بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانساه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد. باب من جاء من التغليط في من عبد الله عند قبره رجل صالح فكيف اذا عبده في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة رضي الله عنها ذكرت ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور فقال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجد وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله هؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا بدأ المؤلف رحمه الله هذا الباب بما ثبت في الصحيحين قوله في الصحيح يعني في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها وها هنا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لعله من حكمة الله ان الذي يروي هذا الحديث وامثاله عائشة رضي الله عنها التي هي صاحبة الحجرة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن فيها فهي من افقه الناس في هذا الباب رضي الله عنها وارضاها حدثت عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة وهي ام المؤمنين عنده بنت اه ابن بنت ابي امية المخزومي حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريظ في مراس في فراش المرض وكانت تسليه بي مثل هذا الحديث وجاء في الصحيحين عن عائشة ان ام سلمة وام حبيبة كلاهما كانا كانتا تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث اذا عائشة رضي الله عنها تارة اسندت الحديث الى ام سلمة وتارة اسندت الحديث الى ام سلمة وام حبيبة ذكرتا او ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة اذ انها ممن هاجر الى الحبشة وهذه الكنيسة جاء في الصحيحين ان اسمها ماريا لتخفيف الياء على اسم جارية رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكنيسة رأت الصحابيتان الجليلة الجليلان الجليلتان ام سلمة وام حبيبة فذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيها من الصور وفي بعض الروايات الصحيحين ذكرتا من حسنها يعني كانت الكنيسة ذات بناء حسن وما فيها ايظا من الصور ها هنا اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان اولئك اذا كان الحديث موجها الى ام سلمة فيكون الحديث هكذا اولئك اما اذا كان الحديث عاما اولئك اولئك كان اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله هذا الحديث فيه فائدة وهي ان كل مكان يصلى فيه ويسجد فيه فانه يسمى مسجدا فهو من التسمية اللغوية لا من التسمية الاصطلاحية وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى تلك الكنائس التي يصلي فيها هؤلاء مسجدا في هذا الحديث باعتبار ان المسجد هو ما يسجد فيه وما يصلى فيه وهذا ينطبق على الكنيسة وعلى غيرها مما يصلى فيه الشاهد من الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف هؤلاء بانهم شرار الخلق عند الله ولم يعلل بهذا التعليل لكونهم عبدوا غير الله انما فقط لكونهم بنوا على قبور الانبياء والصالحين المساجد وصوروا كذلك تلك الصور فاذا كانوا بهذين الفعلين شرار الخلق عند الله فكيف اذا توجهوا لهؤلاء المقبورين بالعبادة لا شك ان الامر في شأنهم اشد واشد ثم نقل رحمه الله كلمة حسنة عن ابن القيم رحمه الله ذكرها في اغاثة اللهفان ان هؤلاء جمعوا بين فتنة القبور وفتنة التماثيل وجل شرك العالم جل الشرك الذي يكون في هذه الارض راجع الى هذين الامرين الشرك اما بقبر يعبد او بتمثال يعبد اول شرك وقع في الارض وما تسلسل بعده والى هذا اليوم كله راجع الى هاتين الفتنتين اما فتنة القبور واما فتنة الصور والتماثيل الصور سواء كانت مجسمة او غير مجسمة فتنة عظيمة وذريعة ووسيلة الى وقوع الشرك بالله سبحانه وتعالى ولاجل هذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التصوير وبين ان اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وما ذلك الا لان هذا التصوير وسيلة وذريعة الى وقوع الشرك كما حصل قديما وكما يحصل حديثا الشاهد ان هذا الحديث به دلالة على ما بوب عليه المؤلف رحمه الله وهو ما كان منه صلى الله عليه وسلم من التغليط على من عبد الله عند قبر رجل صالح فما بالك يا عبد الله اذا عبد هذا الرجل الصالح من اعظم المنكرات اتخاذ هذه الوسائل التي تؤدي الى الوقوع في الشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهما عنها رضي الله عنها انها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح وخميصة له على وجهه. فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد نحذر ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا اخرجه هذا الحديث الثاني وهو ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها ومخرج ايضا في الصحيحين وفيه بيان ما جرى له صلى الله عليه وسلم فداه ابي وامي منا الشدة العظيمة التي لقيها صلى الله عليه وسلم في اللحظات الاخيرة من حياته وما ذلك الا لان الاجر مضاعف له صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات يعالج امرا عظيما حتى انه ثبت عنه في الصحيح انه كان يضع يده في اناء فيه ماء ثم يأخذ منه ويمسح وجهه ويقول صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله ان للموت لسكرات وفي هذا الحديث كان صلى الله عليه وسلم او طفق صلى الله عليه وسلم طفق بمعنى جعل يطرح خميصة على وجهه صلى الله عليه وسلم والخميصة كساء مخطط له اعلام كان يطرحه على وجهه صلى الله عليه وسلم من شدة ما يصيبه ثم اذا اغتم كشفها صلى الله عليه وسلم فهو قد عالج امرا عظيما عليه الصلاة والسلام هذه اللحظات الحرجة التي هي اخر لحظات حياته المباركة صلى الله عليه وسلم مكث فيها عن الدعوة الى التوحيد وعن التحذير من ضده منذ ان بعث صلى الله عليه وسلم والى اخر لحظات حياته والشغل الشاغل له صلى الله عليه وسلم بيان التوحيد والدعوة اليه والتحذير من ضده اعتبروا يا معشر الدعاة الى الله لما كان في تلك اللحظات التي تصفها عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام هذه الوصية وهذا التنبيه وهذا التحذير حتى تحذر الامة لانه خشي صلى الله عليه وسلم ان يصيب هذه الامة ما اصاب من قبلها خشي ان اتخذ قبره وثنا يعبد مع الله جل وعلا وفي مسند الامام احمد بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا الله بهذا فقال اللهم لا تجعل قبري وثناء لعن الله قوما اتخذوا قبور انبيائهم مساجد قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لعنة الله على اليهود والنصارى اللعنة من الله الطرد والابعاد عن رحمة الله ومن العباد الدعاء بذلك فهم اذا دعوا على احد باللعنة فالمراد انهم يسألون الله ان يطرده عن رحمة الله و الاولى بالمسلم ان يتجنب لعنة المعين الحي الذي لم يمت على الكفر حتى ولو كان كافرا في حياته الا من تحقق من موته كافرا وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الوصية الكبرى اكثر اهل السنة يكرهون لعنة معينة الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اما انه دعا على اليهود والنصارى او اخبر بلعنة الله عز وجل لهم وهذا يدلك على انهم وقعوا في امر عظيم. فما هو جاء التعليل منه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقال اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اذا هذه هي العلة التي لاجلها استحقوا لعنة الله جل وعلا فمن وافقه في هذه العلة كان لهم نصيب من هذه اللعنة فليحذر العاقل اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وهذا يدلك على ان اتخاذ القبور مساجد شأنه عظيم بل هو من الكبائر بل هو من اكبر الكبائر ومن اعظم الوسائل والذرائع الموصلة الى الشرك بالله جل وعلا ومضى معنا بيان ما هو المراد باتخاذ القبور مساجد وقلنا انه يشمل اولا ها اخذناها امس واحد الصلاة عليها على القبور او الصلاة عليه يعني القبر ها انت ها الصلاة اليه تجعله امامك في في قبلتك ها الصلاة عنده وذلك يشمل الصلاة في المقابر والنبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها مقابر ما معنى لا تتخذوها مقابر يعني لا يصلى فيها لم؟ لان الشأن في المقابر انه لا يصلى فيها وهذا كان مستقرا في اذهان المخاطبين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ها ان يبنى مسجد على قبر يدفن الميت ثم ينشأ ويؤسس مسجد فوقه وعليه واخيرا اية اسكندر ها ارفع صوتك نعم ان يجعل القبر داخل المسجد. هذه الصور كلها يشملها وصف ماذا اتخاذ القبور مساجد ثم بينت رضي الله عنها السبب الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يذكر هذا الكلام فقالت يحذر ما صنعوا اذا فلتحذر امة محمد صلى الله عليه وسلم ولتأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم التي هي من اثمن الوصايا واغلاها فانها من الوصايا الاخيرة له صلى الله عليه وسلم يحذر ما صنعوا قالت ولولا ذلك لابرز قبره ابرز من الابراز يعني الظهور يعني لولا هذه الخشية من ان يتخذ قبره مسجدا لكان قبره صلى الله عليه وسلم مثل بقية القبور دفن في المقبرة لكنه خشي صلى الله عليه وسلم او خشي خشي هو او خشية يعني خشي الصحابة رضي الله عنهم ان يتخذ قبره مسجدا ولم يكن يقع هذا في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكن ذلك غير مأمون بعد ذلك وانت اذا تأملت في احوال الناس اليوم حمدت الله سبحانه وتعالى على ان حفظ الله قبر نبيه صلى الله عليه وسلم فلم يكن بارزا والا فخبرني كيف سيكون الحال قال قالت رضي الله عنها غير انه خشي او خشي ان يتخذ مسجد حصل ان كان دفن قبر ان كان دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وهذا كما قلنا معلل بعلتين وهما ما ثبت ان الانبياء يدفنون حيث يموتون والثاني ما يتعلق بسد ذريعة الشرك خشي صلى الله عليه وسلم وكذلك اصحابه من ان يتخذ قبره مسجدا فدفن صلى الله عليه وسلم في هذا المكان المحفوظ ببيت عائشة رضي الله عنها فما امكن ان يخلص اليه ولم يحصلوا لله الحمد ان اتخذ قبره مسجدا ولم يكن قبره صلى الله عليه وسلم وثنا كان محفوظا في حياة عائشة رضي الله عنها ثم بعد وفاتها اغلق هذا المكان بالكلية فما امكن لاحد ان يصل اليه وسد الباب تماما ثم بنيت تلك الجدر التي اخبرتك عنها بالامس ثلاثة جدر تحيط بالقبر الشريف فلا يمكن الوصول الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم البتة حفظ الله قبره صلى الله عليه وسلم. ودعا بالا يجعل القبر ودعا بالا يجعل القبر الذي قد ضمه وثنا من الاوثان فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران حتى اغتدت ارجاءه بدعائه في عزة وحماية وصيان هذا ما كان منه صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية التي نقلتها لنا عائشة رضي الله عنها نعم قال رحمه الله ولمسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو تقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. فان الله قد اتخذني خليلا كما كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الا وان من كان قبلكم ضيكا. طيب هذا حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه مخرج في صحيح مسلم وفيه مسألتان احداهما تتعلق بتوحيد الاسماء والصفات والاخرى تتعلق بتوحيد الالوهية وبالتالي فهذا الحديث فيه رد على طائفتين ضالتين مخذولتين احداهما معطلة الصفات والرد عليهم باثبات صفات الله جل وعلا ومنها ما ثبت في هذا الحديث من اثبات الخلة لله جل وعلا والشق الثاني من الحديث فيه رد على طائفة مخذولة هي اول من ادخل الشرك والتعلق بالقبور بهذه الامة وهم سببة الصحابة رضي الله عنهم ورد عليهم بالشق الثاني فان دين هؤلاء هو البناء على القبور واتخاذها مساجد هذا دأبهم وهذا ديدنهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مبينا براءته من ان يكون قد اتخذ احدا من اصحابه قليلة الخليل فعيل كصديق بمعنى مفاعل من الخلة والخل اعلى درجات المحبة سميت بذلك لانها تتخلل الى حنايا القلب والجسد فلا تدع خلة ولا فرجة في الجسم الا دخلته وفي هذا انشد بشار ابن برد قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا فاعلى درجات المحبة هي الخلة والله جل وعلا اتخذ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم خليله كما اتخذ نبيه ابراهيم قليلا كذلك النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ ربه خليلا فالخلة ثابتة في حق الله جل وعلا من الطرفين هو اتخذ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكذلك نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اتخذ ربه خليله ولذلك برئ ان يكون له احد من البشر خليلا فان هذه الرتبة لا تقبل المشاركة والله سبحانه وتعالى يتصف بصفاته العلية على ما يليق به ومن ذلك صفة المحبة وما قرب منها في المعنى والثابت في النصوص لله سبحانه وتعالى صفة المحبة وصفة الود وصفة الخلة والله جل وعلا متصف بالمحبة فهو يحب كما انه يحب فسوف يأتي الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه كذلك من صفاته الود ومن اسمائه الودود والصحيح ان هذا الاسم يجمع بين كونه اسم فاعل واسم مفعول فهو ودود يود وودود يود يحب ويود عباده ويوده عباده وكذلك صفة الخلة لله تبارك وتعالى والذي نعلمه من النصوص ان هذه الصفة تعلقت باثنين فحسب هذا ما ورد الينا في النصوص الخلة تعلقت بالخليلين لابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم الله جل وعلا اتخذ إبراهيم ومحمدا عليهما الصلاة والسلام خليلين وها هنا منبه الى ان بعض الناس يقول ابراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط وفيه عدم انزال النبي صلى الله عليه وسلم منزلته وكان ابراهيم على هذا ارفع درجة من النبي صلى الله عليه وسلم الصواب ان الخليل ان ابراهيم خليل الله وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم خليل الله والخلة كما قد علمت ارفع درجات المحبة وانبه ايضا الى ضرورة لزوم النص ولزوم الادب في هذا المقام اما لزوم النص فبال لا يضاف الى الله جل وعلا من الصفات الا ما ثبت وبالتالي فلا يجوز ان يضاف اليه من درجات المحبة ما لم يثبت وهذا ايضا الذي يقتضيه الادب حتى في شأن معاملة العبد لربه فليس لاحد ان يضيف الى الله درجة الصبابة او التتيم او العشق مثلا لله تبارك وتعالى كذلك ليس لاحد ان يعامل الله سبحانه وتعالى بذلك بعض الناس يقول انا اعشق الله او ربما تسمى عاشق الله او عاشق الهي هذا غلط ولا يجوز بل على الانسان ان يلزم مقام الادب لا سيما وان اطلاق اطلاق العشق في هذا المقام فيما يتعلق بالله جل وعلا باطل ولا يجوز لان العشق محبة مع شهوة وهذا لا شك انه يتنافى مع مقام العبودية ومن قاله ما قدر الله حق قدره اذا في هذا الحديث اثبات هذه الصفة لله تبارك وتعالى على ما يليق به على حد قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالله يحب والله يود والله يتخذ خليلا ولكن هو في هذا لا يماثل المخلوقين لله جل وعلا من هذه الصفات ما يليق بالمخلوقين ونقطع ان ذلك لا يماثل صفات المخلوقين لله من ذلك ما يليق به ونقطع ان ذلك لا يماثل صفات المخلوقين. نعم احسن الله اليكم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله فقد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. وهذا فيه فضيلة ابي بكر رضي الله عنه فانه لولا هذا المانع وهو كونه اتخذ ربه خليلا لا كان خليله من الناس من كان خليله ابا بكر رضي الله عنه وهذا يدلك على ان ابا بكر رضي الله عنه احب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اليه ولا شك انه جدير بهذه الرتبة وذلك لانه افضل البشر على الاطلاق بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام فلولا هذا المانع الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم لكان خليله من الصحابة ابا بكر نعم الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد. اني انهاكم عن ذلك فقد نهى هذا هو الشق الثاني من الحديث وفيه الرد على عباد القبور الا وان من كان قبلكم من الامم ولا سيما ما كان من اهل الكتاب اليهودي والنصارى وهذا شأنهم قديما وهذا ايضا شأنهم حديثا فمن شأنهم قديما وحديثا انهم يدفنون في الكنائس والبيع واماكن العبادة اضافة الى وضع الصور المعلقة او التماثيل المنصوبة لهؤلاء المعظمين وذلك كله من اسباب لعنة الله سبحانه وتعالى وغضبه. خشي النبي صلى الله عليه وسلم ان تسلك امته هذا المسلك الذي كان في من قبلنا كانوا يتخذون قبور انبيائهم وفي رواية وصالحيهم مساجد ثبت في مسلم وصالحيهم ايضا ها هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك ولاحظي يا رعاك الله كيف استعمل النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا صيغتين من صيغ النهي وهذا يدلك على انه امر محرم مؤكد التحريم كان يكفي ان يقول لا تتخذوا القبور مساجد لكنه اكد بعد ذلك بماذا بصيغة اخرى فقال فاني انهاكم عن ذلك وهذا النهي المؤكد فيه مزيد من حرصه وشفقته صلى الله عليه وسلم ونصحه لهذه الامة ان تقع في هذا المنكر العظيم وهو ان يتخذ او ان تتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد والله المستعان. نعم قال رحمه الله فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله. والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد هذا الكلام ينقله الامام رحمه الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب اقتضاء صراط مستقيم وبالمناسبة هذا الموضوع ما يتعلق بالقبور وما يكون عندها من البدع اقتضاء الصراط المستقيم بالاضافة الى اغاثة اللهفان لابن القيم هذان الكتابان من احسن الكتب في بيان وتجلية هذا الموضوع ينبه شيخ الاسلام رحمه الله الى ان هذا الامر كان موضع اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم حتى انه نبه عليه قبل ان يموت بخمس ليال ثم لم يزل يؤكد ويكرر ذلك حتى وهو في السياق يعني حتى وهو في لحظات النزع كما مر معنا في حديث عائشة رضي الله عنها لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني لما نزل به ملك لما نزل اليه ملك الموت يعني كان في اللحظات الاخيرة في لحظات النزع في لحظات خروج الروح في هذه اللحظات الشديدة ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤكد على خطورة اتخاذ القبور مساجد وان هذا من اسباب لعنة الله جل وعلا بل اضيف ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن هذا مبكرا ثم قبل موته بخمس ثم في اللحظات الاخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم وهو يعيد ويكرر ويؤكد اين قلوب واين عقول هؤلاء الذين هم من اشد الناس حرصا على البناء على القبور عن هذه الاحاديث العظيمة هلا حتى ان بعض هؤلاء المخذولين الف كتابا في استحباب البناء على القبور واتخاذها مساجد اي والله لم يكتفي بالاباحة بل جعلها امرا مستحبا وماذا عن هذه الاحاديث التي بلغت حد التواتر والتي ادرجت في كتب المؤلفة في الحديث المتواتر قال هذا وامثاله من المخذولين ان كل هذه الاحاديث شاذة احاديث مخرجة في الصحيحين وفي السنن وفي المسانيد وفي المصنفات وفي المستخرجات وفي كل كتب الحديث وفي اعلى درجات الصحة ومخرجة عن عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كل تلك رمي بها عرض الحائط وما التفت اليها وكما يقولون بجرة قلم احاديث غير مقبولة وما المعول عليها هنا ليس شيء الا الاهواء فقط الهوى هو الذي حكم على هذه الاحاديث بانها شاذة لا يعمل بها والله المستعان نعم اعدل قال رحمه الله فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد وهو معنى قولها رضي الله عنها خشي ان يتخذ مسجدا فان الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا وكل موضع قصدت فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا هذا تنبيه لطيف نقله لنا الشيخ رحمه الله يريد ان ينبه القارئ الى ان معنى النهي عن اتخاذ القبور مساجد لا يختص فقط ببناء مسجد على قبر بل حتى الصلاة على القبور واليها وعندها داخل في مفهوم ماذا اتخاذ القبور مساجد وذكر لطيفة ها هنا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما وجه هذا الخطاب واول من يتوجه اليه هذا الخطاب الخطاب هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما يتصور لا يتصور في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان يبنوا مسجدا على قبره بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم هذا امر ماذا بعيد تصوره يعني اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سيدفن في بيت عائشة فيبنى مسجد اخر بجوار ماذا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وليس بينهما مسافة هذا امر ماذا؟ معقول. واذا قدر فرضا ان الصحابة ما كانوا يعلمون انهم سيدفنونه في بيت عائشة. وانما في البقيع ايضا ليس الا خطوات يسيرة بين المسجد والبقيع فكون النبي صلى الله عليه وسلم ينهاهم عنان يتخذوا القبور ساجد ولا سيما ما يتعلق بالانبياء والصالحين فان هذا لا يعني ان يكون تحذيره صلى الله عليه وسلم له فيما يتعلق ببناء المسجد عليه فقط. نعم هذا داخل في مفهوم اتخاذ القبور مساجد وهو اشنع ما يكون لكن ايضا يشمل ذلك ان يصلى اليها او عندها واشد من ذلك ان يصلى عليها هذا يؤكده ما ذكرته في ابتداء حديثي وهو ان المسجد في اللغة كل ما يسجد فيه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض ماذا مسجدا يعني محله سجود فكل الارض اي مكان تمشي فيه فهو مسجد لكنه صلى الله عليه وسلم استثنى كما عند الخمسة الا النسائي باسانيد جيدة استثنى المقبرة والحمام قال كل الارض مسجد الا المقبرة والحمام هذان ليس موضع سجود وليس موضع صلاة بالتالي فلا ينبغي ابدا ان تظن ان نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد لا يدخل فيه ماذا الصلاة عليها او اليها او او عندها هذا الذي اراد التنبيه عليه. نعم قال رحمه الله ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد ورواه ابو حاتم في صحيحه هذا اخر ما ختم به الشيخ رحمه الله ولم يزل جزاه الله خيرا يعيد ويؤكد ويورد وينوع في الاحاديث التي مضمونها واحد ومؤداها واحد ولكن تكثير الاحاديث وتكثير الادلة في بيان التوحيد من الحكمة في الدعوة والعلم ولذلك من احسن ما يكون لطالب العلم والداعية الى الله جل وعلا ان يكثر الادلة وينوعها لعل الله عز وجل ان يفتح آآ لهذه الادلة القلوب هذا الحديث الذي خرجه الامام احمد بسند جيد كما قال المؤلف رحمه الله فيه بيان ان من شرار الخلق عند الله جل وعلا صنفين الصنف الاول الذين تدركهم الساعة وهم احياء وذلك ان هذا الصنف لا خير فيه البتة فان الله جل وعلا قبيل قيام الساعة يرسل ريحا فتقبض روح كل مؤمن ولا يبقى على وجه الارض الا الكفار حتى اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذاك الوقت وذاك الزمان انه لا يبقى من يقول لا اله الا الله لا يوجد من يوحد الله سبحانه وتعالى وجاء ايضا انه لا يوجد تذكير بالله ولا امر بالمعروف ولا نهي عن المنكر حتى لا يبقى على وجه الارض من يقول الله الله من يذكر بالله على النصب على الاغراء لا احد يذكر بالله لا احد يقول اتق الله لا يبقى على وجه الارض من يقول الله الله اذا هذا الصنف الاول وهو جدير بهذا الوصف ان يكون من شرار الخلق عند الله جل وعلا والصنف الثاني من هم الذين يتخذون القبور مساجد ولاحظ يرعاك الله هذا القران بين الصنفين كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بين نتيجة ووسيلة النتيجة الكفر والوسيلة اتخاذ القبور مساجد اذا على المسلم ان يحذر وان يخاف وان يتنبه الشريعة شددت واكدت كثيرا في موضوع القبور وهذا معنى لا ينبغي ان يغيب عن بالك يا ايها المسلم وفقني الله واياك وسدد خطايا وخطاك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان