بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب لا يقول عبدي وامتي ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الباب ايضا يحث فيه المؤلف رحمه الله على تحقيق التوحيد وذلك لترك استعمال هذا اللفظ الذي هو عبدي وامتي وكذلك ما سيأتي التنصيص عليه في الحديث وكل ذلك مما ينبغي ان يراعيه الموحد حتى يكمل توحيده فلا يقول ابدي وامتي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك ربك وليقل سيدي ومولاي. نعم هذا هو التوجيه الاول في الحديث وقد اشتمل على توجيهين الاول نهيه صلى الله عليه وسلم ان يقول الانسان اطعم ربك وضئ ربك والرواية في الصحيحين فيها زيادة جملة ثالثة وهي اسقي ربك نهى عن هذا النبي صلى الله عليه وسلم و ارشد بعد ذلك الى الجائز لما بين الممنوع بين المسموح به وهو ان يقول سيدي ومولاي قوله صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم اطعم ربك يعني ان يقول الانسان ليه رقيق غيره اطعم ربك يعني اطعم سيدك وقد يكون او وقد يجوز ان يكون المراد ان يقول السيد معظما نفسه متعاليا مخبر عن نفسه ب اسلوب الغائب فيقول اطعم ربك يريد نفسه هذا وهذا محتمل فيهد ذلك النهي عن ان يقول الانسان عن نفسه انه رب فلان يعني سيد العبد الرقيق او ان يقول غيره عنه مخاطبا هذا الرقيق بان يتناول شيئا مما يحتاجه سيده ولاحظ ايضا ان الاسلوب اختلف في الجملة الثانية قال وليقل سيدي ومولاي اصبح الكلام الان لمن للعبد لنفسي الرقيق قال العلماء وهذا يدل من طريق الاولى على انه لا على ان العبد منهي عنان يقول ربي وهذا ما جاء به مصرحا في رواية مسلم ولا يقل ربي وليقل سيدي ومولاي اذا المنهي ثلاثة السيد نفسه او غيره او العبد الرقيق كل هؤلاء كل اولئك جاء النهي من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان يستعملوا لفظ الرب مضافا الى السيد وهذا يجرنا الى حكم استعمال لفظ الرب في حق المخلوق وهذا المقام فيه تفصيل فاولا ان يكون او ان تكون كلمة الرب محلاة بال الرب هكذا بالاطلاق فهذا اللفظ لا يجوز ان يطلق الا لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل هو الرب ويدل على هذا ما في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب و كلمة الرب بالالف واللام لم تأتي في القرآن لكن جاءت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذا هذه هي الحالة الاولى ان تكون كلمة الرب محلاة بال باطلاق هكذا الرب فهذه لا تجوز ان تقال الا في حق الله سبحانه وتعالى ثانيا ان تضاف كلمة الرب الى ما لا يعقل مثل المتاع ومثل الدابة هذه الصورة لا حرج في اطلاقها على المخلوق بان يقول قائل فلان رب هذا المتاع او فلان رب الناقة و دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح في شأن ضالة الابل لما سئل عنها عليه الصلاة والسلام حديث في الصحيحين قال ما لك ولها معها حذائها وسقاؤها ترد الماء وترعى الشجر حتى يلقاها ربها يعني سيدها مالكها دل هذا على ان اضافة كلمة الرب الى ما لا يعقل من المخلوقين جائزة ثالثا ان تضاف كلمة الرب الى من يعقل يعني الى الناس دون ان تكون محلاة بال فهل يجوز ان يقول انسان فلان رب فلان يعني سيده او مالكه اذا كان رقيقا ام لا بين يدينا هذا الحديث الذي فيه نهيه صلى الله عليه وسلم وهو حديث كما ترى صحيح ثابتوا في الصحيحين لا يقل احدكم اطعم ربك اذا هذا نهي منه صلى الله عليه وسلم ولكن قد يستشكل معه ما جاء في كتاب الله جل وعلا في قصة يوسف عليه السلام حيث انه قال للذي ظن انه ناج منهما يعني من الفتيين الذين كانا معه في السجن قال اذكرني عند ربك يعني اراد اذكرني عند سيدك يعني الملك كذلك لما جاءه بعد ذلك قال ارجع الى ربك يعني الى سيدك فكيف يمكن ان نجمع بين الدليلين الحديث والاية قال بعض اهل العلم ان هذه الاية صارفة للنهي الوارد في الحديث عن التحريم الى الكراهة فيجوز ان يقول الانسان عن رقيق انه ماذا انه اه ان فلانا ربه او اه خذ كذا لربك وما شاكل ذلك. ولكن هذا اللفظ مكروه للنهي الوارد في ذلك. فيكون هذا الحديث دالا على الكراهة التنزيهية وقال بعض اهل العلم ان هذا اللفظ كان جائزا في شرع من قبلنا. في شريعة يوسف عليه السلام وهو نبي ورسول كريم كان يجوز ذلك لكن شرعنا اتى بالنهي عنه فيكون هذا من شرع من قبلنا والقاعدة ان شرع من قبلنا اذا جاء النهي عنه في شرعنا لا يكون شرعا لنا وبالتالي فيكون هذا مما حرم في الشريعة كما حرمت اشياء عدة في هذه الشريعة سدا لذريعة الشرك ومن تتبع ما جاء في هذه الشريعة وقارنها بما وصل الينا علمه من الشرائع السابقة علم يقينا ان شريعة النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرت من ذرائع الشرك اكثر مما كان في الشرائع السابقة هذا الجواب فيه من القوة ما فيه واختاره جمع من اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم لكن الاشكال فيما يظهر باق وذلك انه اذا امكن ان يقال هذا في حق هذه الاية فماذا يقال فيما ثبت في الصحيحين؟ من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه لما اه سئل عن علامات الساعة قال ان اه قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث قال ان يلد ان تلد الامة ربها اه او قال اذا رأيت الامة تلد ربها. هكذا جاءت الرواية في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. والرواية مشهورة للحديث عند مسلم في حديث عمر رضي الله عنه قال ان تلد الامة ربتها. وهذا يستشكل ايضا لكن ان الاستشكال ها هنا اخف لان التأنيث في قوله ربطها قد يقال انه يزول معه الالتباس. فان الرب وتعالى لا يجوز ان اه يظن فيه اه ذلك ولا يقال في حقه ذلك اعني ان يكون الكلام بصيغة التأنيث فالالتباس ها هنا غير ظاهر لكن الرواية الاخرى وهي كما ترى في الصحيحين قال ان تلد الامة ربها او اذا رأيت الامة تلد ربها فهذا لفظ صريح في اطلاق كلمة الرب على العبد قال بعض اهل العلم يمكن ان يجمع بين هذا وذاك بان المنهي عنه هو الاكثار من استعمال هذا اللفظ في حق السيد. اما اذا كان ذلك على ندرة فانه يجوز اخذا بما ثبت في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه وهذا فيه ما فيه. فان المقام مقام نهي. فما هو الضابط الذي يضبط الكثرة من او الندرة ومهما يكن من شيء فالذي يظهر والله تعالى اعلم ان ما جاء في هذا الحديث من آآ النهي عن استعمال كلمة الرب في حق السيد ان النهي في ذلك للكراهة وهذا ما ذهب اليه جمهور اهل العلم بل حكى بعضهم الاجماع عليه وقول من قال انه يفرق بين اسلوب الخطاب واسلوب الغيبة فيه فيما يبدو لي والله تعالى اعلم ما فيه. وذلك انه اذا كان النهي راجعا الى سد ذريعة الشرك فلا يظهر لي والله تعالى اعلم فرق بين اسلوب الخطاب ربك وبين اسلوب الغيبة ان الامة ربها. فاذا كان هذا موهما بمعنى لا يجوز فذلك ايضا موهن لمعنى لا يجوز والله تعالى اعلم نعم. قال صلى الله عليه وسلم وليقل سيدي ومولاي يعني الرقيق ينبغي ان يستبدل كلمة ربي بكلمة ماذا سيدي ومولاي وها هنا بحث في اطلاق كلمة السيد على المخلوق فالصحيح الذي لا شك فيه انه يجوز ان يطلق على المخلوق انه سيد ويدل على هذا الكتاب والسنة في ادلة عدة فقال تعالى عن يحيى عليه السلام وسيدا وحصورا كذلك في قصة يوسف والف يا والف يا سيدها لدى الباب. كذلك قال النبي صلى الله الله عليه وسلم عن نفسه انه سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر كذلك قال صلى الله عليه وسلم عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما انهما سيدا كهول اهل الجنة. كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهما انهما سيدا شباب اهل الجنة. كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق سعد ابن معاذ سيد الاوس قوموا الى سيدكم كذلك قال صلى الله عليه وسلم في حق سعد بن عبادة سيد الخزرج الا ترون او قال الا تسمعون الى ما يقول سيدكم؟ كذلك قال صلى الله عليه وسلم لبني سلمة من سيدكم فهذه نصوص كثيرة وغيرها كثير ايضا دالة على جواز ان يقال في حق المخلوق انه ماذا سيد ولكن ذلك مشروط بامرين اولا الا يكون الذي قيل له او قيل في حقه هذا اللفظ فاسقا يدل على هذا ما خرج الامام البخاري في كتابه الادب المفرد باسناد صحيح. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا للفاسق او قال لا تقولوا للمنافق سيد. فانه ان يك سيدا فقد اغضبتم ربكم وجاء عند الامام احمد بسند صحيح قال لا تقولوا للفاسق سيدنا او سيدنا فانه ان يكن سيدكم فقد اغضبتم ربكم ثانيا ان لا يكون اللفظ مشعرا بشيء من الغلو اذا كان اللفظ مشعرا او كان السياق ضالا على شيء من الغلو في هذا الذي قيل في حقه انه سيد فينبغي ان يمنع ذلك دل على هذا ما ثبت عند ابي داوود واحمد باسناد صحيح. من حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه ان بني عامر لما جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في عام الوفود قالوا انت سيدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيد الله بعض اهل العلم اخذ من هذا الحديث النهي عن اطلاق السيد على غير الله قالوا هذا الحديث ناسخ للادلة التي اباحت اطلاق كلمة السيد على المخلوق لما قالوا لانه حديث متأخر فانه كان في عام الوفود في السنة التاسعة للهجرة فيكون متأخرا ناسخا للادلة التي دلت على على الجواز لكن هذا الاستدلال غير صحيح وذلك ان شرط ثبوت النسخ معرفة التاريخ وما الذي يدري هذا القائل لعل بعض تلك النصوص كان بعد السنة التاسعة فثمة مدة طويلة يمكن ان يكون قد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من تلك الاحاديث اذا القول بالنسخ حينئذ غير صحيح. والصواب في توجيه الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لاحظ في هذا الكلام شيئا من الغلو. يدل على هذا ما جاء عند الامام احمد من حديث او جاء عفوا عند النسائي في الكبرى من حديث انس رضي الله عنه وجاء عند غيره ايضا ان هؤلاء قالوا يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان تلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم حسم الباب وسد الذريعة لان اللفظ كان فيه اشعار بشيء من ماذا من المبالغة في المدح والغلو في حقه عليه الصلاة والسلام. والمقام مقام فاقتضى المصلحة فيه ذلك. اذ العام عام اذ العام عام وفود. وكثير من الذين حضروا الى النبي صلى الله عليه وسلم. في ذلك العام كانوا حدثاء عهد باسلام يعني اسلموا حديثا فكان من المصلحة ان ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في مدحه سدا لذريعة الشرك. ويؤيد هذا ان الحديث الذي قلته قريبا حديث انس رضي الله عنه فيه انهم قالوا يا خيرنا وابن خير وهذا اللفظ ليس مما ينهى عنه لا بأس ان يقول انسان لاخر انك خير انك خيرنا لكن المنهي عنه هو مبالغة في ماذا في المدح ولذلك اه نبه النبي صلى الله عليه وسلم هذا التنبيه وسيأتي الكلام عن هذا الحديث لاحقا على وجه التفصيل ان شاء الله في موسم قادمة. اذا الصحيح الذي لا شك فيه انه يجوز اطلاق لفظ السيد على المخلوق بالشرطين السابقين قال وليقل سيدي ومولاي المولى كلمة جاءت في النصوص ولغة العرب على معان كثيرة اوصلها ابن الاثير في كتابه النهاية الى ستة عشر معنى منها انها تطلق على الرب سبحانه وتعالى. ومنها انها تطلق على السيد ومنها انها تطلق على المالك ومنها انها تطلق على مصر ومنها انها تطلق على الاخ ومنها انها تطلق على المعتق ومنها انها تطلق على المعتق الى اخر ما ذكر رحمه الله وينبغي ان تنزل هذه الكلمة في كل سياق بحسبه. و بالتالي نستفيد انه يجوز اطلاق لفظ المولى على المخلوق. ولاحظ يا رعاك الله ان هذا الاطلاق جائز ما لم يكن في اللفظ ما يشعر ان المولى ها هنا ليس المولى المطلق الذي يستحق هذا اللفظ بكماله. فهذا لا يكون الا في حق الله عز وجل. قال سبحانه فان الله ما هو مولاه كذلك في صحيح البخاري في قصة احد لما قال ابو سفيان رضي الله عنه وكان اذ ذاك كافرا قال اعلو هبل اعلو هبل قال الله اعلى اجل امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه بذلك ثم قال لنا العزى ولا عزى لكم فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه بقولهم الله مولانا ولا مولى لكم. اذا المولى بالاطلاق على ما يقتضيه اللفظ من التمام والكمال لا يطلق الا في حق الله سبحانه وتعالى. اما اذا لم يكن ذلك اه كذلك يعني لم يكن الامر على هذا السياق فانه يجوز ان يطلق على المخلوق وادلة هذا لا تكاد تحصى. بقي التنبيه على انه جاء لفظ في هذا الحديث عند الامام مسلم رحمه الله في رواية اه انفرد بها عن البخاري قال ولا يقل مولاي فان مولاكم الله هذا اللفظ يخالف الحديث الذي بين ايدينا مما اتفق عليه الشيخان. ذلك ان ما اتفق عليه الشيخان فيه الحث على استبدال كلمة ربي بكلمة ماذا؟ سيدي ومولاي الحديث دليل على جواز اطلاق كلمة المولى على المخلوق وهذا اللفظ يعارض ذلك قال ولا يقل مولاي فان الله ماذا؟ فان الله مولاكم. والصحيح ان هذا اللفظ شاذ اختلف فيه على الاعمش رحمه الله والصحيح ان اقحام هذا اللفظ غلط الصحيح عدم ثبوت هذا اللفظ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. هذا مما ينبغي ان ينبه عليه كذلك جاء في رواية عند مسلم تنبيه على ما يتعلق بالعلة التي لاجلها يكره استعمال كلمة آآ آآ ربي في حق آآ دقيق او في حق العبد. ذلك ان هذا اللفظ الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم اطعم ربك اسق ربك وضئ ربك فيه شيء من التطاول وفيه شيء من التعالي وفيه شيء من الاذلال لهذا الرقيق. ولذلك بوب بوب الامام البخاري رحمه الله في صحيحه على هذا الحديث في احدى رواياته باب تحت او اورد الحديث تحت باب التطاول على الرقيق فدل هذا على ان التطاول والتعالي على عباد الله حتى لو كانوا رقيقا ان هذا من الخلق المذموم الذي نهى عنه شرعنا الحنيف والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم. قال صلى الله عليه وسلم ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي وغلابي هذا الشطر الثاني من الحديث وفيه نهيه صلى الله عليه وسلم عن ان يقول الانسان في حق رقيقه عبدي او اذا كانت انثى امتي وارشد الى استعمال اللفظ الجائز. وهو ان يقول فتاي او فتاتي او غمامي و جاء تعليل ذلك في رواية عند مسلم فيه او فيها زيادة من كلامه صلى الله عليه وسلم وهو قوله انكم فانكم كلكم عبيد الله واناثكم اماء الله فهذا اللفظ مشعرا بتعال وتطاول على المخلوق. وفيه ايضا ما فيه من آآ ذريعة الوقوع في الشرك والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا اللفظ ايضا فيه تفصيل فان الله جل وعلا قال في كتابه وانكحوا الايامى آآ وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم كذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ليس على المسلم في عبده وفرسه صدقة دل هذا على ان تكلم الانسان بلفظ العبد مضافا اليه يقول عبدي ان هذا مما ينهى عنه اما اذا كان بلفظ آآ الغيبة او بلفظ الخطاب دون ان يكون بلفظ المتكلم الذي يعود فيه الضمير في العبودية اليه يعني في عبودية هذا الرقيق اليه. فالذي يظهر والله اعلم ان هذا جائز. اذا كان السياق غير مشعر بعبودية اه بالعبودية التي هي ذل وخضوع. وانما السياق يدل على عبودية الرق فهذا يجوز اخذا بقوله تعالى آآ عبادكم واخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عبده والله الا اعلم نعم قال رحمه الله باب لا يرد من باب لا يود من سأل بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما هذا باب ايضا ساقه المؤلف رحمه الله آآ الحث على تحقيق التوحيد وتعظيم الله عز وجل ومراعاة الادب معه سبحانه وتعالى فمن ذلك الا يرد من سأل بالله جل وعلا كما سيأتي معنا في هذا الحديث والحديث مشتمل على توجيهات آآ اربعة نأخذها واحدة واحدة ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيدوه. نعم. هذا هو التوجيه الاول والحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند النسائي احمد وغيرهما باسناد صحيح جاء التوجيه الاول بامر منه صلى الله عليه وسلم وهو ان من استعاذ بالله فاعيذوه الاستعاذة طلب العوذ او طلب العياذ فمن استعاذ بالله عز فمن استعاذ بالله عز وجل فانه يجب ان يعاد. اذا قال انسان اعوذ بالله منك او اعوذ بالله ان تفعل لي كذا وكذا. اذا اراد ان يهم به او ان يبطش به. فانه يجب حينئذ ان يعاز وذلك لامر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. من استعاذ بالله فاعيذوه. ثبت في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عقد على المرأة الجونية ودخل عليها عليه الصلاة والسلام قالت اعوذ بالله منك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد بعظيم وفي رواية عند البخاري قد عذت بمعاذ الحقي باهلك اعاذها صلى الله عليه وسلم لما استعاذت بالله منه اعاذها عليه الصلاة والسلام وهذا من تعظيم العظيم سبحانه وتعالى. نعم. لكن يلحظ هنا ان هذا الحكم لا ينسحب فيما اذا كانت الاستعاذة تتعارض مع اداء حق الله عز وجل مثال ذلك ان يستعيذ انسان بالله عز وجل في اقامة حد عليه او تعزير شرعي عليه او في مطالبته بحق ثابت عليه فانه حينئذ لا يعاذ انما الشأن في امر النبي صلى الله عليه وسلم في اعادة من استعاذ بالله عز وجل ما لم يتعارض ذلك ماذا مع اداء حق الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال صلى الله عليه وسلم ومن سأل بالله فاعطوه. هذا موضع الشاهد الذي بوب عليه المؤلف رحمه الله آآ هذا الباب يعني اورد الحديث لاجل هذا الشاهد قال ومن سألكم بالله فاعطوه سأل بالله قال اسألك او اسألكم بالله ان تعطوني كذا وكذا هذا السائل سأل بعظيم ومن تعظيم العظيم سبحانه ان يجاب الى ذلك وهذا من كمال تحقيق التوحيد ومن كمال مراعاة جناب الربوبية والالوهية وملاحظة الادب في التعبد لله تبارك وتعالى اذا سأل انسان بالله جل وعلا فانه يجاب الى ما سأل. لكن في ضوء التفصيل الذي سيأتي فالاحوال في شأن المسألة بالله جل وعلا ترجع الى ما يأتي. اولا ان يسأل انسان بالله ما له فيه حق يسأل بالله شيئا له فيه حق كأن يسأل شخصا له عنده دين او حق او يسأل حقه من بيت المال مثلا فيقول يا فلان اعطني بالله فلا شك حينئذ ان وجوب ادائه حقه اليه قد تأكد بالوجوب الاصلي و بسؤاله بالله تعالى اذا جاء انسان الى اخر له عنده حق له عنده دين قال يا فلان اسألك بالله ان تعطيني ديني فانه يجب عليه ماذا ان يجيبه الى ذلك وهذا واجب متأكد. تأكد بسؤاله بماذا؟ بالله سبحانه وتعالى الحالة الثانية ان يسأل سائل بالله شيئا فيه اثم او قطيعة رحم وهنا لا يجوز ان يجاب الى ذلك. والاثم على السائل حيث انه استسهل ان يسأل بالاسم العظيم لله تبارك وتعالى في شأن امر محرم اذا قال قائل مثلا لاخر يا فلان بالله عليك اعطني كأس خمر او احضر لي دخانا اشربه فانه لا يجوز له ماذا ان يجيبه الى ذلك واثم والاثم حينئذ على السائل وليس على وليس على المسؤول الحالة الثالثة ان يسأل سائل غيره سؤالا يكون فيه وقوع ضرر او مشقة عليه يسأل سائل غيره سؤال يكون يعني يسأله بالله ويكون او تكون اجابته فيها ضرر او مشقة عليه كأن يسأله شيئا يحتاجه. يقول اسألك بالله ان تعطيني بيتك. اسألك بالله ان تعطيني سيارتك فاذا كانت اجابته الى ذلك تضره او تشق عليه فانه لا يلزمه ان يجيبه الى ذلك لان قاعدة الشريعة لا ضرر ولا براحة الحالة الرابعة ان يسأل سائل غيره بالله في شأن شيء غير محرم ولا يضره ان يجيبه اليه ولا يشق عليه ذلك فانه حينئذ آآ امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبه اليه. وهذا كما ذكرت لك من تعظيم الله سبحانه وتعالى وجمهور اهل العلم على ان الامر ها هنا للاستحباب ونقل بعضهم الاجماع عليه والله تعالى اعلم احسن الله اليكم. قال صلى الله عليه وسلم ومن دعاكم فاجيبوه. قال ومن دعاكم فاجيبوه اذا دعا المسلم اخاه او اخوانه الى وليمة فان النبي فان النبي صلى الله عليه وسلم حث في هذا الحديث على اجابة الدعوة وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك. كان اذا دعي الى وليمة ولو قلت اجاب عليه الصلاة والسلام بل انه نهى عليه الصلاة والسلام عن ترك اجابة الدعوة ففي صحيح مسلم. قال عليه الصلاة والسلام من دعي فلم يوجد فقد عصى الله ورسوله فقد عصى الله ورسوله. وهل الامر والنهي في هذا الحديث؟ متعلق وليمة العرس خاصة ام باي وليمة كانت؟ هذا موضع خلاف بين الفقهاء والجمهور على التخصيص في النهي والامر بوليمة العرس ومحل تحقيق هذه المسألة في كتب الفقه والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم. قال صلى الله عليه وسلم ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه. رواه ابو داوود والنسائي باسناد صحيح هذا التوجيه الرابع من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه امر النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا بالمكافأة على صنيعة المعروف من صنع اليك ما فيه خير ومعروف وامر نافع صالح لك فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على ان يكافئ على ذلك فيعطى شيئا مقابل احسانه ومعروفه فان لم يجد الانسان شيئا فالمشروع في حقه ان يدعو له دعاء يشعر انه بلغ مقابلة ذلك المعروف اصبح مكافئا لهذا المعروف واحسن وابلغ ما يدعى به قول جزاك الله خيرا. يدل يا هذا ما ثبت عند الترمذي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء وهذا الشطر في الحديث وهذا الشطر من الحديث فيه فائدة لطيفة في التوحيد قال العلماء المكافأة على المعروف من تحقيق التوحيد انتبه هذه قاعدة نافعة تنبه اليها يا ايها الموحد من يعيد القاعدة ها المكافأة على المعروف من تحقيق التوحيد المكافأة على المعروف من تحقيق التوحيد وذلك ان المكافأة على معروف المخلوق تكسر الذل الذي حصل بوصول المعروف من قبله فيتخلص من ذلك فيتخلص بذلك من هذا الذل فيشعر الموحد بانه لا منة لمخلوق عليه. بل المنة لله عز وجل وحده وهذا من تحقيق العبودية لله عز وجل. ومن كمال تحقيق التوحيد ان تحرص وان تسعى دائما على ان لا يكون عليك منة لمخلوق. ولا يكون هناك ذل منك او شيء من الخضوع ولو قل لمخلوق انما احرص على ان يكون ذلك وخضوعك لله سبحانه وتعالى لا غير. ولذلك فانت اذا قابلت فهذا المعروف بالمكافأة زال هذا الشعور واصبحت مكافئا للذي صنع ذلك المعروف اليك. اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم تحقيق التوحيد. ان ربنا لسمي الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان