بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعهم فبه يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء في منكر القدر. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فبعد ان بين المؤلف رحمه والله قبح وسوء حال من ظن ظن السوء بالله جل وعلا اعقب هذا الكلام عن القدر وما جاء في منكريه من الذم والعيب ليبين ان من سوء الظن بالله عز وجل انكار القدر الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان واصل من اصول التوحيد تحقيق الايمان بالقدر يثمر ثمرات يانعة عظيمة من ذلك انه يثمر اولا تحقيق التوحيد فان القدر من فروع توحيد الربوبية لان الايمان بالقدر يتضمن افراد الله عز وجل بالخلق والاعطاء والمنع وما الى ذلك ومن حقق توحيد الربوبية فانه ان وفقه الله قاده الى تحقيق توحيد الالوهية ويثمر ثانيا تحقيق الهداية وذوق طعم الايمان فان من امن بالقدر اداه هذا الى هداية القلب والى ذوق طعم الايمان كما سيأتي معنا قال جل وعلا ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة ويعلم انها من الله فيرضى ويسلم اي فينال الهداية وتحقيق الايمان بالقدر يثمر ثالثا تحقيق الاخلاص لله جل وعلا فان من امن ان كل شيء بقدر وان الناس لا ينفعون ولا يضرون وانه لن يصيب الانسان الا ما كتب الله له اداه هذا الى ان يقصد وجه الله ولا يلتفت الى مخلوق لطلب مدحة او ثناء ويثمر رابعا تحقيق التوكل على الله وذلك ان كل شيء بيده وهو سبحانه مقدر الاشياء ولا تكونوا الا فيما جرى في علم الله عز وجل وكتابته ومشيئته وخلقه فاذا كان ذلك كذلك فلاي شيء يعتمد قلبه على غير الله ويثمر ذلك خامسا تحقيق الخوف من الله وذلك ان من علم ان كل شيء مكتوب كتب الله كل شيء حتى الهداية والضلال حتى مقعد الانسان من الجنة او من النار وفي الصحيحين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه ما من مخلوق الا وقد كتب مقعده اما من الجنة واما من النار فاذا كان ذلك كذلك خاف الانسان ووجل قلبه لانه لا يدري ما الذي كتب في حقه في ما كتب الله سبحانه وتعالى ولذلك ما اقض مضاجع الصالحين شيء كشأن الخاتمة وما كتب الله فيها على العبد ويثمر ذلك سادسا تحقيق الصبر والصبر نصف الايمان فان من علم ان كل شيء يصيب الانسان فهو مكتوب عليه اداه ذلك الى الصبر وحبس وحبس النفس عن الجزع وترك الندم ولو من نفس والجزع فان ذلك شيء لا فائدة منه فما قدر الله عز وجل فانه كائن شاء الانسان ام ابى ولن يغني حذر عن قدر ويثمر ذلك سابعا تحقيق القناعة وغنى النفس والسلامة من الحسد فلاي شيء يتطلع الانسان الى ما في ايدي الناس ولاي شيء يحسدهم على ما اعطاهم الله عز وجل من نعمه وكل شيء فهو بتقدير الله عز وجل فمن علم ذلك قنع كان غني النفس سليما من افة الحسد الا كل الا قل لمن كان لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه لانك لم ترضى لي ما وهب هذه بعض ثمرات الايمان بالقدر الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان كما قد علمت دليل ذلك ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو حديث جبريل المشهور وسيأتي الكلام فيه قريبا ان شاء الله ففيه قد عد النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالقدر من اركان الايمان بين الله جل وعلا في غير ما اية ان القدر شيء ثابت ان كل شيء خلقناه بقدر اصول ومعاقد باب القدر عند اهل السنة والجماعة مرجعها الى ثلاثة اصول هذه لب باب القدر واهم مسائله الاصل الاول ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان كل ما يقع في هذا الكون من الاعيان والافعال فانه راجع الى علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه هذه الامور الاربعة هي التي يسميها اهل العلم مراتب القدر وهي التي اطبق عليها الرسل واتباعهم علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه كل شيء كائن فانه قد سبق في علم الله الذي وسع علمه كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ثم ان الله عز وجل كتب ما سبق في علمه انه واقع كتب ذلك في اللوح المحفوظ وكل شيء احصيناه في امام مبين هذا هو اللوح المحفوظ محفوظ عن التبديل والزيادة والنقصان ثم انه لم يقع شيء الا لان الله عز وجل قد شاء فالمشيئة هي الموجبة للاشياء على الحقيقة وكل شيء واقع فانه لم يقع الا عقيب مشيئة الله عز وجل ولو شاء الله الا يقع فانه لن يقع ما شاء الله كم وما لم يشأ لم يكن ثم اخيرا الخلق فكل شيء مخلوق لله عز وجل ليس ثمة موجود الا الخالق والمخلوق والخالق واحد هو الله جل وعلا فما عداه فهو مخلوق الله خالق كل شيء وخلق كل شيء فقدره تقديره اذا الامر كما قال ابو حازم سلمة ابن دينار رحمه الله ان الله علم قبل ان يكتب وكتب قبل ان يخلق فمضى الخلق على علمه وكتابته فكل شيء في هذا الكون لم يكن انفا ولم يكن مبتدأ حاشا وكلا بل انه واقع وفق تقدير الله عز وجل وهذا التقدير راجع كما قد علمت الى هذه المراتب الاربع علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه الاصل الثاني ان اهل السنة والجماعة لا تعارض عندهم بين اثبات مشيئة الله لافعال العباد وخلقه لها وبين اثبات مشيئة العباد وافعالهم تنبه يا رعاك الله الى ان ها هنا اربعة امور يثبتها جميعا اهل السنة والجماعة اولا ان كل ما يقع من افعال العباد وتصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم فان ذلك واقع بمشيئة الله عز وجل حتى ان مشيئتهم مرتبطة بمشيئة الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ثم يثبتون ثانيا ان افعال العباد مخلوقة لله جل وعلا اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن فافعال العباد مخلوقة كما ان اعيانهم وذواتهم مخلوقة والله جل وعلا من حكمته انه قد يخلق بلا واسطة وقد يخلق بواسطة خلق ادم والجنة والنار وغير ذلك بلا واسطة وخلق حواء وخلق المطر وخلق النبات وخلق البشر بتوسط اسباب مع غناه سبحانه وتعالى عن هذا التوسط وعن تلك الاسباب لكنها حكمة الله والله حكيم عليم ومن ذلك افعال العباد فالله عز وجل خلقها بواسطة العبادة فهي داخلة تحت عموم قول الله عز وجل الله خالق كل شيء الامر الثالث اثبات مشيئة العبد فالعبد له مشيئة له ارادة بها يفعل لمن شاء منكم ان يستقيم فاتوا حرفكم انا شئت واثبات هذا امر ضروري فكل انسان يعلم من نفسه ان له مشيئة وانه يفعل وفق مشيئته الامر الرابع اثبات افعال العباد وانها قائمة بهم حقيقة فالعبد هو الذي فعل العبد هو الذي قام والعبد هو الذي قعد. والعبد هو الذي صلى. والعبد الذي هو والعبد هو الذي اذنب ولذلك فانه يتحمل مسؤولية فعله ويكون جزاؤه على فعله من عدل الله عز وجل لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت هل تجزون الا بما كنتم تعملون اذا هذه امور اربعة يثبتها اهل السنة والجماعة ولا يعتقدون ان ثمة تعارضا بينها الامر الثالث او الاصل الثالث ان الهداية والاضلال بيد الله جل وعلا فالله سبحانه يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه عدلا قال سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم هذه الاصول الكبار يحتاج بسط الكلام فيها الى وقت واسع لكن المهم عندي هو الاحاطة بها الان اجمالا نأتي الان الى ما بوب عليه المؤلف رحمه الله هذا الباب قال باب ما جاء في منكري القدر المنحرفون في هذا الباب الذين تجاوزوا الصراط المستقيم اما الى افراط او تفريط يجمعهم مسلكان او فرقتان المسلك الاول مسلك الجبرية والمسلك الثاني مسلك القدرية الجبرية غلوا في اثبات قدر الله عز وجل حتى نفوا مشيئة العبد وقدرته وفعله وهؤلاء درجتان درجة غالية ودرجة مقتصدة ولا كلام لنا فيهم لانهم ليسوا المقصودين بهذا الباب اما المسلك الثاني او الطائفة الثانية فانهم القدرية القدرية هم نفاة القدر وهذا الاطلاق جاء على خلاف الغالب الغالب ان الفرقة يضاف اليها المقالة التي تثبتها لا التي تنفيها لكن قد يقع خلاف ذلك ومن ذلك هذه التسمية القدرية فان هؤلاء سموا بالقدرية لانهم نفاة القدر وهؤلاء على درجتين غلاتهم ومتقدموهم نفوا علم الله عز وجل وكتابته وبالتالي يكونوننا فينا لمشيئته وخلقه وهؤلاء نبتت نابتتهم في اواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد انقراض عهد الخلفاء الراشدين بل وعهد معاوية رضي الله عنه نشأوا في الفترة التي كانت فيها الفتنة بين ابن الزبير رضي الله عنه وبني امية نشأت في البصرة وكان اول من قال بهذا القول رجل اسمه معبد الجهني وهؤلاء قد اجمع السلف قد اجمع السلف الصالح على كفرهم كل ادلة الكتاب والسنة ترد مذهب هذه الفئة الضالة الذين نفوا علم الله عز وجل وجعلوا الامور انفا يعني مستأنفة جديدة لا يعلم الله الاشياء حتى تقع فاذا وقعت علمها الله فضلا عن ان يكون قد كتبها او ان تكون واقعة بمشيئته او انه هو الذي خلقها وهذا معلوم كفر قائله بالاضطرار من دين الله عز وجل وهذه الفرقة قد تلاشت واضمحلت فلا يعرف في الفرق المعروفة المشتهرة من يقول بهذه المقالة اما الفرقة او المرتبة الثانية من هؤلاء القدرية فهم مقتصدوهم الذين اثبتوا علم الله القديم وكتابته في اللوح المحفوظ لكنهم انكروا عموم المشيئة وعموم الخلق وما معنى ذلك معنى ذلك انهم اخرجوا افعال العباد عن ان تكون داخلة تحت مشيئة الله عز وجل او ان يكون الله خالقا لافعال العباد عندهم ان الله عز وجل شاء الاشياء باستثناء افعال العباد وعندهم ان الله خلق الاشياء باستثناء افعال العباد وهؤلاء هم المعتزلة ومن لف لفهم كلا الطائفتين يطلق عليهما القدرية على تفاوت في الحكم عليهما ذلك ان اهل العلم اجمعوا على كفر الفرقة الاولى بخلاف الفرقة الثانية وكلاهما يسمى القدرية المجوسية وادلة بطلان قولهم كثيرة جدا حتى ان ابن القيم رحمه الله في كتابه تحذيب السنن اشار الى انه تصفح ادلة الكتاب والسنة الرادة على مذهب القدرية المجوسية فوجد انها تزيد على خمسمئة دليل كلها شاهدة ببطلان مذهب هؤلاء القدرية ومجمع انحرافهم راجع الى ثلاثة او الى ثلاث مسائل لب وخلاصة انحرافهم يرجع او ترجع الى ثلاث مسائل اولا انهم انكروا ان تكون افعال العباد واقعة بمشيئة الله سبحانه وتعالى والامر الثاني انهم انكروا ان تكون افعال العباد مخلوقة لله عز وجل والامر الثالث انكروا ان تكون الهداية والاضلال بيد الله عز وجل عندهم ليس ثمة شيء اعان الله به المؤمنين وهدى به قلوبهم وخصهم به فكانوا به مؤمنين انما الشيء الذي هدي به المؤمنون هو الشيء الذي هدي به الكفار فهو لا يتجاوز هداية الدلالة والارشاد اما ان يكون الله عز وجل قد خص المؤمنين بشيء زايد هو هداية قلوبهم فان هذا عندهم باطل ويكفي في الرد عليهم قوله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان والادلة في اثبات هذا بالعشرات هؤلاء هم منكروا القدر وحكمهم كما قد علمت ان الغلاة منهم المنكرين لعلم الله عز وجل وكتابته هؤلاء كفار باجماع السلف اما من عداهم من الطائفة التي هم دونهم فالاصل في هذه الفرقة انها فرقة ضالة مبتدعة الا في حق من قام في او قامت عليه الحجة بعينه فانه لا شك ان من كذب دليلا واحدا من الكتاب والسنة وقامت على صاحبه الحجة ولا شك في كفره فكيف بعشرات او مئات الادلة التي يكذب بها هذا الانسان في حقيقة الحل الخلاصة ان الشيخ رحمه الله بين في الادلة التي ساقها في هذا الباب الرد على هؤلاء الذين انكروا قدر الله جل وعلا والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال ابن عمر رضي الله عنهما والذي نفس ابن عمر بيدي لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه او في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر هذه قطعة من حديث ابن عمر الذي رواه عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد خرجه الامام مسلم في صحيحه وهو اول حديث في كتاب الايمان بل هو اول حديث في صحيح مسلم وفيه ان يحيى بن يعمر وحميدة ابن عبدالرحمن الحميري ترافق حاجين او معتمرين اراد ان يسأل احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن المقالة التي ظهرت قبلهم في البصرة وهي مقالة معبد الجهني اتباعه الذين كانوا يقولون ان الامر انوف يعني لم يسبق الامر في علم الله عز وجل ولم يكتب الله عز وجل شيئا انما يعلم الله الاشياء بعد وقوعها فوفق لهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وهو داخل الى المسجد فاكتنفاه ثم تكلم يحيى ابن يعمر رحمه الله وبين له ان اناسا قبلهم يقرأون القرآن ويتقفرون العلم يتقفرون العلم يعني يتتبعون العلم وهذا يدلك على انه ليس كل من طلب العلم وقرأ القرآن يكون على الصراط المستقيم بل اذا لم يهدي الله عز وجل طالب العلم الى سلوك الصراط السوي فانه قد يجني عليه علمه وقد يضل عياذا بالله اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده العلم عند اهل العلم سبب للهداية وليس انه لا انه ملزوم للهداية. انتبه لهذا العلم ليس ليست الهداية مترتبة عليه ترتبا العلة للمعلول كلا العلم سبب ولكن السبب بحاجة الى اسباب اخرى لا يوجد سبب يستقل بوجود المسبب بل لا بد من وجود اسباب اخرى ولابد ايضا من زوال المانع ولابد من هداية من الله عز وجل ولذا كم ممن كان عنده علم فظل عن الصراط المستقيم عافاني الله واياكم من ذلك المهم ان ابن عمر رضي الله عنهما لما حدثاه بخبر هؤلاء القوم القدرية بين براءته رضي الله عنه منهم وقال اذا لقيت هؤلاء فاخبرهم اني بريء منهم وهم مني برءاء والذي يحلف به عبدالله بن عمر اقسم بالله هكذا الرواية في مسلم المؤلف رحمه الله كأنه ساقها بالمعنى والذي نفس ابن عمر بيده ليست هذه رواية مسلم نص صحيح مسلم والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه في سبيل الله لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره شاهدوا هذا في كتاب الله وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فهو اثبت ها هنا كفرهم لان عدم قبول اعمالهم ونفقاتهم انما كان بسبب كفرهم بالله عز وجل ولا شك في ان من قال بهذا القول فنفى قدر الله عز وجل لا شك في كفره بالاجماع وهذه البراءة وهذا الذنب الذي جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قد جاء عن غيره ايضا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ادركوا هذه المقالة ومن اولئك ابن عباس ومن اولئك جابر بن عبدالله ومن اولئك واثلة ابن الاسقع رضي الله تعالى عنهم اجمعين المقصود ان ابن عمر رضي الله عنهما عقب على هذا بي ان حدث هذين بما حدثه به ابوه عمر رضي الله عنهما من قصة اتيان جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وما جرى في هذا الحديث من بيان الاسلام والايمان والاحسان والشاهد من ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم عد من اركان الايمان الايمان بالقدر. والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. رواه مسلم وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعام الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله صلى الله يكفي هذا الحديث الثاني الذي اورده المؤلف رحمه الله وفيه وصية عبادة ابن الصامت رضي الله عنه لابنه واسم ابنه الوليد كما جاء مصرحا به في رواية الترمذي وهذا الحديث بيض المؤلف رحمه الله عند نهايته كانه اراد ان يعزوه فلم يتيسر له وهذا اللفظ الذي بين ايدينا عند ابي داوود في سننه ورواه بنحوه الترمذي وغيره وفيه وصية عبادة رضي الله عنه لابنه وهكذا كانت عادة السلف الصالح انهم يتخولون اولادهم بالوصية والنصيحة لا انهم يتركون لهم الحبل على الغارب يغفلون عنهم انشغالا بالدنيا ولا يدرون في اي واد يهيم اولادهم انما كانوا يعتنون بهم بالنصح والبيان والتوجيه لا سيما في اهم الامور وهو امر الدين والتوحيد والاعتقاد ربما تجد من الناس من ينصح ولده لكن نصحه لا يتجاوز امر الدنيا ينصحه في شأن الدراسة انصحه في شأن العمل ينصحه في شأن اكتساب المال لكن ان تكون النصيحة متعلقة باهم الامور على الاطلاق. وهو شأن الدين فان هذا قليل من يتنبه له مع الاسف الشديد وقد جاء في رواية الترمذي ان آآ عطاء بن ابي رباح سأل الوليد بن عبادة عن اخر وصية له اوصاك بها قبل الموت فقال رحمه الله انه دعاني يعني عبادة رضي الله عنه فقال يا بني اوصيك ان تؤمن بالله والقدر ان تؤمن بالله وبالقدر خيره وشره فانك ان لم تفعل ادخلك الله النار هذه كانت اخر وصية اوصى بها عبادة ابنه رضي الله عنهم ورحمهم المقصود ان هذا مما ينبغي ان يستفاد منه في هذا الاثر قال رضي الله عنه في هذا الحديث لن تذوق طعم الايمان حتى تؤمن بالقدر وهذا فيه فائدة وهي ان للايمان طعما وهذا الطعم حقيقي يذوقه من يبلغ هذه الدرجة وهي تحقيق الايمان. كما ان للاكل طعما حقيقيا يذوقه من يأكل كذلك للايمان طعم حقيقي يذوقه ويشعر به من يبلغ الى تحقيق الايمان وذلك بان يؤمن بالقدر خيره وشره اعد يا بني انك لن تجد طعام الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. ان تعلم ان ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك هذا فيه اثبات القدر من امن بالقدر علم هذا العلم وان الشيء الذي اصابه من سرور او ضده فانه لا يمكن ان يتخلف لا يمكن ان يتخلف قدر الله عز وجل ما اراد الله عز وجل وقوعه فسيقع شئت ام ابيت. لا يمكن ان يخطئ صاحبة كذلك العكس الشيء الذي لم يقدره الله لك الذي وصل الى غيرك ولم يصل اليك يجب ان تعلم انه لن يصل اليك مهما فعلت اذا عليك ان تركن الى الرضا والتسليم والاذعان وتترك الحسرة والندم ولوم النفس فان هذا لا فائدة منه كل شيء بقدر الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس او قال الكيس هو العجز كل شيء حتى الذكاء والحنكة والتدبير بقدر الله كذلك العجز والتقصير او الحمق او قلة الذكاء وقلة التدبير فهو ايضا بقدر الله عز وجل. اذا ما على الانسان الا ان يبذل الاسباب ثم بعد ذلك يفوض الامر الى الله عز وجل. وليعلم ان تدبير الله خير من تدبيره وان خيرة الله خير من خيرته لنفسه فوض الامر اليه هو اولى بك منك نعم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة اه هذا المقدار من الحديث وما بعده يحتاج الى بسط اكثر لعلنا نؤجله الى درس غد ان شاء الله. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان