بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الوسطية اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. اما بعد اما بعد اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة الايمان نسخ اخرى فهذا ها نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة افصح المؤلف رحمه الله بعد ما قدم فيما سمعت في الدرس الفائت افصح بغايته من هذا التأليف وهو بيان اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة الذين هم اهل السنة والجماعة والاعتقاد هو ما يعتقد يعني ما يصدق به القلب تصديقا جازما هذا هو الاعتقاد والمعتقد والعقيدة ما يصدق به القلب تصديقا جازما فيعقد عليه القلب لا شك ولا ريب ان الدين منقسم الى ما يقوم بالقلب والى ما يقوم بالجوارح وباب الاعتقاد متعلق بالقسم الاول وهو ما يقوم بالقلب قال رحمه الله فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة الفرقة الطائفة من الناس يعني الجماعة من الناس ذكر المؤلف رحمه الله ها هنا ثلاثة القاب لهذه الفرقة اللقب الاول انهم الفرقة الناجية واللقب الثاني انهم الفرقة المنصورة واللقب الثالث انهم اهل السنة والجماعة اما اللقب الاول وهو انهم اهل الفرقة الناجية فان كون هؤلاء فرقة من فرق هذه الامة قد دل عليه ادلة من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك فهذه الطائفة هي الفرقة اذا من هذه الامة طائفة وافقت الحق والتزمته وثبتت عليه وثمة طائفة او طوائف لم تكن كذلك ويدل على هذا ايضا ما جاء في حديث افتراق الامة وهو ما روى ابو هريرة وانس وغيرهما من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه عليه الصلاة والسلام انه قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجماعة اذا هذه هي الفرقة التي نجت من كان من هذه الجماعة يعني التي اجتمعت على الحق على الكتاب والسنة وجاء في رواية اخرى انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه واصحابي فدل هذا على ان هذه الفرقة ناجية ناجية من امرين ناجية من الضلال في الدنيا وناجية من النار في الاخرة اما كونها ناجية من الضلال في الدنيا فالدليل على ذلك انهم اعتصموا بالكتاب والسنة ومن اعتصم بالكتاب والسنة فانه يكون مهديا ناجيا من الضلالة. قال سبحانه وتعالى وكيف تكفرون بالله؟ وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في حديث الحج الطويل حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب اصحابه في المجمع العظيم في يوم عرفة وكان فيما قال وقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله اذا اهل السنة والجماعة هم الناجون من الضلال وهم الناجون في الاخرة من النار كما دل عليه الحديث الذي سلف كلها في النار الا واحدة اذا وصف الفرقة الناجية وصف مستنبط من هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم اما كونهم الطائفة المنصورة فهذا ما جاء التنصيص عليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه الترمذي وابن ماجه واحمد وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله فهذا نص صريح في ان هذه الفرقة فرقة منصورة ويدل على هذا في المعنى ما خرجاه في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك اذا هؤلاء منصورون منصورون السنان غالبا ومنصورون بالحجة والقلم واللسان دائما فالغلبة العلمية دائما لهذه الفرقة منصورة بالحجة وغالبة بالدليل ولذلك لا يمكن ان يكون غيرهم منصورا عليهم بدليل من الحق ليس معهم ان هذه الفرقة كما سيأتي البيان ان شاء الله كان معها الحق الخالص الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم المنصورون بالسنان والقوة العملية غالبا وقد يمتحنهم الله عز وجل وقد يزيل عليهم لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى الا ان العاقبة للتقوى والا ان العاقبة للمتقين المقصود ان من القاب اهل الحق المحض انهم اهل الفرقة الناجية واهل الفرقة المنصورة كما ذكر المؤلف رحمه الله وهذه العقيدة كانت تلقب ايضا بالاضافة الى انها العقيدة الواسطية كانت تلقب ايضا بهذا الافتتاح. كانت تلقب عقيدة الفرقة الناجية المنصورة والمؤلف في ذلك كان على نسق من تقدمه من اهل العلم ومن ذلك ابن فانه عنون كتابه بالابانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة اما الوصف الثالث او قبل ذلك قال المؤلف رحمه الله الى قيام الساعة والمقصود بذلك ان هذه الفرقة ظاهرة منصورة الى قرب قيام الساعة فقوله رحمه الله الى قيام الساعة يعني الى قرب قيام الساعة وذلك جاء موضحا في الرواية الاخرى وهي حتى يأتي امر الله وامر الله هو الذي يأتي قبيل قيام الساعة والمعنى انه الريح التي يرسلها الله تبارك وتعالى قبيل قيام الساعة فتقبض روح كل مؤمن ومؤمنة حتى لا يبقى الا من لا خير فيه. وعلى هؤلاء تقوم الساعة قال اهل السنة والجماعة هكذا بالكسر على البدنية. فالفرقة الناجية والفرقة المنصورة هم في الحقيقة اهل السنة والجماعة اهل السنة والجماعة سموا بهذا لانهم اعتصموا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واخذوا بها وقدموها على كل قول فامامهم المطلق هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يغضبون الا لقوله ولا ينتصرون الا لحديثه ولا يعتقدون العصمة في غيره فاجتمعوا على هذا فكانوا اهل سنة وكانوا اهل جماعة وهذا اللقب لقب اهل السنة والجماعة لقب احوج اليه ضرورة التمييز بين اهل الحق المحض ومن سواهم من المنتسبين الى الاسلام بمعنى لا يخفى ان هذا الدين كان صافيا نقيا من حيث ما كان يعتقد ويعمل اتباعه في الصدر الاول ثم انه قد دخلت الدواخل فصار الاختلاف الكثير فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر وكان ما اخبر به عليه الصلاة والسلام ففي حديث العرباض رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا اذا دخلت الدواخل وشاب الاسلام من حيث ما يعتقد الناس ويعملون. شاب ذلك الشوائب وحصل الاختلاف تسير في هذه الامة حتى تفرقت هذا الافتراق الكبير حتى فاقت هذه الامة في افتراقها اليهود والنصارى اذا امتزج واختلط الناس من كان على الحق المحض ومن كان على خلاف ذلك ممن ينتسب الى الاسلام ولم يخرج عنه لكنه لم يكن على البيضاء التي توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتاج اهل السنة والجماعة حينها ان يتميزوا بحقهم وان يمتازوا عن غيرهم بحيث ان الحق يبقى واضحا ويبقى ظاهرا فيقصده مريضه. ولا شك ان هذا مقصد شرعي حسن اذا تلقب اهل الحق الذين ثبتوا على الاسلام المحض بهذا اللقب اهل السنة والجماعة ومعنى اهل السنة ومعنى اهل السنة والجماعة والمراد باهل السنة والجماعة هم من عرفهم المؤلف رحمه الله في اخر هذه العقيدة الذين تمسكوا بالاسلام المحض الذي لم يدخله شوب من الشوائب الذين ثبتوا على الاسلام المحض الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومضى عليه اصحابه ولم يشوبوه بشائبة لم يحدثوا في دين الله عز وجل ولم يبتدعوا فيه هؤلاء هم اهل السنة والجماعة. واذا قلت من هم من هذه الطوائف الكثيرة في هذه الامة فالجواب انهم السلف الصالح واتباع السلف الصالح هم السلف الصالح تلك الطبقة النيرة الخيرة الممدوحة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه القائل خير الناس وفي رواية خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. اذا الصدر من هذه الامة هم اهل السنة والجماعة. الصحابة والتابعون اتباعهم وايضا من سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى قيام الساعة. كل اولئك هم اهل السنة والجماعة اذا اهل السنة والجماعة الوصف الدقيق الذي لا يتجاوزه لا يتجاوز هؤلاء الى غيرهم هم السلف الصالح واتباعهم وهذا اللقب لقب قديم ليس لقبا حادثا روي هذا اللقب بكلام ابن عباس رضي الله عنهما الا ان الاسناد اليه لا يصح لكنه ثابت في كلام التابعين فمن اولئك الذين بلغنا نطقهم بهذا اللقب من كان في عهد اواسط التابعين كابن سيرين رحمه الله كما اخرج ذلك مسلم في مقدمة صحيحه وابن سورين ابن سيرين رحمه الله متوفى سنة عشر ومئة كما لا يخفاكم كذلك جاء هذا اللقب في كلام الحسن البصري رحمه الله وهو قرينه ومتوفى في السنة نفسها كذلك جاء في كلام بعض من تأخر عن هؤلاء من صغار التابعين كايوب السختياني فانه متوفى سنة احدى وثلاثين ومئة للهجرة ثم كان الامر اظهر واشهر في الطبقة التي تلت تلك الطبقة كما تجده في كلام سفيان الثوري رحمه الله وكما تجده في كلام في كلام الفضيل ابن عياض رحمه الله وكما تجده في كلام الامام الشافعي رحمه الله فانه نص على هذا اللقب في كتابه الام ثمان الامر اصبح اظهر واصبح تداول هذا اللقب اكثر في الطبقة التي تلت ذلك كطبقة القاسم ابن سلام طبقة الامام احمد رحمه الله ثم فشى الامر وانتشر اكثر واكثر في الطبقة التي تلت ذلك كطبقة ابن جرير الطبري والطحاوي وامثالهما من اهل العلم وهلم جرا الى هذا اليوم. اذا هذا لقب اثري قديم لم يكن ناشئا اه نشأة محدثة في العصور المتأخرة انما كان لقبا متداولا في صدر هذه الامة ولم يزل يشتهر و اه يفشوا فيما بين اهل العلم الى يومنا هذا. اذا الذين تمسكوا بالاسلام المحض ولم يشوبوه بشائبة هم هؤلاء. الفرقة الناجية الطائفة المنصورة اهل السنة والجماعة كذلك لهم القاب اخرى تلقبوا بها كاهل الحديث وكاهل الاثر و من عدا الطبقة الاولى اتباع السلف او السلفيون فان هذا اللقب اعني لقب السلفيين المراد به من اتبع السلف فالسلف هم الصدر الاول والسلفيون هم من سار على نهجهم واهل السنة والجماعة هم مجموع الطائفتين اهل السنة هم السلف والسلفيون اذا هذا هو لقب اهل هذا هو لقب اهل السنة والجماعة وهذا معناه وهذا سبب التسمية وهذه المرادفة لهذا اللقب. يبقى بعد ذلك ان يقال ان كل احد يمكن ان يدعي انه من اهل السنة والجماعة لكن ينبغي ان يعلم ان هذا اللقب لا يكتسب بالدعوة ولا يكتسب بالجاه ولا يكتسب بالقوة ولا يكتسب بحشد الوفود وعقد المؤتمرات انما يكتسب بالحجة والدليل والبرهان والسير الصادق على نهج الكتاب والسنة الاسعد بهذا اللقب هم من كان كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مورده ومصدره. من كان ذلك من كان كذلك كان احق بهذا اللقب دون ريب ولا شك. اهل السنة والجماعة لهم سمات لهم علامات يتميزون بها عمن سواهم فاسمع يرعاك الله اذا تلك السمات اول تلك السمات لاهل السنة والجماعة ان مصدرهم في التلقي والاستدلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لانهم يعتقدون ان احسن الحديث كتاب الله وان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لذا فهم لا يتجاوزون القرآن والحديث يعتقدون ان النجاة معلقة باتباع الكتاب والسنة لا غير. ولذلك فانهم بقوله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. هذا هو الحق المحض الذي كانوا عليه وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم السمة الثانية لاهل السنة والجماعة انهم يسلمون للنصوص ولا يعارضونها بشيء البتة اهل السنة والجماعة هم اهل الاسلام الحق الذين استسلموا لله تبارك وتعالى وسلموا لما جاء به فلم يعارضوه بشيء فضلا عن ان يقدموا عليه شيئا اذا جاءهم النص فانهم يقبلونه ويضعونه على رؤوسهم وفوق رؤوسهم اذا جاءهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانهم يطرحون امامه كل شيء ولو كان مذهبا ولو كان قول امام ولو كان ما يدعى انه عقل ولو كان هوى ولو كان كشفا ولو كان رؤيا ولو كان ما كان هذه سمة بارزة لاهل السنة والجماعة يقدمون الكتاب والسنة على ما سواهما ولا يقبلون البتة ان تكون ثمة معارضة ادنى معارضة لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعملون بقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم مما قضيت ويسلموا تسليما سمة ثالثة لاهل السنة والجماعة وهي انهم يقبلون النصوص جميعا ويؤمنون بالكتاب كله ويدخلون في السلم كافة ويدرؤون ما يتوهم من تعارض بين ادلة الكتاب والسنة هذه الفرقة هي الفرقة الوحيدة التي وفقها الله عز وجل الى هذه الميزة العظيمة لا توجد فرقة قط تنتسب الى هذا الدين الا وهي تأخذ بطائفة من الادلة وتترك طائفة اللهم الا اهل السنة والجماعة حقا وصدقا. فانهم لا يمكن ان يكون هناك شيء من الحق قد شذ عنهم ونذ عنهم هذا امر مستحيل. لم؟ لانهم يأخذون باطراف النصوص جميعا يقبلونها كلها يتحققون بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة يعني خذوا الاسلام جميعا اما من عداه كما اسلفت فانهم يأخذون بعضا ويعرضون عن بعض. اذا اهل السنة والجماعة يأخذون بالنصوص كافة ويضمون بعضها الى بعض ويعاملونها معاملة النص الواحد وبالتالي فانما يتوهم من حصول تعارض بين دليل ودليل فانهم يؤلفون ويجمعون بين تلك الادلة التي يتوهم فيها هذا التعارض مع اعتقادهم الجازم انه ويمكن البتة ان يعارض دليل صحيح دليلا صحيحا هذا امر في غاية الاستحالة. مستحيل ان يتعارض دليلان صحيحان. اية واية او حديث وحديث او اية وحديث. هذا لا يمكن ان يكون فان الله تعالى يقول ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما لما كان من عند الله فانه لا يمكن البتة ام يكون فيه ادنى اختلاف ولله الحمد والمنة السمة الرابعة لاهل السنة والجماعة هي انهم يدرؤون التعارض بين العقل والنقل وعند توهم التعارض يقدمون النقل ويتهمون العقل هذه ايضا سمة من سمات اهل السنة والجماعة الظاهرة وهي انهم يعتقدون اعتقادا جازما انه لا يمكن ابدا ان يتعارض نص صحيح وعقل صريح مستحيل فان الذي انزل هذا النقل هو الله جل وعلا والذي خلق هذه العقول هو الله جل وعلا. وبالتالي فلا يمكن ان يحصل تضاد او تعارض بين نقل صحيح وبين عقل صريح وبالتالي كل ما يتوهم انه قد حصل فيه تعارض بين النقل والعقل بين الدليل النقلي السمعي من الكتاب والسنة وما يدعى انه دليل عقلي فانه لا يخرج عن الاحوال الاتية اما ان يكون الدليل الذي يذكر نقليا غير صحيح او ان يكون الدليل الذي يزعم عقليا غير صحيح او ان يكون هناك خطأ في الفهم والاستدلال لا يمكن ان يخرج شيء مما يدعى التعارض فيه بين العقل والنقل عن هذه الاحوال الثلاث اذا اهل السنة والجماعة ليسوا مطرحين للدلالات العقلية بل العقل عندهم الة لفهم النصوص وليس حاكما على النصوص وهذا فارق منهجي بين اهل السنة ومن عداهم العقل عند اهل السنة والجماعة الة ونعمة جعلها الله عز وجل في الناس لاجل ان يتفهموا النصوص ولاجل ان يعقلوها ولاجل ان يحملوها على محاملها لا ان العقل حاكم على النصوص وبالتالي فان كل الادلة تعرض على ما يزعم انه العقل الصريح فما وافقه قبل ما رده فانه يطرح ليس الامر كذلك بل هذه طريقة اهل البدع والاهواء. وان عجز الانسان لضعف علمه عن التوفيق بين ما يذكر من ادلة نقلية وما يذكر من ادلة عقلية فان اهل السنة والجماعة لا شك انهم يقدمون النقل ويتهمون العقل عقل الانسان مهما كان عقل عاجز قاصر ضعيف محدود بحدود لا يستطيع ان يتجاوزها هي الحواس الخمس لا يمكن ان يحكم عقل في شيء خارج عن هذه الحدود وبالتالي لما كان بهذا القدر من القصور والعجز لا يمكن بالتالي ان يكون مقدما على نقل جاء من عند العليم الخبير الذي وسع كل شيء علما تبارك وتعالى سمة خامسة لاهل السنة والجماعة هي انهم يعتقدون ان الدين كامل يعتقدون مضمون قول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم وقوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وبالتالي فانهم يعتقدون ان هذا الدين لا يقبل زيادة ولا يقبل ان يمتزج فيه غيره بل هو حق كامل اتى بالخير كله ودفع الشر كله جمع بين مصالح الدين ومصالح الدنيا. فكانت السعادة بحذافيرها محفوظة لمن اتى لمن لمن اخذ بهذا الدليل او بهذه الادلة من الكتاب والسنة وبالتالي كانت سمتهم السادسة انهم يحذرون من البدع ويحذرون من اهلها هج جيراهم ومن اعظم اهتمامهم انهم يحذرون من البدع من الاحداث في دين الله عز وجل وينصحون ويحذرون من ارتمى في احضانها وذلك لان البدعة والاحداث في دين الله عز وجل ما هو الا اتباع للهوى لا غير كل بدعة كل ما كان امرا محدثا في هذا الدين ليس عليه خاتم النبوة فانه ولا شك اتباع للهوى دليل هذا في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله اذا كل ابتداع فهو اتباع للهوى وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تحذير امته عنهم كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد على اصحابه ويكرر كثيرا قوله عليه الصلاة والسلام اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. اذا اهل السنة والجماعة يعتقدون ان شر الامور محدثاتها. وان البدعة لا تزيد صاحبها من الله جل وعلا الا بعد السمة السابعة لاهل السنة والجماعة هي انهم يعتقدون ان خير هذه الامة السلف الصالح فهم المقدمون في كل علم وعمل وبالتالي فالخير كل الخير في اتباعهم اهل السنة والجماعة الذين تأخروا عن الصدر الاول عن القرون المفضلة يعتقدون ان السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم هم فوقهم وامامهم ومقدمون عليهم في كل خير لا يمكن ان يتوفر خير للمتأخرين عجز عن الوصول اليه المتقدمون. لا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها لا يمكن ان يكون شيء يقرب الى الله عز وجل والى مرضاته وجنته لم يكن عليه حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم من بعدهم من التابعين واتباعهم وما احسن ما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى لو كان خيرا ما سبقونا اليه هذا الذي حكى الله عز وجل عن قول المشركين قالوا لو كان خيرا يعني هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا ما سبقونا ما سبقنا اليه اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم. قال ابن كثير هنا قال فقال اهل السنة والجماعة في كل قول وعمل واعتقاد لم يكن عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا لسبقونا اليه انظر للفارق بين مقالة اهل الضلال وبين مقالة اهل الحق الذين هم اهل السنة والجماعة اذا اهل السنة والجماعة يتبعون السلف الصالح ويسيرون على نهجهم ويضعون نصب اعينهم قول الله جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. يضعون نصب اعينهم قول الله الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. قال بعض اهل التفسير مع ابي بكر وعمر واصحابهما رضي الله عنهم وارضاهم السمة الثامنة لاهل السنة والجماعة هي انهم دائما اهل توسط بين الافراط والتفريط بين الغلو والجفاء وهذا التوسط المحمود لا المدعى الذي كان عليه اهل السنة والجماعة انما استفادوه من كونهم يسيرون على نهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح فاورثهم ذلك ان كانوا اهل توسط بين الانحرافين وبين الضلالتين. بين الغلو وبين الجفاء بين الافراط وبين التفريط وتأمل هذا يا رعاك الله ان شئت في مسلك اهل السنة والجماعة وقولهم في كل مسألة من مسالك من مسائل الاعتقاد تجد اهل السنة والجماعة اهل توسط واعتدال السمة التاسعة عند اهل السنة او لاهل السنة والجماعة انهم اهل اتفاق واهل اجتماع على الحق ولاجل هذا كانوا اهل السنة والجماعة كانوا اهل الجماعة كانوا الجماعة هذه الالقاب الثلاثة كلها مستعملة عند اهل العلم وان كان الاستعمال الاشهر هو عطف الجماعة على السنة فيقال اهل السنة التي والجماعة وهذا الاجتماع والائتلاف في ما كان عليه نهج اهل السنة والجماعة ظاهر ولله الحمد. خذ ما شئت من مؤلفات الاعتقاد عند اهل هذه الفرقة الناجية المنصورة وعارضه بغيره من المؤلفات تجد ذلك كأنه خرج من قلب واحد وقلم واحد خذ مؤلفا الف في القرن الثالث او الرابع وخذ مؤلفا الف في هذا العصر وقارن بين هذا وهذا تجد ان المكتوبة ها هنا وها هنا كأن مؤلفه واحد والسبب ان اهل السنة والجماعة جمع الله عز وجل قلوبهم على الحق والاعتقاد فكان اعتقادهم متفقا عليه ليس فيه خلاف ولذلك تأمل في اقوالي اهل البدع والضلال من جميع الفرق كيف تجد بينهم في مسائل الاعتقاد؟ بل في اصول مسائل الاعتقاد اختلافا كبيرا وكثيرا حتى انك تجد بعضهم يبدع بعضا وتجد بعضهم يكفر بعضا وكل ذلك بسبب انهم نهجوا الاهواء ما اتبعوا الكتاب والسنة واعتصموا بهما فاورثهم ذلك الاتفاق. انما اه كان كل يقدم هواه وكل يقدم عقله والعقول لا يمكن ان تتفق الا على وحي معصوم. العقول لا يمكن ان تتفق الا على وحي معصوم. الا على ما يأتي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم السمة التاسعة لاهل العاشرة لاهل السنة والجماعة انهم يعتقدون انه لا عصمة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كل احد يؤخذ من قوله ويترك اهل السنة والجماعة المعصوم عندهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واما من عاداه فانه يعرض قوله على الميزان الذي لا يمكن ان يتجاوز العدل الا وهو الكتاب والسنة وكل انسان سوى ما استدركه يؤخذ من كلامه ويترك كل احد سوى صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم فانه يؤخذ من قوله ويترك. ولذلك فاهل السنة والجماعة لا يتعصبون لقول احد من الائمة ولا لرأي شيخ من الاشياخ انما اعتقادهم ان كل من وافق الحق فان قوله مقبول ومن خالف الحق ولو كان حبيبا ولو كان قريبا فان قوله مطرح وبالتالي ان هذا الذي كان عليه اهل السنة والجماعة اورثهم الثبات على الحق اهل السنة لا يتنقلون اهل السنة ليسوا على تزعزع وتشتت لانهم يأخذون بقول هذا اليوم ويعجبهم قول ذاك غدا وبالتالي فيكثرون التنقل بين الاراء والمذاهب كلا اهل السنة والجماعة ثابتون لانهم لا يتلقون دينهم واعتقادهم في كل المسائل سواء تعلقت بالاعتقاد او تعلقت بالعمل لا يأخذون ذلك الا من مورد معصوم لا يتطرق اليه خلل البتة الا وهو كتاب الله وما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده. اذا كل احد عند اهل السنة والجماعة فان قوله يعرض على الكتاب والسنة فما قابله فما وافقه فانه مقبول وما خالفه فانه مردود ولا يبالي السني اذا كان مع الكتاب والسنة باحد ولو كان اهل الارض لو خالف اهل الارض جميعا لكنه مع الكتاب والسنة فانه لا يستوحش كيف يستوحش ومعه الحق المحض الا وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه سمات عشر هي بعض سمات اهل السنة والجماعة فمن كان عليها متصفا بها فهو الذي يكون من اهل السنة والجماعة ومن ادعى دعاوى عريضة بعد ذلك فانه قد استبان هل هو اه صاحب دعوة صحيحة او انه صاحب دعوة غير صحيحة. والله عز وجل اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. والبعث بعد موت والايمان بالقدر خيره وشره افتتح المؤلف رحمه الله هذه العقيدة بعد بيان تحدي موضوعه اه المعنى الذي دار عليه هذا التأليف وهو انه يبين اعتقاد اهل السنة والجماعة ذكر اجمالا ما هو هذا الاعتقاد ذكر ان هذا الاعتقاد يدور على اركان الايمان الستة قال وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وبالقدر خيره وشره هذه الاركان الستة التي اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر رضي الله عنه الذي رواه عنه ابنه عبد الله واخرجه الامام مسلم او كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي خرجاه في الصحيحين وكلاهما فيهما قصة مجيء جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن الحديث الاول ابسط والحديث الثاني اخسر المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الامر الذي يعتقد هو الايمان ويدور على الاركان الستة التي سمعت وكل مسائل الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة فانها راجعة الى هذه الاركان الستة اما مطابقة واما تضمنا واما التزاما لا تخرج مسائل الاعتقاد عن عند اهل السنة والجماعة عما ذكرت لك من هذه الاركان الستة وسيستبين لك ذلك ان شاء الله اثناء دراستنا لهذا آآ لهذه العقيدة التي بين ايدينا ويلحق هنا ان شيخ الاسلام رحمه الله ذكر البعث بعد الموت وليس اليوم الاخر يعني ذكر ان الذي يؤمن به البعث بعد الموت ولم يذكر كلمة اليوم الاخر وبالتالي فيكون قد عدل عن لفظ حديث جبريل المشهور الذي اه رواه لنا عمر رضي الله عنه الى ما جاء في رواية ابي هريرة المخرجة في الصحيحين فان هذا اللفظ قد جاء في هذه الرواية قال والبعث وفي رواية والبعث بعد الموت فعلى كل حال البعث هو من مباحث اليوم الاخر وبالتالي فيكون آآ فيه دلالة على ما يكون بعد ذلك. مباحث اليوم الاخر عند اهل السنة والجماعة تدور على الثلاثة موضوعات ما يتعلق بالبرزخ يعني بالقبر وما يكون فيه والثاني ما يكون في عرصات القيامة ابتداء من البعث والى ان يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار. نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار وثالثا ما يتعلق بالدار الابدية في الجنة او في النار نسأل الله السلامة والعافية قوله عليه الصلاة والسلام والبعث فيه اشارة الى هذا وان كانت الرواية التي فيها المعنى بتمامه وما جاء في آآ رواية عمر رضي الله عنه كما خرج ذلك الامام مسلم ولعلنا نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان