بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد في باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم. قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير قال في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده هو رسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم بعد اللهم علمنا ما ينفعنا وافتح علينا من رحمتك وارزقنا الاخلاص والقبول مضى الكلام المفتتح هذا الباب وهو قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير اردف المؤلف رحمه الله بعد ذلك حديث ابي هريرة فقال في الصحيح يعني في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا او خضعانا يجوز الوجهان خضعانا يعني خضوعا وخضعانا يعني خاضعين خاضعين لعظمة الله سبحانه وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء قضاء الله جل وعلا دلت الادلة على انه ينقسم الى قسمين الى قضاء كوني ومنه قول الله جل وعلا فقضاهن سبع سماوات وقضاء شرعي ومنه قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وعدم التفريق بين النوعين يوقع بي التباس وربما في ضلال وذلك ان ما قضاه الله جل وعلا كونا فانه واقع ولابد كل ما قضاه الله جل وعلا كونا فلا يمكن الا ان يقع اما ما قضاه الله شرعا فقد يقع وقد لا يقع بحسب ما يشاء الله عز وجل وذلك راجع الى حكمته تبارك وتعالى والله جل وعلا قد يشاء وقوع المقضي شرعا وقد لا يشاء وقوعه وذلك من حكمته تبارك وتعالى في هذا وفي هذا ولو قلنا ان القضاء في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه لو قلنا انه هو القضاء الكوني لكان هذا ضلالا مبينا بل ادى هذا الى الوقوع في الكفر بالله سبحانه وذلك ان القضاء الكوني وقد علمت انه لابد من وقوع المقضي فيه يقتضي ان لا يعبد الا الله سبحانه وتعالى وعليه فكل ما عبد فهو الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وهذا هو مذهب اهل الحلول ووحدة الوجود وهذا من اعظم الكفر بالله جل وعلا اذا لابد من مراعاة التفريق وان القضاء في كل مقام بحسبه اذا قضى الله عز وجل الامر في السماء فان الملائكة تخضع لعظمة الله جل وعلا و دل هذا الحديث على وصف الملائكة بالخوف والخضوع من الله جل وعلا وعلى ان لهم اجنحة و وذلك مما دلت عليه ادلة عدة في الكتاب والسنة اما ثبوت الاجنحة للملائكة فهذا ما دل عليه قول الله جل وعلا الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثى ورباع يزيد في الخلق ما يشاء وثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ست مئة جناح سد الافق و اما ثبوت الخوف والخضوع من الملائكة لله جل وعلا فهذا من اظهر صفاتهم في الكتاب والسنة والله جل وعلا وصفهم بانهم يخافون ربهم من فوقهم و هؤلاء الملائكة طائعون لله جل وعلا هم عالم غيبي بالنسبة لنا خلقهم الله جل وعلا من نور ووفقهم لطاعته حتى ان اوقاتهم كلها مستغرقة في طاعة الله جل وعلا يسبحون الليل والنهار لا يفترون طائعون دائبون بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فالملائكة يتصفون بعبادة عظيمة لله جل وعلا ومن اجل تلك العبادات الخوف من الله سبحانه حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ليلة ما اسري به كالحنس البالي من خشية الله الحلس يعني كالحصير البالي من خشية الله جل وعلا وهذا دليل على عظمة خوفهم من الله عز وجل والملائكة خلق كثير لا يحصي عددهم الا الله وما اعلم جنود ربك الا هو والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في الصحيح عن البيت المعمور الذي رآه لما عرج به الى السماء اخبر ان جبريل اخبره ان هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك فاذا خرجوا منه لم يعودوا اليه اخر ما عليهم لا يزور الواحد منهم هذا البيت فيتعبد فيه الا مرة واحدة فقط وفي كل يوم يدخله سبعون الف ملك وهذا يدلك على ان عددهم عدد عظيم جدا هؤلاء الملائكة الكرام مع عظيم خلقتهم وقوتهم ومع ذلك فانهم يفزعون ويخضعون ويخافون وبالتالي فانهم لا يستحقون ان يعبدوا مع الله عز وجل. نعم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان كأنه سلسلة على صفوان دل هذا الجزء من الحديث على اثبات كلام الله جل وعلا فان الله عز وجل يقضي بكلامه كما تدل على هذا ادلة كثيرة ومنها ما سيأتي في حديث النواس رضي الله عنه ويدل ايضا على ثبوت الصوت في كلام الله جل وعلا وان كلام الله بصوت وذلك ان هذا الحديث فيه ان الملائكة تضرب باجنحتها قض عاما عظمة الله سبحانه وتعالى وان الصوت الذي يبلغهم كسلسلة على صفوان ينفضهم ذلك كما سيأتي في هذا الحديث ينفذهم يعني يأخذ بقلوبهم ويدخل الى قلوبهم فيصيبهم فزع عظيم فهذا فيه اثبات كلام الله جل وعلا واثبات الصوت في كلام الله جل وعلا وثبوت الصوت في كلام الله دلت عليه احاديث كثيرة جاء في نحو اربعة عشر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح وفي غيره هي اثبات الصوت في كلام الله جل وعلا ومن ذلك ما ثبت عند البخاري وغيره ان الله تعالى ينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من قرب كمن بعد انا الملك انا الديان كذلك ما ثبت في البخاري وغيره ان الله تعالى ينادي يوم القيامة فيقول يا ادم ينادي بصوت فيقول يا ادم اخرج بعث النار من ذريتك الشاهد ان هذا الحديث فيه اثبات الصوت في كلام الله جل وعلا ويشهد لهذا ما علقه البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه وروي عنه مرفوعا ايضا كما عند ابي داود في سننه لكن الموقوف اصح كما قالت دارقطني في العلل وان كان موقوفا فان له حكما المرفوع الشاهد ان ابن مسعود رضي الله عنه يقول اذا تكلم الله بالوحي فزعت الملائكة فاذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت قال اذا قضى الله اذا قضى الله الامر بالوحي سمعت الملائكة شيئا سمعت الملائكة شيئا حتى اذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير الشاهد انهم يسمعون شيئا ثم قال فاذا سكن الصوت ودل هذا على ان كلام الله جل وعلا بصوت ولكن تنبه يا رعاك الله الى ان كلام الله جل وعلا ليس ككلام المخلوقين وان صوت الله جل وعلا ليس كصوت المخلوقين. قال تعالى ليس كمثله شيء. هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال الا تجعلوا لله اندادا الله جل وعلا يتصف بصفات اختص بها جل وعلا لا يماثل فيها المخلوقين ونحن معشر المسلمين نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله جل وعلا على ما يليق به سبحانه مع اعتقادنا ان صفاته لا تماثل صفات المخلوقين كما ان ذاته جل وعلا لا تماثل ذوات المخلوقين و هنا مسألة تتعلق بهذا اللفظ كانه سلسلة على صفوان ما معنى هذا الكلام السلسلة معروفة الحديدة التي يربط بعضها ببعض دوائر صغيرة او كبيرة بحسب حال هذه السلسلة والصفوان الحجر السلط الاملس ولجر السلسلة من الحديد على الصخرة الملساء صوت عظيم ويعظم كل ما كانت هذه السلسلة كبيرة فالشاهد ان الحديث جاء فيه كأنه سلسلة على صفوان ليس المراد ها هنا ان صوت الله نشبه او مثل صوت هذه السلسلة تعالى الله عن ان يشبهه شيء من خلقه ليس كمثله شيء انما التشبيه ها هنا للسماع بالسماع وليس المسموع بالمسموع انتبه هذا الحديث الشأن فيه كالشأن في حديث الرؤيا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ليس في هذا تشبيه آآ المرئي بالمرء انما فيه تشبيه الرؤية بالرؤية يعني انها رؤية واضحة كرؤية القمر كذلك في هذا الحديث فيه تشبيه المسموع بالمسموع فيه تشبيه عفوا السماع بالسماع وليس المسموع بالمسموع يعني ان لكلام الله جل وعلا صوت وانه يكون له صوت كما ان السلسلة على الصفوان لها صوت او ان الصوت يوقع في قلوبهم ويأخذ قلوبهم كما يأخذ صوت السلسلة على الصفوان ويشهد لهذا التوجيه ما جاء في تتمة الحديث ينفذهم ذلك فالشاهد ان هذا التوجيه يدلك على ان ليس المقصود بهذا الحديث تشبيه الصوت بالصوت وانما فيه تشبيه السماع بالسماع وبالتالي فاهل السنة والجماعة يستفيدون من هذا الحديث اثبات الصوت لله جل وعلا ويخالفون في هذا المعطلة والامام احمد كما روى ابنه عبدالله في السنة اورد اثر ابن مسعود بلفظ قريب من لفظ البخاري وفيه ان الله عز وجل يتكلم فيسمع الملائكة كسلسلة على صفوان قال الامام احمد هذا تنكره الجهمية فاهل السنة وسط يثبتون الصوت خلافا للمعطلة يعتقدون ان صوت الله عز وجل لا كصوت المخلوقين خلافا للممثلة والله جل وعلا اعلم نعم قال ينفذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ينفذهم ذلك يعني يأخذ بقلوبهم ويصل الى قلوبهم حتى اذا فزع عن قلوبهم حتى اذا تفيد في اللغة معنى لما اذا وجدت في اللغة حتى اذا حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج فان المعنى ماذا لما لما فتحت يأجوج ومأجوج لما فزع عن قلوبهم وقلنا ان معنى فزع زال الفزع ازال الله عز وجل الفزع عن قلوب الملائكة والفزع كما قد علمنا هو الخوف المفاجئ فانهم يقولون ماذا قال ربكم ثم يجيب بعضهم بعضا قالوا الحق وهو العلي الكبير او كما سيأتي في حديث النواس وما سيأتي ايضا في او من ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان جبريل يقول قال الحق وهو العلي الكبير. فتردد الملائكة ما قال. يقولون قال قال الحق وهو العلي الكبير نعم فيسمعها مفترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض. فيسمعه مفترق السمع. مفترق السمع مفرد مضاف يعم يعني مسترقو السمع من الجن وذلك ان الله جل وعلا لحكمته شاء ان يكون للجن قدرة على استراق السمع من السماء هم لا يسترقون السمع من داخل السماء لان السماء محفوظة لا ينفظون اليها وجعلنا السماء سقفا محفوظا لكنهم يقعدون في مقاعد خاصة بهم دون السماء المبنية يسترقون السمع وذلك ان الملائكة في السماء الدنيا اذا تحدثوا بما قضى الله سبحانه وتعالى من امره فان هؤلاء الملائكة ربما وجدوا شيئا من السماع او حصل لهم شيء من السماء فيلقونه الى من تحتهم حتى يصل الى الكاهن او الساحر وفسر هذا سفيان رضي الله رحمة الله عليه ورضي الله عنه وهو سفيان ابن عيينة احد ائمة العلماء السابقين المتوفى سنة ثمان وتسعين ومئة حرف يده ومدد بين اصابعه. وفي رواية البخاري الاخرى نصب يده اليمنى. نصب يده اليمنى وبدد بين اصابعه ما جعلها ملتصقة وانما جعلها مفرجة فجعل الخنصر الى جهة الاسفل وجعل الابهام الى جهة الاعلى. يعني ان بعضهم فوق بعض كما ان هذه الاصابع بعضها فوق بعض فالجن بعضهم يكون فوق بعض وبالتالي فاذا سمع من فوق شيئا من الخبر القاه على الجني الذي تحته والذي تحته يلقيه على من تحته وهكذا نعم وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه ويسمع الكلمة ويلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما القاها قبل ان يدركه. نعم كما علمت هؤلاء الجن يتراكبون فيكون بعضهم فوق بعض ويلقي الاعلى على الاسفل ما سمعه حتى يوصلها الاخر منهم الى الساحر او الكاهن هكذا جاءت الرواية وبين الساحر والكاهن فرق سنتحدث عنه ان شاء الله بوقته حينما نأتي الى باب ما جاء في السحر او حينما نتكلم عن الكهان ان شاء الله و ربما يشاء الله جل وعلا ان يصيب الجنية الشهاب قبل ان يلقي او قبل ان يلقى الى هذا الساحر او الكاهن وربما القاها قبل ان يصيبه الشهاب والشهاب هو النيزك جسم او شيء ناري ينفصل عن النجوم ترجم به آآ الشياطين هؤلاء الجن يرجمون بهذه النيازك وهذه الشهب احوال استراق السمع واصابتهم بهذه الشهب تنقسم الى ثلاثة او تنقسم الى ثلاث اولا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كثر استراق الجن السماع وكان يصيبهم شيء من هذه الشهب والحالة الثانية لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمكن الجن من اشتراط السمع وهذا من رحمة الله جل وعلا وحكمته حتى لا يحصل اختلاط بين الوحي المنزل من الرحمن مع ما يوحيه الجني الى الكهال وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا ما تمكنوا من استراق السمع دبانة البعثة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام الحالة الثالثة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عاد ان كانوا استراق السمع الى الجن ولكن باقل مما كان عليه الامر في الجاهلية والمقصود ان الله جل وعلا لحكمته مكن هؤلاء وهو القادر على منعهم لكن لله الحكمة مكن هؤلاء الجن من استراق السمع ومن نقل ما يصل الى اسماعهم مما تلقيه او مما يتذاكره الملائكة فيما بينهم من امر الله جل وعلا وقد دل الدليل على ان الجن قد يسترقون السمع مما يقوله ملائكة السماء الدنيا وقد يسترقون السمع بعد نزول الملائكة من السماء يدل على هذا ما ثبت في البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتتذاكر ما قضى الله عز وجل من الامر في السماء فتسمعه الجن فتلقيه الى اوليائهم من الكهاب فيزيدون عليه فيكذبون ويزيدون عليه الشاهد ان هذا دليل على انهم قد يسمعون او قد يستمعون ويسترقون السمع لما يذكر في السماء وقد يكون ذلك بعد نزول الملائكة من السماء لانهم ينزلون في العذاب والسحاب ليس في السماء وانما دون السماء السحابي المسخر بين السماء والارض نعم قال سيكذب معها انت كذبا فيقال ايكذب معها مائة كذبة هل الذي يكذب هو مسترق السمع هذا قول لاهل العلم او الذي يكذب الساحر او الكاهن هذا القول الثاني ولعله اقرب انه يكذب ويخلط هذا الذي بلغه من الخبر الصادق الذي سمعته الجن من الملائكة يكذبون ويخلطون معه مئة كذبة نعم فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء سبحان الله العظيم انظر الى هذا الامر العجيب وكيف ان النفوس فيها تعلق بالباطل عجيب كيف ان الجهال يغترون بسبب هذه الكلمة الصادقة الواحدة ولا يعتبرون ب كذبات كثيرة قالها هذا الساحر او الكاهن ما التفتوا اليها وما تذكروها ما تذكروا الا الكلمة الصادقة التي قالها فوقع الامر الذي آآ ذكر وكان صادقا مع انه ذكر واشياء كثيرة اضعاف اضعاف اضعاف هذا الامر الصادق. وتبين لهم انه كان كاذبا فيها وما قالوا هو كاذب ولا التفتوا اليه انما اعتبروا فقط بماذا بهذه الكذبة الواحدة بهذه الكلمة الصادقة الواحدة وما التفتوا الى تلك الكذبات وهذا فيه ان النفوس قد تتعلق بالباطل والا اهل العلم والعقل الراجح ينبغي عليهم ان يزنوا الامر بخلاف ذلك بالتالي نستفيد انه لا ينبغي ان يغتر بضال مبتدع او فرقة ضالة مبتدعة بسبب وجود شيء من الحق فيها اذا كان عامة ما فيها انحراف عن جادة الحق وفيها شوب من حق وفيها شيء من حق او ربما اصاب هذا المتكلم مرة او مرات او كامل هذه الفرقة موقف صحيح مرة او مرات لا ينبغي ان يغتر بذلك بل ينبغي ان يوزن حال الشخص او الجماعة او الفرقة في عموم احوالها ثم ينظر بعد ذلك ان كانت موافقة او مخالفة اما لاجل موقف واحد صحيح او كلمة اه اصيب اصابوا فيها نجعل منهجهم صحيحا لا شك ان هذا ليس مسلكا صحيحا والا يكونوا في الفرق الضالة او لاهل البدع الضلال الخالص لابد ان يكون عند كل فرقة من فرق اهل الضلال والبدع شيء من حق ولابد ان يكون عند كل مبتدع ضال مخرف شيء من الحق اما ان يكون حال الفرقة الضلال المحض بحيث لا يكون فيها شيء من الحق هذا لا يكون لابد ان يكون في كل طائفة مسلمة او غير مسلمة ينتمي اليها احد واقبل عليها او اليها احد من الناس لابد ان يكون عندها طرف من الحق ولو قلب. وسبب هذا الحق القليل تقبل الناس لان عندهم شيئا من اللبس يلبسون الحق بالباطل ولا شك ان هذا لا ينبغي ان يكون مانعا من الحذر والتحذير لا ينبغي ان يكون هذا مانعا من الحذر والتحذير نعم لا يجهد لا يجحد الحق ولا يقال ان الحق باطل لكن ايضا ليس من سبب هذا الحق القليل اصبحت هذه الفرقة مسلمة لا شية فيها بل ينبغي ان توزن الامور بميزان معتدل صحيح وتأمل فائدة ثانية يا رعاك الله وهي ما يحصل لهؤلاء الجن واوليائهم من الشدة العظيمة ومع ذلك هم صابرون عليها يقتحمون المهلكات ويعرضون انفسهم للهلك يعرضون انفسهم للهلكة بسبب انهم يريدون ان يوفوا بما وعدوا اوليائهم عليه ويصدقون مع اوليائهم وهم على باطل طفل وهم على ضلال ومع ذلك هم صابرون ومصابرون فاهل الحق اولى ان يصبروا على حقهم وان يتحملوا الشدائد في سبيل ابلاغه وايصاله هؤلاء ضالون وصبروا على ضلالهم اهل الحق اولى ان يصبروا على حقهم لا احسن الله اليكم قال رحمه الله وعن النواس ابن سمعان رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يحيى بالأمر طيب هذا حديث النواس ابن سمعان ويجوز ان تقول يجوز في السين الفتح والكسر والحديث الذي تسمع بيض المؤلف رحمه الله لمخرجه. يعني ما ذكر من اخرجه وقد اخرجه جمع من العلماء كابن ابي عاصم في السنة والطبري في تفسيره وابو نعيم في الحلية وغيرهم من اهل العلم لكن التحقيق انه ضعيف الاسناد فان في اسناده نعيم بن نعيمة بن حمات الخزاعي وهو ضعيف الرواية وكذلك الوليد بن مسلم عنعم و في تدليسه بحث معروف عند طلاب الحديث الشاهد ان الحديث في ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر لكن يشهد لبعض ما جاء فيه احاديث اخرى كحديث ابي هريرة الذي مر معنا قبل قليل وهو عند البخاري وكذلك يشهد لبعض ما جاء فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو في صحيح مسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله تعالى اذا تكلم بالوحي سبح حملة العرش فيسبح الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يسبح الملائكة جميعا ثم تقول الملائكة الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربنا فيخبرونهم ثم يخبرون من بعدهم حتى يخبرون اهل السماء الدنيا تسمع فتسمع الجن ذلك ثم تلقيه الى اوليائهم الحديث الشاهد ان في الحديث اه ما يشهد لبعض ما جاء في حديث النواس رضي الله عنه وارضاه وعلى كل حال لعل المؤلف رحمه الله تابع ابن خزيمة في تصحيح هذا الحديث فانه اخرجه في كتاب التوحيد له ولا يذكر في هذا الكتاب الا ما صح عنده. والله اعلم. نعم قال اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت اذا اراد الله ان يوحي بالامر هذا فيه فائدة وهي ان الكلام صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله جل وعلا لانه قال اذا اراد الله حينما يريد الله عز وجل ان يوحي فانه يوحي ويتكلم جل وعلا وليس الامر كما قال اهل البدع ان كلام الله جل وعلا شيء واحد قائم بذات الله يعني من جنس الصفات الذاتية فحياة الله وعلم الله الامر ليس كذلك بل الله جل وعلا يتكلم اذا شاء بما شاء كيف شاء جل ربنا وعزه اعد اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او اخذ السماوات منه نعم رجفة رجفة او قال رعدة شديدة اذا اراد الله عز وجل ان يتكلم بالوحي او اذا اراد الله ان يوحي فان السماوات نصيبها الخوف والفزع من الله السماوات هذه المخلوقات السبع العظيمة التي هي هي التي هي من اعظم المخلوقات تخاف وتفزع من الله جل وعلا حتى انه يصيبها رجفة الرجفة حركة واضطراب بانزعاج والرعدة مثلها لكن اخف منها واذا كانت السماوات تخاف من الله جل وعلا فكيف بنا يا بني ادم وفي هذا فائدة وهي ان الجمادات قد جعل الله عز وجل لها شعورا به تتعبد لله جل وعلا فالجمادات لها حياة تليق بها وتخصها وهذا الذي قلنا انه هو الشعور ولاجل ذلك فهذه السماوات كما في هذا الحديث يصيبها الخوف والفزع والرجفة من الله جل وعلا وقد اخبرنا الله جل وعلا ايضا ان السماوات تسبح لله تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وهذا له ادلة كثيرة جمع ابن كثير رحمه الله طائفة منها وكذلك البغوي في تفسيره فالطعام سبة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته الصحابة. سمعته سماعا حقيقيا كذلك الحجر كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك الجذع حن واستجاب ايضا لتهدئة النبي صلى الله عليه وسلم له جبل احد يحبنا ونحبه واستجاب لامر النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال له اسكن احد في ادلة كثيرة تدل على هذا الاصل. نعم فاذا سمع ذلك اهل السماوات صغيقوا وفروا لله سجدا. هذا الحديث يدل على انه يحصل ان صح للملائكة امراض انهم يصعقون يعني يغشى عليهم وانهم ايضا يسجدون اذا يخافون ويفزعون وايضا يصعقون وايضا يسجدون وهذه صفات لا يمكن ان يتصف بها الرب او الاله. اذا ليست مستحقة للعبادة وهذا الحديث فيه انهم يصعقون ويسجدون. والله تعالى اعلم اي ذلك يكون قبل فان العطف بالواو لا يدل على الترتيب بعض العلماء قال انهم يصعقون ثم ينفقون ثم يسجدون لكن هذا يحتاج الى دليل فالله اعلم كيف يكون الامر؟ نعم فيكون اول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام. جبريل عليه السلام اول من يفيق واول من يرفع رأسه وهو اعظم الملائكة وسيد الملائكة جبريل عليه السلام معنى اسمه عبد الله الله جل وعلا وصفه بصفات عظيمة انه لقول رسول كريم هذا الوحي قوله من جهة الابلاغ لا من جهة انه هو الذي انشأ هذا الكلام بأن هذا الوحي كلام الله تكلم به جل وعلا ابتداء. لكنه قوله ابلاغا انه لقول رسول انه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش ماذا ماكين ثم قال مطاعم سمى امين فهو مطاع وهو ايضا له التقدم على الملائكة وهو امين يبلغ كما امر الله سبحانه وتعالى دون زيادة او نقصان. نعم فيكون اول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما اراد اول من يرفع رأسه جبريل لانه هو الملك الموكل بالوحي قبل بقية الملائكة يفيق جبريل عليه السلام فيكلمه الله جل وعلا من وحيه بما اراد وهذا ايضا يؤيد ما سبقت الاشارة اليه وهو ان كلام الله جل وعلا صفة متعلقة بمشيئته نعم ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير نعم قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل. احسنت لهذا ان جبريل عليه السلام ينزل بعد ان يسمع الوحي من الله جل وعلا وفي هذا ما يشهد لان القرآن سمعه جبريل من الله سبحانه وتعالى مباشرة ثم بلغه الى النبي صلى الله عليه وسلم وليس ان جبريل كما يقول المخالفون لاهل السنة انما تلقى هذا القرآن من اللوح المحفوظ ليس الامر كذلك وانما سمع وحي الله ومنه القرآن من الله جل وعلا مباشرة الشاهد انه ينزل بهذا الوحي فكلما مر على سماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيجيب؟ قال الحق وهو العلي الكبير فكلهم يردد هذه الكلمة. كل الملائكة يرددونها. كلهم يقولون قال الحق وهو العليم وهذا يقولونه في مقام الثناء على ربهم تبارك وتعالى وهذا دليل على عظيم ايمانهم وتعظيمهم للبار سبحانه وتعالى حتى ينزل جبريل عليه السلام بالوحي حيث امره الله فيبلغه من امره الله عز وجل بابلاغه. الشاهد واعود والعود احمد الى حيث بدأنا وهو ان المؤلف رحمه الله اراد ان يثبت من خلال هذا الباب ان الملائكة ليسوا اهلا للعبادة كما ان الاولياء والصالحين والانبياء ليسوا اهلا للعبادة وهذا ما دل عليه الباب الذي قبله واذا كان هؤلاء وهؤلاء ليسوا اهلا للعبادة غيرهم من باب اولى والمستحق للعبادة هو الله عز وجل وحده لا شريك له وهو جل وعلا اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان