بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا يا رب العالمين. قال الامام حميد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب النهي عن سب الريح ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذا الباب عقده المؤلف رحمه الله للتنبيه على النهي عن سب الريح والريح والاكثر في لغة العرب تأنيثها جند من جنود الله عز وجل مصرفة ومدبرة ومأمورة من الله سبحانه وتعالى فالله جل وعلا يصرفها اذا شاء كيف شاء فسبها وذمها اضافة الى ما فيه من ضعف العقل يستلزم سب مسخرها ومدبريها وهو الله سبحانه وتعالى لاجل ذلك كان ترك ذلك من تحقيق التوحيد الواجب ولو ان انسانا خطر في باله في سب الريح سب خطر في باله سبوا من دبرها فلا شك ان هذه ردة صريحة لكن الغالب ان من يفعل ذلك لا يستحضر هذا الامر لكن كون هذا مستلزما لسبها كاف في النهي والزجر عن سب الريح فيكون الشأن في هذا الباب كالشأن في سب الدهر وقد مر بنا تفصيل الكلام في ذلك والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وعن ابي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون قولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. ونعوذ بك من شر ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما في وشر ما امرت به صححه الترمذي حديث يبين هذا قال فيه الترمذي حسن صحيح وهو كما قال حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا عصفت الريح قال اللهم اني اسألك من خيرها وخير ما ارسلت به وخير ما فيها واعوذ بك من شرها وشر ما ارسلت به وشر ما فيها او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث يشتمل على امرين الاول النهي عن سب الريح وعلة ذلك ما قد علمت وهو ان سبها يستلزم سب مرسلها لانه ليس منها شيء لا يصدر عنها الفعل او الشيء لذاتها انما هي مرسلة مسخرة مأمورة وبالتالي استلزم سبها سب من ارسل استلزم سبها سب من ارسلها فلاجل ذلك جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن سبها والامر الثاني الارشاد الى المشروع كما قد علمنا ومر بنا هذا مرارا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الامور اذا اغلق الباب الممنوع فتح الباب المباح بين للناس ما هو مشروع فقال اذا رأيتم ما تكرهون. اذا كانت الريح فيها اذية او حملت بردا شديدا او حملت حرا شديدا او كانت قوية قلعت الاشجار والابواب وما الى ذلك شرع لنا ان نقول هذا الدعاء وبالتالي فاننا نعلم ان الريح على نوعين ريح خفيفة معتادة غير مؤذية فهذه لا يشرع ان يقول الانسان عندها شيء وريح عاصف ريح قوية مؤذية لحديث عائشة قال كانت كان اذا عصفت الريح وفي هذا الحديث الذي بين ايدينا قال اذا رأيتم ما تكرهون. فاذا كانت الريح قوية ومخيفة فهذه هي التي يشرع فيها ان يدعو الانسان بهذا الدعاء. وهو ان يسأل الانسان الله جل وعلا من خيرها ولاحظ ان هذا الحديث اضيف فيه الخير والشر الى الريح وهذه اضافة سببية لا اظافة استقلالية يعني ليس الريح ليست الريح امنوا من ذاتها الخير والشر. انما هي سبب يجعلها الله سببا للخير. ويجعلها الله سبب للشر الله جل وعلا قد يجعل الريح سببا للخير. كما قال تعالى وارسلنا الرياح لواقح. وقال سبحانه من اياته ان يرسل الرياح مبشرات قد تكون سببا للنصر قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا. قال صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور. الصبا على وزن عصا. والدبور على وزن رسول الصبا ريح تهب من جهة المشرق والدابور ريح تهب من جهة المغرب المقصود ان الريح قد تكون سببا للخير. وهذا ما يسأله الانسان ربه تبارك وتعالى ان جعل هذه الريح سببا لحصول الخير له ولغيره. وقد تكون سببا للشر. الله جل وعلا قال وفي عاد اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم وقال تعالى فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام النحسات فهذه الريح قد تكون سببا للشر وقد تكون سببا للبلاء. فيسأل الله ان يصرف عنه هذا ان لا تكون هذه الريح سببا لشر يناله. اذا هذا الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم ربه وهذا الذي ارشد امته اليه ان يسأل الانسان ربه من خير هذه الريح وخير ما فيها. يعني ما يترتب على جودها فانه قد يترتب على وجودها وينتج عن مجيئها وهبوبها خير او ينتج ضد ذلك فيسأل الله ان يعطيه ثمار هذه الريح الخيلة وان يصرف عنه ما كان بضد ذلك. قال وخير ما ارسلت به وجاء في بعض الروايات وخير ما امرت به. وهذا يدلك على ان الريح مأمورة من الله تبارك وتعالى تستمع الامر وتستجيب الامر لله جل وعلا. هي تؤمر من الله سبحانه وتعالى فتستجيب. طائعة لله تبارك وتعالى وهكذا كل ما في السماوات والارض فانه مطيع لله تبارك وتعالى و اذا كانت الريح مطيعة لامر من سخرها الله عز وجل له من المخلوقين فكيف بالنسبة لمسخرها وخالقها ومدبرها؟ فالله جل وعلا اخبر انه سخر الرياح لسليمان عليه السلام قال تجري بامره رخاء حيث اصاب فهي تستجيب لامر سليمان بتسخير الله سبحانه وتعالى فكيف استجابتها لامره هو تبارك وتعالى؟ اذا الريح ترسل وتؤمر وتسخر من الله تبارك وتعالى وهو جل وعلا يسخرها ويدبرها كيف هي جند من جنوده مطيعة له سبحانه وتعالى. ولذلك يسأل الانسان ربه جل وعلا من خير ما ارسلت به ومن خير ما امرت به. ويستعيذ بالله ان يصرف عنه شر ما امرت به اذا هذا هو الذي يشرع للمسلم في شأن الريح والخلاصة ان على الانسان ان يتحفظ من كل ما يقدح او ما يستلزم القدح في توحيده. ومن ذلك ان يسب الريح فان هذا كما قد علمت مما قد يستلزم سب مرسلها والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله الاية نعم وقوله الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء الاية. نعم هاتان ايتان عظيمتان اوردهم المؤلف رحمه الله في هذا الباب للدلالة على وجوب حسن الظن بالله جل وعلا وعلى النهي المؤكد عن اساءة الظن بالله جل وعلا. فاية ال عمران الاولى مر بنا طرف من الحديث عن الاية التي بعدها في الباب الذي قبل اه هذا الباب الماظي وفيه ان من حال المنافقين انهم يظنون بالله غير الحق ووصف هذا هذا الظن بانه ظن الجاهلية وفي الاية الثانية في اية الفتح بين الله عز وجل النهي المؤكد عن ظن السوء بالله جل وعلا وظن السوء وظن غير الحق بالله جل وعلا شيء واحد هو ظن الجاهلية وهو شأن المشركين والمنافقين كما دلت على هذا اية الفتح الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ولاحظ انه قد جاءت كلمة السوء مرتين في اية الفتح الظانين بالله ظن السوء. واتفاق القراء العشرة على فتح السين في قوله السوء واما الكلمة التي بعدها عليهم دائرة السوء فالجمهور ايضا على فتح السين وقرأ بعض القراء وهو ابن كثير وابو عامر بضمها. ولا شك ان الاكثر في اللغة والاشهر في اللغة هو حسين والمقصود ان ظن السوء وان ظن غير الحق في الله تبارك وتعالى الا هو ظن الجاهلية وضابطه ان يظن بالله عز وجل خلاف ما يليق به هذا هو ظن الجاهلية هذا هو ظن السوء بالله عز وجل. هذا هو ان يظن بالله غير الحق ما هو هذا الضابط ها انت ان يظن بالله خلاف ما يليق به الله عز وجل ما يليق به يليق بربوبيته والوهيته ومقتضى اسمائه وصفاته الذي يليق به كل خير وكل احسان وكل كمال فمن ظن في الله عز وجل خلاف ذلك فانه يكون قد ظن بالله عز وجل ظن السوء فشابها حال المشركين وحال المنافقين. وهذا باب واسع يدخل تحته انواع كثيرة جدا مما يقع في الناس قديما وحديثا كلام المفسرين عن هاتين الايتين متقارب لو رجعت الى كلام المفسرين في اية ال عمران واية الفتح لو رجعت لوجدت ان كلامهم متقارب تجد انه قد فسر ظن غير الحق او ظن السوء بالله عز وجل ان الله عز وجل يجعل دين النبي صلى الله عليه وسلم مضمحلا وانه لا ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم. تجد انهم يفسرون ايضا بانكار القدر او انكار حكمة الله عز وجل او انكار البعث. وكل ذلك لا فك انه داخل في ظن غير الحق في الله عز وجل او ظن السوء به سبحانه وتعالى لكن لا شك ان عموم اللفظ وعموم ما يدخل في مضمون هذا المعنى لا شك انه اوسع من ذلك بكثير. ولاجل ذلك اورد ابن القيم رحمه الله كلاما حسنا نفيسا اختصره من كلام ابن القيم وهو اطول في كتابه ايزاد المعاد وهذا ما سنقرأ مختصره ثم نعود الى اصله فنقرأه ان شاء الله. نعم قال رحمه الله قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الاية الاولى كسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيضمحل بظنهم ان ما اصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته. ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله. وان يظهره الله على الدين كل وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير لانه ظن بغير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق. فمن ظن انه يدين الباطل على الحق اذالة مستقرة يظمح مع الحق او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد بل زعم ان ذلك لمشيئة مجرد فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. طيب ابن القيم رحمه الله كلامه في كتابه زاد المعاد وهو في الجزء الثالث ضمن الفوائد التي ساقها مما يستفاد من سورة احد كلامه في ذلك طويل والمؤلف رحمه الله انما اختصر واختصر آآ هذا الكلام واتى ببعضه ورأيت من المناسب ان نقرأ كلام ابن القيم رحمه الله كاملا فانه من احسن الكلام في تفسير هاتين الايتين بل لعلك لا تغفر بتفسير كهذا التفسير في غير هذا الكتاب. نعم قال رحمه الله وقد فسر هذا الظن الذي لا يليق بالله بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيضمحل وانه يسلمه للقتل. وقد فسر بظنهم ان ما اصابهم لم يكن بقضائه وقدره ولا حكمة له فيه فسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله ويظهره على كله وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون به سبحانه وتعالى في سورة الفتح حيث يقول ويعذب المنافقين والمشركين والمشركات الضالين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم مصيرا وانما كان هذا ظن السوء وظن الجاهلية المنسوب الى اهل الى اهل الجهل وظن غير الحق لانه ظن غير يليق باسمائه الحسنى وصفاته العليا وذاته المبرأة من كل عيب وسوء. بخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والالهية وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه. وبكلمته التي سبقت لرسوله ان ينصرهم ولا يخذلهم. ولجنده بانهم هم فمن ظن بانه لا ينصر رسوله ولا يتم امره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليه ويظفرهم باعدائه ويظهرهم عليهم وانه لا ينصر دينه وكتابه وانه يدين الشرك على التوحيد والباطل على الحق ادانة مستقرة يظمحل معها التوحيد الحقد اضمحلالا لا يقوم بعده ابدا فقد ظن بالله ظن السوء لا شك ان هذا من ظن السوء وهذا مما يجب ان يحذره المسلم وكم يداخل هذا الظن نفوس اناس واناس يظنون ان الحق لن ينتصر وان جند الله عز وجل لن تكون لهم الغلبة وهذا من ابطل الباطل ومن ظنه في الله عز وجل فقد ظن به ظن السوء. الله جل وعلا قد وعد ووعده لا يخلف ان العاقبة للمتقين انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وان جندنا لهم الغالبون. لكن لابد من حصول الابتلاء والامتحان. وتقدم هذا النصر او تأخره امر راجع الى حكمة الله جل وعلا وليس للانسان ان يستعجل لكن كون الحق منصورا امر قطعي لا شك فيه والحق منصور وممتحن فلا تعجب فهذه سنة الرحمن الامتحان لابد من حصوله لكن لابد ان تكون العاقبة للمتقين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لقد ظن بالله ظن السوء ونسبه الى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته. فان حمده وعزته وحكمته والهيته تأبى ذلك. وتأبى ان يذل حزبه وجنده. وان تكون النصر وان تكون النصرة المستقرا والظفر الدائم لاعدائه المشركين به العادلين به. فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف اسماءه ولا عرف صفاته وكماله. وكذلك من انكر ليكون ذلك بقضائه وقدره فما عرفه ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته. وكذلك من انكر ان يكون قدر ما قدره من ذلك وغيره لحكمة بالغة وغاية محمودة يستحق الحمد عليها. وان ذلك انما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي احب اليه من فوتها وان تلك الاسباب المكرومة المفضية اليها لا يخرج تقديرها عن الحكمة لافضائها الى ما يحب. وان كانت مكروهة له فما قدرها سدى ولا انشأ عبثا ولا خلقها باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. واكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء في ما يختص به وفيما يفعله بغيره. ولا يسلم عن ذلك الا من عرف الله وعرف اسمائه وصفاته. وعرف موجب حمده وحكمته فمن قنط من رحمته وايس من روحه فقد ظن به ظن السوء. ومن جوز عليه ان يعذب اولياءه مع احسانهم واخلاصهم. ويسوي بينهما وبين اعدائه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه يترك خلقه سدى معطلين عن الامر والنهي. ولا يرسل اليهم رسله ولا عليهم كتبه بل يتركهم هملا كالانعام فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه لن يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب في دار جازي المحسنة ان نحسن فيها باحسانه وان نسيء باساءته ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالمين كلهم صدقه وصدق رسوله وان اعداءه كانوا هم الكاذبين فقد ظن به ظن السوء. لا شك ان كل من انكر الحكمة والتعليل في افعال الله عز وجل فقد ظن به ظن السوء. وهؤلاء كثير من المتكلمين. الذين الحكمة في افعال الله عز وجل عندهم ان الله سبحانه انما يخلق وانما يفعل وانما يقدر لمشيئة محضة لا ان ثمة حكمة من وراء ذلك يحبها الله عز وجل ويريدها ولا شك ان هذا من ابطل الباطل ومن ظن خلاف ما يليق بالله عز وجل حتى ان هؤلاء جوزوا في النظر ان يعذب الله عز وجل احب اوليائه اليه وان ينعم في اعلى جنة الخلد الد اعدائه لا فرق عندهم بين هذا وهذا بين ان يكون ابو جهل في اعلى جنة الخلد او في اسفل سافلين او ان يكون ابو بكر رضي الله عنه في اعلى جنة الخلد او في اسفل سافلين. لا فرق بين هذا وهذا انما فقط كونه اخبر وشاء ان هذا يكون وهذا لا يكون. اما ان يكون هذا غير لائق بحكمة الله عز وجل وان هذا لا يمكن ان قم بالنظر الى ما يقتضيه كماله سبحانه وتعالى هذا لا التفات عندهم اليه نعم بالنسبة الى قدرة الله الله على كل شيء قدير لكن الله عز وجل يفعل ما يفعل ويقدر ما يقدر بالمشيئة المقترنة بالحكمة. هذا الفرق بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم وادلة اثبات الحكمة في افعال الله عز وجل كثيرة جدا تبلغ المئات بل تبلغ الالوف اب احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن ظن ومن ظن انه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله خالصا لوجهه الكريم على امتثال امره عليه بلا سبب من العبد او انه يعاقبه بما لا صنع فيه ولا اختيار له ولا قدرة ولا ارادة في حصوله بل يعاقبه على فعله هو سبحانه به او ظن به انه يجوز عليه ان يؤيد ان يؤيد اعداءه الكاذبين عليه بالمعجزات التي يؤيد بها انبيائه ورسله ويجريها على ايديهم يضلون بها عباده. وانه يحسن وانه يحسن منه كل شيء حتى تعذيب من افنى عمره في طاعته في الجحيم اسفل السافلين. وينعم وينعم من استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه. وينعم من استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه فيرفعه الى اعلى عليين وكلا الامرين عنده في الحسن سواء ولا يرفع امتناع احدهما ووقوع الاخر بخبر صادق والا فالعقل لا يقضي بقبح احدهما وحسن الاخر. فقد ظن به ظن السوء. هذه مسألة التحسين والتقوى العقل والناس فيها طرفان ووسط اناس نفوا ان يكون للعقل ادراك لحسن الاشياء او قبحها واناس غلوا في هذا الامر حتى جعلوا تحسين العقل او تقبيحه هو الذي يقتضي الاثابة او التأثيم والمسلك الوسط هو العدل في هذا الامر وهو ان العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها. ولكن الاثابة والتأثيم انما مرتبطة بالشرع لا بالقدر. الله عز وجل انما يأمر وانما ينهى وانما يترتب تترتب الاثاءة والتأثيم على امره ونهيه سبحانه وتعالى لا على ما يمليه العقل وكثير من الاقوال الباطلة التي قالها المتكلمون مبنية على هذا وهو نفي التحسين والتقبيح العقلي عندهم لا فرق بين الصدق والكذب. لا فرق بين النكاح كلاهما في حكم العقل سواء. الفرق ان الشرع امر بهذا ونهى عن هذا فقط. اما اهل السنة والجماعة فانهم يقولون ان في الصدق حسنا تدركه العقول وان في الكذب قبحا تدركه العقول وان كان اثيموا او الاثابة انما تنبني على ما امر الله سبحانه وتعالى لا على ما ادركته العقول. المقصود ان فهذا ايضا راجع الى نفي الحكمة في افعال الله سبحانه وتعالى. على كل حال من خلال ما سمعت وما ستسمع يمكن ان نستخلص قاعدة مهمة وهي انه لا تكاد تجد مبتدعا الا وعنده حظ من سوء الظن بالله عز وجل فمقل ومكثر لا تكاد تجد مبتدعا الا وهو واقع في هذا الامر وهو انه ظن بالله عز وجل خلاف ما يليق به. ولذلك فتش في اقوالهم سواء تعلقت بباب الصفات او لقد بباب القدر او تعلقت بباب النبوات او تعلقت بباب الصحابة او تعلقت بباب الايمان تجد ان هذه الاقوال المخالفة للحق لابد وان يكون فيها طرف من هذا الامر المذموم وهو ان يظن بالله غير الحق ان يظن بالله خلاف ما تقتضيه اسماؤه وصفاته ونعوت جلاله وجماله تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن ظن به انه اخبر عن نفسه وصفاته وافعاله بما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل وترك فالحق لم يخبر به وانما رمز اليه رموزا بعيدة واشار اليه اشارات ملغزة لم يصرح به. وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل فاراد من خلقه ان يتعبوا اذهانهم وقواهم وافكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله. ويتطلب ويتطلب وجوه الاحتمالات المستكرهة والتأويلات التي هي بالالغاز والاحاجي اشبه منها بالكشف والبيان. واحالهم في معرفة اسمائه وصفاته على عقولهم وارائهم لا على كتابه بل اراد منهم ان لا يحملوا كلامه بل اراد منهم الا يحملوا كلامه على ما يعرفون من خطابهم ولغتهم مع قدرته على ان يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به ويريحهم من الالفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل فلم يفعل بل سلك بهم طريق الهدى والبيان فقد ظن به ظن السوء. سبحان الله هذا من البلاء العظيم الذي فشى وانتشر مع الاسف الشديد. كم تجد من قائلين؟ وكم تجد في كتب؟ من يقول في بعض ايات الصفات هذه اية من الايات الملهمة للتشبيه. يا لله العجب! حاشا كتاب ربنا ان يكون فيه شيء موهم للتشبيه اي موهم للكفر والضلال. الله عز وجل انما انزل كتاب ابه لان لكي يكون سبب الهداية لا لكي يكون سبب الشقاء. قال جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى لكن هؤلاء جعلوا كتاب الله عز وجل سببا للشقاء. فالله يخبر سبحانه وتعالى ليس في اية ولا ايتين ولا ثلاث بل عشرات بل مئات الايات يخبر فيها بما ظاهرها الضلال والتشبيه يعني بمظاهرها الكفر وبالله عز وجل وهو الذي يأمر بتلاوة كتابه اتل ما اوحي اليك وهذا الامر يتناول الصغير والكبير والعالم الجاهل والذكر والانثى والمتعلم والاعراب ومع ذلك الله عز وجل يأمر الناس جميعا ان يتلو كتابا ظاهره يقودهم الى الضلال يقودهم الى الكفر. فاذا قرأوا مثلا قول الله تعالى يحبهم ويحبونه اذا قرأ قول الله عز وجل غضب الله عليهم اذا قرأ الرحمن على العرش استوى اذا قرأ وجاء ربك تجد هؤلاء يظنون ان هذه الايات ظاهرها تشبيه الله عز وجل بخلقه. اذا كان لازم قولهم ان يكون هذا القرآن كتاب اشقاء. لا كتاب هداية وهذا مخالف لصريح كتاب الله عز وجل. هذا من اعتقده في كتاب الله عز وجل فقد وقع في الكفر به سبحانه. حاشا كتاب الله حاشا كتاب الله ان يكون فيه شيء موهم للضلال بل هو مبين غاية البيان بل هو مبين لكل شيء. جعله الله عز وجل تبيانا لكل شيء هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. نعم هذه الايات موهمة للتشبيه عند القلوب مريضة الوسخة التي فيها اصلا درن التشبيه. هذه التي زادها هذا القرآن عمل لا عناها. اما القلوب السليمة القلوب النظيفة. القلوب التي عظمت الله عز وجل. واحسنت الظن به انها لا يمكن ان تظن في كتابه وفي كلامه ان فيه شيئا ملهما للتشبيه. هذه مسألة مهمة يا ايها الاخوان لانتشار البلاء بها وهي ان يقال ان في القرآن ايات موهمة للتشبيه. هذا اساس من اسس البلاء واسس الضلال يجب الحذر من ذلك بل كتاب الله عز وجل كله هدى وكله نور وكله بيان كله تبيان ولا يمكن ان يكون فيه شيء يسبب او يقود الى الضلال. اين يذهب قوله تعالى يريد الله لنبين لكم ويهديكم اين يذهب وصف كتاب الله عز وجل بانه هدى وبانه نور وبيان وتبيان الى اخره ان هذا المعتقد الذي انبنى على هذا الاصل لا شك انه انبنى على سوء ظن بالله عز وجل واضف الى هذا انه ان بنى على سوء ظن برسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والذي تلا علينا كلام الله هو الذي بلغ هذا القرآن للامة اليس كذلك؟ كان يتلو عليهم صباح مساء ايات الصفات بل كان هو عليه الصلاة والسلام يخبرهم بالاحاديث يخبرهم ان الله تعالى ينزل اذا بقي ثلث الليل الاخر الى السماء الدنيا يخبرهم ان الله عز وجل يضحك يخبرهم ان الله عز وجل يقرب اذا شاء يخبرهم ان الله له وجه وان له يدا وان له ساقا وان له قدما وان له اصابع يخبرهم بكل هذه الاحاديث ويتلو عليهم كل هذه الايات ولا مرة واحدة قال لهم استمعوا انا اخبركم بايات واحدثكم باحاديث ظاهرها الضلال والكفر والتشبيه اياكم ان تحملوا هذه الاحاديث على ظاهرها بل يجب ان تبحثوا لها عن مخارج وتأويلات على خلاف ظاهرها اقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة لا والذي نفسي بيده ما قال هذا لا في حديث صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ثم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلقوا هذه الاحاديث وتلقوا هذه الايات وبلغوها للتابعين. ثم لم يحذروهم ولو مرة واحدة. فيقولون لهم انتبهوا ثمة ايات مهمة للتشبيه. حذاري من حولها على ظاهرها. هكذا التابعون لما نقلوا هذا الى اتباع التابعين. ثم جاء بعدهم هم فئام زعموا ان ثمة ايات واحاديث بل اكثر صفات الله عز وجل التي جاءت في النصوص صفات لو حملتها على ظاهرها اوهمت التشبيه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما استشكل احد منهم قط حديثا واحدا او اية واحدة من ايات الصفات. ما قال احد منهم يا رسول الله كيف تقول ان الله ينزل؟ وكيف تقول ان الله يضحك؟ اليس هذا ملهما للتشبيه؟ انما اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لسلامة قلوبهم ولتعظيمهم الله عز وجل واحسانهم الظن به ما ظنوا بالله الاكل خير والا كل كمال ولذلك لما سمع احدهم قوله صلى الله عليه وسلم يضحك ربنا قال اويضحك ربنا؟ قال نعم. قال لا ادمنا من رب يضحك خيرا اظن هذا الصحابي بالله عز وجل غير الحق او ظن به الحق وظن به الكمال وظن به الاحسان اذا هذا اصل مهم ينبغي ان تتنبه له وهو ان كتاب الله كله بما اشتمل عليه من ايات الصفات لا شك انه جميعا ليس فيه شيء يؤدي الى الطلال الا عند القلوب التي غرقت في اوحال الانصراف عن الحق. هؤلاء نعم وهو عليهم عمى. هؤلاء ضلالا على ضلالهم. اما القلوب التي سلمت لله عز وجل كانت قلوبا سليما. كانت قلوبا سليمة لله وسلمت لله فهذه لا يمكن ان تظن في الله او في كلامه هذا الظن. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان قال انه قادر ولم يبين وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق الى ما يوهي بل يوقع في الباطل حال والاعتقاد الفاسد فقد ضم بحكمته ورحمته ظن السوء. وظن انه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه دون الله دون الله ورسوله طوله وان الهدى والحق في كلامهم وعباراتهم واما كلام الله فانما يؤخذ من فانما يؤخذ من ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال وظاهر كلام المتهوكين الحيارى هو الهدى والحق. وهذا من اسوء الظن بالله. فكل هؤلاء من الظانين بالله ظن السوء ومن الضانين به غير الحق ظن الجاهلية ومن ظن به انه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يقدر على ايجاده وتكوينه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه كان معطلا من الازل الى عن ان يفعل ولا يوصف حينئذ بالقدرة على الفعل ثم صار قادرا عليه بعد ان لم يكن قادرا فقد ظن به ظن السوء. نعم اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله لم يزل فاعلا ولم يزل خالقا. وليس انه كان معطلا عن الفعل والخلق ثم في الخلق والفعل فهذا يستلزم نسبة النقص لله عز وجل وهذا موضوع اظن انه سبق كلامه فيه نعم قال رحمه الله ومن ظن به انه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم الموجودات ولا عدد السماوات والارض ولا النجوم ولا بني ادم وحركاتهم افعالهم ولا يعلم شيئا من الموجودات في الاعيان فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه لا سمع له ولا بصر ولا علم له ولا ارادة فلا كلام يقول به وانه لم يكلم احدا من الخلق ولا يتكلم ابدا ولا قال ولا يقول ولا له امر ولا نهي يقوم به فقد به ظن السوء ومن ظن به انه ليس فوق سماواته على عرشه بائنا من خلقه. وان نسبة ذاته تعالى الى عرشه كنسبته الى فللسافلين والى الامكنة التي يرغب عن ذكرها وانه اسفل كما انه اعلى فقد ظن به اقبح الظن واسوءه ومن ظن به انه يحب الكفر والفسوق والعصيان ويحب الفساد كما يحب الايمان والبر والطاعة والاصلاح فقد ظن به ظن السوء ومن ظن به انه لا يحب ولا يرضى ولا يغضب ولا يسخط ولا يوالي ولا يعادي ولا يقرب من ولا يقرب من احد من خلقه ولا يقرب منه احد وانه ولا يقرب احسن الله اليكم ولا يقرب منه احد وان ذوات الشياطين في القلب اعد مسألة القرآن ومن ظن به انه لا يحب ولا يرضى ولا يغضب ولا يسخط ولا يوالي ولا يعادي ولا يقرب من احد من خلقه ولا يقرأ ولا لا يقرب منه احد وان ذوات الشياطين في القرب من ذاته كذوات الملائكة المقربين واوليائه المفلحين. وقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه يساوي بين انه يسوي بين المتضادين او يفرق بين المتساويين من كل وجه او يحبط طاعات العمر المديد الخالصة الصواب بكبيرة واحدة تكون بعدها ويخلد فاعل تلك الطاعات في النار ابد الابدين بتلك الكبيرة ويحبط بها جميع ويخلده في العذاب كما يخلد من لا يؤمن به طرفة عين. وقد استنفذت ساعات عمره في مساخطه ومعاداة رسله ودينه فقد به ظن السوء وبالجملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه ووصفه به رسله هذا هو الظابط هذا هو الظابط الذي يرجع اليه الكلام المتفرق الذي ذكره نعم وبالجملة وبالجملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه ووصفه به رسله او عطل حقائق ما وصف به نفسه ووصفته به رسله فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه ومن ظن ان له ولدا او شريكا او ان احدا احدا يشفع عنده بدون اذنه او ان بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم اليه او انه نصب لعباده او انه نصب لعباده اولياء من دونه يتقربون بهم اليه ويتوسلون بهم اليه ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه فيدعونهم ويحبونهم كحبه ويخافونهم ويرجونهم فقد ظن به اقبح الظن واسوأه. ومن ظن به انه ينال ما بمعصيته ومخالفته كما يناله بطاعته والتقرب اليه فقد ظن به خلاف حكمته وخلاف موجب اسمائه وصفاته وهو ما هو من ضمن السوء ومن ظن به انه اذا ترك لاجله وان ظن به انه اذا ترك لاجله شيئا لم يعوضه خيرا منه. او من فعل لاجله شيئا لم لم يعطيه افضل منه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه يغضب ومن ظن به انه يغضب على عبده ويعاقب ويحرمك ويعاقبه ويحرمه بغير جرم ولا سبب من العبد الا بمجرد المشيئة ومحض الارادة فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه اذا اذا صدقوا في الرغبة والرهبة وتضرع اليه وسأله واستعان به وتوكل عليه انه انه يقيمه ولا يعطيه ما سأله. وقد ظن به ظن السوء وظن به خلاف ما هو اهله وظن به خلاف ما هو اهله. ومن ظن به انه يثيب اذا عصاه بما يثيبه به اذا اعطاه. وسأله ذلك في دعائه فقد ظن به خلاف ما تقتضيه حكمته وحمده وخلاف ما هو اهله وما لا يفعله. ومن ظن به انه اذا اغضبه واسخطه واوضع في معاصيه ثم اتخذ من دونه وليا ودعا من دوني ملكا او بشرا حيا او ميتا يرجو بذلك ان ينفعه عند ربه ويخلصه من عذابه فقد ظن به ظن السوء وذلك كزيادة في بعده من الله وفي عذابه. ومن ظن به انه يسلط على رسوله محمد صلى ومن ظن به انه يسلط على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم اعداءه تسليطا مستقرا دائما في حياته وفي مماته. وابتلاءه بهم لا يفارقونه. فلما مات استبدوا بالامر دون وصية فظلموا اهل بيته وسلبوهم حقهم واذلوهم. وكانت العزة والغلبة والقهر لاعدائه واعدائهم دائما من غير جرم ولا ذنب لاوليائه اهل الحق وهو واهل الحق وهو يرى قهرهم لهم وغصبهم اياهم حقهم وتبديلهم دين نبيين وهو يقدر على نصرة وهو على نصرة اوليائه وحزبه وجنده ولا ينصرهم ولا يدنيهم بل بل يدين بل يدين اعدائهم عليهم ابدا. او انه لا يقدر على ذلك بل حصل هذا بغير قدرته ولا مشيئته. ثم جعل المبدلين لدينه مضاجيا. ثم ثم جعل المبدلين لدينه مضاجعه في حفرته تسلم تسلم امته عليه وعليهم كل وقت كما تظنه الرافضة فقد ظن بي اقبح الظن واسوأه. سواء قالوا انه قادر على ان ينصرهم ويجعل له ويجعل لهم الذ ويجعل لهم ويجعل لهم الدولة والظفر او انه غير قادر على ذلك فهم قادحون في قدرته او في حكمته وحمده. وذلك من ظن السوء به. ولا ريب ان الرب الذي فعل هذا بغيض الى من ظن به ذلك غير محمود عندهم. وكان الواجب ان يفعل خلاف ذلك. لكن يعني قول الرافضة جميعا لا يمكن ان يقوم الا على القول بالقدر. ولذلك هم متابعون في باب الصفات والقدر للمعتزلة. لا يمكن ان يستقيم او قول الا على قول القدرية والقدرية عندهم ان افعال الله ان افعال العباد خارجة عن مشيئة الله عز وجل وخلقه ولذلك هذا الذي وقع من اغتصاب الخلافة او اه ما ظنوا انه او ما زعموا انه ظلم لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم فهذا بناء على القول بالقدر ماذا خارج عن مشيئة الله عز وجل نعم قال رحمه الله ولا ريب ان الرب الذي فعل هذا بغيض الى من ظن به ذلك غير محمود عندهم. وكان الواجب ان يفعل خلاف ذلك. لكن رفعوا هذا الظن الفاسد بخرق اعظم منه. واستجاروا من الرمضاء بالنار فقالوا لم يكن هذا بمشيئة الله ولا له قدرة على دفعه ونصر اوليائه انه لا يقدر على افعال عباده ولا هي داخلة تحت قدرته. فظنوا فظنوا فظنوا بمن فظنوا فظنوا به ظن اخوانهم المجوس والوثنية بربهم. وكل مبطل وكافر ومبتدع مقهور مستذل. فهو يظن بربه هذا الظن وانه اولى بالنصر والظفر والعلو من خصومه. فاكثر فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير اعد هذه هذه مهمة. فكل فاكثر فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء. فان غالب بني ادم يعتقد انه مبخوص الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما اعطاه الله ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه ونفسه تشهد عليه لذلك وهو بلسانه ينكره ولا ولا يتجاسر على التصريح به. ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كاملا كمول النار في الزناد احسن الله اليكم. رغم ذلك فيها كاملا كمون النار في الزناد. فاقبح فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده هذا كلام يعني مهم وينبغي ان يقف عنده الانسان مليا وهو ان اكثر الخلق كما ذكر رحمه الله يظنون ان ما وقع او يقع عليهم انما هو ظلم في حقهم فلسان حالهم لا مقالهم ظلمتني يا رب وفعلت بي خلاف الحكمة لم تعطني ما استحق هذا حال كثير من الناس واذا اردت ان تعرف مصداق ذلك فاقدح زنادهم عند المصائب وانظر الى الاقوال التي تقال كم من الناس من اذا نزلت به المصيبة قال يا رب لم فعلت بي هذا يا رب ماذا فعلت؟ حتى تصنع بي هذا او تجد انه يقول فلان ما يستأهل. نسمع هذا كثيرا. فلان الذي اصيب بحادث او بمرض يقولون فلان ماذا ما يستاهل او تجد انه تجري على السنتهم امثال داخلة في هذا الذي نتكلم عنه كم من الناس من تجد انه يقول مثلا يعطي الحلق لمن لا اذان له. نسمع هذا او لا هذا داخل في هذا الامر ماذا تريد تريد ان الله عز وجل فعل خلاف ما تقتضيه الحكمة. يعني كان ينبغي ان يعطى انا لكن الله اعطى هذا المال وهذا الخير لمن لمن لا يستحق ولمن لا يليق به النعمة يعطي الحلق لمن لا اذان له كل ذلك دليل على خطورة هذا الامر ولو فتش الانسان في نفسه ربما وجد شيئا كاملا من ذلك ولا يسلم الا من احسن الظن بالله عز وجل هذا باب ايماني علمي ينبغي ان يراجعه الانسان كثيرا ويفتش في نفسه كثيرا سوء الظن بالله عز وجل له اوجه خيرة وخطره عظيم ودواخله كثيرة ويتزين ويتشكل في صور كثيرة ينبغي على الانسان ان يكون فقيها وان يحاسب نفسه محاسبة قوية محاسبة الشحيح حتى يسلم من هذا الامر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبا على القدر وملائمة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به انه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر. وفتش نفسك هل انت سالم من ذلك؟ الله المستعان. فان تنجو منها تنجو من بيئة عظيمة والا فاني لا يخالك ناجيا. فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب الى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ان السوء وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء. ومنبع كل ومنبع كل شر المركبة على الجهر والظلم. فهي اولى بظن ضوء من احكام الحاكمين واعدل العادلين وارحم الراحمين. الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة. المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وافعاله واسمائه. فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه. وصفاته كذلك وافعاله كذلك كلها حكمة هو مصلحة ورحمة وعدل واسماؤه كلها حسنى. فلا تظنن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل. ولا تظنن بنفسك قط خيرا وكيف بظالم جان جهول وقل يا نفس مأوى كل سوء ايرجى الخير من ميت بخيل؟ وظن بنفسك السوءة تجدها كذاك وخيرها كالمستحيل وما بك من تقى وما بك من تقن فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل وليس بها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل. احسنت بارك الله فيك والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان