بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد. بعض من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. الاية ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول صلى الله عليه وسلم يعني ان حكمه كونه كافرا من فعل هذا فهو كافر وهذا ناقض من نواقض التوحيد قال باب من هزل الهزل ضد الجد وهو بمعنى المزاح والمراد به في هذا المقام اذا ذكر الهزل بكتاب الله او بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان هذا الهزل يتضمن الانتقاص والاستخفاف وبالتالي كان في معنى الاستهزاء والسخرية هذا هو الامر العظيم الذي يرد الانسان عياذا بالله الى الكفر ان كان مسلما او يجعله يزداد كفرا وغلوا ان كان كافرا اصليا وقلت لك سابقا ان الحكم عند اهل العلم واحد الاستهزاء والسب والسب لا شك انه اشنع من الاستهزاء فمن هزل واستهزأ بشيء من ذكر الله يعني كان المهزول به شيئا من ذكر الله عز وجل. واعظم من ذلك ان يكون الهزل متعلقا بجناب الربوبية او بكتاب الله جل وعلا الذي هو كلام الله او بجناب الرسالة او ما تفرع عن ذلك من اي شيء يتعلق بالدين او بامور الغيب او الاخرة او الملائكة او الرسل كل ذلك حكمه عند اهل العلم واحد وقوله رحمه الله او الرسول. الاقرب ان الها هنا عهدية فهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وغيره في حكمه لاشتراك غيره من الرسل مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوصف وهو الرسالة او تكون الها هنا للاستغراق فيشمل ذلك كل رسول والمقصود ان الحكم واحد مهما جعلت في كلمة الرسول. اي هزل باحد من رسل الله سبحانه فانه يعد ناقضا من نواقض الدين واستدل المؤلف رحمه الله على ذلك باية سورة التوبة. ولئن سألتهم ليقولن انما كنا ونلعب ويسبق هذه الاية قوله جل وعلا يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا الامر ها هنا امر من جهة اللفظ والمعنى هو التهديد هم استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون ثم قال جل وعلا ولئن سألتهم والخطاب موجه الى النبي صلى الله عليه وسلم ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. الى اخر الاية وسيأتي الكلام عنها ان شاء الله اثناء بيان سبب النزول. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم رضي الله عنهم دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في الغزو ذكر رحمه الله ان سبب النزول لهذه الاية رواه جمع من اهل العلم اورد منهم المؤلف رحمه الله رواية صحابي وثلاثة من التابعين اما الصحابي فهو ابن عمر رضي الله عنهما واما التابعون جزاك الله خير فهم زيد ابن اسلم ومحمد ابن كعب القرظي وقتادة ابن دعامة ورواية ابن عمر رواية جيدة ثابتة وتتقوى بهذه المراسيل تتقوى بمراسيل التابعين والمؤلف رحمه الله بين انه ساق الروايات مضمومة بعضها الى بعض يعني ضم روايات هؤلاء رضي الله عنهم ورحمهم بعضها الى بعض قال دخل حديث بعضهم في بعض فهو دمج وجمع بين الروايات وساقها مساقا واحدا ويبدو والله اعلم انه قد تابع في هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول. فانه ذكر الجملة نفسها وساق ما ساق المؤلف رحمه الله ها هنا. نعم قال رحمه الله دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنة ولا اجمل عند اللقاء. نعم قال ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا في غزوة تبوك في مسير النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة تبوك حصلت هذه القصة وهي ان رجلا في جماعة من اصحابه كان متكلما واحدا وكان البقية راضين بما يقول فكان حكمهم واحدا ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب وهذا يدلك على خطورة حضور مجالس المنكر وان مجالس المنكر الحاضر فيها اثم ما لم ينكر لا سيما اذا كان المجلس مجلسا يتكلم فيه بالكفر بالله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا يقول وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها. فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره. انكم اذا مثلهم فدل هذا على ان من رضي بهذا الحديث وتابع وسكت فان حكمه آآ فان حكمه حكم المتكلم. وقد جاء في بعض روايات هذه اه او روايات سبب نزول هذه الاية ان المتكلم كان واحدا وكان البقية يضحكون يوافقون ويتابعون على ذلك وجاء في بعض الروايات ان هذا الرجل المتكلم اسمه وديعة ابن ثابت وقيل غيره كان احد المنافقين نعم قال ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء؟ القراء في لسان السلف لفظ يطلق على العلماء. الذين جمعوا بين تلاوة القرآن والعلم باحكامه. ويريد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه. يعني يريد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال ساخرا منهم مستهزئا بهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا يعني اوسع بطونا اشارة الى انهم يتصفون بكثرة الاكل فلا هم لهم الا بطونهم ولا اكذب السنن يعني انهم يكذبون في الحديث ولا اجبن عند اللقاء يعني انهم يتصفون بالجبن عند لقاء العدو ولا يثبتون عند اشتداد المعارك ولا شك ان هؤلاء المنافقين وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بصفاتهم هم انفسهم. لا شك ان هذه صفات المنافقين فالامر على ما قيل رمتني بدائها وانسلت. هم اجدر واحق بهذه الصفات التي ذكروها وحاشا النبي صلى الله عليه وسلم وحاشا اصحابه ان يكونوا متصفين بهذه الصفات المذكورة نعم نعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء فقال له عفوا بن مالك كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عوف بن ما لك يعني الاشجعي رضي الله عنه وكان يسمع هذا الحديث كذبت ولكنك منافق في هذا فائدتان اولا ان الكذب يجب ان يرد على صاحبه مباشرة. هذا مقام لا يصلح فيه التريث. كلام باطل وكذب وافتراء يجب ان يرد على صاحبه من حينه وآآ ايضا نستفيد فائدة ثانية وهي الاغماظ عند قيام المصلحة يعني المقام ها هنا تقتضي المصلحة فيه الاغلاظ في القول. هذا كلام خطير. هذا وقوع في النبي صلى الله عليه وسلم وفي اصحابه فلا يناسب حينئذ ان يتناول المنكر هذا المنكر في اصابعه يتساهل ويتلطف كلا المقام يقتضي ان يغلظ في العبارة ويشدد في النكير. قال ولكنك منافق ثم اخبره انه سيرفع هذا الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم قال لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا فائدة وهي ان رفع الحديث وابلاغ الاخبار الى ولي الامر اذا كان فيه درء مفسدة اذا كان فيه درء مفسدة عن الاسلام والمسلمين وكان يتضمن النصيحة لله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فانه ليس من النميمة ليس من الغيبة وهذا ما نبه عليه المؤلف رحمه الله في المسألة الثالثة من مسائل الباب حيث قال الفرق بين النميمة والنصيحة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فمتى ما كان ثمة ما يتهدد المجتمع المسلم وما يمكن ان يوقع يوقع يوقع المكروه للمسلمين فان رفع الى حاكم مسلم وولي الامر الذي يستطيع انكار هذا المنكر لا شك انه ليس امرا مذموما بل هو امر ممدوح ومن النصيحة المأمور بها. نعم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. ذهب عوف رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما كان. فوجد ان الوحي قد سبقه. نزلت عليه هذه الاية التي سمعت من سورة التوبة وهذا فيه فائدتان. اولا ان نعلم ثبوت صفات العلم والسمع والبصر والكلام لله سبحانه وتعالى وفائدة ثانية ان هذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. فانه رسول الله حقا. والا كيف فله ان يعلم بالشيء الذي غاب عنه لولا انه يوحى اليه من رب العباد سبحانه وتعالى نعم فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته. فقال يا رسول الله اننا كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. نعم جاء هذا الرجل الاكثر في كتب التفسير انه وديعة ابن ثابت وقيل انه عبد الله ابن ابي لكن ذلك غلط ليس بصحيح. لان عبدالله بن ابي قد تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة في تبوك جاء هذا الرجل ليعتذر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبره في اعتباره ان هذا الكلام الذي بلغه لم يكونوا يقولونه على سبيل القصد او الكراهة انما هو حديث من حديث الركب يخوضان ويتكلمون بحديث المسافر معلوم ان المسافر يحب ان يتكلم بكلام فيه فسحة فيه شيء من المرح فيه شيء من المزاح. فيقول هذا الكلام انما كنا نقوله على سبيل المزاح او كما نقول بلساننا المعاصر كانوا يوسعون صدورهم بهذا الكلام فهذا اه هو ما دل عليه قوله تعالى ان ولئن سألتهم ليقولون انما كنا ونلعب ولاحظ يرعاك الله ان الله جل وعلا ما اكذبهم في قولهم هذا. ولا في اعتبارهم هذا. نعم كانوا يقولونه على سبيل الخوض واللعب. ولكن هذا فيه فائدتان اولا انه لا فرق في هذا الباب. لا فرق في باب السب والاستهزاء بين من يكون منه ذلك على سبيل الحقد والكراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللاسلام؟ او كان ذلك على سبيل اللعب وعلى سبيل المزاح لا فرق. الحكم في ذلك واحد. وبالتالي نستفيد ثانيا قاعدة مهمة وهي انه لا فرق في باب الكفر بين الجاد والهازل. انتبه لهذا واحفظ هذا. لا فرق في بالكفر بين الجاد والهازل سواء قال او فعل الكفر على سبيل الجدية او على سبيل اللعب وعلى سبيل المزاح كل ذلك الحكم فيه واحد. ونبه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في اخر نواقض الاسلام على تنبيه غاية في الاهمية حينما قال ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف الا المكره اذا كل من وقع في هذه النواقض التي ترضي صاحبها وتخرجه عن دائرة الاسلام لا فرق في ذلك بين ان يكون متكلما او فاعلا على سبيل المزاح واللعب. او ان يكون قاصدا محققا لما يقول ولما يفعل الحكم في ذلك واحد عند اهل العلم. والدليل على ذلك هذه الاية التي بين ايدينا. نعم قال ابن عمر رضي الله عنهما كأني انظر اليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابن عمر كاني انظر اليه وهو متعلق بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الزمام الذي آآ يزم هذه الناقة متعلق بها متشبث بها يريد ان يلتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم ويقبل منه وكل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم لا يبالي به ولا يزيده على ان يتلو عليه الاية. نعم. وان زيارة تنكب رجليه وهو يقول الحجارة تنكب رجليه يعني تصيبها وتدميها وهو لا يبالي بذلك هو مشغول بالاهم وهو انه يريد ان يقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم اعتذاره. نعم وهو يقول اننا كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم ما يلتفت اليه وما يزيده عليه. امتثل النبي صلى الله عليه وسلم امر ربه حيث ان الله جل وعلا امره ان يقول هذا القول ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم هذه اية عظيمة واصل مهم في هذا الباب. ينبغي على كل مسلم ان يكون له عبرة منها وان يقف امامها متأملا حاذرا. قال جل وعلا ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. هكذا اعتذروا. وهذا العذر اه عذر صحيح في نفسه. هم هذا الذي كان منهم وما اكذبهم الله جل وعلا في ذلك ومع ذلك كان عذرا غير مقبول. ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته. لاحظ ان هذا الاستفهام انما كان على سبيل التقريع والتوبيت ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون نلاحظ ايضا ان الله جل وعلا ذكر عنهم انهم استهزأوا بالله جل وعلا. مع ان المروي في وبالنزول لم يكن فيه انهم استهزأوا بالذات العلية ولا ايضا بالقرآن ووجه ذلك هو انهم انما ذكر الله عز وجل هذا في حقهم من باب اللزوم. يعني لما استهزأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فان لازم ذلك ان يكونوا مستهزئين بالله العظيم سبحانه وتعالى. اذ يلزم من استهزاء بالرسول الاستهزاء بالمرسل. هذا اولا وثانيا يلزم من الاستهزاء بالرسول الاستهزاء بما ارسل به وهو ايات الله جل وعلا. فصح اذا انهم كانوا مستهزئين بالله وايضا باياته وايضا كانوا مستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا الله جل وعلا اخبرهم بان هذا الاعتذار لا حاجة اليه لانه لا ينفع فهو اعتذار مرفوض غير مقبول. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. اكد الله جل وعلا ان القوم كفروا بوقوعهم فيما وقعوا فيه. قد كفرتم بعد ايمانكم نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين الله جل وعلا على ما جرت عليه كثير من ايات القرآن جمع بين الترهيب والترغيب بينما يقتضي الخوف وبينما يقتضي الرجاء بينه سبحانه ان ثمة مجالا للتوبة على من كان صادقا مع الله عز وجل راجعا الى الله سبحانه وبالتالي فمن زلت به القدم فوقع في هذا المنكر الشنيع فان عليه ان يبادر الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى. والله يقبل توبة التائبين. وقد اشتهر في كتب التفسير ان من تاب الله عز وجل عليه من هؤلاء النفر الخائضين كان مخشي ابن حمير كان رجلا من جملة المنافقين لكن الله جل وعلا تاب عليه اسمه على الاقرب مخشي ابن حمير الاشجعي. فان هذا الرجل كان معهم وذكرت بعض الروايات انه ما تكلم لكنه كان يضحك وذكرت بعض الروايات انه كان ينهاهم عن بعض ما يخوضون فيه ثم ان الله عز وجل وفقه فمن عليه بالتوبة فتاب الى الله جل وعلا وغير اسمه الى عبدالرحمن و قتل فيما نرجو شهيدا في معركة اليمامة. هكذا نصت كتب تراجم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمقصود ان قوله جل وعلا اما اعف عن طائفة منكم يعني بان يوفقوا الى التوبة فيعفو الله سبحانه وتعالى عما وقع في هذا الاثم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وكان على هذه الرواية هو هذا الرجل الوحيد. وبهذا نستفيد فائدة اللغوية وهي ان الطائفة تطلق على الرجل الواحد ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة ثمة طائفة اخبر الله سبحانه بانهم لن يوفقوا الى التوبة وذلك اضلالا منه سبحانه وتعالى لانهم كانوا مستحقين لذلك ان اعفوا عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين. هذه آآ الاية او هاتان الايتان العظيمتان في هذه السورة فيها عبرة عظيمة وفيها ما يقتضي الوجل والخوف من الركوع في هذا المرعى قيم حذار يا عبد الله من ان تحوم حول هذا الحمى وهو ان يكون ثمة مزاح او لعب او كما يقولون بلسان اليوم النكت ننكت ونوسع الصدر ونمزح ويكون هذا المزاح اشتمل على ذكر شيء من ايات القرآن او حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. حذاري يا الله! امزح فيما شئت وآآ قل ما شئت لكن كن على حذر من ان تتناول او تعرضه بشيء مما يرجع الى هذا الدين. شيء يتعلق بالايات او الاحاديث او جناب النبي صلى الله عليه وسلم. حذاري فان ذلك مؤذنا بخسران عظيم والله جل وعلا يقول ان شانئك هو الابتر. الابتر مقطوع الخير. يحكم الله سبحانه على ان من يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وعلمنا انه لا فرق في هذا الباب. بين ان يكون الانسان جادا او مازحا قاصدا للطعن عن حقد وكراهة او لم يكن قاصدا لا فرق في هذا الباب البتة ثم من كان كذلك قطع الله سبحانه كما حكم جل وعلا عنه الخير. واذا قطع عن الانسان الخير. فماذا يكون اه حظه ان الخيبة والا الحرمان والا الخسارة والا غضب الجبار سبحانه وتعالى. و مثل هذا الذي يتساهل ويتسامح بمثل هذا الامر ما اسرع ان يقع في ذلك ما اسرع ان يقع في المحظور. ومن حام حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. هذا تنبيه واخص به بعض طلاب العلم الذين ربما تساهلوا وتسامحوا حينما يمازحون اقرانهم بذكر شيء من الايات او الاحاديث وتنزيلها على غير محلها على سبيل المزاح وعلى سبيل اللعب وعلى سبيل الضحك هذا والله امر خطير. ينبغي ان يحذر. كذلك ما يفعله بعض اه الشباب من اه الخوض او اه ذكر بعض النكات التي تتضمن بعض الاحكام الشرعية يقولون نحن نمزح وما ويكون في ذلك تعرض لشيء من احكام الشريعة تعرض لشيء يتعلق باليوحى شيء يتعلق بتقصيره ثياب شيء يتعلق بحجاب المرأة شيء يتعلق بتعدد الزوجات شيء يتعلق بولاية الرجل على المرأة شيء يتعلق بالحدود الى غير ذلك هذا لا شك انه امرا خطير بل هو والله غاية في الخطورة. وما اجدر صاحب ذلك ان يعجل الله عليه العقوبة في الدنيا قبل الاخرة. نسأل الله السلامة والعافية. ان لم يتب الى الله جل وعلا ويحضرني في هذا قصة لعل فيها عبرة وهي ما ذكر الشيخ المحدث احمد شاكر رحمه الله في كتابه كلمة الحق ذكر قصة عاصرها وهو ان رجلا خطب بحضرة السلطان سلطان مصر في ذاك الزمان فاراد ان يتملق له فقال كلمة ما قامت له قائمة بعدها نسأل الله السلامة والعافية كان هذا السلطان عن قريب من يوم الجمعة قد كرم احد الادباء العميان. اديب اعمى كرمه هذا السلطان فاراد هذا الخطيب ان يتملق له. فقال في خطبته ولما جاءه الاعمى ما عبس في وجهه وما تولى ولاحظ ما في هذا الكلام من تعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهت الصلاة قام والدي الشيخ احمد وهو الشيخ محمد شاكر وهو من اهل العلم وكان اذ ذاك وكيل الازهر. فقال يا ايها الناس اعيدوا صلاتكم فان امامكم قد كفر لاحظ ان هذا الحكم قد سرد قد صدر من هذا الشيخ لمجرد التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ احمد شاكر واقسم بالله اني رأيت هذا الرجل بعد اه بضع سنين وكان ذا جاه وحظوة كان رجلا متعاليا منتفخا اقسم بالله اني قد رأيته على باب احد مساجد يتلقى نعال المصلين. وعليه من الذلة والصغار ما الله به عليم. صدق الله ان تهنئك هو الابتر اذا هذا المقام حري ان يلاحظه الانسان وان يكون مجانبا له تمام المجانبة. مبتعدا عنه تمام الابتعاد. لا يحوم حوله البتة في مقام الهزل واللعب والمزاح تجنب تجنب تجنب اي شيء له مساس بذات ربنا جل وعلا او نبينا صلى الله عليه وسلم او شيء من هذا الدين وعودا على هذه الاية ثمة مسألة مهمة تتعلق اه بها وهي هؤلاء الذين كان منهم من كان ونزلت فيهم هذه الاية هل كانوا منافقين ام كانوا مؤمنين عندهم ايمان ضعيف. ثم ارتدوا بسبب هذه المقالة ذهب بعض اهل العلم الى انهم كانوا مسلمين عندهم ايمان ضعيف ثم ارتدوا بما كان منهم استدلوا على هذا بقوله جل وعلا قد كفرتم بعد ايمانكم. اذا كانوا مؤمنين قبل ان يكون منهم ما كان وهذا ما نص عليه المؤلف رحمه الله في كتابه كشف الشبهات ويفهم ذلك من بعض كلام شيخ الاسلام رحمه الله الذي دونه في كتابه الايمان وعمة اهل العلم على القول الاول وهو ان هؤلاء انما كانوا منافقين. والذي لا شك فيه عندي ان هذا هو القول الصحيح. ان الذين كان منهم ما كان كانوا منافقين اصلا ويدل على هذا اوجه عدة اولا ان سياق الاية وسباقها يدل على ذلك. هذه الاية التي بين ايدينا ولئن سألتهم ما الذي سبقها؟ سبق قهى قول الله جل وعلا يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم هم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون اذا الله جل وعلا بين ها هنا ان الكلام انما كان عن المنافقين صراحة ثم قال ولا ان سألتهم اذا الكلام قطعا انما تعلق بهؤلاء المنافقين. سألت من المنافقين الذين ذكروا قبل ذلك والذين هددهم الله جل وعلا بقوله قل استهزئوا فدل هذا على انهم هم المقصودون ثم ما الاية التي بعد قوله تعالى ان نعفو عن طائفة منكم الى اخره قال جل وعلا المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم. نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون ما قبل الاية وما بعدها دليل صريح على ان هؤلاء كانوا منافقين هذا اولا وثانيا ان هذه الاية من سورة التوبة سورة براءة وهي في جلها او كلها متعلقة بهؤلاء المنافقين وصفاتهم. ولذلك تأملها من اولها الى اخرها تجد ان الله جل وعلا يذكر من صفاتهم الشيء الكثير. ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ومنهم من يلمزك في الصدقات الى ان جئنا الى الاية التي مرت بنا امس ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو الى ان قال جل وعلا ولئن سألتهم هذه السورة في مجملها انما تتعلق عن المنافقين وصفاتهم وما يصدر منهم. هذا ثانيا وثالثا قول الصحابي الجليل آآ عوف بن ما لك رضي الله عنه ولكنك منافقا هذا ايضا نص على ان هذا القائل كان منافقا. ولو كان خلاف ذلك مقالة لقد كفرت او يا كافر او ارتددت لكنه قال ولكنك منافق ومعلوم ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعلمون بعض المنافقين بصفاتهم قال جل وعلا ولتعرفنهم في لحن القول فالمنافق قد يعلم. نعم جميعهم ليسوا معلومين. لكن طائفة من كانوا معلومين لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باقوالهم وغمزاتهم ولمزاتهم وحركاتهم وسكناتهم كانت تدل على انهم كانوا منافقين ولذلك في صحيح مسلم قول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها يعني صلاة الجماعة الا منافق معلوم النفاق. اذا كانوا يعلمون احوال المنافقين. ظهر لعوف رضي الله عنه من هذا الرجل ما اقتضى ان يصفه بهذا الوصف. هذا امر ثالث وامر رابع وهو اننا قد علمنا من كتاب الله جل وعلا ان السخرية والاستهزاء انما هي شأن هذا ديدنهم وهذه صنعتهم انهم يسخرون ويستهزئون. بدليل ما قبل هذه الاية بايتين قول الله جل وعلا ومنهم اه ومنهم ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن. كذلك قول الله جل وعلا عن في سورة البقرة واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فالاستهزاء ديدنهم والاستهزاء شأنهم. هذه الاوجه وغيرها تدل على ان هؤلاء الخائضين القائلين ما قالوا في حقيقة الحال كانوا منافقين. ويبقى بعد ذلك السؤال وهو ما توجيه قول الله جل وعلا قد كفرتم بعد ايمانكم توجيه ذلك على ما ذكر كثيرا من اهل العلم هو ان هؤلاء المنافقين معلوم انه وكان محكوما لهم بحكم الايمان ظاهرا. كانوا مؤمنين حكما. كانوا مسلمين حكما فلما كان منهم من فلما كان منهم ما كان كانوا كافرين حكما كما كانوا كافرين حقيقة بمعنى الله جل وعلا بين في هذه الاية في قوله قد كفرتم بعد ايمانكم قد كفرتم حكما بعد الايمان الذي كان محكوما لكم به صرتم كانوا في السابق مؤمنين حكما كفارا حقيقة فصاروا الان كفارا حكما وحقيقة نعم يا اخوة كان في السابق ماذا مؤمنين حكما يعني في احكام الاسلام الظاهرة تجري عليهم ماذا اجيبوا احكام المسلمين لكن في حقيقة الحال هم هم كفار اذا كانوا مؤمنين حكما كفارا حقيقة فصاروا بعد ان اظهروا هذا القول كفارا حكما وحقيقة هذا توجيه قول الله سبحانه قد كفرتم بعد ايمانكم. وتفرعوا على هذا ايضا سؤال وهو ان اهل العلم مجمعون على وجوب اقامة حد الردة على من سخر واستهزأ او سب الله جل وعلا او رسوله صلى الله عليه وسلم او دينه ولكننا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اقام الحب على هؤلاء والجواب عن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرعى مصلحة الاسلام وكان يسعى في تأليف الناس على الدين لا التنفير عنه. ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه لو شاع في قبائل العرب وغيرهم ان هؤلاء وظاهر حالهم انهم من جملة اصحابه انه قد قتلهم كان هذا منفرا اعظم التنفير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الاستجابة لدعوته فراعى عليه الصلاة والسلام هذا الامر في هذا المقام اضافة الى هذا ذكر شيخ رحمه الله ان هذه الواقعة كانت ابان امر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بان اعرض عن المنافقين ثم بعد ذلك جاء الامر بالاغلاظ عليهم. جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. فكان هذا سابقا على هذا الامر. ومهما يكن من شيء فالمحرر في هذا المقام كما بين ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد ان مراعاة هذا الامر خاصة بحياة في النبي صلى الله عليه وسلم اما بعد حياته عليه الصلاة والسلام فلا يملك احد ان يتنازل عن حق الاسلام او حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقامة الحد. بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم صار من الواجب عند لامام المسلمين ان يقيم الحد على هؤلاء بعد الاستتابة. يؤمر الواقع في هذا الجرم بالتوبة الى الله جل وعلا فان تاب قبل منه على الصحيح من قولي اهل العلم في هذه المسألة وهي مسألة اه اه الساب ومسألة المستهزئ اللهم الا مسألة خاصة وهي السب او الاستهزاء اذا نال جناب النبي صلى الله عليه وسلم الذي رجحه شيخ الاسلام رحمه الله من المحققين ان هذا الشاب لو تاب الى الله عز وجل فان توبته تنفعه فيما بينه وبين الله! اما في الحكم الدنيوي فانه لا بد من اقامة الحد عليه. وذلك ان لا احد قد يملك التنازل عن حق النبي صلى الله عليه وسلم. يعني في حياته عليه الصلاة والسلام تنازله عن حقه. اذ كان يملك ذلك لكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من الذي يملك ان يتنازل عن حق آآ النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القول من القوة بمكان والله تعالى اعلم. لعل هذا القدر فيه كفاية. واسأل الله جل وعلا ان يحفظني واياكم من مظلات الفتن. اسأله جل وعلا ان يحفظ علينا السنتنا. وان يحفظ علينا قلوبنا. وان يجيرنا من اسباب مساخطه جل وعلا. ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان