بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد لا نزال في هذا الباب الذي عقده المؤلف رحمه الله في موضوع الاسماء والصفات وقلت للدرس قبل الماضي ان الشيخ رحمه الله خص هذا الموضوع خص هذا الموضوع في كتابه في ثلاثة ابواب هذا الباب الذي بين ايدينا وباب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى وباب قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره قال المؤلف رحمه الله باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات اي ما حكمه والمؤلف رحمه الله يسير ب تبويبه كثيرا على نهج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه وانت خبير بان مثل هذا التقويم الذي بين ايدينا قد اكثر منه البخاري رحمه الله في الصحيح لا شك ان من جحد شيئا من اسماء الله وصفاته اي عطلها وانكرها لا شك انه يكون كافرا بالله سبحانه وتعالى هذا هو الحكم من حيث الاصل ذلك ان جحد شيء من اسماء الله وصفاته هو في حقيقته تكذيب للكتاب والسنة وهذا كفر باتفاق العلماء ومر بنا غير مرة قول نعيم ابن حماد رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر جحد اسماء الله وصفاته ارث من ارث المشركين وبئس الارث وبئس المورث ذلك ان نجحد شيء من الاسماء والصفات هو في حقيقته من ظن السوء لله سبحانه وهذا ما كان عليه اهل الشرك ولذلك الله سبحانه وتعالى توعدهم على ذلك بوعيد شديد قال سبحانه ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء لاحظ هذا الوعيد عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنه واعد لهم جهنم وساءت مصيره هذه التهديدات الاربعة مما يطير له قلب المؤمن خوفا وفرقا من ظن بالله هذا الظن ظن الجاهلية وظن السوء فانه متوعد بهذا الوعيد الاكيد من ربنا سبحانه وتعالى ومما يدلك على ان جحد شيء من اسماء الله وصفاته هو من هذا الظن ظن الشوق بالله قوله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فدل هذا على ان هؤلاء المشركين الذين جحدوا علم الله سبحانه وتعالى بما يعملون دلت الاية على ان هذا من الظن السيء الذي ارداهم فدل هذا على ان جحد شيء من الاسماء والصفات ومن هذا الظن الذي ورثته الفرق الضالة عن هؤلاء المشركين الفرق التي انحرفت في هذا الباب كثيرة و متفاوتة ظلمات بعضها فوق بعض منها من جحد جميع الاسماء والصفات ولم يثبت لله شيئا الا الوجود بشرط الاطلاق ومعلوم عند جميع العقلاء ان الوجود المطلق ليس الا في الاذهان وليس في الحقائق والاعيان فهم في حقيقتهم جاحدون لله سبحانه وتعالى بالكلية ولذلك اجمع العلماء على كفر هؤلاء ولذا لم يشفع لهم شيء من شبهاتهم وبالتأكيد عندهم شبهات لكنها شبهات لاحضة لا ترقى لان تدفع عنهم تكفيرهم ومن اولئك من كان اقل شرا جحد صفات الله واثبت اسماء جوفاء لا معاني تحتها اثبتوا اسماء فالله عندهم سميع لكن بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم وهكذا ودون هؤلاء واخف منهم شرا من اثبت الاسماء وبعض الصفات وجحد بعضا او كثيرا منها هم في هذا بين مقل ومكثر المقصود ان جحد شيء من اسماء الله وصفاته لا شك انه منكر عظيم وذنب كبير يجب على كل مسلم ان يحذر منه الواجب ان يتلقى الانسان ما جاء في الكتاب والسنة من اسماء الله وصفاته ان يتلقى هذا بالقبول والتسليم والمحبة وان يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالتعبد بهذه الاسماء هذا من المهمات ومن الواجبات التي تلزم كل مسلم ومسلمة والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية اورد المؤلف رحمه الله هذه الاية ليبين ان من صنيع المشركين انهم يكفرون باسم الله الرحمن وهذا منهم من جملة كفرهم من جملة كفر المشركين انكارهم اسم الله الرحمن فدل هذا على ان من جحد شيئا من اسماء الله وصفاته فانه يكون كافرا بذلك متابعا للمشركين والواقع ان هذه الاية اختلف اهل العلم فيها هل المشركون كفروا بالاسم او بالمسمى هل كان كفره بسم الله الذي هو الرحمن او كان كفرهم بالله الذي من اسمائه الرحمن قالت طائفة بما قال به امام الدعوة المؤلف رحمه الله وظاهر ان المؤلف ما اورد هذه الاية ها هنا الا وهو يرجح ان كفر المشركين انما هو بماذا بالاسم وليس المراد انهم يكفرون بالمسمى وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان الكفر ها هنا كان كفرا بالمسمى وهو الله سبحانه وتعالى يعني وهم يكفرون بالله ومعلوم بالضرورة ان المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كافرون بالله ويبقى بعد ذلك السبب في ذكر هذا الاسم بالذات وهو اسم الرحمن مما تلمسه بعض اهل العلم في حكمة ذلك ان المشركين كفروا بالله عز وجل وببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبآيات الله التي التي انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان انزال القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم من رحمة الرحمن جل وعلا فهم قابلوا هذه الرحمة بالكفران تناسب ان يؤتى ها هنا باسمه تعالى الرحمة مهما يكن من شيء فالذي يظهر والله تعالى اعلم ان القول الثاني اقرب وذلك اننا اذا نظرنا الى سياق الايات وجدناه يؤيد هذا القول قال سبحانه كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم لتتلو عليهم الذي اوحينا اليك وهم يكفرون بالرحمن ثم قال تعالى بعد ذلك قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاع لاحظ ان الشأن بي التعقيب على مقالة هؤلاء التي هي الكفر بالرحمن انا باثبات التوحيد قل هو ربي وهذه مقدمة ملزمة لهم لانهم لا ينكرون ربوبية الله عز وجل في الجملة فالزمهم بهذا على المدلول كان هذا دليلا على مدلولي وهو ان الله لا اله الا هو قل هو ربي لا اله الا هو ثم اتى بنوعين رفيعين من انواع العبادة وهما التوكل وهما التوكل والتوبة ولاحظ ايضا كيف انه جيء ها هنا باسلوب القصر وذلك ان تقديم الجار والمجرور يفيد ماذا تفيد الحصر والقصر في كلا الجملتين عليه توكلت واليه متاب يعني اتوكل عليه لا على غيره واتوب اليه لا الى غيره فدل هذا على ان المقام رجع الى الشأن الذي ينكره هؤلاء وهو الالوهية وليس وليس الاسماء والصفات اذا الاقرب والله اعلم ان قوله تعالى كذلك ارسلناك ثم قال وهم يكفرون بالرحمن فقوله كذلك ارسلناك الاقرب والله اعلم انها حال عفوا ان قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن حال من قوله كذلك ارسلناك يعني ارسلناك والحال انهم يكفرون بالرحمن وعلى كل حال مهما قلنا بي شأن الترجيح ها هنا فان مما لا شك فيه ان مشركي قريش كانوا يكفرون باسم الرحمن سواء رجحنا ان هذه الاية يراد فيها الكفر بالاسم او الكفر بالمسمى فان مما لا شك فيه ان المشركين كانوا يكفرون باسم الله الرحمة يدل على هذا قول الله عز وجل دلالة صريحة قوله تعالى واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن ها قالوا وما الرحمة لاحظ انه قالوا ها هنا وما الرحمان وما قالوا ومن الرحمن فدل هذا على انهم لا ينكرون الله جل وعلا والا لقالوا ها ومن الرحمن؟ لكن انكارهم رجع الى الاسم فلذلك قالوا وما الرحمة فدل هذا على انهم ينكرون اسم الله الرحمن يدل على هذا ايضا ما ثبت عند البخاري في قصة الحديبية و الحديث طويل وفيه ان سهيل بن عمرو لما كان يعاقب النبي صلى الله عليه وسلم على الصلح قال للنبي قال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب وهو علي رضي الله عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم عند البخاري قال سهيل والله لا ادري ما الرحمان ولكن اكتب باسمك اللهم تلاحظ انه انكر وهو على دين قومه اسم الله الرحمن فدل هذا على انهم كافرون باسم الله الرحمن والسؤال ها هنا هل انكارهم هذا الاسم عن جهل او عن تجاهل قال بعض اهل العلم كان هذا الانكار منهم عن جهل واختلفوا قال بعضهم انهم انكروا هذا الاسم لانهم لا يعرفونه لانه اسم عبراني لا عربي ليس من الاسماء العربية انما هو ماذا عبراني وهذا القول ضعيف جدا بل هذا الاسم الجليل اسم عربي لا شك فيه وصيغة فعلان في اللغة تدل على التعظيم والامتلاء الرحمن عظيم الرحمة وكثير الرحمة الاسم عربي لا شك فيه والقوم عرب ويعرفون معنى هذا الاسم وقال بعضهم انما انكروه لانهم ما كانوا يعرفون هذا الاسم لله انما عرفوه لما او انما سمعوا به لما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. واما قبل ذلك فهم لا يعرفونه وهذا ايضا ضعيف بل هذا الاسم كان معروفا عند اهل الجاهلية ومشهور عندهم ايضا وموجود في نثرهم وفي شعرهم وفي الشعر المشهور المنسوب الى حاتم الطائي قل اليوم من رزق الاله وابشروا فان على الرحمن رزقكم غدا ونسب هذا البيت الى غيره كذلك في البيت المشهور من ابيات الجاهلية الا ضربت تلك الفتاة هجينها؟ الا قطع الرحمن ربي يمينها اذا كانوا يعرفون اسم الرحمن والشواهد على هذا كثيرة اذا غير صحيح ان يقال ان الرحمن اسم مشغول عندهم ما عرفوه الا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم ولدا انكروه وقال بعضهم انما انكروه لان القوم ما كانوا يعرفون الرحمن الا مسيلمة الكذاب لانه قبحه الله تسمى برحمن اليمامة ولاجل هذا انكروه انكروا ان يكون هذا اسما لله لان المعروف والمشهور انه اسم لذاك الكذاب وهذا ايضا ظعيف لان القوم سمعوا هذا الاسم وعرفوه قبل ان يخرج مسيلمة بمدد متطاولة فكيف يقال انه اشتبه عليهم الامر فظنوا ان الرحمن انما هو ماذا مسيلمة هذا لا شك ايضا انه غير صحيح والصواب والله تعالى اعلم ان هذا الانكار منهم كان عن تجاهل لا عن جهل وكان عن تعنت منهم وعناد والله سبحانه وتعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله في صحيح البخاري رحمه الله تعالى انه قال قال علي رضي الله عنه حدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله هذا الاثر عن علي رضي الله عنه اثرا فيه توجيه يحتاجه الدعاة الى الله وطلاب العلم و جاء في لفظ عند البخاري اتحبون ان يكذب الله ورسوله وجاء في خارج الصحيح حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون هذا الاثر تذرع به بعض الناس لي القول لان احاديث الصفات لا ينبغي تحديث العامة بها قولوا هؤلاء احاديث الصفات يعني الاحاديث التي ورد فيها صفات الله عز وجل لا ينبغي تحديث العامة بها لان علي رضي الله عنه يقول حدثوا الناس بما يعقلون اتحبون ان يكذب الله ورسوله ولا شك ان هذا غير صحيح وليس هذا مراد علي رضي الله عنه ولو سلمنا جدلا لانه مرادهم فماذا سنصنع اذا بايات الصفات وهي التي تتلى على الناس اناء الليل واطراف النهار هل سنقول للائمة عن قراءة الايات التي فيها شيء من صفات الله جل وعلا و كتاب الله سبحانه مليء من ذكر هذه الصفات هذا مما لا يمكن ان يقول به احد دل هذا على ان هذا المسند غير صحيح بل احاديث الصفات وايات الصفات مما ينبغي بثه ومما ينبغي نشره ومما ينبغي ان يوصل الى الاسماء والقلوب فان بذلك تحقيق التوحيد و تعظيم الايمان في النفوس لا شيء يوصل الى الله عز وجل مثل طريق اسمائه وصفاته اعظم طريق نوصل الى الله عز وجل هذه الطريق صاحب هذه الطريق طيزت له السعادة وهو مستلق على فراشه الذي يصل الى الله عز وجل من خلال التعبد والتأمل باسماء الله والصفات في اسماء الله وصفاته ان يبشر بكل خير ليست له السعادة من اطرافها اذا ما الذي اراده علي رضي الله عنه اراد رضي الله عنه انه ينبغي على من يحدث الناس على من يحدث على من يحدث الناس ان يسلك معهم مسلك الحكمة الصفات وفي غير باب الصفات بمعنى انهم انه يخاطبهم بالخطاب الذي يفهمون لا ينبغي ان يهجم عليهم بالمسائل هجوما وهي تحتاج الى ذكر مقدمات ممهدات تحتاج الى تأصيل مسبق تحتاج الى ان تشرح شرحا مسهلا تحتاج الى ان يجتنب فيها بعض الدقائق التي تناسب طلاب العلم ولا تناسب العامة هذا كله وغيره يرجع الى شيء واحد مجموع بكلمة واحدة وهي الحكمة لابد لطالب العلم ولابد للداعية الى الله عز وجل من سلوك مسلك الحكمة ايصال الخطاب الشرعي تعلق بالصفات او تعلق بالاحكام او تعلق بالاخلاق او تعلق بغير ذلك لابد ان يتكلم بخطاب مفهوم وان ننبه الى الشيء الذي يحتاجه الناس ويهمهم ليس كل مسألة تصلح ان تطرح على كل احد ولذلك في مقدمة مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وهي كلمة عظيمة تضارع هذه الكلمة وينبغي ان تضم اليها والا تغيب الكلمتان عن ذهن طالب العلم الداعية الى الله قال رضي الله عنه وعلي ابن مسعود انك ما حدثت قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة اذا ما قد يفعله بعض الناس من انهم يرمون المسائل رميا كيفما اتفقنا على اسماء الناس دون تبصر في احوالهم هل هذا مما يليق ان اه يطرح عليهم بهذا الاسلوب او ينبغي ان يتريث ويقدم قبله بما هو اهم ثم ان يؤصل الموضوع لذكر مقدمات حتى يستوعبوا المراد حتى لا تختل عليهم الامور معلوم ان الناس اعداء ما جهلوا اتانا ان سهلا ذم جهلا علوما ليس يعلمهن سهل علوم علوما لو دراها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل الانسان ما اسهل ما يدفع ما لا يعلم ولذلك العامة ربما يقعون في شيء من جهد اه امور ثابتة في الشريعة لانها وصلته بطريقة فيها رعونة وعدم مراعاة للمصلحة لا سيما بالاماكن والازمان التي تضعف فيها انوار السنة ويكثر فيها آآ الجهل الشريعة اذا ها هنا يتعين على الداعية الى الله عز وجل ان يسلك المسلك الشرعية الحكيم بالكلام عن الامور والدقائق في العلم تنقسم الى قسمين العلم في الجملة ينقسم الى امور محكمات واضحات والى مسائل دقيقة المحكمات الواضحات لا اشكال فيها ولله الحمد اما الدقائق فانها تنقسم الى قسمين دقائق تهم العامة ودقائق لا تهمهم الدقائق التي لا تهمهم التفاريع المتعلقة بالردود على المخالفين وهم ليسوا اهلا للخوض في هذا الباب مثلا فمثل هذه لا ينبغي ان يشغلوا بها انما يعطون تصورات عامة حتى يعرفوا الحق والباطل ويلتزم الحق ويجتنب الباطل اما الدقائق التي تهمه ولا سيما اذا كان الشر قريبا منه وهم بحاجة الى ان يحذروا فمثل هذه ينبغي ان تصل اليهم ولكن بالاسلوب الحكيم وبالطريقة التي يفهمونها العلم الذي يصل الى الصغير لا ينبغي ان يكون في اسلوبه كالذي يصل الى الكبير كذلك الذي يصل الى العالم او طالب العلم ليس كالذي يصل الى العامي وهكذا اذا على الانسان الذي يروم ان يكون مبلغا لشرع الله عز وجل ان يسلك هذه الطريق الحكيمة بايصال وسائل العلم والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله روى عبد الرزاق عن عمر ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك فقال ما فارقوا هؤلاء دون رقة عند محكمه ويهلكون عند واتشابه بها ايراد المؤلف رحمه الله هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما بعد اثر علي من احسن ما يكون فانك ان جمعت بين الاثرين اتضح لك ان ما يشب ما يشغب به بعض الناس من التهوين من التحديث باحاديث الصفات ليس صحيحا هذا ابن عباس رضي الله عنهما وهو حبر الامة كان يحدث باحاديث الصفات وهذا الاثر كما ترى في غاية الصحة اسناده في غاية الصحة ولم يكن يتوقى تحديث الناس بصفات الله جل وعلا الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حدث ابن عباس رضي الله عنهما مرة بحديث جاء فيه ذكر شيء من الصفات فكأن هذي هذا الحديث قد استشكله هذا الرجل فارتعد انه اصابه شيء من الفزع والاشكال لسماع هذا الحديث اهنا قال ابن عباس رضي الله عنهما ما فرقوا هؤلاء هذه الكلمة المشهور فيها طرقوا يعني ما الذي افزع هؤلاء وما الذي اخاف هؤلاء وبعضهم يذكر هذه الكلمة بضبط اخر ما فرق هؤلاء او ما فرق هؤلاء كلاهما بمعنى واحد ما فرق هؤلاء او ما فرق هؤلاء الاول ما هو ما فرقوا هؤلاء بالضبط الثالث ما فرق هؤلاء او ما فرق هؤلاء يعني ما فرقوا بين الحق والباطل فاختلطت عليهم الامور والموفق هو الذي يكون عنده فرقان ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا يفرق بين الحق والباطل يبصر الهدى واضحا جليا ويبصر الضلالة واضحة جليا اذا هذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول ما فرقوا هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه هذه مسألة مهمة وهي مسألة الاحكام والتشابه اولا ينبغي علينا ان نعلم ان النصوص قد جاءت في الاحكام والتشابه على انحاء مختلفة فجاء اولا ان القرآن كله متشابه كما قال سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابهة القرآن كله متشابه والمعنى انه يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ليس فيه اختلاف او تناثر او اضطراب او تناقض ايضا الكتاب كله محكم كما قال جل وعلا تاب احكمت اياته والاحكام ها هنا بمعنى الاتقان فهو كتاب متقن لفظا ومعنى والقرآن منه محكم ومنه متشابه وهذا هو محور حديثنا الان كما اخبر الله سبحانه وتعالى بذلك في سورة ال عمران منه ايات محكمات. هن ام الكتاب واخر متشابهات الاحكام بمعنى الوضوح والمحكم بمعنى واضح وهذا عامة القرآن لعامة الناس ومنه متشابه والتشابه ها هنا بمعنى الغموض يعني هناك اشياء يغمض فهم معناها ويخفى فهم معناها ولكن انتبه الى ان التشابه ها هنا تشابه النسبي وليس تشابها مطلقا بمعنى انه يمكن ان يكون في القرآن شيء يخفى معناه على بعض الناس في بعض الاحوال يختلس اه على بعض الناس في بعض الاحوال وليس فيه شيء يخفى على كل الناس في كل الاحوال غير موجود في القرآن ولا يمكن ان يوجد في القرآن قيمة لان الله سبحانه وتعالى امر بتدبر كتابه وذم من لم يتدبر كتابه الم يقل الله جل وعلا تاب انزلناه اليك مبارك يتدبروا اياته الم يذم الله عز وجل من لم يتدبر القرآن افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها اذا لا يمكن ان يكون في القرآن شيء غامض المعنى مطلقا خفي ما احد يعرف معناه هذا مستحيل انما ممكن كلمة او اية انا اجهلها بقلة علمي ولكن يمكن ان اسأل العلماء او اقرأ في الكتب فاعلم المعنى اذا هو تشابه بالنسبة لبعض الناس في بعض الاحوال و الواجب على المسلم ان يؤمن بالقرآن كله ما فهمه وما جهله ان يسلم بالايات جميعا ما كان منها محكما عنده او وقع عنده شيء من الاشتباه ولا يجوز بها ان يكون وقوع شيء من الاشكال او شيء من الخفاء بالنسبة له بشيء من معاني القرآن سببا لنفوره من الحق او طعنه في القرآن او وقوع ريب في قلبه هذا مسلك باطل هذا مسلك الضالين المنحرفين الذين في قلوبهم زيغ كما قال سبحانه وتعالى عنهم في سورة ال عمران اذا كل ما جاء في القرآن يجب عليك التسليم به والقبول به فهمت معناه او لم تفهم معناه وثق انك اذا امنت وسلمت فسيفتح الله عز وجل على قلبك ما اغلق ستفهم معنى ما جهلت لكن اذا سلمت واقبلت برغبة ومحبة في معرفة الحق الله عز وجل سيفتح عليك اذا ابن عباس رضي الله عنهما ننكر على هذا الذي يقبل ويجد رقة في قلبه واقبالا على الحق اذا سمع شيئا يفهمه ولكن اذا جاءه شيء يشكل عليه او لم يفهمه لضعف علمه هو فانه ربما اثار عنده شيئا من الاشكال والريب فهذا ما لا ينبغي ان يكون عليه حال المسلم هنا اريد ان اقف وقفة ربما يقول لي قائل انت الان تدعي انه ليس بالقرآن شيء مجهول مطلقا. مجهول المعنى الاحظ انا اتكلم عن المعاني ولا اتكلم عن الكيفيات الكيفيات بالنسبة لمسائل الغيب مجهولة عندنا قطعا اليس كذلك الغيب الذي تعلق بصفات الله عز وجل او تعلق بامور الاخرة كيف صفة الله عز وجل وكيف هي احوال اليوم الاخر؟ هذه بالنسبة لنا ماذا؟ مجهولة. نحن لا نتحدث عن هذا. نحن نتحدث عن ماذا عن المعاني وانا اقول واكرر ليس في القرآن شيئا مجهول المعنى مطلقا فان قال لي قائلا كيف لك ان تقول هذا وعندنا ايات كثيرة تسمى الحروف المقطعة في اواني في اوائل بعظ السور ولا احد يدرك معناها فهي من المتشابه المطلق اليس في القرآن الف لام ميم امين كاف هاء ياء عين صاد فسر لي هذه الكلمات حتى تكون قاعدتك قاعدة صحيحة والجواب عن هذا ان يقال نحن نتحدث عن الكلام وكل عاقل يدرك ان المعنى انما يطلب للكلام لا للحروف لا يوجد عاقل يقول ما معنى هذا الحرف لا في اللغة العربية ولا في غيرها اذا قال قائل ما معنى الف لام ميم فمباشرة ساقول له وما معنى باء تاء ثاء جيم حاء خاء اجيبوا يا جماعة انا مستعد ان اعطي جائزة كبرى لمن يخبرني معنى باء هل يستطيع احد او ان المعنى يطلب للكلام المؤلف من هذه الحروف اجيبوا يا جماعة الكلمات المؤلفة من الحروف هي التي يطلب لها معنى. اما الحروف من حيث هي لا احد يطلب لها معنى لا الف ولا ايه ولا بي ولا ولا شيء من الحروف في اي لغة اليس كذلك هل هذه الايات نحن نقرأها على انها كلمات او حروف يعني هل نحن نقرأ كهيئ عص الم اكيد او نقرأها الف لام ميم نحن نقرأها حروف اذا كنا نقرأها كلمة كهي عصر ها لكان الايراد واردا علينا لكن هذا ليس بصحيح. اذا هذه الحروف والحروف لا يطلب لها معنى انما نحن نتحدث عن الكلام الذي يطلب العاقل له معنى وهذا لا شيء في القرآن مجهول المعنى مطلقا لا ايات الصفات كما تقول المفوضة ولا غيرها هذا المسلك مسلك باطل غير صحيح وهو ان يقال ان نصوص ان نصوص الصفات من المتشابه الذي هو متشابه مطلق لا احد لديه يكون معناها. نحن نقرأ الرحمن على العرش استوى. نغمض اعيننا وعقولنا عن ان تتفكر في معنى استوى هذه كلمة مثل الالغاز التي لا ندري ما هي هذا لا شك انه باطل غير صحيح بل نصوص الصفات معانيها معلومة في اصل الوضع اللغوي وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعوا صفات الله سبحانه وتعالى لم يقفوا عندها ولم يقولوا هذه مجهولة ونسلم والله اعلم بمراده ويمشون او يقعون في شيء من الارتباك او القول بانها موهمة للتشبيه كما قلنا اه في تفصيل هذا في درس امس كل هذا من المسالك الباطلة لا شك هؤلاء الذين يقولون بمذهب التفويض ويزعمون ان هذه الايات مجهولة المعنى لماذا يقولون هذا يقولون لان ظاهرها يفيد التشبيه وبالتالي لها مراد خلاف الظاهر لها مراده خلاف الظاهر ولكن نحن ما ندري ما هو الرحمن على العرش استوى لم يستوي حقيقة طيب ما معنى هذه الكلمة يقولون الله اعلم ما ندري وهذا ليس بصحيح اي لماذا انتم هربتم من اثباتها؟ قالوا لانها ماذا توهم التشبيه وقلنا ان هذا باطل بل من ابطل الباطل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلي عليهم القرآن من اوله الى اخره وسمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من اوله الى اخره. وما استشكل واحد منهم فقط وعددهم اكثر من مئة الف صحابي ولا واحد استشكل اية او حديثا جاء فيه شيء من الصفات ولا يمكن لانسان ان يقول خلاف هذا وان قال خلاف هذا قلنا هات الدليل ولن يستطيع كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبرهم ان الله ينزل الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر وما قال احد قط يا رسول الله ولكن هذا الحديث مشكل هذا يوهم التشبيه سمعتم شيئا من هذا عن احد من الصحابة؟ حاشى وكلا. بل والله كان ايمانهم يزداد ويعظم تعظيمهم لله عز وجل بسماع هذه النصوص في مسند احمد من حديث ابي رزين العقيلي والحديث فيه بحث وحسنه بعض اهل العلم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره غيره يعني تغييره للاحوال وتفريجه للهموم الحديث فيه ايش صفة الضحك بالله عز وجل ماذا كان موقف الصحابة لما سمعوا هذا الحديث قال ابو رزيد العقيلي رضي الله عنه اويضحك ربنا قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال لا عدلنا من رب يضحك خيرا ماذا قال لا عدلنا من رب يضحك خيرا نبشر بالخير اذا كان ربنا متصل بهذه الصفة وعذاب الله مما يزيدنا رجاء فيه سبحانه وتعالى انظر الى القلوب المؤمنة لما وصلها شيء من صفات الله عز وجل كيف انها زكت وزاد ايمانها اذا المشكلة راجعة الى القلوب هناك قلوب فيها مرض هي التي تستشكي وهي التي يقع فيها التشبيه وزعمه التشبيه اما قلوب المؤمنة فهي مسلمة من هذه الادراة الله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكروا ذلك فانزل الله فيهم هم يكسرون بالرحمن اه هذا الاثر الذي فيه ذكر سبب نزول الاية التي صدر المؤلف رحمه الله ادلة الباب بها اه جاءت من روايات متعددة وهي موجودة بكثرة في كتب التفسير ولكن لم اقف على اسناد صحيح موصول لها ولكنه آآ على كل حال اثر مشهور في كتب التفسير اه ذكر هذا السبب على وجه الخصوص مما يحتاج ان يوقف عنده حتى يثبت هذا ثبوتا قطعيا لكن على كل حال كون المشركين انكروا اسم الله الرحمن هذا مما لا شك فيه وكون آآ هذه الاية في الدلالة على ان المشركين كافرون بالرحمن على الخلاف الكفر راجع الى الاسم او المسمى؟ هذا مما ايضا لا شك فيه لكن بحثنا فقط في بسبب النزول هل يثبت هذا السبب او لا؟ هذا موقوف على ان يثبت ذلك باسناد صحيح لعل في هذا القدر كفاية والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان