بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع فبه يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد. بابنا يقال السلام على الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله باب لا يقال السلام على الله بمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان من كمال التوحيد الواجب ترك باستعمال هذا اللفظ الذي لا لا يجوز ان يقال في حقه سبحانه وكون الانسان يسلم على الله فيقول السلام على الله هذا قول لا يجوز وتركه من تحقيق الادب مع الله سبحانه وتعالى وهذا الباب ايضا مناسب للباب الذي سبقه من جهة ان فيه التنصيص على ان من اسماء الله جل وعلا السلام والباب الذي قد مضى متعلق باسماء الله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام لا تقول السلام على الله فان هو السلام قال رحمه الله في الصحيح يعني في الصحيحين والحديث خرجه الامامان البخاري ومسلم بمواضع في الصحيحين وفيه ان ابن مسعود رضي الله عنه اخبر ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كانوا اذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وجاء توضيح ذلك في بعض الروايات يعني اذا جلسوا في التشهد فهذا هو الموضع الذي كانوا يقولون فيه هذا القول كانوا يقولون السلام على الله من عباده السلام على فلان وجاء في رواية في الصحيحين انهم كانوا يقولون السلام على الله من قبل عباده السلام على جبريل وميكائيل وفي رواية في خارج الصحيحين انهم كانوا يعددون من الملائكة فهذا توضيح للمبهم في قوله في هذه الرواية السلام على فلان وكأن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يكن عندهم علم بالشيء الذي يقولونه في هذا الموضع اذ لم يكن قد المهم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقولون في هذا الموضع ولعل هذا لحكمة ارادها النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يعلمون ماذا يقولون في هذا الموضع كما جاء مصرحا في رواية عند الامام احمد باسناد صحيح انهم ما كانوا يعلمون ماذا يقولون فاجتهدوا رضي الله عنهم فقالوا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان. يعني كانوا يعددون من الملائكة عليهم السلام فكأنهم رضي الله عنهم لما رأوا ان الصلاة مناجاة بين العبد وبين ربه رأوا انه لا يناسب ان تترك الصلاة الا بعد تحية الله عز وجل وتحيتي خواص عباده والدعاء لانفسهم والسلام على من حضرهم من الانس والملائكة اجتهدوا فقالوا هذا القول وهو انهم كانوا يسلمون على الله ويسلمون على خواص عباد الله فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا امر لا يجوز التفت اليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان فرغوا من الصلاة كما دل على هذا بعض الروايات وهي مفسرة لبعضها بعد ان فرغوا من الصلاة قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله من عباده فان الله هو السلام نهاهم وبين لهم علة النهي اما النهي فعن قول هذا القول وهو السلام على الله والعلة ان الله هو السلام فاذا كان ذلك كذلك لم يجز ان يقول القائل السلام على الله ووجه ذلك يرجع الى امور. سبب نهيه صلى الله عليه وسلم عن هذا النهي سبب ونهيه صلى الله عليه وسلم عن هذا القول يرجع الى ما يأتي. اولا ان هذا القول السلام على الله يلهم ان كان لحوق الافات بالله جل وعلا وجه ذلك ان السلام يتضمن الدعاء بالسلامة وهذا انما يمكن ان يقال في حق من يمكن لحوق الافات والنقص والعيب به. فيناسب ان يدعى له بالسلامة من ذلك. ولا شك ان الله جل وعلا هو القدوس السلام المنزه عن كل عيب ونقص. فكان نهي عن قول السلام على الله لاجل دفع هذا التوهم وامر اخر وهو ان الدعاء شيء ما يوهم حاجته وافتقاره. والله جل وعلا هو الغني عن كل احد الله جل وعلا مستغن عن كل ما سواه مفتقر اليه كل ما عداه انما يدعى لمن يحتاج الى ان ينفأ وان يدفع عنه الضرر. والله جل وعلا لا شك انه سالم من ذلك. قال سبحانه وفي الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم يا عبادي انكم لن تبلغوا بري فتضروني ولن تبلغوا ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. فقلنا هذا على ان الله جل وعلا لا يجوز ان يدعى له ويا لله العجب كيف يدعى له وهو المدعو وكيف يطلب له وهو المطلوب؟ فدل هذا على انه لفظ لا يجوز استعماله في حقه انا وامر ثالث وهو ان السلام اسم لله جل وعلا فكان قول السلام على الله لا وجه له ولا يليق ان يقال في حقه. لانه اضحى الكلام بمعنى الله على الله وهذا لا شك انه لا وجه له ولا يليق ان يقال في حقه سبحانه. فاتضح بهذه الاوجه الثلاثة انه لا يجوز ان يسلم على الله جل وعلا. القول او قول السلام على الله لا شك انه امر لا يجوز. وبعض الناس وقد سمعت ذلك من احدهم يقول اذا انتهى من صلاته اللهم انت السلام ومنك السلام واليك السلام هذه الجملة الاخيرة لا شك انها امر منكر ولا يجوز ان يقال قول الانسان اليك السلام هذا مخالف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله ثمان فيه زيادة على الوارد. ولا ينبغي للانسان ان يتخطى الوارد الى غيره فلماذا لا يقف الانسان عند حدود ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قد بين لنا ان مشروع هو ان يقول الانسان بعد الصلاة اللهم انت السلام ومنك السلام. ولماذا يروم بعض الناس ان يزيد على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام داعيا لهم الى ان يقفوا عند حدود ما بين دون زيادة على ذلك اذا لا يجوز ان يقول انسان السلام على الله. وجه ذلك ان الله هو السلام. وآآ هذا الاسم اسم ثابت لله تبارك وتعالى بنص هذا الحديث. وكذلك ما ثبت في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام اللهم انت السلام ناهيك عن ما جاء في كتاب الله جل وعلا في اخر الحشر السلام المؤمن المهيمن هذا اسم من الاسماء الحسنى الجليلة الثابتة لربنا سبحانه وتعالى. ومعنى هذا الاسم يرجع الى امرين يتضمن كل واحد منهما شيئين المعنى الاول ان الله تعالى هو المنزه عن كل عيب ونقص والمنزه في كماله عن ان يكون له منافر اذا تنزيه الله جل وعلا يكون عن امرين عن كل نقص وعيب وجميع ما لا يليق به وكذلك ينزه في كماله عن ان يكون له مماثل جل ربنا وعزه قال ابن القيم رحمه الله وهو وهو السلام على الحقيقة سالم من كل تمثيل ومن نقصان وهو السلام على الحقيقة سالم من كل تمثيل ومن نقصان. فهذا البيت جمع هذين انا يوم ولا شك ان تنزيه الله عز وجل امر واجب على جميع العبادة يجب ان ينزه الله سبحانه وتعالى. وقد اخذنا في دروس الاسماء والصفات ما يتعلق بهذا الباب على وجه التفصيل وعلمنا قاعدة اهل السنة والجماعة وان التنزيه المجمل يدل على عموم كمال الله سبحانه وتعالى. وهذا الاسم دال على هذا التنزيه المجمل كما ان نصوصا كثيرة جاءت بالدلالة على التنزيه المفصل ما المقصود ان الله تبارك وتعالى سلام منزه عن كل ما لا يليق به فهو جل وعلا سلام من الصاحبة والولد والمثيل والشريك والمعاون. سلام في افعاله جل وعلا عن او سلام في افعاله عن ان يلحقها كل ما يضاد الحكمة منه تبارك وتعالى الله جل وعلا سلام في صفاته فلا يلحقه نقص وعيب البتة بل كل صفة من صفات الله جل وعلا على انفرادها هو فيها سلام من كل ما يضاد تنال الله جل وعلا سلام في حياته من كل ما يضاد ذلك من صلة او نوم او موت. يقول سبحانه سلام في علمه سلام من ان يعزب عن علمه شيء او ان يلحقه نسيانا او جهل هو سلام في قدرته تبارك وتعالى سلام من كل من كل لغود او تعب. هو سلام سبحانه وتعالى في قدرته وقيوميته من ان يلحقه ادنى نقص في ذلك سلام في سمعه وبصره من ان يلحقه ادنى ما يضاد ذلك من صمم او بكم. سلام في ربوبيته من كل مشارك او ظهير او معين او شفيع من دون اذنه. سلام في الوهيته من كل مشارك له في العبادة جل ربنا وعزه. اذا الله جل وعلا هو السلام في كل شيء حتى ان كلامه جل وعلا سلام سلام من كل تناقض سلام من الكذب ومن الظلم. وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. اذا كل ما يرجع الى الله جل وعلا ما يرجع الى ذاته ما يرجع الى صفاته ما يرجع الى افعاله. هو فيه جل ربنا وعز قدوسا هذا هو المعنى الاول والمعنى الثاني انه ذو السلام فهو السلام لانه ذو السلام. وهذا يرجع الى معنيين. الاول انه المسلم اولياءه. والثاني انه المسلم على عباده الله جل وعلا يسلم من شاء من اوليائه من ان يلحقه المكروه اذا شاء سبحانه وتعالى. كذلك هو يسلم على من يشاء من عباده. فهو يسلم على المرسلين. قال جل وعلا وسلام على المرسلين. في سورة الصافات تجد ان ربنا جل وعلا سلام على نوح في العالمين. سلام على ابراهيم. سلام على موسى وهارون. سلام على الياسين. كذلك فالله جل وعلا يسلم على اهل الجنة سلام قلا من رب رحيم. وهو الصحيح من لقوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام. الصحيح في هذه الاية ان السلام منه تبارك قال فهو الذي يسلم على عباده. وليس ان عباده يسلمون عليه. فهذا ما جاء الدليل على نفيه في هذا الحديث الذي بين ايدينا. اذا الله جل وعلا هو السلام ومنه السلام. يسلم من يشاء ويسلم على من يشاء. اذا هذا ما يرجع اليه معنى اسمه تبارك وتعالى السلام و النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بين لهم هذا ارشدهم الى الشيء اللائق. الذي ينبغي ان يقال فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الى المشروع في حقهم في هذا الموضع. وهذا ما لم يورده المؤلف رحمه الله في حديث اختصارا قال فاذا صلى احدكم يعني صلى حتى وصل الى موضع التشهد فليقم التحيات لله والصلوات الى اخر التشهد خذوا المعروف. اذا المقام مقام ثناء على الله عز وجل. وليس مقام سلام على الله الذي يليق بالله عز وجل ان يثنى عليه. وليس ان نسلم عليه. السلام يكون في حق المخلوق. ولذلك المسلم في صلاته يقول التحيات لله. ولاحظ ان الهم في التحيات للاستغراق. ولاحظ زيادة في الاستغراق انه جاء اللفظ مجموعة ليدل على ان جميع التحيات انما يستحقها ربنا تبارك وتعالى. والتحيات جمع تحية. والتحية تضم معنى العظمة والملك والبقاء والسلامة من الافات. جميع هذه المعاني يجمعها قول التحيات لله فهذه المعاني يستحقها الله عز وجل ثابتة له ثبوتا ذاتيا. ليس انه اكتسبها ان لم تكن له حاشا وكلا بل هذه امام ثابتة لله تبارك وتعالى ثبوتا ذاتيا. اما المخلوق فانه عليه ولذلك يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. ارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم الى اللفظ المناسب اللائق بالله جل وهو الثناء عليه ثم ان يعم بالسلام لجميع العباد بعد ان يخص النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليك ايها النبي وذلك لعظيم حق النبي صلى الله عليه وسلم على جميع المصلين فانهم ما صلوا ولا عرفوا الله ولا اهتدوا الى دين الله الا من طريق هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فكان من حقه ان يسلم عليه. ثم بعد ذلك يسلم على ثم بعد ذلك يسلم المصلي على جميع عباد الصالحين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انكم قال في الحديث فانكم اذا قلتم ذلك اصبتم كل عبد في السماوات والارض اصبتم بدعائكم بقولكم السلام عليكم النبي صلى الله عليه وسلم ما انكر عليهم السلام على جبريل وميكائيل او على الملائكة كلا انما ارشدهم الى ما هو افضل وما هو اعظم لاجرهم فهو انفع اثرا وهو ان يعم في السلام. فاذا قال المسلم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اصاب دعوته كل عبد صالح في السماوات والارض كانه سلم على جبريل وميكائيل واسرافيل وخزنة الجنة وخزنة النار كانه سلم على نوح وادم وابراهيم وموسى وعيسى كانه سلم على حواري عيسى وعلى اصحاب موسى وعلى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانه سلم على كل الصالحين. من الملائكة والانس والجن وهذا ومن المعاني التي ينبغي ان يستحضرها المصلي اذا صلى في صلاته فهذا من تحقيق الايمان بهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان قول المسلم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين يفيد هذه الفائدة العظيمة وهي انك تدعو لكل عبد صالح في السماوات والارض فيناله بركة ونفع هذا الدعاء اذا هذا الحديث نستفيد منه فوائد اولا ضرورة مراعاة مقام الادب مع الله جل وعلا يجب ان يعلم الانسان انه عبد وان ربه تبارك وتعالى هو العظيم الذي يستحق كل تعظيم اذا ينبغي اذا تكلم في شيء يتعلق به سبحانه وتعالى في مقام الاخبار في مقام في مقام الدعاء في مقام الثناء يجب علي ان يتخير الفاظه وان يتجنب كل ما يوهم ما لا يليق بالله بعظمته تبارك وتعالى. ومن ذلك هذا اللفظ وامثاله. وكان وبفقه خديجة رضي الله عنها انها لما سلم عليها ربنا جل وعلا في الصحيحين ان جبريل عليه السلام جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره ان خديجة قادمة اليه ومعها طعام قال فاذا جاءت فابلغها او فاقرأ عليها السلام من ربها ومني الى هذا القدر آآ ما ثبت في الصحيحين جاء في رواية النسائي في السنن الكبرى انها لما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك نلاحظ ادب جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان حيث انه ما سلم عليها مباشرة احتراما وتأدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم. جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم واسطة في تبليغ سلامه هو لما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قالت رضي الله عنها هو السلام وعلى جبريل السلف وجاء عند الطبراني في رواية هذا الحديث انها قالت الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل الى الصلاة عرفت لكل حقه حق الله عز وجل الثناء وحق جبريل الدعاء والتسليم فلم تخلط بين الامرين وهذا من الفقه العظيم ومن تحقيق العبودية والادب مع الله جل وعلا وافة كثير من المسلمين اليوم عدم التمييز والفرقان بين المقامين وبين الحقين بين مقام ربنا جل وعلا ومقام خلقه بينما يستحقه الخالق وما يستحقه المخلوق لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان. لا تجعل حقا واحدا من غير تمييز ولا فرقان. كثير من الناس مع الاسف يخلطون. فيجعلون حق الله جل وعلا من مخلوق فيعظمون المخلوق كتعظيم الله او يصرفون له نوعا من العبادة لغير الله. وهذا لا شك انه افة عظيمة لا خطأ اعظم من هذا الخطأ وهو عدم التمييز بين الحقين وعدم التفريق بين المقامين. المقصود ان هذا كان من فقه خديجة رضي الله عنها وادبها مع الله سبحانه وتعالى الفائدة الثانية ان المشروع للمسلم المبادرة الى انكار المنكر اذا وصل اليه النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع اصحابه يقولون هذا خلفه انما هذا الى سمعه عليه الصلاة والسلام فمنتظر وانما التفت اليهم بعد ان فرغ من صلاته ونهاهم عن هذا المنكر وقال ما تقول السلام على الله؟ وهذا امر واجب واولى الناس بالعناية به طلاب العلم والدعاة الى الله جل وعلا. وهذا من تحقيق ولاية بين المسلمين. والمؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. ما حقيقة هذه الولاية؟ اول ما ذكر الله عز وجل ماذا؟ يأمرون بالمعروف. وينهون عن المنكر منكر وفائدة ثانية ما هذه قد مرت بنا قريبا وهي ان حسن القصد لا يمنع الانكار نحن نقطع ونجزم ونعتقد ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما دار بخلدهم قط شيء من هذه المعاني التي تلزم من قول السلام على الله اليس كذلك؟ والا فجزما ما كانوا ليقولوا ليقولون هذا اللفظ لكنهم ارادوا تعظيم الله عز وجل وارادوا تحية الله عز وجل لكنهم اخطأوا في اللفظ اذا كانوا اذا كانوا اهل قصد حسن ونية طيبة ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم ماذا انكر عليهم ما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بما ان نيتكم طيبة وقصدكم حسن فلا بأس ولا مانع واستمروا على ما انتم عليه اذا حسن القصد ما يمنع الانكار حسن القصد ينفع في درء العقوبة والتأثيم بين العبد وبين الله جل وعلا لكن كون هذا الفعل منكرا او كون هذا اللفظ منكرا لا يكون ذلك اه ممنوع الانكار لاجل ان الفاعل او القاءه اراد امرا حسنا او قصدا طيبا وفائدة رابعة وهي ان المشروع للداعية ان يرشد الى الخير اذا نهى عن الشر قدر الامكان مهما استطعت فاحرص اذا اغلقت بابا من الشر على الناس ان تفتح لهم بابا الى الخير. اذا نهيتهم عن المنكر ارشدهم الى معروف ما امكنك الى هذا سبيله. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما بين لهم ان هذا الذي كانوا يقولونه وهو السلام على الله لا يجوز ارشدهم الى ماذا الى ما يجوز والى ما يشرع وهو ان يقول المسلم التحيات لله. اذا مهما استطعت ومهما امكنك ان ترشد الناس الى الخل بعد ان تنهاهم عن الشر فافعل الفائدة الخامسة وهي في معنى قول المسلم السلام عليك او السلام عليكم اباحية المسلم اخاه فقال السلام عليكم ماذا يريد هذا الموضع اختلف فيه العلماء الى عدة تفسيرات ومعان الاول انهم قالوا ان معنى قول المسلم السلام عليكم يعني اسم السلام عليكم اسمه تعالى السلام عليكم يعني ان بركة ذكر اسم الله تتنزل عليكم. بركة ذكر اسم الله الذي هو ام تتنزل عليكم وعليه فيكون هذا اللفظ تبركا وذكرا ودعاء والمعنى الثاني ان قول المسلم السلام عليكم يتضمن الدعاء يعني ادعو الله ان يسلمكم كأنه يقول سلمكم الله فيكون دعاء من المسلم لاخيه بان يسلمه الله. ادعو السلام ان يسلمكم. والمعنى الثالث ان يكون اخبارا يخبر المسلم اخاه بانه يسلم من شره فلا يؤذيه. اخبار يتضمن التطمين اذا مر الانسان باخيه فانه يخبره بانه ليس منه تجاه اخيه الا السلام والسلام مصدر بمعنى السلامة مصدر بمعنى السلامة قال جل وعلا لهم دار السلام عند ربهم والاقرب والله تعالى اعلم في قوله لهم دار السلام انها دار السلامة من جميع الافات هذا اقرب ما يقال في تفسير الاية اذا اذا قال المسلم السلام عليكم يعني يخبر ان اخاه منه في سلامة فلا ايناله فلا يناله منه اذى. وبالتالي يجيب اخوه المسلم بذلك. وهذا اقرب ما يفسر به قول الله جل وعلا في اخباره سبحانه عن قصة الملائكة مع ابراهيم عليه السلام في سورة هود وفي سورة الذاريات قالوا سلام قالوا قالوا سلاما قال سلاما يعني انت منا في سلامة فاجابهم بماذا؟ بانهم كذلك في في السلامة الاقرب والله تعالى اعلم ان جميع هذه المعاني يمكن ان تكون صحيحة وهي جميعا مما ينبغي ان يلاحظها المسلم ويقصدها عند سلامه على اخوانه وثمة فوائد عدة منها ما يرجع الى مسائل فقهية منها مثلا ان كلام الجاهل في الصلاة لا يبطلها ويدل على هذا ادلة وهو الصحيح من كلام اهل العلم. فها هنا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تكلموا بكلام ان ينالنا انه لا يجوز اليس كذلك؟ لاجل نهي النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون السلام على الله فنهاهم الله فنهاهم النبي وسلم وقال لا تقولوا السلام على الله ومع ذلك لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بماذا باعادة الصلاة فدل هذا على ان كلام الجاهل لا يبطل الصلاة لان هذا القدم فيه كفاية واسأل الله جل وعلى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه باحسان