بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال امام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد في باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى ترك عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود باسناد حسن ورواته ثقات الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته كما صليت على ال ابراهيم وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد تتمة الكلام عن الباب الذي ابتدأنا الحديث عنه في الليلة الماضية اورد المؤلف رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث كما ذكر المؤلف حديث حسن ورواته ثقات وقال شيخ الاسلام وكذلك ابن القيم رواته ثقات مشاهير وذكر ابن عبد الهادي في الصارم ان الحديث له طرق يرتقي بها الى درجة الصحة هذا الحديث فيه ثلاث مسائل اولا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن جعل البيوت قبورا وهذا يستفاد منه فائدتان الاولى انه ينبغي للمسلم ان يحرص على ان يعطر بيته بطاعة الله سبحانه بالصلاة وتلاوة القرآن وما الى ذلك من انواع العبادة ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا بل اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري ان خير صلاة المرء في بيته الا المكتوبة اذا النوافل الافضل ان يصليها المسلم في بيته وليبشر لما يحصل له في بيته من الخير والبركة بسبب طاعة الله عز وجل في هذا البيت كذلك تلاوة القرآن فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في صحيح مسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر فان الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ومع الاسف الشديد كثير من بيوت المسلمين تجد فيها من المشكلات والتباغض اسباب الشحناء التي تقع بين افراد الاسر بسبب قلة ذكر الله سبحانه وتعالى وقلة التعبد لله عز وجل في البيوت مع ما تحتويه هذه البيوت غالبا من معاص ومنكرات فعل المسلم ان يلاحظ هذا الامر في نفسه وفي غيره من اهل بيته وهو ان يكون له حظ ونصيب من العبادة من صلاة من تلاوة لكتاب الله من ذكر لله جل وعلا في بيته حتى يكون بيته منيرا تتنزل عليه البركات والرحمات ويفر منه الشيطان والفائدة الثانية من هذا الحديث ان الحديث افاد ان القبور والمقابر ليست محلا للصلاة فان هذا هو المستقر في اذهان الصحابة رضي الله عنهم ولاجل هذا امرهم النبي صلى الله عليه وسلم الا يجعلوا بيوتهم قبورا انهم يعلمون ان القبور ليست محلا للصلاة فلا ينبغي تشبيه البيوت بها وهذه مسألة مضى الحديث فيها وقلنا انه لا يجوز الصلاة في القبور الصلاة في المقابر او عند القبور وان هذا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه كما في هذا الحديث وكما في حديث ابن عمر السابق وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل الارض مسجد الا المقبرة والحمام وعلى هذا مضى السلف الصالح رحمهم الله وقد اورد ابن حزم في المحلى اثارا عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة في المقابر او عند القبور وقد اورد الاثار عن عمر وعلي وابن عمر وانس وابن عباس وابي هريرة رضي الله عنهم وارضاهم كلها فيها النهي عن ذلك ومن يضاهي هؤلاء الاخيار بعلمهم وتقواهم رضي الله عنهم وارضاهم فلا يغرنك ولا يهولنك ما تجده في كلام بعض الفقهاء المتأخرين من الترخيص في ذلك او وصف هذا الفعل بانه مكروه كراهة تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الامر واحتاط فيه غاية الاحتياط وهكذا السلف الصالح من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم من الصحابة فمن بعدهم كان هذا الامر مستقرا في اذهانهم ما كانوا يصلون في المقابر ولا كانت محلا للتعبد وعلى كل حال كل كلام لاحد من الناس فانه معروض على الكتاب والسنة. وكل انسان سوى ما استدرك يؤخذ من كلامه ويترك ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب ذاك القبر الا صاحب ذاك القبر صلى الله عليه وسلم كما قال الامام مالك رحمه الله اما المسألة الثانية الواردة في هذا الحديث فهي نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يجعل قبره عيدا العيد فيه معاودة واعتياد وهو كل ما يقصد ويعتاد مجيئه من زمان او مكان اما الزمان فما يعتاد تكرره من اوقات معينة كالعيدين واما المكان فما يعتاد المجيء عنده في ازمان مخصوصة او هيئات مخصوصة لاجل التعبد هناك او غير ذلك ويدل على هذا ما مر بنا سابقا من حديث ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن من نذر ان ينحر ابلا ببوانه قال اكان فيه عيد من اعيادهم ولاجل هذا من الاعياد المكانية عند المسلمين منى وعرفات ومزدلفة ومكة. هذه اعياد مكانية للمسلمين لانهم ينتابونها ويعتادون المجيء اليها على هيئة مخصوصة فيتعبدون لله سبحانه وتعالى هناك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنان يجعل قبره عيدا وهذا كما قرر علماء التوحيد يشمل صور منها اولا تكرار المجيء لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا داخل في اتخاذه عيدا وقد اورد اسماعيل الجهظمي القاظي المالكي في كتابه المبسوط وهو كتاب حافل فيه روايات كثيرة عن الامام مالك رحمه الله وبعضها ليس في كتب ما لك التي او الكتب التي نقلت عن ما لك كالمدونة لكنه كتاب مفقود ولكن نقلت عن هذا الكتاب نقولات في كتب المالكية وغيرهم من ذلك هذا الاثر عن الامام مالك وهو اثر مهم فيه انه سئل رحمه الله عن اناس من اهل المدينة لم يرجعوا من سفر ولا يريدون سفرا يأتون الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم مرة او مرتين ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم سئل الامام ما لك بن انس رحمه الله عن هؤلاء فقال ما ادركنا على هذا اهل الفقه عندنا في بلدنا ولا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها لا اكره ذلك قال اكره ذلك الا لمن اراد سفرا او جاء من سفر وهذا اثر مهم عن الامام مالك ابن انس امام هذه البلدة الطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من افقه الناس بما يتعلق من احكام تتعلق بقبر النبي صلى الله عليه وسلم او مسجده من اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيدا وهذا امر ثان ان يعتاد المجيء الى قبره صلى الله عليه وسلم على هيئة مخصوصة وكيفية معهودة كما يفعله بعض الناس فان لهم طقوسا يفعلونها عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمعون عليها ولا شك ان هذا امر منكر وداخل في اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وفي مصنف عبد الرزاق ان الحسن ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. ورحمه رأى اناسا اجتمعوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم عن ذلك وحدثهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيدا الصورة الثالثة قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم لاجل الدعاء عنده وهذا ايضا داخل في معنى اتخاذ قبره عيدا وهذا ما فهمه السلف الصالح رحمهم الله كما سيأتي معنا في اثر علي ابن الحسين زين العابدين رحمه الله فانه رأى رجلا يأتي الى فرجة يعني قوة او شق عند قبر في جدار عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عنده فنهاه رحمه الله عن ذلك وحدثه بما حدثه به ابوه الحسين عن جده علي عن جده الاعلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيما ذكر قريب مما بين ايدينا وفيه النهي عن اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيدا فهذا مما فهمه السلف في جعل قبره صلى الله عليه وسلم عيدا امر رابع وهو يفهم ايضا مما سبق شد الرحل الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى ان يسافر الانسان والقصد ان يسافر الانسان الى المدينة والقصد ليس زيارة المسجد وانما زيارة قبره صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى فهذه صور اربع لمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيدا اما السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في قبره فان هذا مرخص فيه كما نص على هذا جمهور اهل العلم ومنهم الامام ما لك والامام احمد وابو داوود السجستاني وابن حبيب من المالكية وعامة اهل العلم ومما استدل به عليه ما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان اذا قدم من سفر او اراد سفرا اتى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتي ثم ينصرف وهذا اثر صحيح عنه بل قال ابن عبد الهادي انه مجمع على صحته عنه فهذا القدر لا بأس به ان يأتي الانسان متأدبا دون صخب او رفع صوت حيث قبر النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الى حيث قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم هذا السلام المشروع ثم ينصرف فلا وقوف طويلا ولا دعاء ولا شيء من هذا القبيل هذا القدر لا بأس به كما نبه على هذا جمهور اهل العلم اذا نستطيع ان نقول ان اتيان قبر النبي صلى الله عليه وسلم يكون على وجهين مشروع وغير مشروع اما المشروع فهو ان يفعل الانسان كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنهما وهو انه اذا قدم من سفر او اراد سفرا هذا اتى الى عند القبر فسلم السلام الذي ذكرته لك واما الممنوع فانه يشمل صورا اولا ان يأتي الانسان الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لاجل ان يدعوه ويستغيث به وهذه هي الطامة الكبرى هذه هي المصيبة العظمى ودعوة الاموات تبطل العمل وتسلخ الايمان خاب من فعل هذا هو الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله عز وجل لاحد مات عليه على الانسان ان يحذر من ذلك وهذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجيء هذا المسكين الى عند قبره يستغيث به ويسأله عاش حياته صلى الله عليه وسلم ناهيا ومحذرا عن هذا الفعل القبيح ووالله انه ليكرهه ووالله انه لا يرضاه البتة عليه الصلاة والسلام والله لو يرضى الرسول دعاءنا اياه بادرنا الى الاذعان والله لو يرضى الرسول سجودنا كنا نخر له الى الاذقان والله لا يرضيه منا غير اخلاص وتحكيم لذي لذا القرآن يا من يدعي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بان تفعل ما يحبه صلى الله عليه وسلم وعليك ان تترك ما يكرهه صلى الله عليه وسلم فهذه العلامة الصادقة على انك محب صادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم السورة الثانية لزيارة الممنوعة هي ان يأتي الى حيث القبر لقصد الدعاء عنده يأتي الى المواجهة مثلا اه ثم يقصد ان يدعو الله تبارك وتعالى هناك لانه يظن ان هذا ادعى واقرب للاجابة وهذا كما ذكرت قبل قليل داخل في مفهوم جعل قبره صلى الله عليه وسلم عيدا اذا لا شك انه فعل محدث وفعل مبتدع ويدل على ذلك امران اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه قط انه كان اذا اراد دعاء اتى الى احد القبور فدعا ولم يثبت عنه ذلك حثا بقوله صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عنه ذلك تقريرا منه لفعل احد ولو كان هذا مشروعا لفعل اذا وجد المقتضي وزال المانع ولم يفعل صلى الله عليه وسلم فدل هذا على انه امر محدث مبتدع الوجه الثاني اجماع السلف الصالح على عدم فعل هذا الامر ولو كان امرا مشروعا لبادروا اليه فاين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل لو كان مشروعا وهم احرص الناس على الخير واحرص الناس على ان يستجاب دعاؤهم وما فعلوا ذلك البتة ما كانوا يقصدون الى ان يأتوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم لاجل الدعاء. وهو بين ظهرانيهم وعندهم وليس بينهم وبينه الا خطوات ما كانوا يفعلون هذا بل عامتهم ما كانوا يأتون الى القبر البتة فعند عبد الرزاق في المصنف آآ لما اورد اثر ابن عمر من طريق نافع عن ابن عمر انه كان اذا اراد سفرا او قدم من سفر اتى فسلم عند هذا الاثر قال عبيد الله ابن عمر ابن حفص ابن عاصم ابن عمر ابن الخطاب الذي هو ابن ابن اخي ابن عمر قال ما بلغنا عن احد انه فعل ذلك الا ابن عمر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغنا ان احدا فعل ذلك الا ابن عمر فاذا ما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتون الى القبر فيدعون عنده واخرج القاضي اسماعيل في المبسوط عن مالك رحمه الله انه كره لمن جاء مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم ان يقف فيدعو وانما يسلم فينصرف اذا هذا الذي ينبغي على المسلم ان يفعله وهو لا يقصد عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو هذا هو المشروع وهذا هو الممنوع في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن علي بن الحسين رحمه الله تعالى انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت في عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاها وقال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فان تسليمكم يبلغني اين كنتم رواه في المختارة نعم بقيت المسألة الثالثة في الحديث السابق وهو قوله صلى الله عليه وسلم وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم وهذا منه صلى الله عليه وسلم تعليل لترك اتخاذ قبره عيدا بمعنى الشيء الذي تطلبونه من صلاتكم علي عند قبري حاصل مع صلاتكم علي مع البعد فلا حاجة لكم اذا الى اتخاذه عيده وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم وعند النسائي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام فاذا حيثما كان الانسان فصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بلغه ذلك صلى الله عليه وسلم وعرض ذلك عليه صلى الله عليه وسلم كما دل على هذا ما خرج ابو داوود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر يوم الجمعة واخبر انه من خير ايامكم ثم قال فاكثروا علي فيه من الصلاة فان صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض عليك وقد ارمت؟ يريدون بليت فقال ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان صلاة المؤمنين تعرض عليه وقد يكون هذا مفسرا في حديث الملائكة السياحين وقد يكون شيئا اخر فالله اعلم وكيف يكون لا علم لنا تفاصيل او كيفية عرض هذه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ان لم يكن ذلك ابلاغا من الملائكة المقصود ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يحصل المقصود منها بفعل ذلك ولو على البعد فلا حاجة اذا الى ان يتخذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا اما هذا الاثر الذي يرويه علي بن الحسين او يروي فيه علي بن الحسين عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه يشتمل على ما اشتمل عليه الحديث السابق الا ان فيه ان السلام يبلغه صلى الله عليه وسلم الحديث الاول فيه ان الذي يبلغه ها الصلاة عليه. وهذا الحديث الثاني فيه ان الذي يبلغه السلام عليه وهذا الحديث حديث حسن ايضا فيه ان علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب وهو زين العابدين وكان من سادات ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال زهري ما رأيتها ما رأيت هاشميا افضل منه كان من افاضل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأتي الى قوة او فرجة في جدار عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيجلس هناك فيدعو فنهاه رحمه الله عن ذلك حدثه بحديث سمعه عن ابي عن ابيه الحسين عن جده عن جده النبي صلى الله عليه وسلم وفيه الامور التي سبق ذكرها والشاهد في هذا الاثر ان من فهم السلف رحمهم الله للنهي عن اتخاذ القبر عيدا النهي عن قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء وجاء قريب من هذا الاثر عن ابن عمي زين العابدين وهو الحسن ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب فقد اخرج القاضي اسماعيل بي رسالته في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك سعيد بن منصور وغيرهما عنه انه كان يتعشى في بيت فاطمة بيت فاطمة مجاور لحجرة عائشة رضي الله عنها فرأى سهيل ابن ابي سهيل جاء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه وقال هلم الى العشاء وقال لا اريده قال ما جاء بك الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال جئت مسلما فقال رحمه الله اذا دخلت الى المسجد فسلم عليه صلى الله عليه وسلم ثم اخبره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيدا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فهذا الاثر فيه ايضا ان الحسن رحمه الله الحسن ابن الحسن رحمه الله كان ينهى ايضا عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ومن حكمة الله جل وعلا ان تلد هذه الاثار البينة النافعة عن سادات آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم اقرب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم نسبا والذين هم من اعلم الناس بحقه واعظم الناس قياما بتعظيمه التعظيم الشرعي صلى الله عليه وسلم فاذا كانوا هم مع قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ينبهون وينهون عن اتخاذ قبره عيدا اذا على غيرهم ان يتبع سبيل السلف الصالح الذي قامت شواهد سنة النبي صلى الله عليه عليه وسلم عليه بقي معنا اه امران اود التنبيه عليهما وقد جاء في مسائل هذا الباب فيما ذكر المؤلف رحمه الله اقرأ لنا المسألة الرابعة قال رحمه الله نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال انظر الى كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله ان زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من افضل الاعمال وقارن هذا الكلام بما ينسجه عليه اهل الفتن والشر والبدع من انه رحمه الله كان لا يقدر النبي صلى الله عليه وسلم حق قدره او انه كان يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فانظر كلامه صلى الله عليه وسلم كلامه عفوا رحمه الله الواضح البين لان زيارة النبي صلى الله عليه وسلم يعني زيارة قبره من افضل الاعمال انما الذي ينهى عنه هو زيارة القبر على وجه مخصوص وهو الوجه المبتدع الممنوع لا الوجه المشروع. فهذا ما يبين لك او شيء مما يبين لك ان كثيرا مما ينسج ويدعى ويلصق بالشيخ محمد رحمه الله ودعوته او بعلماء التوحيد عموما ان هذا من الاكاذيب الباطلة التي يروج اهلها اهل الضلال لاجل صد الناس عن دعوة التوحيد والله المستعان اقرأ المسألة الاخيرة التاسعة قال رحمه الله كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام عليه. اللهم صلي على محمد واله وسلم هذه مسألة وهي عرض الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهي في وهو في البرزخ ويدل على ذلك ما ذكرته لك وهو حديث ابي داوود وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان صلاتكم معروضة علي قالوا كيف تعرض عليك وقد ارمت قال ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء وهذا الحديث صحيح ان شاء الله وان كان اعل باكثر من علة ومنا اوسع من تكلم عنه ودافع اه عن تصحيحه ابن القيم رحمه الله في جلاء الافهام المقصود ان هذا الحديث فيه ثبوت عرض عمل خاص على النبي صلى الله عليه وسلم. والله اعلم بكيفيته قد يكون هو ابلاغه صلى الله عليه وسلم ذلك من قبل الملائكة الموكلين بهذا الامر وقد يكون غير ذلك فالله اعلم كيف يكون وهذا يجرنا الى التنبيه على مسألة ثانية وهي عرض الاعمال عموما صالحها وفاسدها على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما يتشبث به الذين يتوجهون الى النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره او بعيدا عنه بالدعاء والاستغاثة يقولون النبي صلى الله عليه وسلم تعرض الاعمال عليه وبالتالي فنحن نسأله ان يستغفر الله لنا ويستدلون على هذا حديث اخرجه القاضي اسماعيل المالكي عن بكر ابن عبد الله المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تحدثون ويحدث لكم وتعرض اعمالكم علي فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت من شر استغفرت لكم قالوا هذا الحديث فيه ان الاعمال عموما تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفروا للمسيء فنحن نسأله وهو في قبره الاستغفار والشفاعة والجواب عما ذكروا من وجوه اولا ان هذا الحديث ضعيف وهو حديث مرسل والمرسل من قسم الحديث الضعيف فانه مروي عن بكر ابن عبد الله المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا كما ترى ليس بمتصل فهو ضعيف والوجه الثاني ان الذي دل الدليل الثابت عليه ان الاعمال تعرض على الله عز وجل وليس على رسوله صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ما خرج الامام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الاعمال تعرض على الله جل وعلا كل اثنين وخميس والامر الثالث ان الدليل قد دل على ان ذا العلم والخبرة بذنوب عباده هو العليم الخبير سبحانه وتعالى لا غيره وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا الوجه الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حياته ما كان يعلم كل شيء ومن ذلك ما كان عليه المنافقون. لا تعلمهم نحن نعلمهم اعيانهم واعمالهم وهو حي كان يجهلها صلى الله عليه وسلم فكيف يعلم كل الاعمال من من الابرار والفجار وهو ميت صلى الله عليه وسلم الوجه الرابع او الخامس ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره اه نجزم انه لا يعلم كل شيء وذلك انه قد مات وانقطعت حياته الدنيوية وانما هو في حياة برزخية الله سبحانه وتعالى اعلم بها لو كان يعلم ما يعلم او لو كان يعلم ما يعمل اه ما تعمل امته من بعده لكان محيطا علم كل شيء من اعمال الناس وهذا العلم الواسع الشامل لاعمال العباد هو مما اختص الله سبحانه وتعالى به ويدل على هذا ايضا الوجه الذي بعده وهو ان الله سبحانه وتعالى ينادي يوم القيامة الرسل ويسألهم ماذا اجبتم فاي شيء يقولون؟ قالوا لا علم لنا ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم وهو في البرزخ ما يعمل اه ما تعمل امته لكان يعلم ما الذي اجيب به صلى الله عليه وسلم وكذلك عيسى عليه السلام مدى يقول لربه جل وعلا يوم القيامة يقول وكنت آآ وكنت عليهم رقيبا وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم اذا الذي يعلم ذلك هو رب العباد سبحانه وتعالى كذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين في حديث الحوض حينما يذاد اناس من امته فيسأل عن ذلك صلى الله عليه وسلم او يقول امتي امتي فيقول فتقول الملائكة انك لا تدري ما احدثوا بعدك ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم على اطلاع على اعمال امته لكان يعلم ما احدثوا الوجه الذي يلي ذلك اننا لو سلمنا صحة الحديث فان ما يكون في البرزخ هو ما يرجع الى الامر الكوني لا الى الامر الشرعي وبالتالي فان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره لا يؤثر شيئا التأثير انما يكون في الدنيا لان ذلك راجع الى الامر الشرعي. يعني لو سئل النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو او يستغفر لشرع له بالامر الشرعي ان يجيب لكن ما يكون في البرزخ هذا لا دليل على ان الامر الشرعي متعلق به انما يتعلق به الامر الكوني وبالتالي اصبح هذا السؤال لا فائدة منه الوجه الذي يلي ذلك ايضا ان يقال ان الحديث انصح فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه الاعمال واما القدر الذي آآ يستدل من اجله هؤلاء بالحديث فهو السؤال والدعاء والاستشفاء وهذا قدر ما دل عليه انصح بوجه من الوجوه فاين الدليل في الحديث على ان النبي صلى الله عليه وسلم يشرع سؤاله الاستغفار واين حثه صلى الله عليه وسلم لو اخبر بهذا الحديث؟ اين حثه على ان نسأله ان يستغفر لنا لم يكن شيء من ذلك ثم يقال اخيرا انه لو صح هذا الحديث فليبشر الذي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بانه لن يكون له في هذا الحديث نصيب لانه بسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته يكون قد اشرك والنبي صلى الله عليه وسلم لا يستغفر للمشركين ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين اذا ليس من المشروع بحال ان يدعى النبي صلى الله عليه وسلم باي دعاء كان بل هذا من المنكر بل هذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى اسأل الله جل وعلا ان يفقهني واياكم في الدين وان يرزقنا الاخلاص والقبول نسأله سبحانه ان يجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجه خالصة والا يجعل لاحد فيها شيئا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان