بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه ووفى به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد في باب بيان شيء من انواع السحر وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العض؟ هي النميمة القالة بين الناس رواه مسلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الحديث الرابع في هذا الباب الذي عقده المؤلف رحمه الله لبيان شيء من انواع السحر هذا الحديث حديث ابن مسعود رضي الله عنه وخرجه الامام مسلم في صحيحه سأل النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه سؤالا وهذا نهج نبوي تكرر في جملة من الاحاديث وذلك ان يستفتح عليه الصلاة والسلام كلامه بتوجيه سؤال لاصحابه ليستدعي اهتمامهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة هل يدرون ما العضه والعضو اختلف في ضبط هذه الكلمة فقيل ان هذه الكلمة بفتح العين وسكون الضاد العضو على على وزان الوجه وقيل انها بكسر العين وفتح الضاد عظة على وزان زنا وعدة والاول اشهر ثم اجاب النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عن هذا السؤال وجاء هذا الحديث عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري في الادب المفرد وفيه انهم قالوا الله ورسوله اعلم اما في حديث ابن مسعود فان النبي صلى الله عليه وسلم بادر بالجواب فقال صلى الله عليه وسلم في تفسير العضه انه النميمة ثم زاد الامر بيانا حيث بين هذه النميمة من جهة اثرها فقال القالة بين الناس فالعضو بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو النميمة والنميمة نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد وفسر بعضهم النميمة بانها افشاء السر الذي يترتب على افشائه اضطراب وقطيعة اصل العضه قيل انه الكذب والبهتان وانما سميت وانما سميت النميمة عضها لانها لا تنفك غالبا من كذب الغالب ان النمام يضيف الى نقله وحديثه شيئا من عنده فسمي حينئذ هذا الامر او سميت النميمة حينئذ بانها العضو وقيل ان اصل العضه في اللغة هو السحر و قال ابن قتيبة بتأويل مختلف الحديث ان قريشا كانت تسمي السحر عضها وهذا ما جاء في كلام عكرمة رحمه الله عند تفسيره قول الله جل وعلا الذين جعلوا القرآن عضيني قال كانت قريش تسمي السحر عضينا يشهد لهذا ما خرج الطحاوي في مشكل الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه الذي هو راوي هذا الحديث الذي بين ايدينا قال كانت العرب او كنا في الجاهلية نسمي السحر عضها وما اراه فيكم اليوم الا القالة وما اراه فيكم اليوم الا القالة والقالة في كلامه وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي سبق يعني الكلام الذي يقال وينقل بين الناس ويحصل بسببه فتنة واضطراب وهذا اثر من اثار النميمة وهذا هو الاقرب والله اعلم. وهو ظاهر صنيع المؤلف رحمه الله فان ايراده هذا الحديث ضمن آآ باب ما جاء في بيان شيء من انواع السحر دليل على انه يرجح ان اصل العضه هو السحر وهذا ما استظهره الشارح الحفيد رحمه الله ووجه الشبه بين السحر والنميمة من جهتين من جهة الطريقة ومن جهة الاثر اما الطريقة فان السحر كما مر معنا فيه خفاء عرف في اللغة بانه ما خفي ولطف ودق سببه وكذلك النميمة فان الساعي بها يذهب في الغالب في خفية الى من ينم اليه ثم يفشي له شيئا كان ينبغي اخفاؤه اما من جهة الاثر فان السحر من اعظم اثاره التفريق بين الناس السحر من اعظم اثاره التفريق بين الناس والله جل وعلا قال في سحر هاروت وماروت فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه واما التفريق في النميمة فانه اظهر ما يكون من الاثار فان اثر النميمة في التفريق شيء لا يخفى على احد ولذلك وقع عند الطحاوي في مشكل الاثار في هذا الحديث انه قال هي النميمة الفارقة بين الناس ووقع عند الدارمي في هذا الحديث انه قال هي النميمة التي تفسد بين الناس وعند البخاري في الادب المفرد باسناد حسن كما اسلفت من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا قال هل تدرون ما العضو؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال النميمة او قال نقل الكلام من بعض الناس الى بعض ليفسد بينهم اذا هذا اثر ظاهر كاثر السحر او لعله اشد وقد نقل ابن عبدالبر في بهجة المجالس عن يحيى بن ابي كثير انه قال يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة ولا شك ان هذا من اظهر ما يكون وما يشاهده اجهل الناس واعماهم هل وقعت المفاسد من جهة تقطع الصلات وانقلابها الى عداوات بسبب اكثر منه من النميمة لا شك انها من اعظم ما يكون اثرا بالتفريق بين الناس والنميمة لو لم يردوا لو لم يرد في النصوص تحريمها لكان ما فيها من دنو او دناءة وسقوط كافيا للنفوس الشريفة وذوي المروءات كفا عنها لو لم يكن في الشريعة ما يدل على تحريمها بل وانها من الكبائر لكان ما فيها من دناءة كافيا لاهل النفوس الحية صدا عنها اي قبح واي دناءة وسقوط اعظم من ان يكون الانسان رسولا للشيطان يفرق بين الاحبة لا شك ان هذا من ابغض ما يكون وقد قالت العرب النميمة مرعى اللئام النميمة مرعى اللئام اصحاب النفوس اللئيمة الخسيسة هم الذين يحومون ويجولون في فناء النميمة اما اهل النفوس الكبيرة والاخلاق الرفيعة فانهم يربأون بانفسهم عن ذلك اقول لو لم يرد في النصوص تحريمها لكان ما فيها من دناءة كافيا في التنفير عنها فكيف والادلة قد تكاثرت على ان النميمة منكر عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب وصاحبها متوعد بعدم دخول الجنة. اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لا يدخل ادخلوا الجنة قتات يعني نمام وما حديث ابن مسعود وما حديث ابن عباس رضي الله عنهما حين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحبي القبرين الذين اخبر انهما يعذبان فيه قال اما احدهما فكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستبرئ من بوله هذا يدلك يا رعاك الله على ان النميمة منكر عظيم ويكفي ان النبي صلى الله عليه وسلم شبهه بالسحر ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد انه لا سحر الا النميمة انما هذا الحديث في اسلوبه وبيانه على وزان الحديث الاخر الذي خرجه الامام مسلم لقوله صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس قالوا المفلس ما الذي نار عنده ولا درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المفلس الذي يأتي يوم القيامة وقد ظرب هذا وشتم هذا الى اخر الحديث ليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم ان فاقد المال لا يعد مفلسا لكنه اراد ان يبين ان المفلس من الحسنات يوم القيامة اجدر واولى ان يكون مفلسا كذلك في هذا الحديث اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين ان النميمة تشبه السحر وتؤثر تأثيره وكفى بهذا زاجرا عنها كون النبي صلى الله عليه وسلم يشبهها بذلك فيه ابلغ زاجر عنها فعلى المسلم ان يتنبه الى هذا الامر العظيم لا من جهة ان يكون نماما ولا من جهة ان يكون سماعا للنميمة فان النميمة المذموم فيها اثنان المبلغ والمبلغ الناقل والمستمع اما المبلغ وقد علمت ما فيه واما المستمع فانه لا شك انه مذموم وقبيح كيف يرخي سمعه لهذا الانسان الذي ينقل السوء اليه ويبثه ما يثير الحقد في قلبه وهو يسمع له منصطا ومتقبلا لا شك ان هذا امر لا يجوز شرعا والله جل وعلا قد نهى عن ذلك فقال سبحانه ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم فلا ينبغي للمسلم ان يرخي سمعه لهذا النمام الذي ينقل اليه ينبغي عليه ان يزجره ويذكره بالله وان يقول له اعلم يا هذا انك بين امرين اما ان تبوء باثم النميمة ان كنت صادقا او تبوء باثم النميمة والكذب والبهتان ان كنت كاذبا فاتق الله وكف لا سيما وان الغالب ان من ينقل اليك لا يريد لك الخير وقد قالت العرب يبلغ السوء كباغيه مبلغ السوء كباغيه وقال ابو العتاهية من جعل النمام عينا هلك مبلغك الشر كباغيه لك هذا الذي نم لك لا يريد بك الخير بل ربما سينم عليك على الانسان ان يتنبه الى هذا الامر العظيم واعلموا يا طلاب العلم ان اقبح خلق يكون عليه طالب العلم هذا الخلق هذا الخلق القبيح واننا مع الاسف الشديد نتذوق الثمار المرة لهذه التصرفات الخسيسة في هذا الزمن مع الاسف الشديد فهذه الفتن الصماء العمياء التي وقعت وتقع بين طلاب العلم والدعاة من اهل السنة ما كانت لتكون لولا وجود هؤلاء السعاة الذين هم سعات بالشر ونقل الكلام ولعهم وطربهم في ان يتنقلوا بين المجالس ينقلون الكلام من هذا الى هذا يا فلان يا شيخ اما شعرت ان فلانا قال فيك كذا وكذا اما سمعت انه قال في شريطك او محاضرتك او كتابك كذا وكذا هدفه لفساد قلبه يغار الصدور واثارة الاحقاد وان يشعل اوار الفتنة بين اهل الخير وطلبة العلم وهذا واقع مؤسف مع الاسف الشديد والاغراض مختلفة منهم من يريد ان يتزين عند من ينقل اليه كانه يقدم الولاء والطاعة ومهر المحبة اليه حينما ينقل له ما يسمعه في مجالس غيره وهو يعلم ان هذا لن يزيد الامر الا فتنة واضطرابا وعداوة وشحناء او ربما كان يريد شيئا في نفسه ليصفي حسابات او يحقق مآرب آآ او يقتص فيما يظن من هذا الذي ينم عنه وعلى كل حال مهما كان الغرض ومهما كان السبب لا ينبغي لطالب العلم ان يقع في هذا المرتع الوخيم وفي صحيح مسلم من حديث عبادة رضي الله عنه حينما ذكر العهد الذي اخذه النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة في رواية مسلم قال رضي الله عنه اخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم العهد كما اخذ على النساء الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا من من املاق ولا يعضه بعضنا بعض بعضا قال ماذا ولا يعضه بعضنا بعضا ضع مثل هذا الحديث نصب عينك يا ايها المسلم وعلى الاخص يا طالب العلم احفظ لسانك الا عن الخير ان لم يكن ان لم تكن داعية للالفة والاخوة واجتماع الكلمة على الخير والحق فلا تكن سببا للتفريق فكم من صداقات وكم من علاقات وكم من محبات وكم من اخوة صادقة قد تقطعت وانقلبت الى عداوات والى شر عظيم بسبب هذا النقل وبسبب هذا السعي من هذه النفوس المريضة ويرى الله العجب انظر لهذه الكلمة من ربنا سبحانه وتعالى قال مشاء مشاء بنميم انظر الى صيغة المبالغة يعني هناك اجتهاد وبذل يسعى سعيا حثيثا حتى يوصل وينقل الكلام وكان في غنى عن ذلك والله لولا هذا المرض الذي في النفوس هذا اللسان ينبغي ان يحجر الا عن ذكر الله وعن الكلام في الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من صمت نجا واخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن انه لا يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم تنبه يا عبد الله الى ذلك واعلم ان الامر عظيم وان دماء المسلمين واموالهم واعراضهم حرام حرمة عظيمة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فاتقي الله في نفسك واتق الله في اخوانك واتق الله في الدعوة التي تتأثر تأثرا سلبيا بسبب هذه التصرفات القبيحة والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وله ما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحراء هذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما ووهم المؤلف رحمه الله حينما جعل الحديث عند الشيخين انما الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما في البخاري واما في مسلم فانه جاء من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عنه عمار لما خطب فاوجز فقيل له يا ابا اليقظان انك خطبت فابلغت واوجست فهلا تنفست؟ يعني ابطأت واطلت قليلا وقال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان طول صلاة المرء وقصر خطبته من مأنة فقهه اطيلوا الصلاة واكثروا واقصروا الخطبة وانا من البيان سحرا. وان من البيان سحرا اما هذا الحديث الذي بين ايدينا وقد اخرجه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه في موضعين وفيه انه جاء اليه رجلان من المشرق فخطب كل واحد خطب خطبة وتكلم كلمة فعجب الناس من بيانهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا او قال ان بعض البيان سحر هذا الحديث فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بيان ان بعض البيان سحر والبيان هو الفصاحة وعرف بانه اخراج المعنى من حيز الخفاء الى حيز التجلي وجه تسمية او وصف بعض البيان بانه سحر ان البيان العالي والبلاغة والفصاحة تؤثر في النفوس تأثيرا يشبه تأثير السحر فان البيان العالي ربما اظهر الشيء على غير حقيقته حتى يخيل للانسان الامر على غير وجهه البيان قد يخرج المحق في صورة المبطل والمبطلة في صورة المحق وقد يجعل القبيح حسنا وقد يجعل الحسن قبيحا وهذا امر معلوم لا شك فيه في هذا يقول ابن الرومي في زخرف القول ترجيح لقائله والحق قد يعتريه بعض تغييره. والحق قد يعتريه. بعض تغييره تقول هذا اجاج النحل تمدحه وان تعب قلت ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما سحر البيان آآ يري الظلماء كالنور سحر البيان يري الظلماء كالنور اذا البيان فيه تأثير خفي وشديد على النفوس فهذا وجه فهذا وجه وصفه او تشبيهه بالسحر واختلف العلماء هل هذا الحديث فيه ذم للبيان او مدح له اكثر العلماء على ان هذا الحديث انما سيق لمدح البيان لا لذمه ووجه ذلك ان الله سبحانه وتعالى امتن على العباد بتعليمهم البيان فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان والنبي صلى الله عليه وسلم قد كان حاز اعلى درجات الفصاحة والبلاغة والبيان فانه قد اوتي جوامع الكلم ولا يخفاكم حديث العرب رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فكانت البلاغة والفصاحة والبيان طوع شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا مدح وثناء على البيان واما القول الثاني فانه يرى ان هذا الحديث انما سيق مساق الذم وذلك لما في البيان من تكلف والتكلف مكروه في الجملة ثمان البيان قد يستعمل في نصرة الباطل واخفاء الحق وتعزيز الظالم وهضم المظلوم فكان هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ذما له والامام مالك رحمه الله كانه يميل الى هذا انه قد اخرج هذا الحديث في موطئه تحت باب ما يكره من الكلام الا من ذكر الله ظاهر هذا انه رأى ان هذا الحديث مسوق مساق الذم والاظهر والله تعالى اعلم ان الحديث انما فيه بيان الواقع الحديث فيه بيان الواقع فالواقع ان البيان يؤثر تأثيرا شبيها بتأثير السحر اما كونه مذموما او ممدوحا فهذا يختلف باختلاف حال المبين ماذا اراد بكلامه وبيانه هل اراد نصرة الحق ودفع الظلم وبيان السنة والخير حينئذ يكون البيان ممدوحا لانه اضحى حينئذ سلاحا للخير او اراد خلاف ذلك اراد ان يكون البيان سببا لنصرة الباطل وتقوية الظالم واخفاء الحق فحينئذ يكون مذموما وهذا كما ذكرت اظهر والله تعالى اعلم لا يخفى ان البيان سلاح ذو حدين كما يقال في قديم الزمان وحديثه فالناس تعرف في واقعها ويعلم الناس في دنياهم كيف ان البيان والفصاحة كانت سببا في نشر الخير والاقبال على الهدى والرجوع عن الغواية والاهتداء الى الحق من الناس اعني من دعاة الحق من اتاه الله فصاحة وبيانا وبلاغة وقدرة على ايصال المعنى الحق بصورة محببة للنفوس. تقبل على سماعها وهذا لا شك انه ان وظف هذه النعمة التي اتاه الله اياها في الدعوة الى الاسلام ونشر الخير لا شك انه حينئذ سيكون مفتاحا للخير وبابا من ابواب النور التي يشع منها الى الناس والعكس صحيح كم انتشر الشر والفساد والخرافة والكفر والالحاد والمذاهب البدعية انتشرت بسبب قدرة الدعاة على الفصاحة والبيان وانت تشاهد وتلاحظ هذا الى اليوم كثيرون كثير من دعاة الشر والبدع والضلال او المجون والفسق والمذاهب الردية انما يسلكون هذا المسلك ويمتطون هذا السلاح الى قلوب الناس والى عقولهم فيصورون القبيح في صور حسنة واكثر الناس اه اغمار ليس عندهم الا الوقوف عند زخارف القول دون ان يغوصوا الى الحقائق والاعماق ومرامي الكلام المقصود ان اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا دليل على ان هذا المقام مقام جلل وذو خطر وينبغي ان يتعامل منه او يتعامل معه بحذر اليس كل متكلم يكون مصيبا وليس كل مبين يكون مريدا للحق ينبغي على المستمع والمتلقي ان يعرف وان يكون على حيطة من امره وان يأخذ بالثقة في اموره ولا يغامر لا سيما في اهم القضايا والمسائل وهي قضية الدين ايضا على الدعاة الى الحق ان يتنبهوا الى هذا الامر فان من احسن واقوى ما يستعينون به بعد عون الله عز وجل وتوفيقه حسن البيان والقدرة على الفصاحة فان الناس تقبل على من يستميل قلوبها ويهز مشاعرها ويحسن ايصال الكلام الذي يريد باسلوب حسن اخاذ دعاة الى الحق لا ينبغي ان يوصلوا حقهم في صورة مهزوزة اشهى الطعام ان قدمته في اناء متسخ قبيح لا تقبل النفوس على الاكل اليس كذلك واقبح الطعام او ارداؤه لو قدم في صورة حسنة مزخرفا ومزينا ومحسنا فان النفوس قد تقبل عليه مع انه قد يكون ضارا اذا هذا من احسن واهم ما ينبغي ان يعتني به من اراد ان يكون داعية الى الحق اماما في الهدى اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من ائمة الهدى والخير ومن الدعاة الى الحق ونسأله جل وعلا ان يجعلنا جميعا من انصاره ومن جنده كما نسأله تبارك وتعالى ان يلطف بالمسلمين وان يكون لهم وان يجعل دائرة تسوع على اعدائهم كما نسأله جل وعلا ان يخص بفضله ورحمته وعونه ولطفه اخواننا المسلمين في الشام ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان