بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الباب قد عقده المؤلف رحمه الله للكلام عن حكم التسمي بقاضي القضاة ونحو هذه التسمية مما سيأتي التمثيل عليه ان شاء الله والمؤلف رحمه الله لم يرد دليلا على حكم هذه التسمية على وجه الخصوص انما اورد دليلا يدل على منع التسمية بملك الاملاك وجه ايراده لهذا الدليل هو ان هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقاس على الحكم الذي ورد فيه وهو المنع من التسمية بملك الاملاك يقاس عليه ما يدور في فلك هذه التسمية مما فيه غاية التعاظم ومما فيه كذب وكبر ومنه التسمية بقاضي القضاة قال ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود ان هذا محض القياس يعني ان هذا قياس صحيح وكلامه رحمه الله وقياس المؤلف رحمه الله قياس صحيح لا شك فيه المقصود ان من كما لتحقيق التوحيد البعد عن التسميات التي فيها تمام الكمال وكمال التعظيم وفيها من التعالي والتعاظم والتكبر ما فيها فهذا التسمي فيه مشاركة لله سبحانه وتعالى فيما يختص به فكان ذلك امرا ممنوع في الشريعة وكان ترك ذلك من تحقيق التوحيد الواجب والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ان اخنع اسم عند الله عز وجل رجل يسمى ملك الاملاك لا مالك الا الله قال سفيان. نعم هذا الحديث في الصحيح يعني في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث جاء في الصحيحين بروايات وكذلك جاء في غيرهما وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان اخنع اسم عند الله اخنع بمعنى اوضع واذل والخانع هو الذليل الصاغر فاخنعوا واذلوا واحقر اسم عند الله جل وعلا هو ملك الاملاك ومن تسمى بذلك لا شك انه سيكون ذليلا عند الله يعني اذا كان هذا الاسم ذليلا عند الله فمن تسمى به فانه سيكون كذلك عند الله جل وعلا يوم القيامة ولربما عازله الله سبحانه بشيء من ذلك في الدنيا التسمي بملك الاملاك امر دليل اراد صاحبه التعاظم والتعالي والتكبر فعامله الله بنقيض مقصوده فكان دليلا عنده يوم القيامة وربما ناله شيء من اسم هذا الذنب في الدنيا قبل الاخرة اورد ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية في حوادث سنة ثلاثين واربع مئة عند الكلام عن اخر خلفاء بني بني بويه وكان اسمه العزيز وتسمى بملك الاملاك او ملك الملوك قال ابن قال ابن كثير رحمه الله ان بني بويه لما عتوا وتجبروا وتسموا بملك الاملاك يعني تسمى الخليفة منهم بملك الاملاك فان الله سبحانه قطع ملكهم واذلهم بعد عزهم واعطى ملكهم غيرهم فهذه عقوبة لي من تسمى بهذه التسمية التي فيها تعاظم وفيها تكبر على الخلق ان اخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك تسمى يعني سمى نفسه كذلك الحكم اذا سمي فرضي اذا سماه غيره فرضي ويدل عليه رواية مسلم وقد اشار اليها المؤلف رحمه الله رجل كان يسمى ملك الاملاك فهو اذا تسمى وكذلك اذا سمي فرضي فالحكم واحد تسمى ملك الاملاك الاملاك جمع ملك كملوك ملك يجمع على املاك ويجمع على ملوك فهذا تسمى بملك الاملاك والله جل وعلا هو ملك الملوك ومالك الممالك هو الملك الحق سبحانه وتعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم في تمام الحديث لا مالك الا الله ولاحظ ان الحديث في شطره الاول كان فيه لفظ الملك وفي شطره الثاني كان فيه لفظ المالك فالمالك من الملك والملك من الملك والفرق بين الملك والمالك كما قرره ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد ان المالك يتصرف بفعله واما الملك فيتصرف بفعله وامره والله جل وعلا هو الملك وهو المالك تبارك وتعالى بعض اهل العلم ذكر عند رواية مسلم فعند مسلم روايتان لا ملك الا الله ولا ما لك الا الله بعضهم ذكر ان رواية لا ملك الا الله لعلها لا مالك الا الله فتكون طريقة رسمها بوضع الف صغيرة عند اللام اه بعد الميم يعني لا مالك الا الله وهذا وان كان امرا محتملا الا انه لا حاجة اليه فالامران ثابتان لله سبحانه وتعالى فهو الملك وهو المالك جل وعلا وعلى ذلك جاءت القراءتان المتواترتان في سورة الفاتحة ما لك يوم الدين ملك يوم الدين والمقصود ان الملك الحقيقي والملك الحقيقي انما هو لله تبارك وتعالى واما ما سواه من المخلوقين فان الملك والملك في حقهم اضافي ناقص اما الملك والملك الحقيقي الكامل فانه لله جل وعلا فالله له ما في السماوات والارض هو المالك لذلك على الحقيقة كذلك هو الملك على الحقيقة سبحانه وتعالى ولذلك فانه تبارك وتعالى ينادي يوم القيامة لمن الملك اليوم ثم يجيب نفسه قائلا لله الواحد القهار فالله جل وعلا له الملك وهو الذي يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء تبارك وتعالى اذا هذا الذي تسمى بملك الاملاك قد وقع اولا في كذب عظيم وثانيا قد وقع في كبر وتعاظم ليس اهلا له ولا يستحقه وكان بهذا مشاركا لله سبحانه وتعالى فيما يختص به وبالتالي فانه يكون قد وقع في هذا الذنب العظيم وهو انه قد تسمى باخنع واذل واخنى اسم لله تبارك وتعالى والذي يستفاد من هذا الحديث ان كل اسم كان فيه احد امرين الاول ان يكون فيه تعظيم مبالغ فيه او ان يكون او ان يكون الاسم متظمنا تكبرا وتعاليا على الحق على الخلق فان ذلك مما ينهى عنه ويكون محرما شديد التحريم وبالتالي الامر لا يقتصر على هذا الاسم فحسب بل كل ما كان في معناه ويجري مجراه فان له الحكم نفسه ولذلك سيأتي معنا قول سفيان ابن عيينة رحمه الله في حمله هذا الحديث على نحو قولهم شاهان شاه يعني ملك الملوك كذلك قولهم سلطان السلاطين واحكم الحاكمين والله جل وعلا هو احكم الحاكمين ومن ذلك ايضا ما بوب عليه المؤلف رحمه الله وهو قولهم قاضي القضاة واخبث منه قولهم اقضى القضاة فهذان اللفظان القياس الصحيح من هذا الحديث يقتضي المنع من هذه التسمية فلا يجوز ان يسمى احد قاضي القضاة وهذه التسمية قد وقعت في كثير من البلدان وكثير من الازمنة وكانت منتشرة عند البلاد المشرقية اما البلاد المغربية فانها كانت في عافية من هذه التسمية كان يسمى كبير القضاة قاضي الجماعة اما عند المشرقيين فكثر فيهم التسمية بقاضي القضاة ولا شك ان التسمية بقاضي القضاة اسهل واخف من التسمية بملك الملوك او ملك الاملاك لكنها ايظا ممنوعة قياسا على المنع الذي جاء في هذا الحديث لما في ذلك من دلالة هذا الاسم على تعاظم وتكبر لا يليق بالمخلوق فان قاضي القضاة هو الذي يحكم ولا معقب لحكمه والذي يحكم وهو خير الفاصلين. سبحانه وتعالى ولذلك كانت تسمية احد من الناس بهذه التسوية لا شك انها ممنوعة محرمة على الصحيح من كلام اهل العلم والاقوال في التسمية بقاضي القضاة ثلاثة التحريم والكراهة والاباحة والصحيح ان شاء الله القول بالمنع والتحريم وهو اختيار جماعة من اهل العلم وهو الذي اختاره المؤلف كما ترى وبوب عليه هذا الباب اما الذين اباحوا هذه التسمية فانهم استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم واقطاهم علي هذا الحديث عند ابن ماجة وغيره واختلف فيه فبعض اهل العلم حكم عليه بانه صحيح موصول وبعضهم حكى حكم عليه بانه مرسل ضعيف والاقرب والله تعالى اعلم انه صحيح موصول وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحم امتي بامتي ابو بكر واشدهم في دين الله عمر واعظمهم حياء عثمان واقضاهم علي قالوا هذا دليل على جواز التسمية بقاضي القضاة والذي يظهر والله اعلم ان هذا الاستدلال فيه نظر شتان بين اللفظين بين لفظ اقضى القضاة او قاضي القضاة وبين لفظ اقضاهم علي فان لفظ قاضي القضاة فيه عموم وقد مر معنا ان الجمع المحلى بال يفيد العموم فهو قاضي عموم القضاة واما اقضاهم علي فان هذا التفضيل محصور في فئة معينة وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو احسنهم واعلمهم بالقضاء وهذا لا لا اشكال فيه ولا حرج فيه ونستفيد منه ان التفضيل اذا تعلق بفئة معينة او مكان مخصوص فان هذا لا حرج فيه بمعنى اذا قيل فلان قاظي المدينة او قاضي قضاة المدينة. قاضي قضاة المملكة فان هذا لا حرج فيه اذا كان هو رئيس القظاة وكبير القظاة وقيل في حقه انه قاظي قظاة مكة او المدينة فان الذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا حرج في ذلك ولو قيل فيه انه رئيس او كبير القضاة فان هذا ابلغ فان هذا احوط واولى والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال سفيان مثل شاهان شاه سفيان هو ابن عيينة وشاهان شاه لفظ فارسي ومعناه ملك الملوك او سلطان السلاطين وعادة اهل هذه اللغة انهم يقدمون المضاف اليه على المضاف فشاه ملك وشاهان ملوك لكن قدم على عادتهم المضاف اليه كذلك غير هذا اللفظ كمثل لفظ الاخشيد الاخشيد في لغة اهله فرغانة بمعنى ملك الملوك ايضا ومراد سفيان رحمه الله التنبيه على ان المنع لا يختص بهذا اللفظ بل كل ما اتصل به في المعنى ووجد فيه ما وجد في لفظ ملك الاملاك من هذا التعالي والتعاظم والتكبر والكذب فانه يأخذ حكمه ايضا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي رواية اغيظ رجل على الله يوم القيامة واخبثه هذه الرواية عند مسلم اغيظ رجل على الله واخبثه واغيظه على الله يعني عاد لفظ اغيظه ايظا في رواية مسلم. والمؤلف رحمه الله ما ذكر هذا اللفظ عاد فقال واغيظه على الله والالفاظ الواردة في هذا الحديث اذا جمعتها من كتب السنة يتلخص لك منها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا اللفظ انه اخنع لفظ وانه اخبث لفظ وانه اخنى لفظ اخنى يعني افحش كذلك جاء انه اغيظ كذلك جاء انه اكره هذه خمسة الفاظ جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وكلها تتوارد على تأكيد المنع وتشديد التحريم على التسمي بهذا اللفظ ويعجب الانسان من وقوع الخلاف في التسمي بمثل هذه التسمية مع ثبوت هذا الاسم الصريح مع ثبوت هذا الحديث الصحيح الصريح في المنع من ذلك ذكر ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة اه تسعة سنة تسع وعشرين واربعمئة ان احد ملوك بني بويه تسمى ب شاهان شاه الاعظم ملك الملوك وقع اه شيء من الاشكال عند العامة فاستفتي الفقهاء فافتى بعض الفقهاء كما نقل هذا ابن كثير رحمه الله بجواز ذلك وان هذا يمكن ان يحمل على انه ملك ملوك الارض ومثل هذا لا بأس به وذكر ان من اهل العلم من منع ذلك وتشدد فيه ومنهم الماوردي الشافعي رحمه الله ثم عقب على ذلك لانه الصحيح لثبوت الحديث في ذلك والمقصود ان نهي النبي صلى الله عليه وسلم نهي عام ليس فيه تفصيل ليس فيه آآ انه اذا اريد ملك ملوك الارض فانه يجوز على ان هذا اللفظ في نفسه كذب لا يمكن لاحد ان يكون ملكا لا هذا الخليفة ولا لا هذا الملك ولا غيره. ان يكون ملكا لملوك اهل الارض جميعا وينفذ امره في الارض جميعا فالمنع من ذلك هو الصحيح الذي لا شك فيه لثبوت هذا اللفظ آآ لثبوت هذا المنع في حديث النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله قوله اخنع يعني اوضاع يعني اوضع والامام احمد رحمه الله عقب اخراجه هذا الحديث في المسند ذكر انه سأل ابا عمرو الشيباني عن قوله اخنع فقال اوضع نعم قال رحمه الله باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك باب احترام اسماء الله وتغيير آآ الاسم من اجل ذلك هذا باب ثان قريب في الحكمة التي يرمي المؤلف رحمه الله اليها من خلاله من الباب الماظي وهو ضرورة مراعاة الالفاظ والتصون في الاطلاق الذي يوهم الباطل ويوهم ما لا يجوز وربما كان فيه مشاركة لله سبحانه وتعالى فيما يختص به من غاية التعاظم والتعظيم الله جل وعلا هو العظيم والله عز وجل هو المتكبر الذي لا يليق ذلك الا به سبحانه وتعالى احترام اسماء الله يعني تعظيمها وتعظيم اسماء الله من تعظيم الله واذا كان تعظيم اسماء الله يقتضي تغيير الاسماء التي تتنافى وذلك فان تعظيم اسماء الله وتعظيم الله يقتضي الا يسمى بذلك ابتداء الا يسمى باي اسم يتنافى وتعظيم الله او تعظيم اسمائه سبحانه وتعالى لكن ان حصل ووقع فان تعظيم الله عز وجل وتعظيم اسمائه يقتضي تغيير الاسماء لاجل ذلك. يعني لاجل تعظيم اسماء الله وجه المناسبة بين ايراد هذا المؤلف وكتاب التوحيد هو ان تغيير الاسماء لاجل تعظيم ربنا سبحانه وتعالى لا شك ان ذلك من تحقيق التوحيد ومن كمال الادب مع الله سبحانه وتعالى فالله هو العظيم والله هو المستحق للتعظيم وكلامه يجب تعظيمه واسماؤه يجب تعظيمها وهذا من الامر المعلوم من الدين بالضرورة ولا يخالف في ذلك احد من العقلاء انه يجب ان يعظم الله وان يعظم كلامه وان تعظم اسماؤه وصفاته تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي شريح انه كان يكنى ابا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم ايه الحكم؟ فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فقال ما احسن هذا؟ فما لك من قلت شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم؟ قلت شريح؟ قال فانت ابو شريح. رواه ابو داوود وغيره هذا حديث جيد صحيح جود اسناده ابن مفلح وصححه الشيخ الالباني وغيرهما من اهل العلم اخرجه ابو داوود كما قد علمت والنسائي وابن حبان والبخاري في الادب المفرد وغيرهم ممن اخرج هذا الحديث وفيه ان ابا شريح واسمه هانئ ابن يزيد قيل الكندي وقيل الخزاعي وقيل غير ذلك صحابي جليل وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه فسمع النبي صلى الله فسمع النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يكنونه ابي الحكم يقنونه ويكنى افصح من يكنى كانوا يكنونه ابا الحكم فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان الله هو الحكم واليه الحكم وهذا الحديث يدل على ان من اسماء الله جل وعلا الحكم ويدل عليه قوله تعالى افغير الله ابتغي حكم فالحكم من اسماء الله جل وعلا والاصح والله اعلم ان الحكم ابلغ من الحاكم اختلف في الفرق بين اللفظين فقيل ان الحكم هو الذي لا يرد حكمه بخلاف الحاكم وقيل ان الحكم هو الذي يتخصص في الحكم يعني الذي يحكم باستمرار ويقصد بالحكم دائما بخلاف الذي يحكم مرة او مرتين او نحو ذلك فهذا يسمى حاكما. ذكر هذا الراغب في المفردات وقيل ان الحكم هو الذي يحكم بالحق واما الحاكم فهو الذي يحكم فهو الذي يحكم بالحق وبغيره والمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت هذا الاسم لله جل وعلا ان الله هو الحكم واليه الحكم الحكم لله جل وعلا. قال سبحانه ان الحكم الا لله له الحكم واليه ترجعون فالحكم لله العلي الكبير فالحكم لله تبارك وتعالى وحكم الله سبحانه نوعان حكم شرعي وحكم كوني قال ابن القيم رحمه الله في النونية والحكم كوني وشرعي ولا يتلازمان وما هما سيان والحكم شرعي وكوني ولا يتلازمان وما هما سيان. يعني لا تلازم بين ثبوت الحكم الكوني والحكم الشرعي بالتالي قد يجتمع الحكمان وقد يوجد الحكم الكوني دون الشرع وقد يوجد الحكم الشرعي دون الكون وهذا الامر اظن انني قد تكلمت عنه في دروس سابقة المقصود ان الحكم على الحقيقة لله سبحانه وتعالى وهذا ما اثبته النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فلما قال هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما آآ كنيت بابي الحكم وهذا من لفظ الحديث عند ابي داوود والنسائي وغيره ولكن المؤلف رحمه الله اه لم يرد ذلك في هذا الحديث الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن سبب هذا الامر لم كني او لما كني بهذا بهذه الكنية والكنية في اللغة هي ما صدر باب او ام ما صدر باب او ام فان هذا يقال له كنية وهذا مما تميز به العرب عن غيرهم من الامم والكنية الاصل فيها ان يراد التكريم والتمليح اكنيه حين اناديه لاكرمه ولا القبه والسوءة اللقب وقال بعض السلف في قول الله سبحانه وتعالى فقولا له قولا لينا يعني كالنياه يعني اذكر يا موسى ويا هارون له كنيته المقصود ان التقنية من تكريم الانسان ان يكنى سواء كان له ابن او لم يكن له ابن حتى الصغار فانهم آآ آآ لا حرج ولا بأس ان تكون لهم كنية ويمكن للانسان ان يتكنى بابنه ويمكن ان يتكنى بغير ابنه ايضا فهذا ابو بكر وهذا ابو حفص وهذا ابو ذر وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تكنوا بغير اسماء ابنائهم. ويمكن ان يكنى الانسان بشيء يلابسه او يكون له به صلة باي وجه من الوجوه ومن ذلك ابو هريرة ومن ذلك كنية النبي صلى الله عليه وسلم او تكنية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بابي تراب المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن سبب هذه الكنية فقال له السبب وهو ان قومه كانوا اذا اختلفوا رجعوا اليه وكان مرضيا عندهم فيحكم بينهم ويصلح بينهم فيرضى كل فريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا ما هو الذي حسنه النبي صلى الله عليه وسلم اهو الحكم ام الكنية الذي يظهر والله تعالى اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حسن فعله وهو الحكم والاصلاح ودرء الخلاف بين الناس والذي يظهر ايضا ان هذا الذي كان يحكم به ابو شريح رضي الله عنه انما هو حكم الاسلام وان هذا كان منه بعد الاسلام وليس انه كان يحكم باحكام الجاهلية قال الشارح الحفيد الشيخ سليمان رحمه الله بالتيسير لا يظن بان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الحكم باحكام الجاهلية وهذا ظاهر لا لبس فيه بحمد الله المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما احسن هذا ثم سأله ما له من الولد فاجاب بان عنده آآ ابا شريح بان عنده شريحا ومسلما وعبدالله والظاهر والله اعلم انه ليس عنده الا هؤلاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اكبرهم فاجاب بانه شريح فكناه النبي صلى الله عليه وسلم بابي شريح وذلك ان الاكبر هو الاولى بالتكريم الاكبر هو الاولى بالتكريم. وهذا يفاد منه بان الانسان اذا اراد ان يتكنى بابنائه فالاولى ان يقدم الاكبر منهم وان آآ تكنى بغير ذلك جاز والحمد لله وكون النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ابا شريح عن اكبرهم فيه فائدة اصولية لغوية وهي ان الواو لا تقتضي الترتيب لان الواو لو كانت تقتضي الترتيب لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ماذا عن اكبرهم. فلما سأله عن اكبرهم دل هذا على ان الواو لا تقتضي الترتيب والله تعالى اعلم ثم في ختام الحديث كما في بعض روايات الحديث ان ابا شريح لما اهم وكذلك قومه بالرجوع سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم بانه لين الكلام وبذل السلام واطعام الطعام فمن اراد الجنة فعليه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم المقصود ان الحديث دل على ان من احترام اسماء الله جل وعلا تغيير على ان من احترام اسماء الله تغيير الاسماء لاجل هذا الاحترام ولاجل هذا التعظيم وهذا الموضع فيه بعض اشكال ويحتاج الى حل وهو لم النبي صلى الله عليه وسلم غير هذه التسمية قال بعض اهل العلم لان الحكم من اسماء الله ولا يجوز التسمي باسماء الله ومسألة التسمي باسماء الله التحقيق ان فيها تفصيلا فاسماء الله جل وعلا منها ما يجوز التسمي به ومنها ما لا يجوز التسمي به والضابط في ذلك النظر في الاسم وما يدل عليه من المعنى فما كان من الاسماء معناه لا يصح ان يطلق الا على الله لم يجز للمخلوق ان يتسمى به من ذلك اسمه تعالى العظيم الله ومن ذلك الرحمن ومن ذلك الخالق والخلاق والمهيمن والاحد والصمد والقيوم والاول والاخر الى غير ذلك من هذه الاسماء التي اذا نظرت الى معناها لا يصح ان يطلق هذا الاسم تجد انه لا يصح ان يطلق هذا الاسم على غيره جل وعلا اما ما كان من الاسماء معناه يدل على معنى كلي يتفاوت افراده فانه يجوز ان يطلق على الخالق ويجوز ان يطلق على المخلوق لكل ما يليق به دل على هذا ان الله سبحانه وتعالى تسمى بالسميع البصير وكذلك قال سبحانه فجعلناه سميعا بصيرا حتى اذا اظيفت الالف واللام لا حرج ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى قالت امرأة العزيز فالعزة معنى كلي يتفاوت افراده فلله عز وجل عزة تليق به وتختص به وللمخلوق عزة تليق به وتختص به وبذلك لا حرج عن اطلاق اه لا حرج في اطلاق كلمة العزيز على المخلوق نأتي الان الى اسم الحكم هل هو مما يصح ان يطلق على المخلوق او لا يصح ان يطلق على المخلوق نظرنا فوجدنا ان الله سبحانه وتعالى قال فابعثوا ها حكما من اهله وحكما من اهلها. نجد ان هذه الاية فيها اطلاق الحكم على المخلوق فدل هذا على ان تخريج فعل النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الامر وهو المنع مما تسمى من التسمية باسماء الله لا يصح لان الله عز وجل بين في كتابه صحة اطلاق هذا اللفظ على على المخلوق قال بعض اهل العلم ان آآ قبل ان انسى اضيف آآ الى هذا الوجه وهو كون هذا الاسم او هذا الاطلاق قد جاء في كتاب الله كذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاقرارية او التقريرية فابن الاثير في غسل الغابة اورد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اسمه الحكم اورد ثلاثة وعشرين منهم كلهم اسمه ماذا الحكم والنبي صلى الله عليه وسلم يبعد ان يكون غير مطلع على هذه الاسماء هؤلاء اصحابه فكيف يقال انه لا يعرف اسماءه اصحابه كذلك اورد تسعة من الصحابة اسمهم او اسم كل واحد منهم الحكيم او حكيم فدل هذا على ان تخريج هذا الذي جاء في هذا الحديث على هذه المسألة تخريج بعيد قال بعض اهل العلم لعل النبي صلى الله عليه وسلم انما كان ذلك منه لان النظر الى الكنية وليس الى الاسم لان ابا شريح كانت كنيته كانت كنيته ابا الحكم وهذه الكنية قد توهم معنى باطلا وهو ثبوت آآ المولودية في حق الله سبحانه وتعالى اي ان يكون له اب تعالى الله عن ذلك والله سبحانه يقول لم يلد ولم يولد ولكن هذا ايضا بعيد وذلك لان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من كانت كنيته ابا الحكم وما غير ذلك النبي صلى الله عليه وسلم اورد الحافظ ابن حجر رحمه الله في الطبقة الاولى في كتابه الاصابة ثلاثة من الصحابة كلهم يكنى ابي الحكم واورد ستة كانوا يكنون بابي حكيم يبعد ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم كنيتهم او الا يكون قد بلغ هؤلاء الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم غيركن غير كنية هاني ابن يزيد. لان مثل هذه القصة العادة انها تنتشر فاما ان يغير الصحابة هذه الكنية او ان يرجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فيستفتونه والذي يظهر لي والعلم عند الله تعالى ان هذا الحديث يدل على ان الاولى والاكمل والافضل والاحسن ترك على ان الاولى والاحسن والافضل ترك التكني هذه الكنية واما فعل الصحابة والذي يظهر لنا من اقران النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فانه دليل على الجواز والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان يقول ما حكم التسمية بامام الائمة؟ وكذلك شيخ الاسلام اليس في هذا تعظيم الذي يظهر انه لا حرج في ذلك فامام الائمة اه لفظ استعمل في حق علماء كبار وما اعلم انه قد انكر من احد منهم ابن خزيمة كان يلقب بامام الائمة واما شيخ الاسلام فان هذا اللفظ معناه شيخ جليل في الاسلام ليس المقصود ان الاسلام تلميذ وهذا شيخ له انما المقصود انه شيخ جليل له قدم صدق في الاسلام. وهذا المعنى صحيح لا حرج فيه بالمناسبة من اللطائف ما ذكر اه ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وكذلك في تحفة المودود اه تعقيبا على ذكره النهي عن التسمية بقاضي القضاة ذكر ايضا انه لا يجوز التسمية بسيد الكل او سيد الناس لان هذا مما يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم فاطلاق ذلك على غيره كذب كما انه لا يجوز ان يقال عن احد سوى النبي صلى الله عليه وسلم انه سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم هل التسمي بقاضي القضاة شرك بالله؟ لا ليس مجرد التسمية ليست شركا بالله انما هو امر محرم على الصحيح بعض الناس يسمي آآ من اسمه عبدالعزيز عزيز او عزوز فهل هذا يجوز؟ وكذلك عبد الرحيم انتبه هنا الى امر ان كان المراد ان يصغر اسم الله جل وعلا فهذا قطعا لا يجوز اما ان كان المراد ان هذا الاسم يطلق على المخلوق فانت تسمي عبد العزيز بعزيز ثم انك تصغره تصغره باعتبار ان الاسم اسم لماذا للمخلوق وليس للخالق فان هذا جائز لا حرج فيه وبالتالي ينبغي عليك ان تتنبه الى ما يقع فيه بعض العامة من تصغيرهم اسم الرحمن الرحمن بالاتفاق لا يطلق ولا يجوز ان يسمى به غير الله جل وعلا بعض الناس تجده يصغر هذا الاسم او آآ من باب التمليح يقول لي الطفل الصغير ارحموني مثلا فان هذا لا يجوز لان هذا الاسم اصلا لا يجوز ان يسمى المخلوق به وتصغير اسم الله جل وعلا يتنافى وتعظيم اسماء الله سبحانه وتعالى يقول دخلت مكة متمتعا الى الحج ثم بدا لي ان ارجع الى المدينة فهل ينقطع تمتعي؟ وهل علي اثم لقطع نية التمتع مع ان؟ مع اني انوي العودة الى مكة فماذا علي ان افعل؟ جزاكم الله خيرا من ذهب الى مكة ونيته التمتع يعني ان يعتمر ثم يتحلل ثم يحج بعد ذلك ان بدا له بعد العمرة ان يرجع ولا يحج فان هذا جائز ومجرد انه يرغب او ينوي ان يحج لا يلزمه بالحج ما لم يدخل في الاحرام ما لم يحرم بالحج. اما اذا اعتمر ثم ظهر له امر او حصل له في بيته ما يستدعي رجوعه فرجع قبل ان يلبي بماذا بالحج فان له ان يرجع ثم بعد ذلك ان شاء ان يذهب الى الحج او يذهب بعمرة اخرى ثم حج فانه آآ يجوز له ذلك ولا اثم في ذلك بحمد الله ولا وليس هناك سبب يقتضي التأثيم اصلا ويبقى بعد ذلك انه اذا رجع بالحج بعد ان يكونا قد ترك مكة ثم اراد ان يرجع للحج هل يكون متمتعا ام لا؟ اجبت عن هذا سابقا وقلت ان اعدل الاقوال وهذا هو المروي عن عمر رضي الله عنه وهو انه اذا رجع الى بلده انقطع تمتعه. اما اذا سافر الى مكان اخر فانه يكون متمتعا او لا يزال متمتعا. ان رجع الى بلده فان حكم العمرة الاولى قد انقطع ان شاء ان يكون متمتعا هذه المرة فعليه ماذا ان يعتمر ثم ان يحج وان شاء ان يحج فقط فلا حرج عليه على كل حال التكني بالبنت او بالذكر لا حرج يعني كون الانسان يتكنى اه بنته لا حرج هذا تميم ابن اوس الداري كانت كنيته ابا رقية هذا ابو الدرداء فتكني بالبنت لا حرج والتكني بالذكر ايضا لا حرج هل يوجد اليوم من يسوق الهدي ما الذي يمنعه يمكن ان تسوق الهدي تضع الهدي بصندوق السيارة وتمشي والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وسلم