بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فبعد ان بين المؤلف رحمه الله طائفة من اعمال المشركين عقب بذكر سبب والاهم بين اسباب الوقوع في هذا الشرك الا وهو الغلو في الصالحين الاحظ ان المؤلف رحمه الله ذكر ها هنا ضمير الفصل هو هو الغلو في الصالحين انه سبب شرك بني ادم وسبب تركهم دينهم الذي هو الدين الحق الذي هو دين التوحيد قال هو الغلو في الصالحين الغلو عامة مذموم وفي الصالحين اشد كراهة الغلو في اللغة تدور مادته على مجاوزة الحد ومنه غلا السعر يعني تجاوز حده والغلو في الاصطلاح الشرعي هو مجاوزة الحد الشرعي يعني مجاوزة ما امر الله عز وجل به وهذا عام يشمل كل القضايا الشرعية سواء تعلقت بالعبادة او تعلقت بالاعتقاد او تعلقت بمعاملة الصالحين فالغلو في العبادة يعني التصلب والتشدد فيها بزيادة على الحد الشرعي او ترك رخصة الله سبحانه وتعالى او الاثقال على النفس في النوافل حتى تمل فان المنبت لا ظهرا ابقى ولا ارضى انقطع والغلو في الاعتقاد يكون بمجاوزة الحد الذي امر الله جل وعلا به فالغلو في اثبات الصفات يؤدي الى الوقوع في التشبيه والغلو في التنزيه يؤدي الى الوقوع في التعطيل والغلو في اثبات القدر يؤدي الى القول بالجبر وهكذا كذلك الغلو في الصالحين الغلو في الصالحين مجاوزة الحد الشرعي في التعامل معهم يؤدي الى الوقوع في معاقب والى الوقوع في اخطاء عظيمة وذلك برفعهم عن الحد الذي امر الله عز وجل وشرع وهو محبته في الله وتقديرهم وتعظيمهم التعظيم اللائق بهم اما الزيادة على ذلك بان يرفعوا الى مقام النبوة فيعتقد عصمتهم او يرفع قدرهم الى درجة الالوهية ايدعون ويعبدون مع الله او ترفع درجتهم اكثر من ذلك فيعتقد فيهم الربوبية وان الخلق والرزق والتدبير يعود اليهم فلا شك ان هذا هو الشر المستطير والاساس العظيم الذي يودي الى عذاب الله عز وجل واليم عقابه نبه المؤلف رحمه الله ها هنا على هذا السبأ على هذا السبب الاكثر شيوعا في ايصاله الى الشرك وهو الغلو في الصالحين وذلك ان الشيطان يزين الشرك الى الناس في قالب محبة الصالحين وتعظيمهم حتى ليتوصل الى الايقاع بهم فيعبدونهم من دون الله سبحانه وتعالى الغالب على المشركين هو هذا انهم غلوا في الصالحين فعبدوهم اما بعبادة قبورهم او بعبادة صورهم وتماثيلهم فالغالب على الشرك انه يكون بالتوجه والعبادة لقبر هو قبر يعبد او صورة وتمثال يعبد هذا هو الغالب على الشرك والسبب الذي ادى الى هذا وذاك انما هو الغلو في الصالحين فمن نصيحة المؤلف لاخوانه المسلمين عقد هذا الباب حتى يحذر المسلم من هذا الطريق الذي يوصل الى الضلال الذي امر الله جل وعلا به ان يسلك الانسان مسلك الوسطية والاعتدال واعطاء كل ذي حق حقه قال جل وعلا فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا الطغيان قريب في المعنى من الغلو يعني مجاوزة الحد ايضا انا لما طغى الماء تجاوز حده فالله جل وعلا امر باستقامة لا طغيان ولا غلو فيها ولذلك تجد الاوامر في الشريعة وتجد النواهي في الشريعة كلها تحذر كلها تحذر من الغلو ومن الطغيان ومن التعمق ومن التشدد وذلك حتى يسلم للمرء دينه وحتى يكون مستقيما على امر الله تبارك وتعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم المسلم مطالب بان يسلك المسلك الوسط بين طرفي الغلو والجفاء. ولا تغلو في شيء من الامر واقتصد. كلا طرفي قصد الامور ذميم و اعظم واهم ما ينبغي ملاحظته في هذا الباب وما اراد المؤلف رحمه الله التنبيه والتذكير به وهو ما يتعلق بالغلو في الصالحين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم هذا امر من الله سبحانه وتعالى ل اهل الكتاب الا يغلو في دينهم ويتضمن هذا ما هي هذه الامة ان تفعل فعل اهل الكتاب فان اليهود غلوا فقالوا عزير ابن الله والنصارى غلوا ايظا فقالوا المسيح ابن الله فكان في هذه الاية تحذير لهذه الامة ان تسلك ما سلكه من قبلها من الامم لا سيما اليهود والنصارى من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم فيرفعوه فوق الدرجة التي وضعه الله سبحانه فيها وهي انه عبد الله ورسوله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى انه قال وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن نود ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح. فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم يعني ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا. وسموها باسمائهم ففعلوا فلم تعبد. حتى اذا هلك اولئك ديال العلم عبدت هذا الاثر ذكره المؤلف رحمه الله معزوا الى الصحيح يعني الى صحيح البخاري وهو اثر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا ويعوق ونسرا وقد اختصر المؤلف رحمه الله اوله فان ابن عباس رضي الله عنهما بين في اوله مآل هذه الاصنام بعد الطوفان وكيف وصلت الى العرب وذلك ان هذه الاصنام كانت في قوم نوح وليس المقصود انها كانت في الزمن الذي كان فيه نوح بل ان نوحا عليه السلام بعث بعد ان عبدت وذلك بعد وفاة هؤلاء المذكورين انما المقصود ان هؤلاء هم قومه الذين يرجع اليهم والمقصود ان هذه الاصنام التي عبدها قوم نوح حملها الطوفان فيما حمل فالقاها على ساحل جدة وسفت عليها الرمال فغطتها جاء اساس الشر لعبادة الاصنام عند العرب وهو عمرو ابن لحي الخزاعي الذي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه رآه يجر قصبه يعني امعاه في جهنم والعياذ بالله وذلك انه اول انه اول من غير دين ابراهيم في العرب كان له رأى من الجن امره ان يذهب الى جدة هذه المدينة المعروفة على ساحل البحر وان يستثير هذه الاصنام لفعل فحمل ما حملها معه حتى اذا جاء موسم الحج امر العرب باخذ هذه الاصنام وعبادتها وكان الرجل ذا مكانة كان مطاعا في العرب فاطاعوه قال ابن عباس رضي الله عنهما صارت الاصنام التي كانت في قوم نوح الى العرب فكانت مود والجمهور قرأوا بفتح الواو وقرأ نافع وابو جعفر بضم الواو اود اما ود فكانت لكلب بدومة الجندل دومة الجندل مدينة على اطراف الشام مما يلي العراق ولعلها هي المدينة التي في شمال المملكة بمنطقة الجوف كانت لكلب قبيلة من قضاعة هم الذين اخذوا هذا الصنم وذهبوا به الى بلادهم وعبدوه هناك اما سواع فذكر انه كان لهذيل وذكر المؤرخون ان محل هذا الصنم كان برهاط منطقة اسمها رهاط قيل انها كانت بينبع وقيل انها كانت بديار هذيل بالقرب من من مكة وهذا اقرب هذا اقرب انها كانت بديار هذيل قرب مكة فعبدوها آآ عبدوا هذا الوثن مع الله سبحانه وتعالى ووافقهم على هذا من والاهم من مضر وغيرهم من القبائل اما يغوث فذكر رضي الله عنه انه كان لمراد ثم لبني الغطيف وبنو الغطيف من مراده لكن يبدو والله اعلم ان هؤلاء آآ ان هذا الصنم كان معبودا عند كل قبيلة مراد ثم اختص به بنو قطيف وهؤلاء كانوا بمنطقة اسمها الجرف او الجوف او الجون باليمن ثلاثة اقوال وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق هذا يغوص واما يعوق فانه كان لهمدان وهمدان ايضا في اليمن ذكر المؤرخون ان هذا الصنم كان بقرية اسمها خيوان وانها كانت على بعد ليلتين من صنعاء للمصعد الى مكة واما نسر فكانت لحمير لال ذي الكلع الو ذي القلاع من حمير وكانت عندهم في ديارهم في اليمن اذا هذه الاصنام ثلاثة منها كانت في اليمن وصنم منها في شمال الجزيرة العربية والاخير كان في الحجاز ثم بين رضي الله عنه ما كان من شأنها وما السبب الذي لاجله عبدت مع الله جل وعلا. اعد قال رحمه الله قال رضي الله عنه هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان كانت لرجال صالحين من قوم نوح قلنا ان نوح عليه السلام ما ادركهم انما بعث عليه الصلاة والسلام بعد ان عبدوا وذلك بعد موتهم بمدة وهؤلاء اناس صالحون ولاجل ذلك ولج الشيطان الى الناس من خلال تعظيمهم العهد كان قريبا وكانت الناس اذ ذاك تعظم الاباء وتعظم الصالحين وصل الى مبتغاه من خلال تزيين تعظيم هؤلاء الصالحين فوق القدر الشرعي كانوا رجالا صالحين بقوم نوح بعضهم قال وهذا مذكور في كتب التاريخ ان هؤلاء كانوا من بني ادم من صلبه وبعضهم قال من بني ابناءه ولكن هذا بعيد والصواب ما قال ابن عباس رضي الله عنهما لا سيما وانه رضي الله عنه قال بين ادم ونوح عشرة قرون كلها على شريعة الحق ما كان الشرك فاشيا الا لما خطط الشيطان هذا التخطيط ووصل الى مبتغاه من خلال عبادة الصالحين الذين كانوا في قوم نوح هذا اول شرك كان على وجه الارض. نعم قال رضي الله عنه فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا. وسموها باسمائهم. طيب لما هلكوا يعني ماتوا اوحى الشيطان الى قومهم ما يلقيه الشيطان في قلب ابن ادم يسمى ايحاء وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم والشيطان كما تعلمون يجري من ابن ادم مجرى الدم اوحى الشيطان اليهم قذف في قلوبهم هذه الخطة التي احكم تخطيطها وهي ان هؤلاء الان قد ماتوا وانتم اصابتكم الحسرة واللوعة لفقدهم ثم انهم كانوا صالحين ستشغلكم الدنيا وتغفلون فلاجل ان تتسلوا برؤيتهم وتتعزوا برؤيتهم ولا تشتاقون اليهم الشوق العظيم يخفف عنكم ما تجدون ان تفعلوا هذا الذي امركم به وامر ثان وهو انكم تنشطون اذا رأيتم هذه الانصاب اه رأيتم هذه الصور والتماثيل التي تجعلونها عليها فان ذلك سيدعوكم الى مزيد من النشاط لانكم ستتذكرونه وتذكرون صلاحهم فتشتهدون في طاعة الله جل وعلا وهكذا زين لهم الشيطان هذا العمل القبيح وهذا يدلك على ان الباطل لا يروج على الناس الا بان يذر عليه شيء من الحق وهذا السبب الذي لاجله يغتر يغتر الجاهلون. والا فالعلماء ينفذون الى الحقائق ويعرفون خبايا الامور. اما الجهال فيغترون بهذا الغطاء. غطاء من الحق. انتم تحبونه ولاجل هذا لابد ان تتذكرونهم كيف تنسونهم؟ وكيف تغفلون عنهم؟ اذا لا بد من ان تفعلوا هذا الشيء وهذا امر لا بأس به اغتر الجهال وفعلوا هذا الفعل اذا حذاري من ان يغتر احد بشبهة حق تروج الباطل بل عليها ان يكون حكيما وان يعلم ان كل باطل وان كل احداث وان كل بدعة لابد ان يكون فيها شوب من حق تؤدي الى ترويجها وتؤدي الى نفاقها لكن هذا لا يجعلها حقا بل لا تزال باطلا وعلى الانسان ان يحذر ثم ان نعلم ان للشيطان خطوات الشيطان ليس له خطوة واحدة. الله جل وعلا يقول ولا تتبعوا ماذا خطوات الشيطان. اذا هو لا يصل الى مبتغاه من خلال خطوة واحدة يأمرك مباشرة بعبادة غير الله كلا بل انه نفذ الى ذلك من خلال خطوات نعم قال رضي الله عنه ففعلوا فلم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت في ابتداء الامر لم تعبد هذه الانصاب التي نصبوها والانصاب هي الحجارة التي تنصب فتتخذ وثنا يعبد والذي وقع من هؤلاء هو عدة امور كما سيأتي ايضا في كلام ابن القيم رحمه الله اولا عكفوا على قبورهم وثانيا نصبوا هذه الحجارة عند قبورهم وكأنه والله اعلم كانت قبورهم ومجالسهم متقاربة الامر الثالث انهم نحتوا هذه الصخور على هيئة صور وتماثيل على هيئاتهم فاجتمع ان كانت هذه آآ انصابا وصورا واوثانا واصناما ايضا لما كان الحال في ارتداء الامر ما حصل شيء زائد على ما كانوا عليه انما كانوا يرون هذه الصور فينشطون في عبادة الله سبحانه وتعالى لكن لما هلك الجيل الاول الذين كانوا يعلمون حقيقة الحال يعلمون السبب الذي لاجله نصبت هذه الانصاب في مجالسهم او عند قبورهم لما هلكوا وجاء جيل جديد جاهل ما يعرف السبب عند ذلك وعبدت وهذا يدلك على ان فقد العلم في الناس وفي الاوطان مصيبة ليس بعدها مصيبة اساس الشر والبلاء ان يقل العلم ويكثر الجهل والعلم لا يقل بل لا يذهب الا بموت العلماء كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا الشاهد ان هؤلاء الجيل الاول لما هلك جاء جيل جديد قال ونسخ العلم وفي بعض روايات البخاري وبعض نسخ البخاري وتنسخ العلم يعني ذهب العلم وهل المقصود العلم بالشرع لا سيما التوحيد بمعنى انهم اصبحوا جهالا بالتوحيد ما عندهم علم بالتوحيد وعلمهم بحقيقة الشرك وبذرائع الشرك او انه تنسخ العلم بسبب نصب هذه الاصنام والانصاب لا مانع من ان يكون حصل الامران نسخ او تنسخ العلم بسبب نصب هذه الانصاب جهلوا السبب فلاجل هذا جاءهم الشيطان بعد ذلك وقال انما نصبت هذه الانصاب لان هؤلاء كانوا معظمين كانوا يعبدونهم ويرزقون بهم ويستنزلون المطر بهم وفي بعض الروايات انهم قالوا ويطلبونهم الشفاعة كانوا يسألونهم الشفاعة يشفعون لهم عند الله. وهذا يذكرنا بما اخذناه سابقا من ان ابتغاء الشفاعة وطلبها من غير الله هو الغالب على شرك المشركين و كما قلت يحتمل ايضا هذا الكلام ان يكون قد نسي العلم بالتوحيد ذهب العلماء وانتشر الجهل وما اصبح هناك من يذكر بالتوحيد وما اصبح هناك من يعلم الناس التوحيد وهكذا يا ايها الكرام الشرك والبدعة انما تنتشر في الناس اذا قل المعلم وقل الموجه وقل من يدعو الى التوحيد ومن يذكر بالسنة اذا ما اصبح هناك تذكير الدروس والكلمات والمحاضرات والكتب اذا كان ناس كان الناس لا يسمعون التذكير بشأن التوحيد ومفردات هذا التوحيد وكذلك ما هو ضده ومفرداته وذرائعه انه حينئذ ينتشر الشر وحينئذ تعود الامور الى حال الفساد بعد ان اصلحها الله جل وعلا ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها الله جل وعلا اذا اصلح الارض بالتوحيد وطاعة الله سبحانه وتعالى فهذه نعمة يجب الحفاظ عليها ويجب ان يداوم على الدعوة والتذكير ونشر العلم لا سيما في قضايا التوحيد هذه البلاد في بعض نواحيها كان الناس على خير عظيم وكانوا على عناية كبيرة بالتوحيد وما كان هناك مظاهر للشرك وهذا ولله الحمد باق الى الان لكن كانت العناية مختلفة كان الناس الجميع صغارا وكبارا ذكورا واناثا طلاب علم وعوام كانوا يحفظون الاصول الثلاثة كل يوم مرتين بعد الفجر وبين المغرب والعشاء لابد مراجعة ومذاكرة باستمرار كل ما انتهوا عادوا اليه الاصول الثلاثة تعلمك التوحيد باستمرار تكون على ذكر بالتوحيد تكون على ذكر بنعمة الله عز وجل بالتوحيد تكون على ذكر بخطورة الشرك وبوسائل الشيطان في ايصاله للناس لكن هذا الامر مع الاسف الشديد ضعف كثيرا للاجيال المتلاحقة بعد ذلك المقصود ان نشر العلم وبث العلم سد مانع بتوفيق الله جل وعلا من الوقوع في ما حرم الله ولا سيما ما يتعلق بالشرك. نعم قال رحمه الله وقال ابن القيم رحمه الله تعالى قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم قال عليهم الامد فعبدوهم اذا اما انهم نصبوا تلك الانصاب على مجالسهم التي كانوا يجلسونها او كان ذلك على قبورهم وربما كان كما قال بعض اهل العلم كان هذا وهذا يعني كان القبر والمجلس متقاربا فلاجل هذا تارة يقال انه نصبت على مجالسهم وتارة يقال انها نصبت عند قبورهم والمقصود واحد فهؤلاء عكفوا على قبورهم ونصبوا الانصاب وايضا نحتوا هذه الحجارة على هيئة صور لهم فعبدت بعد ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وعن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقروني كما افرت النصارى ابن مريم ان ما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجه قال الشيخ رحمه الله اخرجاه مع انه في البخاري فقط ليس في مسلم وفي البخاري واحمد والدارمي وغيرهم وليس في مسلم الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم نبه في هذا الحديث على امر عظيم فقال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله والحديث في غاية الصحة في صحيح البخاري فتأمل يا عبد الله هذا نهي من النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي هو الصادق المصدوق الذي هو الرسول واجب الاتباع هو صلى الله عليه وسلم نهانا عن اطرائه والاطراء هو مجاوزة الحد في المدح يعني كانك تقول هو الغلو في المدح لان الغلو مجاوزة الحد هذا نهي صريح بلفظ فصيح من النبي صلى الله عليه وسلم عن اطرائه عن ان تتجاوز الحد يا عبد الله في مدحه لما لان هذا ذريعة الى وقوع ما يكره الله الا وهو الشرك بالله جل وعلا ولذلك وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم منبه على دقائق في هذا المقام يأتيه من يقول يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القول يقول قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان اخر يقول ما شاء الله وشئت فيقول اجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم من حرصه وشفقته على امته ومن تعظيمه لربه حريصا على ان يبعد هذه الامة عن كل اسباب الوقوع في الشرك ومن ذلك الاثراء له صلى الله عليه وسلم حق النبي صلى الله عليه وسلم ان يعظم التعظيم الشرعي بالقلب واللسان والجوارح اذا اردت ان تعرف ذلك فاعلم ان تعظيمه صلى الله عليه وسلم بالقلب هو ان يعتقد انه رسول الله وان يحب المحبة العظيمة التي لا يفوقه فيها احد الا رب العزة سبحانه وتعالى فاعظم محبوب عند المسلمين هو ربنا جل وعلا. ثم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باللسان الا تذكر هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الا بحفاوة وتقدير شرعي وان تصلي عليه صلى الله عليه وسلم كثيرا فانك اذا عمرت وقتك وعمرك بالاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فزت فوزا عظيما زال همك وغفر ذنبك اما بالجوارح فبالمسارعة الى طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مهما طرق سمعك امر من النبي صلى الله عليه وسلم فقل سمعا وطاعة واذا طرق سمعك نهي من النبي صلى الله عليه وسلم فانتهي مباشرة هكذا كان الصادقون في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم من جاء بعدهم من السلف الصالح. هذا هو التعظيم الشرعي ويا لله العجب من اناس يزعمون انهم يحبون ويعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحادون الله ورسوله يفعلون نقيض ما يأمر الله ورسوله به ويجترحون ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي محبة تلك يا عبد الله يا من يعمد الى الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيفعله لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تطروني وهو يطري النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع مدحه عن القدر الشرعي حتى ربما نسب اليه ما يختص به الله سبحانه وتعالى من الصفات او من الالوهية او من الربوبية واذا نهيته ونبهته يقول انت لا تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انت لا تعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الفريقين احق بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وموالاته اهو الذي اطاع النبي صلى الله عليه وسلم؟ ام الذي عصاه والله لو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ادعوني لدعوناه بل لو قال لنا اسجدوا لي لسجدنا له يقول ابن القيم رحمه الله والله لو يرضى الرسول دعاءنا اياه بادرنا الى الاذعان والله لو يرضى الرسول سجودنا كنا نخر له الى الاذقان لكنه والله لا يرضيه منا غير اخلاص وتحكيم لذا القرآن هذا الذي يرضي نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا الذي امر به. وهذا فرض لمستحيل. ويجوز فرض المستحيل وبناء نتيجة عليه قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين ما كان ولا يكون ان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك انما كان امرا بالتوحيد واخلاص العبادة لله وكان امرا بتحكيم القرآن والسنة لكن هذا الذي يغلو ويحاد الله ورسوله ويعارض الله في اوامره ويعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم في اوامره ماذا يقال في حقه ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان انكر قول يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا ماذا كان صلى الله عليه وسلم قائلا لمن يقول دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم فقط اترك ان تقول النبي ابن الله. لكن بعد ذلك قل ما شئت ولو نسبت اليه الربوبية بل الالوهية لا حرج عليك دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم فان فضل رسول الله فان فضل رسول الله ليس له صلى الله عليه وسلم. قدر فيعرب عنه ناطق بفمي الى ان يقول لو ناسبت قدره اياته عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم. انا لله وانا اليه راجعون والله شيء ما قاله في حق الله جل وعلا وانظر الى سوء الادب مع مقام ربنا سبحانه وتعالى. الله ما اعطاه الايات اللائقة بقدره والا لو كان ذلك كذلك لكان اذا قيل محمد عند ميت لفز حيا لو ناسبت قدره اياته عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم الى ان يقول يا اكرم الخلق ما لي من اذول به سواك عند حلول الحادث العمم طمس على بصيرته اصبح لا يعرف احدا يلوذ به عند حلول الحادث العمم فاين الذي قال امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ما عرفته ثم يقول فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم يعني انه يعلم اللوح المحفوظ بل غلا بعضهم حتى جعل النبي صلى الله عليه وسلم يعلم كل ما يعلمه الله. ذكر شيخ الاسلام في كتابه الاستغاثة عن بعض اهل زمانه انه كان يقرر بل صنف مصنفا في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم كل ما يعلمه الله ويقدر على كل ما يقدر عليه الله. وانه يستغاث به في كل ما يستغاث به لله اهذا استجاب لامر النبي صلى الله عليه وسلم لا تطروني بل والله لم يستجب اولا وثانيا نقض الشهادتين نقض لا اله الا الله حينما عبد النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه جل وعلا وثانيا نقض شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ذلك اولا ابى وعاند واستكبر عن ان يستجيب للنبي صلى الله عليه وسلم وثانيا ان هذه الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بانه رسول الله في حقيقة ما يعتقدون وقعت على معدوم كيف هذا يعني هؤلاء كانوا يعتقدون ان من اسمه محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله لكن من هو هذا الذي يعتقدونه رسول الله؟ هو الذي يعلم الغيب وما في اللوح المحفوظ ويملك الدنيا والاخرة وهو الذي يفرج الهموم وينفس الكروب. وهو الذي في قبره ينقذ الغريق ويطفئ الحريق بل ويغفر الذنوب ويهدي القلوب ويفعل كل ما يفعله الله هذه الشخصية بهذه الصفات هل لها وجود لا وجود لها انما ان كنتم تريدون محمدا ابن عبد الله ابن عبد المطلب الذي هو رسول الله حقا بابي وامي صلى الله عليه وسلم فهذا ليس هو الذي وصفته هذا من هو هو الذي قال لنا بلسانه صلى الله عليه وسلم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله هذا هو رسول الله. ومن اعتقد انه رسول الله اتى بشهادة ان محمدا رسول الله. لهذا وليس لذاك الموهوب الذي خلعوا عليه من الصفات ما اخرج النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون هو الذي اعتقدوه رسولا لله سبحانه وتعالى اذا انظر كيف اخرجهم غلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا المنعطف الخطير وهو انهم نقضوا شهادتهم له بانه رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الغلو في من بعده الامر لم يقف عند حد الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم بل تسلسل عندهم عند كل صالح بل ربما كان للطالح ايضا فاصبحوا يعظمون من يزعمونهم اولياء ومن يزعمونهم صالحين وان كانوا في الحقيقة خلاف ذلك قرأت في كتاب البداية والنهاية ابن كثير في ترجمة احد معظمين احد المعظمين عند هؤلاء والذي كان يعتقد وحدة الوجود يعني انه هو والله جل وعلا شيء واحد. بل هذا الكون كله هو الله ذكر ان ان بعض تلاميذه كان يحتفظ بشيء من بوله وعذرته يتبركوا بها تبرك بالبول ولعله يتبخر للعذرة ارأيت غلوا كهذا الغلو؟ وهذا امر اه واقعي يا اخواني ولا نتكلم عن شيء خيالي بل والله واقع والمدون في كتبهم والمطالع لاحوالهم يجد هذا واضعافه واضعافه. كم تجد في كتب هؤلاء من يقول من حج قبر فلان مراعيا حقه عارفا قدره كان له كأنما حج بيت الله مئة مرة اذا حججت الى هذا القبر ولذلك تجد حرصهم على شد الرحال الى قبور اوليائهم ثم حدث ولا حرج عما يحصل من منكرات عظيمة تنقض الشهادة لله عز وجل بانه الاله الحق. بل بانه الرب الحق سبحانه وتعالى. فالمشتكى الى الله اساس الشر والبلاء ها هنا هو الغلو هو مجاوزة الحد الشرعي والمسلم واجب عليه ان يتقي الله جل وعلا فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تغضب. نعم احسن الله اليكم بياض؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بيض المؤلف رحمه الله لمخرج هذا الحديث والحديث عند النسائي وابن ماجه وغيرهما باسناد صحيح. نعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو هذا نهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو قال اياكم والغلو يعني احذروا الغلو فان الغلو امر محرم ومنكر يجب ان يجتنبه المسلم ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم السبب الذي جعله يحذرنا هذا التحذير المؤكد انه كان السبب في هلاك من قبلنا والعجيب ان اناسا يقرأون مثل هذا الكلام بل ويتلون كتاب الله وينظرون فيما كان من حال قوم نوح وغيرهم ويقرأون في التفسير ومع ذلك يصرون على ما هم عليه فانا لله وانا اليه راجعون. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون. ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذا الكلام ثلاث مرات حتى يرسخ المعنى بنفوس المؤمنين هلك المتنطعون المتنطعون يعني المتعمقون يعني الذين يبالغون في الامور فيكون في المعنى قريبا من الغلو وذكر بعضهم ان التنطع هو التقعر في الكلام والاتيان بوحشي الكلام او بالتفاخر في الاعراب عند العوام والجهال. ولا مانع ان يكون المعنى شاملا لهذا ولهذا هلك المتنطعون يعني اهل الغلو والمبالغة وكذلك الذين يتشدقون ويتقعرون في كلامهم وهل هذا من النبي صلى الله عليه وسلم دعاء او اخبار اذا قلنا انه دعاء فواضح. واذا قلنا انه اخبار فانه اخبار يتضمن الدعاء. اول شيء تقل هو دعاء في صيغة الاخبار ولعل من اولى من يدخل في هذا الحديث اهل البدع الذين يتكلفون ما لم يؤمروا بالبحث فيه الذين يتعمقون في اشياء ما كلفوا بالخوض فيها اهل الكلام الذين يخوضون ويتعمقون بمباحث الصفات او في مباحث القدر او في غيرها حتى خرجوا الى مخالفة سنن السلف الصالح ولا شك ان ان هذا كله مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان