بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا افتحوا انثى به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب توحيد الذي هو حق الله على العبيد باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها الاية ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى ابواب ذات موضوع جديد يتعلق بالالفاظ التي تخدش في كمال التوحيد الواجب و اجتنابها من تحقيق كمال التوحيد الواجب قال المؤلف رحمه الله باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها الله جل وعلا بين في هذه الاية ان المشركين كانوا يعرفون نعمة الله ومع ذلك فانهم ينكرونها الاصل في هذا الباب ان من انكر ان تكون النعم من الله سبحانه فان هذا شرك اكبر واما من اعتقد ان النعم انما هي من الله سبحانه وتعالى ولكن حصل في قلبه نوع التفات لغيره في نسبة التفضل بالنعم لغيره وصاحب هذا الفاظ تفيد هذا المعنى فهذا من جنس الشرك الاصغر هذا هو الاصل في هذا الباب يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اختلف المفسرون في تفسير النعمة في الاية والاقوال تعود الى قولين رئيسين الاول تفسير من فسر النعمة بالنعم الدنيوية و معلوم عندكم وقد مر بنا في درس اصول الفقه ان المفرد المضاف يعم فقوله تعالى هنا نعمة الله يعني انواع نعمه هذه الاية على وزان قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها والنعم الدنيوية هذه النعم التي يتقلب فيها الناس في هذه الحياة من المآكل والمشارب والمساكن وما الى ذلك ولكن قد يرد ها هنا سؤال وهو ان القرآن قد دل على ان المشركين معترفون بان هذه النعم انما هي نازلة من الله عز وجل وبتقديره فكيف وصفوا بانهم ينكرونها الم يقل الله عز وجل في شأنهم ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله وامثال ذلك من الايات الدالة على انهم كانوا يعترفون بان النعم انما هي بتقدير الله سبحانه وتعالى فكيف اذا كانوا منكرين لها الجواب عن هذا ان المفسرين فسروا قوله تعالى ثم ينكرونها بتفسيرات عدة اشهرها ما يأتي اولا ان انكارهم لها هي انهم يقولون في شأنها لولا فلان لما حصل لنا كذا وكذا ويذكرون هذه النعم فهذا نوع انكار لها والتفسير الثاني انهم كانوا يقولون فيما حولهم الله عز وجل اياه من الاموال والنعم كانوا يقولون هذه اموالنا ورثناها عن ابائنا فهي لنا من طريف وتالد وامثال ذلك من هذه الكلمات التي كانت تنم عن انهم ينسبون التفضل بالنعم لغير الله عز وجل فعد هذا انكارا منهم وقيل وهو تفسير ثالث ان انكارهم لها هو قولهم ان هذه النعم كانت بشفاعة الهتنا كانت النعم بشفاعة الهتنا وهذا ايضا فيه نسبة النعم لغير الله عز وجل بل هذا القول منهم اخبث من سابقيه لان فيه اضافة الى ذلك اه ما كانوا عليه من شرك الشفاعة شفاعة الالهة التي كانوا يعتقدونها فيها وهذا كما مر بنا اعتقاد شركي هو اصل واكثر ما وقع فيه المشركون الاولون وقيل ان انكارهم لنعمة الله سبحانه وتعالى هو انهم لا يستعملونها في طاعة الله سبحانه وتعالى فعد هذا في حقهم انكارا لها وقيل وهو الخامس ان انكارهم لها وانهم يعترفون بنسبتها او بنسبة التفضل بها الى الله في الشدة وينكرون ذلك في الرخاء هذه اشهر الاقوال التي قيلت في قوله تعالى ثم ينكرونها والاقوال الثلاثة الاولى هي الاشهر وهي التي اورد المؤلف رحمه الله من كلام السلف ما يدل عليها وهو الذي فيما يبدو اورد وهو السبب الذي لاجله اورد المؤلف رحمه الله هذه الاية مهما يكن من شيء لا شك ولا ريب ان نعم الله سبحانه وتعالى يجب ان يقابلها المسلم بثلاثة اشياء اولا الاعتراف القلبي بان الله سبحانه وتعالى هو المتفضل بها وحده لا شريك له مهما اتى للانسان من نعم كانت باسباب من المخلوقين فان هذا لا يعني شيئا من جهة ان المتفضل بالنعمة انما هو الله سبحانه وتعالى ولذلك كان ركن كان ركن الشكر الاول هو الاعتراف والايمان والتصديق التام بان هذه النعم تفضل من الله سبحانه وتعالى وحده وهذا امر يقيني لا يجوز للمسلم ان يتردد فيه. ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول وما بكم من نعمة فمن الله كل النعم انما هي من تفضل الله سبحانه وتعالى حتى ما كان منها واصلا عن طريق احد المخلوقين ذلك لا يخرج هذه النعمة عن ان تكون متفظلا بها من قبل الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الله جل وعلا مذكرا لنا بهذا المعنى واتوهم من مال الله الذي اتاكم اذا المال مال الله والفضل منه وحده والعبد ما هو الا قاسم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين انما انا قاسم والله يعطيه وفي رواية ان الله هو المعطي وانا قاسم فالله جل وعلا هو المعطي على الحقيقة والمخلوق ما هو الا سبب في وصول هذه النعمة وهذا ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وانا قاسم ولعلكم تذكرون ما مر بنا في دروس سابقة من ان التفات القلب لا يجوز ان يكون للمخلوق فيه حظا تحقيق التوحيد يقتضي ان يكون القلب بالكلية متوجها في شأن النعم الى المنعم بها على الحقيقة وهو الله سبحانه هو تعالى انما حق المخلوق وحظه من اخيه هو ان يشكر عليها لا يشكر الله من لا يشكر الناس هذا القدر فحسب ومكافئته على هذه النعمة حتى تزول المنة وحتى يتفرد العبد بان يكون عبدا ذليلا خاضعا لله سبحانه وتعالى وحده. يعني من تحقيق التوحيد ان الانسان يكافئ من من ناله شيء من النعمة من قبله حتى لا يلتفت اليه بقلبه وحتى يكون التفاته بالكامل الى الله سبحانه وتعالى والركن الثاني والواجب الثاني في شأن الشكر ان يتحدث الانسان بها وان ينسبها الى المنعم بها لفظا وهذا احد الاقوال التي فسر بها قوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث وبالتالي الواجب على من انعم الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من النعم ان يذكر هذا بلسانه بان هذا من فضل الله سبحانه ويحمد الله سبحانه على ذلك وبالتالي فانه اذا سكتها سكت عن ذلك كان مذموما فكيف اذا نسب ذلك بلسانه الى غير الله كيف اذا نسب التفضل بالنعمة لغير الله جل وعلا؟ اذا كان مذموما في حال كونه كاتما وساكتا وغير مبين شيئا بلسانه في شأن هذه النعمة فكيف اذا كان قد نسب التفضل بهذه النعمة لغير الله جل وعلا؟ لا شك انه يكون احق بالذنب وهذا الذي اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه عليه فان نسبة التفضل بالنعمة لغير الله جل وعلا يقدح في تحقيق التوحيد الواجب في شأن توحيد الربوبية وضعف شكر الله سبحانه وتعالى عليها بان لا تنسب الى الله سبحانه وتعالى بالكلية ضعف في تحقيق كمال التوحيد الواجب في شأن توحيد الالوهية الواجب الثالث في شأن النعم ان تستعمل في طاعة الله عز وجل اذا كان الله جل جلاله هو الذي انعم و النعمة ملكه جل وعلا فان كل انسان يدرك بالفطرة ان الواجب الا يبارز الله سبحانه وتعالى بالمعصية في هذه النعمة على وجه الخصوص ان شئت ان تعصي الله عز وجل بنعمة من النعم فاصنع ذلك في نعمة لم تكن مسداة اليك من قبل الله جل وعلا اما ان ينزل الله النعمة عليك وشرك فيها يصعد اليه هذا ما ما اقبحه من العبد اذا هذه امور ثلاثة ينبغي ان يلاحظها من اراد تحقيق التوحيد ان يكون اعترافه بالكامل في قلبه بنسبة هذه النعمة والتفضل بها الى الله سبحانه وتعالى ثم ان يلهج لسانه بهذه النسبة مع حمده وشكره جل وعلا عليها ثم ان يسخرها ويستعملها في طاعة الله جل وعلا متى ما حقق الانسان هذه الامور الثلاثة فليبشر بالخير فانه قد قام بالامر الواجب عليه في شأن نعم الله جل وعلا تتمة الكلام عن الاية هو في قوله سبحانه وتعالى واكثره واكثرهم الكافرون يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون استشكل في هذه الاية ان المشركين جميعا كفار فكيف يقال ها هنا واكثرهم الكافرون اختلف المفسرون في توجيه هذا الجزء من الاية الى اقوال لكن اظهروا ذلك ما يأتي. اولا ان يقال ان قوله تعالى ها هنا واكثرهم الكافرون انما هو بمعنى اكثرهم الجاحدون وهذا ما ذهب اليه طائفة من المفسرين من ان الكفر ها هنا يراد به الجحد وهذا يجعل الاية على نحو قوله تعالى وجحدوا بها واستيقظتها انفسهم ظلما وعلوا والجحد ضد النفاق كفر الجحد هو ان يكون اللسان مكذبا والقلب مصدقا والنفاق على العكس النفاق اللسان ماذا مصدق والقلب مكذب فكفن الجحود كفر من يعلم صحة الاسلام وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه يأبى الانقياد فيكون كفره كفرا جحود و بالتالي افادتنا هذه الاية ان اكثر المشركين كان كفرهم عن جحود لا عن تكذيب وافادتنا ان بعضهم كان كفرهم كفرا تكذيب ما هو كفر التكذيب وان يكون باطنا وظاهرا مكذبا يكون مكذبا بباطنه وظاهره يعني بقلبه ولسانه بعضهم هكذا لكن اكثرهم ماذا كفرهم كفر جحود يعلمون في قلوبهم صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم آآ يأبون قبول ذلك ولا شك ان هذا واقع السيرة فيها شواهد على هذا عدة تدل على ان صناديد الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يكذبونه وكيف يكون ذلك وهم الذين يعرفونه فقد لبثت فيكم عمرا من قبله كانوا يعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه ما كان يكذب على الناس فكيف يكذب على رب الناس لكن اهواء النفوس التي كانوا او كانت غالبة عليهم حالت بينهم وبين اتباعه عليه الصلاة والسلام والقول الثاني وهذان القولان اقوى ما قيل في تفسير قوله تعالى واكثره الكافرون هو ان الله جل وعلا قد علم ان من هؤلاء المشركين من سيسلم ولكن اكثرهم سيثبتون على هذا الشرك والكفر فقال واكثرهم الكافرون. يعني سيثبتون ويستمرون على هذا الكفر وبالتالي بعض هؤلاء ولا شك ان آآ من المشركين من اسلم وكان من خيار المؤمنين يعني من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من هؤلاء الذين ابوا اول وهلة ماتوا على الكفر واستمروا على هذا الكفر فحق فيهم قوله تعالى واكثرهم الكافرون هذان اقوى ما قيل في هذه اه الاية وبعض اهل العلم وروي عن الحسن رحمه الله ان قوله تعالى واكثرهم الكافرون يعني ان كلهم كافرون ففسر قوله اكثرهم بقول واكثرهم بقوله كلهم ولكن القولان لكن القولين الاولين او لا واقرب واظهر والله اعلم بقي عندنا القول الثاني في تفسير النعمة النعمة القول الثاني في تفسيرها انها النعمة الدينية وهي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم اذا تحصل لنا ان النعمة في قوله تعالى يعرفون نعمة الله قيل انها النعمة ها الدنيوية وقيل انها النعمة الدينية التي هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان ذلك من اعظم النعم التي انعم الله عز وجل بها على اهل الارض. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا الاية وهذا القول رجحه طائفة من اهل التفسير المحققين ومنهم شيخ المفسرين ابن جرير رحمه الله والسؤال الان المؤلف رحمه الله الى اي القولين ينحى ايراده هذه الاية في هذا الباب يدل على انه يميل الى اي الرأيين يدل على انه يميل الى الرأي الاول كما سيمر معنا ان شاء الله في الاثار التي اوردها. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال مجاهد ما معناه؟ هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن ابائي. هذا احد التفسيرات التي وقد ذكرتها لك قبل قليل حينما يقول الانسان هذا مالي ورثته عن ابائي لاحظ ان المقام ها هنا مقام نسبة التفضل بالنعمة لغير الله هذا هو المذموم وهذا هو المعدود من انكار النعمة اما اذا كان اخبارا مجردا كأن يقول انسان لاخر من اين جاءك هذا المال يقول هذا ورثته عن ابائه السياق يدل ها هنا على ان قوله لم يكن من باب نسبة التفضل بالنعمة لغير الله. اذا المذموم في هذه الجملة هو ماذا ما كان راجعا الى هذا الضابط واحفظه الضابط ها هنا هو نسبة التفضل بالنعمة ها لغير الله عز وجل. نعم لاحظ ان هذا الرابط يربط لك جميع الامثلة التي تذكر. والسلف رحمهم الله كان كثير من تفسيرهم كان تفسيرا بالمثال يفسرون الاية بماذا بمثال لها وهذه الاقوال لا تعني ان هذا هو فقط تفسير الاية من جميع الوجوه انما هذا مثال مما يدخل في هذه الاية نعم وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا هذا تفسير عون التابعي الجليل رحمه الله ان يقول الانسان لولا فلان لم يكن كذا لولا ان فلانا اعطاني لك انت حالتي حالة لولا ان السائق كان ماهرا لوقع الحادث تلاحظ ان لولا في اللغة العربية تفيد امتناع الشيء لوجود غيره تفيد ماذا امتناع الشيء لوجود غيره. والسياق يدل على ان المتكلم بذلك اراد نسبة التفضل لغير الله وسيأتي لنا امثلة ان شاء الله في اثر ابن عباس رضي الله عنهما في مستقبل اه الدرس لعلنا نتكلم عن هذا ان شاء الله في الباب القادم في درس غد ان شاء الله. تجد ان الامثلة التي يذكرها اهل العلم لابن عباس فمن بعده انما تدور على هذا الضابط وهو نسبة التفضل بالنعم لغير الله عز وجل وبالتالي لا يجوز للانسان ان يقول هذا اللفظ لولا فلان لكان كذا وكذا او لما حصل كذا هذا لا شك انه امر لا يجوز في مقام ماذا نسبة التفضل بالنعمة لغير الله. بل هذا من الشرك الخفي كما سيأتي بكلام ابن عباس رضي الله عنهما. وبهذا نعلم انه متى ما كان هذا اللفظ على غير هذا البساط وعلى غير هذا السياق فانه لا حرج فيه فاذا كان لبيان سبب مجرد او لاخبار محض فانه لا حرج فيه يدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا اليهود لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن انثى زوجها يدل على هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ايضا قال لعائشة رضي الله عنها لولا ان قومك حديثو عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ولبنيتها على قواعد ابراهيم ولجعلت لها بابين لولا ان قومك حديثوا عهد اذا اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين السبب المانع من هذا الفعل فهذا خارج عن محله البحث نحن نبحث في ماذا في سياق معين ما هو ها نسبة التفضل بالنعمة لغير الله. وانت اذا تأملت في هذين المثالين تجد انه ماذا ليس داخلا في ذلك وهكذا ما يجري في كلام الناس مما لا يرد عليه هذا المعنى الذي ذكرته لك قبل قليل كان يقول انسان مثلا لولا ان ينقدني الناس لفعلت كذا ولرددت على فلان ها لولا ان يظن بي سوءا او لولا ان يظن بي كذا وكذا لفعلت كذا. هذا بيان لماذا لسبب مجرد مثل هذا لا حرج فيه ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله يقال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا وهذا كما ذكرت لك اخبث مما قبله لانه يجمع بين امرين يجمع نسبة التفضل بالنعمة لغير الله مع الشرك في الشفاعة الذي كان عليه المشركون الاولون ومر بنا الكلام في الشفاعة التي كان عليها المشركون على وجه التفصيل. نعم قال رحمه الله وقاله العباسي رحمه الله تعالى بعد حديث رضي الله عنه الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه ارفع صوتك واعد فقال ابو العباس بعد حديث زيد بن خالد رضي الله عنه الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث وقد تقدم وهذا كثيرا في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة من لاح حارقا ونحو ذلك مما هو جار على السنة كثير الله المستعان صدق رحمه الله هذا جار على السنة كثير و مر بنا شيء من الكلام عن هذا المعنى الذي يتعلق بالحديث الوارد ها هنا وهو حديث زيد ابن خالد المخرج في الصحيحين ومر بنا ان كنتم تذكرون قريبا في باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع و قلنا ان قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا هذه النسبة ان كانت نسبة ايجاد وفعل يعني ان هذا النوء هو الذي امطرنا بي فعله ومشيئته استقلالا فهذا لا شك انه شرك اكبر وان كان على آآ قبيل السببية انه سبب فهذا شرك اصغر. لان ذلك لم يجعله الله سبحانه وتعالى سببا لا شرعا ولا قدرا المقصود ان ابا العباس ابن تيمية رحمه الله نبه ها هنا على ان هذا الباب باب واسع وهو نسبة التفضل بالنعم لغير الله جل وعلا. وان الشريعة قد استقرت على ذم من يفعل ذلك. مذموم مكروه من قام بهذا الفعل القبيح وهو ان ينسب النعمة لغير الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر لنا مثالا على ما يقع و آآ يقع جنسه كثيرا انما يقول الانسان وقد خرج سالما من الامواج المتلاطمة التي كادت ان تغرق السفينة كانت الريح طيبة هدأت الريح فا نجونا او كان الملاح حادقا كان السائق جيدا كان قائد الطائرة حاذقا فنجونا عاد ما يتعلق بهذه النعمة وهي السلامة الى هذا المخلوق وهذا لا ينبغي ان يكون من عبد عرف حقيقة ان النعم انما هي من الله سبحانه وتعالى وما هؤلاء الخلق جميعا الا اسباب وقد علمنا انه لا يوجد سبب مستقل. لا يوجد شيء واحد من الاسباب ينتج شيئا بل لابد لهذه الاسباب من معاونة يعني لابد لهذا السبب من سبب اخر فاكثر يكون معينا له ولابد من ارتفاع موانع جميعا وكل ذلك بتيسير الله سبحانه وتعالى وتقديره. اذا كيف للانسان بعد ذلك ان يشكر ويحمد ويعترف بالنعمة لهذه الاسباب ناسيا فضل المنعم المعطي وهو الله سبحانه وتعالى. لا شك ان هذا قبيح جدا. ذكرت لك مثالا في السابق وهو وان المخلوق ينبغي ان يعامل معاملة الوسيلة فقط ذكرت لك مثالا الكل يدرك ان فاعله لا شك انه قد جانب الصواب. اذا جاءتك هدية غالية من شخص مسئول امير او وزير او تاجر كبير هدية غالية وارسلها مع سائقه دق عليك الباب وقال تفضل هذه من فلان السائق ما دوره هنا مجرد ماذا وسيلة فقط موصل لهذا ساعي يسعى في ايصال هذا الامر غاية الامر ان تشكره جزاك الله خير شكرا اما ان تقول لهذا السائق انا عاجز عن شكرك انت احسنت الي احسانا عظيما لا استطيع له وفاء انت كذا انت هل يفعل هذا عاقل من الذي اعطاك من الذي منحك؟ اليس ذاك اليس ذاك الشخص الكبير؟ وهذا مجرد ماذا مجرد سائق وسيلة تشكره وينتهي الامر لكن شكرك الفعلي ينبغي ان تتوجه به الى الى ذاك المعطي هذا مثال يقرب لك ما نريد ان نتكلم فيه. المنعم الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى والذي اعطاك حتى هذا التاجر ما هو في الحقيقة الا الا وسيلة كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء من عطاء ربك النعمة من الله. ان الله هو المعطي هذا هذه الحقيقة التي يجب ان تستقر في قلبي الموحد ان اراد ان يكون موحدا حقا نعم طيب في ختام هذا الباب يلوح لي ان نستفيد فائدتين مهمتين من هذا الباب الفائدة الاولى هي ان نعلم ان التوحيد اصفى شيء على الاطلاق ولذلك يؤثر فيه ويشوش عليه ادنى شيء مثاله مثال مثاله مثال مرآة صافية جدا ادنى شيء يؤثر فيها لو وضعت عليها اصبعك ماذا يحصل يتشوش الامر صفاؤها ماذا يتأثر التوحيد اصفى منها ولذلك يشوش عليه ادنى مؤثر هذه حقيقة يجب ان نعيها يا اهل التوحيد ولذلك واجب المسلم هو ان يرابط على الثغور التي يؤتى توحيده منها هذا واجبك في هذه الحياة ان ترابط على ثغر القلب وان ترابط على ثغر اللسان وان ترابط على ثغر النظر وان ترابط على ثغر السمع منها هنا يؤتى توحيدك ولذلك انظر مجرد الفاظ تقال مع اعتراف القلب بان الله عز وجل هو المنعم. ومع ذلك كان هذا من جنس الشرك الخفي لولا فلان ولولا فلان مجرد لفظ يقوله لكن لا تستهن به هذا مؤثر هذه نقطة سوداء تؤثر في التوحيد ولذلك حري بمن اراد ان يكون من اهل التوحيد المحققين ان يتنبه الى هذا الامر المهم التوحيد صاف جدا. وكلما كان الشيء صافيا تأثر بادنى شيء وتشوش بادنى شيء نتنبه الى هذا الملحق المفيد الملحظ الثاني وهو اننا نجد السلف رحمهم الله يشددون وكلامهم بالطبع مبني على ادلة الكتاب والسنة فشددوه في مثل هذه الالفاظ الى درجة ان قول الانسان هذا مالي ورثته عن ابائي يقولون هذا غلط هذا خطأ هذا امر لا ينبغي للانسان ان يقوله اذا قال كانت الريح طيبة وكان الملاح حاذقا مع ذلك يقولون انتبه هذا يقدح في كمال التوحيد الواجب السؤال الان بالله عليك اذا كان هذا الشأن في مثل هذه الالفاظ التي قد لا يراها كثير من الناس شيئا فكيف بمن يشرك بالله عز وجل كيف بمن يصيح صباح مساء ينادي يا سيدي فلان المدد المدد يا رسول الله اغثني يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم بالله عليكم قارنوه بين هذه الالفاظ التي ذكر العلماء انها تخدش في كمال التوحيد الواجب فكيف حال هذه الالفاظ اذا حينما يقع الانسان في هذه الالفاظ الشنيعة اليس هذا اولى واجدر بان يشدد عليه سيأتي معنا في اثر ابن عباس رضي الله عنهما فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. يقول الانداد مثل هذه الالفاظ لولا كليبة فلان لاتانا اللصوص لولا البط لكان كذا لولا البط لكان كذا جعله من الشرك بالله عز وجل. هذا من هذا ابن عباس رضي الله عنهما والاثر اثر جيد اسناده جيد كما سيأتي معنا ان شاء الله فكيف لو سمع ابن عباس رضي الله عنهما مثل هذه الالفاظ التي تقال يا سيدة نفيسة انا في حسبك يا سيدي عبد القادر من لي سواك يا ابن عوان على الله عليك بالله عليكم اليست هذه الالفاظ تهدم التوحيد من اصله وتنسف الايمان من اسه اي وربي هي كذلك فمثل هذا الامر ينبغي ان نتنبه اليه وقد جرى في عادة السلف وسنتكلم عن هذا ان شاء الله انهم يفسرون ادلة الشرك التي نزلت في الشرك الاكبر بما هو من صور الشرك الاصغر تنبيها بالادنى على الاعلى اذا اذا علمنا خطورة هذه الالفاظ التي سنعتبرها قطعا يسيرة اذا ما قارناها بتلك الطوام الكبرى اذا كانت مثل هذه الالفاظ حرية بالحذر فتلك اولى واجدر بان تحذر ممن اراد نجاة نفسه اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيذني واياكم من الشرك كله صغيره وكبيره. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان