بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع فبه يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في في كتاب التوحيد في باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها وذروا الذين يلحدون باسمائه الاية الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا باب عقده المؤلف رحمه الله للكلام عن موضوع من الموضوعات المهمة التي الخلل فيها يؤدي الى قدح في التوحيد الواجب او نقض لاصل التوحيد وهو ما يتعلق بالالحاد في اسماء الله جل وعلا والالحاد سيأتي بيانه وهو درجات منه ما يقدح في كمال التوحيد الواجب ومنه ما ينقض اصل التوحيد وكتاب التوحيد الذي نتدارسه في هذه المجالس قد خصه المؤلف في غالب ابوابه للكلام عن توحيد القصد والطلب ولكنه حلى كتابه ببعض الابواب التي تتعلق بتوحيد المعرفة والاثبات من ذلك هذا الباب الذي بين ايدينا ومن ذلك باب مر بنا سابقا وهو باب من جحد شيئا من اسماء الله وصفاته كذلك تناول البحث في توحيد المعرفة والاثبات بعضا مما يتعلق بابواب اخرى ما عقده المؤلف لحكم التسمي بقاضي القضاة كذلك ما سيأتي من الكلام عن اثبات الوجه لله عز وجل والسؤال بوجهه سبحانه كذلك ما ختم به المؤلف رحمه الله هذا الكتاب وهو في الباب الذي عقده للكلام عن قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره الى غير ذلك من الابواب التي تناولت هذا النوع من نوعي التوحيد ويمكن ان يقال ايضا ان هذا الباب له تعلق بتوحيد القصد والطلب يعني بتوحيد العبادة ايضا وهذا اه تنبيه لطيف اشار اليه حفيد المؤلف وتلميذه الشيخ عبدالرحمن بن حسن في كتابه آآ قرة عيون الموحدين الذي شرح فيه هذا الكتاب شرحا وجيزا حيث اشار الى ان المؤلف رحمه الله اراد التنبيه على غلط الذين يتوسلون الى الله عز وجل في دعائهم بالذوات وان الذي ينبغي ان يتوسل الى الله عز وجل باسمائه وصفاته بعض الناس يخطئون حينما يقعون في امر محدث مبتدع وهو التوسل الى الله جل وعلا بالمخلوقين بذواتهم او بجاههم فيقول اللهم اني اسألك بجاه فلان وبحق فلان واسألك بفلان وهذا امر محدث ليس عليه دليل من الكتاب والسنة. والذي ينبغي للمسلم ان يتوسل الى الله عز وجل بهذا التوسل العظيم الذي لا توسل اعظم منه وهو التوسل الى الله عز وجل باسمائه وصفاته ونعوت جلاله وجماله قال رحمه الله باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها اسماء الله جل وعلا حسن وهذا ما نص عليه كتاب الله في اربعة مواضع في هذه الاية التي بين ايدينا اية الاعراف وكذلك في اية الاسراء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى كذلك في الموضع الثالث في سورة طه آآ هو الله الذي لا اله نعم الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى والموضوع الاخير في سورة الحشر لقول الله جل وعلا هو الله الخالق البارئ المصور. له الاسماء الحسنى اسماء الله جل وعلا حسنى كلمة حسنى مؤنث كلمة احسن وهي افعل تفضيل من حسنة كما ان كلمة احسن افعل تفضيل من كلمة حسن والحسنى يعني البالغة في الحسن المنتهى فاسماء الله جل وعلا بالغة في الحسن المنتهى فلا حسن فوق حسن اسماء الله تبارك وتعالى حسن او بلوغ الغاية في الحسن في اسماء الله جل وعلا يرجع الى ثلاثة امور اولا انها دالة على اعظم واقدس مسمى وهو الله جل وعلا لما كانت هذه اسماءه لما كانت هذه الاعلام الدالة عليه تبارك وتعالى لا شك انها بذلك تكون احسن الاسماء على الاطلاق والامر الثاني ان اسماء الله جل وعلا تتضمن احسن المعاني واعظم النعوت فصفات الله جل وعلا ضمنت في اسمائه سبحانه اذ كل اسم قد دل وتظن صفة من صفات الله تبارك وتعالى وهذه المعاني والصفات اعظم ما يكون من المعاني اعظم ما دلت عليه آآ الاسماء من المعاني هي اسماء الله سبحانه وتعالى. اذا كانت اسماء الله حسنى لانها دالة على اعظم مسمى ولانها متظمنة لاحسن المعاني اضف الى هذا امرا ثالثا وهي انها منزهة عن كل عيب وسوء ونقص. فاستحقت بذلك ان تكون اسماء حسنى قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى. اذا هي شيء يختص به الله سبحانه وتعالى. الم تر الى حرف اللام ها هنا الذي يدل على الاستحقاق فهي مستحقة لله عز وجل لا يشركه فيها غيره. اسماء الله جل وعلا بما دلت عليه من هذه المعاني العظيمة لا شك انها امر تفرد الله سبحانه وتعالى به. فلا يجوز ان يشاركه في هذا الكمال احد البتة. قال سبحانه ولله الاسماء الحسنى هذا باب عظيم وهو باب التأمل في حسن اسماء الله جل وعلا هذا المقام كلما تأمل فيه الانسان ظهر له من حسن اسماء الله جل وعلا ما لم يكن يعلم وحسن اسماء الله جل وعلا يظهر من وجوه كثيرة. من ذلك النظر الحسن الذي يظهر من الاسماء بالنظر الى كل اسم منها على حدة فكل اسم منها ان تأملته وجدت انه يدل على احسن المعاني واعظمها واعتبر في ذلك اي اسم يمر بك في كتاب الله او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجد ان ما اشتمل عليه من المعاني شيء عظيم يفوق الوصف ويظهر حسن اسماء الله عز وجل ايضا من وجه ثان وهو بالنظر الى ان من اسماء الله ما يدل على لا اكثر من معنى يدل على اكثر من معنى وكلها بالغة في الحسن غايته. وهذا امر عجيب. ان يكون واحد يدل على معنيين او على ثلاث معاني او على ثلاثة معان او على اربعة معان كلها حق وكلها غاية في الحسن وانظر في هذا وتأمل في اسم الله الودود. وتأمل في اسم الله العزيز. وتأمل في اسم الله الحكيم. وتأمل في اسم الله الجبار. الى غير ذلك من اسماء الله جل وعلا. بل ان منها ما هو جامع لكل معاني الربوبية والالوهية كما تجده في قوله في الاسم العظيم الله كيف كان مشتملا على كل معاني الربوبية والالوهية وكل نعوت الجلال والجمال ايضا يظهر حسن اسماء الله جل وعلا من وجه ثالث وهو بالنظر الى اقترانها الى بعضها ببعض وهذا قد جاء في كتاب الله جل وعلا كثيرا كذلك في احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت اذا تأملت وجدت ان كل اسم منها هو احسن الاسماء. دال على احسن المعاني فاذا ضممت احد هذه الاسماء الى الاخر ظهر لك حسن فوق الحسن واعتبر في هذا الى الاقتران مثلا بين اسميه تعالى الغفور والرحيم او العزيز والحكيم الاول والاخر او الظاهر والباطن هذه بالذات لها شأن اخص ويظهر الكمال وغاية الحسن فيها من اه وجه اظهر وهي الاسماء التي يطلق عليها بعض اهل العلم بالاسماء المزدوجة. اضف الى هذا وجها رابعا في حسن اسماء الله جل وعلا. وهي انك لا تجد فيها ترادفا مطلقا ليس في اسماء الله ما يدل الواحد منه على ما يدل عليه الاخر من جميع الوجوه. انما تجد بعض الاسماء اعم من بعض او تجد بعض الاسماء اخص من بعض وذلك مما يزداد معه يقينك بحسن اسماء الله جل وعلا. فتجد ان اسمه الخالق يدل على معنى عام واسمه البارئ يدل على معنى اخص وقل مثل هذا في اسماء عدة من اسماء الله جل وعلا والمقام اه يحتاج الى وقت اوسع لتفصيل مثل هذه للمباحث المقصود ان من الامر الذي يجب على كل مسلم ان يعتقد به وان يصل الى سويداء قلبه اعتقاد ان اسماء الله جل وعلا حسنا بالغة في الحسن الغاية ومن اعتقد ذلك استفاد فوائد شتى من تلك الفوائد التي نستفيدها من اعتقادنا بكون اسماء الله جل وعلا حسن ما يأتي. اولا اعتقاد انها توقيفية ومعنى قولنا انها توقيفية يعني انه لا يسمى الله جل وعلا الا بما سمى به نفسه او سماه به صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز في هذا الباب القرآن والحديث. يجب ان يقف الانسان في تسمية ربه جل وعلا عند حدود ما ورد في القرآن الكريم او في السنة النبوية. وهذا بين ظاهر من كون اسماء ولله حسنا فان العقل لا يستدل فان العقل لا يستقل بالوصول الى احسن المعاني. وبالتالي فانه يقف عند حدود ما جاء في الكتاب والسنة. وبالتالي يظهر لك خطأ من قال من المتكلمين ان اسماء الله جل وعلا يمكن ان تثبت له عن طريق الاجتهاد يعني ان ينظر الانسان في معنى حسن دل عليه اسم من الاسماء وبالتالي يجوز ان يطلق على الله تبارك وتعالى وهذا لا شك انه مذهب باطل. ويرده ما اخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه بان له الاسماء الحسنى وان للعقل العاجز الضعيف ان يصل الى هذه الرتبة العلية حيث يضيف الى ربه جل وعلا اسما يليق به ويليق وبعظمته ويليق بكماله الا يكون ذلك ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي هو اعلم الخلق بالله يقول لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فاذا كان اعلم الخلق به عليه الصلاة والسلام لا يحيط ثناء بالله وعليه مع انه اعلم الخلق به. ومعلوم ان الله جل وعلا انما يثنى عليه باسمائه وصفاته. فاذا كان لا يحصي ثناء عليه. اذا لا يمكن للعباد ان يصلوا الى معرفة ما يليق بالله جل وعلا من الاسماء والصفات وحسبهم ان يقفوا عند حدود ما جاء في القرآن والسنة. اضف الى هذا ما جاء في مسند الامام احمد من ابن مسعود رضي الله عنه في الحديث المعروف عند اهل العلم بحديث الهم او حديث دعاء الهم وهو قوله صلى الله عليه وسلم اسألك بكل اسم هو سميت به نفسك فالحديث صريح بكون اسماء الله جل وعلا من تسميته هو جل وعلا لنفسه لا من تسمية الخلق له. اضف الى هذا ان تسمية الله بما لم يسمي به نفسه يشملها قوله سبحانه وتعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولا لا تقف ما ليس لك به علم وقوله تعالى ولا يحيطون به علما كل تلك الادلة زاجرة عن ان يخوض الانسان في تسمية الله جل وعلا بما لم يرد في الكتاب والسنة هذه فائدة اولى نستفيدها من معرفتنا ان اسماء الله الحسنى. والفائدة الثانية ان نعلم ان اسماء الله جل وعلا مشتقة لا جامدة كما يقوله من يقوله من المتكلمين بل كل اسم من اسماء الله جل وعلا فانه يدل على معنى تدل على صفة جليلة بل هي احسن ما يكون من الصفات والمعاني. وذلك ان الله جل وعلا لم يتسمى بالعزيز الا لانه متصف بصفة العزة ولم يتسمى بالقوي الا لانه متصف بصفة القوة وهكذا دواليك. اذا اسماء الله جل وعلا كل من منها يتضمن ويشتمل على معنى وعلى صفة. وهذا مما يجب ان يعتقد في اسماء الله جل وعلا اضف الى هذا امرا ثالثا وهو اننا نستفيد من معرفة من معرفتنا بان اسماء الله الحسنى دعاءه بها دعاء العبادة ودعاء المسألة اما دعاء العبادة و ذلك مما رتب الله سبحانه وتعالى على كون اسماء الله الحسنى. قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها رتب على كون اسماء الله عز وجل حسنا دعاءه بها. اذا لما كانت حسنى كان ينبغي ان يكون دعاؤه بها. اعود فاقول ان دعاء الله عز وجل باسمائه يرجع الى نوعين من الدعاء. دعاء العبادة ودعاء المسألة. اما دعاء المسألة فهو الدعاء المعروف الذي يتبادر المراد منه عند سماع هذه الكلمة اولا وهو النداء والطلب والسؤال فاذا دعوت الله عز وجل فادعه باسمائه الحسنى سبحانه فهذا احسن ما يكون وابلغ ما يكون من دعاء المسألة. وثم دعاء العبادة وهو ان تتعبد لله سبحانه وتعالى باسمائه وهذا باب عظيم حسب الواحد منا اذا تكلم فيه ان يشير اليه اشارة والا فان هذا باب عظيم لا لا يلج اليه الا الموفقون السعداء والسير الى الله جل وعلا كما يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين السير الى الله من طريق الاسماء والصفات شأنه عجب وفتحه عجب وصاحبه قد حيزت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير متعب ولا مكتوب ولا مشتت عن سكنه ولا مبعد عن وطنه نعم الطريق الى الله عز وجل من خلال التأمل والتدبر والتعبد باسماء الله عز وجل وصفاته امر عظيم لا يصل اليه الا الموفقون من اهل العلم والعمل اولئك الذين يتعبدون لله جل وعلا بكل اسم له ومعلوم ان كل اسم من اسماء الله له عبودية تخصه فالتعبد لله عز وجل باسمه الغفور يختلف عن التعبد لله عز وجل باسمه الشكور يختلف عن التعبد لله عز وجل باسمه العزيز. و هذا الباب آآ يحتاج المسلم ان يتأمل فيه تأملا عظيما هو باب للسبق والمسارعة ومن كان حريصا على سعادة نفسه فليحرص عليه ولا يمكن ان تصل اليه حتى يوفقك الله عز وجل للتأمل فيما يمكنك من معرفة معاني اسماء الله جل وعلا وبالتالي تشمر عن ساعد الجد في التعبد لله سبحانه بهذه الاسماء فمن علم ان الله عز وجل شكور فانه يتعبد لله عز وجل بعبودية الرجاء حيث يرجو ربه سبحانه ولا يخاف منه ظلما ولا هضما. اذا عمل العمل الصالح فانه يرجو الله تبارك وتعالى ان يثيبه عليه. واذا عمل السيئة فتاب الى الله فانه يرجو الله عز وجل ان يتوب عليه غفر له زلته. من تعبد لله عز وجل باسمه القوي فانه يعتصم بحبله ويلوذ به يثق بقوته سبحانه وتعالى ويحسن التوكل عليه. لانه يعلم ان الله هو القوي. الذي له القوة التي لا تضاهى فالله جل وعلا قوي لا يغلب. وبالتالي فانه يثق بالله عز وجل ويحسن التوكل عليه وهكذا في بقية اسماء الله جل وعلا. اذا هذا بعض ما نفيده من معرفة كوننا ان اسماء والله حسنى. اضف الى هذا امرا رابعا وهو تنزيه اسماء الله جل وعلا. عن ان يلحقها اي نقص قل او عيب مهما تأملت في اسماء الله وصفاته فانك تجدها اسماء كاملة من جميع الوجوه لا يمكن ان يلحقها اي نقص او عيب البتة قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قوله تعالى فادعوه بها يشتمل على معنيين الاول ان قوله فادعوه من الدعوة بمعنى التسمية من قولهم دعوته زيدا. يعني سميته زيدا فيكون معنى قوله فادعوه بها يعني سموه بها والمعنى الثاني فادعوه من الدعاء الذي هو كما قد علمت مشتمل على دعاء العبادة ودعاء المسألة وكلاهما مما يدل عليه قوله تعالى فادعوه بها. يجب ان يسمى الله بهذه الاسماء ويعتقد انها اعلام هم دالة عليه كما آآ انه سبحانه يدعى بهذه الاسماء دعاء العبادة ودعاء المسألة. واضاف الى هذا ابن القيم في المدارس نوعا ثالثا وهو دعاء الثناء والذي يبدو والله اعلم انه داخل في دعاء العبادة. قال سبحانه وذروا الذين يلحدون في اسمائه ذروا فعل امر وهذا او هذه الاية اعني قوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه جمهور اهل العلم على انها اية محكمة وذهب ابن زيد في بعض المفسرين الى انها اية منسوخة فانه فهم من قوله تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه فهم ترك التعرض لهؤلاء الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا. وبالتالي تكون اية منسوخة بايات والجهاد والصواب ان الاية محكمة كما على ذلك جماهير اهل العلم وقوله وذر الذين يلحدون في اسمائه فيه فائدتان الاولى تنبيه للمسلمين والثانية تحذير وتهديد ووعيد للكافرين. الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا. فان هذا الاسلوب في لغة العرب يفيد معنى التهديد والتوعد. على نحو قول ربنا جل وعلا ذرهم يأكلوا ويتمتعوا قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. فهذا اسلوب يتضمن معنى التهديد. فانه ينتظرهم عذاب من الله جل وعلا والامر الثاني تحذير المسلمين من ان يكون حالهم كحال هؤلاء الملحدين في اسماء الله جل وعلا. فينبغي على الانسان ان يجانب هذه الحال والا نكون كهؤلاء لئلا يصيبه ما اصابهم قال سبحانه وذروا الذين يلحدون في اسمائهم قرأ جمهور اهل العلم يلحدون من الحد يلحد وقرأ حمزة رحمه الله ب يلحدون بفتح الياء من لحد يلحد والقراءتان معناهما واحد. لا فرق بينهما من جهة المعنى والاصل في اللغة ان الالحاد هو الميل عن القصد ومن ذلك اللحد في القبر لانه مائل الى شق القبر عن وسطه والالحاد في اسماء الله هو كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه المدارج العدول بها عن الصواب فيها ماذا قال الالحاد في اسماء الله العدول بها عن الصواب فيها هذا تعريف وجيز رشيق لمعنى الالحاد في اسماء الله الله جل وعلا يحذرنا في هذه الاية من حال هؤلاء الذين ضلوا الصراط المستقيم فالحدوا في اسماء الله واذا تأملت في كتاب الله وجدت النهي عن الالحاد في امرين وجدت النهي عن الالحاد في اسماء الله كما في هذه الاية. ووجدت النهي عن الالحاد في ايات الله كما في قوله سبحانه ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا. وايات الله نوعان ايات شرعية هي الايات التي انزلها الله عز وجل على رسله. ومن ذلك القرآن الكريم الذي بين ايدينا والالحاد في الايات الشرعية يكون بامرين بتكذيبها وبتحريفها والنوع الثاني الايات الكونية فكل ما تراه ببصرك من مخلوقات الله جل وعلا فانها ايات دالة على وجودة والوهيته ووحدانيته وهذه الايات الالحاد فيها يكون بنسبتها لغير الله او اعتقاد ان له فيها مشارك او معاون او اعتقاده ان له فيها مشاركا او معاونا نعود الى الاول لانه هو محل كلامنا وبحثنا هنا وهو الالحاد في اسماء الله جل وعلا. قلنا هو العدول بها عن الصلاة فيها اسماء الله عز وجل يجب ان يعتقد فيها الحق الذي اوجبه الله عز وجل والذي جاء في الشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك تسمية الله عز وجل بما سمى به نفسه مع اعتقاد تضمن هذه الاسماء المعاني التي بلغت الغاية في الحسن واجتناب كل ما يخالف ذلك ما يخالف ذلك هو الالحاد في اسماء الله. اذا هي كلمة جامعة لكل ما يخالف الحق في باب اسماء الله وصفاته اعيد الالحاد في اسماء الله كلمة جامعة لكل ما يخالف الحق في باب الاسماء والصفات وهذا له اوجه كثيرة من ذلك ما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فحقيقة الالحاد فيها الميل بالاشراك والتعطيل والنكران فالملحدون اذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن اولا الالحاد بالاشراك. هذا الحاد الاشراك او الحاد التشريك. وهو ان انتقد تشريك غير الله عز وجل ان يعتقد تشريك غير الله عز وجل معه فيها ومن ذلك ما كان من المشركين الاولين الذين سموا طواغيتهم واصنامهم باسماء الله جل وعلا. اشتقوا لها اسماء من اسماء الله جل وعلا كما فعلوا في تسمية صنمهم العظيم اللات لكونهم اشتقوا له آآ هذا الاسم من اسمه سبحانه الله او من اسمه سبحانه الاله على خلاف بين اهل العلم. كذلك تشتق العز من العزيز واشتقوا منات من المنان. اذا هذا الحاد بالاشراك مع الله سبحانه وتعالى فيها. ومن ذلك ايضا ما يكون من غلاة القبوريين الذين قد يسمون سادتهم والهتهم وطواغيتهم باسماء الله جل وعلا بل انهم قد يعتقدون ان المعاني والصفات التي تضمنتها هذه الاسماء يشارك هذا فيها الله سبحانه وتعالى. قد تجد منهم من يسمي الهه بالقدير. ويعتقد ان فله قدرة كقدرة الله سبحانه وتعالى او يسميه بالرحيم. ويعتقد ان له رحمة كرحمة الله سبحانه وتعالى اذا هؤلاء لا شك ان الحادهم وشركهم اعظم من الحاد وشرك الاولين النوع الثاني الحاد النكران بمعنى انكار هذه الاسماء من اصلها ونفي تسمية الله عز وجل بها. ومن ذلك ما وقع من المشركين الاولين في اسم الرحمن واذا قيل لهم الصدوا للرحمن قالوا وما الرحمان كما مر بنا ذلك سابقا. ومن ذلك ايضا ما وقع فيه من المنتسبين الى هذه الملة الجهمية الذين نفوا اسماء الله عز وجل واعتقدوا ان الله عز وجل لا يتسمى بهذه الاسماء لانه اه المخلوق فيها الله جل وعلا. فنفوا اسماء الله سبحانه وتعالى واولوها بمخلوقات منفصلة عن الله جل وعلا النوع الثالث التعطيل والتعطيل في اسماء الله جل وعلا نوعان. اولا تفريغ وتعطيل الاسماء عن معانيها. واعتقاد انها اسماء جامدة لا تدل على معاني الشأن فيها كالشأن في اسماء المخلوقات كالشأن في اسماء المخلوقين ربما يسمى بصالح من ليس صالحا وربما يسمى سعيد من ليس سعيدا هذا لا شك انه من الامر الباطل المخالف لاجماع السلف. فاسماء الله كما قد علمنا ماذا متضمنة لمعان عظيمة هي احسن ما يكون من المعاني. وهذا الذي يعبر عنه اهل العلم بانها اسماء مشتقة وثمة صنف اخر من الملحدين الحاد التعطيل الذين اول ما دلت عليه الاسماء من المعاني. هؤلاء ايضا معطلة كما تجد من كثير من المتكلمين اذا جاءوا مثلا الى اسم الله الرحمن اول صفة الرحمة او جاءوا الى اسمه تعالى الودود اول صفة الود وهكذا في الاسماء التي تدل على صفات لا يثبتونها لله جل وعلا. وبالتالي فانهم ينفون معناها وهذا الحاد تعطيل هذا الحاد تعطيل. اذا عندنا الان ثلاثة انواع من الالحاد وهي الحاد الاشراك والنكران والتعطيل النوع الرابع تسمية الله عز وجل بما لم يسمي به نفسه فكيف اذا كان ذلك نقصا لا يليق بالله كما فعلت اليهود عليهم من الله ما يستحقون. حينما قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء اذا الله جل وعلا لا يجوز ان يسمى بما لم يسمي به نفسه. وهذا وقع فيه كثير من الناس من مختلف وفي الطلائف هؤلاء كما قد علمت وكذلك النصارى مثلا سموا الله جل وعلا ابا الفلاسفة سموه العلة الفاعلة او العلة الاولى وانظر الى الادب مع الله جل وعلا ايقال في حق الله انه علة تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا. ومن ذلك ايضا اه ما يقع في اه لسان بعض العوام حينما يسمون الله جل وعلا بما لم يسمي به نفسه. وقد يتضمن ذلك ما يتضمن من اه نسبة النقص الله جل وعلا او اثبات شيء من الصفات لم تثبت له. تجد من العامة مثلا من يدعو فيقول يا ابا المكارم يا ابيض الوجه يا ديهور يا ديهار يا برهان يا سبحان في قائمة طويلة من هذه التسميات التي لم ترد في كتاب ولم ترد في سنة وقد علمنا ان اسماء الله جل لو على ماذا توقيفية فليس للانسان ان يضيف الى الله جل وعلا ما لم يضف الى نفسه وما لم يثبت الى تبارك وتعالى النوع الخامس الذي هو وجه ايضا من اوجه اه الالحاد في اسماء الله جل وعلا. الحاد التشبيه الحاد المشبهة الذين جعلوا اسماء الله جل وعلا دالة على صفات يشابه فيها الله جل وعلا المخلوقين فاذا كان اسم الله جل وعلا الرحيم يدل على صفة الرحمة فرحمته من جنس رحمة المخلوقين واذا كان الله جل وعلا اسمه العزيز فعزته من جنس عزة المخلوقين وقل مثل هذا في بقية الاسماء ولا شك ان هذا الحاد ميل عن الحق الواجب في اسماء الله جل وعلا السادس الحاد اهل الاتحاد الحاد اهل الاتحاد وهؤلاء اخبث هؤلاء الملحدين وهؤلاء اضل الملحدين. الذين جعلوا كل اسماء في السماوات او في الارض فهي لله سبحانه وتعالى لانهم يعتقدون ان الله جل وعلا هو كل شيء في السماوات وفي الارض. حتى قال زعيمهم ابن عربي عليه من الله ما يستحق ان الله تعالى يتسمى بكل اسم ممدوح عقلا وشرعا وعرفا. وبكل اسم مذموم شرعا وعقلا وعرفا تعالى الله عما يقول هؤلاء الملحدون غلوا كبيرة. اذا هذه مجامع كلام او هذه خلاصة كلام اهل العلم في اوجه الالحاد في اسماء الله جل وعلا. وخلاصة ذلك ان كل انحراف عن الحق وعن الصراط استقيم في باب اسماء الله وصفاته فانه راجع في الحقيقة الى ماذا الى الالحاد في اسماء الله جل وعلا. والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ذكر ابن في حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يلحدون في اسمائه يشركون نعم اه هذا الذي اورده المؤلف رحمه الله وهم منه او سبق قلم فان هذا التفسير الذي سمعت ليس لابن عباس رضي الله عنهما انما هو لقتادة اخرج ذلك ابن ابي حاتم وكذلك ابن جرير وغيرهم من اهل العلم تفسير الالحاد بالاشراك هذا من تفسير قتادة وليس من تفسير ابن عباس رضي الله عنهما وهذا ما نبه عليه آآ الشارح الحفيد الشيخ سليمان رحمه الله في كتابه التيسير. نعم. مضى الكلام عن معنى الالحاد. اه على هذا الوجه. نعم وقال رحمه الله وعنه سموا اللات من الاله والعزى من العزيز. نعم. هذا الذي يرجع ايضا الى الالحاد اه بالاشراك ومن ذلك تسمية الهة المشركين باسماء الله جل وعلا واشتقاق اسماء لها من اسماء الله جل وعلا. هذا آآ مما اطبق عليه المفسرون في تفسير الالحاد في اسماء الله جل وعلا وهو كما ترى مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما لكنه مروي آآ من طريق العوفيين وهو مسلسل بالضعفاء. لكن عامة اهل العلم اذا جاؤوا الى تفسير الالحاد في اسماء الله. فمن اول ما ايذكرون هذا النوع من الالحاد في اسماء الله جل وعلا جاءني ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الالحاد بالتكذيب وهذا ايضا نوع من انواع الالحاد كما اخرج ذلك ابن جرير رحمه الله في تفسيره. نعم وعن الاعمش رحمه الله يدخلون فيها ما ليس منها. يدخلون فيها ما ليس منها يعني يسمون الله جل وعلا بما لم يسمي به نفسه علمت وكما آآ سمعت وهذا الباب اعيد واؤكد على انه ينبغي ان يتنبه الى ذلك وينبغي ان ينبه الناس اما والادباء والصحفيين الى مراعاة هذا الامر فان من الناس من ربما آآ قال او كتب اه فنسب الى الله عز وجل ما ليس منه ربما تجد بعض الكتاب المعاصرين او الصحفيين هذا مما قد يمر على بعضكم انه اذا تكلم يقول عن الله عز وجل انه مهندس الكون انه مهندس الكون انظر ما في هذه الكلمة من عدم مراعاة مقام الادب مع الله عز وجل ايقال في حق الله انه مهندس هذا مما تمجه الاسماع وترفضه القلوب المؤمنة. اذا الله جل وعلا يجب ان يسمى بما سمى به نفسه ويكفيك يا عبد الله اتريد آآ ان تحصل اسماء اعظم مما سمى الله بها نفسه هذا لا كان ولا يكون. اذا قف عند حد ما ورد ولا تزد على ذلك ولا تدخل باسماء الله جل وعلا ما ليس منها. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله اصحابه واتباعه باحسان