ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد اه في هذه الليلة ليلة السابع من الشهر المحرم عام ثمانية وثلاثين واربع مئة بعد الالف من الهجرة نجتمع بعون الله وتوفيقه في هذا المسجد المبارك المسجد النبوي لنتدارس متنا من متون باعتقادي اهل السنة والجماعة الا وهو العقيدة الواسطية وان من توفيق الله عز وجل على طلاب العلم ان يكون عندهم همة دراسة المعتقد فان هذا من اعظم اسباب النجاح والنجاة فان الله تعالى قد اخبر في كتابه ان شرط النجاة عنده يوم القيامة ان يوافيه المسلم بقلب سليم قال جل وعلا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو الذي سلم من كل ما يمنع من الوصول الى الله عز وجل من شبهة او شهوة عقيدة اهل السنة والجماعة بحمد الله عقيدة منصورة وعقيدة سهلة ميسورة ويزداد الطالب للعلم فيها يزداد بحمد الله ايمانا ويقينا ويشعر بلذة عظيمة التي هي اعظم اللذات فاللذة العلمية اعظم انواع اللذات فكيف اذا كان العلم متصلا بعلم الاعتقاد والذي يدور حول اشرف المطالب الا وهو الايمان بالله سبحانه وتعالى هذه العقيدة التي بين ايدينا الفها شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن عبد الله ابن الخضر ابن محمد ابن تيمية المعروف بابن تيمية الحراني وتيمية ولقب جده الخامس محمد رحمة الله تعالى على الجميع وابن تيمية حراني نميري فهو من حيث الاصل نميري القبيلة حراني المنشأ من حيث الاسرة وحران من بلاد الشام ثم انه نشأ وترعرع في دمشق وتنقل في طلب العلم بين مدن شتى واخذ العلم عن علماء كثر حتى انهم زادوا على مائتي شيخ من اهل العلم وشيخ الاسلام رحمه الله كان اية في العلم والذكاء والحفظ وكانت علامات النبوغ والذكاء ظاهرة عليه منذ نشأته عليه رحمة الله حتى انه برز في سن مبكرة فقد افتى وناظر وعمره سبعة عشر عاما وجلس للتدريس وعمره عشرون عاما واما ما يسره الله عز وجل على يديه من النتائج العلمي الوفير فانه شيء عظيم فابن تيمية رحمه الله الف ما يزيد على الف مصنف كما ذكر ذلك الذهبي وهذه المصنفات وقعت بنحو خمسمائة مجلد في اربعة الاف كراسة هذا ما امكن احصاؤه والا فثمة فتاوى ورسائل لم تحصى من مؤلفات الشيخ عليه رحمة الله هذا الامام الجليل قد ولد في سنة احدى وستين وست مئة وتوفي سنة سبع وعشرين سنة ثمان وعشرين وسبعمئة من الهجرة فبالتالي يكون عاش سبعة وستين عاما قضاها رحمة الله عليه في العلم والتعليم والدعوة والجهاد في سبيل الله عز وجل ابن تيمية درس لطالب العلم درس في الجدية في الحياة فانه لم يكن يضيع دقيقة من حياته فاللحظة كان لها عنده ثمن وكان درسا في العلم طلبا وتعليما افنى حياته في درس العلم وفي تدريسه عليه رحمة الله كان يجلس الساعات الطويلة يوميا بعد صلاة الفجر وبعد ان يذكر الله عز وجل الى شروق الشمس يجلس لتدريس العلم وهكذا يمضي يمضي سحابة يومه بين تعليم وافتاء وتدريس حتى بلغ الغاية في العلم حتى قيل عنه انه كقبة الصخرة ملئت علما قيل عنه انه كقبة الصخرة ملئت كتبا تخيل قبة الصخرة مليئة بالكتب هذا كان علم وهذه كانت رأس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حتى قيل عنه ان كل حديث لا يعرفه ابن تيمية ليس بحديث كان يمر بالكتاب مرة واحدة فكأنه ينقش في ذهنه الكلام عن علم شيخ الاسلام وسعة اطلاعه شيء عجيب هو ايضا درس في الهمة العالية لسان حاله يقول اسعى الى ان ادخل الى الجنة من كل باب من الابواب الثمانية ولذلك مهما جئت الى مناحي حياة شيخ الاسلام رحمه الله وجدت البحر الشاسعة الواسع ان جئته الى العلم ان جئته الى التعليم ان جئته من جهة الدعوة الى الله عز وجل ان جئت ان جئته من جهة الجهاد في سبيل الله عز وجل باليد واللسان والقلم ان جئته من جهة الكرم وحسن الخلق وسلامة الصدر ان جئته من جهة بذل نفسه للناس ونفعه الناس فحدث حينئذ ولا حرج وهو ايضا درس في الزهد في الدنيا والصدق مع الله عز وجل ولا اظن انه قد بلغ ما بلغ من هذه الشهرة ومن هذا القبول عند الناس الا لانه قد صدق الله عز وجل فصدقه الله لعل الله عز وجل بلغه مرتبة الامامة في الدين لما كان عليه من الصدق والصبر واليقين قال جل وعلا وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون كان رحمه الله ثابتا على الحق مع كثرة ما اوذي في سبيل الله عز وجل تألب عليه المتألبون واوغروا صدور الحكام وسعوا في اذيته بل سعوا في قتله وناظروه وحاكموه وسجنوه سجن رحمه الله سبع مرات استغرقت خمس سنين وما تزحزح عن الحق الذي يدين الله عز وجل به قيد شعره كان درسا في الثبات على الحق والصدق مع الله عز وجل وكان زاهدا في الدنيا لم يعرف شيخ الاسلام رحمه الله بالمال ولا بالعقارات ولا بالتجارات لكنه عرف بما هو اشهر من ذلك كله وهو الدعوة الى الله عز وجل. والجهاد في سبيله سبحانه وتعالى ولذلك ما ترك موقعة ينصر الله عز وجل فيها الا وشارك فيها ما ترك ضالا ولا فرقة منحرفة الا نازلها وفند باطلها وابطل شبهاتها لا توجد فرقة الا ولشيخ الاسلام رحمه الله اسهام في مؤلف او نحوه في الرد عليها. ناهيك عما تناول من الرد على اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر ابن تيمية ايظا درس في سلامة الصدر والازراء على النفس وعدم الانتصار لها لما سجن في احدى المرات وسجن معه اخوه رفع اخوه يده يدعو على هؤلاء الذين ظلموهما فنهاه عن ذلك وقال لا تفعل بل قل اللهم هب لهم نورا يهتدون به الى الحق ولما جاءه احد تلاميذه يبلغه ويبشره في ظنه بموت احد الد اعدائه ما كان منه الا ان زجره وقال تبشرني بموت مسلم ثم قام من ساعته الى بيت اهله وقال لهم انا مثل الوالد لكم هكذا تكون النفوس الشفيفة والنفوس العفيفة والنفوس التي تريد وجه الله عز وجل؟ وهكذا يكون اثر العلم في السلوك والعمل ماذا يمكن ان نتكلم وان نقول في هذه الشخصية الفذة التي لم يأتي مثلها قبله بقرون ولا بعده فيما نعلم الى هذا اليوم ولذلك الناظر فيما كتب عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يجد انه قل نظير هذا الرجل من حيث اهتمام اهل العلم بترجمته او دراسة ارائه رحمه الله لا تكاد تجد عالما كتب فيه والف فيه ودرست ارائه كما كان هذا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مع كثرة معارضيه وكثرة مناوئيه الذين ما تركوا فرية الا والصقوها به رحمه الله ويا لله العجب كيف ان موتى شيخ الاسلام رحمه الله كان اشهر له من حياته بل لعلنا نقول ان حياته بعد موته كانت اشهر من حياته اثناء وجوده ولعل هذا من لسان الصدق الذي جعله الله له رحمه الله فان الشهرة العلمية ليه مؤلفاته ومصنفاته كانت بعد وفاته اكثر منها في حياته وها نحن اليوم نرى انه لا يكاد يخلو طالب علم من التوفر على شيء من مؤلفات شيخ الاسلام حتى ولو كان معارضا له لا يكاد ان يستغني عن مؤلفاته رحمه الله احد وهذا لعله من ثمرات صدقه مع الله سبحانه وتعالى العجيب انه كان يحارب في حياته وكانت مؤلفاته تحارب وكذلك بعد وفاته حتى ان مؤلفاته كانت من المحظورات بعد وفاته وكان يؤذى من يوجد معه شيء من مؤلفات شيخ الاسلام و كان قلة قليلة تهتم بعلمه وارثه حتى ان المقريزي في ترجمته له في الخطط ذكر والعهد بينهما قليل يعني قرابة المئة سنة بينهما ولما ترجم له قال واليوم يتبع ابن تيمية قلة قليلة في الشام ومصر او عبارة نحو هذه لكن انظر هذا الخير الوفير الذي جعله الله سبحانه وتعالى لهذا الامام ولمؤلفاته في هذا اليوم بعد هذه القرون المتطاولة من وفاته عليه رحمة الله ولذلك هذا درس لطالب العلم وهو انه لا ينبغي ان يكون حريصا على ان يشاهد نتائج دعوته ونتائج تعليمه بل عليه ان يكون همه هو في بذل الجهد بنشر الحق وابلاغه واما الثمرات واما النتائج فامرها الى الله عز وجل وعلي ان اسعى وليس علي ادراك النجاح هذا هو ابن تيمية ولسنا بحمد الله غلاة فيه ولا غلاة في غيره لكن من حقه على اهل السنة ان يذكروه بما هو اهله وهذا من بعظ شكره على ما قدم الينا من العلم العظيم الذي انتفعنا به عليه رحمة الله والنبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه وها هنا وقفة امام شبهة يروج لها من يروج من المخالفين لمعتقد اهل السنة والجماعة فانهم يزعمون ان العقيدة التي عليها اهل السنة والجماعة ليست عقيدة السلف وانما هي عقيدة تيمية انشأها ابن تيمية كما انهم يصومون اهل السنة والجماعة وعقيدتهم بانها وهابية وانهم وهابية وكلا الشبهتين لا شك انها من الشبه الباطلة الكاذبة فابن تيمية لم يكن منشئا لهذه العقيدة والعقيدة لا تؤخذ لا من ابن تيمية ولا ممن فوقه العقيدة انما تؤخذ عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعما اتفق عليه السلف ولذلك القاعدة عند اهل العلم من المنصفين ان العلماء مظهرون للحق وليسوا منشئين للحق انتبه لهذا العلماء مظهرون للحق وليسوا منشئين للحق يظهرونه يبينونه يدعون الناس اليه يزيلون الشبهات عنه يدفعون الباطل الذي يروج له اهل الضلال والبدع تجاهه اما ان يكون الحق منهم فهذا ليس بصحيح ولذلك لا يستريب احد من اهل السنة والجماعة قط انه لو قدر خروج ابن تيمية وابن عبدالوهاب من قبريهما لو خرجا وقالا لنا لقد رجعنا عما كنا عليه من الاعتقاد فان اهل السنة والجماعة على لسان واحد سيقولون هذا شأنكما اما نحن فلا نرجع عن الحق الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كانت ميزة ابن تيمية انه جعل الحق في قوالب من حيث التنظير ومن حيث الرد و كافح ونافح عن هذا المعتقد ورد شبهات مخالفيه واما مضمون ما دعا اليه وما بينه من المعتقد فلا شك انه هو الذي كان عليه معتقد النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عليه معتقد اصحابه وهلم جرا الى اخر عهد السلف الصالح ولذلك ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في منهاج السنة في الجزء السابع انه لو لم يخلق البخاري ومسلم ما نقص من الدين شيء ونحن نقول لو لم يخلق ابن تيمية ما نقص من الدين شيء لما؟ لان هذا الدين محفوظ بحفظ الله عز وجل وليس باستحفاظ اهل العلم لم يجعل الله عز وجل حفظ هذا الدين للعلماء انما تولى هو سبحانه حفظ هذا الدين ولذلك فان الله عز وجل يقيد من اهل العلم من يدعو الى هذا الحق وينصره و آآ يبينه ولا سيما اذا كان الزمان زمان فترة اذا كان الزمان زمان فترة واذا كان الزمان زمان غلبة للاهواء وهكذا كان لما قيض الله عز وجل لهذه العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة الائمة الاجلاء كابن تيمية رحمه الله وغيره لما نظر شيخ الاسلام رحمه الله على هذه العقيدة التي بين ايدينا وساتكلم عن هذا ان شاء الله بعد قليل ذكر انه لما كثر الكلام وكثر الصراخ عند الامير الذي هو نائب السلطان الافرم كانه خاف على شيخ الاسلام من مناوئيه فقال لهم ان الرجل كتب عقيدة الامام احمد الذي هو امامه وهذا لا يعترض عليه فيه كانه اراد ان ينهي الامر بمثل هذا الاعتذار ان هذه العقيدة التي هي العقيدة الواسطية انما هي عقيدة الامام احمد ابن حنبل رحمه الله فابى ذلك شيخ الاسلام رحمه الله وقال هذه عقيدة محمد ليست عقيدة احمد هذه عقيدة محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم والامام احمد ليس له ميزة في هذا الامر بل ان الامام احمد انما نبل لانه تكلم بما جاء في الكتاب والسنة ولو تكلم بخلاف ذلك ما قبل منه اذا هذه العقيدة كذلك نحن نقول ليست عقيدة احمد ليست عقيدة احمد ابن تيمية انما هي عقيدة محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. هذا الذي ينبغي ان ينبه عليه ثم نقول مع ذلك ليس ذنب شيخ الاسلام ان يكون موفقا للحق ان يكون الله عز وجل قد فتح عليه باصابة الحق حتى انه لم يعرف له خطأ في باب الاعتقاد هذا ليس ذنبه هذا ليس ذنبه هذا من توفيق الله سبحانه وتعالى له ولكن نحن لم نأخذ هذا الاعتقاد منه لانه انشأه وقاله لكن نحن نستفيد منه كما نستفيد من غيره من اهل العلم اهل السنة والجماعة نظرهم الى العلماء على وزان نظرهم الى نجوم السماء من حيث ان النجوم وسيلة لمعرفة القبلة نحن لا نصلي جهة النجوم انما نستعين بالنجوم بعد الله عز وجل على ماذا على معرفة القبلة ولذلك اذا عرفنا القبلة ورأيناها وتحققناها فاننا لا نحتاج حينئذ الى هذه النجوم العلماء كالنجوم التي يهدي الله عز وجل بها السائرين الى الحق الى القبلة الى حيث يرضى الله سبحانه وتعالى واما ان يكون ذلك لانه هو الذي قاله ولانه هو الذي انشأه فان هذا ليس بصحيح ثم نقول ايضا اي شيء تأخذون على ابن تيمية هاتوا مسألة عقدية واحدة قال ففيها مقتضى الكتاب والسنة لما نظر شيخ الاسلام رحمه الله في هذه العقيدة تحدى المناظرين له وكانوا من المتكلمين الكبار من القضاة من انواع او من آآ المذاهب المختلفة تحداه رحمه الله ان يأتوا بحرف واحد لم يقل كلمة بل قالها اتحداكم ان تأتوا بحرف واحد قلته في هذه العقيدة خالفت فيه ما كان عليه السلف الصالح الذين هم اهل القرون المحمودة الذين اثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وما فعلوه مضت ثلاث سنوات وثلاثون سنة وثلاثمائة سنة ومضت قرون طويلة والى اليوم ما استطاعوا ان يثبتوا شيئا في هذه الكلمة ولا شيئا في مؤلفاته رحمه الله قررها في معتقد اهل السنة والجماعة خالفت ما كان عليه السلف الصالح المقصود يا ايها الاخوة ان هذه شبه زائفة ينبغي على اهل السنة والجماعة ان يتنبهوا وان يحذروا مع معرفتهم بالحق ومعرفتهم بقدر اهل الحق وان يستفيدوا من كلام هذا الامام المجاهد رحمه الله كما ان عليهم ان يستفيدوا من كلام غيره من ائمة اهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم اجمعين جزاهم عنا خير الجزاء اما هذا المؤلف الذي بين ايدينا فهو العقيدة الواسطية هكذا سماه شيخ الاسلام رحمه الله في مناظرته حول او في مناظرته في شأن العقيدة الواسطية كما اودع هذه المناظرة وحكاها آآ كما في مجموع الفتاوى في الجزء الثالث من صحيفة ستين ومئة سبب تأليف هذه الرسالة هو ان احد قضاة واسط وواسط مدينة في العراق بناها الحجاج بن يوسف وقيل انها سميت بذلك لانها متوسطة بين البصرة والكوفة والاحواز المقصود ان احد قضاتها واسمه رضي الدين الواسطي قدم بعد قفوله من الحج الى الشام ولقي شيخ الاسلام رحمه الله وجالسه وانتفع بعلمه ثم انه شكى اليه ما يعيشه اهل بلدته من انتشار الاهواء وظلم التتر ونحو ذلك فطلب منه ان يكتب عقيدة تكون له عمدة ولاهل بيته فاستعفى شيخ الاسلام رحمه الله وقال ان اهل السنة والجماعة قد كتبوا عقائد كثيرة فخذ واحدة من هذه وتكفي فالح عليه في ذلك فرضخ شيخ الاسلام الى هذا الطلب كتب هذه العقيدة قال كتبتها وانا قاعد بعد العصر كتبها وهو قاعد بعد العصر يعني في جلسة بعد العصر كتب هذه العقيدة التي يدرسها الناس بايام طويلة وهكذا فعل في رسالة الفتوى الحموية كتبها في جلسة بين الظهر والعصر وكان شيخ الاسلام رحمه الله عجيبا بسرعة التأليف لما عرض له قصيدة احد المعتزلة واسمه السكاكين حيث كتبها على لسان احد علماء اهل الذمة ايا علماء الدين ذمي دينكم تحير دلوه باعظم حجته عرضت على شيخ الاسلام هذه القصيدة وفيها اه مباحث تتعلق بالمعارضة بين الامر الشرعي والقدر تأملها شيخ الاسلام رحمه الله في لحظة ثم انه ثنى احدى رجليه على الاخرى وكتب في تلك الجلسة مئة وتسعة عشر بيتا وهو جالس في تلك اللحظة كتب هذه القصيدة العظيمة المشهورة بالتائية في القدر سؤالك يا هذا سؤال معاند معارض رب العرش باري البرية الى اخر ما ذكر رحمه الله المقصود ان شيخ الاسلام رحمه الله الف هذه الرسالة والظاهر والله اعلم انه الفها سنة ستمائة وثمانية وثمان وتسعين وبالتالي يكون عمره حينها سبعة وثلاثين عاما وذلك انه ذكر في مفتتح المناظرة على الواسطية ان المناظرة وقعت وقعت سنة خمس وسبع مئة ثم انه آآ طلب احضار هذه العقيدة حتى تقرأ في مجلس المناظرة يقول وكتبتها من نحو سبع سنين بالتالي يكون قد كتبها في هذه السنة يعني في ست مئة وثمانية وتسعين والله تعالى اعلم مباحث هذه الرسالة تناول فيها شيخ الاسلام رحمه الله بعد المقدمة مبحث الصفات الذي اخذ اكثر من نصف الرسالة ثم انه تناول بعد ذلك ما يتعلق بمبحث اليوم الاخر والقدر ومسائل الايمان والصحابة ثم ذكر مكملات الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة كعنايتهم بالاخلاق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما الى ذلك فتجد انها عقيدة شاملة لجل مباحث الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة باستثناء مبحث الالوهية وبالتالي فمن جمع بين دراسة كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية فانه يكون قد اشرف على مهمات المسائل في الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة كما ذكرت لكم حصل لشيخ الاسلام رحمه الله محنة عظيمة بسبب تأليفه هذه الرسالة عقب تأليفه لها انتشرت كما يقول هو رحمه الله في مناظرته انتشرت انتشارا كثيرا بين مصر والشام والعراق تناولها اعداؤه واللبوا عليه بسببها فبلغ مرسوم من السلطان الى نائبه على الشام ان يجمع ابن تيمية مع العلماء والمقدمين من القضاة ونحوهم وتكون مناظرة في حضرته حول هذه العقيدة وجلسوا عدة مجالس وابرز ما عندهم من المآخذ على شيخ الاسلام رحمه الله و تلخصت تلك المآخذ التي زعموها فيما يتعلق بمسألة الاستواء على العرش والمعية وكذلك العلو وكذلك قوله في مفتتح هذه العقيدة انها عقيدة الفرقة الناجية فيلزم من هذا ان يكون من لم يكن ملتزما بها هالكا ولا بد الى اخر ما اوردوا على هذه العقيدة فوقف لهم شيخ الاسلام رحمه الله كان حاله معهم كحال السيل العرمرم اذا لاقى ساقية صغيرة وهم انفسهم اذعن اعترفوا بما في هذه العقيدة من المباحث الفاضلة وشكروه عليها واثنوا عليه بها ذكر رحمه الله عدة مسائل انه لما قرأت هذه المسائل امامهم فرحوا بها جدا وذكروا انه قد تجلت لهم الشبهة بسبب ما ذكره واقرأ هذا في هذه المناظرة فانها مناظرة نافعة ماتعة مميزات هذه الرسالة اولا انها رسالة وجيزة مختصرة وهي على ايجازها شاملة كما ذكرت لك كثيرا من مباحث الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة وثانيا ان عماد هذه الرسالة ادلة الكتاب والسنة قد اكثر المؤلف رحمه الله من الاستدلال على ما يذكر بادلة القرآن والسنة. وهذه ولله الحمد سمة بارزة كل مؤلفات اهل السنة والجماعة ايضا من مميزاتها ان مؤلفها قد تحرى ذكرى الفاظ النصوص تحرى ذكر الفاظ النصوص ولم يرغب ان يخرج عن الفاظها في تأليفه هذه الرسالة حتى في المسائل الدقيقة ولذلك تجد انه قد تجنب لفظ التأويل المذموم الى لفظ التحريف وتجنب لفظ التشبيه الى لفظ التمثيل لا لان هذه الالفاظ لا يصح استعمالها بجهة النفي انما لاجل موافقة ادلة الكتاب والسنة وهذا قد اشار اليه رحمه الله في مناظرته على هذه العقيدة والمقصود ان هذه العقيدة كتب الله عز وجل لها الانتشار والقبول عند الناس وانتشرت منذ حياته والى هذا اليوم ولله الحمد واعتنى بها اهل العلم وطلابه من حيث الحفظ ومن حيث الدراسة ومن حيث الشرح ولذلك اه الفت حول او الفت في هذه العقيدة مؤلفات شتى من حيث الشرح و انا اوصي طالب العلم بالعناية بحفظ هذه العقيدة فانها عقيدة نافعة كما ذكرت ومفيدة والفاظها مطابقة لالفاظ النصوص فهي من احسن مؤلفات اه عقيدة اهل السنة والجماعة الوجيزة فحبذا لو ان طالب العلم حرص على ان يحفظ هذه العقيدة ولعلنا نشرع ان شاء الله بدراسة ما تيسر في هذه العقيدة. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. نعم افتتح المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه اهل العلم وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الجزء الاول من الفتح في اوله ذكر ان عمل المصنفين في العلم قد استقر على افتتاح كتب العلم بالبسملة ذلك ان اهل العلم جعلوا هذه المؤلفات والكتب بمثابة الرسائل هي رسالة تنفع قارئها والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح رسائله بالبسملة سواء كانت رسالة تتضمن الدعوة كرسالته الى هرقل او ما فعل اصحابه رضي الله عنهم كابي بكر رضي الله عنه برسالة العلم والاحكام كما في رسالة الصدقة التي زود بها انس رضي الله عنه حينما بعثه الى البحرين كما اخرج هذا البخاري رحمه الله في صحيحه وقد جرى الكلام عن البسملة وما يتعلق بي آآ مباحثها على شيء من الاختطاف في مقدمة شرح كتاب التوحيد ثم انه ثنى بحمد الله عز وجل والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم والحمد كما مر معنا ايظا هو الثناء على المحمود الثناء على المحمود مع محبته واجلاله وتعظيمه وهذا الحمد الذي افتتح به هذه الرسالة الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله مقتبس من اية الفتح هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا الله عز وجل ارسل رسوله بالهدى ودين الحق الهدى كما بين شيخ الاسلام رحمه الله هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح ومن جمعهما كانت له النجاة والفلاح والتوفيق الهدى العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح قال ليظهره على الدين كله جعل الله عز وجل الغلبة والظهور لدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الاديان وهذا ما هو مشاهد بالعيان بحمد الله عز وجل فالله عز وجل جعل الظهور والظفر والغلبة لهذا الدين العظيم ومكن له في الارض فدخل الناس في دين الله افواجا عقب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل الامر في زيادة و لن ينقضي او لن تنقضي الايام والليالي حتى يزيد هذا الانتشار ويزيد هذا الخير حتى لا يدع بيت حجر ولا مدر الا دخله كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وظهور الدين قد يكون بالسنان وقد يكون بالقلم واللسان الظهور قد يكون بالجهاد العملي وقد يكون بالجهاد العلمي والنصر حاصل بحمد الله في كليهما هو حاصل غالبا في الجهاد العملي وحاصل دائما في الجهاد العلمي قال ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا كفى بالله شهيدا ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسوله وكفى بالله شهيدا انه ارسله بدينه وكفى بالله شهيدا انه اظهره على الدين كله ثم صلى على نبينا صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا قدم بين يدي صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتي الحق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى الكلام بالتفصيل عن الشهادتين في شرح كتاب التوحيد واما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الامر فيها كما قال ابو العلجة رحمه الله بما اورده البخاري رحمه الله في صحيحه ان الصلاة من الله ثناؤه على عبده عند الملائكة واما صلاة الملائكة فانها دعاؤهم له الصلاة من الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هو ثناؤه على هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند ملائكته واما من العباد من الملائكة ومن المؤمنين فان هذا دعاؤهم له صلى الله عليه وسلم وكذلك السلام فانه يدعى له عليه الصلاة والسلام بالسلامة السلامة له في حياته عليه الصلاة والسلام والسلامة بعد وفاته لدينه ولدعوته عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله اعتقاد الفرقة الناجية واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا نعم صلى عليه ثم على اله و سنتكلم ان شاء الله على ما يتعلق بالال والصحابة بموضع ذلك من هذه الرسالة واذا ذكر ال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فالمراد بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه الايجاز اه اقدم هذا الان على وجه الازاز اقول ان ال النبي صلى الله عليه وسلم وصف يراد به ثلاثة اصناف اولا ذريته عليه الصلاة والسلام وذريتهم وثانيا زوجاته امهات المؤمنين ازواجه امهات المؤمنين وثالثا قرابته الذين هم بنو هاشم هذا ما يشمله لفظ ال النبي صلى الله عليه وسلم او اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعتق اما بعد اما بعد اما بعد هذه كلمة تسمى كلمة فصل يعني يؤتى بها للفصل بين كلام وكلام يعني تكون متكلما بشيء معين ثم تريد الانتقال منه الى غيره فانك تأتي بهذه الكلمة الضم ها هنا اما بعد فانه اشارة الى كلام محذوف يعني كانك تقول اما بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم فاني اقول كذا وكذا اذا اذا اتيت بهذا اذا اتيت بهذا المحذوف فانك تفتح الدال اذا اتيته وقدرت الكلام هكذا اما بعد اما بعد حمد الله وكذا وكذا فاني اقول كذا وكذا اما اذا حدث كما هي عادة العرب كثيرا في كلامهم فان هذا يشير الى هذا الكلام المحذوف. اما بعد ما تقدم فاني اقول كذا وكذا ولعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل بعون الله عز وجل في درس الليلة القابلة ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان