بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله رب العالمين نعوذ بالله من واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ثم بدأ قضى الغروب له بالصالحين على اخيه المسلم من اخطر سور الغروب تأثيرا على الاتفاق في قبور الصالحين فاخذ الياسمين التقدير والتقدير. هذا الباب ما الذي بعده؟ والذي بعده ايضا فيه وهذا منه نصيحة اخوانا المسلمين رحمة الله عليه خير الجزاء التموين لمن عبد الله عند قبر رجل مسلم. عند فيمن عبد الله عند القبر برجل فكيف اذا ابدا هذا مهم يدلنا على فائدتين الاولى نزول ستة ذرائع الى الشرك بالله جل وعلا وذلك اما التحرير والتشديد بل النعمة فثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن عبد الله عند القبر وذلك بانه والفائدة الثانية التحذير من الشرك من باب اولى وذلكم انه اذا كان قد ثبت هذا التغليط في حق من عبد الله عند قبر فكيف اذا توجه بالعبادة لصاحب القبر لا شك ان هذا اشد واغلق صورة المسألة ان يتعبد انسان لله عند قبر رجل صالح باي نوع من انواع التعبد وذلك رجاء حصول البركة له او لاعتقاد افضلية هذا المكان وانه افضل واكثر اجرا من غيره هذا هو محل البحث في هذا الباب ان يقصد الانسان الى ان يعبد الله عند قبر وهذا قد جاء فيه الوعيد من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الاخوة جاء بدين الحنفي بدين الحنيفية فقد قطع صلى الله عليه وسلم كل ذرائع الشرك وكل وسائله القولية والعملية والناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يدرك هذا بادنى تأمل فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن امور دقيقة لانها ربما تؤدي الى حصول اه الشرك بالله سبحانه وتعالى شريعة النبي صلى الله عليه وسلم اسهل الشرائع وايسرها في المعاملات لكنها اشد الشرائع في جانب حماية جناب التوحيد وهذا ظاهر لمن تأمل الكتاب والسنة وقد اورد المؤلف رحمه الله في هذا الباب اربعة احاديث كلها تدور على النهي عن اتخاذ القبور مساجد وعن البناء على القبور وهذان الامران قد تكاثرت وتواترت بهما الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر الاول النهي عن البناء على القبور وهذا يشمل صورتين الاولى ان يبنى على القبر مسجد يؤسس مسجد فوق القبر فيكون القبر في داخله في وسطه او في طرفه والصورة الثانية ان يبنى على القبر قبة او نحوها وان لم تجعل مسجدا هذا كله مما نهت عنه الشريعة بل نهت عما هو اقل من ذلك وهو ان يرفع القبر مجرد ارتفاع زائدا عن المعتاد قال علي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته اما الشطر الثاني من النهي المتعلق بالقبور فهو النهي عن اتخاذ القبور مساجد وهذا اكثر ورودا وتصريحا في الاحاديث واتخاذ القبور مساجد هذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم له صور اولا ان يصلى على القبر بمعنى ان يقوم الانسان عند قبر فيصلي عليه ويسجد عليه هذا اتخذه مسجدا سجد عليه فكان مسجدا موضع سجوده ولا شك ان هذا اشد واخطر الصور والغالب بل لا يكاد يتصور ان يفعل هذا احد الا وهو يعبد صاحب هذا القبر لا انه يعبد الله عند القبر لكن نذكر هذه السورة من باب البيان وحصر القسمة السورة الثانية ان يصلي الى القبر الصورة الاولى على القبر. الثانية الى القبر بمعنى ان يجعل القبر في قبلته ان يصلي اليه وهذا ايضا داخل في معنى اتخاذ القبور مساجد الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي فهمه السلف الصالح ففي المصنف باسناد صحيح عن عمرو بن دينار التابعي الجليل رحمه الله انه سئل عن الصلاة عند القبور فقال رحمه الله بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لعن من اتخذ المساجد انه لعن من اتخذ القبور مساجد فدل هذا على ان هذا مفهوم او هذا من مفهوم اتخاذ القبور مساجد عند السلف وعلق البخاري رحمه الله في صحيحه ووصل ذلك ابن ابي شيبة وعبد الرزاق باسناد صحيح ان عمر رضي الله عنه رأى انسا رضي الله عنه يصلي الى قبر كان انس رضي الله عنه غافلا لا يدري انه قبر فصاح به وناداه وهو يصلي القبر القبر حتى ان انس رضي الله عنه ظنه يريد القمر يقول فرفعت بصري الى السماء اظن انه يقول القمر فقال انما اقول القبر لا تصلي اليه. لا تصلي اليه فكان بعد ذلك رضي الله عنه اذا كان مع بعض اصحابه يأخذ بايديهم فيتنحى عن القبور ثم يصلي اذا الصلاة الى القبور امر منهي عنه وثبت هذا صريحا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها اذا هذه صورة ثانية الصورة الثالثة ان يصلى عند القبر بمعنى ان يصلى في المقابر في افنائها في داخل اه سورها وفي محيطها فان هذا ايضا داخل في مفهوم النهي عن اتخاذ القبور مساجد والصلاة يا ايها الاخوة في المقابر اي صلاة كانت ذات ركوع وسجود باستثناء صلاة الجنائز فانها في المقابر جائزة انما نتحدث عن الصلاة المعهودة التي هي ذات ركوع وسجود هذه لا تجوز في المقابر بالاجماع نقل الاجماع على هذا ابن حزم وشيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهما من اهل العلم و يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لما خرجه الخمسة الا النسائي باسناد جيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل الارض مسجد الا المقبرة والحمام وتنبه يا رعاك الله الى ان ضابط المقبرة هو المكان المحاط الذي يوجد فيه قبر فاكثر متى ما وجد قبر واحد في هذا المكان كان مقبرة وهذا هو الصحيح اما قول من قال انه لا يكون مقبرة الا بوجود ثلاثة قبور فاكثر هذا قول لا دليل عليه ثم ان العلة المحظورة المخوفة في القبور الثلاثة موجودة في القبر الواحد بدل هذا على ان المكان اذا كان فيه قبر كان مقبرة وكانت الصلاة فيه منهيا عنها من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذه ثلاث سور لن يعيدها على القبر والى القبر وعند القبر احسنت الصورة الرابعة هي ان يبنى مسجد على قبر وهذا المثال او هذه الصورة مشتركة بين اتخاذ القبور مساجد وبين البناء على القبور بمعنى ان يموت ميت فيدفن في محل ثم يبنى مسجد فوق هذا القبر يؤسس مسجد لاجل القبر والغالب على اهلي هذا الفعل انهم يفعلون ذلك رجاء بركة القبر وحتى تفيض الفيوضات من هذا القبر على المصلين فهذا ايضا يصدق عليه انه اتخاذ للقبور مساجد من فعل هذا اتخذ القبر مسجدا فدخل في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وستمر بنا الاحاديث في هذا الباب ان شاء الله السورة الخامسة ان ان يموت ميت فيدفن في المسجد لاحظ ان هذه الصورة عكس السورة السابقة الصورة السابقة هي ان القبر متقدم ثم بني المسجد عليه اما في هذه الصورة فالمتقدم المسجد. وادخل القبر او ادخل الميت فدفن بداخل القبر فهذا ايضا من اتخاذ القبور مساجد والقاعدة الشرعية يا ايها الاخوة ان انهما اثنان لا يجتمعان مسجد وقبر هذه قاعدة مطردة في الشريعة اثنان لا يجتمعان مسجد وقبر ومتى ما وجد احدهما فالسابق هو الذي له الحكم بمعنى لو كان الذي تقدم زمنا هو القبر فالواجب ازالة المسجد وابقاء القبر في محله لان الحكم للاسبق ولو كان الذي تقدم هو المسجد لكان يجب نبش القبر واخراجه من المسجد لان الحكم للاسبق اذا هذه صور خمس لمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الا فلا تتخذوا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وما جرى يجرى هذا الحديث يمر بنا ان شاء الله طائفة منها وهذه خلاصة اقوال المحققين من اهل العلم في هذا المقر اشير ها هنا الى بعض ما قيل و بعض ما شغل به على هذا الحكم الذي بينه علماء اهل السنة والتوحيد قالوا اولا ان النهي عن الصلاة في المقابر واليها انما هو خشية ملابسة النجاسة فاذا امن وضمن عدم ملابسة النجاسة فلا حرج ان يصلي الانسان حينئذ للمقبرة او الى القبور قالوا العلة هي ماذا عدم ملابسة النجاسة وجاوبوا عن هذا ان هذه العلة غير صحيحة بل العلة خوف ملابسة النجاسة المعنوية لا الحسية نجاسة الشرك بالله سبحانه وتعالى وليس المقصود ان ها هنا نجاسة ينبغي على الانسان ان يتوقاها بالتالي فاذا جزم انه بعيد عن النجاسة انه لا حرج لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما ليس الامر كذلك قالوا ان هذا الميت يخرج منه صديد وهذا الصديد نجس وبالتالي فانه قد يلامس الانسان شيئا منه اذا سجد او ربما لامس ثيابه لاجل هذا نهت الشريعة عن الصلاة في المقابر والامر ليس كذلك اولا لا دليل على ان هذا الصديد نجس وثانيا هل ما يخرج من الميت هو شبيه بالفوار الذي يصعد الى فوق او ينزل الى تحت ينزل الى تحت اذا اذا كان هناك نجاسة فانها تكون ماذا في الاسفل لا في الاعلى. والانسان انما يلامس ويلابس ماذا التراب الاعلى قالوا لعل هذه المقابر تنبش بالتالي تخرج الاتربة التي في الداخل فيقال هذه صورة نادرة وحمل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم على الصور النادرة امر لا ينبغي كما هو مقرر في اصول الفقه وثانيا هذا النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن اتخاذ قبور الانبياء مساجد ويلعن اهل الكتاب لفعلهم هذا وقبور الانبياء بالاجماع لا تنبش فلم توجد هذه العلم بالتالي زال ما ذكروا انما العلة سد الذريئة الى ملابسة وملامسة النجاسة المعنوية الا وهي نجاسة الشرك اما بالنسبة لبناء المساجد على القبور او الدفن في المساجد وهذا من مفهوم اتخاذ القبور مساجد فان بعض الناس قد يلبس ببعض الشبه ولابد لطالب العلم ولابد للموحد ان يعرف هذه الشبه وكيف الجواب عليها حتى لا يلتبس عليه الامر لبس بعضهم بعدة امور لكني اذكر اهم ذلك وهو شبهتان الاولى شبهة ادعوها بشأن عائشة رضي الله عنها حيث قالوا انها كانت تصلي في بيتها وفيه ثلاثة قبور وبالتالي كانت الصلاة في المكان الذي فيه قبور جائزة ولا حرج فيها وجوابه عن هذا الذي قالوا انه غير صحيح بل هو نوع من التلبيس فلا ليس بصحيح ما ذكروا من ان عائشة رضي الله عنها كانت تخالط القبور بمعنى تصحو وتنام وتأكل وتشرب وتجلس بين القبور هذا ما لا يتصوره عاقل بل ولا يفعله عاقل ان انسانا يعيش ماذا بوسط القبور انما الامر هو ان القبور الثلاثة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأي ابي بكر وعمر كانت هذه القبور منفصلة عن المكان الذي كانت فيه عائشة رضي الله عنها ولذلك لما دخل القاسم ابن محمد ابن اخت عائشة رضي الله عنها عليها سألها ان تريه قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكشفت الستر فأرته اياه فدل هذا على ان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه انما كان كانت في مكان معزول عن المسجد. مكان معزول عن حجرة عائشة او محل عائشة الذي تجلس فيه رضي الله عنها والدليل ظاهر في انها كشفت الستر فرأى القبر والقاسم رضي الله عنه ورحمه بالتأكيد كان يصل رحمه ويزور عمته مرات ومرات ومع ذلك ما رأى القبر حتى طلب في هذه المرة ان يشاهد القبر دل هذا على انه مكان معزول ليس هو المكان الذي كانت فيه عائشة رضي الله عنها ولذلك كانت رضي الله عنها قبل دفن عمر اذا ارادت حاجة من المكان الذي فيه القبور دخلت و هي غير محجبة لانها في بيتها فلما دفن عمر رضي الله عنه ما كانت تدخل هذا المكان الا وقد جمعت عليها ثيابها وهذا من حيائها وادبها وحشمتها رضي الله عنها وها هنا فائدة بي فعل القاسم ابن محمد رحمه الله تدلك على ان السلف رحمهم الله ما كانوا يأتون الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعون ويصلون ويذكرون الله اذ لو كان ذلك كذلك لكان القاسم قد رأى القبر وما احتاج الى الى ان يطلب مشاهدة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما كان من شأنهم وما كان من سبيلهم انهم كانوا يتوجهون الى القبر ويعكفون عنده كما يفعل عباد القبور ويؤكد ما سبق ما ثبت بالاسناد الصحيح بطبقات ابن سعد عن الامامة عن الامام ما لك بن انس رحمه الله الذي هو عالم هذه المدينة انه قال قسمت هجرة عائشة رضي الله عنها باثنين فقسم كان فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وقسم كانت فيه عائشة رضي الله عنها وبينهما جدار وضع جدار بين المكان الذي كانت فيه عائشة رضي الله عنها والقبور وبالتالي فهو مكان ماذا معزول لا يمكن ان يقال انه المكان الذي كانت تعيش فيه عائشة رضي الله عنها هذه شبهة اولى واتضح لك بطلانها الشبهة الثانية التي زعموها هي تلبيسهم بسورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد قالوا كيف تمنعون من ان تكون القبور في المساجد وهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده والصلاة فيه جائزة بالاجماع وبالتالي فيجوز ان نقيس على هذه الصورة غيرها فيجوز ان نبني القبور على المساجد او ان ندفن الاموات في المساجد والجواب عن هذا ان يقال ان هذا القائل اما انه جاهل لم يفهم ما حصل ولا وجه ما حصل او انه ملبس اريد ان يلبس الحق بالباطل بيان ذلك يكونوا بذكر مقدمة ممهدة لمعرفة ما الذي حصل وكيف اصبح الوضع كما نراه اليوم النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اختلف الصحابة في محل دفنه اتفقوا بعد مداولة ووجهات النظر على ان يدفن في المكان الذي توفي فيه فرفع الفراش وحفر في المكان الذي قبض صلى الله عليه وسلم فيه ودفن سمه وكان ذلك منهم لامرين الاول ما حدثهم به ابو بكر رضي الله عنه كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها عند الترمذي واحمد باسانيد يشد بعضها بعضا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه ما من نبي يقبض الا دفن حيث قبض تستجاب لامر النبي صلى الله عليه وسلم ودفنوه في هذا المحل الامر الساني انهم خشوا رضي الله عنه اذا دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع يعني في العراء ان يكون في هذا شبهة فيتخذ الجهال قبره مسجدا كما سيأتي معنا ان شاء الله في حديث عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره غير انه خشي او خشي ان يتخذ مسجدا اذا لهاتين العلتين دفن صلى الله عليه وسلم حيث مات والنبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة استمر الامر على هذا بعهد ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية حتى جاء بعد ذلك عهد الوليد بن عبدي الملك لاحظ انه قد حصلت توسعتان توسعة في عهد عمر وتوسعة في عهد عثمان وما حصل اي تغيير على هذا الواقع لم يحصل اي اه لمس بحجرة عائشة او حتى حجرة غيرها من امهات المؤمنين وكانت حجرات امهات المؤمنين محيطة بالمسجد الا من الجهة الغربية. يعني هذه الجهة ما كان فيها والا الباقي الجهة الجنوبية والجهة الشمالية والجهة الشرقية كان فيها حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كان ما فيها من فيها من امهات المؤمنين حتى جاء الوليد بن عبدالملك فبنى جامعة دمشق ثم بدا له ان يوسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فامر عامله على المدينة وهو عمر ابن عبد العزيز رحمه الله ان يوسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم على ان يتضمن ذلك هدم حجر امهات المؤمنين حصل كما تحدثنا كتب التاريخ حصل ما حصل من اخذ ورد ومداولات في هذا الشأن اذ كانت رغبة فقهاء التابعين من اهل المدينة ان تبقى حجر امهات المؤمنين على ما هي عليه لكن ابى الوليد ذلك حتى انه لما هدمت تلك الحجر باستثناء حجرة عائشة رضي الله عنها فلها شأن خاص لما هدمت تلك الحجر ما رؤيا يوم كان الناس فيه يبكون مثل ذلك اليوم المقصود ان هذا الامر نفذ هدمت الحجر المحيطة بالمسجد ووسع المسجد من جميع الجهات لكنهم لم يخرجوا الى الجهة الشرقية حيث انتهى ما يتعلق بتوسعة المسجد من الجهة الشرقية الى حد حجرة عائشة رضي الله عنها وما الذي حصل في حجرة عائشة رضي الله عنها حصل الاتي هدم عمر رضي الله عنه ورحمه حجرة عائشة وبناها بناء محكما اقوى من الاول ثم انه من معه من اهل المدينة وعلمائها بنوا جدارا مخمسا بعد حجرة عائشة رضي الله عنها وكان هذا يعني ابتداؤه التوسعة سنة احدى وتسعين على الصحيح وانتهى البناء سنة ثلاث وتسعين يعني استمر البناء ثلاث سنوات بنوا هذه الحجرة ثم بنوا عليها جدارا مخمسا في هذه الجهة الشمالية كان الضلعان على شكل مثلث فهو جدار خماسي الضلع المخمس هكذا الضلع المثلث في الجهة الشمالية وارادوا بذلك امرين اولا الا تجعل صورة الحجرة كصورة الكعبة وثانيا حتى لا تكون صورة المصلي في الخلف صورة المصلي الى القبر الذي هو في داخل الحجرة وبالتالي جعل الامر على هذه الصورة واستمر الوضع على هذا الحال حتى جاء عهد الظاهر بيبرس سنة ستمائة وثمانية وستين وضع جدار خشبي يسمى الدرابزين. هذه كلمة فارسية ثم لما احترق المسجد بعد ذلك وضع الجدار المشجر الحديدي في عهد باي احد حكام المماليك سنة ثمانمائة وستة وثمانين وهذا الجدار الحديدي لعله هو الموجود الذي يبدو والله اعلم انه ما حصل تغيير لهذا الحديد الى هذا الوقت. هذا هو الحديد الذي تراه باللون الاخضر. اذا هذا الحديد احاط بحجرة عائشة رضي الله عنها وما خلفها ايضا فما خلف الحجرة بعض حجرة فاطمة رضي الله عنها كل ذلك ادير عليه هذا الحديد المشاجر الذي تراه اليوم. اذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم احيط بجدران ثلاثة جداري حجرة عائشة وجدار اه عمر المخمس والذي يمكن ان تراه يمكن ان ترى طرفا منه من زاوية من هذا الجدار المخمس اذا كنت في الجهة الشرقية ثم بعد ذلك هذا الجدار الحديدي و حصل ما اخبر به ابن القيم رحمه الله ودعا بالا يجعل القبر الذي قد ضمه وثنا من الاوثان فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران. هذه هي الجدران الثلاثة اذا بناء على كل ما سبق اعود الى الشبهة السابقة فاقول ان قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مسجده قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مسجده انما هو في بيت عائشة رضي الله عنها وبيت عائشة رضي الله عنها محل مستقل عن المسجد ليس جزءا من المسجد بيان ذلك ان الذي حصل هو ان المسجد التصق بي البيت اصبح اكثر اتصالا به ولم يكن كذلك فيما مضى يعني اصبح البيت ملتصقا بالمسجد بمعنى ان المسجد يحيط به من الجهات الثلاث. باستثناء الجهة الشرقية فنهاية المسجد تنتهي عند حجرة عائشة رضي الله عنها من تلك الجهة وبالتالي فلا يكون قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد. وبالتالي فانه تزول هذه الشبهة قد يقول قائل ولكننا نرى بقعة في الجهة الشرقية من القبر هناك مسافة بحدود ثلاثة واربعة امتار وهذا يدل على ان القبر في مسجد الجواب عن هذا ان تعلم انه لم يكن لهذه البقعة وجود مدة ثنتي عشرة او اثنى مدة اثني عشر قرنا ما كان لهذا المكان وجود. بمعنى كان المسجد ينتهي الى حد جدار الحجرة الغربي ولم يكن في الجهة الشرقية شيء. حتى كانت التوسعة العثمانية التي كانت سنة الف ومئتين وسبعة وسبعين. يعني هذا المكان عمره تقريبا مئة وستين سنة فقط واما ما قبل ذلك فانه لم يكن لهذه البقعة وجود انما كان في الجهة الشرقية كان هناك جدار حجرة عائشة ثم خلفه مباشرة حجرة اه خلفه مباشرة جدار المسجد ولم يكن هناك اي بقعة يمكن ان يتعبد فيها لله سبحانه وتعالى ثم نقول وجد هذا المكان ومع ذلك هذه الصورة لم تختل لا يزال قبر النبي صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة وحجرة عائشة مكان مستقل عن المسجد ووجه ذلك ان الامر قد يشتبه على الناظر نقي حقيقة الحال مختلفة فالمسجد توسع حتى احاط بالقبر من جميع الجهات. لا اقل ولا اكثر وهذا لا يخرج البيت عن ان يكون بيتا. وان وعن ان القبر لا يزال في البيت لا في المسجد اسهل لك تصور الامر. ارأيت لو ان لان لانسان ارضا وبجواره ارض لشخص يعني زيد عنده ارض وعمرو له ارض بجواره ثمان عمرا اشترى الاراضي المحيطة بارض زيد فهل نقول ان ارض زيد اصبحت جزءا من ارض عمرو او نقول انها محاطة بها فقط كذلك الامر في قبر النبي صلى الله عليه وسلم. توسع المسجد فاحاط بالقبر حجرة عائشة رضي الله عنها من جميع الجهات وهذا لا يخرج القبر عن ان يكون في بيت عائشة رضي الله عنها قد يقول قائل وهل نقول بالتالي انه يجوز اذا دفن انسان في حجرة ثم توسع المسجد ان يكون آآ يتكرر هذه الصورة نقول لا نوافق على هذا. لم لانه لا يجوز ان يدفن احد في مكان مبني اصلا الواجب ان يدفن الانسان في ماذا في المقابر كما هي السنة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم ومن بعد ومن بعده من اصحابه فالامة مجمعة على ذلك. بالتالي هذه الصورة لا يمكن تصورها. اما النبي صلى الله عليه وسلم فله شأن خاص وهو ان الانبياء يدفنون حيث يموتون. وحيث دفن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان جاز دفن غيره معه تبعا ولذلك دفن ابو بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك المكان اذا ليس لقول هؤلاء وجه من الصحة البتة اضف الى هذا امرا اخر وهو وهذا وجه مهم انتبه له كل مسجد فيه قبر لا يخلو من احد امرين اما ان يكون المسجد بني من اجل القبر او يكون القبر ادخل من اجل المسجد اعيد اي مسجد فيه قبر على وجه الارض لا يخلو من احد امرين اما ان يكون المسجد بني لاجل القبر او ان يكون القبر ادخل من اجلي المسجد لابد من وجود احد هذين الوصفين المؤثرين في الحكم اما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن شيء من ذلك فيه قط لا المسجد بني من اجل القبر. ولا القبر ادخل من اجل المسجد. اذا اصبح حكم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم حكما خاصة لا يقارن بغيره اضف الى هذا وجها اخر وهو ان الاجماع قد انعقد على صحة الصلاة في المسجد النبوي والاجماع حجة مستقلة. فيستثنى من عموم النهي ويبقى ما عداه على الاصل وهو النهي واضح لا سيما وان قبر النبي صلى الله عليه وسلم توقيفي والمس التوقيفي قبر النبي صلى الله عليه وسلم ماذا توقيفه لا يمكن العبث فيه بالاجماع والمسجد توقيفي لا يمكن تغيير محله بالاجماع واما بقية المساجد فان الامر فيها ليس كذلك اضف الى هذا وجها اخر وهو ان دخول القبر في هذه الصورة التي تشتبه على بعض الناس كان تبعا لا قصدا اولا ادخلت الحجرة لا القبر فدخل القبر تبعا لماذا للحجرة وليس هو المقصود المقصود ماذا ادخال الحجرة. ثانيا الحجرة دخلت تبعا لبقية حجر امهات المؤمنين ولم تكن هي المقصودة بالذات انما كانت كبقية الحجر التي كانت بجوارها فدخل تبعا لذلك و الامر الثالث ان دخول هذه الحجر اصلا ما كان لاجل ارادة القبر قط انما كان لاجل ارادة توسعة المسجد وهذا بخلاف حال المساجد التي فيها قبور فان اصحابها ما فعلوا ذلك الا لاجل ماذا الا لاجل القبر اما ادخالا له في المسجد او بناء للمسجد عليه اضف الى هذا وجها اخر وهو انك اذا تأملته وجدت ان الذين حصل منهم هذا الفعل وكان هذا في عهد التابعين ولم يكن في المدينة اذ ذاك احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قط ما كان في المدينة احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه وعرفوا سنته. هذا اولا وثانيا كان هؤلاء السلف رحمهم الله يتوقون اشد التوقي ان يوسعوا المسجد من الجهة الشرقية. لما كل ذلك او كل ذلك خشية ان يصبح المسجد في ماذا؟ ان يصبح القبر في ماذا في المسجد ولذلك لماذا حصلت التوسعة اصلا اليس لاجل التخفيف على المسلمين طيب ما الذي يمنعه من ان يتوسعوا شرقا ما كان هناك شيء كان بعد القبر يعني بعد المسجد من تلك الجهة كان مكان يسمى البلاط كانوا يصلون فيه الجنائز كان يمكن ان يضموه الى المسجد فيستفيدوا من مسافة ويوسعوا على المسلمين. لكنه في جميع هذه العصور ما فعلوا ذلك المسلمون كانوا يتوقون التوسعة ماذا شرقا كل ذلك لم لاجل انهم لا يريدون ان يكون قبر النبي صلى الله عليه وسلم داخله المسجد اضف الى هذا وجها اخر وهو هؤلاء يستدلون بفعل حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثمانين عاما فاين فعله هو صلى الله عليه وسلم الم تمت خديجة وابنه ابراهيم وعمه حمزة واصحابه واحبابه رضي الله عنهم اجمعين اين دفنه صلى الله عليه وسلم للاموات في المساجد او بناء المساجد على القبور في المدينة او في مكة او في غيره لم ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ يا لله العجب يدعون الاستدلال بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ويحتجون بفعل حصل متى بعد ثمانين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. اضف الى هذا اين فعل الصحابة واين فعل السلف الصالح هل ثبت عن صحابي قط انه قاس غير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عليه. فدفن قبرا في مسجد او بنى مسجدا على قبر اين فعلوا هذا اين التابعون؟ لماذا لما كانوا يأتون الى هذا المسجد ويزورونه ينقلون هذه الصورة في اماكنهم ولم يثبت قط في عهد القرون الثلاثة المفضلة ان قبرا ادخل في مسجد او ان مسجدا بني على قبر هذا عمر ابن عبد العزيز رحمه الله بعد ان انتهت التوسعة عزل عن امارة المدينة وعاد الى الشام وهو النبيل ذو الجاه والمال لماذا ما نقل هذه الصورة فذهب متى نفذها اين في الشعب ما فعل هذا رحمه الله رضي الله عنه فدل ذلك على ان الذي حصل في هذا المسجد شيء لا يقاس عليه وهذا مما قدره الله سبحانه وتعالى وشاءه ولعل في ذلك او بالتأكيد ان في ذلك حكمة بالغة لله سبحانه وتعالى و تتمة مسائل وادلة هذا الباب نمر عليها غدا ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان