بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب رب العالمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته الى عقيدة الوسطية. ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصف به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد توقفنا في الدرس الماظي عند الكلام عن المحاذير الاربعة التي ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله والتي تنافي كما لا الايمان بالله سبحانه وتعالى في باب الاسماء والصفات او تنافي اصل ذلك مضى الكلام عن محظورين التحريف والتعطيل والمحظور الثالث هو التكييف والتكييف والتمثيل كلاهما محظوران يقابلان محظورين التحريف والتعطيل والذين انتهزوا المحظورين الاولين هم فريق المعطلة والذين انتهزوا نهج التكييف والتمثيل فريق الممثلة المشبهة واهل السنة والجماعة قد عافاهم الله عز وجل من هذه الامراض والبلايا التي نهجها هؤلاء المبتدعة قال رحمه الله ومن غير تكييف التكييف هو اعتقاد او حكاية كيفية صفات الله سبحانه وتعالى اعتقاده او حكاية كيفية صفات الله سبحانه وتعالى والكيفية هي ما يجاب به عن السؤال بكيف هذه هي الكيفية ما يجاب به عن السؤال بكيف هذا الذي يطلق عليه ماذا الكيفية فاذا قلت لك كيف جاء محمد فتقول لي جاء مسرعا جاء راكبا جاء مصاحبا لفلان وما شاكل ذلك انت ها هنا في جوابك ذكرت الكيفية والمعنى ان تكييف صفات الله جل وعلا ذكر كن هي الكيفية و شكلها وكيفيتها وحقيقتها ولا شك ان هذا امر ممنوع اعني ان يخوض الانسان في الكلام عن كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفاته فهذا لا شك انه ممنوع من جهة الشرع كما انه ممنوع من جهة العقل اما من جهة الشرع فان الادلة قد دلت على تحرير الكلام في الله جل وعلا بغير علم قال سبحانه قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فاي كيفية يذكرها المكيف لصفة الله سبحانه فانه فيها قائل على الله عز وجل بغير علم فانه لم يتكلم بذلك عن دليل مأثور في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي يكون متكلما عن الله عز وجل بغير علم. فيكون قد وقع في هذا الامر العظيم. وهو من اشنع المحرمات كذلك يدل على منع التكييف وانه من المحظورات العظيمة نهي الله جل وعلا عن ان يكفر الانسان ما ليس له به علم قال جل وعلا ولا تقف ما ليس لك به علم فليس للانسان ان يخوض وان يتتبع وان يتناولوا بالبحث وان يتناول بالبحث والكلام شيئا بلا علم عنده عليه فان الله سبحانه انما بين لنا انه متصف بالصفات وهكذا نبيه صلى الله عليه وسلم غير انه لم يرد في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يتصف الله بهذه الصفات اذا علينا ان نقف عند حدود ما ورد والا نتجاوز القرآن والحديث اما من جهة العقل فقد مر بنا في اه درس فائت ان كل غيب فانه لا يمكن ان يعلم الا بواحد من طرق ثلاث الا بواحد من طرق ثلاث اما بان يرى وبالتالي فلا يعود غيبا واما بان يرى مثيله والله جل وعلا ليس كمثله شيء واما بان يخبر عنه بخبر صادق يطمئن الى خبره ولا شك ان هذه الطرق الثلاث منفية في شأن كيفية صفات الله جل وعلا فنحن لم نرى الله ولم نرى مثيلا له تعالى الله عنان يكون له مثيل وكذلك لم يخبرنا الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك فتعين اذا عن فتعين اذا ان نقف عند حدود اثبات الصفة دون الخوض في كيفيتها القاعدة عند اهل السنة ان اثباتهم للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف اهل السنة والجماعة يثبتون الصفات اثبات وجود يعني ان الله متصف بهذه الصفات على الحقيقة لا على المجاز كما يدعون وليس اثباتهم لهذه الصفات اثبات تكييف غني عن البيان ان اهل السنة والجماعة قاطبة قد اتفقوا على هذه الكلمة اذا ذكروا صفات الله جل وعلا فانهم يذكرون ان الله متصف بالصفات بلا كيف يقولون ان الله جل وعلا استوى على عرشه بلا كيف وانه ينزل الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر بلا كيف؟ وهكذا في بقية الصفات الواردة في الكتاب والسنة وغني عن البيان ايضا انهم اذا قالوا ان الله جل وعلا متصف بالصفة بلا كيف يعني بلا كيف نعلمه نحن ننفي علمنا بالكيفية. نحن ننفي تكييفنا للصفات. وليس ان صفة الله جل وعلى لها كيفية في الواقع والحقيقة. بل ان نفينا للكيف من حيث هو لا شك انه تعطيل للصفة. كل صفة لا شك ان لها كيفية لكن علم ذلك موكول الى الله جل وعلا. كيفية نزول الله لا يعلمها الا الله. وكيفية استوائه على العرش لا يعلمها الا الله فنحن اذا اذا قلنا بلا كيف فاننا ننفي التكييف وان شئت فقل نم في علمنا كيفية اتصاف الله عز وجل بالصفة وليس ان هذه الصفة لها كيفية في الحقيقة و التكييف في الجملة داخل في ذم السلف رحمهم الله ل التمثيل والتشبيه يعني ما تناوله السلف من الطعن والعيب على التمثيل والممثلة فانه يتناول اهل التكييف لانهم داخلون في هذا الامر في الجملة فان الحقيقة ان كل ممثل فانه مكيف ولابد ولا يلزم العكس وهذا هو الذي يتبين به الفرق بين التمثيل والتكييف كل ممثل فانه مكيف. لانه اذا مثل فانه بالتالي قد خاض في كيفية صفة الله عز وجل. لانه سيمثل بمعلوم والمعلوم كيفية صفته معلومة واما العكس فان الامر ليس بلازم فقد يكيف المكيف بشيء ليس له ليس له مثيل في علم الانسان وبالتالي كان مكيفا غير ممثل اذا المحظور الرابع في باب الايمان باسماء الله وصفاته هو محظور التمثيل والتمثيل هو اعتقاد المثبت للصفة ان صفة الله عز وجل مثل صفة المخلوق اعتقاد المثبت للصفة ان صفة ان صفة الله تعالى مثل صفة المخلوق اذا هو يجعل صفات المخلوق اه يجعل صفات الخالق من جنس صفات المخلوق سبحانه وتعالى فيقول ان الله عز وجل متصف بصفة اليد ويده كيد الانسان او يقول ان الله عز وجل ينزل اذا شاء ونزوله كنزول او كنزول المخلوق اذا هذا هو المحذور الرابع القريب في المعنى من محظور التكييف ولا شك ان التمثيل ايضا ممنوع بدلالة الشرع والعقل اما بدلالة الشرع فان الادلة قد دلت على انتفاء مماثلة الله جل وعلا لخلقه والادلة في هذا عدة قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال تعالى ولم يكن له كفوا احد. قال تعالى تعلم له سنية؟ قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال. قال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا اذا الادلة قد تظافرت على نفي مماثلة الله تبارك وتعالى لخلقه لا في ذاته ولا في صفاته جل وعلا وبالتالي فان الممثل في تمثيله مكذب لادلة القرآن الصريحة في هذا الباب اما من جهة العقل فان العقل قد دل دلالة صريحة على انتفاء ان يكون الله العظيم مماثلا في صفاته للمخلوق الضعيف الفقير كيف يشبه الخالق بالمخلوق وكيف يماثل بين الصانعين والمصنوع هذا لا يكون الا للانتكاس في فطرة هذا القائل والا ان كل عاقل يدرك انه لا يمكن ان يتماثل خالق ومخلوق ولا يمكن ان يتماثل صانع ومصنوع ولا يمكن ان يتماثل الكامل من كل وجه بمن كان ناقصا من كل وجه؟ هذا لا يمكن ان يكون الا في عقول ضعيفة وقلوب مريضة ما عظمت الله ولا حق قدره اما شبهة القوم في شأن التمثيل فهي انهم ادعوا ان الله سبحانه وتعالى انما خاطب الناس في هذه انما خاطب الناس في هذا القرآن بالشيء الذي يعقلون وهم لا يعقلون من الصفات الا ما هو من جنس صفات المخلوقين وبالتالي كان اللازم من ذلك ان تكون صفات ان تكون صفات الله سبحانه من جنس صفات المخلوقين مماثلة صفات المخلوقين فان وجه الشبهة يقولون الله عز وجل خاطبنا في القرآن بالشيء الذي نعقل ونحن لا نعقل من الصفات لا نعقل من صفة النزول لا نعقل من صفة الاستواء لا نعقل من صفة اليد لا نعقل من صفة الوجه الا الشيء الذي يتصف به المخلوق اذا لازم ذلك ان يكون اتصاف الله سبحانه وتعالى بالصفة مشابها ومماثلا لصفة المخلوقين ولا شك ولا ريب ان هذه شبهة داحضة وحكايتها تغني عن ابطالها ومع ذلك فانه يقال في الجواب عنها ما يأتي اولا ان يقال لهم ان الذي وصف نفسه بالصفات هو الذي قال ليس كمثله شيء وهو الذي قال هل تعلم له سمية فاذا كنتم تؤمنون بالكتاب كله فواجب عليكم ان تعتقد صحة هذا وهذا وان تجمعوا بين قوله سبحانه وهو السميع البصير. التي دلت على اثبات الصفات مع قوله تعالى ليس كمثله شيء لكن الواقع ان القوم امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض اذا الله جل وعلا لما وصف نفسه بالصفات فانه بين لنا ان صفاته ليست كصفات المخلوقين وبالتالي كان الذي يجب ان يؤمن الانسان بهذا وهذا والامر الثاني ان يقال لهم كيف يكون شأن الله عز وجل في صفاته كشأن المخلوقين كيف يماثل هذا في هذا واين وجدتم من صفات المخلوقين ما يماثل صفات الله سبحانه وتعالى اين وجدتم ان يد المخلوق يمكن ان تطوي السماء وان تكون الارض في قبضته اين وجدتم يدا كهذه اليد اين وجدتم وجها متصفا بالجلال والاكرام حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه خلقه ما انتهى اليه بصره من خلقه اين وجدتم في المخلوقين من سمعه وسع الاصوات جميعا ومن بصره لم يفته شيء بحيث انه يرى كل شيء ويسمع كل شيء اين وجدتم هذا كله في صفات المخلوقين حتى تدعوا ان ما اتصف الله عز وجل به هو من جنس اتصاف المخلوقين ويقال لهم ثالثا ان الله سبحانه وتعالى قد اخبرنا بانه متصف بصفات مضافة اليه اذا لازموا هذا في كل عقل ان تكون لائقة بالله سبحانه وتعالى بمعنى هل الله عز وجل اخبرنا في القرآن بصفات له سبحانه هكذا مطلقة او هي صفات مضافة الى الله تبارك وتعالى مضافة الى الله تعالى وكل عاقل يدرك ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته اذا لما وصف الله نفسه بالصفات كان هذا قائما على اساس ان هذه الصفات مناسبة للموصوف وهو الله سبحانه وتعالى. فكيف تقولون ان هذه الصفات مشابهة ومماثلة لصفات المخلوقين كل عاقل يدرك ان الله جل وعلا هو الغني من كل وجه اذا صفاته تلائم هذا الغنى الذي استحقه الله تبارك وتعالى بذاته. فكيف يقال ان صفات الله عز وجل كانت مثل صفات المخلوقين ثم يقال لهم رابعا انكم يا معشر الممثلة عاجزون عن معرفة ادراك كونه وحقيقة صفات كثير من المخلوقين كل ما تعلمونه من صفات المخلوقين لا يماثل لا يمثل الا شيئا قليلا من صفات المخلوقين. فاكثر المخلوقين فاكثر المخلوقات ما رأيتموها ولا عرفتم حقيقتها والا فبينوا لنا كيفية اتصاف الملائكة بصفاتها واتصاف الجن بصفاتها بل كثير من المخلوقات الموجودة على وجه الارض انتم لا تعرفون حقيقتها دونكم اقرب شيء الى انفسكم وهو الروح فما كيفية اتصافها بالصفات دلت الادلة على ان الروح تصعب وتهبط وانها تقبض وانها وانها وانها تحنق فكيف يكون ذلك؟ بينوا لنا حتى يصح قولكم في الاصل ان الله تعالى قد خاطبنا بصفات نعقلها ثم يقال لهم خامسا انه قد ثبت في الشاهد ان المخلوقات لم تتماثل جميعا في صفاتها المخلوقات ما تماثلت في صفاتها مع اشتراكها في كونها مخلوقة. اليس كذلك ايقول عاقل ان رأس الابرة مماثل لرأس الجبل باعتبار ان هذا رأس وهذا رأس ايقول هذا احد لا يقول هذا احد ايقول احد ان وجه الفيل يشبه وجه النملة باعتبار ان هذا وجه وهذا وجه؟ ايقول هذا عاقل يدرك ما يقول فاذا امتنع هذا بين مخلوق ومخلوق فلا ان يمتنع هذا بين المخلوق والخالق او بين الخالق والمخلوق من باب من باب اولى وعلى كل حال لا شك ولا ريب ان التمثيل يؤدي الى نفي اثبات وجود الله عز وجل من حيث العصر وجه ذلك انه لو كان الله عز وجل متصفا بصفات تماثل صفات المخلوقين لاقتضى هذا بالضرورة ان يكون الله عز وجل ناقصا كالمخلوق وبالتالي لا يمكن ان يكون خالقا ولا يمكن ان يكون ربا لا يمكن ان يكون خالقا ربا الا اذا كان كاملا من كل وجه والا اذا كان غنيا من كل وجه. وهذا يتنافى مع كونه مماثلا لماذا لصفات المخلوقين. فاتضح لنا ان اعتقاد التمثيل في شأن صفات الله سبحانه وتعالى ما هو الا فساد في التصور والعقل وظعف ايمان وتعظيم لله تبارك وتعالى. وان القائل بذلك لا شك انه قد خاض في ما لا علم له به اخرج اللاكائي في السنة عن عبدالرحمن بن مهدي الامام الناقد المحدث الجليل عليه رحمة الله انه بلغه عن رجل من ولد جعفر ابن سليمان من ولد جعفر ابن سليمان انه كان يخوض في باب التشبيه والتكييف فرآه في المسجد فقال له كما انت حتى انفض الناس ثم دعاه فكلمه وقال له بلغني انك تخوض في صفات الله تبارك وتعالى يعني يتكلم بالتشبيه والتكييف في صفات الله عز وجل فبدأ هذا الرجل يتكلم فقال له على رسلك دعنا نتحدث اولا عن صفة المخلوق فان عجزنا عن ذلك فنحن عن صفة الخالق اعجز قد اخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه عن نبيه صلى الله عليه وسلم لقد رأى من ايات ربه الكبرى وجاء في تفسير ذلك وساق هذا باسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ست مئة جناح سد بها الافق فقال له بين لي مخلوقا له ست مئة جناح يعني اشرح لي وفصل لي كيف يكون لجبريل وهو مخلوق ست مئة جناح كيف يكون ذلك فسكت الرجل فقال دعني اهون عليك الامر لن اسألك عن خمس مئة وسبعة وتسعين جناحا ساسألك عن ثلاثة اجنحة وقد علمت جناحين فركب لي الثالث يعني انا ادرك في معقولي ان اه ثمة مخلوق له جناحان لكن حدد لي اين يكون الجناح الثالث فما كان من الرجل الا ان قال نحن عاجزون عن معرفة صفة المخلوق وعجزنا عن معرفة صفة الخالق من باب اولى ثم استغفر الله تبارك وتعالى عما كان يخوض فيه اذا العصمة في هذا الباب ان يوفق الانسان الى ايمان وحكمة الى ايمان يعظم الله عز وجل به حق التعظيم ويقدره حق التقدير والى حكمة يفهم بها الادلة وينزلها منازلها والقوم الذين انحرفوا في باب التمثيل والتكييف او حتى في باب التعطيل انما اوتوا من خلل في احد هذين الامرين اما من ضعف ايمان او من ضعف حكمة ينبغي على الانسان ان يتنبه في هذا الباب الى ضرورة قطع الطبق قطع الطمع عن ادراك النفس كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. هذا امر ينبغي على الانسان ان يتنبه له واذا ابتلي بشيء من ذلك ان يعالجه في مهده حتى لا يكبر ويعظم ولاجل هذا لو تأملت في وصايا السلف رحمهم الله لوجدت التنبيهات الكثيرة عن ان يعصم لسان ذهنه عن الخوض في كيفية ذات الله عز وجل وصفاته. بل هذا من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اخرج الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفكروا في ايات تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في الله عز وجل. قال الالباني رحمه الله حديث حسن اذا من الوصايا التي ينبغي ان يوصى بها كل مسلم ان يحافظ على ذهنه عن ان يخرج عن دائرة الاتباع بان يسرح ذهنه فيما لا مجال له فيه اصلا وهو الخويض الخوض في كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى على المسلم ان يتنبه لذلك وان يعلم ان هذا الباب باب قد يورده الموارد هذه وساوس وهذه قطرات لو ان الانسان استرسل مع الشيطان فيها فان هذا لن يعود بعاقبة حميدة على هذا الانسان بقي التنبيه على عدة امور في هذا المقام اولا قد علمنا الفرق بين التمثيل والتكييف. فالتمثيل فيه تقييد بمماثل فيقال صفة كذا مثل صفة كذا اما التكييف فانه لا يلزم منه ذلك فقد يذكر الانسان كيفية يتخيلها في ذهنه دون ان يكون لها آآ مثل في الواقع معلوم لدى هذا الممثل بالتالي يكون اه كل ممثل مكيفا ولا يلزم العكس ليس كل مكيف ممثلا ليس كل مكيف ممثلة و يبقى عندنا البحث في كلمة ثالثة مستعملة عند اهل العلم في هذا الباب وهي كلمة التشبيه فما هو التشبيه؟ وما هو الفرق بينه وبين التمثيل التشبيه من الكلمات التي تختلف او تجتمع مع التمثيل بحسب الاقتران والافتراق بمعنى ان هاتين الكلمتين من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فمتى ما ذكر واحد من هاتين الكلمتين على حدة فانه يشمل ما اه يدل عليه او ما تدل عليه الكلمة الاخرى واذا ذكرا معا في سياق واحد اشترقا في المعنى. اذا ذكرا معا فان التمثيل هو هو المساواة في جميع الخصائص واما التشبيه فانه المساواة في بعض الخصائص التمثيل هو المساواة في جميع الخصائص واما التشبيه فانه المساواة في بعض الخصائص. هذا اذا ذكر معا. اما اذا ذكر كل واحد على حدة فان التمثيل يشمل معنى التشبيه والعكس صحيح ويدل على هذا الفرق بين هاتين الكلمتين قول الله جل وعلا وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم لما كانت المقالة عند المتأخرين هي مقالة لما كانت هي مقالة المتقدمين سواء بسواء وهي لولا يكلم الله او تأتينا اية هذه قالها ها المتقدمون وقالها نفسها المتأخرون فقال جل وعلا كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم المقالة هي المقالة لكن القلوب لا تتساوى من جميع الوجوه فلاجل هذا قال تشابهت قلوبهم وما قال تماثلت قلوبهم ولذلك الناس تقول فلان يشبه فلانا لانه لا يمكن ان يتطابق معه من كل وجه باطنا وظاهرا بل لابد من وجود فرق او اكثر فدل هذا على ان التمثيل هو المساواة في جميع الخصائص وعلى كل حال فان هذا منفي عن الله تعالى وهذا منفي عن الله تعالى. كلاهما منفي عن الله سبحانه وتعالى فليس له مثيل وليس فله شبيه جل ربنا وعزه والتنبيه الثاني هو ان التمثيل قد جاء نفيه عن الله عز وجل في كتابه في موضعين من القرآن. ليس كمثله شيء وكذلك في قوله تعالى فلا تجعلوا فلا تضربوا فلا تضربوا لله الامثال واما التشبيه فلم يرد فيما اعلم دليل على نفيه في الكتاب والسنة لكن جرى على هذا كلام السلف كثيرا ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا قال اشباه كذلك جاء عنه في قوله تعالى هل تعلم له سميا قال شبيه كذلك جاء عن مجاهد رحمه الله في الاية السابقة انه فسر السمي بالشبيه وكذلك جاء الكلام عن اه نفي الشبيه في كلام الطبقة التي بعد ذلك كثيرا من ذلك قول نعيم ابن حماد الخزاعي الذي هو شيخ الامام البخاري رحمه الله قال من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه وهذا اثر عظيم ونافع ومفيد. ويدل على حكم اهل التعطيل واهل التشبيه عند اهل السنة. كما يدل على توسط اهل السنة والجماعة بين طرفي الضلال والانحراف. وهذا الاثر اثر صحيح. قال الذهبي في السير سمعنا باصح باصح اسناد كذلك جاء نفي التشبيه في كلام آآ الامام احمد وفي كلام الامام الشافعي وفي كلام الامام اسحاق وكثر هذا في من بعدهم اكثر تجده مثلا في آآ كلام ابن خزيمة وفي كلام عثمان ابن سعيد الدارمي وفي كلام الائمة من بعدهم هلم جرا الى المتأخرين الى شيخ الاسلام رحمه الله فانه قد ذكر هذه الكلمة كثيرا في كتبه كذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله وهو القائل في النونية لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد الاوثان و بالتالي فان وقفة بعض الناس اه مع هذه الكلمة من المعاصرين انما اه يقولون ان المحبذ عدم استعمال هذه الكلمة الذي يظهر والله اعلم ان هذا ليس بجيد فهذه كلمة مشهورة مستعملة عند اهل العلم من عهد الصدر الاول فمن بعد. وشيخ الاسلام رحمه الله لم يستعمل متى التشبيه في هذه العقيدة كما ذكر هذا في مناظرته على هذه العقيدة لانه اراد ان تكون هذه العقيدة موافقة قاضي القرآن والسنة وليس لان كلمة التشبيه كلمة لا يليق او لا ينبغي استعمالها بدليل انه هو استعملها كثيرا في كتبه وقد يقول قائل ان كلمة التشبيه قد يستعملها المعطلة على معنى باطل ومراد غير صحيح فانهم يستعملونها او يتذرعون بها الى انكار اتصاف الله سبحانه وتعالى وهذا ليس بوجيه يعني ان هذه العلة ليست اه علة صحيحة تترك بها الاثار والكلمات الاثرية وذلك ان الحق لا يترك لاستعمال اهل الباطل هذا هو الاصل اذا استعمل المبطلون كلمة صحيحة فلا تترك لان اهل البدع وجهوها توجيها غير صحيح والا يقول مثل هذا في كلمة التوحيد مثلا كم استعملها الضالون المضلون استعمالا غير صحيح كل هذا مثلا في كلمة العدل قل هذا في كلمة التنزيه قل هذا في كلمات كثيرة جاءت في الكتاب والسنة او في كلام السلف ومع ذلك استعملها المبطلون استعمالا غير صحيح فليس لنا ان نترك الحق لان المبطل قد استعمل هذه الكلمة او تلك في معنى باطل لكن ينبه على ما اخطأ فيه المخطئون في تحميل الكلمة ما لا ما لا تحتمل. بقي آآ التنبيه على كلمة ثالثة اه او بالاحرى قلنا التمثيل وقلنا التشبيه وبقيت كلمة ثالثة قد تستعمل في هذا الباب وهي كلمة التجسيم فبعض الناس قد يقول اننا لا نجسم صفات الله عز وجل او نثبت الصفات من غير تكييف ولا تجسيم مثلا كلمة التيسير ليست ككلمتي التمثيل والتشبيه الكلمتان الاوليان آآ اهل العلم واهل السنة يطلقون النفي فيهما. فيقولون بلا تمثيل ويقولون بلا تكييف يقولون التمثيل باطل والتكييف باطل والتشبيه باطل لكن كلمة التجسيم ليست كذلك وذلك ان التجسيم هو اعتقاد ان اثبات الصفة يستلزم ان الله تعالى جسم وكلمة الجسم لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا اثباتا ولا نفيا. وبالتالي كانت هذه الكلمة كلمة محتملة يحتمل نفيها حقا ويحتمل نفيها باطلا. فان من اهل البدع من يزعم ان التجسيم هو اثبات الصفات متى ما اثبت صفة لموصوف فانك تكون قد جست قد جسمته وبالتالي هل يصح نفي التجسيم بهذا المعنى الجواب لا لان الله تعالى متصف بالصفات وبعضهم يقول ان التجسيم يعني اثبات جسم كأجسام المخلوقات. وبالتالي فنحن نقول ليس بجسم هل هذا النفي بهذا المعنى هنا صحيح؟ نقول نعم صحيح. فالله عز وجل ليس كمثله شيء. فانظر يا رعاك الله كيف ان هذه الكلمة يحتمل نفيها معنى صحيحا ويحتمل وقد يحتمل معنى باطلا ولما كان ذلك كذلك فان القاعدة عند اهل العلم في مثل هذه الكلمات المحتملة للحق والباطل ان لا يخوض فيها اهل السنة والجماعة لا باثبات ولا بنفي مطلقا لا يستعملونها البتة فلا يقولون الله جسم ولا يقولون الله ليس بجسم ولا يقولون نثبت التجسيم ولا يقولون ننفي التجسيم. لان هذه الكلمة تحتمل استعمالها بحق وتحتمل استعمالها بباطل. وهذا الباب ليس للانسان ان يتكلم فيه بمثل هذه الكلمات المحتملة لان الكلام ها هنا عن الله سبحانه وتعالى. فيجب على الانسان ان يصون نفسه عن الوقوع في الخطأ تحقيقا او احتمالا ايضا آآ اهل البدع والاهواء قد تذرعوا بهذه الكلمة لانها اه فيها شيء من الثقل على النفس تذرعوا بها الى نفي اتصاف الله عز وجل بالصفات فينبغي على اهل السنة ان يكونوا متنبهين لهذا الامر. واذا استعمل من استعمل هذه كلمة من المخالفين لاهل السنة فقاعدة اهل السنة في ذلك هي الاستفصال بمعنى ان يسأل مستعمل هذه الكلمة عن مراده ماذا تريد بقولك بلا جسم؟ اذا تكلم عن صفات الله فقال بلا تجسيم او ان الله ليس بجسم. ماذا تريد بهذا النفي؟ فان ذكر معنى حقا قبلنا المعنى الحق دون اللفظ واذا ذكروا واذا ذكر معنى باطلا رددنا المعنى الباطل دون ان يرد اللفظ اللفظ لا يتعرض له اهل العلم لا بنفي ولا باثبات انما ينصب قبولهم او ردهم على ماذا على المعنى الباطن التنبيه الثالث او الرابع ان داء التمثيل في الامة اقل من داء التعطيل كلاهما داء وكلاهما مرض عضال ولكن ابتليت هذه الامة بداء التعطيل اكثر مما ابتليت من داء التمثيل. ولذلك المعطلة فرق شتى ولها مدارسها ولها ائمتها ولها مؤلفاتها ولها شبهها بخلاف التمثيل فانه شذوذ تنفي الامة المنسوبون الى هذا المذهب هم في الحقيقة شذاذ على مر العصور لم يحصل ان اه وقع في الناس هذا المرض كما وقع بالتعطيل وان كان مرض التعطيل اشنع واقبح وذلك ان المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما ولا شك ان من يعبد العدم اقبح واضل ممن يعبد الصنم ناهيك عن ان التمثيل والرمي بهذه الفريا يقع كثيرا في كتب المعطلة تجاه اهل والجماعة يعني ربما تقرأ كثيرا اذا قرأت في كتب المتكلمين انهم اه يذمون الممثل وينسبون اقوالا اليهم. والواقع ان الذي ينسبون اليه ذلك ما هو الا قول اهل السنة والجماعة هم جعلوا كلمة التمثيل وكلمة التشبيه وكذلك كلمة التجسيم وكلمة التكييف استعملوها لاجل التنفير عن مذهب اهل السنة والجماعة. ويا لله العجب كيف يكون ذلك كذلك؟ واهل السنة والجماعة قد كفروا الممثلة واهل السنة والجماعة قد حذروا من منهجهم واهل السنة والجماعة لا يدعون فرصة الا وهم ينبهون على نفي تكييف صفات الله عز وجل ام تمثيله؟ ثم مع كل ذلك فانهم يرمون بالتمثيل واذكر في هذا شاهدا لك على ان اهل التعطيل ما اكثر ما يذمون اهل السنة والجماعة بغير حق ظلما وعدوانا يرمونهم بهذه الفرية وانهم ممثلة لا لذنب الا لكونهم قد قالوا بما قالت به الادلة وسكتوا عما وسكتت عنه الادلة. خذ مثلا ما رمى الزمخشري في تفسيره عند قوله تعالى قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا شنع الزمخفري وهو من كبار المعتزلة المعطلة شنع على اهل السنة والجماعة في هذا المقام كثيرا وذم من سماهم الفرقة التي تدعي انها اهل السنة والجماعة. وقال الواقع انهم آآ ممثلة وان تذرعوا بالبلكفة وان تذرعوا بالبلكفة. يعني وان كانوا يقولون ان اثباتهم للصفات بلا كيف. كما هي الكلمة التي اطبق عليها السلف جميعا كانوا يقولون نثبت لله الصفات بلا بلا كيف يعني بلا تكييف يقول هذه فقط ستارة يخدعون بها الجهال والا فواقع امرهم انهم ماذا انهم ممثلة ثم حكى عن بعض العدلية يعني المعتزلة انه قال لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري منكفة حمر لعمري موقفة يقول هؤلاء في الحقيقة حمير على على الحمار اكاف يعني مثل البردعة المهم انه يشنع بهذا اللفظ القبيح على اهل السنة لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفة. قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتشبثوا بالبلك او فتستروا بالبلكفة. كلمة بلكفة منحوتة من بلا كيف فهذه في الحقيقة ما هو منهم الا يقول تستر والا فالواقع انه ماذا ممثلة والعجيب ان الزمخشري وامثاله يلزمهم مثل ما الزم اهل السنة مثل ما الزم اهل السنة والجماعة المعتزلة معطلة لصفات الله عز وجل ولكنهم يثبتون ذات الله تبارك وتعالى اليس كذلك؟ واذا تكلموا عن الذات فقيل لهم كيف ذات الله عز وجل؟ فماذا يقولون نثبت ذاته بلا كيف؟ اذا هم يستعملون الكلمة نفسها. ولذلك احسن ما شاء الله ان يحسن من رد على هذا الكلام من اهل السنة حين قال ومبلكف للذات. قال تعجبي من شدة استنكاره للبلكفة ومبلكف للذات طال تعجبي من شدة استنكاره للبلكفة ان كنت تنكرها فكيف ذاته ايضا وقل هي كالذوات مكيفة. بل انت تثبتها ولا تدري كما لم تدري قط من رموكفة ولقد هجوت وما دللت وانما ابدا تدل على الحمير العجرفة رد اخر عليه بقوله يا عائبا من جهله للبلكفة هي قولكم في الذات دع عنك الصفة والله ليس كمثله شيء وذا ما لست تنكره فدع عنك السفه وعلى كل حال لا ينبغي لاهل السنة والجماعة ان يتخوفوا من اثبات ما اثبت الله لنفسه او اثبت رسوله صلى الله عليه وسلم لاجل شناعة مشنع. قال الامام احمد رحمه الله لا نزيل عن الله صفة من صفات لاجل شناعة المشنعين. ينبغي على اهل الحق على اهل السنة والجماعة. ان يثبتوا على حقهم. ولو خالفهم اهل الارض جميعا لانهم اذا كانوا مع الحق كان الله تبارك وتعالى جل وعلا معهم بنصره وتأييده واعانته وكانت لهم العقبة الحميدة في الدنيا والاخرة لعل لهذا الكلام يعني تفصيلا وتفصيلا قادما ان شاء الله تعالى. ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان