بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه فبه يا رب العالمين. امين. وبعد. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الموضوع الاول الذي ابتدأ به المؤلف رحمه الله في هذه العقيدة حيث شرع في بيان معتقد اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات فقال ومن الايمان بالله الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله من الايمان منها هنا تبعيضية وذلك ان الايمان بالله يشمل الايمان بثلاثة امور الايمان بربوبية الله عز وجل والايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته والمؤلف رحمه الله شرعها هنا في بيان هذا القسم وهو الايمان باسماء الله وصفاته وقد ذكرت لك ان هذا الشطر من العقيدة الذي تعلق بباب الاسماء والصفات هو الذي كان له الحظ الاوفر من مساحة هذه الرسالة باب الاسماء والصفات باب عظيم حيث انه اساس الهداية واصل الدين واعظم ما اكتسبه ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس فليست النفس المؤمنة احوج الى شيء منها الى معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته تبارك وتعالى هذا هو اصل العلم وهذا هو كل العلم فمن عرف الله عز وجل عرف ما سواه ومن جهل الله عز وجل فهو لما سواه اجهل العلم باسماء الله وصفاته اشرف العلوم على الاطلاق وهو مع ما ينبني على هذا العلم من العمل من تحقيق العبودية هو الغاية التي خلق الله هذا الخلق لاجلها الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما هذا الكون كله خلقه الله عز وجل حتى يعرف ثم يعبد سبحانه وتعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم اذا العلم باسماء الله وصفاته من الامر العظيم المهم الذي ينبغي ان يكون اهم مطالب العبد في هذه الحياة فاي عبادة واي توجه وتأله للمعبود سبحانه دون معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته العبد بحاجة الى مولاه بل له ضرورة اليه تبارك وتعالى من حيث كونه ربه ومن حيث كونه الهه هو مفتقر الى مولاه جل وعلا من حيث كونه ربه الذي خلقه والذي يرزقه والذي يتولى تدبير امره والذي يتوكل عليه والذي يفوض الامور اليه وهو كذلك مفتقر اليه افتقارا تاما من حيث كونه الهه الذي يتأله له فيحبه ويجله ويعظمه ويخافه ويرجوه سبحانه وتعالى فاي تحقيق لهذين الامرين تحقيق باعتقاد ربوبية الله تبارك وتعالى او التأله له دون معرفة اسماء الله وصفاته تخيل في نفسك ان يقال لك اعتقد ان الله ربك واعبده دون ان تعلم عنه اي صفة على الاطلاق انظر كيف يستولي على قلبك ذلك الظلام العظيم وذاك الضيق الكبير ان يكون معبودك مجهولا لك لا تعلم عنه شيئا لذا فان اعظم نعمة من الله تبارك وتعالى على عبده ان عرفه اياه اذا اردت ان تحصي شيئا من نعمة الله عليك من الصحة والرزق والمال والسمع والبصر فلا تنسى ما هو اعظم من ذلك كله وهو ان عرفك نفسه تبارك وتعالى هذه النعمة الكبرى وهذه المنة العظمى التي ليس هناك نعمة تدانيها فان كل خير مرتبط بهذا العلم ان تعلم الله تبارك وتعالى وان تعرفه حق معرفته ولذلك من العجب ان يكون عند الانسان حرص على معرفة العبادة دون ان يكون منه حرص على معرفة المعبود مع ان معرفة المعبود مقدمة على معرفة العبادة فكيف بالذين ربما حرصوا على كل علم وكل فن وكل تخصص كما يقولون يجد ويجتهد في معرفته لكنه من اجهل الناس بربه لا يدري كثيرا من نعوت جلاله وجماله سبحانه وتعالى كيف تتعبد له بالمحبة والخوف والرجاء وانت لا تعلم انه الجميل سبحانه وانه الودود وانه الرحمن الرحيم وانه الغفور وانه العزيز وانه شديد العقاب وانه الذي لا يرد بأسه عن القوم المجرمين كيف تتعبد له بانواع العبوديات وانت جاهل به تبارك وتعالى ولذا كلما كنت بالله اعلم كنت له اعبد هذه قاعدة ينبغي الا تغيب عن بالك كلما كنت بالله اعلم كنت له اعبد ولذا لما كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بالله كان اعظمهم له خشية وتعبدا قال صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية قال عليه الصلاة والسلام رأيت جبريل ليلة اسري بي كالحلس البالي من خشية الله كالحلس قطعة الكساء او القماش البالية من خشية الله تبارك وتعالى لانه من اعظم خلق الله علما باسمائه وصفاته هذا العلم بالله عز وجل باسمائه ونعوت جلاله وجماله اعظم طريق يوصل الى الله تبارك وتعالى ان كنت تروم ان تصل الى ربك جل وعلا الى رحمته ومرضاته وجنته فدونك هذا الطريق الذي ليس ثمة طريق افضل منه ولا اعظم منه الطريق الى الله جل وعلا من طريق اسمائه وصفاته صاحبه قد حيزت له السعادة وان كان مستلقيا على فراشه غير مكدود ولا مشرد عن وطنه ولذا الله سبحانه وتعالى من نعمته على عباده بين لهم كثيرا من اسمائه وصفاته وجعل كتبه التي انزلها على رسله فيها بيان كثير من اسماء الله وصفاته ولا سيما ما جاء بكتاب الله القرآن الذي ارسل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم به فان فيه جملة كبيرة من اسماء الله وصفاته بل انه جل وعلا ضرب الامثال وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم التي تبين وتعرف العباد بمولاهم ومعبودهم وربهم سبحانه وتعالى تأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم بشأن تلك المرأة التي كانت تبحث بين السبي حتى وجدت طفلها فالقمته ثديها قال صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها وقال صلى الله عليه وسلم في شأن توبة عبده قال صلى الله عليه وسلم في شأن توبة العبد لله تبارك وتعالى لله افرح بتوبة عبده من رجل كان في فلاة مدوية ومعه دابته التي عليها طعامه وشرابه ففقدها ففقدها حتى ايس منها ثم جلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت واذا بدابته فوق رأسه فاخذ بخطامها وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح انظر كيف ان الله عز وجل فيما بين نبيه صلى الله عليه وسلم قد ضرب الامثال التي تقرب معرفتك بربك سبحانه وتعالى بل ان الله جل وعلا امر بمعرفة اسمائه وصفاته وهذا يدل على انه امر يحبه جل وعلا فما امر الله بشيء امرا شرعيا الا وهو يحبه تبارك وتعالى كم في كتاب الله من امر بمعرفة اسماء الله وصفاته واعلموا ان الله سميع عليم. واعلموا ان الله مع المتقين. فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم نصير اعلموا ان الله شديد العقاب. وان الله غفور رحيم. في نصوص كثيرة في كتاب الله عز وجل. اذا هذا من العلم الواجب الذي ينبغي الا يتوانى المسلم في الحرص والجد في تحصيله بعض الاسماء والصفات مما يؤكد اهميته يا ايها الكرام ان الانحراف الكبير قد وقع فيه مع الاسف الشديد هذا الباب مع كونه من اوضح الابواب اه اظهرها من حيث الدلالة عليها الا انه قد وقع فيه خلاف كبير في هذه الامة وانحرف فئام من الناس عن الجادة وعن الحق المبين فيه فكان مما يتعين على من اراد نجاة نفسه من الانحراف والضلال ان يتبين الحق في هذا الباب في ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الناس في الجملة في هذا الباب ينقسمون الى ثلاثة اقسام ينقسمون الى اهلي تعطيل والى اهل تمثيل والى اهل سواء السبيل ثمة انحراف الى شق التعطيل وثمة انحراف الى شق التمثيل وسمى وثمة توسط على جادة الحق هو مسلك اهل سواء السبيل واهل التعطيل انفصلوا الى اقسام الى اهل تخييل والى اهل تجهيل والى اهل تأويل اذا هذه الاقسام الكثيرة التي آآ انحرفت عن الحق باستثناء اهل السنة والجماعة حقا وصدقا يدلك هذا الانحراف الكثير والكبير على ان هذا الباب مما يتعين على طالب العلم بل المسلم ان يجد في البحث فيه والتأمل والنظر والتعلم حتى يصيب الحق وحتى يسلم من الانحراف في هذا المقام الانحراف في هذا الباب ليس بالامر الهين لان الكلام في هذا الباب عن الله العظيم تبارك وتعالى والكلام عنه ليس كالكلام عن غيره من تكلم على الله بغير علم فقد وقع في امر عظيم قال سبحانه لما بين المحرمات الشنيعة قال جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اذا هذه مقدمة تشهد همة طالب العلم ان شاء الله للجد والبحث والنظر في موضوع الاسماء والصفات وفق الطريقة المثلى التي كان عليها سلف هذه الامة ومضى عليها اهل السنة والجماعة قال المؤلف رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم هذه قاعدة اولى وما ارتكز اساس وفارق مهم بين اهل الحق واهل الضلال في هذا الباب الا وهو ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان هذا الباب باب توقيفي يوقف فيه عند حد ما جاء في الكتاب والسنة فلا يسمى الله ولا يوصف الله الا بدليل جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتجاوز القرآن والحديث ولا نزيل عن الله عز وجل اسما او صفة لشناعة احد من الشامعين من المشنعين اذا هذا هو الاساس الاول الذي ينبغي ان لا يغيب عن بالك يا طالب العلم وهو ان هذا الباب باب توقيفي فلا يجوز ان يتكلم فيه الا بنص من الوحي وسبب ذلك ان الله عز وجل غيب بالنسبة لنا الغيب ما غاب عنك معرفة امر مغيب عنك لا تكونوا الا بطريق من طرق ثلاث اما بان ينقلب الغيب الى شهادة بمعنى ان ترى هذا الذي كان غائبا عنك فلم يعد الامر ها هنا ماذا غيبا والله جل وعلا لم نره ولن نراه في الدنيا قال صلى الله عليه وسلم كما اخرج الامام مسلم في صحيحه تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا الطريق الثانية ان ترى مثيلا لهذا الامر الغيبي والله جل وعلا ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا؟ ولم يكن له كفوا احد الطريق الثالثة ان يأتيك عنه خبر صادق وبالتالي فاذا جاءك الخبر الصادق فان عليك ان تقف عنده ولا تتجاوزه ومتى تكلمت عن امر غيبي بغير هذه الامور الثلاثة فانك لا شك تكون قائلا بغير علم ولذا انكر الله سبحانه وتعالى على المشركين الذين تكلموا في امر غيبي ما شهدوه. وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثة قال الله جل وعلا اشهدوا خلقهم يعني هل كانوا حاضرين حتى يتكلمون بهذا الكلام الذي لا اثارت عليه من علم تكلموا في شأن خلق الملائكة وانهم اناث بغير علم اذا الله عز وجل لا يمكن لاحد ان يتكلم في شيء يتعلق به الا بطريق من هذه الطرق وطريقان منها موصدان فبقي عندنا الطريق الثالث وهو ان يأتي خبر صادق والخبر الصادق جاءنا عن الله عز وجل من طريق نبيه صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه وما هو على الغيب ببنين وما هو على الغيب بظنين قراءتان متواترتان وبالتالي فان على الانسان ان يؤمن بما جاء من طريق النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا من الاسماء والصفات ولا يجوز له ان يتجاوز ذلك هذا السبب الاول الذي يجعلنا نقف عند حدود الكتاب والسنة في هذا الباب. ولا نتجاوزه الى غيره السبب الثاني ان الكتاب والسنة هما الحق المحض الذي لا يتطرق اليه خطأ البتة الله عز وجل يقول الله عز وجل يقول وبالحق انزلناه وبالحق نزل. ويقول تبارك وتعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقال عن نبيه عليه الصلاة والسلام وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاذا كان ذلك كذلك فعلى ان يعتصم بما جاء في الكتاب والسنة فحسب هذا هو الامر الاسلم الذي تحفظ به عن الوقوع في الخطأ واما ما سوى ذلك فكل كلام تجاوز الكتاب والسنة في هذه المطالب الالهية فانه عن هوى ولابد ما ثم الا وحي وهوى ليس هناك امر ثالث تأمل في قول الله جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم تأمل في قول الله جل وعلا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. تأمل قول الله جل وعلا وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم دائما المقابلة تكون بين الوحي والهوى اذا ما ثم الا وحي او هوى مهما تشكل ومهما تسمى ومهما تصور مهما قال صاحب هذا الهوى انه حديث القلب عن الرب او انه علم بباطن او ظاهر او انه معقول عندي او انه كشف او انه رؤية من ام او انه اي شيء يكون سوى ذلك فالحقيقة في هذا كله راجعة الى شيء واحد ان كل متكلم في الله تبارك وتعالى من غير طريق الوحي فانه متكلم بالهوى ولا شك ان الهوى امر مذموم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ولاحظ يا رعاك الله في هذا الباب ضابطا مهما يتميز به منهج اهل السنة والجماعة عن مخالفيهم وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في الجملة التي بين ايدينا قاله من الايمان بالله الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم القاعدة عند اهل السنة والجماعة عدم التفريق بين الادلة السمعية من حيث الاخذ بها انتبه الى هذا الفارق المهم بيننا وبينهم اهل السنة والجماعة اهل الحق اهل الاتباع الصادق هم الذين لا يفرقون بين الادلة من حيث الاخذ بها فما جاء في الكتاب والسنة فعلى الرأس وعلى العين. وما جاء في الكتاب فحسب فعلى الرأس وعلى العين. وما جاء في السنة فحسب فعلى الرأس وعلى العين وما جاء في سنة متواترة او احاد فعلى الرأس وعلى العين لا يفرقون بين الادلة في هذا الباب. الكل وحي والكل حجة والكل مقبول. والدليل على هذا قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. وما قال الله جل وعلا وما اتاكم الرسول بدليل متواتر فحسب فخذوه قال جل وعلا لانذركم به ومن بلغ كل من بلغه دليل من الوحي من اي طريق كان من اي طريق ثابت كان فان النذارة متحققة حينئذ لانذركم به ومن بلغ ولم يشترط الله عز وجل شرطا زائدا على ذلك اقول هذا لان طوائف من اهل البدع انحرفت في هذا المقام وبالتالي فانهم يقررون اصلين هما من اعظم اصول الضلال والانحراف في باب الصفات خصوصا وفي غيره من ابواب الاعتقاد عموما اولا انهم يزعمون ان الحجة في باب الصفات انما هي بالسنة المتواترة واما السنة الاحاد فمطرحة غير مقبولة وبالتالي فانهم يكونون قد اطرحوا اكثر السنة اكثر السنة بل عامة السنة جاءت من طريق احاد او متواتر جاءت من طريقي احاد بل الاحاديث الاحاديث التي حكم عليها بانها متواترة احاديث ماذا قليلة سواء كان ذلك تواترا اه معنويا او كان تواترا لفظيا. المقصود ان الاحاديث المتواترة قليلة بالنسبة الى الاحاديث الاحاد وبالتالي فهؤلاء جعلوا اكثر سنة النبي صلى الله عليه وسلم غير مفيدة في هذا المقام هذا اصل والاصل الثاني انهم زعموا ان الادلة ان الادلة النقلية جملة وتفصيلا سواء عادت الى ايات الكتاب او الى احاديث متواترة او الى احاديث احد كلها دلالتها ظنية وان كانت قطعية الثبوت بمعنى ان كل دليل نقلي جاء في الكتاب والسنة فانه لا يخرج عن الظن عندهم بل والله قد قال بعض اساطينهم انها لا تخرج عن الظن والتخمين وبالتالي اذا جمعت هذا الى الاول تبين لك انهم عزلوا وحي رب العالمين عن ان يكون مفيدا للعلم واليقين في اعظم مطالب الدين وبالتالي فتكون الهداية مستفادة من غير طريق الوحي ولا شك ان هذا من ابطل الباطل فلا هداية الا من طريق الوحي. الم يقل الله جل وعلا وان اهتديت فبما يوحي الي ربي سبب الهداية ووسيلتها وطريقها ليس الا وحي رب العالمين سبحانه الذي هو الكتاب والسنة فاذا ظممت الى هذين فاقرة ثالثة تبين لك مدى الانحراف العظيم الذي وقع هؤلاء الذي وقع هؤلاء فيه وهو انهم يزعمون ان ظواهر نصوص الصفات في الكتاب والسنة كثير منها يفيد الضلال والتشبيه والتشبيه كفر كما لا يخفاكم وعليه فيكون هذا الكتاب اذا كان كما زعموا يكون الى ان اه يوصف بالاضلال اقرب من ان يوصف الى ان يكون كتاب هداية للمؤمنين وبشرى للمسلمين اذا كان ظاهر نصوص الصفات تفيد التشبيه ولها ظاهر مفهوم عند القارئ ولها باطن المراد كان هذا القرآن تشبيها واضلالا او على الاقل كتاب الغاز واحاجي. يقرأه الانسان في اعظم ما اشتمل عليه ومع ذلك فانه لا يفهم منه شيئا اذا هذا كتاب يؤدي بمن قرأه فاعتقده على ظاهره الى ان يضل ويشقى مع ان الله تبارك وتعالى يقول طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى هذا الكتاب كتاب هداية هذا الكتاب نور مبين. هذا الكتاب شفاء لما في الصدور. هذا الكتاب يهدي الله عز وجل به مريد الحق الى الصراط المستقيم فاذا جمعت هذه الاصول الثلاثة تبين لك مدى انحراف القوم ومدى اعتدائهم على نصوص الكتاب والسنة ويا لا ويا لله العجب انهم يقولون بعد ذلك انهم اهل السنة والجماعة واما المتمسكون بالسنة حقا وصدقا. الذين يقدمونها على كل ما سواها فانهم عندهم خارجون عن اهل السنة والجماعة المقصود ان هذا اصل مهم ينبغي ان يتنبه اليه. هذا الباب توقيفي ودليله الكتاب والسنة ولا فرق عند اهل السنة والجماعة بين ان يثبت اه ان تثبت الصفة او ان يثبت الاسم بدليل من القرآن او من القرآن والسنة ككثير من صفات الله عز وجل كصفة وصفة العزة وصفة الوجه وصفة الغضب وصفة الاستواء الى غير ما هنالك او ان يكون ثابتا في السنة فحسب كصفة الضحك لله عز وجل او صفة الفرح لله عز وجل او صفة القدم لله عز وجل او صفة الاصابع لله عز لا فرق عند اهل السنة والجماعة بين هذا وهذا فالكل وحي والكل مقبول. كما انه لا فرق عندهم بين ان تثبت صفة من طريق متواترة او ان تثبت من طريق احاد الشرط عند اهل السنة والجماعة الثبوت لا التواتر انتبه الى هذا الاصل المهم القاعدة عند اهل السنة والجماعة وشرط الاحتجاج عند اهل السنة والجماعة ثبوت الدليل وليس ثواتر الدليل قال المؤلف رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم كل ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من اسماء الله وصفاته فواجب على العبد ان يؤمن به وان يصدق وان يوقن وان يعتقد بان الله متسمم بهذا الاسم وان طه متصف بتلك الصفة ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك المحاذير التي تحول بين العبد وبين الوصول الى الحق في هذا المقام المهم. ذكر اربعة محاذير ينبغي ان اجتنبها المؤمن بالصفات والمثبت للاسماء والصفات لربنا سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل عندنا الان كما رأيت اربعة محاذير تحريف وتعطيل وتكييف وتمثيل اما الامر الاول فهو التحريف بجميع النسخ تقديم التحريف نعم التحريف مضعف ومشادة من حرف يحرف آآ تحريفا والتشديد ها هنا للمبالغة اصل الفعل حرفة من باب طرد التحريف بمعنى الانحراف يعني الخروج عن السمت والخروج عن الحق والابتعاد عن الصواب والمؤلف رحمه الله في هذه الكلمة اثر استعمالها على استعمال كلمة اخرى اشهر وهي التأويل والسبب في ذلك امراض انه اراد ان تكون هذه العقيدة موافقة في الفاظها للكتاب والسنة من كل وجه وثانيا انها اوضح في الدلالة على المقصود كلمة التحريف اوضح في الدلالة على المقصود واوقع في النفوس من حيث بيان الشناعة من كلمة التأويل. ذلك ان كلمة التأويل لها معان مختلفة فلو قال من غير تأويل فقد يقول قائل وماذا في التأويل؟ والله جل وعلا يقول وما يعلم تأويله الا الله او وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على القولين في شأن الوقف والوصل في هذه الاية او يقول مثلا النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس رضي الله عنه بان يرزقه الله التأويل. قال اه آآ دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان يعلمه التأويل. فكيف يكون التأويل على هذا تأويلا آآ كيف يكون التأويل على هذا شيئا مذموما؟ اذا عدل المؤلف رحمه الله عن الكلمة التي قد تحتمل او الى كلمة الواضحة التي جاء ذمها في كتاب الله عز وجل فقال سبحانه يحرفون الكلمة عن مواضعه. اذا التحريف المراد به المصطلح عليه عند المتأخرين بالتأويل وهو صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر اهل التحريف لا ينكرون الصفات لا يقولون ان هذه الصفة غير ثابتة لله تبارك وتعالى. لو جئت الى محرف وقلت له ان الله عز وجل لم يستوي على العرش فانه يكفرك اليس كذلك؟ لان الاية ماذا؟ صريحة الرحمن على العرش استوى لكنه يأتي اليك فيقول ولكن ما معنى استوى؟ اهوى اهوى ما تفهمه في ضوء لغة العرب وهو انه العلو والارتفاع على الشيء ام انه شيء اخر فيقول لك لا لا تفهم هذا المعنى الظاهر انما ثمة معنى اخر وهو ان الاستواء هو الاستيلاء فتجد انه حرف هذه الكلمة عن معناها الظاهر الى غيرها. تجدهم مثلا يقولون في قول الله تبارك وتعالى وكلم الله موسى تكليما يثبت هذه الاية ويثبت ان الله عز وجل كلم موسى لكنه يأتي بعد ذلك فيقول لك ولكن ما معنى التكليم؟ التكليم هنا من الكلب وليس من الكلام يعني انه جرحه بالفاظ الحكمة تجريحه انظر كيف انه اثبت اللفظ لكنه ماذا لكنه حرف المعنى عما اراده الله تبارك وتعالى وما هو ظاهر في آآ وما هو ما آآ ظاهر لفظ كتاب بالله سبحانه وتعالى تجد انه يقول مثلا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل للاخر الحديث هو لا ينكر هذا الحديث لكنه يقول ان النزول ها هنا ليس نزول الله عز وجل انما هو نزول امره او نزول ملك من ملائكته. اذا هذا هو ماذا هو التحريف والتحريف من حيث الاصل قد يكون بتغيير وتبديل في الحركات وقد يكون تغييرا وتبديلا في الحروف والكلمات قد يكون تغييرا في الحركات وهذا شيء قليل نادر كما حرف بعضهم قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما الى وكلم الله موسى تكليما. كل ذلك فرارا عن اثبات الكلام لله عز وجل والاكثر ان يكون التحريف متعلقا بالحروف والكلمات كفعل من اول آآ صفة الاستواء صفتي الاستيلاء. قالوا ان الاستواء هو الاستيلاء امر اليهود بان يقولوا حطة فابوا وقالوا حنطة لهوانه وكذلك الجهمي قيل له استوى فابى وزاد الحرف للنقصان قال استوى استولى وذا من جهله لغة وعقلا ليس يستويان نون اليهود ولا مجهمي هما في وحي رب العرش زائدة تاني هكذا فعل هؤلاء القوم وقد يكون تحريفهم تحريف كلام بزيادة او نقصان كما هو الشأن في صفة في صفة النزول لله تبارك وتعالى وغيرها من الصفات المحظور الثاني وهو ذو علاقة وثيقة بالمحظور الاول وهو التعطيل. التعطيل في اللغة التخلية ترك الشيء وتخليته هذا تعطيل. قال جل وعلا وبئر معطلة يعني مهجورة تركها اهلها التعطيل المراد به ها هنا في باب الصفات هو انكار صفات الله تبارك وتعالى اما كليا واما جزئية يعني انه لا يثبت لله عز وجل صفة من صفاته. ولاحظ يا رعاك الله انه ليس احد من هذه الامة الذين ينتسبون اليها يقول بالتعطيل الصريح الا في باب الاحاديث الاحد هذه التي قوي هؤلاء على تعطيلها صراحة فقالوا في صفة جاءت في حديث من طريق احاد قالوا هذه ماذا صفة غير ثابتة لله ينكرونها صراحة. اذا التعطيل الصريح انما هو واقع من اهل الانحراف من اهل تعطيل في ماذا في باب الاحاديث الاحد. اما المتواتر فلا يمكن ان يكون من هؤلاء من ينكروا صفة صراحة يأتي مثلا لا صفة المحبة لله عز وجل يحبهم ويحبونه فيقول انا انكر ان يكون الله عز وجل محبا هكذا بكل صراحة ووقاحة هذا لا يقع من احد ينتسب الى هذه الامة لكن هؤلاء يقع منهم التعطيل غير الصريح وبالتالي تبين لنا ان التعطيل ينقسم الى تعطيل صريح والى تعطيل غير صريح التعطيل غير الصحيح انما هو من طريق التحريف من طريق التأويل بمعنى لو قيل لنا ما العلاقة بين التعطيل والتأويل؟ الذي هو التحريفي يعني سواء عبرت بالتأويل او التحريف ارجو ان يكون المقصود واظحا. ما العلاقة بين التعطيل والتأويل العلاقة بينهما علاقة السبب بالمسبب علاقة الوسيلة بالنتيجة فالتأويل وسيلة والتعطيل نتيجة بمعنى هذا الذي قال بالتأويل في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى حقيقة الامر انه عطل صفة الله عز وجل التي اخبرنا الله عز وجل بها. هل الله عز وجل اخبرنا بصفة الاستواء؟ او بصفة لا وهما حقيقتان مختلفتان في ضوء لغة العرب ما الذي اراد الله عز وجل؟ اراد ان يعلمنا انه اتصف بصفة ماذا الاستواء وبالتالي هذه الصفة التي اراد الله عز وجل اخبارنا بها حقيقة الامر ان المؤولة ها عطلوها فكانت النتيجة ان التأويل يقود وينتج ها التعطيل العلاقة اذا علاقة وسيلة بنتيجة علاقة سبب بمسبب ولكن ليس كل تعطيل ناشئا عن تأويل فقد يكون ناشئا عن تفويض يعني التعطيل له وسيلتان الوسيلة الاولى التأويل الوسيلة الثانية التفويض وعلى كل حال بين التأويل والتفويض قرب كبير حتى ان علماء اهل الكلام يقولون ان التأويل مصطلح التأويل هو التأويل التفصيلي. والتفويض هو التأويل الاجمالي لكن على كل حال يعني هما امران بينهما اختلاف ونحن باذن الله عز وجل سنتكلم على وجه التفصيل آآ في قادم آآ هذه العقيدة ان شاء الله. آآ فيما يتعلق بتأويل الصفات وفيما يتعلق تفويض الصفات وما هو الفرق بين هذا وهذا؟ وكيف يكون الرد على اهل التأويل؟ وكيف يكون الرد على اهل التفويض؟ نحن لا نزال في ذكر المقدمات المقصود والمهم عندي الان هو ان نفهم ان من المحظور في باب الايمان بالله عز وجل فيما تعلق باسمائه وصفاته ان يحذر الانسان من الوقوع في ماذا في التعطيل والتحريف الذي هو التأويل فان هذا مناف لتحقيق الايمان الذي اراده الله تبارك وتعالى منا في باب اسماء والصفات ونكمل ما يتعلق بالمحظورين اه الاخرين بعون الله عز وجل في الدرس القادم. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يرزقنا الاخلاص والقبول والتوفيق والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان