بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب لا يستشعر بالله على خلقه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الباب عقده المؤلف رحمه الله للدلالة على عدم جواز ان يستشفع بالله على احد من خلقه والخلق هنا في هذا السياق بمعنى المخلوق وهذا وارد بجملة من النصوص منها قول الله تعالى هذا خلق الله يعني هذا مخلوقه سبحانه وتعالى في سياق اخر قد يفرقون بين الخلق والمخلوق فالخلق فعل الله تعالى القائم به واما المخلوق فانه المفعول المنفصل عن الله سبحانه وتعالى مراد المؤلف رحمه الله التنبيه على انه لا يجوز ان يجعل العبد ربه والهه سبحانه وتعالى شفيعا له عند احد من الخلق لا يستشفع بالله على احد من خلقه وذلك ان شأن الله تبارك وتعالى اعظم الله سبحانه لا يجوز ان يكون شفيعا للمرء عند احد من الخلق وعلة ذلك سيأتي الكلام عنها قريبا ان شاء الله وهذا الباب اورد فيه المؤلف رحمه الله حديثا واحدا هو حديث جبير ابن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث خرجه ابو داود في سننه والامام احمد في الرد على الجهمية والبخاري في التاريخ وغيرهم ممن خرج هذا الحديث وفيه بحث طويل من جهة اسناده فان طائفة من اهل العلم ظعفت هذا الحديث وقد اه استغربه ابن كثير رحمه الله في تفسيره وكذلك فعل الذهبي في كتابه العلو وان كان قد قال في كتابه العرش خرجه ابو داوود باسناد حسن عنده كذلك الف ابن عساكر رسالة في تضعيف هذا الحديث وهو الا هذا الحديث بعلتين الاولى ان في الاسناد ابن اسحاق وهو مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث والعلة الاخرى ان الحديث جاء من رواية جبير ابن محمد ابن جبير ابن مطعم ابن عدي عن ابيه عن جده وبجبير هذا فيه كلام وقد وصفه الحافظ رحمه الله في التقريب بانه مقبول ولم يتابع على هذا الحديث طائفة اخرى من اهل العلم قوة هذا الحديث ومنهم ابن منده فانه قد صححه وكذلك قال فيه ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصوائق خرجه ابو داوود باسناد حسن عنده وكذلك فعل الذهبي في كتابه العرش وكذلك قال نونيته اعني ابن القيم واذكر حديثا لابن اسحاق الرضا ذاك الصدوق الحافظ الرباني ثم اورد عدة ابيات في بيان معنى الحديث ثم قال لله ما لقي ابن اسحاق من الجهمي اذ يرميه بالعدوان وانتقد ابن القيم رحمه الله من ضعف هذا الحديث وانتصر لتقويته كما في مختصر السنن وكذلك فعل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه مال الى تقويته كما في مجموع الفتاوى وانتقد في بيان تلبيس الجهمية في المجلد الثالث انتقد من ضعف هذا الحديث ومهما يكن من شيء فالحديث ان سلم بضعفه فان معناه صحيح لا شك فيه قال شيخنا ابن باز رحمه الله الحديث فيه بعض الضعف الا ان معناه صحيح وهذا حق فان معنى هذا الحديث صحيح لا شك فيه بل ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية انه ما في هذا الحديث من شيء الا وله شاهد ما في هذا الحديث من شيء يعني لم يدل على معنى الا وله شاهد يدل عليه من غير هذا الحديث و هذا الحديث اختصره المؤلف رحمه الله بمعناه فهو لم يلتزم بمعنى اه لم يلتزم بنص ما ورد ابو داوود في سننه كما انه اختصر اخره كما سيأتي التنبيه عليه ان شاء الله والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن جبير ابن مطلب رضي الله عنه انه قال جبير بن مطعم هو القرشي من اشراف قريش اسلم عام الفتح رضي الله عنه وارضاه. نعم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه انه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الانفس وجاع العيال وهلكت الاموال انتهكت الانفس يعني ضعفت وهزلت والسبب قلة الامطار والاموال اصابها ما اصابها من الهلاك والعيال اصابهم ما اصابهم من الجوع فقدم هذه المقدمة بين يدي طلبه وهذا يدلك على ان من المستحسن ان يقدم الانسان بين يدي طلبه ما يعطف قلب المسؤول الى الجواب فهو قدم هذه المقدمة حتى يلين قلب النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه الى سؤله. نعم اسس لنا ربك قال فاستسقي لنا ربك. استسقي يعني اطلب السقيا من الله فهو يريد ان يدعو الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بانزال المطر ولا شك ان هذا من الامر الذي وقع متعددا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يستسقون به عليه الصلاة والسلام وذلك رجاء بركة واجابة دعائه عليه الصلاة والسلام ومعلوم تلك القصة المشهورة التي خرجها البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه حينما دخل رجل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة اخبره ان الاموال قد هلكت وان اه العيال قد جاعوا فادعوا الله ان يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا فاخبر رضي الله عنه انهم سقوا الى الجمعة الثانية حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال من هذا الرجل او من غيره ان يصرف هذا المطر عنهم والحديث مشهور عندكم وقد اخرج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ربما تذكرت قول الشاعر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل من منبره حتى يجيش كل منبر وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمان اليتامى عصمة للارامل وهذا من شعر ابي طالب المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اصحابه يستسقون به في حياته. يعني يسألونه ويطلبونه ان يدعو الله عز وجل اهلهم بانزال المطر واما بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فما كانوا يفعلون ذلك انما كانوا يطلبون من الصالحين ولا سيما من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل عمر رضي الله عنه اذ في البخاري ان عمر رضي الله عنه قال اللهم انا كنا نستسقي اللهم انا كنا نتوسل اليك برسولك وانا نتوسل اليك بعم رسولك يعني بالعباس فما كان من العباس رضي الله عنه الا ان دعا الله تبارك وتعالى لهم وكذلك فعل معاوية رضي الله عنه مع يزيد ابن الاسود فانه استسقى به وكان رجلا صالحا والمقصود ان الاستسقاء بالصالحين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم امر مشروع دأب عليه السلف الصالح اما الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فلا شك ان هذا امر ممنوع وبدعة محدثة لا تجوز ويدل على ذلك اجماع الصحابة رضي الله عنهم عن الاعراض عن هذا الامر مع وجود المقتضي اليه فانه لو كان هذا الامر جائزا لما عدل عمر رضي الله عنه ومعه السابقون من المهاجرين والانصار وبقية الصحابة ما عدلوا عن الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم. او الاتيان الى قبره وهو بين ظهرانيهم. فيسألونه وهو في قبره عليه الصلاة والسلام هذا السؤال او غيره انما عدلوا عن ذلك الى ان استسقوا بالعباس بدعائه وذلك لصلاحه رضي الله عنه اضافة الى قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب والله تعالى اعلم نعم اسس لنا ربك فانا نستشفع بالله عليك فانا نستشفع بالله عليك وبك على الله هذه الجملة فيها امران احدهما صحيح لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم والاخر انكره النبي صلى الله عليه وسلم فاما الاستشفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم على ربه فان هذا لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك انهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون شفيعا لهم عند الله بدعائه وسؤاله وليس بذاته كانوا يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لا بالذات ويدل على هذا يعني ان الاستشفاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وانتبه الى هذه القاعدة الاستشفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم او بغيره في كلام النبي صلى الله عليه وسلم او في كلام الصحابة انما هو استشفاع بالدعاء والسؤال لا بالذات يدل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر الاستشفاء بالله على النبي صلى الله عليه وسلم لو كان الامر انه يطلب من المخلوق بالله عز وجل ان يجيب وهذا معنى الاستشفاع بالله على المخلوق لكان هذا امرا جائزا لا حرج فيه لكن الاستشفاء يتضمن السؤال والطلب ولاجل هذا انكره النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي. فالله تبارك وتعالى لا يسأل المخلوق فدل هذا على ان الاستشفاء يتضمن ماذا السؤال والطلب. فمعنى قولهم نستشفع بك على الله يعني بالسؤال بالدعاء بالطلب وليس وليس بذات النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة الجملة التي بعدها وانكار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اذا كون ذاك الاعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يستسقي لهم يذكر سببا يجعل النبي صلى الله عليه وسلم يجيبه الى سؤله وهو انه يستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم على ربه بمعنى انه يطلب ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم شفيعا عند الله عز وجل فيدعو لهم حتى يجيبهم الله عز وجل الى هذا هذا امر ما انكره النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا جائز لا اشكال فيه. وكم جاء في الاحاديث من سؤال الصحابة الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم كثير من الاحاديث جاء فيها انهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم او الدعاء على او الدعاء لي من ذرياتهم كما فعلت ام انس رضي الله عنها وكما فعل آآ الصحابة رضي الله عنهم حينما كانوا يأتون باولادهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدعو لهم ويبارك عليهم. المقصود ان هذا القدر قدر لا احد ولو انكره احد فلا شك انه يكون قد ضل ضلالا بعيدا. سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الله عز وجل للمسئول او ولغيره ان يدعو الله عز وجل للسائل او لغيره هذا قدر لا يجوز انكاره. المقصود ان هذا القدر لا حرج انما الاشكال في الجملة التي بعدها قال وبك على الله وبك على الله برواية ابي داوود في الاصل يعني في السنن التقديم تقديم هذه الجملة على تلك مع انها مروية ايضا بالمعنى واظن انني نبهت ان شيخ الاسلام رحمه الله في تأليفه لهذا الكتاب ربما كان آآ قد كتبه من حفظه ولذلك توجد اختلافات بين آآ المصدر الذي خرج الحديث وبينما اورد المؤلف رحمه الله كثيرا في هذا الكتاب او ان المؤلف رحمه الله كان ينقل بالواسطة والواسطة كانت تكتب الحديث المعنى والامر على كل حال يسير نأتي الان الى الجملة الثانية وهي انهم آآ ان هذا الاعرابي استشفع بالله على النبي صلى الله عليه وسلم انه يجعل الله عز وجل شفيعا له عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرضى وحتى يجيبه الى به وهذا القدر انكره النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان شأن الله عز وجل اعظم. لا شك ولا ريب. ان الله تبارك وتعالى لا يجوز ان يجعله الانسان وسيلة له عند غيره فيشفع له عند غيره وسبب هذا المنع راجع الى امور اولا ما قدمت لك من ان الشفاعة تتضمن السؤال والطلب وذلك ان حقيقة الشفاعة ان الشافع يسأل المشفوع اليه ان ينفع او يلبي حاجة المشفوع له وبالتالي فيكون الله عز وجل ها هنا ماذا سائلا ولا يجوز ان يعتقد هذا. فالله عز وجل هو المسؤول الله عز وجل هو الذي يدعى الله عز وجل هو الذي يطلب. الله عز وجل هو الذي تصمد اليه الخلائق في حوائجها فكيف يجوز ان يقال ان الله تبارك وتعالى يسأل المخلوق حاجة لمخلوق اخر لا شك ان هذا منكر من القول لا يجوز الامر الثاني ان حقيقة الشفاعة انضمام الشافعي الى المشفوع له. بعد ان كان صاحب الحاجة واحدا فردا اصبحا شفعا فشفع كل واحد منهما الاخر ولا شك ان الله عز وجل لا يشفع احدا ولا يشفعه احد بل هو الواحد الاحد سبحانه وتعالى والامر الثالث ان الغالب ان تكون منزلة الشافعي دون منزلة المشفوع عنده الغالب ان تكون منزلة الشافعي دون منزلة المشفوع عنده ولا شك ان الله تبارك وتعالى هو العلي له علو القدر وله علو المنزلة. كما ان له علو الذات سبحانه وتعالى. الله تبارك وتعالى ملك الملوك قيوم السماوات والاراضين الله جل وعلا هو الذي يجير ولا يجار عليه كل من في السماوات والارض عبد ذليل لله عز وجل فكيف يجعل الله سبحانه وتعالى شافعا عند غيره المعتاد ان يكون الشافع دون المشفوع له يشفع الوزير عند السلطان فايهما اعلى منزلة المشفوع عنده او او الشافع لا شك ان المشفوع عنده وهذا لا وهذا ما لا يجوز ان يكون وامر رابع وهو ان الشفاعة قد تقتضي شيئا من التذلل من الشافع عند المشفوع له وهذا ايضا ما لا يجوز ان يعتقد في حق الله تبارك وتعالى وامر خامس وهو ان الشأن في الشفاعة ان تكون الحاجة بيد المشفوع عنده او بيد الشفيع من الذي يملك قضاء الحاجة المشفوع عنده وليس الشفيع والا فلو كان الامر بيد الشفيع ما احتاج الى الشفاعة اليس كذلك وكيف يجوز ان تكون الحاجة مدبرة وبيد غير الله تبارك وتعالى. وهو الذي بيده ملكوت كل شيء جل وعلا اذا هذه اوجه خمسة تدلك على انه لا يجوز بحال ان يجعل الله تبارك وتعالى شافعا للمخلوق عند غيره وهذا ما يقع فيه بعض الناس الذين لم يقدروا الله حق قدره والذين عظموا غيره كتعظيمه او اشد كما حكى شيخ الاسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى في المجلد الاول عن بعض الشفع عن بعض الشعراء وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيقول شفيعي اليك الله لا رب غيره وليس الى رد الشفيع سبيله. يعني هو يجعل الله تبارك وتعالى شفيعه. فجمع ضعفا الى ابالة جعل سؤاله وحاجته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا الى الله وزيادة على ذلك جعل الله شفيعا له الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان هذا منكر من القول وزور مال مبين قد يقول قائل وماذا عن سؤال الله عز وجل عفوا ماذا عن سؤال المخلوق بالله عز وجل مر معنا انه لا حرج في ان يسأل العبد المخلوق بالله تبارك وتعالى اذا كان المقام يناسب هذا السؤال الجليل. اليس كذلك فهل يرد على هذا ما ذكرناه في مسألة الاستشفاء بالله عز وجل على المخلوق؟ الجواب لا ما ذكرناه من هذه اللوازم الفاسدة في شأن الاستشفاع بالله على المخلوق لا يلزم منها شيء في شأن ماذا سؤال المخلوق بالله عز وجل ثم حقيقة سؤال المخلوق بالله هو تذكيره بان لله عز وجل حقا عظيما عليك يا ايها المسؤول. ولاجل هذا انا اسألك الاله العظيم الذي له عليك هذا الحق ان تجيبني الى سؤلي. وبالتالي كان هذا امرا لا حرج فيه ولا يلزمه شيء من تلك اللوازم لا يلزم من سؤال المخلوق بالله تبارك وتعالى ان يكون الله ماذا سائلا او ان تكون منزلته دون منزلة المسؤول الى غير ذلك مما ذكرناه في مسألة الشفاعة فافترق فافترق الامران والله تعالى اعلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم حينها سبحان الله سبحان الله سبحان اسم مصدر منصوب على انه مفعول مطلق والعرب ما نطقت بهذه الكلمة غالبا الا منصوبة مضافة الا ماذا منصوبة مضافة والتقدير اسبح الله سبحانا ما ذكر المصدر هنا المصدر هنا التسبيح لكن ذكر اسمه المصدر والمعنى انزه الله تبارك وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم دلت احاديثه كثيرة انه كان اذا استعظم شيئا سواء كان محبوبا او مبغوضا سبح او كبر اعيد كان من هديه عليه الصلاة والسلام انه اذا استعظم شيئا سواء كان محبوبا او مبغوضا فانه كان ماذا يسبح او يكبر تذكرون ما مر بنا في الابواب الاولى من هذا الكتاب من الدليل على هذا الامر احسنت حديث ذات انواط فان النبي صلى الله عليه وسلم في رواية الترمذي قال سبحان الله قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو اسرائيل لموسى الى اخره. وفي رواية الامام احمد قال الله اكبر. وهذا له شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما لما انفلت ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه لم يكن متوضئا ولم يكن يريد ان يسلم على النبي صلى الله يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على غير وضوء ثم توضأ ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله ان المؤمن لا ينجس كذلك مثلا ما ثبت في الصحيحين من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن احد الاشخاص ممن كان يقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه من اهل النار ثم لما نظروا في حاله بعد ان جرح واذا به قد قتل نفسه فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال الله اكبر هذا امر استعظمه وهو امر محبوب الى النبي صلى الله عليه وسلم لان فيه دلالة على صدقه قال الله اكبر اشهد اني عبد الله ورسوله اشهد اني عبد الله ورسوله. والشواهد على كل حال كثيرة. اذا مما يشرع للمسلم اذا استعظم شيئا ان يسبح او يكبر سواء كان هذا الامر الذي استعظمه امرا محبوبا اليه او كان امرا مبغوضا اليه. نعم الله اليكم قال رحمه الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه. فماذا فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه انظر الى حب اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهم كيف كانوا يحبونه وكيف كانوا يجلونه وكيف كانوا يتأثرون بما يتأثر به عليه الصلاة والسلام. النبي صلى الله عليه وسلم تأثر واستعظم من هذا الكلام الذي قاله هذا الاعرابي فكان التأثير باديا لائحا على وجوه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا دليل على عظيم محبتهم واجلالهم له عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما اتى ابو بكر رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم باللبن الذي وضع فيه شيئا من الماء قدمه الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اشرب يا رسول الله لاحظ هذه النكتة في كلام ابي بكر رضي الله عنه قال فشرب صلى الله عليه وسلم حتى رضيت قال شرب حتى رضيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب وابو بكر يرضى هكذا تكون المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم تأثر من هذه المقالة حتى ان اصحابه رضي الله عنهم تأثروا من تأثره صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم نعم ثم قال ويحك اتدري ما الله؟ قال ويحك كلمة ويح كلمة توجع وتتضمن ايضا احيانا معنى التحذير فكأنه وقع في خطأ يستحق ان يتوجع له المتوجع. قال ويحك وهذا يدلك على ان المقالة الفاسدة وان الخطأ يرد من حيث كونه خطأ بغض النظر عن قصدي القائل او الفاعل فنحن لا نشك ان قصد هذا الاعرابي كان قصدا حسنا ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعه ذلك من ان يرد هذه المقالة الخاطئة. نعم ان شأن الله اعظم من ذلك انه لا يستشرع بالله على احد. وذكر الحديث. رواه ابو داوود. قال انه لا يستشفع بالله على احد مم في رواية ابي داوود من خلقه فيها هذه الزيادة لا يستشفع بالله على احد من خلقه والسبب وفي ذلك ان هذا يتنافى وتعظيم الله تبارك وتعالى فالفائدة التي نستفيدها من هذا الحديث وجوب تعظيم الله تبارك وتعالى ووجوب ترك كل لفظ يتنافى وهذا التعظيم او يهضم جناب ربوبية الله تبارك وتعالى الموحد الذي يروم تحقيق توحيده كما كررنا مرارا وكما نصحنا وبين لنا المؤلف رحمة الله تعالى عليه يجب عليه ان يراعي هذا المقام وهو تعظيم الله تبارك وتعالى ومراعاة كلامه فلا يقع في شيء يتنافى وكمال التوحيد الواجب. ومن ذلك انه يجعل الله تبارك وتعالى شفيعا له عند احد من المخلوقين. والعلة في ذلك قد انتهى وتتمة الحديث عند ابي داوود هي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويحك ان شأن الله اعظم ان عرشه فوق سماواته هكذا واشار واشار باصابعه عليه الصلاة والسلام على هيئة القبة. يعني ان العرش مقبب هذه هيئته وهذا ما دل عليه ادلة اخرى في الصحيحين وغيره في الصحيحين وغيرهما. قال ان عرشه وفوق سماواته هكذا وقال بيده هكذا كهيئة القبة وانه ليئط به عطيف الرحل الراكب ذكر ابو داوود رواية اخرى عن محمد ابن بشار انه قال في حديثه والله فوق عرشه والعرش فوق سماواته. وهذا القدر ايضا مما تواترت به الادلة من الكتاب والسنة ان الله تبارك وتعالى فوق خلقه مستو على عرشه وهذا المعنى قد دلت عليه انواع من الدلائل في ادلة لا تكاد ان تحصى الا بصعوبة بالغة يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان. اسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم نافع والعمل الصالح هو الاخلاص في القول والعمل. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله واصحابه واتباعه باحسان