بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد قال المؤلف رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة الجملة هي القطعة من الكلام المكونة من المسند والمسند اليه ذكر رحمه الله انه قد دخل في هذه الجملة ما ذكر الله سبحانه في سورة الاخلاص فهل يريد ب الجملة ما سبق قريبا من قوله رحمه الله ان الله تعالى قد وصف نفسه وقد جمع الله فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات او يريد الجملة التي قبلها وهي قوله رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه الى اخر ما ذكر الامران محتملان ولعل الثاني اقرب لان المؤلف رحمه الله سوف يسرد جملة كبيرة من ادلة الكتاب والسنة التي اشتملت على انواع من صفات الله تبارك وتعالى وكلها يعطفها على هذه الجملة وقد دخل وهو يقول وقوله وقوله وقوله وما سيأتي من هذه الصفات فيه ما هو من صفات الاثبات وفيه ما هو من صفات النفي وليس جميع ما ذكر يجمع بين صفات الاثبات وصفات النفي المقصود ان من الايمان بالله تبارك وتعالى الايمان بما اخبر به في كتابه وبما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات والمؤلف رحمه الله يريد ان يمثل على هذه الصفات بذكر جملة من الادلة التي اشتملت على طائفة منها فبدأ رحمه الله بسورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن سورة الاخلاص وهي سورة قل هو الله احد هذه سورة الاخلاص وهي سورة الاخلاص لانها مخلصة او لانها مخلصة اما كونها مخلصة فلانها تورث المؤمن بها الاخلاص والتوحيد فانها قد جمعت بين التوحيدين العلمي والعملي كما سيأتي بيان ذلك ان شاء الله ولذا سميت بالتوحيد كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه بذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم في رواية الامام احمد قال رضي الله عنه بعد ان ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى مقام ابراهيم فصلى ركعتين فقرأ فيهما بالتوحيد وقل يا ايها الكافرون فاراد بالتوحيد سورة الاخلاص فهي سورة الاخلاص لانها مخلصة وهي سورة الاخلاص لانها مخلصة يعني اخلصت لذكر الله سبحانه وتعالى وذلك انه لا سورة في القرآن مثلها في اخلاص ذكر الله تبارك وتعالى ونعوته جل وعلا دون ان يخالط ذلك بشيء اخر من الاحكام او القصص الاخبار فهي سورة اخلصت لذكر الله جل وعلا. ليس فيها الا صفة الرحمن سبحانه ولذلك ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان رجلا كان في غزاة مع النبي صلى الله في غزاة مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي بهم فيختم قراءته بقل هو الله احد فلما رجعوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبروه لما صنع ذلك فقال لانها صفة الرحمن. فانا احبها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه بان الله يحبه فالمقصود انها سورة الاخلاص لانه ليس فيها الا ذكر الله سبحانه وتعالى وصفاته ونعوته جلاله جل وعلا قال التي تعدل ثلث القرآن هذا ما دل عليه الدليل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه السورة تعدل ثلث القرآن والاحاديث في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة بلغت مبلغ التواتر روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. روايتهم مبثوثة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من كتب السنة. ومن ذلك ما ثبت عند البخاري من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان رجلا سمع رجلا يقرأ سورة الاخلاص يكررها فلما اصبح اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بما فعل الرجل كأنه يتقالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن فهذا المعنى جاء في احاديث شتى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه السورة تعدل ثلث القرآن كونها تعدل ثلث القرآن فيه فائدتان عند اهل السنة والجماعة الاولى ان هذه السورة جزاؤها وثوابها كثواب قراءة ثلث القرآن وهذا ما دل عليه ما جاء في صحيح مسلم من حديث اه ابي الدرداء رضي الله عنه وجاء معناه ايضا في صحيح البخاري من حديث ابي سعيد رضي الله عنه وهو انه صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ ثلث القرآن في ليلة قالوا فاينا يطيق ذلك يا رسول الله قال قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن فالظاهر والله تعالى اعلم من هذا الحديث ان تلاوة هذه السورة تعدل في ثوابها وجزائها تلاوة ثلث القرآن وهذا فضل عظيم جعله الله سبحانه وتعالى لمن يتلو هذا الكتاب العظيم وبعض اهل العلم نازع في هذا المعنى ومنهم ابن عقيل الحنبلي رحمه الله فانه رأى ان هذا المعنى يتعارض مع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ان من قرأ حرفا من كتاب الله فله به عشر حسنات فقال كيف يمكن ان تكون هذه السورة القصيرة تعادل في ثوابها ثلث القرآن والصواب الذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا تعارض بين هذا وهذا فثبوت اجر الحسنات العشر لمن قرأ حرفا من كتاب الله ثواب عام وهذا الذي بين ايدينا ثواب خاص فلا تعارض بين هذا وهذا والله جل وعلا يخلق ما يشاء ويختار. وربك يخلق ما يشاء ويختار فمسألة الثواب امر غيبي. الله جل وعلا يقدر فيه ما يشاء سبحانه وتعالى اذا هذا الامر الاول الذي يشمله معنى كون سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن المعنى الثاني ان هذه السورة افضل من غيرها وذلك انها اذا كانت تعدل ثلث القرآن فان هذا يعني انها افضل من غيرها والا ما كان هذا الوصف فائدة وهذا الذي مضى عليه السلف الصالح واستقر عليه قول اهل السنة والجماعة من ان بعض القرآن افضل من بعض وهذه المسألة مبنية على مسألة اكبر منها. وهي مسألة تفاضل صفات الله سبحانه وتعالى فالذي تقرر عند اهل السنة والجماعة بناء على دلائل الكتاب والسنة ان بعض صفات الله عز وجل افضل من بعض وان بعض افراد الصفة الواحدة افضل من بعض اما كون بعض الصفات افضل من بعض فدل على هذا جملة من الادلة كالتي دلت على ان رحمة الله سبقت او غلبت غضبه او استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم برضاه من سخطه او وهذا ما يتعلق بالصفة الواحدة ما جاء في تفضيل اليد اليمين على اليد الاخرى كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين. فكونهم عن يمين رحمن لان اليد اليمين افضل من اليد الاخرى. وان كان لا نقص يعتري اليد الاخرى. كلتا يديه يمين في الفضل والخير والبركة. كذلك قوله سبحانه وتعالى ما ننسخ من اية او ننسها اات بخير منها وان نزع بعض المتكلمين في دلالة هذه الاية على تفضيل بعض ايات القرآن على بعض والصواب الذي عليه السلف كما ذكرت لك ان بعض صفات الله سبحانه وتعالى افضل من بعض وبعض افراد الصفة الواحدة افضل من بعض ومن ذلك ان القرآن بعض اياته افضل من بعض. وذلك ان القرآن من الله سبحانه وتعالى فبعض القرآن افضل من بعض وهذا ما لا ينبغي ان يعتور الناظر فيه شك البتة. وذلك ان الاحاديث ثابتة صحيحة. بان هذه السورة تعدل ثلث القرآن وان سورة الفاتحة اعظم سورة في كتاب الله كما ثبت في البخاري من حديث ابي سعيد ابن المعلا رضي الله عنه وكما جاء ايضا في ان اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله كما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي بن كعب رضي الله عنه الى غير ذلك من الادلة التي دلت على هذا المعنى. اذا لا شك ولا ريب ان التفضيل في ايات القرآن وسوره يرجع والى هذه الايات نفسها والى هذه السور نفسها. فبعض الايات افضل من بعض كما ان بعض السور افضل من بعض نازع في هذا المعنى طائفتان من الناس الاولى قلة من اهل العلم والثانية طوائف من المتكلمين اما الفئة الاولى فقد ذهب قلة من اهل العلم الى التوقف وعدم القول بان بعض القرآن افضل من بعض من اولئك ابن جرير رحمه الله وكذلك ابن عبد البر وكذلك ابن حبان رحمة الله على الجميع لكن مأخذهم في هذا ليس كمأخذ اهل البدع المتكلمين فانما اخذهم في هذا انهم توهموا ان تفضيل بعض القرآن على بعض يعود بالنقص على المفضول اذا قلنا ان هذه الاية افضل من غيرها اذا المفضول ناقص ولاجل هذا فانهم رأوا انه لا ينبغي ان يقال ان بعض القرآن افضل من بعض آآ ذلك خوفا من الوقوع في هذا الامر فالقرآن كله كلام الله عز وجل وكله كلام عظيم لا يعتريه نقصه بوجه من الوجوه فالاولى السكوت عن هذا الكلام والاعراض عنه وتأويل ما جاء في هذا الباب من هذه الادلة. ولا شك ان هذا المسلك غير جيد والصواب ما ذكرت لك التفاضل في كلام الله عز وجل ينظر اليه من جهتين ان نظر ان نظر اليه من جهة المتكلم فلا تفاضل بين القرآن فالكل كل القرآن كل اياته وسوره قد تكلم بها الله سبحانه وتعالى. فلا فرق بالنظر الى جهة كلم لكن البحث عند اهل العلم انما هو من جهة النظر الاخر وهو من جهة المتكلم به فمن ها هنا كان بعض القرآن افضل من بعض. وما ذكر من ان تفضيل بعض القرآن على بعض يعود بالحكم بالنقص على المفضول غير صحيح فان القاعدة هي ان التفاضل لا يستلزم انتقاص المفضول التفاضل لا لا يستلزم انتقاص المفضول. فان كل القرآن فاضل. وكله كلام كامل لا يعتريه نقص البتة وان كان بعضه افضل من بعض وهذا له نظائر كثيرة وبالتالي فانه لا يستشكل بوجه من الوجوه. هل اذا قيل ان النبي محمدا صلى الله عليه وسلم افضل من ابراهيم يعني ان ابراهيم عليه السلام ناقص هل تفضيل ابي بكر رضي الله عنه على عمر يعني ان عمر رضي الله عنه مذموم لا يلزم هذا البتة كلاهما فاضل وان كان احدهما افضل من الاخر. فالتفضيل ليس ملازم للانتقاص بحال قد يستلزم ذلك وقد لا يستلزمه. وفي البحث الذي نبحث فيه فيما يتعلق بعض القرآن على بعض لا شك ان المفضول لا يناله شيء من النقص والعيب بحال من الاحوال اما الطائفة الثانية التي نزعت في هذا المعنى فانها بنت هذا المذهب على مذهب بدعي باطل كان قولهم في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي كلام الله عز وجل وهو انهم اعتقدوا ان كلام الله تعالى صفة نفسية قائمة بذات الله تبارك وتعالى هي شيء واحد لا يتبعض ولا شك ان هذا المذهب مذهب محدث مبتدع نقطع بان الرسل عليهم الصلاة والسلام واتباعهم والسلف الصالح جميعا ما اعتقد منهم احد ذلك انما هذا كان من محدثات كلام اهل الكلام والرد على مذهبهم الباطل يدور على اوجه كثيرة سنتكلم عنها باذن الله عز وجل على وجه التفصيل اذا وصلنا الى البحث في صفة الكلام المقصود ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان كون سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن يستفاد منه فائدتان الاولى ان سورة القرآن ثوابها وفضلها وجزاؤها يعدل ثواب وجزاء تلاوة ثلث القرآن والامر الثاني انها افضل من غيرها لان بعض القرآن افضل من بعض وهذا آآ كما ذكرت لك امر لا يستنكر عند اهل السنة والجماعة وقد بسط شيخ الاسلام رحمه الله في رسالة له هذا المعنى بما لا مزيد عليه في اه رسالة تسمى بجواب اهل العلم الايمان بان سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن بحث العلماء هنا توضيح كون سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن يعني ما الحكمة في كون سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن الذي يقرب في هذا المقام ان يقال ان سورة الاخلاص اشتملت على ما هو من افضل ما في كتاب الله عز وجل وهو ما يتعلق بالتوحيد ومعلوم ان تفضيل الكلام بعضه على بعض مرجعه الى موضوع الكلام والى متعلق الكلام فلما كانت سورة الاخلاص مختصة بالكلام عن الله عز وجل عن توحيده وعن وصفه جل وعلا فانها استحقت ان تكون آآ تعدل ثلث القرآن. فان القرآن يشتمل على ثلاثة اصناف من الكلام في الجملة اشتملت ايات القرآن على الاحكام واشتملت على القصص والاخبار واشتملت على التوحيد وهذه السورة قد اخلصت لهذا القسم الثالث وان شئت فقل القرآن انشاء واخبار اما الانشاء فالاحكام التي جاءت فيه. واما الاخبار فمنها اخبار تعلقت بالخالق. ومنها اخبار تعلقت المخلوقين فاستتمت القسمة الى كم قسم؟ الى ثلاثة اقسام. وهذه السورة كان فيها الكلام فحسب عن توحيد الله تبارك وتعالى. جمعت هذه السورة بين التوحيدين العلمي والعملي. بين توحيد المعرفة فتي والاثبات وتوحيد القصد والطلب كما سنبينه في محله قريبا ان شاء الله تعالى اذا هذه السورة العظيمة تعدل ثلث القرآن قال الله عز وجل في هذه السورة قل هو الله احد قل هذا الامر الذي افتتحت به هذه السورة نستفيد منه فائدتين الاولى ان القرآن كلام الله لان قل امر والامر انما يكون بماذا بالقول الامر كما علمنا في اصول الفقه استدعاء الفعل بالقول على جهة الاستعلاء. فالقرآن اذا كلام الله وثانيا ان الامر بالقول يعني امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا كفوا احد فيه نكتة وهي وجوب الدعوة الى التوحيد ووجوب الصدع بذلك وبوجوب معالنة الناس بذلك هذا امر لا ينبغي السكوت عنه بل يجب ان يقال ويجب ان يذاع ويجب ان يدعى الناس اليه. توحيد الله عز وجل امر عظيم يجب ان يفشى ان يقال في الناس قل هو الله احد اسم الجلالة الله اعظم الاسماء واشرفها واجمعها لمعاني الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وجل ما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى راجع عند التأمل والتفكر الى هذا الاسم العظيم وجميع اسماء الله جل وعلا انما تضاف الى هذا الاسم وانما تنسب الى هذا الاسم فالله هو الرحيم والله هو العزيز والله هو الملك ولا يستشكل عند ذكر هذا ما جاء في مفتتح سورة إبراهيم الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض لا يستشكل هذا بناء على هذا المعنى وهو ان يكون الاسم الذي تضاف الاسماء اليه هو اسم الجلالة الله. وذلك ان هذه الاية التي في مفتتح سورة إبراهيم قرأت قراءتين قرأ نافع وابن عامر وابو جعفر برفع اسم الجلالة يعني الهاء في كلمة الله مضمومة وبالتالي خرجت عن بحثنا وموضوعنا هذه جملة مستقلة وعلى قراءة الجمهور بالكسر فانها محمولة على احد توجيهين ان يكون الجر ها هنا على البدلية لا على انها صفة الحميد الى صراط العزيز الحميد الله والوجه الثاني ان يكون هذا الجر مبنيا على تقديم الصفة على الموصوف فالصفة ها هنا مقدمة والموصوف ماذا مؤخر والغالب في كلام العرب تقديم الموصوف على الصفة. لكنه جاء على قلة تقديم الصفة على الموصوف ولذلك يصح ان تقول مررت بالكريم محمد مررت بالكريم محمد فما الموصوف وهنا؟ محمد. محمد وكان ماذا؟ متأخرا وليس هو صفة لماذا للكريم فيكون الكريم هو الموصوف. تحمل هذه الاية على التوجيه الثاني ايضا وهو توجيه سائغ صحيح. المقصود ان اسم الجلالة الله هو الاسم العظيم الذي ترجع اليه جميع الاسماء وجميع الصفات وهذا الاسم العظيم مشتق على الصحيح فالاصل في هذه الكلمة الاله ثم صار حذف وادغام. حذفت الهمسة الهمزة وادغمت اللامان فصار النطق بها الله الاصل ان الاله فعال بمعنى مفعول اله فعال بمعنى مفعول. من اله يأله بمعنى عبد يعبد. لله در الغانيات المدعي سبحنا واسترجعنا من تأله يعني من تعبده آآ اذا معنى هذا الاسم العظيم الله هو المألوه يعني المعبود فالله جل وعلا هو المعبود الحق الذي لا يستحق العبادة سواه جل ربنا وعز قال قل هو الله احد الله الصمد هذان اسمان جليلان ورد في هذه السورة في القرآن فحسب ما جاء اسم الاحد ولا اسم الصمد في موضع اخر في كتاب الله سوى هذا الموضع وهذان الاسمان يدلان على صفتي الاحدية والصمدية لله تبارك وتعالى قال قل هو الله احد الله الصمد. الاحد يعني الذي توحد جميع الكمالات من جميع الجهات الاحد الذي توحد بجميع الكمالات من جميع الجهات فهو الاحد في ذاته فلا نظير له وهو الاحد في صفاته فلا مثيل له وهو الاحد في عبادته فلا شريك له الاحد ابلغ في الدلالة على وحدانية الله عز وجل وعدم الاشراك به في شيء من الاسماء والصفات او العبودية او الربوبية افضل وابلغ من الواحد. وذكر علماء اللغة فروقا آآ تبلغ الى سبعة او نحوها تفرق بين الواحد والاحد. المقصود ان الاحد ابلغ في الدلالة على الانفراد من الواحد. حتى انه لا تقال هذه الكلمة الاحد مثبتة مفردة على ذات الا لله تبارك وتعالى لا تطلق مفردة لكن يجوز ان تكون مضافة تقول احد الرجلين هذا لا بأس به فابعثوا احدكم هذا لا بأس به هذا واحد مفردة اثنين مثبتة اما اذا كانت في سياق النفي او فيما هو في معنى النفي. تقول لا احد في الدار او ما هو في معنى النفي. وان احد من المشركين استجارك هذا لا بأس به وايضا حين تطلق على ذات اما اذا اطلقت على زمان فلا بأس كما تقول يومه الاحد اما ان تكون مثبتة ها مفردة مطلقة على ذات فلا تكون الا لله تبارك وتعالى فلا تقولوا احد في البيت انما تقول واحد في البيت او اثنان. اما ان تقول احد في البيت فلا يجوز ان يكون هذا لا تطلق هذه الكلمة مفردة مثبتة على ذاك الا على الله تبارك وتعالى لانه الذي تفرد بالوحدانية جل وعلا من جميع الوجوه وتنبه يا طالب العلم اذا وصلت الى الكلام عن معنى كلمة او معنى اسم الاحد وصفة الاحدية لله تبارك وتعالى تنبه الى مزلق قد يقع فيه من لم ينعم النظر في كلام المتكلمين فان كثيرا من المتكلمين ينفذون من خلال الكلام عن هذا الاسم وعن هذه الصفة الى نفي صفات الله تبارك وتعالى الذاتية فانك تجد في كتبهم تقريره ان الله تعالى هو الاحد الذي لا يتجزأ ولا يتبعض ولا ينقسم ومرادهم بذلك مرادهم بهذه الالفاظ المجملة مرادهم بذلك ان الله تبارك وتعالى لا يتصف بصفة الوجه ولا اتصف بصفة القدم ولا يتصف بصفة الساق ولا يتصف بصفة الاصابع الى غير ذلك مما جاء في اه كتاب الله وسنة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من هذه الصفات الذاتية. ولا شك ان هذا مسلك باطل ضال مصادم من نصوص الكتاب والسنة اهل السنة والجماعة لا يستعملون البتة في مقام تقرير الاعتقاد مثل هذه الالفاظ جزي وتبعض وانقسام فيما يتعلق بصفات الله عز وجل الذاتية هذا شيء لا يستعمله اهل السنة والجماعة لانها جمل تحتمل معنى حقا وتحتمل معنى باطلا وانما اذا ناظروا وناقشوا اهل البدع الذين يستعملونها فانهم يسلكون معهم مسلك الاستفصال بمعنى ان يقال لمن يستعمل هذه الالفاظ ماذا تريد بهذه الكلمات؟ فان اراد معنى حقا مشهودا له بالقبول في ضوء الكتاب والسنة قبل المعنى الحق دون قبول اللفظ واذا ذكر المعنى الباطل فانه يرد هذا المعنى دون تعرض لللفظ ايضا بالرد. المقصود ان مثل هذه الشبه التي يذكرونها في الصفات لعله يأتي تفصيل لها ان شاء الله في قادم الكلام عن صفات الله تبارك وتعالى قال الله الصمد اسمه تعالى الصمد الصمد يطلق على عدة معان ذكرت في تفسير هذا الاسم العظيم لله تبارك وتعالى وانت اذا نظرت في كلام العلماء في هذا الاسم وجدت ان ما ذكر جله صحيح ويصح اضافته الى الله تبارك وتعالى. يعني يصح ان يفسر هذا الاسم به. مما فسر به انه السيد الذي كمل في سؤدده فلم يكن فوقه احد السيد الذي كمل في سؤدده فلم يكن فوقه احد وهذا لا شك انه معنى صحيح وهذا اه معنى مستعمل في كلام العرب ولذلك يقول الشاعر الا بكر الناعي بخير بني اسد بعمرو ابن مسعود وبالسيد الصمد. يعني السيد الذي كمل في سؤدده ولا شك ان الله تبارك وتعالى هو السيد الله الذي له السؤدد المطلق من جميع الوجوه تبارك وتعالى كما مر بنا في دروس كتاب التوحيد السيد الله السيد على الاطلاق انما هو رب العزة تبارك وتعالى كونه السيد الذي كمل في سؤدده هذا يشمل جميع نعوت الجلال والجمال لله تبارك وتعالى. ولذلك فسر ابن عباس رضي الله عنهما كما في رواية علي ابن ابي طلحة كلمة الصمد بانه السيد الذي كمل في سؤدده. والكريم الذي كمل في كرمه والحليم الذي كمل في حلمه. والغني الذي كمل في غناه الى اخر ما ذكر رضي الله عنه وارضاه. وهذا لا شك انه حق وصحيح وثابت فالله تبارك وتعالى له الكلام له الكمال المطلق الذي آآ لا يشوبه شيء من النقص والعيب البتة المعنى الثاني ان الصمد هو الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها. تصمد يعني تقصد وتتوجه في حاجاتها اليه ولا شك ان الله تبارك وتعالى هو الذي يقصد في جميع الحوائج ولا شك انه الذي يطلب في جميع الامور. ولذلك كان هذا المعنى متفرعا عن المعنى السابق لما كان الله جل وعلا متصفا بالكمال المطلق استحق ان يتوجه اليه الخلائق اجمعون ولذلك قال ابن القيم رحمه الله في النونية وهو الاله السيد الصمد الذي صمدت اليه الخلق بالاذعان ووجه ذلك ان له الكمال المطلق منه جميع الوجوه تبارك وتعالى. المعنى ثالث ان الصمد من لا جوف له الصمد من لا جوف له. وهذا المعنى جاء في كلام جمع من السلف رحمهم الله وهي رواية عن ابن عباس وطائفة من السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم اجمعين وابن قتيبة اه رحمه الله يرى ان الدال ها هنا كأنه حصل فيها او ان هذه الكلمة حصل فيها ابدال بين الدال والتاء ان اصل الكلمة صمت الشيء المصمت الذي لا جوف له. وهذا يعني رجحه بعض اهل اللغة. وناقش هذا ابن تيمية رحمه الله ورأى ان انه لا ابدال في هذه الكلمة ولكن بين اه الصمد والصمد اشتقاق اكبر. المقصود ان الله تبارك وتعالى لا جوف له وهذا يستلزم غناه تبارك وتعالى عن كل شيء الصمد الذي لا جوف له ولذلك العرب تقول عن الشيء الذي ليس باجوف انه صمد. قال الشاعر شهاب حروب اه كأن خيوله عوابس لا تزال خيوله عوابس يعلقن الشكيم المصندا يعلقن الشكيم او الشكيمة الحديدة من اللجام التي توضع في فم الفرس. قال الشكيمة المصمدة يعني الذي ليس اجوف الشكيمة حديدها ليس اجوف ولذلك تكون حديدة قوية. اذا الله تبارك وتعالى هو الذي لا جوف له ولذلك لا يدخل اليه شيء ولا ينفصل عنه شيء. وهو الذي سبحانه وتعالى يطعم ولا يطعم هو يطعم ولا يطعم. وهذا دليل على غناه وعلى ربوبيته تبارك وتعالى. اما ما كان له جوف فيدخل فيه شيء او يخرج منه شيء فان هذا لا يستحق ان يكون ربا فلا يكون الها. قال جل على ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام اذا بالتالي لا يمكن ان يكون ربين وبالتالي لا يمكن ان يكونا الهين. اما الله تبارك وتعالى فانه الصمد. وهذا يستلزم وغناه عن كل شيء وعدم ما يستلزم عدم عدم افتقاره الى اي شيء تبارك وتعالى المعنى الرابع وهو راجع الى المعنى الذي قبله انه الذي لا يأكل ولا يشرب والمعنى الخامس انه الذي لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء. والمعنى السادس انه الذي لا يلد ولا يولد وهذه كلها يمكن ان تكون متفرعة عن المعنى الثالث الذي ذكرته لك. بقي معنا اخير وهو ما ذكره طائفة من اهل العلم من ان الصمد هو الذي يبقى ولا يفنى ولا شك ان الله تبارك وتعالى هو الاول والاخر. الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء. كل من ايهافان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام انت اذا تأملت يا رعاك الله فيما ذكر من هذه المعاني في بسم الله عز وجل الصمد وجدت ان الايمان بهذا الاسم لله تبارك وتعالى يحقق توحيدي المعرفة والاثبات والقصد والطلب. التوحيد العلمي والتوحيد العملي في اعتقاد كمال الله عز وجل واعتقاد غناه يحقق لك التوحيد العلمي وقصده تبارك وتعالى بالحاجات والطلب منه سبحانه وتعالى لا الى غيره يحقق لك التوحيد العملي ولذلك هؤلاء الذين يشركون مع الله غيره عباد القبور ما امنوا بان الله هو الصمد لو فعلوا ذلك لو حققوا الايمان بانه الصمد ما توجهوا لغير الله سبحانه وتعالى بطلب الحاجات قال سبحانه لم يلد ولم يولد هذه السورة جمعت بين ذكر الصفات المثبتة لله وكذلك الصفات وكذلك الصفات المنفية. كما انها جمعت بين النفي المفصل والنفي المجمل اذا هذه السورة العظيمة كتاب في الاعتقاد الحق ان الذي يتأمل في هذه السورة يجد انها كتاب عظيم في الاعتقاد قال سبحانه لم يلد هذا فيه نفي الولادة عن الله تبارك وتعالى. فالله جل وعلا ليس له ولد وهذا ما جاء نفيه كثيرا في كتاب الله تبارك وتعالى لان طوائف من الخلق افترت على الله عز وجل هذا الافتراء العظيم. قال سبحانه وخرقوا له بنين وبنات بغير علم يعني افتروا افتراء عظيما على الله تبارك وتعالى ان له البنين والبنات كما قالت النصارى ان عيسى ابن الله وكما قالت اليهود ان عزيرا ابن الله وكما قالت آآ كما قال المشركون ان الملائكة بنات ولا شك ان هذا افتراء كبير عظيم ومنكر لا يوازيه منكر وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا يعني عظيما. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا نسبة الولد الى الله عز وجل تستلزم لوازم تدل على نقص الله جل وعز عن ذلك نسبة الولد الى الله جل وعلا تستلزم ان لا يكون احدا والا يكون واحدا. وذلك ان الولد ان كان فانه يأخذ خصائص والده والله جل عن ان يكون له احد يكافئه ويماثله ويناظره الامر الثاني ان اتخاذ الولد انما يكون عن طريق صاحبة وعن طريق زوج والله جل وعلا نفى هذا عن نفسه انا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ولا شك ان الصاحبة يعني الزوجة انما تكون من جنس الزوج. لا يتزوج الانسان الا من كانت من جنسه لا يتزوج الانسان صخرة ولا يتزوج بهيمة انما يتزوج ما هو من جنسه. فاذا كان ثمة من يتخذ من يتخذ صاحبة لله تبارك وتعالى اذا لم يكن الله تبارك وتعالى احدا امر ثالث ان اتخاذ الولد يتنافى مع غنى الله تبارك وتعالى اتخاذ الولد يستلزم الحاجة الحاجة النفسية والحاجة المادية فان الوالدة يحتاج الى ولده من جهة نفسية هو بحاجة الى ان يشفي غليله من هذه الحاجة الى الابن من حيث آآ قربه منه من ومن حيث سد هذا النقص الذي يشعر به. ولذلك كل من لم يولد له يشعر بهذا النقص نسأل الله عز وجل ان يرزق كل من لم يكن له ولد. ايضا الحاجة المادية فان الاب ينتظر ان يكون له ابن يساعده ويمد له يد العون. والله جل وعلا هو الغني عن كل ما سواه ولذلك ما حاجة الله عز وجل الى الولد وهو الخالق الذي يخلق سبحانه وتعالى والذي كل من في السماوات والارض يأتيه عبدا. ولذلك تأمل نفي هذا في قوله تعالى انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء لما كان خالقا لكل شيء كان غنيا عن اتخاذ الولد سبحانه وتعالى قال سبحانه لم يلد ولم يولد انتفى عن الله عز وجل المولودية يعني ان يكون ولدا لوالد وهذا المعنى ما جاء نفيه في كتاب الله الا في هذا الموضع وكان ذلك والله اعلم لان هذا الافتراء لم يحصل من احد من البشر لا اعلم ان احدا من البشر زعم وافترى ان الله تبارك وتعالى مولود لوالد تعالى الله عن ذلك وكان نفي هذا في هذا الموضع لاثبات ان الله تبارك وتعالى لا ولد له بمعنى ان الذين اثبتوا لله عز وجل الولد يسلمون بان الله تعالى لا والد له فكأنه يقال لهم اذا كان لا والد له لغناه فانه لا ولد له لغناه يلزمكم اذا قلتم ان غنى الله تبارك وتعالى وكونه الخالق لكل شيء وكونه الاول الذي لم يسبقه شيء يستلزم ان يكون ماذا ان يكون غير مولود فكذلك يلزمكم ان غناه تبارك وتعالى يستلزم ان يكون ماذا؟ ان يكون سبحانه وتعالى غير غير فغنى الله تبارك وتعالى يستلزم انتفاء الامرين انتفاء ان يكون والدا وانتفاء ان يكون مولودا سبحانه وتعالى. قال لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الكفؤ هو المكافئ النظير لا شك ان الله تبارك وتعالى ليس له نظير وليس له مكافئ وليس له مثيل جل وعلا كما سبق الكلام عن هذا مرات عدة وهذا احد الادلة التي جاء فيها اثبات ماذا النفي ها المجمل وقلنا ان النفي المجمل ها يدل على الكمال المطلق. كما ان النفي المفصل يدل على كمال ضد هذه الصفة المنفية ولذلك نفي الولادة الايلاد عن نفي ان يكون الله عز وجل والدا او مولودا يدل على ماذا كمال غناه سبحانه وتعالى وكمال وحدانيته تبارك وتعالى. لم يكن النفي مرادا به آآ النفي فحسب لم يكن مرادا به النفي فحسب انما اريد به اثبات كمال الضد لله تبارك وتعالى. اذا هذه السورة جمعت بين ذكر الصفات المفصلة المثبتة وذكر الصفات المفصلة المنفية وذكر ماذا؟ النفي المجمل لله تبارك وتعالى. ومن علم ذلك علم انها من اعظم سور القرآن وانها تستحق ان تكون ثلث القرآن والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان