بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد. باب قول ما شاء الله وشئت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا باب قولي ما شاء الله وشئت اي ما حكم ذلك هل هو من الشرك الاصغر او هو من الشرك الاكبر اما كون ذلك شركا فهذا ما دلت عليه الادلة ومنها ما سيأتي فيما اورد المؤلف رحمه الله من الادلة الثلاث الاحاديث التي اوردها في هذا الباب عليه رحمة الله والظاهر والله اعلم ان هذا القول قول يرجع حكمه الى الشرك الاصغر لما يدل عليه حديث الطفيل الاتي ان شاء الله كون النبي صلى الله عليه وسلم كان يمنعه الحياء من انكار هذا اللفظ دليل على ان هذا ليس من الشرك الاكبر اذ يبعد ان يكون هذا القول شركا اكبر ثم لا ينكره النبي صلى الله عليه وسلم من اول وهلة اما في حال ما اذا عظم في قلب المتكلم هذا الذي سوى بينه وبين الله جل وعلا في المشيئة كان في نفسه معظما كتعظيم الله فلا شك ان هذا من الشرك الاكبر والمحظور ها هنا هو في العطف بين الله سبحانه وتعالى والمخلوق بحرف الواو التي تقتضي التشريك والتسوية ولا شك ان هذا نوع تنديد لا يجوز للمسلم ان يجعل في مقام التفويض والاعتماد والتعلق او في مقام التعظيم. ان يجعل ربه سبحانه وتعالى والمخلوق في سياق يوهم التسوية والمشاركة فلاجل هذا نهت الشريعة عن استعمال هذا اللفظ وعن التكلم به وهو ان يقول الانسان ما شاء الله وشاء فلان او ان يقول ما شاء الله وشئت. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وعن قيلت ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فامر النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت. رواه النسائي وصححه هذا الحديث حديث قتيلة رضي الله عنها وهي قتيلة بنت صيفي الجهنية قال ابو عمر ابن عبدالبر انها من المهاجرات الاول. وقيل انها انصارية. قال ابن سعد ولا يعرف لها الا هذا الحديث هذه الصحابية الجليلة رضي الله عنها روت لنا ان يهوديا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون ولاحظ ها هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم اقره على ان هذا الذي زعم انه واقع في بعض المسلمين شرك. ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم فدل هذا على ان الذي ذكره هذا اليهودي من الشرك ذكر جملتين مما كان يقوله بعض المسلمين الاول الحلف بغير الله حيث ان من المسلمين من كان يقول والكعبة وهذا ما مضى الحديث فيه فكان من النبي صلى الله عليه وسلم ان امرهم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يحلفوا بالله فيقولون ورب الكعبة وهذا مضى الكلام فيه مفصلا فيما سبق اما اللفظ الثاني او الجملة الثانية فهي موضع الشاهد من هذا الحديث وهي ان من المسلمين من كان يقول ما شاء الله وشئت فاقر النبي صلى الله عليه وسلم على ان هذه الجملة شرك بالله سبحانه وتعالى. وبالتالي امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول القائل عند هذا السياق الذي يراد فيه اثبات المشيئة لله جل وعلا وللمخلوق ان يكون العطف ثم فيقول القائل ما شاء الله ثم شئت. وذلك انه اذا لم يكن عطف بالواو فلم يكن هناك مساواة ولم يكن هناك تشريك وذلك ان ثم في اللغة تقتضي الترتيب مع المهلة وبالتالي انتفى وانتفى المحظور فجاز للانسان ان يقول ما شاء الله ثم شئت. ولاحظ يرعاك الله ان هذا المقام فيه ثلاث مراحل مرحلة محرمة ومرحلة جائزة ومرحلة فاضلة فيها الكمال. اما المحرم الممنوع فهو التشريك او العطف بالواو. كان يقول الانسان ما شاء الله وشاء فلان او ما شاء الله وشئت. هذا الذي جاء النص على انه من الشرك بالله سبحانه وتعالى. فهو اذا ممنوع اما الدرجة الجائزة فهي العطف ثم فهذه جائزة كما دل على هذا هذا الحديث الذي بين ايدينا وكما دل عليه ايضا حديث حذيفة رضي الله عنه وقد مر بنا في الباب الذي قبل السابق وهو باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. مر بنا حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان خرجه ابو داوود باسناد صحيح. فهذان الحديثان يدلان على هذه الدرجة الجائزة. وهي ان يعطف الانسان بثم التي تقتضي الترتيب مع المهلة. وبالتالي ينتفي التشريك وتنتفي المساواة اما درجة الكمال الدرجة الفاضلة ان يفوض الانسان المشيئة لله عز وجل وحده. فيقول ما شاء الله وحده وهذا ما دل عليه حديث الطفيل الاتي ودل عليه ايضا حديث ابن عباس رضي الله عنهما الاتي اذا عندنا حديثان دل على الدرجة الجائزة وحديثان دلا على الدرجة الفاضلة فان شاء الانسان ان يعطف بثم فالامر جائز. والاكمل والافضل ان يجعل المشيئة الله سبحانه وتعالى وحده فيقول ما شاء الله وحده. حديث قتيلة رضي الله عنها كما ذكر المؤلف خرجه النسائي رحمه الله وهو حديث صحيح صححه النسائي كما نقل الحافظ في الفتح وصححه الحافظ ايضا كما في الاصابة وصححه غير واحد من المتقدمين متأخرين فهو حديث صحيح ثابت. وفيه فوائد اولا ان معرفة الحق لا تستلزم اتباعه وان معرفة الايمان لا تستلزموا الايمان العلم لا يستلزم العمل استلزام العلة للمعلول العلم سبب والسبب لا يستلزم المسبب لم لان ثمة موانع تمنع من تأثير الاسباب وبالتالي ليس كل من كان عالما بالحق كان عاملا بالحق ولذا تأمل ها هنا كيف ان اليهود علموا هذه المسألة الدقيقة لكن هذا العلم ما نفعهم فانهم واقعون في فظائع كبيرة كافرون بالله مكذبون لرسل الله ناسبون الولد لله. يحرفون كتاب الله مع هذه الفظائع كلها يعرفون هذه المسألة الدقيقة اذا ما قارناها بتلك المسائل الكبار ومن شواهد ذلك ايضا قول الله سبحانه وتعالى عن اهل الكتاب اخبر الله جل وعلا ان اليهود انهم يعرفون نبينا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم. فهل استلزمت هذه المعرفة اتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا. اذا العلم لا يستلزم العمل ولا اتباع الحق استلزام العلة للمعلول. انما العلم سبب والسبب قد يؤدي الى حصول المسبب وقد يكون ثمة مانع. ولذلك كم من الناس من يعلم كثيرا من الحق لكنه لا يعمل به بل كم من اهل العلم الذين يعملون بضد ما علموا. والله المستعان. من فوائد هذا الحديث ايضا ان من اليهود من علم او عرف الشرك الاصغر وممن يدعي الاسلام من لم يعرف الشرك الاكبر والله المستعان هؤلاء يهود عرفوا هذه المسألة الدقيقة وهي من الشرك الاصغر وان مما يؤسف له ان من المنتسبين الى الاسلام من لم يعرف الشرك الاكبر. وحرك ترى من فوائد هذه من فوائد هذا الحديث ايضا معرفة ان الانسان قد يكون له فهم ثاقب اذا كان له هوى وهذا ما نبه عليه المؤلف رحمه الله في مسائل الكتاب قال معرفة الانسان او قال فهم الانسان اذا كان له هوى. هؤلاء اليهود ومنهم هذا اليهودي لما كان مراده انتقاص المسلمين وعيبهم قلب وفتش بنظر حتى وجد هذا العيب وهو ان من المسلمين من يقول والكعبة او ما شاء الله وشئت. فدل هذا على ان صاحب الهوى قد يكون قد يكون عنده فهم دقيق ونظر ثاقب للامور. وبالتالي فانه لا ينكر حينئذ ان يكون في اعداء الله عز وجل. من يأتي بمسائل دقيقة وامور ملفتة لانهم اصحاب اهواء يبحثون ويجدون في فربما اتوا بكلام صواب مفيد. وفي هذا ايضا فائدة رابعة وهو انه قد يكون العدو البغيض سببا لخير كثير هذا الانتقاص وهذا العيب الذي كان من هذا اليهودي كان سببا لحصول خير عظيم وهو ان تنبه المسلمون لهذه المسألة وبالتالي ربما يقدر الله عز وجل حصول الخير من طريق مكروه رب امر تتقيه جر امرا تشتهيه وثمة فائدة خامسة ايضا وهي ان الحق يجب قبوله ممن جاء به فلا يكون ضلال المتكلم بالحق مانعا من قبول الحق المسلم ينبغي ان يكون رائده الحق وان يكون مطلوبه الصواب. وبالتالي فانه وقف وبالتالي فانه اذا وقف عليه من اي طريق كان من طريق اهل الحق او من طريق اهل الباطل فلا ينبغي ان يأنف من قبوله ولا ينبغي ان يستكبر من اتباعه هذا الحق الذي قاله هذا اليهودي وصل الى المسلمين من طريق الد اعدائهم وهم اليهود. ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قبل الحق وامرهم باتباعه وبالتالي ينبغي على الانسان ان يصلح سريرة نفسه وان يجرد القبول للحق في نفسه وان يكون مطلوبه دائما دائما يسعى الى الحق وينظر الى الحق بغض النظر عن الطريق الذي يصل اليه الحق من خلاله وما احسن تلك الوصية التي اوصى بها ابن مسعود رضي الله عنه كما خرج ذلك ابو نعيم وغيره حينما جاء اليه رضي الله عنه رجل يستوصيه فقال رضي الله عنه اعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال ومن جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيدا بغيضا وان ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وان كان حبيبا قريبا. وانبه في هذا المقام والشيء بالشيء يذكر الى انه قد يستدل في هذا المقام بحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه قال الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو احق بها وهذا الكلام كلام حسن وصحيح الا ان هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد خرجه الترمذي وغيره باسناد ضعيف بل ضعيف جدا فيه ابراهيم ابن الفضل وهو متروك على كل حال على المسلم ان يكون منصفا طالبا للحق كما دل على هذا هذا والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وله ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده قال رحمه الله وله اي للنسائي ان ابن عباس رضي الله عنهما حدث ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال عليه الصلاة والسلام اجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده هذا الحديث حديث صحيح صححه ابن القيم رحمه الله في المدارج ووصفه في الجواب الكافي بالثبوت وحسنه العراقي وصححه من المتأخرين جمع من اهل العلم. وهذا اللفظ الذي بين ايدينا لا اعلمه في سنن النسائي انما الذي في الكبرى اجعلتني لله عدلا وهكذا هو في مسند الامام احمد اما لفظ ند فهذا جاء عند البخاري في الادب المفرد باسناد صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لله ندا. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه في هذا الحديث لفظان اجعلتني لله عدلا؟ جعلت لله ندا. وهذا تفسير نبوي. لقول الله سبحانه اتجعلوا لله اندادا ويدلنا على ان التنديد قد يكون شركا اكبر وقد يكون شركا اصغر فهذا اللفظ الذي بين ايدينا تنديد اصغر نوع تنديد لا يبلغ الى التنديد الكامل الذي هو الشرك الاكبر كالاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى والمقصود ان هذا الحديث فيه ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الدرجة الكاملة الفاضلة وهي ان يقول الانسان ما شاء الله وحده وذلك يدل على كمال التفويض والاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى قد يقول قائل النبي صلى الله عليه وسلم انكر ها هنا وفي حديث قتيلة وفي حديث الطفيل هذه التسوية بالواو يعني العطف بهذا الحرف فماذا نقول في بعض النصوص التي فيها العطف بالواو. واطيعوا الله والرسول ومن يعصي الله ورسوله فردوه الى الله والرسول ان اشكر لي ولوالديك هذه نصوص وامثالها كثير فيها فيها فيها العطف بحرف الواو بين الله والمخلوق فكيف نجمع بين النصوص التي بين ايدينا وهذه النصوص قال بعض اهل العلم ان هذه الاحاديث التي بين ايدينا ناسخة للادلة التي فيها العطف بالواو وهذا ما نحى اليه الطحاوي رحمه الله في شرح مشكل الاثار لكن هذا التوجيه فيه ما فيه. والصواب والله تعالى اعلم ان يقال ان ثمة فرقا بين مقام بين مقام الامر والنهي ومقام التفويض والاعتماد والتعلق القلبي او مقام التعظيم فما كان السياق متعلقا بالتفويض والاعتماد والتوكل فالواجب الا يكون العطف بالواو وكذا الامر اذا كان المقام مقام تعظيم. اما في مقام الامر والنهي فلا حرج. فالله جل وعلا امر بطاعته رسوله عليه الصلاة والسلام. والله جل وعلا امر بالشكر له. والشكر للوالدين. وهذا بالتالي جاز في فيه العطف بالواو والله تعالى اعلم من فوائد هذا الحديث ان نعلم ان هذه الالفاظ التي فيها التسوية والتشريك بين الله عز وجل والمخلوق في المقام الذي علمت وهو مقام التفويض والاعتماد والتعلق او مقام التعظيم ان هذا لا يجوز وهذا مع الاسف الشديد ما وقع ويقع فيه كثير من الناس ربما وقعوا في هذا القول او في مثله او فيما هو اشد منه كقول بعضهم ما لي الا الله وانت وانا متوكل على الله وعليك وانا في حسب الله وحسبك وانا في حسب الله وحسبك او ما لي الا الله في السماء وانت في الارض وامثال هذه الالفاظ التي هي مثل اللفظ الذي بين ايدينا في الكراهة والنكارة او اشد او يكون اللفظ من الفاظ التعظيم كقول بعظهم بسم الله والوطن او بسم الله والشعب وامثال هذه الالفاظ لا شك ان هذا كله مما لا يجوز للمسلم ان يقع فيه. هذه فائدة وفائدة ثانية وهي ما علمناه من هذا الحديث واضرابه من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية حمى التوحيد وابعاده امته عن كل ما يخدش او يؤثر في توحيدهم وان قاعدة سد الذرائع من القواعد الشرعية التي ينبغي اعمالها من الدعاة وطلاب العلم وفائدة ثالثة وهي ان حسن النية والقصد لا يمنع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصيحة. فان من الناس من اذا نبه على هذه الالفاظ ونحوها قال انا نيتي طيبة وقصدي حسن فلماذا تنكرون علي او تنكرون على غيري؟ الناس نيتها طيبة ولا يريدون تعظيم المخلوق كتعظيم الله والجواب عن هذا ان يقال تأمل يا رعاك الله في هذا الحديث اتظن ان الصحابي الذي قال هذه الكلمة جعل النبي صلى الله عليه وسلم مساويا لله في التعظيم يعني حينما قال الصحابي مشاء الله شئت اكانت التسوية والتشريك عنده في اللفظ او كان هذا معنى قائما في قلبه كان معظما لله للنبي صلى الله عليه وسلم كتعظيم الله؟ ما هو ظننا باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا شك ان المظمون بالصحابة ان تعظيم الله عز وجل في قلوبهم اكبر من كل شيء وبالتالي فان هذا الصحابي انما وقع في خطأ لفظي شرك في القول ونيته حسنة وقصده طيب. بل نيته خير من نيات المتكلمين في هذا العصر ومع ذلك اترك النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة اترك النبي صلى الله عليه وسلم الانكار اذا لا ينبغي ان يكون حسن القصد حاجزا دون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وثمة فائدة رابعة ايضا وهي ما نبه عليه المؤلف رحمه الله ان قول ما شاء الله وشئت باللفظ فقط اعده النبي صلى الله عليه وسلم تنديدا. فقال اجعلتني لله ندا قال المؤلف رحمه الله فماذا في قول القائل فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم يا اكرم الخلق ما لمن الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم ولن يضيق رسول الله جاهك بي اذا الكريم تجلى باسم منتقم بالله ماذا كان الظن بالنبي صلى الله عليه وسلم لو سمع مثل هذه الكلمات ماذا كان قوله او ما يظن انه يقوله عليه الصلاة والسلام لو سمع البوصيري ايظا في همزيته وهو يقول هذه علتي وانت طبيبي. يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم. يقول هذه علتي وانت طبيبي. ليس ليس يخفى اعليك في القلب داء ليس يخفى عليك في القلب داؤه ماذا كان عليه الصلاة والسلام نظن انه يقول في حق من قال في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم فاقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما ماذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم في امثال هذه الالفاظ وهذه الابيات وهذه الجمل التي اذا ما قيست بكلمة ما شاء الله وشئت وجدت انه لا لا يمكن ان تقاس ولا يمكن ان يقارن الفحش والشرك بين هذه الالفاظ وبين هذه الجملة اذا على المسلمين ان يعرفوا التوحيد وان يعظموا الله وان يتنبهوا الى المحظورات الشرعية النبي صلى الله عليه وسلم يغضب وينكر لفظا قيل بالكلام فقط ما شاء الله وشئت فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله عدلا جعلت لله ندا بل ما شاء الله وحده. وهذا اللفظ جاء كما عندنا في نسخة المؤلف ما شاء الله وحده وجاء ايضا بل ما شاء الله وحده وجاء ايضا ما شاء الله وحده وهذا فيه فائدة سادسة. وهي انه اذا ما اغلق باب الحرام ينبغي فتح باب الحلال اذا ما نبه الداعية الى الله على امر منكر فان من المستحسن والذي ينبغي مهما انكم مهما امكن ان يبين المخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين ان هذا اللفظ ماذا منكر ومع ذلك عطف عليه الصلاة والسلام بيان ماذا اللفظ الصواب والمخرج من هذا الخطأ وهو ان يقول الانسان ما شاء الله وحده وهكذا ينبغي ان تكون سيرة الدعاة الى الله سبحانه وتعالى ما امكن الى ذلك السبيل وهو انهم اذا نهوا عن شيء فتحوا الابواب المباحة او المسنونة المستحبة. والله جل وعلا اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابن ماجة عن الطفيل اخي عائشة لامها رضي الله عنهما انه قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود قلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانتم انتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون المسيح ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما اصبحت اخبرت بها من اخبرت. ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته. قال هل اخبرت بها احدا؟ قلت نعم قال فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان طفيل رأى رؤيا واخبر بها من اخبر منكم وانكم قلتم كلمة كان يمنعها كذا وكذا ان انهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده احسنت هذا الحديث حديث الطفيل ابن سخبرة الازدي رضي الله عنه وهو اخو عائشة رضي الله عنها لامها اخوها وامهما ام رومان رضي الله عنها وهو اكبر منها واكبر من اخيها عبدالرحمن وهذا الصحابي كما قال البغوي رحمه الله لا يعرف له الا هذا الحديث فمعنى اذا في هذا الباب صحابيان جليلان روى حديثا واحدا هو الحديث الذي بين ايدينا. قتيلة و الطفيل ابن سخبرة رضي الله عنه وآآ هذا الحديث عزاه المؤلف رحمه الله الى ابن ماجة و هذا المقام فيه او يحتاج الى شيء من التوضيح وذلك ان الذي في ابن ماجة انه اخرج الحديث من طريق سفيان ابن عيينة عن عبدالملك ابن عمير عن ربيعي ابن ابن حراش عن حذيفة رضي الله عنه بلفظ نحو هذا الذي بين ايدينا ثم روى ثم قال وبنحوه عن الطفيل ولم يسق هذا اللفظ الذي بين ايدينا فنسبته اذا الى ابن ماجة بهذا الاطلاق فيها نظر انما اه قريب من هذا اللفظ جدا ما اخرج الامام احمد رحمه الله عن الطفيل بلفظ قريب مما بين ايدينا الحديث كما قد سمعت رواه سفيان ابن عيينة عن عبدالملك عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة وخلف في ذلك جمع من الحفاظ فابو عوانة وكذلك حماد بن سلمة وكذلك شعبة روى هؤلاء الحفاظ الثقات الثلاثة هذا الحديث عن عبد الملك ابن عمير عن ربعي عن الطفيل رضي الله عنه ورواية هؤلاء لا شك انها اثبتوا وارجح وهذا ما رجح الحفاظ ومنهم البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير. فالحديث حديث الطفيل لا حديث حذيفة وانما حصل وهم من سفيان رحمه الله في نسبته الى الى حذيفة رضي الله تعالى عن الجميع. المقصود ان هذا الحديث حديث صحيح بل قال البوصيري في الزوائد انه على شرط مسلم وصححه غيره من اهل من اهل العلم. وفيه ذكر رؤية رؤيا منامية رآها الطفيل رضي الله عنه ثم لما استيقظ حدث بها من حدث من اهله ثم ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه بها انا ان خطب النبي صلى الله عليه وسلم ونبه الى ما قد سمعت ففي هذا الحديث الدلالة التي سبقت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وذلك ان الاكمل والاولى والافضل ان يقول الانسان في هذا المقام ما شاء الله وحدة وهذا هو الاكمل. ويجوز قول ما شاء الله ثم شاء محمد او ثم شاء فلان او ثم شئت و بقيت مسألة واحدة في هذا الحديث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم كان يمنعني كذا وكذا وجاء في بعض روايات الحديث توضيح هذا المبهم وهو انه كان يمنعه الحياء عليه الصلاة والسلام من انكارها ومعلوم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحياء العظيم حتى انه كان اشد حياء من العذراء في خدرها قد يقول قائل كيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم انكار المنكر حياء من الناس والجواب عن ذلك ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم كره هذا اللفظ الذي الفه هؤلاء الناس ولكنه لم يوحى اليه فيه شيء ثم بسبب ما كان من هذه الرؤيا اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم فكان منه البلاغ والانكار هذا الذي يبدو في توجيه هذا الحديث والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى واصحابه واتباعه باحسان