بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الوسطية فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدقائي قال رحمه الله ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله تعالى واياته ولا يكيفون ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه وتعالى لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيل واحسن حديثا من خلقه والحمد لله اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فذكر المؤلف رحمه الله علة وقوف اهل السنة والجماعة عند حد ما جاء في القرآن والسنة بباب الاسماء والصفات ذكر رحمه الله ثلاثة امور انه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره وانه اصدق حديثا وانه احسن حديثا من خلقه فاذا كان ذلك كذلك وجب على العباد ان يخبر عن الله سبحانه وتعالى بما جاء في الكتاب والسنة فحسب وان يعتقدوا ثبوت ما جاء في النصوص دون زيادة او نقصان قال رحمه الله فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره كما قال جل وعلا قل اانتم اعلم ام الله وكذلك قال جل وعلا الرحمن فاسأل به خبيرا على احد اقوال اهل التفسير يعني الله جل وعلا اعلم بنفسه وبما يستحقه من نعوت الجلال والجمال فواجب ان يؤخذ ما اخبر به جل وعلا في هذا الباب العظيم على محمل التسليم قال فانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق حديثا الله جل وعلا اصدق قيلا واصدق حديثا قال واصدق قيلا قال سبحانه ومن اصدق من الله قيلا وقال ومن اصدق من الله حديثا ايتان في سورة النساء كذلك الله جل وعلا احسن حديثا من خلقه دل على هذا قوله تعالى الله نزل احسن الحديث وجاء في حديث جابر رضي الله عنه كما في رواية الامام احمد في المسند باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته بعد التشهد اما بعد فان احسن الحديث اما بعد فان احسن الكلام كلام الله واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فاذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة وهي ان الله اعلم بنفسه وبغيره وانه اصدق قيلا واحسن حديثا من خلقك استفدنا من هذا فائدتين الاولى وجوب ان يقف الانسان فيما جاء في باب الاسماء والصفات عند حدود الوارد فلا يتجاوز ذلك الى غيره فالباب كما قلنا سابقا باب توقيفي ليس للانسان ان يتكلم في الله جل وعلا الا اية او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والفائدة الثانية ان نعلم ان كل ما اخبر الله عز وجل به بكتابه عن نفسه فانه حق لا يختلط بادنى شائبة من باطل وفي هذا رد بين على المتكلمين الذين يزعمون ان ما جاء في كتاب الله والسنة من نصوص الصفات ظاهره يفيد التشبيه فواجب اذا صرفه عن هذا الظاهر الى غيره وهذا هو مسلك التأويل اساس البلاء عند هؤلاء انهم ظنوا ان الله تعالى يمكن ان يخبر في كتابه بما ظاهره الضلال والبطلان والرد على هؤلاء بان يقال ان الله اعلم بنفسه وبغيره. الله اعلم بنفسه وبخلقه اعلم بما يستحقه سبحانه وتعالى واعلم بما يستحقه خلقه. فاذا اخبر سبحانه بثبوت الصفات له كان ذلك حقا ودل هذا على انه لا شائبة تعتري هذا الاخبار انما ان كان هناك خلل في الفهم فهذا راجع اما الى فساد في التصور او فساد بالقصد اذا اذا اخبر انسان فقال بنحو قول الله جل وعلا الرحمن على العرش استوى انني لا اثبت لله عز وجل الاستواء على حقيقته لان الاستواء على حقيقته لا يليق بالله جل وعلا فاننا نقول له اانت اعلم ام الله الله جل وعلا اعلم بنفسه واعلم بغيره فهو سبحانه لما اخبر بانه استوى على العرش فاننا نعلم ان هذا هو اللائق به جل وعلا لانه اصدق حديث طب ولانه احسن حديثا تبارك وتعالى. واذا كان كلامه صدقا لا كذب فيه. واذا كان كلامه بلغ من الحسن الغاية فانه لا يمكن ان يتطرق اليه خلل باي وجه من الوجوه. فظاهر ما اخبر الله عز وجل به في كتابه حق ولا يمكن ان يكون هذا الظاهر ضلالا ولا يمكن ان يكون اتباع هذا الظاهر ضلالا كفرا كما يدعي بعض اهل الضلال اذا هذه قاعدة مهمة واصل اصيل ينبغي ان يعتمد عليه اهل السنة والجماعة في هذا الباب وهو ان الله سبحانه وتعالى اعلم وبنفسه وبغيره وان كلامه الصدق المطابق للواقع. وانه سبحانه احسن حديثا من غيره. فمع اجتماع هذه امور الثلاثة يتبين لك ان كل ما اخبر الله عز وجل به فانه حق لا يمكن ان يرد عليه اي احتمال للضلال والخطأ في الفهم والتصور. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم رسله صادقون مصدقون صادقون صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون نعم هذا امر ثامن يؤكد لك القاعدة السابقة وهي ان هذا الباب توقيفي وان كل ما جاء من اخبار فيه فان ذلك حق على ظاهره ولا يمكن ان يكون ظاهره الضلال ولا يمكن ان يكون ظاهره والتشبيه كما يدعي اولئك علة ثانية وهي ان رسل الله عز وجل صادقون مصدقون اجتمع في حقهم الصدق والصدق مطابقة الخبر للواقع. والاجماع الضروري منعقد عند اهل السنة والجماعة بل عند المسلمين كافة على ان الرسل عليهم الصلاة والسلام صادقون مع تقومون من الوقوع في الكذب. فاذا كان ذلك كذلك فكل ما اخبر به الرسل عن الله جل وعلا فلا شك انه حق مطابق للواقع ناهيك عن اجتماع ذلك الى غيره ايضا في حقهم وهو انهم الاكمل علما بالله جل وعلا وانهم الاعظم نصحا للخلق وانهم الابلغ في الفصاحة والكلام. فاجتمع في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام اربعة اسباب تجعل من الواجب على كل مسلم ان يأخذ هذا الباب عن الرسول عليهم الصلاة والسلام على محمل التسليم التام فلا يعارض ذلك الذي يخبرون به باي وجه من انواع المعارضة لا بعقل ولا بقياس منطقي ولا بهوى ولا ما يزعم من انه انواع الفصاحة والبلاغ والمجازي وما الى ذلك. كل ذلك ينبغي ان يطرح امام ما يخبر به الرسل الذين هم صادقون مصدقون. قال رحمه الله مصدقون يعني صدقوا من غيرهم والرسل عليهم الصلاة والسلام نصدقهم المؤمنون بهم بل يصدقهم ربهم تبارك وتعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه. قال جل وعلا محمد رسول الله. هذه شهادة من تصديق من الله جل وعلا ان النبي محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله حقا. ان ما جاء في هذا الوحي حق لا مرية فيه وبالحق انزلناه وبالحق نزل هذا تصديق من الله جل وعلا وشهادة بان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق وصدق. واذا كان ذلك كذلك كان واجب الاتباع كان واجب التصديق كان يجب على جميع العالمين ان ينقادوا الى هذا الحق الذي صدق الله عز وجل رسله عليهم الصلاة والسلام عليه قال بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون هذا وصف ينطبق على جميع الذين قالوا الله قالوا على الله عز وجل بغير علم كما كان من المشركين الذين قال الله عز وجل عنهم واذا قيل لهم السد للرحمن قالوا وما الرحمان ينطبق على اليهود الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. ينطبق على النصارى الذين زعموا ان الله عز وجل اب وان عيسى ابنه وانه ثالث ثلاثة ينطبق على جميع المنحرفين في هذا الباب سواء توجهوا جهة تمثيلي او توجهوا جهة التعطيل. كل من تكلم في الله تبارك وتعالى بغير ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فلا شك ولا مرية في انهم قالوا على الله عز وجل بغير علم وهذا من اعظم محرمات كما سقنا الدليل على هذا في الدرس او في درس ماض. كذلك دل القرآن على ان كل كلام في الله عز وجل بغير علم ما هو الا وسوسة من الشيطان والله جل وعلا اخبر عن هذا في كتابه في قوله انما يأمركم يعني الشيطان بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. كل ما يتكلم به المتكلمون في باب الاسماء والصفات من غير ان متلقى من طريق الوحي فلا شك انه وسوسة من الشيطان لا يتجاوز ذلك. اذا كان الامر كذلك فكل قول كان من هذا الباب يعني من الباب الذي فيه الكلام على الله بغير علم كان واجبا ان يطرح والا يلتفت اليه هما منهجان متميزان منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام ومنهج الذين يقولون على الله عز وجل بغير علم. وعلى كل مسلم ان ينهج النهج الذي يرضاه لنفسه. والذي يظن ان النجاة فيه دونك هذين الطريقين طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين هم اعلم بالحق والذين هم صادقون مصدقون وهناك نهج اخر وهو نهج الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فاختر لنفسك ما شئت من هذين الطريقين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم رسوله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب عزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. هذه اية عظيمة وفيها فوائد كثيرة تتعلق بهذا الموضوع الذي معنا يقول الله جل وعلا سبحان ربك رب العزة مر بنا سابقا ان كلمة سبحان اسمه مصدر وانها منصوبة ها هنا على انها مفعول مطلق يسبح نفسه سبحانا او تقول انت سبحان الله اسبح الله سبحانا هذا اسم مصدر المعنى في كلمة التسبيح ترجع الى التنزيه فالله جل وعلا ينزه عن كل نقص وعيب وعن مشاركة غيره له سبحانه في كماله وهذا ينسحب على جميع الابواب الله جل وعلا يسبح في الوهيته عن ان يكون له فيها شريك والله يسبح في ربوبيته عن ان يكون له معاون او ظهير والله يسبح في اسمائه وصفاته عن ان يكون له مثيل او ان يكون ثمة نقص فيما يتصف به جل وعلا. كذلك يسبح في امره الكوني عن ان يكون فيه ظلم او منافاة للحكمة كذلك يسبح في امره الشرعي عن ان يكون فيه ما يخالف المصلحة وما يخالف الحكمة اذا كل ذلك الله جل وعلا يسبح فيه ومن ذلك كما قد سمعت ما يتعلق بهذا الباب الذي نبحث فيه وهو ما يتعلق بباب الاسماء والصفات نزه الله سبحانه نفسه فقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وهذا التسبيح هو في معنى النفي الذي الذي سيأتي الكلام فيه. لان الله جل وعلا اه اتصف بالنفي والاثبات. والاسباب الالفاظ التي تتعلق بهذا الباب التنزيه والنفي وكذلك كلمة ثالثة قد يستعملها اهل السنة ويستعملها المتكلمون اكثر وهي كلمة السلب. سنتكلم عن هذا بعد قليل ان شاء الله وهو نعرف ضوابط اهل السنة والجماعة في هذا الباب. قال جل وعلا سبحان ربك رب العزة لاحظ الفرق بين الاظافتين اضافة الرب سبحانه وتعالى الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يعني اضافة هذه الكلمة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قوله ربك تختلف عن الاظافة في قوله رب العزة فالرب في الكلمة الاولى ربك بمعنى الخالق سبحانه وتعالى. فالله رب محمد صلى الله عليه وسلم. وهو خالقه تبارك وتعالى وصلى الله على نبينا وسلم اما الرب في الكلمة الثانية رب العزة فانه بمعنى الصاحب. يعني صاحب العزة وذو العزة فان العزة وصف الله تبارك وتعالى. وسنتكلم ان شاء الله عن صفة العزة في موضعها من هذه العقيدة. آآ ان شاء الله تبارك وتعالى. قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين سلم الله على رسله الصادقين المصدقين لسلامة ما قالوه كما ذكر المؤلف رحمه الله فانهم لم يخبروا عن الله الا بالحق المحض اما من قال عليه بغير علم فان الله نزه نفسه عن ان يكون كما قال هؤلاء المفترون عليه المخالفون لنهج الرسل عليهم الصلاة والسلام سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. نزه نفسه عن المنهج المخالف للحق واثنى على المنهج الحق حيث سلم على المرسلين لانهم ما تكلموا في الله الا بما اوحى الله اليهم الرسل عليهم الصلاة والسلام معلوم بالضرورة انهم ما وصفوا الله من تلقاء انفسهم بما وعقولهم بما قاسوه قياسا منطقيا كما يدعى انما اخبروا عن الله سموا الله وصفوا الله في ضوء ما اوحى به اليهم سبحانه وتعالى. فاستحقوا ان يسلم الله عليهم. لانهم قالوا بالقول السليم عن الضلال والخطأ في حقه تبارك وتعالى قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ختم الله جل وعلا الآية بحمد نفسه جل وعلا والحمد يدل بالتظمن على ثبوت الكمال المطلق لله تبارك وتعالى كما ان التسبيح يدل بدلالة المطابقة على تنزيه الله جل وعلا. وكل واحد من وكل واحدة من الكلمتين تدل على ما تدل عليه الاخرى بدلالة اللزوم انتبه لهذا التسبيح يدل بدلالة المطابقة على تنزيه الله جل وعلا والحمد يدل بدلالة التظمن على ثبوت الكمال لله جل وعلا ويدل التسبيح بدلالة اللزوم على ثبوت الكمال لله ويدل الحمد بدلالة اللزوم على تنزيه الله جل وعلا اذا هذا يدلك على ان الاثبات وحده ليس هو التوحيد والايمان المطلوب وان التنزيه وحده ليس هو التوحيد والايمان المطلوب انما التوحيد مجموع الاثبات والتنزيه فلا يصح اثبات الا بالتنزيه ولا يصح تنزيه الا الا باثبات وهذا ما جمع وهذا ما جمع في التسبيح والتحميد. ولذلك كان احب الكلام الى الله جل وعلا سبحان الله والحمد لله لانه يدل على توحيد الله تبارك وتعالى. فانه باجتماع التسبيح والتحميد يجتمع الاثبات والتنزيه وهذا هو حقيقة الايمان في باب الاسماء والصفات هذه الاية تدل على فائدة مهمة عند اهل السنة وهي ان باب الاسماء والصفات باب توقيفي وانه لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث. كما قال الامام احمد رحمه الله وجه الدلالة على ذلك ان الله جل وعلا سبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل لانهم تكلموا فيه بغير علم وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه فيه لانهم تكلموا عن طريق الوحي فاجتمع من هذا وذاك انه لا يجوز ان يقال في الله الا بدليل من كتاب او سنة. لا يجوز ان يوصف الله جل وعلا الا بما دل عليه اية او حديث. لان الله جل وعلا قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين. فمن اراد ان يكون سالكا المسلك الذي اثنى الله عز وجل عليه وهو مسلك الرسل فعليه ان يقول بما قال به الرسل عليهم الصلاة والسلام وقلت لك ان الرسول عليهم الصلاة والسلام ما قالوا في الله الا عن طريق الوحي الا عن طريق ما اخبرهم الله تبارك وتعالى به. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله من سبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين بسلامة ما قالوه من النقص والعيب نعم وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات هذه جملة وجيزة وتحتها معنى كثير الله جل وعلا جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات اذا هذا يدلك يا رعاك الله على ان الصفات تنقسم الى قسمين صفات مثبتة وصفات منفية وكلا القسمين جاء في الادلة مجملا ومفصلة يعني عندنا اثبات ها مجمل واثبات مفصل وعندنا نفي مجبل ونفي مفصل اما الاثبات المجمل فهو ما دل على ثبوت الكمال المطلق لله تبارك وتعالى ومن ذلك جميع ادلة التحميد حمد الله تبارك وتعالى يدل كما ذكرت لك بدلالة التظمن على ان الله عز وجل موصوف بماذا بالكمال المطلقة اما الاثبات المفصل فانه ما جاء في الكتاب والسنة كثيرا من ادلة اثبات الصفات لله تبارك وتعالى على وجه التفصيل كثبوت الرحمة وثبوت المغفرة وثبوت العزة وثبوت العلو وثبوت الاستواء وثبوت الوجه وثبوت القوة والقدرة الى غير ذلك مما جاء كثيرا في كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا ما يسمى بماذا الصفات ها المثبتة التفصيلية او المفصلة عندنا امر ثالث وهو النفي المجمل والنفي المجمل هو الذي يدل على تنزيه الله تبارك وتعالى اجمالا والنفي في باب الصفات يعود الى امرين الى نفي كل نقص وعيب عن الله جل وعلا لانه يتنافى وكمال الله سبحانه هذا امر والامر الثاني ان ينفى عن الله جل وعلا مشاركة غيره له في كماله ينفى عن الله مشاركة غيره له في ماذا في كماله اذا هذا النفي الذي يرجع الى هذين الامرين جاء في الكتاب والسنة مجملا وذلك في ثلاثة انواع من الادلة اولا ادلة النفي العامة من ذلك قوله تعالى ليس كمثله شيء من ذلك قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد. لذلك قوله تعالى هل تعلم له سنيا؟ من ذلك قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا من ذلك قوله تعالى فلا تضربوا لله الامثال. هذه الادلة الخمسة اشهر ادلة النفي العامة هذا نوع النوع الثاني اسماء الله تعالى التي دلت معانيها على النفي المجمل على التنزيه المجمل اتفقنا قبل قليل ان الكلمات في هذا الباب ماذا ثلاثة فمهما عبرت فالمعنى واحد اذا قلت التنزيه او قلت النفي فالمعنى واحد كذلك اذا قلت السلب وكلمة السلب فيها يعني اه وقفة لان اصل استعمالها كان من جهة المتكلمين لكنها شاعت عند كثير من اهل السنة فاذا الثمن فاذا استعملها السني فانه يريد بها ما يريد من كلمتي النفي او التنزيه. طيب ثمة اسماء لله تبارك وتعالى دلت معانيها وكل اسم لله كما تعلم يدل على صفة لله تبارك وتعالى وهذا ما سيأتي ان شاء الله وتفصيله دلت معانيها على ثبوت التنزيه المجمل لله تبارك وتعالى من ذلك اسمه تعالى السبوح ومن ذلك اسمه تعالى القدوس ومن ذلك اسمه تعالى السلام ومن ذلك اسمه تعالى المتكبر ومن ذلك اسمه تعالى الواحد ومن ذلك اسمه تعالى الاحد هذه اسماء ستة دلت معانيها على ماذا ثبوت التنزيه المجمل والاسماء الاربعة الاولى تدل على ثبوت التنزيه المجمل لله تبارك وتعالى وان كانت ادل او اخص في الدلالة على ثبوت النفي المنفصل. على ثبوت عفوا النفي المتصل. يعني صفات النقص التي لا تليق بالله تبارك وتعالى يدل على نفيها عن الله جل وعلا جملة كونه سبوحا وكونه قدوسا وكونه سلاما وكونه جل وعلا متكبرا عن كل نقص وعن كل عيب والاسمان الاخير ان الواحد والاحد اخص في الدلالة على ثبوت النفي المجمل المنفصل كالولد والصاحبة والشريك والند وما الى ذلك المقصود ان هذه الاسماء ادلة على ان النفي المجمل ثابت في حق الله تبارك وتعالى النوع الثالث كل ادلة التسبيح كل نص جاء في القرآن والسنة على تسبيح الله تبارك وتعالى اما من جهة الاخبار واما من جهة الامر الى غير ذلك كل ذلك دليل على ماذا على النفي المجمل وادلة التسبيح في القرآن وحده كثيرة تزيد على تسعين اية دلت على تسبيح الله تبارك وتعالى. والتسبيح يدل على ماذا التنزيه ها المجمل يدل على التنزيه يدل على التنزيه المجمل و اما النفي المفصل به تكتمل القسمة فهو ما جاء بنصوص الكتاب والسنة من ادلة دلت على صفات تفصيلية منفية عن الله تبارك وتعالى فمثلا الله جل وعلا نفى عن نفسه الموت قال سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت اذا الموت صفة ماذا منفية عن الله. مثال ذلك السنة والنوم. قال جل وعلا لا تأخذه سنة ولا نوم. من ذلك اللعب. قال جل وعلا وما خلقنا السماء والارض لاعبين من ذلك آآ الولد ومن ذلك الصاحبة قال سبحانه وتعالى انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة. من ذلك الانداد فلا تجعلوا لله اندادا. الى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من ادلة على نفي مفصل في صفات الله تبارك وتعالى. فينفى عن الله عز وجل هذا الذي اخبر بانتفائه عنه. ويوصف والله عز وجل بنفي هذه الصفات عنه. فيوصف الله عز وجل بانه لا ينسى. يوصف الله عز وجل بانه لا ينام. يوصف الله عز وجل بانه لا يموت الى غير ذلك مما جاء في هذا الباب والمقصود يا اخوة ان منهج اهل السنة والجماعة في باب الصفات المنفية يرجع الى ضوابط محررة ومقعدة عند اهل السنة والجماعة و مضى في طي الكلام السابق الاشارة الى بعض ذلك ولكنني اسوق لك هذا على سبيل الترتيب. اولا ان تعلم ان النفي عائد لا معنيين هما نفي النقائص والعيوب عن الله نفي المشاركة له في ماذا؟ في كماله. ثانيا ان النفي جاء في القرآن والسنة على ضربين عندنا ان النفي جاء في الكتاب والسنة على معنيين وعندنا ضابط اخر وهو ان النفي في الكتاب والسنة جاء على ضربين ما هما ها المجمل والمفصل. الضابط الثالث ان كل نفي جاء في الكتاب والسنة فانما يراد به اثبات كمال الضد مجملا كان او مفصلا كل نفي جاء في الكتاب والسنة فانما يراد به اثبات كمال الضد. مجملا كان او مفصلة بمعنى انه اذا ورد النفي المجمل في الصفات فانه يدل على ثبوت الكمال المطلق لله تبارك وتعالى كل نفي مجمل فانه دليل على ثبوت الكمال المطلق كل نفي مجمل فانه دليل على ثبوت الكمال المطلق كما علمنا هذا قبل قليل وقلت ان هذا قد دل عليه او دل عليه بدلالة اللزوم اما النفي المفصل فان كل صفة منفية لله تبارك وتعالى انما اريد بها وانما تدل على ثبوت كمال ضدها فاذا اخبر الله عز وجل بانه لا يموت فهذا يستفاد منه ماذا اثبات الحياة الكاملة له تبارك وتعالى. اذا اخبر الله جل وعلا انه لا لا يتعب. وما مسنا من لغوب يعني تعب فان هذا يدل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى اذا نفى الله عن نفسه صفة اللعب فان هذا يدل على كمال حكمة الله تبارك وتعالى وهلم جر واذا كل نفي جاء في النصوص فانه يدل على ثبوت الكمال لله يدل على ثبوت ضد هذه الصفة التي هي صفة كمال يعني الضد هي الضد هو صفة الكمال لله تبارك وتعالى لما يقول اهل السنة والجماعة ذلك الجواب ان النفي من حيث هو لا يراد لذاته انما يراد لغيره ويمكن ان نجعل هذه قاعدة في هذا الباب بان نعيد صياغة الظابط الثالث فنقول النفي في النصوص يعني النفي في الصفات جاء في النصوص مرادا لغيره لا لذاته اعيد النفي في الصفات جاء في النصوص ها مرادا لغيره لا لذاته. بمعنى ان النفي المجمل انما اريد به اثبات الكمال المطلق والنفي المفصل يعني الصفات المنفية مفصلة فكل صفة تدل على ماذا اثبات كمال ضدها. لم لان النفي كما ذكرت لك لا يراد لذاته انما يراد لغيره وهو في هذه الحالة يكون حقا وكمالا بيان ذلك ان النفي من حيث هو عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا والله لا يوصف الا بما يمدح به. فلا احد احب اليه المدح منه تبارك وتعالى. اما العدم المحض فانه لا يستفاد منه شيء ليس كمالا وليس مدحا. فلأي شيء يوصف الله عز وجل به الامر الثاني ان النفي قد يكون لعدم قابلية المحل وهو في هذه الحال ليس كمالا وقد اتفقنا على ان الله لا يوصف الا بماذا الا بالكمال والا بما هو مدح لله تبارك وتعالى قد ينفى الشيء لعدم قابلية المحل كما قال عبد العزيز الكيناني رحمه الله في الحيدة قال ان ان نفي السوء لا تثبت به مدحة قال ان نفي السوء لا تثبت به المدحة قال بشر يعني المريسي مناظره قال وكيف ذلك؟ قال ان قولي ان هذه الاسطوانة يعني هذه هذا العمود او السارية لا تجهل ليس اثباتا للعلم لها بمعنى لو قلت لك الان ان هذه السارية لا تجهل هل مدحتها هل كلمتي هذه مدح لها لو قلت هذا الكرسي لا يظلم. هذا الكرسي لا يظلم صدقت ام كذبت صدقت وما ظلم احدا تعرفون احدا ظلمه هذا الكرسي لا اذا هذا كلام صادق لكن هل هو مدح ليس مدحا لما؟ لان الكرسي غير قابل اصلا لماذا غير قابل اصلا للظلم. والظلم انما يمدح به ها عفوا ترك الظلم انما يمدح به من كان قادرا عليه اذا لما نفى الله عز وجل عن نفسه الظلم فقال جل وعلا ان الله لا يظلم الناس شيئا دل هذا على مدح عظيم له تبارك وتعالى وهو ثبوت كمال عدله جل وعلا ها هنا كان هذا النفي في حقه ماذا مدحا ودليلا على ثبوت الكمال. طيب وقد يكون وهذا امر ثالث قد يكون النفي للعجز وهو حينئذ ليس مدحا ولا كمالا فاذا قال قائل فلان لا يظلم وفلان هذا ضعيف مسكين ليس عنده قدرة لو جاءه احد فاخذ ماله فانه لا يستطيع ان يدفع عن نفسه شيئا فاذا وصف هذا الانسان بقوله بقولك انه لا يظلم اهذا في حقه مدح لا ليس بمدح ومر بنا فيما تذكرون من دروس آآ قديمة قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل. الصحيح من كلام الادباء عن هذا البيت انه مسوق مساق الهجاء وليس مساق المدح لانه انما تحصل من هذا الوصف انه ماذا ضعفاء فكان يهجوهم بهذا مهما غزتهم القبائل واعتدوا عليهم فانهم ماذا لا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم شيئا قبيلة لاحظ التصغير قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة وقال اخر لكن قومي وان كانوا ذوي عدل وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وانهانا. هو يمدحهم الان ولا يذمهم هو في الحقيقة يذمهم ويقول هم ضعفاء جدا فمهما اه تسلط عليهم المتسلطون فانهم ماذا فانهم لا يحركون ساكنا ولا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم ولا يستطيعون ان يردوا الغارة بمثلها اذا لما كان النفي يحتمل ان يكون دالا على العدم او يكون دالا على اه عدم قابلية المحل او ان يكون دالا على العجز لا يجوز ان يوصف الله عز وجل بنفي شيء عنه بهذا الوجه انما يكون النفي في حق الله عز وجل مدحا وكمالا اذا تضمن ماذا اثبات كمال الضد لله تبارك وتعالى ولتعلم يا رعاك الله ان طريقة القرآن والسنة بل طريقة الانبياء عليهم الصلاة والسلام فيما اخبروا به عن الله تبارك وتعالى ترجع الى مسلك يختلف عن مسلك المتكلمين اهل البدع بمعنى انك اذا طالعت ادلة الكتاب والسنة وما قرره السلف الصالح في هذا الباب وقارنته بما قرره المتكلمون واهل البدع فانه يتبين لك امتياز المنهجين وان هذا مخالف تماما لهذا بيان ذلك ان طريقة القرآن ومنهج الرسل عليهم الصلاة والسلام هو ان يكون النفي مجملا وان يكون الاثبات مفصلا الا لاقتضاء الحكمة التفصيل في النفي اعيد لك وهذه قاعدة مهمة في هذا الباب اقول طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام وهي التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام الاصل فيها ان يكون النفي ماذا مجملا وان يكون الاثبات مفصلا الا هذه حالة استثناء الا اذا اقتضت المصلحة التفصيل في ماذا في النفي بيان ذلك ان التفصيل في الاثبات يعني كونك تمدح الله عز وجل بصفات تفصيلية كثيرة هذا ابلغ في المدح التفصيل في الاثبات ابلغ ها؟ ابلغ في المدح التفصيل في الاثبات ابلغ في المدح والاجمال في النفي ابلغ في دفع النقص الاجمال في النفي ابلغ في دفع النقص ولذا اذا تأملت هذا وذاك تبين لك السبب في ان الصفات التفصيلية المثبتة اكثر في النصوص من الصفات المنفية المفصلة هذا واحد وثانيا وجدت ان الادلة التي دلت على النفي المجمل اكثر من وجدتها اكثر من الادلة التي دلت على النفي المفصل اعيد اذا تأملت في نصوص الكتاب والسنة وجدت ان ادلة الاثبات المفصل اكثر من ادلة النفي المفصل ووجدت ان ادلة النفي المجمل اكثر من الادلة التي دلت على النفي المفصل ادلة التسبيح فقط اكثر من جميع ادلة ماذا الصفات المنفية تفصيلا اذا هذا يدلك على ان هذا هو الاصل في هذا الباب. الاصل في باب وصف الله تبارك وتعالى هو ان تجمل في ماذا في النفي ليكون هذا ابلغ في دفع النقص وان تفصل في الاثبات بان هذا ابلغ في ماذا في المدح وهذا ما يعقله الناس. من قام بين يدي سلطان فاثنى عليه بصفات كثيرة مما يمتدح به مفصلا فان هذا يعتبر اكثر مدحا اذا اثنى عليه بالكرم واذا اثنى عليه بالحلم واذا اثنى عليه بالقوة واذا اثنى عليه بالشجاعة كان هذا ابلغ في ماذا في مدحه. كذلك اذا اجمل في النفي فانه ابلغ من التفصيل في النفي فانه اذا قال انت لست كاحد من رعيتك هذا نفي ماذا مجمل فهو ابلغ مما لو قال له انت لست جبانا وانت لست حقيرا وانت لست وضيعا وانت لست وسخا وانت لست كذا وانت الست كذا. تلاحظ ان هذا لا يعتبر ماذا لا يعتبر في حقه مدحا ولا يعتبر فيه دفع للنقص بل ربما يكون الى العكس اقرب لكن عندنا استثنائنا ها هنا وهو ان تقتضي المصلحة ماذا ها التفصيل في النفي وهذه قاعدة مطردة في جميع الصفات المنفية تفصيلا فانك اذا رزقت حسن التأمل تجد ان لكل صفة منفية على وجه التفصيل سببا يدعو اليها اذا الحكمة والمصلحة ان يفصل في هذا النفي من تلك الاسباب اولا دفع توهم النقص بصفة الله تبارك وتعالى دفع توهم النقص في صفة الله تبارك وتعالى. مثال ذلك قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت ذكر الله عز وجل نفي الموت عنه في هذا السياق والله تعالى اعلم لدفع ظن ان حياة الله تبارك وتعالى قد يعتريها نقص كما هو الشأن في حياة المخلوقين دفع الله عز وجل هذا التوهم في قوله الذي لا يموت. كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع اصحابه يرفعون اصواتهم بذكر الله ودعائه. قال يا ايها ناس اربعوا على انفسكم انكم لا تدعون اصم ولا غائبا كان ذلك ايضا لدفع اي توهم للنقص في كمال الله عز وجل او في صفاته الكاملة جل وعلا السبب الثاني الذي يمكن ان يلتمس من هذه الادلة التفصيلية في النفي الرد على ما افتراه المفترون في حق الله تبارك وتعالى من ذلك مثلا قوله جل وعلا ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب لما قال اليهود عليهم من الله ما يستحقون. ان الله تعب بعد خلق السماوات والارض. رد الله عز وجل هذا الافك فقال وما مسنا من لغوب. لما ادعى النصارى ان لله جل وعلا ولدا. ان لله ولدا رد الله تبارك وتعالى ذلك قال ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا الامر الثالث ان يكون النفي مفيدا معنى التحديد كما جاء في قول الله تبارك وتعالى وما الله بغافل عما تعملون تلاحظ ان هذه الاية فيها نفي يستفاد منه ماذا التهديد فكان من الحكمة ها ورود هذا النفي في هذه او في هذا الموضع تجد من ذلك وهو مسلك او سبب رابع ايضا ان يؤتى بالنفي لاجل تكميل معنى الصفة الثابتة اعيد ان يؤتى بالنفي لاجل تكميل ها معنى الصفة الثابتة. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم اللهم انت الاول ها فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. تلاحظ ان هذا النفي سيق لاجل ماذا تكميل معنى الصفة الثابتة وهي صفة الاولية وصفة الاخرية الى اه اه الظاهرية الى الباطنية لله تبارك وتعالى يعني كونه الظاهر وكونه الظاهر وكونه الباطن جل وعلا اذا اه اعود فاقول ان الاصل في هذا الباب ان يكون النفي ماذا مجملا وان يكون الاثبات مفصلة الا لاقتظاء ماذا الحكمة التفصيلة في النفي هذا الضابط كم الرابع. الضابط الخامس عند اهل السنة في هذا الباب. وبه اختم كلامي في هذا الموضوع. هو ان ان نفي توقيفي كالاثبات النفي في باب الصفات ماذا توقيفي كالاثبات. يعني كما اننا لا نثبت لله صفة الا بدليل فكذلك لا منفي عن الله صفة الا بدليل هذا الدليل قد يكون واردا في الكتاب والسنة صراحة وقد يكون مستفادا من كونه ضد الصفة الثابتة اذا ثبت في صفة ان لها ضدا فان دليل الصفة الثابتة هو الدليل على ماذا ها نفي الصفة المنفية صفة الحزن لله تبارك وتعالى نثبتها او ننفيها نم فيها لم؟ لثبوت الادلة على ان الله عز وجل له القدرة الكاملة واضح؟ وله القوة وهذا يتنافى مع الحزن ويتنافى مع كمال القدرة وكمال القوة. فصاد فصار دليل القوة والقدرة دليلا على ماذا نفي الحزن وان كان اهل السنة وهذا تنبيه لا يتطرقون للكلام عن صفات مستفادة من هذا المسلك الا عند المصلحة يعني لو ادعى مدع ثبوت مثل هذه الصفات لله تبارك وتعالى كما تجد عند اليهود في تلمودهم انهم نسبوا الى الله عز وجل الحزن نسبوا نسبوا الى الله عز وجل البكاء ذكروا افتراءات كثيرة على الله تبارك وتعالى ها هنا على المسلمين ان ينفخ ان ينفوا هذا. طيب ما الدليل ان هذه صفات نقص ها ادلة الصفات الثبوتية ها تدل على على بطلان هذه الصفات وعدم جواز ماذا وصف الله تبارك وتعالى بها تدل على نفيها عن الله عز وجل. واضح يا جماعة طيب هذا ملخص كلامي اهل السنة والجماعة في باب النفي وانت اعود فاقول اذا تأملته وجدته مخالفا تمام المخالفة لما عليه مسلك المتكلمين اذا اخذت كتابا من كتب المتكلمين ونظرت فيه في باب الصفات تجد ان الاصل عندهم في معرفة الله النفي تجد انهم اول ما يبدأون في الكلام عن صفات الله عز وجل تجدهم يقولون ليس فوقه ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا بذي جسم ولا بذي لحم ولا بذي عظم ولا ولا ولا في نفي يثقل كثيرا على الاذان وتمجه القلوب لم يأتي في كتاب الله ولا كان على هذا نهج رسل الله انهم يجعلون الاصل في باب معرفة الله عز وجل هذا الاسلوب في النهي هذا الاسلوب في النفي عدا كون كثير مما ذكروا اصلا لا دليل عليه لا دليل على نفيه عن الله تبارك وتعالى بخلاف ما عليه نهج القرآن والسنة هو الله الذي لا اله الا هو فهو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر كيف تلحظ الفرق بين نهج المتكلمين وما جاء في كتاب الله وما مضى عليه اهل السنة والجماعة الاصل عند اهل السنة والجماعة ان يكون العلم بالله تبارك وتعالى ماذا من باب الصفات المثبتة والصفات المنفية لم ترد ها لذاتها انما اريدت لغيرها انما اريدت لتكميل الاثبات واضح؟ لاننا قلنا ان كل صفة منفية فانما يراد بها اثبات كمال الضد اثبات كمال الضد. نعم قال رحمه الله فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون. فانه الصراط المستقيم صراط فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلات عما جاء به المرسلون هذه الجملة تحتمل ان تكون اخبارا عن حال اهل السنة والجماعة ونهجهم تحتمل ان تكون اخبارا عن حال اهل السنة والجماعة ونهجهم او ان تكون اخبارا عن الواجب على اهل السنة والجماعة او تكون اخبارا عن الواجب على اهل السنة والجماعة على الاحتمال الاول المعنى انه لا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون يعني نهج اهل السنة والجماعة ليس فيه خروج ولا فيه انحراف عما جاء به المرسلون عليهم الصلاة والسلام والسبب انهم اخذوا نهجهم من طريق الكتاب والسنة. واذا كان ذلك كذلك كان نهجا ماذا صحيحا لا غبار عليه ولا وليس فيه شيء البتة يخالف ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام او يكون مراده رحمه الله اخبارا يكون مراده الاخبار عن الامر الواجب على اهل السنة وهو ان عليهم ان يثبتوا على طريق المرسلين ولا يحيدوا عنه وان هذا امر واجب لا خيار فيه ليس لك يا عبد الله خيار في ان تلزم نهج الانبياء او تدع ذلك انت ملزم وانت مأمور وواجب عليك ان تسلك طريق الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. لم لان هذا هو الحق وما عداه فباطل فماذا بعد الحق الا الضلال فما لا عاقل يطلب ان يكون على لا يوجد عاقل يطلب ان يكون على على باطل بل كل عاقل يريد ان يكون على ماذا ان يكون على الحق. اين الحق فيما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. اذا واجب على اهل السنة ان يبقوا وان يثبتوا على طريق الانبياء والمرسلين ثم بين علة ذلك فقال اعد قال رحمه الله فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين قال لانه الصراط المستقيم الصراط في اللغة الطريق وبعضهم يقيد ذلك بالواسع. يقول الطريق الواسع والصراط جاء في النصوص جاء في النصوص على ضربين صراط حسي وصراط معنوي اما الصراط الحسي فهو الصراط الاخروي الذي يضرب على متن جهنم ويعبر عليه الناس يوم القيامة واما الصراط المعنوي فهو الصراط الدنيوي وهو الاسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبقدر ثباتك على الصراط المعنوي يكون ثباتك على الصراط الحسي هذا الصراط هو الذي مضى عليه خيرة خلق الله جل وعلا وايراد المؤلف رحمه الله هذه الجملة به نكتة لطيفة وهي الا يستوحش اهل السنة والجماعة يا ايها السني السالك هذا الطريق لا تستوحش من الغربة فانه في اخر الزمان يكون اهل الحق غرباء فربما ان تاب النفس ما ينتابها من شيء من الوحشة فيتعزى الانسان ويتسلى بان هذا المسلك الذي يسلكه مسلك سلكه خيرة خلق الله عز وجل فيطمئن ويستريح وان كان خالفه كثير من اهل زمانه اي خير افضل من ان تسلك على طريق نهجه قبلك الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون. اذا علمت ذلك استبشرت واطمأننت وازدت ثباتا على هذا الامر الانبياء معروفون والصديقون جمع صديق والصديق هو الذي اجتمع فيه كمال الصدق والاخلاص وكمال الانقياد والمتابعة الصديق من اجتمع فيه كمال الصدق والاخلاص وكمال الانقياد والمتابعة واعظم الصديقين ولا شك ابو بكر رضي الله عنه وارضاه والله جل وعلا اثنى على هذه الاصناف الاربعة ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الشهداء نوعان كما نبه الفقهاء هناك شهداء في الدنيا والاخرة وهناك شهداء في الاخرة اما الشهداء في الدنيا والاخرة آآ كل من مات او قتل في المعركة في سبيل الله جل وعلا فانه في الدنيا له احكام الشهيد وللشهيد احكام خاصة عن غيره من الموتى وهو في الاخرة ماذا؟ من الشهداء. وثمة شهداء لهم الحكم الاخروي لا الدنيوي يعني ليس من جهة الاحكام الدنيوية مثل ها الغريق مثل يعني من مات حريقا نعم منهم المطعون يعني الذي اصيب بالطاعون الى غير ذلك مما جاء في اه النصوص مما يدل على ان هؤلاء شهداء في الاخرة اما في الدنيا فانهم لا يأخذون احكام الشهداء من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اسأل الله تبارك وتعالى ان يسلك يبينا سبيلا وان يجعلنا من هؤلاء الغرة الميامين من الصديقين او الشهداء او الصالحين. ان ربنا لسميع والدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان