بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد. باب قول الله تعالى فلم ما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما الاية ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال المؤلف رحمه الله يوالي ذكرى الابواب التي تحث على تكميل التوحيد وتحذر من كل ما يقدح فيه والابواب الماضية وهذا وما بعدها تجد انها تدور على بيان وواضح التوحيد التي ترجع الى نقص او عدم في شكر الله عز وجل او الى نقص او عدم في تعظيم الله عز وجل ومن ذلك هذا الباب الذي بين ايدينا والذي ينبه فيه المؤلف رحمه الله على ان من قوادح التوحيد ومما ينافي كماله الواجب وقد يكون منافيا لاصل التوحيد تعبيد الاسماء لغير الله عز وجل وهذه الاية التي بوب عليها المؤلف رحمه الله هذا الباب سيأتي الكلام عنها مفصلا ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال ابن حزم رحمه الله تعالى اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاش عبد المطلب هذا الاجماع الذي نقله ابن ابن حزم رحمه الله في كتابه مراتب الاجماع لا شك انه اجماع صحيح فان العلماء متفقون على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وعد شمس وغير ذلك مما كثر قديما ويكثر حديثا وذلك ان ساق الشريعة قائمة على تعبيد الخلق لله سبحانه وتعالى فالعباد فالخلق جميعا عبيد لله سبحانه وتعالى كل الخلق عبيد لله جل وعلا فاما ان يكونوا عبيدا لله عز وجل عبودية الاضطرار يعني انهم عبيد لمالكهم وسيدهم وخالقهم ومدبر شأنهم والمتصرف فيهم بما يشاء وهو الله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم هم عبيد لله عز وجل هذه العبودية التي هي عبودية الاضطرار المؤمنون المسلمون جمعوا الى هذه العبودية عبودية اخرى وهي عبودية الاختيار كل الخلق اذا كانوا كذلك فواجب الا يعبدوا الا لله سبحانه وتعالى فان من الخضوع والذل والعبودية لله عز وجل ان تعبد الاسماء له تبارك وتعالى وخلاف ذلك نوع من الشرك مع الله سبحانه ولا شك ان مجرد التعبيد لغير الله في الاسم شرك اصغر فاذا جمع الى ذلك اعتقاد ان غير الله عز وجل يستحق ما يستحقه الله سبحانه من العبادة فهذا لا شك انه قد ارتقى الى الطامة العظمى وهي الشرك الاكبر وهذا النوع من الشرك وهو تعبيد الاسماء لغير الله شيء كان فاشيا قديما فاهل الجاهلية كانوا يعبدون كثيرا لغير الله تجد من اسمائهم عبد الكعبة وعبد الشمس وعبد الدار وعبد اللات وعبد منات وعبده بل وعبد العزى الى غير ذلك من هذه التسميات الشركية الكثيرة كذلك الشأن في اهل الاديان الاخرى كالنصارى اذ ينتشر فيهم التعبيد للمسيح فتجدهم يسمون عبد المسيح فرق الضلال لا سيما من كان من المنتسبين الى قطبي الضلال الذين هم عباد القبور سواء كانوا من الغلاة في ال البيت او كانوا من الغلاة في الاولياء والصالحين هؤلاء على ارث من ارث الجاهلية ولذلك يكثر عندهم التعبيد في الاسماء لغير الله فتجد من هؤلاء من نسمي او يتسمى بعبدالحسين وعبدي الحسن وعبد الزهراء وعبد الرضا وما شكل ذلك وفي الطرف المقابل تجد ايضا التسمية على هذه الشاكلة تجد عبد السيد وتجد ومرادهم بالسيد يعني الولي وليس الله عز وجل ويسمون عبد الرسول ويسمون عبد النبي ويسلم ويسمون غلام محمد يسمون عبد الامير ومرادهم امير المؤمنين علي رضي الله عنه الى غير ذلك من هذه التسميات وكلها ولا شك باطلة في الشريعة ومحرمة اشد التحريم بل انها نوع من الشرك بالله عز وجل ولذلك من تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابه تجد انه كان يغير الاسماء المعبدة لغير الله اقرأ في طبقات الصحابة تجد من تجد من ذلك الشيء الكثير عامة ما كان يغير صلى الله عليه وسلم الاسماء اليه كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اسما عبدالله وعبدالرحمن لان احب الاسماء الى الله جل وعلا عبد الله وعبدالرحمن ومن ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله كعبد عمرو وعبد الكعبة في الاصابة لابن حجر اربعة من الصحابة او نحو هذا العدد كانت اسماؤهم عبد الكعبة قبل مجيء الاسلام فغير ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وجميع هذه الاسماء غيرها النبي صلى الله عليه وسلم الى عبدالرحمن ومن اولئك عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وارضاه المقصود ان هذه قاعدة الشريعة وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك الا يعبد الا لله جل وعلا. ولو بمجرد التسمية اما اذا كان قد خالج ذلك وخالطه اعتقاد تعظيم لهذا المسمى به فهذه هوة سحيقة من الشرك الاكبر عافاني الله واياكم من ذلك. بقيت وقفة مع قول ابن حزم رحمه الله حاشا عبد المطلب. حاشا عبدالمطلب فليس مراده ان التسمية بعبد المطلب جائزة انما مراده ان هذا الاسم قد وقع فيه خلاف على وجه الخصوص وصدق الخلاف واقع في هذا الاسم لكن الصواب الذي لا شك فيه انه من جنس بقية الاسماء المعبدة لغير الله فلا تجوز التسمية بعبد المطلب كما لا تجوز التسمية بعبد الدار او عبد شمس او عبد اللات واحتج القائلون بجواز ذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم اقر هذا الاسم فانه عليه الصلاة والسلام كما في حديث البراء في الصحيحين قال يوم حنين انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب قالوا فهذا اقرار من النبي صلى الله عليه وسلم بجواز هذه التسمية حيث سمى نفسه بابن عبد المطلب اذا تجوز التسمية بعبد المطلب وثنوا باستدلال ثان وهو اقرار النبي صلى الله عليه وسلم تسمية عبدالمطلب ابني آآ الحارث بهذا الاسم عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عبدالمطلب ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب قالوا عدم تغيير النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم دليل على جواز التسمية به وهذا الذي ذكر غير صحيح بل هو غلط واستدلال لا يصح اما الاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم كان ها هنا حاكيا لا منشئا والحكاية لا تقتضي الاقرار بمعنى ان هذا اسمه عليه الصلاة والسلام وهذا الذي يعرض وهذا الذي يعرف به في قبائل العرب وهذا شأن لا يستطيع تغييره هذا اسم مشهور عند العرب كافة فلم يكن في قدرة النبي صلى الله عليه وسلم ان يغير ذلك فهو اذا حكى واقعا لا يمكن تغييره وحاشى ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم منشأ اسما جديدا او مقرا لاسم يمكن تغييره من هذا الجنس واضف الى هذا وجها اخر وهو ان هذا الاسم في اصله يعني فيما يتعلق باسم جد النبي صلى الله عليه وسلم. فالعبودية المذكورة ها هنا اه ليست عبودية الخضوع ليست العبادة المعروفة شرعا انما هذه يراد بها في اصل التسمية عبودية الرق حيث انه ينبغي التفريق بين الامرين فرق بين التسمية باسم معبد لغير الله جل وعلا لان ذلك فيه نوع خضوع لغير الله عز وجل الذي هو من العبودية الاصطلاحية الشرعية وبين الوصف العبودية التي ترجع الى الرق فيجوز ان تقول فلان عبد فلان يعني انه ماذا غلامه انه رقيق له والاصل في التسمية على ما ذكرت كتب التاريخ في شأن عبدالمطلب الذي هو جد النبي صلى الله عليه وسلم ان عمه المطلب ابن عبد مناخ ان عمه المطلبة ابن عبد مناف الذي هو اخو هاشم ذهب الى المدينة واخذه من اخواله ثم عاد به الى مكة وكان مردفا له خلفه على دابة فلما دخلوا الى مكة كان على هيئة رثة ما كان عنده وقت لكي يذهب فينظفه ويكسوه. فكان على هيئة رثة فسألوا هذا المطلب عن هذا الغلام الذي معه فقال هذا عبد لي استحى ان يقول انه ابن اخي اشتهر بعد ذلك بانه ماذا؟ بانه عبدالمطلب فالاصل في التسمية لم تكن تعبيدا على اه العبودية لغير الله انما كان ذلك على وصف الرق. فاذا جمعت هذين الوجهين تبين لك ان هذا الاستدلال غير صحيح ثم انك لتعجب من الاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم انا ابن عبد المطلب على جواز التعبيد بهذا الاسم مع انه قد قد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بغير ذلك ايضا فاذا جاز هذا جاز هذا واذا منع من هذا ينبغي ان يمنع هذا. فانه في الصحيحين تكلم النبي صلى الله عليه سلم باسم عبد مناف فانه قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين لما صاح في آآ قريش قال يا معشر قريش يا بني عبدي مناف وفي رواية عند مسلم لهذا الحديث يا بني عبدي شمس كما ثبت في الصحيحين ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير دور الانصار بنو النجار ثم بنو عبدالاشهل اذا لماذا خص اسم عبد المطلب من بين هذه التسميات والصحيح الذي لا شك فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في نطقه بهذه الاسماء يحكي الشيء الواقع الذي اصبح معروفا ومشتهرا فلا يمكن تغييره والله تعالى اذا يتلخص لنا ان هذا الاستدلال الاول استدلال غير صحيح وبقي الاستدلال الثاني وهو كون النبي صلى الله عليه وسلم اقر التسمية بعبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث عبدالمطلب ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب وهذا قد ذكره ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب لكن ما ذكر فيه نظر فيه نظر واستدرك عليه ابن حجر رحمه الله في الاصابة ذكر ان الزبير بن بكار وهو من اعلم الناس بنسب قريش ورجالها ذكر ان اسم هذا الصحابي انما هو المطلب وليس عبدالمطلب. فالصواب ان اسمه ماذا المطلب ابن ربيعة ان اسمه المطلب ابن ربيعة وليس عبدالمطلب وبالتالي لم يكن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له اسم معبد لغير الله جل وعلا والله سبحانه اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية قال لما تغشاها ادم حملت فاتاهما ابليس فقال اني فقال اني صاحبكما الذي اخرجتكما من الجنة لتطعنني او لاجعلن له قرني اي فيخرج من بطنك فيشقه ولا افعلن ولا افعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فابيا ان يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فاتاهما فقال مثل قوله فابى ان يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فاتاهما فذكر لهما فادركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله عز وجل جعلا له شركاء فيما اتاهما. رواه ابن ابي حاتم هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه تفسير قول الله جل وعلا فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما وبناء على هذا التفسير فان من الشرك بالله عز وجل اه تسمية الاولاد باسماء معبدة لغير الله كما جاء في هذا الاثر حيث جاء فيه ان ادم وحواء عليهما السلام سميا ابنهما عبد الحارث والحارث على ما ذكروا اسم لابليس فكان المعنى انه عبد ابليس فجعل الله عز وجل ذلك شركا قال جعلا له شركاء فيما اتاهما وهذه الاية فيها بحث طويل من جهة كوني هذه الاية يراد بها ادم حواء او لا يراد ذلك والخلاف في ذلك يرجع الى قولين اما القول الاول فهو ان المعنية في قوله تعالى اه جعلا له شركاء فيما اتاهما انما هو ادم وحواء عليهما السلام. حيث سميا ابنهما عبد الحارث وهذا القول ذهب اليه كثير من اهل العلم بل نسب الى جمهور اهل العلم بل حكى ابن جرير رحمه الله الاجماع عليه والقول الثاني ان هذه الاية آآ لا تدل على وقوع ادم وحواء عليهما السلام في الشرك بل قوله تعالى فلما اتاه نعم جعلا له شركاء فيما اتاهما لا يراد بذلك ادم وحواء وانما يراد ذلك انما يراد من ذلك من كان مشركا من ذريتهما استدلال القول الاول كان بحديث واثار واجماع اما الحديث فهو حديث سمرة بن جندب مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث في معنى هذا الاثر الذي بين ايدينا قريب منه في المعنى وخلاصته ان ادم وحواء عليهما السلام سميا ابنهما عبد الحارث لكن هذا الحديث حديث ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجه الامام احمد والترمذي والطبري وغيرهم من طريق عمر ابن ابراهيم العبدي عن قتادة عن الحسن البصري عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الاسناد اسناد ضعيف وفيه علل عدة اولا هو من رواية عمر ابن ابراهيم العبدي عن قتادة وروايته عن قتادة ضعيفة مضطربة يروي عنه مناكير لذلك ما رواه عن قتادة غير مقبول كما نص على ذلك الحفاظ هذه علة وعلة اخرى وهي ان الحديث جاء من رواية الحسن عن سمرة وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور هذا عدا هذا عدا انه قد عنعن في هذا الاسناد اعني الحسن آآ كان رحمه الله كثير التدليس اضف الى هذا امرا رابعا وهو ان الاسانيد الصحيحة قد جاءت عن الحسن البصري كما قال ابن كثير في تفسير الاية بغير ذلك وهو انها في ذرية ادم وحواء المشركين ولو كان عند الحسن شيء ثابت في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليعدل عنه ما كان ليعدل عنه اضف الى هذا ايضا علة خامسة وهو ان هذا الحديث اختلف في رفعه ووقفه على سمرة هذه العلل تدل على ان هذا الحديث قطعا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما الاثار فروي معنى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما كما بين ايدينا في هذا الاثر وروي ايضا آآ عن ابي ابن كعب في احد او في احدى طرق هذا الاثر عن ابن عباس ان ابن عباس رضي الله عنهما روى ذلك عن ابي ابن كعب وعلى كل حال المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في آآ ثلاث روايات او نحوها لا اعلمه يصح عنه رضي الله عنه كذلك الحال في اثر ابي بن كعب واحسنها حالا اثر سمرة ابن جندب رضي الله عنه واحتمل ابن كثير رحمه الله في تفسيره ان يكون المروي من ذلك عن الصحابة متلقى من قبل اهل الكتاب هذا عن الاثار اما عن الاجماع المذكور فانه اجماع غير مسلم وذلك ان ابن جرير رحمه الله القاعدة عنده انه يجعل قول الاكثر اجماعا يعني ليس الاجماع عنده آآ قول جميع المجتهدين او قول جميع العلماء وكان لا يعتبر بمخالفة الواحد او الاثنين في الاجماع. ولا شك ان هذا مخالف لقول جمهور الاصوليين من من ان الحجة في اطباق جميع العلماء المعتبرين وكيف يصح الاجماع من اهل العلم وثمة رواية اخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما اخرجها ابن اخرجها ابن ابي حاتم ايضا الذي روى الاثر الاول روى ايظا عن ابن عباس رضي الله عنهما خلافه وان الاية ليست في ادم وحواء وانما في ذريتهما. اضف الى هذا ان هذا ثابت عن الحسن البصري رحمه الله آآ اضافة الى جماعة من المفسرين سيأتي ذكرهم عند القول الثاني فالذي يبدو والله تعالى اعلم ان هذا الاجماع غير صحيح ثم يبقى النظر بعد ذلك في الاية وكونها تدل حقيقة على انها في ادم وحواء ام لا الذي يظهر والله تعالى اعلم ان ذلك غير صحيح لاوجه كثيرة منها ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام ادى انعقد الاجماع على انهم معصومون من الكبائر كما حكى ذلك المجد ابن تيمية وغيره فكيف بالشرك بالله سبحانه وتعالى وها هنا انفصل اصحاب القول الاول عن هذا بقولهم ان الذي وقع فيه ادم عليه السلام لم يكن شرك العبادة انما كان شرك الطاعة وبعضهم يقول فانه شرك التسمية وعلى كل حال مهما يكن من شيء حتى لو لم يكن شرك العبادة حتى لو لم يكن شركا اكبر فان الانبياء معصومون من الشرك الاصغر واذا كانوا معصومين من الكبائر فكيف بالشرك الاصغر الذي جنسه اعظم من جنس الكبائر فان هذا مما لا يمكن القول به قال بعضهم انفصالا عن هذا الايراد ايضا ان الذي سمى هذه التسمية انما هو حواء واما ادم عليه السلام فانه لم يسمي ذلك خروجا من هذا الايراد والجواب عن هذا انه اه جواب غير صحيح وذلك لان الله تعالى قال جعلا له شركاء ثانيا ان آآ هذه الاية المروي فيها والذي هو العمدة عند اصحاب هذا القول ليس فيه ان الذي سمى هو ماذا؟ حواء فقط انما كانت التسمية من الاثنين. اضف الى هذا وجها ثالثا وهو انه لو سلم بان حواء عليها السلام هي التي سمت فان ادم عليه السلام كان مقرا لها وبالتالي فانه لا يصح اذا هذا الجواب هذا هو الوجه الاول الذي يدل على انه لا يصح حمل الاية على ادم وحواء ثانيا ان يقال ان الذي ان الذنب الذي وقع ها هنا من ادم عليه السلام اما ان يكون قد تاب منه او انه لم يتب منه لا يخلو الامر من هاتين الحالتين فاما ان قيل انه لم يتب من ذلك فلا شك انه قول عظيم لا يمكن ان يقول به احد وذلك ان اتفاق العلماء على ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الاقرار على الذنوب فكيف يقال انهم او انهما او انه عليه السلام لم يتب من الشرك بالله سبحانه وتعالى هذا لا يمكن ان يقال به اما ان قيل انه قد تاب من ذلك فانه يقال حينئذ يبعد في حكمة الله جل وعلا ان يذكر الذنب في حق النبي ولا تذكر التوبة واعتبر في هذا ما جاء في قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام. بل اعتبر في هذا ما جاء في ادم عليه السلام على وجه الخصوص فقد قال جل وعلا لما بين ما وقع فيه ادم عليه السلام من اكل الشجرة قال فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. اذا اذا ذكر في القرآن شيء مما وقع من الانبياء عليهم الصلاة والسلام فانه يذكر ماذا التوبة ولابد وها هنا لم يذكر ووجه ثالث وهو ان ادم عليه السلام ثبت الحديث في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه يعتذر يوم القيامة عن الشفاعة العظمى بذكر ذنبه فانه اذا اتاه الناس يطلبون منه الشفاعة الى الله جل وعلا يقول ان الله قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وان الله نهاني عن اكل الشجرة فعصيته نفسي نفسي قال العلماء ولو انه عليه السلام قد وقع منه هذا الذنب لكان اجدر بالذكر لان ذنب الشرك اعظم من ذنب اكل الشجرة ووجه رابع ان هذه الاية لو كانت في ادم عليه السلام وحواء لم آآ لورد في ذلك ذكر ابليس وانه اغواهم كما جاء ذلك في الايات الاخرى في شأن اه اه اكلي او في شأن الاكل من الشجرة وهذا لم يحصل هنا ايضا اضف الى هذا وجها خامسا وهو ان المتأمل في العادة الجارية في ذكر قصص الانبياء عليه عليهم الصلاة والسلام يجد ان المطرد هو التصريح باسماء الانبياء عليهم الصلاة والسلام. حين ذكرهم او حين بيان قصصهم فانك تجد التصريح بذكر اسمائهم وها هنا ليس شيء من ذلك. ما ذكر اسم ادم ولا ذكر اسم حواء عليهما الصلاة سلام اضف الى هذا وجها سادسا وهو الذي يرجع الى سياق الايات. التي جاء فيها اه هذا الاسود او التي ذكر فيها هذا الاستدلال فان الله تعالى قد قال في سورة الاعراف هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن اليها. فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين. فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما. فتعالى الله عما يشركون تأمل في الوجه السادس وهو في قول الله جل وعلا جعلا له شركاء فيما اتاهما ولو كان المراد اشراك ادم وحواء بابليس في التسمية لقال جعلا له كان وليس شركاء اضف الى هذا وجها سابعا وهو قول الله جل وعلا جعلا له شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون ولو كان المراد ادم وحواء ولو كان المراد ادم وحواء لقال لفتعالى الله عما يشركان اضف الى هذا وجها ثامنا وهو ان الله تعالى قال ايشركون ما لا يخلق شيئا قال فتعالى الله عما يشركون ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولو كان المراد الشرك بابليس في التسمية قال ايشركون من لا يخلق شيئا وهم يخلقون لان الاصل فيما ان تقال في حق غير العاقل وان تكون من في حق العاقل ومن ذلك ابليس اضف الى هذا وجها تاسعا مهما وهو ان المتأمل في سياق الاية ان المتأمل في سياق الايات يقطع انه لا يمكن ان يراد بها ادم وحواء ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون. وان وان تدعوهم الى الهدى لا يسمعون. اترى ان هذه الايات يراد بها ادم وحواء هذا لا يمكن ان يقال به بل الناظر في هذه الايات المعتبر بما سواها من الايات يجد ان السياق يتعلق بالمشركين. وليس بادم وحواء اضف الى هذا وجها عاشرا وهو في المروي كالذي بين ايدينا تجد ان في هذا الذي بين ايدينا ما لا يمكن التسليم به اترى ابليس يأتي اليهما فيقول انا صاحبكما الذي اخرجتكما من الجنة اهذا كلام من يريد الاغواء ومن يريد الاغراء لانهم لانه لو قال ذلك فانهما سيتذكران ان الاستجابة له انما تؤدي الى الشر كما حصل في شأن ماذا في شأن اكل الشجرة اضف الى هذا الوجه الحادي عشر وهو ان من البعد بمكان ان يصدق ادم وحواء ان ابليس عنده قدرة على ان يخرج في رأس هذا الجنين قرنا كقرن الايل الايل الذي هو من جنس الوعود يعني هذا كلام لا يمكن ان يصدق به احد ثم من الذي يخلق ومن الذي يكون هذا الجنين في البطن؟ اليس هو الله سبحانه وتعالى؟ اذا كان ابليس هو الذي يصنع ذلك وصدقا ذلك كان هذا منهما شركا اكبر فهذا مما يدلك على ان هذا المروي لا يمكن التسليم به ولا يمكن ان يكون صحيحا وان المراد ادم وحواء عليهم الصلاة والسلام الذي يظهر والله تعالى اعلم ان القول الثاني وان المراد بهذه الاية ليس ادم وحواء يعني في قوله جعلا له شركاء فيما اتاهما ان هذا هو الصواب. وان كان لقول الجمهور هيبة ورهبة الا ان الاوجه السابقة بمجموعها تدل على ضعف هذا القول وان الصواب مع القول الاخر وهو الذي اه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في الرواية الثانية وكذلك هو قول الحسن رحمه الله واختاره جماعة من العلماء المحققين والمفسرين المعروفين كابن القيم وابن كثير وكذلك القرطبي وكذلك ابن حزم كذلك آآ من المتأخرين الشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله وكذلك الشيخ العثيمين وغيرهم من اهل العلم رحمة الله تعالى على الجميع هذا القول الذي يبدو والله تعالى اعلم انه هو الاقرب واصحاب هذا القول افترقوا الى فريقين منهم من قال ان مطلع الاية اريد به ادم وحواء هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. هذا في ماذا في ادم وحواء ثم بعد ذلك حصل انتقال انتقال من الشخص الى الجنس. انتقال من الشخص الى جنس البشر فلما تغشاها من هنا فما بعد يراد بذلك ماذا جنس البشر فلما تغشاه يعني جامعها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما الى اخره فيكون المراد بمن اشرك هم المشركون من ذرية ادم عليه الصلاة والسلام. وهذا اسلوب معروف وله نظائر في القرآن ولولا ظيق الوقت لذكرت لكم نماذج على ذلك من القرآن والفريق الثاني قالوا ان هذه الاية ليس او ان هذه الايات ليس لها علاقة بادم وحواء لا من قريب ولا من بعيد هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. خلقكم من نفس واحدة يعني من جنس واحد ومن اصل واحد وجعل منها زوجها ليسكن اليها. يعني من هذا الجنس لم يكن آآ خلق الزوجات من جنس اخر انما كان من الجنس نفسه حتى يحصل السكن الى اخر ما جاء في السياق وعلى كل حال اه المقصود هو ان قوله تعالى جعل له شركاء عند الفريقين لا يدل على ماذا؟ على ارادة ادم وحواء عليهم الصلاة والسلام مهما يكن من شيء سواء قلنا لان هذه الاية في ادم وحواء اوليست في ذلك فان العبرة بعموم اللفظ وهذه هي الفائدة التي نريد ان نقطفها وهي ان من الشرك بالله سبحانه وتعالى تسمية الاولاد باسماء معبدة لغيره جل وعلا. لا شك ان هذا منكر ولا شك ان هذا محرم ولا يجوز فسر قوله تعالى اه وشاركهم في الاموال والاولاد كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره آآ عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره تفسير ذلك ايضا بتسمية الابناء باسماء معبدة لغير الله سبحانه وتعالى. وعلى كل حال الاشراك بالله سبحانه وتعالى او جعل نصيب من الاولاد لغير الله جل وعلا والاشراك به في ذلك هذا له اوجه من ذلك ما مر معنا من تسمية الابناء باسماء معبدة لغير الله. فان كان مجرد تسمية دون اعتقاد كان شركا اصغر وانضم الى هذا اعتقاد قلبي بتعظيم هذا الذي سمي باسمه او عبد له فلا شك ان هذا شرك اكبر وثمة كما ذكرت لك انواع اخرى هي افحش واعظم من ذلك اعتقاد بعظ الاباء ان هذا الولد انما هو نعمة اسداها هذا السيد او هذا الولي او هذا النبي. ولذلك فهو يجعله شريكا مع الله سبحانه وتعالى في ايتاء هذا الولد كما يكون من عباد القبور. تجد احدهم يصيح عند المشهد كما يقولون او عند يا سيدي فلان اريد الولد يا سيدي فلان اريد الولد تأتي الام كذلك تصيح او تأتي الزوجة تصيح. تنادي انها تريد الولد فانظر لنا يا سيد بعين رأفه عين الرحمة فاذا رزق بالابن اعتقد انه انما كان نعمة انعم بها هذا الولي المقبور. وهذا ولا شك شرك اكبر ليس بعده شرك من ذلك ايضا مما يدخل في قول الله جل وعلا جعلا له شركاء الاشراك مع الله سبحانه وتعالى بشأن التبرك تجد انه عند من ضعف عنده التوحيد او عدا او عدم عنده التوحيد تجد انه او تجد انها تأتي بابنها بعد ان يولد الى قبر الولي في زيارة لابد منها حتى تفيض عليه بركات السيد وهذا يفعله كثير من هؤلاء عياذا بالله. لابد بعد الولادة من حمل هذا الطفل والاتيان به الى قبر الولي حتى يناله من بركات هذا الولي فهذا لا شك انه شرك بالله سبحانه وتعالى جعلا له شركاء فيما اتاهما اضف الى هذا ايضا ان منهم من يفحش عنده الامر اكثر واكثر حتى انه يجعل نذرا عليه ان يكون هذا الابن خادما للسيد او خادما للشيخ او خادما لقبر الولي وانه نذره لله سبحانه وتعالى لكي يكون عبدا طائعا وخادما وسادلا لهذا القبر الذي يشرك مع الله عز وجل به فهذه اوجه وغيرها يفسر بها وداخلة في ما تدل عليه هذه الاية التي بين وهي قول الله سبحانه جعلا له شركاء فيما اتاهما. اسأل الله جل وعلا ان يعيذنا جميعا من الشرك صغيره وكبيره. وجليه وخفيه. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم. ونستغفرك لما لا نعلم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان