بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على اله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله ان الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال المؤلف رحمه الله باب من تبرك او باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما هذا باب مهم والحاجة ماسة الى الالمام بمسائله لكثرة الاخطاء الواقعة في هذا الموضوع الا وهو موضوع التبرك التبرك تفاعل من البركة فهو يعني طلب البركة وكلام اهل اللغة في معنى البركة يدور على امرين على كثرة الخير ودوامه اذا التبرك طلب كثرة الخير طلبوا كثرة الخير ودوامه البركة شيء يضعه الله سبحانه وتعالى ويعطيه من يشاء فالله عز وجل يبارك الشيء ويبارك فيه ويبارك له ويبارك عليه فالله جل وعلا هو المبارك وحده وما سواه مما شاء ان يجعله مباركا فهو مبارك وما لم يجعله الله مباركا فلا يمكن ان يكون مباركا والله سبحانه قد يجعل البركة في ازمنة كليلة القدر انا انزلناه في ليلة مباركة وقد يجعل البركة في بقعة او مكان من الارض في البقعة المباركة من الشجرة وقد يجعل البركة في ذوات كبيت الله ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا او المطر فالله جل وعلا سماه ماء مباركا. او المسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم هذه ذوات يجعلها الله سبحانه وتعالى مباركة اذا البركة يجعلها الله سبحانه وتعالى فيما يشاء من ازمنة وامكنة ذوات وهيئات وغير ذلك والبركة في الجملة تنقسم الى قسمين بركة دينية راجعة الى الايمان والطاعة والثواب وما الى ذلك الكعبة مباركة بنص القرآن. وبركتها بركة دينية. فان العبادة فيها من الاجر والفضل ما ليس في غير ذلك. كذلك المسجد النبوي مسجد مبارك الصلاة فيه لها من الاجر ما ليس في غير هذا من المساجد وقد تكون البركة وهذا هو القسم الثاني بركة دنيوية كالمطر. الله جل وعلا جعله ماء مباركة كذلك النبات جعله الله سبحانه وتعالى ذاتا مباركة. قال جل وعلا لفتحنا عليهم بركات من من السماء والارض يعني المطر والنبات. وقد يكون الشيء جامعا بين الامرين. كالقرآن فيه بركة دينية من جهة ما يحصل لتاليه والمتدبر له من الايمان والرقي في سلم العبودية مع تحصيله مع تحصيله جزيلا الثواب وقد يكون او وفيه ايضا بركة دنيوية من جهة ما يحصل من الاستشفاء به ولذلك كان القرآن مباركة. كتاب انزلناه اليك مبارك. فاه المسلم اذا طلب البركة من كتاب الله جل وعلا فليستشعر هذين الامرين كلام الناس في البركة وفيما تطلب فيه البركة وكيف تطلب البركة كلام الناس في هذا كثير. لكن الذي عليه اهل السنة والجماعة ان البركة ان التبرك يعني طلب البركة ينقسم الى قسمين ينقسم الى تبرك مشروع وتبرك ممنوع. اما التبرك المشروع فهو الذي جمع ثلاث ضوابط فهو الذي جمع ثلاثة ضوابط اولا ان تلتمس البركة مما ثبت شرعا ان فيه بركة. كون الشيء مباركا هذه قضية انما تعلم من جهة الشرع. فليس للانسان ان يزعم ان في هذا الشيء بركة تلتمس الا وعلى هذا دليل من الشارع. فلابد ان يثبت في الشيء انه مبارك حتى يمكن ان يتبرك به. ثانيا ان يكون التبرك وفق ما ورد في الشرع كما اننا نطلب الدليل على كون الشيء فيه بركة تلتمس كذلك علينا ان نطلب الدليل في الكيفية التي نلتمس فيها او نلتمس بها البركة. فكلا الامرين توقيف قد يكون الشيء قد ثبت انه مبارك. لكن الكيفية التي تفعل من بعض الناس ليس عليها دليل. وهذا مخالف للشرع. فعلى الانسان ان يقف عند حد الشرع في الامرين. في ثبوت ان هذا الشيء فيه بركة وفيه كيفية التماس هذه البركة الامر الثالث ان يكون التماس البركة على جهة السببية بمعنى ان يعتقد ان البركة انما يمنحها الله سبحانه انما يعطيها الله سبحانه انما يتفضل بها الله سبحانه فهي كالعافية وكالنصر وامثال ذلك انما يتفضل الله جل وعلا بها اذا شاء على من شاء فمن اعتقد ان غير الله عز وجل هو الذي يعطي البركة فلا شك انه اعتقد ان الله يشارك الله فيما اختص به. ولذلك تجد في النصوص ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يجعل الاشياء مباركة. قال عيسى عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت. قال تعالى وباركنا اليه وعلى اسحاق. والمسلم في صلاته يقول اللهم صل على محمد ثم يقول وبارك على محمد انت يا الله الذي تبارك كما باركت انت يا الله على ابراهيم. اذا البركة من الله لا من غيره ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وجاء ايضا نحو هذا من حديث جابر رضي الله عنه ويبدو والله اعلم ان القصة واحدة رواها ابن مسعود رواها جابر رضي الله تعالى عنهما ذلكم ان الصحابة كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء اضحى الماء قليلا فاشتكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام اطلبوا لي فضلة من ماء. فاتوا بماء ان قليل في اناء فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الاناء وقرأ واذا بالماء كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه يفور من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الطهور المبارك. والبركة من الله حية يعني هلموا خذوا هذا الطهور المبارك ولكنه نبههم قطعا لذريعة الشرك وتحقيقا للتوحيد حي على الطهور المبارك لكن احذروا لست انا الذي اعطى البركة. البركة من الله هذه قاعدة ينبغي ان يستمسك بها المسلم البركة من الله لا من غيره اذا ضابط البركة هو ان تلتمس البركة مما ورد شرعا ان فيه بركة بالكيفية التي وردت على جهة السببية اما البركة الممنوعة فانها ما فقدت واحدا من الضوابط السابقة وذلك اولا ان تلتمس البركة مما لم يثبت شرعا ان فيه بركة يدعي بعض الناس في مكان ما او زمان ما او شيء من الذوات ان فيه بركة فيطلب التبرك بها يتمسح يتبرك يلتمس نيل البركة من هذا الشيء. واذا نظرت لم تجد دليلا على ان هذا الشيء على ان هذا الشيء فيه بركة تلتمس اذا هذا تبرك ممنوع. مثال ذلك. بعض الناس اذا جاء الى مثل هذه البق البقع البقعة المباركة في هذا المسجد النبوي تجد انه يتمسح بالابواب او بالسواري ويفعل هذا التماسا للبركة تجده يمسح ثم يمسح على جسده. يريد ان البركة تنال جسده فنقول يا عبد الله اين الدليل على ان في هذه السواري والابواب بركة تلتمس اين الدليل؟ افي هذا اية من القرآن او حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم افعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد او في ابواب المسجد الحرام او سواريه افعل هذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ افعل هذا التابعون واتباعهم؟ الجواب لا اذا كان هذا تبركا ممنوعا ثانيا ان تلتمس البركة بكيفية لم ترد قد يكون الشيء مباركا لكن الكيفية التي تفعل ليس عليها دليل وحينئذ نقول هذا التبرك ممنوع. مثال ذلك الكعبة بيت مبارك بنص القرآن. لا الذي ببكة مباركة. ولكن ماذا عن التبرك باستارها نجد من الناس من يحرص اشد الحرص على ان يتمسح ويتبرك بستارة الكعبة وبعض الناس ربما حرص اشد الحرص على ان ينال شيئا من قطع هذه الستارة ليستشفي بذلك يغمسه في الماء ثم اه يتناوله او يناوله المريض يزعم ان فيه بركة تنال من خلال هذه الكيفية والسؤال اين الدليل على هذه الكيفية فان التبرك فعل يفتقر الى دليل ولم نجد حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتبرك باستار الكعبة وهكذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل وماذا عن استلام الحجر الاسود او مسح الركن اليماني؟ الجواب اننا نتكلم عن التبرك باستار الكعبة هذا اولا. وثانيا ان فعلنا في الركن اليماني انما نقتدي فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولم يثبت ان فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان ولان الركن اليماني فيه بركة تلتمس. كذلك الحجر الاسود. نقتدي باستلامنا له للنبي صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلك ما قبلتك. وجاء في بعض الاحاديث وهي حسنة ان شاء الله. ان التماس او ان استلام الحجر الاسود سبب من اسباب التكفير. فان كان المقصود بالتبرك ان ينال الانسان سببا من اسباب بالتكفير فلا بأس اما ان يكون شيئا اخر فهذا يطالب صاحبه بالدليل. اذا الكيفية لا بد ان يكون عليها دليل وهنا مسألة بعض الناس ربما رأى رجلا صالحا او يظنه صالحا او يكون له مكانة ومنزلة تجد انه يسلم عليه ويحرص على ان يتمسح به. او يمسح جلبابه تجد من الناس من يفعل هذا قد يسلم على شيخ او امام الحرم او ما شاكل ذلك يتمسح به ان استطعت والسؤال لم تفعل هذا يا عبد الله؟ يقول هذا رجل صالح فانا اتبرك به قلنا ما الدليل؟ قال الدليل انه مسلم وكل مسلم فيه بركة. اليس كذلك؟ في الصحيح ان من الشجر لما ببركة المسلم اذا كل مسلم فيه بركة اذا انا التمس البركة مما ثبت شرعا ان فيه بركة فنقول احسنت حينما قلت ان المسلم فيه بركة بنص الحديث ولكن بقي عليك ان تأتي بدليل على هذه الكيفية التي فعلت. كما تطلب الدليل في الاول اطلب دليله في الثاني بركة المسلم بركة ذاتية غير متعدية تتفاوت بحسب الايمان. وكلما كان الانسان اكثر ايمانا كلما كانت بركته اعظم لكن لم يأتي في الدليل ان هذه البركة متعدية تنال من مسح او اه التصق بجسد هذا المسلم ما جاء دليل على هذا؟ قال بعض الناس بلى قد جاء الدليل الم تنظروا في الصحيحين وغيرهما من الاحاديث المتواترة ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بالنبي صلى الله عليه وسلم. بجسده بشعره بعرقه ببصاقه بنخامته. باللباس الذي لبس بالنعال الذي انتعل. بالاناء الذي كان يشرب منه الى غير ذلك قلنا نعم وهذا لا شك انه امر مشروع والادلة عليه كثيرة ونشهد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبارك صفات افعالا ومبارك ذاتا صلى الله عليه وسلم. فللنبي صلى الله عليه وسلم خاصية. وهي انه مباركة مبارك بركة ذاتية متعدية بحيث انها تنال من مسه او مس شيئا لامسه او لابسه صلى الله عليه وسلم احاديث في هذا كثيرة. النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا توضأ ازدحم الصحابة لنيل شيء من وضوءه اذا حلق شعره يكاد الصحابة ان يتقاتلوا كل يريد ان ينال شيئا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك انه مشروع ولكن استدلال هذا المستدل بما فعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم هو من اي ابواب الادلة او الاستدلال بالقياس اليس كذلك؟ يعني هؤلاء قاسوا غير النبي صلى الله عليه وسلم من الصالحين على النبي صلى الله عليه وسلم اليس كذلك؟ والسؤال هل هذا القياس قياس صحيح او غير صحيح اعيد السؤال هل يمكن ان نجعل غير النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة النبي صلى الله عليه وسلم؟ حتى نقيس ما هو القياس؟ الحاق فرع باصل في علة جامعة لا بد ان يشترك او يحصل اشتراك بين الفرع والاصل في العلة اليس كذلك فمن الذي هو كالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاح والتقوى حتى يصح القياس يا لله العجب من اناس يزعمون انهم يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم. وهم يجعلونه كاحاد الناس مثله مثل اي شخص اخر نتمسح بالناس كما نتمسح بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا فرق اما اهل السنة حقا فعندهم من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم هذا اولا. والوقوف عند حدود ما انزل الله هذا ثانيا ما يجعلهم يقولون هذا حكم خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشترك معه فيه غيره وبالتالي كان هذا قياسا فاسدا ويدل على فساده ان اجماع الصحابة قد انعقد على ان هذا الفعل خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يشاركه فيه غيره. ارأيت احدا من صغار ابى فعل هذا التبرك مع احد من كبار الصحابة يعني هل رأيت من مثل عبد الله ابن عمر او ابن عباس او غيرهما؟ من فعل هذا مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي؟ كانوا اذا مسحوا جسده او اذا توضأ اخذوا وضوءه فتمسحوا به. الجواب لا ولن تجد اذا هذا حكم خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم باجماع الصحابة. ثم ايضا هو حكم خاص به باجماع التابعين. فما انا احد من التابعين قط يفعل هذا مع احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهل تعلمون احدا في الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم اصلح من الصحابة اهناك احد يداني ابا بكر وعمر وعثمان وعلي واخوانه؟ واخوانهم من الصحابة من يدانيهم في التقوى والله ما كان ولا يكون مثله. هذه عقيدتنا في الصحابة. اليس كذلك؟ ومع ذلك ما كان احد يفعل ذلك اذا دل ما سبق على ان التبرك بالاشخاص امر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يفعل مع احد من هذه الامة قط طيب بقيت عندنا صورة ثالثة في التبرك الممنوع وهو ان يعتقد ان التبرك ان البركة تنال من غير الله فمن اعتقد ان هذا الشيء مبارك وهو مبارك بالنص. والكيفية ثابتة لكنه يعتقد ان البركة انما يعطيها هذا الشيء الذي تبرك به فنقول هذا من الشرك بالله عز وجل لان البركة كما قد تعلمنا من الله ولا تمنح من غيره سبحانه وتعالى. اذا التبرك الممنوع التماس البركة مما لم يثبت شرعا فيه بركة او بكيفية لم ترد او باعتقاد ان البركة توهب من غير الله والسؤال ما حكم التبرك الممنوع الجواب ان حكم التبرك الممنوع ينقسم الى ثلاثة اقسام اولا ان يعتقد المتبرك ان ما تبرك به يمنح البركة من ذاته. هو الذي يفيض بالبركة وهو الذي يعطي البركة اذا شاء مثال ذلك ما يفعله بعض القبوريين حينما يتبركون ويتمسحون بقبور الاولياء مع اعتقادهم ان الولي او السيد هو الذي يعطي البركة ولو تأملت لوجدت هذا المثال فيه اجتماع الصور الممنوعة الثلاث اولا لم يأتي في الدليل ان في القبور بركة تلتمس. ما جاء في الدليل ان القبر فيه بركة تمس اي قبر كان هذا واحد. ثانيا لم يرد في الدليل ان التمسح او تعفير الوجه او الجسم بتراب القبر او التمسح بسياج القبر او بالحديد المحيط به او بجدار وسور القبر والمشهد ان فيه ان هذه الكيفية واردة هذا شيء لم يرد. وثالثا ما يعتقده كثير منهم من ان صاحب القبر هو الذي يمنح ويتفظل بالبركة. اذا اجتمعت هذه الظلمات الثلاث فوق بعض في هذه الصورة. فهذا لا شك انه شرك اكبر ثانيا ان يعتقد ان لما تبرك به ارواح او ما قد يقولون روحانيات قد يتبرك بعضهم بشجرة او بسارية او حتى بقبر ويزعم ان لهذه الشجرة او الحجر او السارية او القبر ان له ارواحا ترفع الحاجات الى الله سبحانه وتعالى فننقل هذا ايضا شرك اكبر من جنس شرك المشركين الاولين الصورة الثالثة هي الا يعتقد ان البركة تعطى من غير الله انما هي سبب انما هذا التبرك سبب ولكن البركة تمنح من الله كان يتبرك بباب من ابواب المسجد او سارية او بشخص صالح او ما شاكل ذلك وهو يعتقد ان البركة من الله وهذا مجرد سبب فنقول هذا شرك اصغر لانه اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا. اذا هذه خلاصة مركزة في موضوع تبرك مشروعه وممنوعه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى الايات اورد المؤلف رحمه الله في هذا الباب اية وحديثا ثم عقب على هذا باستنباط مسائل كثيرة بلغت اثنتين وعشرين مسألة من المسائل المستفادة من هذا الباب. اما الاية فاية النجم والظاهر ان المؤلف رحمه الله انما اورد اولها وفي بعض الطبعات اكملوا آآ الاية والظاهر ان المؤلف انما اراد اولها لانه قال الايات. يعني اكمل الايات يقول الله جل وعلا افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى افرأيتم يعني اخبروني عن هذه الاصنام الثلاثة التي هي اعظم الاصنام عند المشركين هل هذه الاصنام كانت تخلق وترزق وتدبر حتى يصح ان يتعبد لها وان يتقرب اليها والجواب معلوم عندهم فهذا مسلك من مسالك بيان التوحيد ونقض الشرك وهو بيان ضعف الالهة ونقصها وعجزها وله نظائر كثيرة في النصوص وقال بعض اهل العلم ان هذه الاية متعلقة بما قبلها لقد رأى من ايات ربه الكبرى ثم قال افرأيتم اللات والعزى؟ وهذا استفهام انكار يتضمن التهكم بهم والسخرية بهم محمد صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء رأى من ايات ربه الكبرى. فهل هذه الاصنام وامثالها لها من الايات كما لله سبحانه وتعالى حتى يصح ان تكون شريكة مع الله كما تعتقدون؟ والجواب ايضا معلوم لا ليس لها شيء من هذه الايات الكبرى. اذا عبادتها باطلة هذه الاصنام الثلاثة كما اسلفت هي اشهر الاصنام عند العرب واكبر الاصنام عند العرب. اللات اللات قيل ان هذه الكلمة مشتقة من اسم الجلالة الله او من اسم من اسمه سبحانه الاله اما من الله او من الاله اللات وقرأ الجمهور بالتسهيل افرأيتم اللات والعزى؟ وقيل ان اللات اسم فاعل من لثة يلت وهذا ما يشهد له قراءة او رواية رويس عن يعقوب الحضرمي فانه قرأ بالتشديد مع المد المشبع افرأيتم اللات عزة واما الاول فانه دليل على ان المشركين كانوا يلحدون في اسماء الله. يشتقون من اسماء الله اسماء لاصنامهم قال بعض اهل العلم اصل اشتقاقهم كان تسمية هذا آآ الصنم باسم الجلالة الله. لكن الله صرفهم عن ذلك. حتى كان هذا اسما مختصا بالله عز وجل لم به غيره وهو اسم الجلالة الله وعلى الثاني فهو يشير الى سبب عبادة هذا الصنم هذا الصنم او الحجر او الصخرة على ما سيأتي بيانه كان في الطائف. وكانت العرب قاطبة تعظمه لكن اعظم الناس اكثر الناس تعظيما له هم ثقيف الذين كانوا بالطائف واصل ذلك ان رجلا صالحا كان يجلس على صخرة يلت يلت عندها السويق للحاج وللفقراء يلت يعني يخلط السويق هذا الطعام الذي هو من الطحين يلته يعني يبله آآ بالماء او بالزيت او بالسمن حتى يصاغ عند الاكل. كان يلت السويق في طعم الناس رجل صالح فلما مات اتى الشيطان الناس فسول لهم تعظيمه فما كان منهم الا ان عظموا هذا القبر وعبدوه ثم تطور الامر حتى عبدوا الصخرة التي كان يجلس عليها او الصخرة التي كانت بجوار القبر على ما يذكر اهل العلم فالشاهد ان هذا الدليل على ان الصالحين عبدوا وعلى ان الاحجار عبدت وكل ذلك لا فرق فيه في الحكم الشرعي. هذا شرك وهذا شرك قال تعالى افرأيتم اللات والعزى العزة ايضا مشتقة من العزيز عزى انثى الاعز اشتقوا هذا الاسم على ما ذكر اهل العلم من العزيز وهذا الصنم او هذا الوثن كان ايضا من اشهر الاصنام عند اهل الجاهلية. وكانت العرب قاطبة تعظمه. واكثرهم تعظيما له وهو اقرب الاصنام من مكة كان هذا الصنم كان هذا آآ قريبا من السيل بين مكة والطائف قيل انه كان شجرات ثلاث من شجر السمر. شجر السمر شجر معروف. كانت ثلاث شجرات عظيمة وعليها بناء بنوا عليها بناء فوق هذه الثلاث شجرات وجعلوا على هذا البناء جعلوا عليه آآ اقمشة وستائر نحو ذلك وقيل انه كان صنما وكانت هذه الشجرات في حريمه كان له حرم من تعظيم المشركين لهذا الصنم جعلوا له حرما كحرم مكة لا يصاد عنده ولا يعبد شوكه. وكان هذا الشجر او كانت هذه الشجرات في حريم هذا الصنم. ولاجل هذا عظموها لتعظيم هذا الصنم. وقيل انه تلف الصنم فعبدت هذه الاشجار الشاهد انه مما قد عبد الشجر ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين قبر يعبد او صنم وحجر او بين شجر. كله شرك بالله اما منات فانها كانت بالمشلل قرب قديت قضيت بين مكة والمدينة وهي الى المدينة اقرب قريبة من الجحفة يعني بينه وبين الجحر حوالي ست وعشرين ميلا وهي جهة البحر بينها وبين البحر خمسة اميال الشاهد ان مناتا كانت صخرة على قول وكانت صنما على قول اخر. وهي ايضا من الاصنام التي عظمتها العرب قاطبة واكثرهم تعظيما لهذا الصنم الاوس والخزرج اهل المدينة الشاهد ان الله سبحانه وتعالى بين في هذه الايات ان هذه الاصنام اصنام باطلة لا قيمة لها ان هي الا اسماء ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ليس لها قيمة وليس لها من الامر شيء. مع ما وقعوا في فيه من الظلم مع ما وقعوا فيه من القسمة الجائرة. الكم الذكر وله الانثى تلك اذا انقسمت فونديزا كان اهل الجاهلية يعتقدون ان هذه الاصنام بنات لله كما ذكر هذا ابن عطية وغيره من المفسرين يعتقدون انها بنات لله. كما اعتقدوا في الملائكة انها بنات الله. يا والله العجب ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون هم جعلوا لهم الافضل وهم البنين. والله جعلوا نصيبه البنات. البنات التي يحتقرونهن ويأنفون منهن. واذا ابقوهن ابقوهن على هون ايمسكه على على ذلة؟ ام يدسه في التراب يعني آآ يدفنوا هذه البنت حية ويتخلص ويرتاح. فالبنات والاناث عند اهل الجاهلية كانت شيئا محتقرا ثم هم يضيفون ذلك الى الله سبحانه وتعالى. او وهو توجيه ثان في الاية انهم كانوا يعتقدون ان هذه الاصنام اناث ومع ذلك جعلوها شريكة مع الله. سبحان الله العظيم الاصنام كانوا يعتقدونها اناثا وهذا ظاهر في العزة ومنات. بل حتى اللات على على القول بانه اسم فاعل لكنه كان مؤنثا عندهم. بدليل ما جاء في البخاري من حديث الحديبية قصة الحديبية ان ابا بكر رضي الله عنه لما قال عروة ابن مسعود اني ارى اناسا سيفرون عنك يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فغضب ابو بكر ابو بكر رضي الله عنه وقال امصص بظرا اللات وذلك يدل على انهم كانوا انظر بذر اللات هذا دليل على انهم كانوا يعتقدون ان اللات كانت انثى. اذا كيف تجعلون الشيء؟ اولا تجعلون مع الله شريكا. ثم هذا الشريك الذي جعلتموه مع الله هو اصلا عندكم ماذا جنسه محتقر تلك اذا قسمة ديزا ديزا يعني جائرة غير عادلة وهذا دليل على ان المشركين ما قدروا الله حقه قدره ولا عظموه حق تعظيمه سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم طيب الشاهد ان اعود على مناسبة الاية آآ الباب هو ان من جملة ما انا المشركون يفعلونه مع هذه الاصنام التبرك كانوا يتبركون بهذه الاصنام بل بكل صنم. حتى ذكر اهل التاريخ انه كان لكل واحد من العرب في بيته صنم او اكثر اخر شيء يفعله اذا اراد الخروج من بيته لسفر او غيره انه يتمسح ويتبرك به واول شيء يفعله اذا عاد الى بيته انه يتمسح ويتبرك به. وهكذا في الاصنام التي كانت في جوف الكعبة او حول الكعبة وبلغت ثلاث مئة وستين صنما كانوا يتمسحون ويتبركون بها حتى كان يوم الفتح كان يطعن النبي صلى الله عليه وسلم في صدور هذه الاصنام فتسقط ثم امر بها فاخرجت من المسجد واحرقت. الشاهد ان من جملة افعال المشركين التبرع بالاصنام والتبرك بالاوثان. فمن شابههم فانه يكون قد وقع في فعل من فعل الشرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي واقد الليثي رضي الله عنه انه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم. يقال لها ذات انواط. فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر. انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون. اتركبن سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه. احسنت. هذا حديث ابي واقد الليثي وهو حديث صحيح وصفه ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان بالثبوت وقال الترمذي حسن صحيح وصححه ابن حبان وصححه الالباني وغيرهم من اهل العلم فهو حديث صحيح رجل عند الترمذي واحمد والنسائي في الكبرى ابن حبان والطبراني وغيرهم في كثير من كتب السنة حديث ابي واقد الليثي ابو واقد اختلف في اسمه فقيل الحارث بن عوف وقيل الحارث بن مالك وقيل عوف بن الحارث وهو من بني الليث من كنانة واختلف في اسلامه قيل انه اسلم قديما بل قيل انه كان من اهل بدر والاقرب والله اعلم ان اسلامه متأخر. وانه من مسلمة الفتح وهذا هو الذي رجحه الحافظ رحمه الله في الاصابة ان ابا واقد رضي الله عنه يحكي لنا قصة حصلت لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرهم الى وكان هذا عمل الفتح سنة ثمان للهجرة. وهو انهم مروا بسدرة السدرة شجرة النبق وهي شجرة معروفة وجاء عند احمد وغيره مروا بسدرة خضراء عظيمة وكان للمشركين سدره ايام الجاهلية كان عند المشركين سدرة شجرة عظيمة لما مروا بهذه تذكروا تلك كانوا يفعلون عندها ثلاثة اشياء كلها عبادة اولا العكوف عندها يمكثون ويعكفون عندها تقربا لها. والتماسا للبركة كما سيأتي وهذا كان من اعمال المشركين. ولذلك قال ابراهيم عليه السلام ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون فهذا من فعل اهل الشرك ثانيا انهم كانوا يعظمون هذه السدرة كتعظيم الله ثالثا انهم كانوا يتبركون بها من وجهين اولا ان البركة تنالهم اذا عكفوا عندها تنزل عليهم البركات من هذه الشجرة وثانيا انهم كانوا ينيطون بها اسلحتهم ينيطون يعلقون ولذلك كانت تسمى ذات انواط اذا وضعوا الاسلحة وسيوفهم آآ بقية اسلحتهم عليها فانها تكون اقوى وامضى حينئذ لما مروا بهذه السدرة الخضراء العظيمة قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما قم يعني للمشركين ذات انواط وهذا يدلك على انه ربما يكون في الرجل الصالح بل العالم ما يخفى عليه من الحق ومن مسائل العلم. هؤلاء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وخارجون للجهاد في سبيل الله ومع ذلك وقع منهم ما وقع مما انكره النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدلك ايضا على ان المنتقل من الباطل الى الحق لا يؤمن ان يبقى في قلبه بقية من الباطل السابق فينبغي ان يراعي الانسان هذا في نفسه وفي غيره منبه الى هذا المؤلف رحمه الله في مسائل الباب قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط. انتبه الى ان ابا واقد قال في الحديث ونحن حدثاء عهد بجاهلية هذا يبين لك العذر الذي لاجله وقع منهم هذا القول. والا فكبار الصحابة ومتقدموهم ما وقع منهم هذا الامر فقالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط اختلف العلماء رحمهم الله في الفعل الذي فعله هؤلاء الصحابة حينما طلبوا هذا الطلب ما حكمه قال بعض اهل العلم ان الصحابة تضمن سؤالهم ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يجعل الشجرة ان يجعل الشجرة مبارك كتن حتى يعلقوا بها اسلحتهم فهم طلبوا ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فاذا جعلها الله مباركة كانت مباركة وهذا توجيه مال اليه بعض اهل العلم ومنهم المؤلف رحمه الله في بعض اجوبته كما في الدرر السنية وقالت طائفة من اهل العلم ان الذي وقعوا فيه هو من شعب الشرك الاصغر وكأن المؤلف رحمه الله يميل الى هذا كما في هذا الكتاب فانه ذكر في اه مسائل الكتاب او مسائل الباب عفوا ان الشرك منه كبير وصغير لان الصحابة لم يرتدوا بسؤالهم هذا ما كان فعله شركا اكبر فطلبه شرك اصغر كأن المؤلف رحمه الله يميل الى هذا في مسائل هذا الباب القول الثالث ان الصحابة رضي الله عنهم وقع منهم شرك اكبر الذين افترضوا هذا الطلب وانما لم يرتدوا ولم يكفروا للعذر الذي جاء في هذا الحديث وهو كونهم حدثاء عهد بجاهلية وما لا الى هذا بعض اهل العلم ومنهم سماحة الشيخ ابن باز في تعليقه على فتح المجيد. الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم عظم الامر واغلظ في الجواب وقال صلى الله عليه وسلم كما ذكر المؤلف الله اكبر هذه ليست رواية الترمذي في رواية الترمذي قال سبحان الله اما عند احمد وغيره جاء لفظ التكبير وكلا الامرين كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم اذا استعظم امرا كان يعظم الله وينزهه سبحانه وصلى الله على نبينا وسلم. قال سبحان الله او قال الله اكبر. قلتم قلتم كما قال بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا كما لهم الهة ثم قال صلى الله عليه وسلم لتركبن سنن او سنن يجوز لك الوجهان من كان قبلكم هذا القدر من الحديث جاء معناه في الصحيحين من حديث ابي سعيد وسيأتينا قريبا ان شاء الله في باب ما جاء بعض هذه الامة يعبد الاوثان قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن او سنن من كان قبلكم. الشاهد ان النبي الله عليه وسلم عظم الامر واغلظ في الجواب وقال ان هذا السؤال يضارع سؤال بني اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة فدل هذا على ان التبرك الممنوع من فعل اهل الشرك لان مما كان يفعله المشركون عند او مع هذه السدرة انهم كانوا يتبركون بها. وبالتالي فمن تبرك بشجر او حجر او نحوهما من قبر وبناء وغير ذلك فانه يكون قد وقع في الشرك وقد يكون هذا الشرك شركا اكبر وقد شركا اصغر بحسب الحال على ما مضى تفصيله لعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين