيد وذكر افراده وافراد ما يضاده و المؤلف رحمه الله في هذا الباب شرع بتفصيل ما اجمله في الباب الماظي فالباب الماضي في تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وشرع الان بي ذكر جزئيات هذا التفسير وبدأ رحمه الله في هذا الباب وما بعده في تفسير التوحيد ببيان ضده اذ بضدها تتبين الاشياء وهذا المناسب لكلمة التوحيد فان شطرها الاول هو في النفي فناسب ان يبدأ في بيان معنى لا اله الا الله ومعنى التوحيد ببيان ما يضاده او يضاد كما له الواجب قال الشيخ رحمه الله باب من الشرك من هنا تبعيضية يعني من افراد الشرك ومن انواع الشرك لبس الحلقة الحلقة هي ما استدار من المعدن وغيره ومنه يقال للمجتمعين على ذكر ونحوه انه في حلقة حلقة بسكون اللام ويجوز فك ويجوز فتحها حلقة وحلقة قال باب من الشرك لبس الحلقة والخيط الخيط معروف ومراد الشيخ رحمه الله اللبس الخاص الذي هو على صفة معينة وذلك بان يكون بقصد رفع البلاء او دفعه هذا هو محل بحثنا في هذا الباب ليس اللبس المطلق انما هذا اللبس الذي اقترن باعتقاد وقصد الا وهو رفع البلاء او دفع البلاء رفع البلاء هو بعد نزوله فيلبس هذا الخيط او تلك الحلقة والقصد ان يكون ذلك سببا في ازالة البلاء بعد نزوله واما دفع البلاء فانه يلبس الحلقة او الخيط بقصد ان يكون ذلك سببا في دفعه قبل نزوله. اذا رفع البلاء ما كان بعد نزوله ودفعه ما كان قبل نزوله وما يلبسه المشركون او اشباه المشركين من هذه الامور انما يتنوع قصدهم في ذلك الى هذين الامرين قد يلبسون شيئا والقصد ان يكون سببا في ازالة مرض او سحر او عين او مس او ما شاكل ذلك بعد ان يصاب الانسان وقد يكون اللابس لذلك قصده الا يصاب هو سليم ويريد الا يصاب بعين او لا يصاب بمرض او لا يصاب بسحر او ما شاكل ذلك فهذا هو محل البحث في هذا الباب ان يلبس الانسان حلقة او خيطا او لحمهما اي شيء اخر ليس المقصود هو ان يكون من جنس معين او على هيئة معينة اي شيء من هذا الباب يلبسه الانسان بهذا القصر اما لرفع البلاء او دفعه فانه داخل في هذا التبويب. وانه من الشرك ولا شك ان الواقعة في من ينتسب الى الاسلام مع الاسف الشديد مؤسف في هذا الجانب وللناس الذين هم متأثرون بهذه الوثنيات له فيها تفنن وله فيها تنويع ويتطور الامر من مكان الى اخر ومن زمان الى اخر فمن الناس من لا يلبس حلقة او خيطا لكنه يعلق مثلا حذوة الحصان يعني نعل الحصان على بابه او على سيارته. والقصد ان يكون ذلك سببا في دفع العين او تجده يعلق في سيارته سورة كف او صورة نعل صغيرة يعلقها على السيارة والقصد ان يكون ذلك سببا لدفع اذى العين او الحوادث او ما شاكل ذلك ولربما لبست المرأة ما يسمى بالعين الزرقاء التي تباع في المحلات على هيئة قلادة او ما شاكلها والقصد ان تكون سببا في دفع اذى العين او تجده يعلق ذلك على طفله ومن الناس من يستخدم بعض الاعضاء من بعض الحيوانات لهذه القصور تجد منهم من يضع رأس حمار او رأس كلب في مزرعته ويقول انه يدفع اذى الجن وبعضهم يعلق على طفله منقار غراب او كما يقولون عين ثعلب او عين ابن اوا او قطعة جلد من ذئب يضعها على ولده او يضعها في بيته او في دكانه لاجل ان يكون ذلك سببا في دفع البلاء بعضهم يلبس خاتما من عقيق يزعم انه يدفع عنه اذى السم لو اكل او شرب شيئا فيه سم فان ذلك يدفع عنه الى غير ذلك من صور كثيرة كلها ترجع الى معنى واحد وهو انه شيء يلبس والقصد ان يكون سببا في دفع البلاء بعد قبل نزوله او رفعه بعد نزوله الشيخ رحمه الله بين حكم هذا اللبس وانه من الشرك بالله عز وجل لا شك ان هذا اللبس انه من المحرمات باتفاق العلماء ويتفاوت ذلك التحريم بحسب الحال قد يكون ذلك شركا اصغر وذلك اذا اعتقد اللابس ان هذا الذي لبس مجرد سبب والا فان الذي ينفع هو الله جل وعلا هذا شرك اصغر اما اذا عظم تعلق اللابس بما لبس حتى اعتقد الاستقلال بالتأثير في هذا الشيء الملبوس فانه يكون ولا شك شركا اكبر كونه شركا اكبر ظاهر فان من اعتقد ان غير الله عز وجل يملك نفعا او ضرا استقلال عن مشيئة الله فهذا من المعلوم بالضرورة انه شرك اكبر في باب الربوبية اما الحالة الاولى وهو كون هذا اللبس شركا اصغر فان النصوص قد جاءت به اعني وصف هذا الامر بانه شرك فسيرمر معنا ان شاء الله من تعلق تميمة فقد اشرك وسيأتي في باب القادم ان شاء الله قوله صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتيلة شرك اما كون ذلك شركا اصغر فمرجعه الى ثلاثة امور اولا ان من تعلق ذلك اعتقد سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا والقاعدة عند اهل العلم ان من اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا وقد اشرك الشرك الاصغر الاسباب التي تؤدي الى المقصود تنقسم الى قسمين تنقسم الى اسباب شرعية والى اسباب قدرية اما الاسباب الشرعية فهي التي دل الشرع على انها نافعة وذلك كالرقية بالقرآن مثلا سبب لحصول الشفاء دل على هذا الشرع وقد يكون السبب سببا قدريا بان يجعل بان يجعل الله سبحانه وتعالى في شيء ما انه سبب موصل الى شيء ما مثال ذلك شرب الماء سبب لحصول آآ الري او الاكل سبب لدفع الجوع والمرجع والضابط في كون هذا سببا قدريا هو التجربة الظاهرة التجربة الظاهرة هي التي تضبط ذلك فمتى عرف بالتجربة الظاهرة التكرار او ب شهادة اهل الخبرة ان هذا الامر سبب في كذا فانه يكون سببا قدريا ولا حرج في استعماله كالادوية مثلا يثبت بالتكرار او بشهادة اهل الخبرة واهل الطب ان هذا الدواء نافع باذن الله جل وعلا في علاج مرض الصدر او مرض البطن او ما شاكل ذلك هذا سبب قدري لا حرج في استعماله بشرط ان يعتقد الانسان انه مجرد سبب والمعول تعليق القلب انما هو على من بيده النفع والضر. وهو الله سبحانه وتعالى فمن استعمل السبب على هذا الوجه اذا كان سببا شرعيا او قدريا مع اعتقادي انه مجرد سبب يفعل واعتماد القلب على الله هذا لا حرج فيه وقد يكون هذا جائزا وقد يكون مستحبا وقد يكون واجبا بحسب احوال المسائل اذا هذا الذي علق خيطا من قماش او لبس اسورة من حديد او نحاس وقال هذا سبب في دفع مرض او سبب في دفع عين او ما شاكل ذلك نظرنا في هذا الامر فوجدنا انه لم يأتي في الشريعة ان هذا سبب ينفع في ذاك اذا ليس سببا شرعيا ثم من حيث التجربة الظاهرة فانه ليس هناك مناسبة بين خيط ودفع اذى العين او ان يلبس الانسان معدنا مثلا ويكون سببا في دفع الحمى او ما شكل ذلك ليس هناك دليل واقعي حسي على ان هذا سبب في دفع ذاك وبالتالي فهذا الذي لبس هذه الحلق او هذه الخيوط اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فيكون قد اشرك الشرك الاصغر اما الامر الثاني فهو ان من لبس هذه الحلق والخيوط فالغالب انه قد حصل في قلبه تعلق بوجه ما بهذه الخيوط التفت قلبه الى هذه الامور التي علقها ولم يعتمد بقلبه ويتوكل بقلبه على الله جل وعلا وهذا الالتفات وهذا التعلق وحصول نوع من التوكل لا شك انه شعبة من شعب الشرك وامر ثالث يذكره غير واحد من اهل العلم وهو ان لبس مثل هذه الامور وسيلة الى الوقوع في الشرك الاكبر والقاعدة التي ذكرها غير واحد من اهل العلم ان وسائل الشرك الاكبر شرك اصغر وهذا امر لا يجحد ولا ينكر ان من علق مثل هذه الخيوط او علق مثل هذه آآ الحلق او ما شاكلها فانه يتدرج به الشيطان شيئا فشيئا حتى يصبح اعتماده وتوكله بالكامل على هذا الشيء الذي علقه فيكون قد خطأ معه الشيطان خطوات والشيطان ليس له خطوة واحدة انما له خطوات يمشي مع الانسان في التلبيس والتسويل خطوة خطوة ولا تتبعوا خطوات الشيطان اذا لهذه الاوجه الثلاثة قال العلماء ان الاصل في لبس التمائم التي هي من الخيوط والحلق ونحوها ان ذلك شرك اصغر وقد يكون شركا اكبر اذا عظم تعلق القلب بهذه المعلقات اذا هذا هو تويب المؤلف رحمه الله وهو باب في غاية الاهمية. نظرا لكثرة الاخطاء التي تقع من المنتسبين الى الاسلام في هذا الباب والله المستعان. نعم قال رحمه الله وقول الله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ الاية هذه الاية في سورة الزمر فيها يخبر الله جل وعلا عن اعتقاد المشركين قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون هذه الاية اية عظيمة في بيان التوحيد وتوضيح الشرك و فيها امران مهمات يدلان على بطلان الشرك الاول ما اخبر الله جل وعلا عن المشركين في اعتقادهم في الهتهم التي يعبدونها مع الله جل وعلا وهي انها لا تملك شيئا لا خلقا ولا رزقا ولا تدبيرا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله اذا كانوا يعتقدون ان الله وحده هو الخالق وان الله وحده هو الرازق وان الله وحده هو المدبر ومع ذلك ما نفعهم ذلك ولم يكونوا بهذا الاعتقاد مسلمين. لم؟ لانهم اشركوا مع الله جل وعلا في العبادة. هذا امر وامر اخر وهو في بيان ان هذه الالهة التي تعلقوا بها الهة لا تتصف بالكمال بل تتصف بالنقص واذا كانت كذلك كان التعلق بها ضلالا في العقل كما كان ضلالا في الشرع ما الفائدة ان يعبد ما لا يملك نفعا ولا دفع ضر عن عابده. ما الفائدة قل ارأيتم في حال هذه الالهة التي تزعمونها مع الله جل وعلا ان ارادني الله بضر هل تستطيع هذه الالهة ان تكشف هذا الضر ان تدفع الشيء الذي اراده الله وشاءه او اذا كان الامر بالعكس ان اراد الله جل وعلا احدا برحمة منه هل تستطيع هذه الالهة ان تمنع رحمة الله من من النزول على هذا الانسان الجواب معلوم ولذلك سكت عنه لوضوحه ثم بين سبحانه حال اهل التوحيد الذين يجعلون حسبهم هو الله الله جل وعلا هو حسب المؤمنين فهو كافيهم وهو الذي يتوكل عليه المتوكلون. ولا يتوكلون على ما سواه جل وعلا والشاهد ان هذه الاية فيها بيان بطلان الشرك والتعلق بغير الله جل وعلا في جلب نفع او دفع ضر فيدخل في معناها رد ما عليه هؤلاء المتعلقين او المعلقين لهذه التمائم فان الذي هم فيه ضلال وباطل وشعبة مما عليه اهل الشرك بالله جل وعلا وفي استدلال المؤلف بهذه الاية لطيفة وهي ان الله جل وعلا نفى ان تكون الالهة التي يتعلق بها المشركون نافعة لهم في جلب خير او دفع ضر وفي هذه الالهة صالحون وملائكة وجن وانبياء فاذا نفي عن هؤلاء ان يكون شيء منهم نافعا او دافعا للضر فلا ان يكون هذا مدفوعا ومنفيا عن جمادات لا تتحرك ولا تعقل ولا تصنعوا شيئا كخيط او حلقة لا شك ان نفي ذلك عنها من باب اولى. فهذا استدلال لطيف من المؤلف رحمه الله في بيان ان تعلق بهذه الامور في جلب المنافع ودفع المضار انه ضلال وانه من حال اهل الشرك والله تعالى اعلم بقي التنبيه على ان هذه الاية كما هو ظاهر من سياقها فيها الرد على او بيان ضلال ما عليه المشركون الشرك الاكبر فكيف يستدل المؤلف بها على ما الاصل فيه انه شرك اصغر والجواب عن هذا ان تعليق هذه التمائم في بعض احواله قد يكون شركا اكبر. هذا اولا وثانيا ان المؤلف رحمه الله جرى على قاعدة السلف رحمهم الله فانهم كانوا يستدلون بالايات النازلة في الشرك الاكبر على رد ما هو من الشرك الاصغر كما سيأتي معنا ان شاء الله في اثر حذيفة وكذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى الا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فسر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما باشياء هي من قبيل الشرك الاصغر فاهل العلم من السلف الصالح رحمة الله عليهم اجمعين يستدلون بما هو نازل في الشرك الاكبر على رد الشرك الاصغر فانه اذا كان آآ الشرك الاكبر مدفوعا فليكن الشرك الاصغر الذي هو دونه مدفوعا من باب اولى والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن عمران بن الحسين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صخب فقال ما هذه؟ قال فمن الواهنة فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهما. فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. رواه احمد بسند لا بأس به هذا الحديث حديث عمران رضي الله عنه به كلام من جهة ثبوته فان هذا الحديث جاء من رواية الحسن البصري عن عمران ابن حصين رضي الله عنه و ارضاها وهذه المسألة فيها كلام طويل عند اهل العلم فان العلماء مختلفون هل سمع الحسن من عمران اثبت هذا السماع طائفة من اهل العلم كالبزار وابن حبان وابن خزيمة وكذلك الحاكم وحكاه عن اكثر شيوخه ويقابل هؤلاء ائمة النقاد نفوا سماع الحسن من عمران كابن المدينة وابن معين وابن ابي حاتم وغيرهم من اهل العلم على ان رواية احمد لهذا الحديث فيها قول الحسن اخبرني عمران ابن حصين اخبرني عمران ابن حصين رضي الله عنه ففي هذا ما يدل على انه سمع هذا الحديث والله تعالى اعلم وعلى كل حال هذا الحديث له شواهد تدل على ثبوته له شاهد من حديث ابي امامة في اسناد باسناد فيه ضعف وكذلك من حديث ثوبان وكلاهما عند الطبراني في الكبير فالحديث ان شاء الله ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ان ابن ابي شيبة وابن كما ان ابن ابي شيبة وابن بطة وغيرهما روي هذا الحديث عن عمران موقوفا عليه والله تعالى اعلم الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى على رجل حلقة من صفر. وهذا الرجل المبهم في رواية احمد جاء التصريح به عند الحاكم بانه عمران نفسه فصاحب القصة هو عمران الذي يرويها رأى النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل حلقة من صفر يبدو والله اعلم انه هذا المعدن المسمى بالنحاس رأى عليه هذه الحلقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السؤال مستفسرا مستعلما او كان منكرا توجيهان لاهل العلم وجاء في رواية احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويحك ما هذا فهذا يرجح انه استفهام انكار فبين الرجل او عمران سبب هذا اللبس وانه من الواهنة من هذه سببية او تعليلية يعني انما لبست هذا اه الامر لاجل دفع الم اعاني منه او مرض اصبت به وهو الواهنة قال اهل اللغة الواهنة عرق آآ يصيب المنكب يعني الم يصاب به الانسان في ذراعه قالوا وهو يصيب الرجل دون المرأة فالشاهد انه لبس هذه الحلقة كالاسورة من هذا المعدن لاجل ان تكون سببا في دفع هذا الالم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا وكيف يكون ذلك كذلك وهي لا تأثير لها قال اهل العلم ان ذلك بانه يصاب بالوهم معاملة بنقيض مقصوده يعني ان من عقوبة آآ ان يلبس الانسان هذا الامر المنكر ان الله جل وعلا يزيده يزيده وهنا ويزيده الما ويزيده مرضا فلا هو بالذي انتفع ولا هو بالذي حفظ عليه دينه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم انزعها وجاء في رواية انبذها عنك والنبذ اشد من النزع فيه قوة وفيه طرح وهذا يدل على ان الامر غاية في القبح ان يلبس الانسان مثل هذا الامر. حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم امره بالنزع الشديد. بالطرح المباشر عنك فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا وهذا يدل على ان لبس الحلقة ونحوها لهذا القصد اعني رفع البلاء او دفعه ان هذا من الامور المحرمة بل ذلك شرك بالله كما دلت عليه النصوص الاخرى وقوله في هذا الحديث ما افلحت ابدا الظاهر والله اعلم انه نفي للفلاح المطلق وليس نفيا لمطلق الفلاح يعني لا يفلح الفلاح التام ولا يكون من اهل الفلاح الكامل وليس انه نفي لاصل الفلاح فان هذا انما ينفى عن من اشرك الشرك الاكبر وفي هذا الحديث ان الرجل الصالح بل العالم قد يقع في اخطاء ميزة العالم والصالح على غيره انه اذا نبه تنبه وفي هذا ايضا ما يحذر المغرورين الذين يظنون انهم لانتسابهم الى نسب شريف او لانهم ابناء رجل صالح او احد الاولياء انهم بهذا يكونون فائزين وسعداء مهما فعلوا فان هذا مما يرده هذا الحديث هذا صحابي ومع ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي يقول ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه الشاهد ان في هذا الحديث بيان ان لبس مثل هذه الامور لا شك انه من المحرمات بل من الشرك بالله سبحانه وتعالى ويتعلق بهذا الحديث مسألة معاصرة وهي حكم لبس ما يسمى باسورة الروماتيزم انتشر في آآ بعض الاوقات واظن هذا موجودا الى هذا الوقت ما يباع في بعظ الصيدليات اسبرة من معدن يزعم بائعوها او صانعوها انها تنفع في علاج مرض الروماتيزم والقاعدة في هذا ان الشريعة لا يمكن ان تخالف العقل ولا يمكن ان تخالف الواقع وعليه فمتى ما ثبت بالتجربة الظاهرة المحققة اما هذا آآ الامر علاج بالفعل لهذا المرض او غيره فان الشريعة لا تمنع من ذلك ولكن الشأن هو في ثبوت ان يكون اه ان تكون هذه الاسورة او هذا السوار انه بالفعل نافع في ذلك وهذا فيما اعلم لم يثبت حتى هذه اللحظة وقد صدرت فتوى للجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله ان هذه الاسورة من الامور المحرمة الشركية وانها شبيهة بما كان عليه المشركون وما جاء في هذا الحديث وامثاله واظعف الايمان انها وسيلة للشرك او على الاقل انها من الامور المشتبهة التي ينبغي على من اراد ان يستبرئ في دينه وعرضه ان يدعها لقول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. ويجرنا هذا الى امر اخر حدث مؤخرا في قريبة وهو ما يسمى باسورة الطاقة او سوار الطاقة او كما يقولون باللغة الانجليزية باور بلانتس هذه الاسورة اشتهرت عند الشباب والفتيات منذ سنوات قريبة ويزعمون ان من لبس هذه الاسورة تراها من الجلد او البلاستيك او شيئا من هذا القبيل يزعمون انه يعطي الانسان توازنا ويسحب الذبذبات الكهربائية الزائدة وما شاكل ذلك و اعود فاقول ان ثبت بقول اهل الخبرة من الاطباء الثقات ان هذا الامر صحيح وانه فعلا ينفع الانسان فانه لا حرج ان يلبس ذلك المرأة واما الرجل فانه لا يلبسها في يده كحال النساء حتى لا يكون متشبها لكن يمكن ان يضعها في جيبه او ما شاكل ذلك لكن الذي اعلم ان هذا ايضا لم يثبت ثبوتا علميا متحققا الى هذه اللحظة بل تواردت الاخبار في وسائل الاعلام ان هذه اه الاسورة ظهر اه بطلان ما ادعاه منتجوها وانها كانت اه نوعا من الكذب والتضليل الذي اه حصل بسببه اه نوع من التضليل للناس حيث ظنوا ان ذلك نافع طبيا والواقع انها كانت مجرد مكاسب تجارية لا اقل ولا اكثر على كل حال اعود فاقول ان ثبت ونتوقف حتى يثبت علميا ذلك والا فانها تكون من جنس هذه التمائم. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وله وله عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه مرفوعا من تعلق تميمة فلا اتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك هذان حديثان عن عقبة ابن عامر الجهني وهو من فضلاء الصحابة رضي الله عنه كلام المؤلف رحمه الله حينما قال وفي رواية يوهم انه حديث واحد له روايتان والواقع انهما حديثان مستقلان. هذا حديث وذاك حديث ورويهما واحد اما الاول ما اخرجه احمد قال الهيثمي رجاله ثقات فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلق تميمة فلا اتم الله له دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من علق التميمة بالا يتم الله له امره والتميمة ضابطها كل ما علق بقصد دفع البلاء او رفعه سواء كان ذلك خرزا او كان خيطا او كان ورقة او كان جلدا اي شيء كان والمؤلف رحمه الله سيزيد الامر بسطا في الباب القادم ان شاء الله الشاهد ان كل شيء يلبس بهذا القصد بقصد دفع البلاء قبل نزوله او رفعه بعد نزوله فانه يسمى تميمة. دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه الا يتم الله امره والمشركون سموا هذه المعلقات تمائم تنمحوا من لفظها انه يتم لهم مقصودهم من لبس ذلك فانه يتم له مقصوده فجاءت الشريعة مخالفة هذا المعنى ودعا النبي صلى الله عليه وسلم من لبس ذلك الا يتم له امره لانه ارتكب ما نهى الله عنه وما نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا دليل على ان لبس هذه التمائم امر محرم وقال ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له الودع والودع يجوز فيه الاسكان والفتح هو شيء يشبه الصدف يكون في البحر سمي وداعا كأن ذلك والله اعلم لان البحر يلقيه على الساحل ويدعه وهو شيء مجوف يشبه اه نواة التمر ولكنه اكبر ومجوف وهو معروف مما يلعب به النساء والاطفال وكان اهل الجاهلية لهم فيه عقائد يعلقونه على اطفالهم ودوابهم ويزعمون ان ذلك سبب في دفع اذى العين هنا دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من لبس ذلك قوله فلا ودع الله له اي لا جعله الله في دعة وفي هناء وفي سكون وذلك معاملة بنقيض مقصوده هو لبس هذا الامر لكي يكون مرتاحا ووادعا وهانئا فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يحصل له ضد ما اراد. لانه يستحق ذلك. حيث ارتكب ما حرم الله جل وعلا. لم قلبه سليما فيه شيء من هذه الوثنية وهذه التألقات بغير الله سبحانه وتعالى فاستحق ان يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم. والشاهد ان في هذا الحديث ما يبين ان تعليق هذه الامور بهذا القصد امر محرم اما الحديث الثاني ففيه قصة وهو او وهي انه اقبل الى النبي صلى الله عليه وسلم رهط كانوا تسعة فبايع النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرهط الا واحدا لم يبايعه فقالوا بايعه يا رسول الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عليه تميمة فادخل الرجل يده فقطعها فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من تعلق تميمة فقد اشرك واكثر روايات الحديث تعلق وعند الطبراني وغيره من علق وكلمة التعلق فيها زيادة في المعنى لان زيادة المبنى زيادة في المعنى كأن ذلك فيه اشارة الى انه تعليق حسي مع تعليق قلبي فهو علق هذه التميمة والقصد ان يكون ذلك سببا في دفع البلاء والاذى عنه فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وهو حديث حسن ان شاء الله بين فيه باللفظ الصريح الواضح ان تعليق التمائم من الشرك بالله جل وعلا فهذا البيان ليس بعده بيان وعلى من اراد نجاة نفسه ان يحذر من هذه الامور. النبي صلى الله عليه وسلم انما بعثه الله جل وعلا لازالة هذه الوثنيات وهذه التعلقات ان يكون القلب صافيا متعلقا بالله سبحانه وتعالى فمن كان على شيء من هذا الارث الشركي ان يعلم انه واقع في امر عظيم نسأل الله السلامة والعافية احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابن ابي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه انه رأى رجلا انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هذا الاثر اخرجه ابن ابي حاتم من طريق عاصم الاحول عن عزرة عن حذيفة و ثبوته موقوف على ثبوت سماع عزرة ولعله عزره ابن عبد الرحمن ان ثبت سماعه من حذيفة فالاثر صحيح وقد جاء عن حذيفة رضي الله عنه شيء قريب من هذا الاثر من ذلك ما اخرج ابن ابي شيبة باسناد صحيح عن حذيفة رضي الله عنه انه عاد مريضا فتحسسه فوجد في عضده خيطا فقطعه رضي الله عنه وقال لو مت وهو عليك ما صليت عليك وهذا من حذيفة رضي الله عنه بيان لان بيان لان هذا الامر من المحرمات وفيه المبادرة الى انكار المنكر الشاهد ان هذا الاثر الذي بين ايدينا ان صح عن حذيفة رضي الله عنه فيه اننا ان حذيفة رضي الله عنه عاد مريضا وجده قد علق هذا الخيط من الحمى يعني بسبب الحمى انه يدفع عنه هذا المرض فقطعه رضي الله عنه وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يعني ان هذا الانسان قد وقع في شيء من الشرك والعياذ بالله وفيه ما يشهد للقاعدة السادفة وهو ان السلف كانوا يستدلون بالايات النازلة في الشرك الاكبر على ما هو من الشرك الاصغر. الشاهد ان هذا الاثر فيه ايضا ما يؤكد ويؤيد ان تعليق التمائم بقصد دفع البلاء او رفعه انه من الشرك بالله جل وعلا. وفي ذلك ايضا الحرص على انكار المنكر يا ايها الاخوان المنكرات المتعلقة بجناب التوحيد اعظم من المنكرات المتعلقة بغير ذلك ويا لله العجب ان يكون عند بعض الناس همة في انكار منكرات تتعلق بمحرمات اه ترجع الى جنس الشهوات وهذا امر حسن طيب لكن ربما وجدت منهم شيئا من البرود في المنكرات المتعلقة بجناب التوحيد. ولا شك ان هذا من الاخطاء فان الشرك الاصغر اعظم او جنس الشرك الاصغر اعظم من جنس الكبائر واذا كان في الانسان غيره على حرمات الله جل وعلا فينبغي ان تكون غيرته على هذا الجنس من الحرمات اعظم واعظم ربما لو بادر الانسان الى قطع تميمة من انسان ليس له عليه سلطة او لا يعرفه ربما حصل من المفسدة ما حصل وربما عاد الرجل فلبس ذلك او اكده بلبس اه بلبس شيء اخر زيادة عليه وعنادا لكن ما عذر الانسان في ان يترك الانكار بلسانه فالله الله بالجد والحرص اولا على ازالة هذا المنكر من القلب ثم بالتي هي احسن تزال من من من شخص الانسان لك انت على عضده او عنقه او ما شاكل ذلك بالنصيحة وبالكلمة الطيبة وببيان الدليل على هذا الامر يزول هذا المنكر ان شاء الله والناس الغالب عليها ان فيها خير الغالب على الناس ان فيها خيرا ولكن الكسل والتردد وربما التخوف منا بعظ الدعاة وطلبة العلم هو السبب الاهم في انتشار مثل هذه المنكرات في كثير من المجتمعات فالحرص الحرص والجد الجد يا طلاب العلم على انكار هذه المنكرات تمائم او حلف بغير الله او توسل بدعي او رقى شركية واعظم من ذلك ما كان من الشرك الاكبر كدعاء غير الله او الذبح او النذر او ما شاكل ذلك اسأل الله جل وعلا ان يعينني واياكم على اداء حقه سبحانه علينا ان يفقهنا في الدين وان يملأ قلوبنا بحبه والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يجعلنا من جنده وانصار دينه. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه احسان