بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب ما جاء في المصورين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقال الامام المشدد عليه رحمة الله باب ما جاء في المصورين يعني من الذم والوعيد واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم متكاثرة في تحريم التصوير وذمي من فعله وهذه الاحاديث ثابتة في الصحيحين وغيرهما عن جملة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما اورد رحمه الله في هذا الباب فقد اورد خمسة احاديث كلها في الصحيحين خلا الحديث الاخير فانه في مسلم والحديث الاول من هذه الاحاديث حديث قدسي ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد من جهتين اولا ان التصوير مضاهاة لخلق الله كما سيأتي في الحديث الاول ان شاء الله ولا شك ان هذا يتنافى وتحقيق التوحيد فان الله جل وعلا هو المصور المصور اسمه والتصوير فعله هو الله الخالق البارئ المصور قال سبحانه هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء وقال سبحانه وصوركم فاحسن صوركم فالله جل وعلا هو المصور الذي ابدع صور مخلوقاته وفق ما اقتضته حكمته فالذي يتشبه بالمصور سبحانه لا شك انه اتى بما يتنافى وتحقيق التوحيد على اختلاف الحكم في المصور كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله والوجه الثاني ان التصوير من اعظم اسباب وقوع الشرك فلا يخفى عليكم يا ايها الاخوة ان اول شرك وقع في الارض وهو الشرك قوم نوح انما كان بسبب التصوير فهما فتنتان اعظم ما وقع من الشرك واكثر ما وقع من الشرك كان بسببهما فتنة التصوير وفتنة القبور وتذكرون ما مر بنا في هذا الكتاب لما حدثت ام سلمة وام حبيبة رضي الله عنهما حدثتا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأت من كنيسة كان كانتا قدر رآها كل واحدة منهما فحدثتا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأوا فيها من حسن وتصاوير فقال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك كان اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير. اولئك شرار الخلق عند الله فدل هذا على ان الفتنة بالتصوير فتنة عظيمة ربما ادت الى وقوع الشرك بالله سبحانه وتعالى قد يقول قائل ان هذا الامر كان موجودا في السابق اما اليوم في هذا الزمان في عصر التقدم والتكنولوجيا هل يتصور وقوع الشرك بسبب الصور والجواب ان هذا قول من يجهل سنة الله الشرعية والكونية والواقع الذي يعيشه فان الله عز وجل هو العليم بكل ما يكون وهو الحكيم في شرعه وخلقه تبارك وتعالى. وقد نهانا عن التصوير كما سيأتي جملة من ادلة ذلك فكان الواجب الانصياع الى ذلك ثمان واقع الناس يشهد بان التصوير لا يزال فتنة عظيمة لكثير من الناس افلا يرى هؤلاء اولئك النصارى الذين يركعون ويسجدون لصور المسيح او ما يزعمون انه صورة المسيح او صورة ام ايه افلا يرون اولئك البوذيين او الهندوس او غيرهم من اضراب المشركين والكفار الذين يتقربون ويتعبدون لصور منصوبة او صور مرقومة ثم ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد اخبر كما في الصحيحين وغيرهما في احاديث عدة بوقوع الشرك في اخر هذه الامة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لن تقوم الساعة حتى يلحق فئام من هذه الامة بالمشركين وحتى تعبد الاصنام وحتى تعبد اللات والعزى. فكيف يستكثر بعد ذلك النهي عن التصوير وانه ذريعة لوقوع الشرك عافاني الله واياكم لا سيما ما كان من صور مين التي تنصب والتي تعلق والتي تجعل لها الاماكن الرفيعة والعالية في صور المجالس وغيرها لا شك ان هذا منكر وذريعة اوضح لوقوع الشرك عافاني الله واياكم من ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة اخرجاه هذا حديث مخرج في الصحيحين وسبب تحديث ابي هريرة رضي الله عنه به انه دخل دارا في المدينة فرأى في اعلاها رجلا يصور رأى مصورا يصور كانه والله اعلم كان رجلا ينحت او ينقش صورا في جدران ما كان منه رضي الله عنه الا ان حدث بما حدثه به رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا. قال من اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. لا شك ان الاستفهام ها هنا استفهام انكاري والمعنى لا احد اشد ظلما من هذا الذي يذهب يريد ان يتشبه خلق الله سبحانه وتعالى يريد ان يتشبه بفعل الله عز وجل. كما ان الله عز وجل يخلق فهو اريد ايضا ان يخلق ولا شك ان هذا ذنب عظيم ومنكر كبير ولذلك جاء هذا الامر الذي هو من امر التعجيز في قول ربنا سبحانه وتعالى فليخلقوا ذرة او فليخلقوا حبة او فليخلقوا شعيرة. الذرة النمل الصغيرة هل يستطيع هؤلاء ان يخلقوا هذه الذرة التي هي من اصغر مخلوقات الله تعالى؟ بل هل يستطيعون ان يخلقوا حبة حنطة او حبة شعيرة؟ لا شك انهم لا يستطيعون ذلك وهذا امر امر تعجيز يتضمن التوبيخ للفاعل لهذا الامر. امر تعجيز ليس امر تكليف على نحو قوله سبحانه وتعالى فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان قل كونوا حجارة او حديدة فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين هذا امر تعزيز يتضمن التوبيخ لمن فعل هذا الامر. وهذا الحديث من جهة قصته ومن جهة فهم الصحابي وهو ابو هريرة رضي الله عنه فيستفاد منه ان من التصوير المحرم ما ليس له ظل لان الظاهر والله اعلم ان هذا المصلي انما كان يرسم على حيطان هذا البيت ما فيه روح. فاستدل ابو هريرة رضي الله عنه هذا الحديث الذي يدل على تحريم التصوير. والاحاديث التي جاءت في ذم التصوير والوعيد عليه جاءت على انواع من الوعيد. فهذا الحديث الذي بين ايدينا يدل على ان هذا الذي يفعل هذا الفعل اظلم الناس كذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو امر ثان جاء ان اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون كذلك جاء ثالثا من وعيد التصوير ان الله سبحانه وتعالى يأمر المصور ان ينفخ ان ينفخ الروح فيما صور من ذوات الارواح وليس تخن ويقال لهؤلاء المصورين احيوا ما خلقتم وجاء رابعا ايضا ان الله جل وعلا يجعل في كل سورة صورها المصور روحا ونفسا فيعذب بها كما يشاء سبحانه وتعالى. وجاء ايضا انه يعذب وهذا امر خامس. جاء انه يعذب حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ابدا. ثبت في الصحيح من حديث في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صور صورة جعل الله له جعل الله يوم القيامة لها نفسا فيعذب بها حتى ينفخ فيها وليس بنافخ ابدا. اذا هذه حديث تقتضي عند كل مسلم الخوف والوجل من الوقوع في هذا الذنب العظيم عافاني الله اياكم من ذلك احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم الذين يضاهون بخلق الله هذا حديث عائشة رضي الله عنها وهو ثابت في الصحيحين وله روايات عدة كما انه جاء في غير الصحيحين وقصة هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد الدخول على بيت عائشة رضي الله عنها وجاء في بعض الروايات انه قدم من سفر فاذا بباب الحجرة عليه قرام القرام مثل الستارة قماش يستر به وعلى هذا القرام تصاوير. وجاء في بعض الروايات ان هذه التصاوير كانت لاحصنة لها اجنحة فابى النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول فسألت عائشة رضي الله عنها ماذا اذنبت اخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث. اذ ان اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله عز وجل ومعنى قوله يضاهون يعني يشابهون فالمضاهاة هي المشابهة هؤلاء الذين يضاهون وقرأ ايضا بالهمز يضاهئون لا شك انهم وقعوا في اثم عظيم حتى انهم كانوا كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق كانوا الناس عذابا يوم القيامة. وهل الممنوع في التصوير المشابهة ام قصد المشابهة يعني هل الذي جاء ذمه والوعيد عليه في هذا الحديث هو ان يصور الانسان فيكون قد وقع في تصويره المضاهاة شاء ام ابى. او ان المقصود النهي عن قصد المشابهة. وبالتالي فمن صور ولم يقصد ان يضاهي خلق الله عز وجل فانه ليس داخلا في هذا الوعيد. الذي يظهر والله تعالى لم هو الاول وان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فالمشابهة تحصل بمجرد التصوير. واما قصد المشابهة فهذا ينفصل عن حكم المصور. فمن قصد ان يكون مشابها لله عز وجل في فعله. فلا شك ان هذا كفر بالله عز اما من لم يقصد فانه لا يكفر بذلك لكن هذا الانسان قد وقع في اثم عظيم وكبيرة من الكبائر. اذ ان التصوير ينطبق عليه وصف الكبيرة كما تدل وعلى هذا مجموع الاحاديث الواردة في هذا الباب. وعليه فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم الناس عذابا على بابه من جهة ما تدل عليه افعل التفضيل اشد اذا كان الانسان قاصدا المضاهاة فلا شك كان هذا الانسان اضحى كافرا واشد الناس عذابا يوم القيامة هم الكفار. اما اذا لم تقصد اذا لم يكن ثمة قصد انما وقع تصوير فقط فان قوله صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا يوجه باحد اما بانه اشد الناس من جنس من فعل ما فعل يعني من جنس الفساق هو يدل على انه من اكبر الكبائر او ان تكون من ها هنا مقدرة فهو من اشد الناس عذابا. وهذا الجواب يفيدك في مواضع كثيرة في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي جاء فيها افعل التفضيل سواء فيما بفضائل الاعمال او في مراتب السيئات او فيما يتعلق بالعذاب يوم القيامة فان من كلام العرب انهم يطلقون افعل التفضيل والمعنى مقدر فيه ماذا؟ منه فهو ومن اشد الناس او من افضل الاعمال او من كذا. وهذا له شواهد في لغة العرب كثيرة المقصود ان هذا الحديث يدلك على تحريم التصوير ويدلك ايضا على ان من التصوير الممنوع ما لا ظل له وهذه مسألة ينبغي التنبه لها. فان التصوير قد يكون تصويرا لشيء له ظل بمعنى ان يكون على هيئة التمثال ينصب هذا آآ تنصب هذه الصورة على هيئة التمثال يصور الانسان آآ انسانا او حيوانا فيكون على هيئة تمثال او على هيئة صنم او ما شاكل ذلك ولا شك ان فهذا محرم باجماع العلماء لا شك ان الصور التي تنصب او التي لها ظل هذه محرمة باجماع العلماء. النوع الثاني الصور المنسوجة او المرقومة او التي صنعت باليد او التي لونت باليد كالتي تكتب او ترقم على الاوراق او على الاقمشة او على الحيطان وما شاكل ذلك فهذه الصور لا شك انها محرمة في قول جماهير اهل العلم وذهب قلة من اهل العلم الى ان هذا النوع من الصور ليس بمحرم انما الذي يحرم هو ما كان على هيئة التماثيل يعني المنصوبة التي لها ظل. ولا شك ان هذا القول قول غير صحيح واصحابه محجوجون بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فبين ايدينا هذا الحديث الذي انكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم سورة كانت منسوجة ومنقوشة في قماش فلم تكن يا هيئة ماذا على هيئة التماثيل فدل هذا على ان الصورة التي لا ظل لها داخلة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم. ويدل هذا ايضا ما ثبت من حديث ابي هريرة الذي سبق معنا قبل قليل فان ابا هريرة رضي الله عنه انكر فيما يظهر والله تعالى اعلم سورة كانت ترسم على الحائط. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم انكر بيده وبلسانه الصور التي كانت مرسومة على جدار الكعبة من الداخل. وقد اخرج الطيالسي من حديث اسامة رضي الله عنه انه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة امر عليه الصلاة والسلام بدلو ماء فجئته به فمحى به الصور التي كانت على جدار الكعبة. وقال قاتل الله قوما ما لا يخلقون. قال الحافظ رحمه الله اسناده جيد. فهذه الاحاديث وايضا غيرها يدل على ان ما لا ظل له من الصور التي ترسم باليد داخلة في حكم التصوير الممنوع. قد يكون قائل فماذا انت مجيب عن قوله صلى الله عليه وسلم الا رقما في ثوب فان هذا قد يفهم منه اباحة الصور التي تكون منسوجة او لا ظل لها والجواب عن هذا ان يقال ان احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يجمع بينها وان يؤلف بينها لا ان يضرب بعضها ببعض هذا اولا. وثانيا هذا الحديث لم يأتي في سياق الادلة التي دلت على تحريم التصوير ليس سياق الحديث في تحريم تصوير تنبه الى هذا الملحظ فانه مهم. انما جاء هذا في سياق بيان آآ ان الملائكة ان لا تدخلوا بيتا فيه صورة فالحديث كما عند الشيخين في صحيحيهما قال صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا الملائكة بيتا فيه صورة الا رقما في ثوب فالحديث ليس في التصوير لكنه في استعمال التصوير يعني في وجود صورة تمنع دخولها الملائكة البيوت هذا امر ينبغي ان يلاحظ. نأتي ثانيا ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم الا رقما في ثوب في ضوء الاحاديث الاخرى وبالجمع بين الاحاديث يتضح لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان تناقض احاديثه فحديث عائشة رضي الله عنها صريح في منع التصوير الذي ليس له ظل او الذي كان منسوجا في اه اه ما كان منسوجا في اه قماش فدل هذا على انه ممنوع اما هذا الحديث الذي بين ايدينا والذي اورد من اورد على تحريم تصوير آآ ما كان باليد او ورد هذا الحديث فالجواب عنه يخرج على احد وجهين اما ان يقال ان المراد بذلك الصور المهانة التي تداس فلا قيمة لها. فمثل هذه لا يمنع استعمالها ولا تمنع دخول الملائكة ليس هذا اباحة لتصويرها لكن ما كان منها من هذا القبيل فلا مانع من استعماله ولا يكون من دخول الملائكة هذا اولا وثانيا ان يقال ان قوله صلى الله عليه وسلم الا رقما في ثوب. يعني الصورة التي ليست من ذوات الارواح ما كان من الصور وهذا كان معروفا وموجودا عند العرب انهم كانوا يصورون على الاقمشة صور الاشجار فان هذا ليس بممنوع استثناه النبي صلى الله عليه وسلم فالملائكة لا تمتنع من دخول بيت فيه ليست لذوات الارواح هذا نقوله للجمع بين الادلة لا نضرب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض اذا الخلاصة التي نخلص اه منها هي ان المحرمة من الصور ما كان مجسما او ما كان مرسوما باليد على ورق او حائط او قماش او ما شاكل ذلك. نأتي الان الى نوع ثالث وعرف في هذا العصر الحديث وهو الصور الالية او الصور التي تكون بالة الكاميرا او ما يسمى بالصور الفوتوغرافية؟ هذه الصور وقع فيها خلاف بين العلماء المعاصرين لم تكن بالتأكيد معلومة عند القدماء انما هي من اه الامور التي احدثت في هذا العصر فهل تلحق بالصور التي تصنع باليد او التي تنقش وتلون باليد او يكون لها حكم اخر اختلف العلماء المعاصرون في هذه الى قولين والاقرب عندي والله تعالى اعلم ان هذه تسمى صور فتكون داخلة في عموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لا شك ان الخلافة الحاصلة فيها يجعل اه انكار يختلف عن انكار ما اتفق عليه او ما جاء النص الواضح في تحريمه. واني انصحك يا رعاك الله. ان تدع هذه الصور اللهم الا ما دعت اليه الضرورة او الحاجة فان الحاجة قد تدعو الى ان يتصور الانسان لبطاقة او لرخصة قيادة او لجواز سفر او ما شاكل ذلك او لبعض الدواعي الامنية فان مثل هذا الامر لا شك ان قاعدة رفع الحرج في الشريعة تدل على انه امر مباح ان شاء الله في حق من اضطر الى ذلك او كان محتاجا اليه والقاعدة عند الفقهاء الفقهاء ان الحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة. اما ما عدا ذلك فالنصيحة لك يرعاك الله الا تتصور لا مع سهولة التصوير في هذه السنوات المتأخرة من خلال هذه الكاميرات الموجودة في الجوالات اقول نبيك صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك الى ما يريبك. وخير دينك وخير دينك يرعاك الله الورع لا يعدلها شيء ولو لم تتصور هذه الصور التي يدعونها للذكرى وما شاكل ذلك فالله عز وجل لن يحاسبك يوم القيامة لكن لو تصورتها فربما والله تعالى اعلم الامر علمه عند الله عز وجل ربما تحاسب وربما تسأل عن ذلك فعليك بان تسلك مسلك الورع وتدع هذه التصاوير ما امكنك الى ذلك سبيلا اعلم ان الامر في هذا العصر اصبح مشكلا جدا واصبحت هذه الصور تلاحق الانسان شاء ام ابى في كل مكان يذهب اليه لكن عليه ان يدفع عن نفسه ما فيه شبهة ما استطاع الى ذلك سبيلا والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم هذا من الاحاديث الدالة على وعيد المصورين فان الله جل وعلا يجعل لكل صورة صورها هذا الانسان نفسا يجعل الله عز وجل فيها روحا فتكون سببا لتعذيبه يعذب بها بكيفية الله تعالى اعلم بها. وهذا الحديث مما استدلوا به على ان الممنوع من التصوير هو للشيء الذي فيه روح. اما ما نوره اما ما لا روح فيه فلا بأس بتصويره. وذلك ان هذا الحديث يدل على ان ان الممنوع تصوير ما يمكن ان يكون فيه نفس يعني ما يمكن ان يكون فيه روح كذلك الحديث الذي مر معنا وهو انه يؤمر بنفخ الروح فيما صور وليس بنافخ هذا انما ما يتأتى في الصورة التي هي في اصلها ماذا؟ كان فيها كان فيها روح وبالتالي ما لا روح فيه جاز تصويره وهذا هو الذي عليه جماهير اهل العلم. وذهب قلة من اهل العلم الى تحريم تصوير كل ما خلق الله عز وجل فيحرم تصوير الانسان ويحرم تصوير الحيوان ويحرم تصوير الشجر والجبال والبحر وما الى ذلك وهذا وجه ذكره بعض الشافعية لكنه غير صحيح. ويدل عليه ما جاء عند الترمذي وابي داوود من ان جبريل عليه السلام جاء الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فامتنع من الدخول ثم بين للنبي صلى الله عليه وسلم علة ذلك. فاولا كان عند الباب تمثال. وثانيا كان على الستر نقشوا صور وثالثا كان ثمة كلب في البيت. فامتنع النبي فامتنع جبريل عليه السلام من ذلك. ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم مر بالتمثال فليقطع رأسه حتى يكون كهيئة الشجرة. لاحظ ان اخبار جبريل عليه السلام بانه لما اصبح التمثال كهيئة الشجرة فان هذا اخرجه عن كونه صورة دل هذا على ان الصورة الممنوعة ما كان فيه ما كان فيه روح. ويدل على هذا ايضا ما ثبت عند البخاري من ان رجلا جاء الى ابن عباس رضي الله عنهما فقال اني رجل اعمل بيدي واصنع هذه التصاوير. فقال له الا احدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة جعل الله له جعل الله لها نفسا يعذب به حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ابدا. واذا بالرجل ربى واصفر وجهه فقال له ويحك فان ابيت فعليك بهذا الشجر قل لي ما لا روح فيه. كل لي ما لا روح فيه. هذا بدل عن قوله فعليك بهذا الشجر. فدل هذا على ان تصوير ما لا روح فيه امر جائز لا مانع منه. وذهب مجاهد رحمه الله الى ان الممنوع من التصوير هو تصوير ما فيه روح او الشجر الذي له ثمر التصوير الممنوع عند مجاهد رحمه الله تصوير ما له روح كانسان وبهيمة وبقية الحيوانات او الشجر المثمر. اما الشجر الذي لا ثمر له فانه يجوز تصويره عنده رحمه الله. وكأنه نزع في هذا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكر بعض الشراح في توجيه قوله الى قوله سبحانه وتعالى في الحديث قدسي الذي مر بنا قبل قليل قال فليخلقوا ذرة او فليخلقوا حبة او فليخلقوا شعيرة كأنه يقول رحمه الله الذرة دليل على تحريم ما له روح والحبة والشعيرة دليل على تحريم الشجر الذي له الذي له ثمر. وهذا القول لا اعلم احدا سبقه اليه ولا اعلم احدا تابعه عليه ولا شك ان هذا غير صحيح كما تدل على هذا الاحاديث التي ذكرتها لك قبل قليل والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وله ما عنه رضي الله عنه مرفوعا من صور صورة في الدنيا كلف كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ هذا ايضا يدل كما اسلفت لك يدل على ان المحرم من الصور هو الصور التي لها روح دون ما ليس له روح لان هذا الحديث انما تنزلوا على هذا الجنس والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولمسلم عن ابي الهياج عن ابي الهياج رحمه الله تعالى انه قال قال لي علي رضي الله عنه الا على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تضع الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته هذا الحديث الاخير في هذا الباب وفيه ان علي رضي الله عنه قال لابي الهياج وهو حيان بن حصين الاسدي الكوفي احد التابعين رحمه الله قال الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا طمستها. الطمس هو المحو والازالة. هذا امر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه وهذا من الاوامر التي ينبغي ان يعتني اهل التوحيد بها على اهل التوحيد ان يعتنوا بهذا الامر العظيم من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيحرص على طمس الصور عند الامكان والاستطاعة البلية بهذا الامر قد عظمت فينبغي على الانسان ان يحرص على عدم ادخال هذه الصور الى بيته او عدم نصبها في بيته فكثير من بيوت المسلمين مع الاسف الشديد اذا دخلتها وجدت فيها تلك التماثيل تمثال لطائر او تمثال او تمثار لزرافة ينصبه في مجالسه هنا وهناك وهو فرحان وجذلان ويظن انه قد اتى بامر حسن او تجد تلك التصاوير المعلقة على الحيطان وهي من الاسباب التي تمنع دخول الملائكة هذا البيت ولا شك ان دخول الملائكة البيوت يصحبه دخول الخير والرحمة ويسأل كثير من الناس عن سبب وقوع المشكلات في البيوت ما فيها من ضيق للصدور او خلافات او ما شاكل ذلك وربما غفل كثير من الناس عن هذا السبب وهو ان هذه البيوت قد اصبحت مأوى للشياطين لا قل هو الملائكة بسبب هذه الصور الذي ينبغي ان تكون بيوت المسلمين بيوتا طيبة مستقيمة على شرع الله سبحانه وتعالى ومن ذلك ان تبعد عنها هذه الصور ولا تبقى فيها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريص على ذلك بوب الامام البخاري رحمه الله في صحيحه باب نقض الصور ثم اورد ان النبي اورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يكن يدع شيئا في بيته فيه تصاليب الا نقبه الشيء الذي على هيئة الصليب وذكر الشراح رحمهم الله ان ايراد هذا الحديث تحت هذا الباب يدل على ان صور ذات الارواح لها هذا الحكم. فان وجود الصليب من اسباب عبادته كما يفعل النصارى وكذلك الصور من اسباب وقوع الشرك فلها هذا الحكم وهذا من فقه البخاري رحمه الله وجاءت رواية انه لم يكن يدع شيئا من التصاوير الا نقضه. لكن رواية الاكثر لم يكن يدع شيئا من شيئا فيه تصاليب الا نقضه. هذا كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بيده. وهذا مما كان يأمر به عليه الصلاة والسلام. اذا مهما استطاع الانسان فعليه ان يأتمر بامر النبي صلى الله عليه وسلم. الامر الثاني قال ولا تدعوا قبرا مشرفا الا سويته. القبر المشرف يعني القبر العالي الذي ارتفع ترابه زيادة عما به الشريعة فالشريعة اذنت برفع القبر عن مستوى الارض رفعا يسيرا شبرا او نحوه حتى يتميز انه قبر فلا يوطأ ولا يقعد عليه وبالتالي فان رفع هذه القبور عن هذا المستوى المعتاد امر محرم في الشريعة امر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى ذلك بتسوية القبور ومعنى تسوية القبور هنا معنى قوله الا سويته يعني جعلته مساويا للقبور المأذون بها في الشريعة. المأذون به في الشريعة ان تكون القبور مرتفعة ارتفاعا يسيرا. وان تكون مسلمة كما جاءت بهذا الاحاديث العدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولاحظ يا رعاك الله انه اذا كان مجرد ارتفاع تراب القبر زيادة عن المعتاد المعروف في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل المسلمين امرا محرما واجب الانكار فكيف بالبناء على القبور؟ كيف بجعل هذه القبور مرتفعة موضوعا عليها اللبن او الحجارة او الرخام او ربما نصب عليها قبة وما شاكل ذلك لا شك ان هذا منكر اشد واجب الانكار على من استطاع انكار ذلك. اسأل الله جل وعلا ان يعينني واياكم على امتثال اوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه الله وما نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان