بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. عن جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة. رواه ابو داوود. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يأتيه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا باب عقده المؤلف رحمه الله لبيان انه لا يجوز ان يسأل بوجه الله الا الجنة. واورد تحته حديثا واحدا وهو ما خرج ابو داوود رحمه الله عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا يسأل بوجه الله الا الجنة. وهذا الحديث قرأ بالنفي وبالنهي وبالبناء للمجهول وبالبناء للمعلوم. لا يسأل لا يسأل لا يسأل اسألوا لا يسأل والحديث فيه بحث من جهة ثبوته ان مدار الحديث على راو اسمه سليمان ابن معاذ ويقال سليمان ابن قرم ابن او ابن معاذ وهذا الرجل وثقه بعض اهل العلم ومنهم الامام احمد رحمه الله فانه مال الى توثيقه وجماعة من اهل العلم ضعفوه فابن معين قال ليس بشيء كذلك ضعفه النسائي وابو حاتم وقال الحافظ ابن حجر سيء الحفظ والاقرب والله تعالى اعلم ان الحديث ظعيف وان هذا الراوي ليس بقوي الحفظ. وان كان الحديث قد قواه بعض اهل العلم ومنهم الضياء المقدسي فانه اورده في كتابه المختارة وهذا يدل على انه حديث قوي عنده في حين انه ضعف هذا الحديث جماعة من اهل العلم. ومنهم عبد الحق الاشبيلي وابن القطان الفاسي وكذلك الشارح الحفيد الشيخ سليمان رحمه الله مال الى ضعف الحديث كذلك الشيخ الالباني وكذلك الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى على الجميع مالوا الى ضعف هذا الحديث فالاقرب والله اعلم ان الحديث ضعيف ومما يستأنس به في الدلالة على عدم ثبوت هذا النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما خرج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه انه لما فنزل قوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. قال صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك قال او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك. قال او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذا اهون او ايسر. فالشاهد انك تلحظ ان هذا الحديث فيه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله في شأن عذاب دنيوي. فالظاهر والله اعلم الم ان هذا النهي الوارد في هذا الحديث ليس بصحيح وعلى فرض صحته فان هذا الحديث يدل على امرين اولا على انه لا يجوز ان يسأل الله عز وجل بوجهه الا الجنة. قال اهل اهل العلم او ما هو لازم لها كالنجاة من النار. وذلك ان سؤال الله عز وجل انما هو سؤال عظيم فكيف اذا توسل الانسان الى ربه في في هذا السؤال بهذه الصفة العظيمة وهي وجه الله العظيم سبحانه. فلا يناسب ان يسأل الله عز وجل هذا السؤال الا فيما هو ارفع المطالب الرغائب الا وهو جنة عدن. والامر الثاني الذي يدل عليه الحديث انه لا يجوز ان يسأل العبد بوجه الله. يعني لا يجوز ان تقول لانسان اسأله بوجه الله ان تعطيني كذا وكذا. وذلك انه لما كان السؤال بوجه الله توصن بسؤال الجنة. والعبد لا يملك الجنة. دل هذا على انه لا يجوز ان يسأل العبد بوجه الله سبحانه وتعالى. فان صح الحديث فانه يدل على هذين الامرين وقد جاء عند الطبراني باسناد حسنه بعض اهل العلم ومنهم الشيخ الالباني رحمه الله وضعفه اخرون وهو انه صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون منسوب سئل بوجه الله فلم يعطي سائله. او فمنع سائله. فهذا يشهد للمعنى الثاني. وهو انه لا يجوز ان يسأل العبد بوجه الله. قال ملعون من سأل بوجه الله. لانه اذا سأل العبد وجه الله عز وجل فانه يسأله في شيء حقير من امر الدنيا وهذا لا يجوز ان يتوسل اليه بهذه بالصفة العظيمة اما المسؤول فان اللعنة ها هنا ان صح الحديث انما وجهوا في شأن ان يسأل هذا الانسان شيئا للسائل فيه حق فيمتنع او يسأل شيئا لا يشق عليه اجابته فيمتنع. وهذا كما فصلناه عند بحث مسألة السؤال بالله عز وجل والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء في اللو قال رحمه الله باب ما رأى في اللوم اللوا يعني هذا اللفظ الذي هو لو ولو حرف من حروف المعاني قد جاءت في اللغة على انحاء منها لو الامتناعية التي تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. امتنع فساد السماوات والارض لامتناع وجود الهة مع الله سبحانه وتعالى. وتأتي ثانيا بمعنى ان الشرطية ومن ذلك قول الله جل وعلا وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا نخاف عليهم وتأتي ثالثا بمعنى ان المصدرية ودوا لو تدهنوا فيدهنون وتأتي رابعا للتقليل. قال صلى الله عليه وسلم التمس ولو خاتما من حديد. وتأتي خامسا للحظ. فتقول لو فعلت كذا يا فلان او لو نزلت عندنا لاكرمناك. وتأتي سادسا للتمني فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين. اذا هذه من احوال التي تأتي في اللغة. تلاحظ معي هنا ان المؤلف رحمه الله ادخل على حرف ومعلوم ان لا تدخل على الحروف انما تدخل على الاسماء بالجر والتنوين والنداء وال ومسند للاسم تمييز حصل. فما وجه هذا الفعل؟ الجواب ان المؤلف الله نزل هذا الحرف ها هنا منزلة الاسم لانه اراد باب ما جاء في هذا اللفظ الذي هو لو وفعله هذا قد سبقه اليه غيره من اهل العلم ومنهم البخاري رحمه الله في صحيحه فانه بوب بابا قال فيه باب ايجوز من اللوم باب ما يجوز من اللوم لعلك تذكر الاشارة التي سبقت من ان المؤلف رحمه الله متأثر بالامام البخاري رحمه الله الله ومعتن بصحيحه. ومن ذلك هذه الاشارة التي ذكرتها لك. المقصود ان المؤلف رحمه الله اراد ان يبين ان لو تأتي في الشريعة منقسمة فيجوز استعمالها احيانا ولا يجوز استعمالها احيانا. ولذلك جعل الباب مبهما. قال باب ما جاء في اللوم فتارة تكون آآ يكون استعمالها صحيحا وتارة لا يكون صحيحا وان كان ما اورده من الادلة قد اورد ايتين وحديثا يدل على انه اراد التنبيه على ما يتعلق بجانب الاعتقاد بجانب التوحيد وذلك ان الاستعمال الخاطئ لهذا الحرف وهو لو قد يكون قادحا في كمال التوحيد الواجب فكان مما يجب الامتناع عنه لو جاءت في نصوص في محمل النهي ومن ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله من قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في صحيح مسلم فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا. فهذا دليل على ان استعمال لو ها هنا منهي عنه في حين اننا نجد في ادلة اخرى في الكتاب والسنة استعمالها وان جائز لا حرج فيه. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم. والبخاري رحمه الله لما بوب الباب سالف الذكر اورد تحته ثمانية او تسعة احاديث تدل على جوازي استعمالي لو. ومما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك. قوله صلى الله عليه سلم كما في الصحيحين لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة او قال عند كل صلاة ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لولا ان قومك حديث عهدهم بجاهلية لهدمت الكعبة ولا بنيتها على قواعد ابراهيم. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما احدا بغير بينة لرجمت هذه واشار الى الملاعنة. ومن ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم انه لوقتها لما اخر صلاة العشاء لولا ان اشق على امتي الى غير ذلك من الاحاديث الكثيرة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها استعمال لو فكيف الجمع بين ما جاء دالا على النهي عن استعمال لو وما دل على جواز استعمالي لو اختلف العلماء رحمهم الله في هذا المقام. منهم من قال ان النهي الوارد يدل على راهة هذا الاستعمال فقط. وذلك ان الادلة المبيحة صارفة للنهي عن التحريم الى الكراهة ومنهم من قال ان النهي انما تعلق بقول القائل اذا لم يضمن ذكرى مشيئة الله عز وجل. ويكون الجواز باعتبار انه اضمر ذكر مشيئة الله عز يعني ان كان يقول لو كان كذا بمشيئة الله او ان شاء الله اضمر هذا في نفسه فان الكلام صحيح وجائز وان لم يفعل كان الكلام ماذا؟ كان الكلام محرما. ومن اهل العلم من قال ان لو لا يجوز استعمالها في الامور الماضية ويجوز استعمالها في الامور المستقبلة. والتحقيق في هذا المقام ان يقال ان لو لها احوال تكون او يكون استعمالها فيها جائزا واحوال يكون استعمالها فيها غير جائز اما الاحوال التي تكون لو فيها غير جائزة اولا ان يكون في استعمالها اعتراضا على الشرع ثانيا ان يكون في استعمالها اعتراض على القدر. ويشهد لهذين ما اورد المؤلف رحمه الله من ايتي سورة ال عمران لو اطاعونا ما قتلوا لو كان انا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. هذا كان من قول المنافقين في غزوة احد وكلامهم يتضمن الاعتراض على شرع الله عز وجل وعلى قدره. يقولون لاخوانهم اخوانهم في النسب الذين قدر الله عز وجل عليهم ان يقتلوا الشهداء في احد لو اطاعونا فجلسوا فلم يجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد امرهم الشرع بذلك لو اطاعونا في ترك الجهاد ما قتلوا القتل الذي حصل عليهم انما كان بفعل هذا الامر الذي كانت المصلحة في خلافه فكان قولهم متضمنا الاعتراض على الشرع كما انه يتضمن الاعتراض على القدر كانهم يظنون انه اذا فعل الانسان شيئا من الاشياء فانه بذلك يدفع قدر الله سبحانه وتعالى لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا رد الله عز وجل عليهم ذلك فقال قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين قتلوا لعليهم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم اذا اذا قدر الله عز وجل شيئا فانه لا يمكن لاحد ان يدفع تقدير الله عز وجل اذا كان الله كاتبا على احد ان يموت فسواء جلس في بيته او خرج فانه ماذا؟ سيموت. قل فادرأوا عن انفسكم في الاية الاخرى. قل فادرؤا عن انفسكم الموتى. ان كنتم صادقين ان كان كلامكم صادقا بان فعل الانسان الذي يفعله يكون دارئا عنه الموت لكان هذا الا تموتوا انتم. اليس كذلك؟ لانهم جلسوا وما خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اطاعونا ما قتلوا لكن هل يستطيعون ان يفعلوا بهذا اذا فعلوا هذا ان يدفعوا عن انفسهم الموت؟ فدل هذا على ان قولهم كان متضمنا امرين مذمومين. الاعتراض على الشرع والاعتراظ على القدر. الحالة الثالثة التي يكون فيها استعمال لو ممنوعا ان يكون سياقها سياق تندم وتحسر. ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي سيأتي الكلام عنه ان شاء الله وهو قوله صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا هذا السياق سياق ندم وسياق تحسر ولا شك ان ان ندم والتحسر آآ لوم الانسان نفسه على الاشياء التي لم تحصل له لا شك انه سيلقيه الى وادي ضرر لان هذا الندم ولان هذا الحزن يضعف القلب يضفي عليه الفتور في النشاط في الطاعة وفعل ما ينبغي ان يفعل وفي اعطاف ذلك ما فيه من سوء الظن بالله عز وجل والقدح في قدره. فهذا كله لا شك انه امر مذموم في شريعة والذي جر اليه هذا الندم الذي قاد اليه هذا الكلام. لو فعلت كذا لكان كذا وكذا. الحالة الرابعة ان يكون في استعمال لو احتجاجا بالقدر على المعاصي كما قال المشركون لو شاء الله ما اشركنا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. اذا هذا من استدلال هؤلاء المشركين بالقدر على معصية الله عز وجل. ولا شك ان هذا مسلك مذموم. فالقدر يستدل به على المصائب لا على المعائب. الامر الخامس ان يكون استعمال لو الذي ذكرناه استعمالا ان يكون استعماله لو هذا المذموم فيه شيء من اه عدم الاكتراث بقدر الله سبحانه وتعالى او بشرعه او التهوين من شيء من ذلك. متى كان في استعلال متى كان في استعمال لو شيء من ذلك مما يدل على عدم المبالاة وعلى عدم الاكتراث بشيء من امر الله عز وجل ومن قدره فانه لا شك انه يكون بذلك ممنوعا. اما الحال الاخرى التي تكون فيها لو جائزة فانها تكون جائزة اذا كان فيها تمن للخير او كان المقام مقام تعليم للعلم والخير اذا يجوز استعمال لو اذا كان المقام مقام ماذا تمن للخير ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ولا احللت معكم. او تجد ان المقام يكون مقام تعليم للخير وتعليم للعلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لولا ان قومك حديث عهدهم بجاهلية او حديث عهدهم بكفر. اذا متى ما كانت لو جارية في احد هذين السياقين فانه يجوز حينئذ ماذا استعمالها ولا تكون داخلة في النهي الوارد في حديث صحيح مسلم كما مر بيان ذلك وكما يظهر لك لو تأملت في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي سمعت طرفا منها والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى كقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا الاية. كما مر معنا هذه الاية في قول المنافقين والمؤلف رحمه الله اراد ان ينبه المسلم في ايراده هذه الاية وما بعدها الى ان استعمال لوم المذموم من شأن منافقين ولا ينبغي للمسلم ان يتشبه بهم فقولهم ها هنا يتضمن اعتراضا على الشرع الذي هو الامر بالجهاد في سبيل الله عز وجل وانه مجلبة للهموم والاضرار والاحزان ويتضمن كذلك اعتراضهم على قدر الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. كذلك هذا القول من قول المنافقين لو اطاعونا ما قتلوا يعني الذين حضوا اخوانهم من المنافقين على عدم اه الذين حظوا اخوانهم في النسب من المؤمنين على ان لا يجاهدوا وان يرجعوا مع من رجع ابان غزوة احد فكان قولهم ايضا متظمنا للاعتراظ على شرع الله عز وجل وعلى قدره كان استعمالا مذموما. نعم قال رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا عجزا نعم. في الصحيح يعني في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. والمؤلف رحمه الله اختصر اول الحديث واورد الشاهد منه فحسب واوله قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. ثم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز هكذا وقفت على الرواية في صحيح مسلم في اكثر من نسخة وكذلك في مختصره والمؤلف رحمه الله اورده بلفظ تعجزن فالله اعلم ربما يكون وقف على شيء من نسخ مسلم ثبت الحديث فيها هكذا المقصود ان هذا الحديث فيه تنبيه على امور ثلاثة مهمة. اولا الحث على الحرص والحرص هو بذل الاسباب الجائزة الممكنة الحرص هو بذل الاسباب الجائزة الممكنة اذا من ترك استعمال الاسباب المحرمة لا يقال انه لم يحرص ومن ترك ما لا قدرة عليه ما لا قدرة له عليه وما كان خارجا عن طاقته لا يقال انه لم يحرص. اذا الحرص هو ان تبذل المستطاع في حدود ما ابيح ان تبذل المستطاع في حدود ما ابيح. هذا اولا. وثانيا ان تجعل همتك في حرصك على ما ينفعك في امر دينك وامر دنياك وذلك ان من الناس من يكون عنده حرص ونشاط وبذل لكنه لا يوفق الى ما ينفعه تجد حرصه في الشيء الذي يضره اما في العاجلة واما في الاجلة وهذا من قلة التوفيق ومن الخذلان والحرمان والامر الثالث ان يستعين الانسان بالله سبحانه وتعالى. وهذا هو اساس التوفيق فاذا لم يكن عون من الله عز وجل للعبد فليس له الا الخيبة والحرمان اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ينبغي على الانسان ان يستعين بالله والالف والسين والتاء للطلب يعني ان يسأل الله ان يطلب من الله العون. وقد ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما من دعاء النبي صلى الله عليه رب اعني ولا تعن علي. اذا هذه ثلاثة امور. سعادة العبد في اجتماعها اولا ان يكون ذا حرص تاركا للعجز وتاركا للكسل وتاركا ومجانبا للدعة والراحة عند الامور المهمة. وثانيا ان هذا الحرص موجها الى الشيء الذي ينفع الانسان في دينه ودنياه لا ان يكون حرصه فيما يعود عليه بالضرر في دينه ودنياه. وملاك ذلك بالامر الثالث. ان يكون عند الانسان استعانة الله عز وجل طلب لتوفيقه. طلب آآ مد آآ العبد برحمة منه سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه به يتحقق التوكل على الله عز وجل فاننا قد علمنا ان التوكل رقيقة مركبة من بذل السبب مع مع التفويض لله عز وجل ومع الثقة بالله سبحانه وتعالى. اذا من اجتمع في حقه هذه الامور الثلاثة فليبشر بالخير. فانه يفوز بالتوفيق والسعادة. قال صلى الله عليه وسلم ولا تعجز ولك ان تقول ولا تعجز الرواية على ما اورد المؤلف رحمه الله فيها تأكيد بذكر النون ولا تعجزن زيادة في ماذا؟ في التأكيد وليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم بالعجز ها هنا ما يرجع الى معنى انتفاء القدرة كأن يصاب الانسان بمانع يمنعه من بذل الاسباب كانه يصاب بشلل ليمنعه من الحركة مثلا ليس المقصود قودوا ان ينهى الانسان عن هذا العجز الذي يكون فيه امتناع لبذل الاسباب. فالشريعة لا تأتي كليفي ما لا يطاق انما المراد بالعجز ها هنا ما يرجع الى معنى الكسل وترك النشاط والجهد وبذل الاسباب ما يرجع الى الدعة والركون الى آآ المهانة فمثل هذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولا تعجز نعم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلته لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو عمل الشيطان اذا كان الامل اذا كان العبد مستقبلا امرا فان الذي ينبغي عليه ان يجعل همته منصرفة الى تحقيق هذه الامور الثلاثة. الحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى اما في الامر الذي فرط وحصل وقضي وكان على خلاف ما يؤمل الانسان اصاب الانسان شيء كدر خاطره لم يكن مؤملا عنده هو في هذه الحالة بين امرين اما ان يركن الى لو التي تقوده الى مرتع وخيم وهو الحزن والاسف واليأس والبؤس وهذا هو الذي يريد الشيطان ان يظفر من العبد به. يريد ان يظفر من الشيطان من العبد به. يريد ان يقوده الى هذا المكان حتى انه اذا كان ذا بأس ذا بؤس وذا يأس واسف وحزن فانه سوف يترك النشاط في طاعة الله سبحانه وتعالى. والشريعة حريصة على ان تكون يا عبد الله. سعيدا نشيطا مقبلا على الخير قوي القلب. لانك ان كنت كذلك عبدت الله سبحانه وتعالى على الوجه المرضي كن سعيدا حتى تعبد الله كما ينبغي. اما اذا ركنت الى لو حين يصيبك الشيء الذي تكره ترجع باللائمة على نفسك او على غيرك فتقول لو فعلت كذا لما كان كذا ولو اني فعلت كذا كان كذا وكذا. هذا كله لا فائدة منه بل هو حمق في العقل وضعف في الفكر لانه لا يعود عليك بشيء فائت. اليس كذلك؟ انما هو تضييع للزمان. كما فاتك الامر الاول سيفوتك خير قادم وانت باق في حال الفوت والحسرة. اضف الى هذا ما يقع فيه الانسان من هذا الحزن واليأس الذي قد يجر الى سوء الظن بالله سبحانه وتعالى او القدح في قدر الله جل وعلا. اذا المطلوب من المسلم ان يدع هذا الامر ان يدع التأسف على ما مضى واستعمال لو في هذا المقام وهذا مع الاسف الشديد مما يقع من كثير من الناس اذا نزل بهم شيء يكرهونه تبدأ لو عندهم في العمل تجد احدهم يقول لو اني ما خرجت في هذا اليوم ما اصابني الحادث او تجد الاب يقول لابنه يا ابني لو سمعت كلامي ما صار عليك كذا وكذا وهذا لا شك انه امر مخالف للواجب على العبد. ليس من الامر المرضي شرعا ان تقول هذا القول لانه لا فائدة منه ولانه يقود الى الشر. علل النبي صلى الله عليه وسلم الامر قوله عليه الصلاة والسلام فان لو تفتح عمل الشيطان وما هو عمل الشيطان؟ عمل الشيطان امران. اولا الاعتراض على الله سبحانه وتعالى وذلك ان العبد في قوله لو كان كذا لكان كذا وكذا لا يخلو من راض على قدر الله عز وجل ابراز عدم رضاه عما قضاه سبحانه وتعالى كذلك الحال من ابليس فانه قد عارض الله سبحانه وتعالى في امره اليس هو الذي قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فالعبد الذي يستعمل هذه الكلمة في هذا السياق يكون قد عمل عمل الشيطان وهو الاعتراض على الله عز وجل يعترض عليه في قدره كما اعترض الشيطان على الله عز وجل في امره. والامر الثاني هو انه في استعماله هذه الكلمة في هذا السياق يقع في الحزن والاحزان من عمل الشيطان من الشيطان احزان عباد الله عز وجل. الم يقل الله عز وجل انما النجوى من الشيطان لما ليحزن الذين امنوا. اذا من عمل الشيطان ماذا الاحزان كذلك لو من عملها انها توقع العبد في ماذا؟ في الحزن. فتحق قول النبي صلى الله عليه وسلم فان لو تفتح عمل الشيطان. قال بعض العقلاء اذا نزل بك امر مهم فانظر فان كان لك فيه حيلة فلا تعجز وان لم يكن لك فيه حيلة فلا تجزع هكذا ينبغي على الانسان ان يقابل هذا الامر الذي نزل به. قلت قبل قليل انه اذا نزل به الامر المكروه هو بين نظرين ان يذهب الى لو وما يتبعها من مفاسد او ان يلاحظ القدر ومشيئة الله النافذة فان قدر الله عز وجل نافذ شاء الانسان ام ابى. اذا لا حاجة له الى هذا التأسف والى هذا الحزن بل ان الذي ينبغي ان يرضى الانسان بقدر الله سبحانه وتعالى اذا لاحظ ان اتى الله عز وجل نافذة وان له الحكمة فيما يقدر وفيما يخلق سبحانه وتعالى اداه ذلك الى طمأنينة والى سكينة وربما ارتقى الى درجة عليا وهو الرضا وهي الرضا بقدر الله سبحانه وتعالى وهذا ما عليه الكمل من عباد الله الذين يستيقنون بقوله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم منهم ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان من بعض الاسئلة تكون متعلقة بامور شخصية او عائلية فالاحسن ان يكون السؤال سؤالا خاصا قال اه في شأن من اراد ان يضحي عن ميت ظاهر حاله انه لم يكن يصلي من كان تاركا للصلاة تركا مطلقا فلا تضحي عنه وفوض امره الى الله عز وجل وهل يأكل منها من يذبح الاضحية؟ نعم من السنة ان يأكل الانسان من اضحيته هل يمكن حج القران دون سوق الهدي وهل يعتبر شراء لادي عن طريق البنك من سوق الهدي؟ نعم يمكن ان يكون الانسان قارنا ولو لم يسق الهدي فالقارن يمكن ان يكون سائقا لهديه ويمكن ان لا يكون سائقا لهديه لكن الفرق هو ان من كان سائقا لهديه فان هذا السوق يمنعه من ان يحل يعني يجعل من ان يجعل طوافه وسعيه ماذا؟ عمرة فيتحلل بعدها فقط هذا الفرق والا فلك ان تسوق الهدي سواء وان كنت قارنا او كنت متمتعا اه وشراء الهدي عن طريق البنك هذا ليس من سوق الهدي. هذا من باب التوكيل. انت توكلت غيرك في ان يذبح عنك الهدي وهذا لا حرج فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم وكل علي رضي الله عنه في ذبح بعض هديه. فهذا ليس من السوء في شيء اذا حاضت المرأة اثناء حجها ولم تطف هل لها ان ترجع الى بيتها في المدينة ثم ترجع وتطوف بعد طهرها؟ او يلزمها البقاء في مكة ان كانت تستطيع البقاء في مكة دون مشقة عليها او على وليها فانها تبقى. يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم حابستنا اما اذا كان يشق عليها او على وليها البقاء فانها ترجع الى بلدها ثم تعود بعد ذلك اذا طهرت ولكن تلحظ انها في هذه الحال تكون ماذا محرمة ويجب عليها اجتناب محظور معاشرة الزوج لعل هذا القدر فيه كفاية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه