بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء في السحر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا هذا الباب من المؤلف رحمه الله استكمال لما جرى عليه المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب من بيان نواقض وقوادح التوحيد قال رحمه الله باب ما جاء في السحر السحر في اللغة اختلف العلماء في تفسيره وقد ذكروا اشياء في التعريف اللغوي لهذه الكلمة من اشهر ما ذكروا ان السحر هو ما خفي ولطف ودق سببه ومنه سمي السحر لانه تخفى فيه الاشياء من سحروا اخر الليل وذكر بعض اللغويين ان اصل هذه الكلمة في اللغة يرجع الى صرف الشيء عن وجهه وذكروا غير ذلك بسلام كثير عند اهل اللغة اما في الاصطلاح فالناظر في كلام اهل العلم في حد السحر يجد انهم اختلفوا الى ثلاث طرائق منهم من لم يعرف السحر وذلك لكثرة انواعه التي تدخل تحت هذا اللفظ وليس بينها قدر جامع مشترك ولاجل هذا بين هؤلاء يذكرون امثلة للسحر ولا يحدونه بحد ومن اولئك الامام الشافعي رحمه الله الجزء الاول من كتابه الام حيث انه قال السحر اسم جامع لمعان مختلفة وهكذا استظهر غيره من اهل العلم ومن المتأخرين العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في كتابه اضواء البيان المسلك الثاني هو ذكر تعريف عام ذكر تعريف عام للسحر من هؤلاء من يقول انه مزاولة النفس الخبيثة لاقوال وافعال تكون منها امور خارقة منهم من يقول في تعريف السحر انه اجتلاب اجتناب معونة الشيطان بالتقرب اليه اما المسلك الثالث فهو تعريفه بذكر امثلة له ايجعل التعريف بالمثال ومن هؤلاء ابن قدامة رحمه الله كما في كتابه الكافي وكما ايضا في كتابه المغني انه عرف السحر بانه عقد ورقى وعزائم تؤثر بالقلوب والابدان فتمرض وتقتل وتفرق بين الرجل وزوجه هذه مسالك اهل العلم في تعريف السحر و من اهم ما ينبغي علينا ان نعرفه في موضوع السحر هو موضوع آآ هو حكم السحر؟ وهل له حقيقة ام لا اما كون السحر له حقيقة فان هذا مذهب اهل السنة والجماعة بل مذهب عامة الامم لم ينكروا في عمومهم ان للسحر حقيقة وان له تأثيرا حقيقيا وذلك انه بمعاونة الشياطين يكون بهذا السحر تأثير على المسحور بامراضه سواء تعلق ذلك بعقله فربما اصاب عقله باذى حتى ربما اوصله الى حد الجنون وربما اصاب بدنه فامرضه وربما قتله وربما اذاه في علاقاته من جهة نفسانية فيكون بسببه وقوع الفرقة والبغضاء بين الزوجين او عدم القدرة على مباشرة الزوجة وما الى ذلك هذا هو الحق الذي لا شك فيه ان للسحر حقيقة وان له تأثيرا حقيقيا ولكن ذلك انما هو باذن الله الكوني وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وهذا هو الاذن الكوني المرادف للمشيئة وخالف بعض الناس في ذلك وهم المعتزلة ووافقهم على هذا بعضهم كابن حزم والجصاص الحنفي ذهبوا الى ان السحر ليس الا تخييلا للعين يحصل تخييل للعين بحيث انها ترى الشيء على خلاف حقيقته والصواب الذي لا شك فيه هو قول عموم الناس من اهل السنة وغيرهم ويدل على هذا ادلة كثيرة منها قول الله جل وعلا لا يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه تدلت هذه الاية على ان السحر يكون بسببه اثر يفرق به بين الرجل واهله وهذا دليل على ان له تأثيرا حقيقيا ومما يدل على ذلك ثانيا قول الله جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد والنفاثات في العقد هن السواحر اللائي يسحرن وينفثن في العقد فيكون التأثير باذن الله الكوني ولولا ان للسحر حقيقة وتأثيرا ما كانت الاستعاذة من السواحر ثالثا قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين من تصبح بسبع تمرات من عجوة العالية لم يصبه في ذلك اليوم سم ولا سحر وفي رواية لم يضره سم ولا سحر ولاحظ ان هذا الحديث فيه اولا حث على الوقاية من ضرر السحر فدل على انه فدل على ان له ظررا حقيقيا وفيه ثانيا اثبات الضرر لم يضره اذا هو تأثير حقيقي وفيه ثالثا قرنه بالسم والسم تأثيره تأثير حقيقي. فدل هذا على ان للسحر للسحر حقيقة الدليل الرابع ما ثبت ايضا في الصحيحين من قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم سحر ولعله يأتي معنا ان شاء الله الكلام في هذا على وجه التفصيل غير ان سحر النبي صلى الله عليه وسلم كان في شيء مخصوص لم يؤثر في عقله ولا في قلبه وحاشاه عليه الصلاة والسلام انما كان هذا السحر من جنس الامراض التي تصيب الانبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك جائز في حقهم والسحر والسحر الذي اصيب به النبي صلى الله عليه وسلم تعلق بشأن خاص هو ما يتعلق بامر النساء حيث كان يخيل اليه انه يأتي اهله والواقع انه ما اتاهم حتى ان الله سبحانه وتعالى فرج عنه ذلك ودله على موضع السحر وانه كان في مشتم ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذي اروان. فلما استخرج ذلك آآ نشط النبي صلى الله عليه وسلم وعاد كما كان عليه من قبل فدل هذا على ان للسحر حقيقة اضف الى هذا امرا خامسا وهو الواقع المشاهد الذي لا ينكره الا مكابر فان الناس تعرف في احوالها وفي احوال الاخرين من اصيب بهذا السحر فمنهم من ربط عن اهله ومنهم من وقع في نفسه بغضاء لاهله ومنهم من اصابه اذى في عقله ولكن لما استخرج السحر واتلف عاد هذا الانسان الى ما كان عليه من عافية فدل هذا على ان هذا الامر حقيقي لا يمكن انكاره وصدق الخطابي رحمه الله حينما ذكر ان انكار حقيقة السحر جهل قال انكار حقيقة السحر جهل. نعم. الامر كذلك جهل بادلة الشرع جهل بالواقع المحسوس فالسحر اذا حقيقة وله تأثير اما المخالفون فانهم استدلوا على هذا بما اخبر الله عز وجل به عن سحر سحرة فرعون حيث قال الله جل وعلا سحروا اعين الناس يخيل اليه من سحرهم انها تسعى قالوا فهذا دليل على ان السحر ليس الا تخييلا للعين والجواب عن هذا ان يقال نحن لا ننكر ان من السحر ما هو تخييل للعين ولكن لا دليل في الايتين وما جرى مجراهما على ان السحر كله محصور في تخييل العيب انما غاية الامر ان في هذا الدليل وامثاله ما يدل على ان سحر سحرة فرعون كان من هذا النوع ولكن لا دليل على ان السحر كله من هذا النوع. سحرهم كان من هذا النوع ووراء ذلك نوع اخر لم يكن من صنعتهم وهو السحر الحقيقي المؤثر في العقول والابدان ثم انه يقال لهم ايضا اذا امكن ان يكون في السحر تأثيرا على العين فما المانع ان يكون بسببه تأثير على غيره من اعضاء الانسان اذا اسر اذا اثر السحر في العين فما المانع ان يؤثر في القلب والعقل وبقية الاعضاء اذا الصحيح الذي لا شك فيه ان السحر منه ما هو حقيقة ومنه ما هو تخييل للعين حيث يؤثر على البصر حتى ترى الشيء على غير وجهه اما حكم السحر فالنظر في كلام اهل العلم يجد ان لهم مسلكين في هذه المسألة منهم من يطلق ان السحر كفر بالله عز وجل وهؤلاء جمهور اهل العلم ومسلك اخر لطائفة اخرى هو انهم يفصلون فيقولون من السحر ما هو كفر وهو ما كان باعانة الشياطين ومنه ما ليس بكفر انما هو فسوق ومعصية وظلم وهو ما لم يكن الشياطين وممن نحى الى هذا المنحى الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الام والذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا خلاف حقيقيا بين القولين ليس هناك خلاف حقيقي بين هذين المسلكين فان اهل العلم الذين اطلقوا ان السحر كفر بالله جل وعلا انما مرادهم السحر الذي نطقت به الادلة وهو الذي يكون لاعانة الشياطين ولا يريدوا هؤلاء الاطلاقات الاخرى التي تطلق على السحر وليست باعانة الشياطين فهم لا ينازعون ان هذه ليست كفرا وانما يعتبرون اطلاق السحر عليها من قبيل التجوز واما الذين فصلوا فقالوا من السحر ما هو كفر وهو ما كان باعانة الشياطين. ومنه ما يرجع الى اه غير ذلك كاستعمال الادوية والعقاقير وخواص الاشياء من دهانات وتدخينات تن وما الى ذلك ومنه ما يكون عن طريق ما يسمى بخفة اليد وما الى ذلك فهذه لا تدخل تحت حد السحر اما السحر بالمعنى الاول او بالاطلاق الاصلي وهو ما تعلق آآ اعانة الشياطين فان ذلك كفر لا شك فيه ويدل على هذا جملة من الادلة اولا قول الله جل وعلا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر الى اخر السياق ووجه الدلالة من آآ هذه الاية من وجوه اولا في قوله سبحانه وتعالى وما كفر سليمان فان معنى ذلك كما قال اهل التفسير ان الله جل وعلا رد على اليهود زعمهم وافكهم ان سليمان عليه السلام كان يتعاطى السحر وبالتالي فيكون معنى الاية وما كفر سليمان لانه لم يتعاطى السحر فدل على ان السحر كفر او وما سحر سليمان وبالتالي ما كفر فدل هذا على ان تعاطي السحر كفر بالله سبحانه وتعالى. وهذا واضح الوجه الثاني في قوله سبحانه ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر قال اهل الاصول ان تعقيب الحكم بالوصف مشعر بالعلية. يعني ان هذا الوصف المذكورة وعلة الحكم الله جل وعلا حكم على الشياطين بالكفر فما العلة انهم يعلمون الناس السحر ومعلوم بلا خفاء ان تعليم الشيء لا يكون كفرا الا اذا كان هذا الشيء كفرا تعليم الشيء لا يكون كفرا الا اذا كان هذا الشيء كفرا فدل هذا على ان السحر كفر الوجه الثالث في قول هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر يعني يحذران من اراد تعلم السحر بان من تعلم السحر فقد كفر وهذا واضح جلي في الاية وقد ذكر ابن جرير باسناده الصحيح عن ابن جريج رحمه الله في هذه الاية انه قال لا يشترئ على السحر الا كافر لا يجترئ على السحر الا كافر الوجه الرابع في قوله سبحانه وتعالى ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير فان هذا السياق يدل على ان هؤلاء كفروا لان من كان مؤمنا لا يقال في حقه ولو انه امن واتقى لكان خيرا له لانه مؤمن اصلا فدل هذا على ان من تعاطى السحر كفر الوجه الخامس في قوله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق وسياق الاية آآ يجعل ان هذا هو الوجه الرابع والذي بعده هو الخامس. والترتيب على كل حال ليس بلازم الشاهد ان قوله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه يعني من استبدل الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالسحر فانه ليس له عند الله جل وعلا من خلاق يعني من حظ ونصيب وظاهر هذه الاية كفر من تعاطى السحر لان الكافر هو الذي ليس له عند الله عز وجل في الاخرة من حظ ولا نصيب. اذا هذه يرعاك الله وجوه خمسة ثلاثة منها نص في الحكم بان تعاطي السحر كفر ووجهان الظاهر من الاية فيهما ان تعاطي السحر كفر اما الدليل الثاني فهو قوله تعالى ولا يفلح الساحر حيث اتى وهذه الاية سيأتي ايراد المؤلف رحمه الله لها وقد دل الاستعمال الغالب في القرآن على ان نفي الفلاح انما يعلق على ما هو كفر ويدل على هذا قول الله عز وجل ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح من الكافرون فدل هذا على ان الذي يحكم عليه بعدم الفلاح انما هو الكافر وكذلك قوله تعالى قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم الينا مرجع ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون. فدل هذا على ان غالب ما جاء في القرآن من في الفلاح انما تعلق بالكفر والكافرين. فهذا وجه صريح في ان تعاطي السحر كفر الوجه الثالث هو فيما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا السبع الموبقات او اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر فهذا كما قال اهل العلم دليل على ان السحر كفر وشرك بالله لان آآ هذا العطف الشرك والسحر هو من باب عطف الخاص على العام والبخاري رحمه الله بوب بابا في صحيحه قال باب من الموبقات الشرك والسحر واورد تحته الحديث بهذا اللفظ اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر فقط ولم يذكر ما عدا ذلك وهلاك وهل كان هذا منه لانها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القدر او ان هذا اختصار من المؤلف رحمه الله اه استظهر الحافظ رحمه الله ان هذه الرواية اختصار من البخاري رحمه الله وانه رأى ان قدر الذي هو مخرج من الاسلام من هذه الامور السبع انما هو هذان انما هو هذين الامرين آآ انما هو هذان الامران الشرك والسحر يدل على هذا الحكم ايضا ما ثبت عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم من قتل السحرة وسيأتي الكلام عن ذلك مفصلا ان شاء الله وانت يرعاك الله اذا نظرت وجدت ان الساحر ليس بزان ثيب وليس بقاتل نفس فما بقي الا انه تارك لدينه مارق منه وهؤلاء الثلاثة هم الذين جاء الترخيص بقتلهم في الاسلام كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين لا يحل دم امرئ مسلم الا احدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة تدل هذا على ان قتل الصحابة رضي الله عنهم لهؤلاء السحرة دليل على ان السحر كفر بالله عز وجل اضف الى هذا امرا خامسا وهو واقع السحر والذي لا يشك فيه احد ان السحر الذي يكون عن تعاطي اه او عن تعاون او اعانة الشياطين هو كفر بالله جل وعلا. هذا امر لا يشك فيه من يعرف حال السحرة وبيان هذا بتقديم مقدمتين الاولى ان السحر لا يكون الا باعانة الشياطين السحر الذي هو سحر لا يكون الا باعانة الشياطين حيث ان بين نفس الساحر الخبيثة ونفس الشيطان الخبيثة توافق ينتج تضامن وتعاونا المقدمة الثانية ان الشياطين لا تعينوا الساحر الا اذا كفر بالله عز وجل حيث ان الشيطان لا ارب له في اعانة هذا الساحر الا لتحقيق غاية عنده يلتذ بها وهي اغواء بني ادم وهذا له مقابل هو اشبه كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله اشبه بالرشوة يدفع الساحر هذه الرشوة ليحصل على اعانة الشيطان له كما يدفع من يدفع من الظالمين رشوة لاحد ليقتل او يؤذي او يمكن من فاحشة وما شاكل ذلك. هذه الرشوة هي الكفر بالله عز وجل. وهذا قد يكون باعتقاد وقد يكون بقول وقد يكون بفعل فاما ان يؤمر الساحر من قبل الشياطين باعتقاد ان لما يسمونه بالارواح العلوية وهو الكواكب او للارواح السفلية وهي الشياطين ان لها تأثيرا مستقلا في مجريات هذا الكون واعتقاد هذا كفر بالله عز وجل او بان يكون هذا الكفر بالقول بان يؤمر الساحر بان يستغيث بالجن والشياطين. او ان يسب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم. او الدين. او ما شاكل ذلك من هذه النواقض القولية او يكون كفره بفعل كان يؤمر باهانة المصحف او رميه في الحش او كتابته بدم الحيض او بكتابته منكسا او ما شاكل ذلك بما فيه اهانة لكتاب الله جل وعلا او لذلك من اسباب الكفر الفعلية اذا يتلخص لنا ان السحر اولا لا يكون الا عن طريق الشياطين وثانيا الشياطين لا تعين الساحر الا اذا كفر بالله جل وعلا فاذا كان ذلك كذلك كان السحر كفرا لانه لا يكون الا بالكفر بالله عز وجل وهذا ظاهر كما ترى اذا هذه اوجه وغيرها ايضا يدل على ان آآ السحر الذي هو عن طريق اعانة شياطين انه كفر بالله سبحانه وتعالى. وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله ما يبين الموضوع اكثر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى ولقد علموا لم يشتراه ما له في الاخرة من خلاق نعم هذه قطعة من اية البقرة وقد مضى الحديث فيها الظاهر من هذه الاية هو ان الساحر كافر لانه هو الذي ليس له عند الله في الاخرة من خلاق يعني من حظ ونصيبا. نعم من قوله يؤمنون بالجبس والطاغوت قال عمر رضي الله عنه الجبت السحر والطاغوت الشيطاني. نعم فقال جابر رضي الله عنه طواغيت كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد عجبا هذه الآية مضى الكلام عنها في درس قريب فيها بيان الله جل وعلا عن حال طائفة من اليهود وهي انهم يؤمنون بالجبت والطاغوت فسر الجبت عمر رضي الله عنه كما علق ذلك البخاري في صحيحه ووصله عبد الرزاق وغيره اسناد قوي كما قال الحافظ رحمه الله فسر الجد بالسحر وفسر الطاغوت بالشيطان ونقل عن جابر رضي الله عنه تفسير الطواغيت بالكهان وسيأتي باب اه خاص بموضوع الكهان نتحدث فيه بالتفصيل ان شاء الله عن موضوع الكهال الشاهد ان السلف رحمهم الله جاء عنهم في روايات كثيرة تفسير الجبت بالسحر والساحر ودل هذا على ان تعاطي السحر من شأن اليهود لا من شأن المسلمين اهذا دليل ايضا على ان السحر كفر بالله عز وجل لان النصوص قد دلت على انه من اعني الكافرين ما اخبر الله عز وجل به في هذه الاية من ان اليهود يؤمنون بالسحر حق لا مرية فيه فان اكثر الناس ولعا على الاطلاق بالسحر هم اليهود وهذا معلوم من حالهم قديما وحديثا ان للسحر مكانة عظيمة عندهم وله في ذلك مؤلفات بلغت حتى التقديس عند هؤلاء اليهود وآآ لم يزالوا يتعاطون هذا الامر استفادوه من الامم القديمة من الكلدانيين والبابليين وقدماء المصريين وزادوا عليه آآ ما اوحى الشيطان اليهم حتى انهم اصبحوا سادة هذا الباب فابرع الناس واكثر الناس اشتغالا به هم اليهود عليهم من الله ما يستحقون وتأثر بهم من تأثر من غيرهم حتى دخل هذا الى بعض المنتسبين الى هذا الدين مع الاسف الشديد وحذاري يا ايها الفضلاء حذاري من اه المواقع والفضائيات التي تروج للسحر فان هذه الوسائل الحديثة قد قربت لكثير من الناس ما كان بعيدا وهذا امر مؤسف اصبح الوصول الى السحرة من خلال هذه الوسائل امرا قريبا جدا ليس بين الانسان وبينه الا ضغطة زر كما يقولون فكم هي المواقع التي هي بالالاف ربما اكثر نجده يكتب او تجدها تكتب موقع الشيخة الروحانية فلانة او موقع الشيخ الروحاني ايه فلان وهو والله الشيخ الشيطاني وليس الروحاني وتدخل الى هذا الموقع واسأل الله الا تدخله تجد انه يذكر لك الخيارات ماذا تريد ماذا تريد ان نقدم لك من خدمات تريد اعانة على رزق تريد محبة تريد صرفا تريد ربطا تريد عطفا اطلب وتمنى ونحن نحقق لك ويضحكون على عقول السفهاء ويقولون اموال الناس بالباطل واه هنا تزل اقدام مع الاسف الشديد من ضعاف الايمان وضعاف العقول فهذا تجده قد اغلق في وجهه بعض من ابواب العمل فيأتي يبحث عن مخرج عند هؤلاء السحرة وتلك تخشى على زوجها ان يتزوج عليها فتلجأ الى هؤلاء السحرة وثالثة تريد ان تؤذي ضرتها فتلجأ ايضا الى هؤلاء السحرة ورابع غبي يريد ان يحافظ على ابنته في زعمه فيلجأ الى السحرة لاجل ربطها وهكذا دواليك في امور كثيرة يلجأون فيها الى السحرة حتى اننا وجدنا بعض الاطفال والصبيان والفتيات من يدخلوا الى هذه المواقع المشبوهة ويتعامل مع اهلها وقد يبدأ الامر بحب استطلاع او مزاح ولكنه ينتهي بشر وبيل وهذا ايضا يقال في بعض القنوات الخبيثة التي تروج لهذا الافك. بل لهذا الكفر فحذاري يا ايها المسلم من الوقوع في هذا الامر فان الامر في هذا والله عظيم وقد ثبت عند ابي يعلى وغيره باسناد صحيح. كما قال الحافظ ابن كثير وجيد كما قال المنذري وابن حجر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من اتى كاهنا او ساحرا او عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله الله عليه وسلم قال ابن حجر ومثله لا يقال بالرأي واضف اليها واضف هذا الى ادلة القول بان السحر كفر الامر ليس سهلا ولا يسيرا فالذي اه يتعاطى مثل هذه الامور الرديئة ان يعلم انه يعرض ايمانه الى الزوال والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف واخذوا المحصنات الغافلات المؤمنات. هذا الحديث آآ في الصحيحين ومضى الكلام فيه اجتنبوا السبع الموبقات لك ان تقول الشرك بالله والسحر على البدلية ولك ان تقول الشرك بالله والسحر على ان الشرك آآ خبر لمبتدأ محذوف هن الشرك بالله والسحر الى اخره ومضى الكلام في ان العطف بقوله والسحر هو من باب عطف الخاص على العام. نعم قال رحمه الله وعن جند رضي الله عنه مرفوعا حدث الساحر ضربه بالسيف رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف هذا الحديث حديث جندب وهو جندك ابن كعب وقيل ابن زهير ابن عبد الله الغامدي الازدي المعروف بجندب الخير ووهم بعض الناس فظنه جندب ابن عبد الله البجلي انما هذا جند بن كعب وقيل جندب ابن زهير الازدي جندب الخير آآ رضي الله عنه وارضاه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا والصحيح ان المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث ضعيف فان فيه اسماعيل ابن مسلم وهو ضعيف وظعف الحديث مرفوعا الامام البخاري والترمذي وغيرهما من اهل العلم والصحيح كما قال الترمذي وكما قال الذهبي وكما قال غيرهما الصحيح وقفه على جندب ولهذا قصة وهي انه وقف على ساحر يتعاطى بعد هذه المخاريق وما كان منه الا ان اختلط سيفه وقطع رقبة هذا الساحر وحدث بهذا الحديث حد بحري ضربة بالسيف او حد الساحر ضربه بالسيف بهذا وبهذا قرأ الحديث يعني لك ان تقول حد الساحر ضربة في السيف. ولك ان تقول حد الساحر ضربه بالسيف فهذا آآ فيه آآ ان السحر كفر بالله جل وعلا. لان الصحابي لم يكن ليشتري على هذا الا فيما هو ردة نعم قال رحمه الله وفي صحيح البخاري عن دلالة ابن عبده قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال فقتلنا ثلاث سواحف هذا الاثر عن عمر رضي الله عنه اه نسبته الى البخاري اه غير دقيقة كتابة عمر رضي الله عنه الى عماله ثبتت في البخاري ولكن اللفظ الذي في البخاري كتابته لهم ان يفرقوا بين المجوس ومحارمهم فان اهل هذه الديانة كان احدهم يتزوج اه امرأة من محارمه كامه او اخته والعياذ بالله فامر عمر رضي الله عنه عماله بالتفريق بين اه هؤلاء المجوس وبين محارمهم لكن جاء في غير بخاري باسناد صحيح عند احمد وعبد الرزاق وغيرهما انه كتب لهم ايضا ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال بجالة وهو بجالة ابن عبدة بتحريك الباء تابعي كبير مشهور ثميني بصري قال فقتلنا يومئذ ثلاث سواحر وهذا ايضا فيه آآ قتل السحرة وفيه ايضا ان هؤلاء السحرة كفار قال ابن قدامة رحمه الله ومثل هذا الاثر اشتهر ولم ينكر فكان اجماعا يعني من الصحابة فكيف اذا انضم الى هذا فعل غير عمر رضي الله عنه مر معنا فعل اه جندب الازدي وسيمر معنا ايضا غيرهما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت نعم هذا عند مالك في الموطأ بلاغا ووصله عبد الرزاق وغيره وفيه ان حفصة بنت عمر ام المؤمنين رضي الله عنها امرت بقتل ساحرة سحرتها كانت جارية لها فهذا فيه ايضا ما يؤيد ما ثبت عن عمر وعن جندب رضي الله عنهم نعم قال رحمه الله وكذلك صح عن جندب رضي الله عنه نعم كما مر معنا في الحديث السابق هو جندك الازدي رضي الله عنه نعم قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يعني صح قتل السحرة عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهم عمر وحفصة وجنده واضف اليهم ثلاثة ايضا وهم عثمان وابن عمر وقيس ابن سعد ابن عبادة فهؤلاء ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا بقتل السحرة عمر وابنه وابنته وخليفته يعني عثمان. هؤلاء اربعة. اضف اليهم جندبا وقيس ابن سعد ابن عبادة هؤلاء ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا بقتل السحرة وهذه مسألة عند اهل العلم وهي حد الساحر وهل يستتاب ام لا مر معنا الحديث الذي فيه ضعف الاثر عن كعب عن جندب ابن كعب وعن عمر اقتلوا كل ساحر وساحرة اضافة الى افعال الصحابة فدل هذا على ان الواجب قتل السحرة وقوله حد الساحر فيه وجهان اولا اذا كان السحر لم يصل الى حد الكفر لكنه مؤذن فان هذا ينطبق عليه وصف الحد اصطلاحا فالحد اصطلاحا هو اه القتل على بعض المعاصي التي ثبت في عقوبتها القتل. ويترتب على هذا امور منها ان الحدود كفارات لاصحابها. فاذا كان القتل للساحر حدا فهذا يكون فيما اذا كان السحر ليس كفرا لكن يتعاطى الانسان سببا من الاسباب المؤذية كبعض العقاقير قير والتدخينات والدهانات المؤذية الخفية التي لا يعلمها الا الافراد من الناس من هؤلاء الخبثاء مثل هذا ينطبق عليه انه حد لان حكم هؤلاء المؤذين انهم آآ في حكم الصائل او الباغي الذي لا يندفع شره عن المجتمع المسلم الا بقتله فصح ان اه ذلك القتلى حد. اما اذا كان القتل عن ردة ومعلوم عند الفقهاء التفريق بين القتل حدا والقتل ردة فهذا حكم وهذا وهذا حكم فان الحد ها هنا التي مرت معنا في الحديث او الاثر لا يراد بها الاصطلاح المعروف عند الفقهاء انما يراد الحد ها هنا العقوبة. يعني عقوبة الساحر ضربه او ضربة بالسيف فهذا هو الحق الذي لا شك فيه ان الساحر الذي يتعاطى السحر الكفري او الذي يؤذي بسحره ان كان دون ذلك انه يجب قتله كما وقع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ولا يشكل على هذا ما اخرج البيهقي وغيره عن عائشة رضي الله عنها انها آآ قد سحرتها جارية لها فامرت بها فباعتها ولم تقتلها وتوجيه ذلك لاحد امرين اما ان يقال ان سحر هذه الجارية لها لم يكن عن طريق لم يكن عن طريق الشياطين فرأت ان تكون عقوبتها بان تبيعها والوجه الثاني ان يكون الامر قد ترددت فيه رضي الله عنها يعني لم يستبن امرها عند عائشة رضي الله عنها هل كان ذلك عن طريق الاستعانة بالشياطين او كان ذلك بخلاف ذلك ومع الاحتمال ما كان منها لتوقع ذلك وقد ذكر نحو من هذا الكلام الشافعي رحمه الله في كتابه الام. المسألة الاخيرة وبها اختم هل يستتاب الساحر قبل قتله؟ ام لا يستتاب اكثر العلماء على انه لا يستتاب لظاهر فعل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فعمر رضي الله عنه قال ماذا اقتلوا كل ساحر وساحرة ونفذ هذا الصحابة رضي الله عنهم كما جاء في وكذلك التابعون كما جاء في اثر بجالة قتلوا في ذلك اليوم ثلاث وكذلك فعل جندك وكذلك فعلت حفصة رضي الله عنهم اجمعين. وكذلك غيرهم ممن ذكرت. فظاهر احوال انهم ما استتابوهم والقول الثاني انهم يستتابون فان تابوا قبل منهم وان لم يتوبوا قتلوا. وهذا ما مال اليه الشافعي رحمه الله في كتابه الام والقول الثالث ان حكمهم حكم الزنادقة بحيث انه يرجع في امرهم الى رأي الحاكم الشرعي الذي يراعي المصلحة الشرعية فان رأى ان المصلحة الشرعية في قتله يعني الساحر قتله والا استتابه فانتبه عفا عنه وان لم يتب قتله. ولعل في هذا القدر كفاية والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان