بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله العليم الخبير كذا العليم وبدون الذي نعم كيف عندكم نعم وهو العليم الخبير الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فاستكمالا بما ذكر المؤلف رحمه الله من ادلة اثبات صفة العلم لله جل وعلا اورد رحمه الله قوله تعالى وهو العليم الخبير نعم خبير خبير وهو الحكيم وهو العليم الخبير كل النسخ اللي عندكم كل النسخ وهو العليم الحكيم انت عندك ايش العليم الخبير الحكيم اخذناها على كل حال الله جل وعلا هو العليم وهو الحكيم وهو الخبير. واختلاف النسخ في الواسطية امر آآ موجود ووارد هذا الكتاب كما ذكرنا قد انتشرت نسخه كثيرا في حياة المؤلف رحمه الله فضلا عما بعد ذلك المقصود انه سبق الكلام عن اثبات صفة العلم لله جل وعلا وكذلك الكلام عن صفة الحكمة وبقي الكلام عن صفة الخبرة فالله جل وعلا قد سمى نفسه في هذه الاية بالخبير والخبرة والعلم معنيان متقاربان الفرق بينهما ان الخبرة اخص من العلم والعلم اعم من الخبرة ذلك ان الخبرة اخص بالعلم ببواطن الاشياء وحقائقها ولذا تقول العرب قد خبرت فلانا يعني عرفته معرفة تامة عرفت مدخله ومخرجه وحقيقة حاله وهذا اخص من مطلق العلم وهذا لا شك انه داخل في اسمه تعالى العليم يعني هذا المعنى وهو العلم بكنه الاشياء وحقائقها لا شك انه مما يدل عليه اسمه العليم بعمومه لكنه الصق باسمه الخبير وصفة الخبرة لله تبارك وتعالى. وعليه فان العلم بحقائق الاشياء قد دل عليه اسمان لله تبارك وتعالى هما العليم وكذلك الخبير ومن هذا نستفيد فائدة وهي ان بعض الاسماء اخص من بعض ليس في اسماء الله جل وعلا ترادف تام يعني ليس في اسماء الله جل وعلا ما يكون الاسم من هذه الاسماء فيه هو بمعنى الاسم الاخر من كل وجه بل لا بد ان يكون هناك فرق بين الاسماء وان كانت تتقارب في معانيها كالعلم والخبرة آآ ما جاء مثلا في ثبوت صفة الخلق وصفة اه البرء لله تبارك وتعالى فهو الخالق وهو البارئ الى غير ذلك كما سيأتي معنا ايظا من صفة القوة وصفة القدرة وصفة المتانة لله سبحانه وتعالى المقصود ان الله جل وعلا عليم بكل شيء بالظاهر والباطن ب حقيقة الامور وخفاياها وما هو جلي منها فلا يعزب عن علمه شيء جل ربنا وعز. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها هذه الاية جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى في موضعين يقول جل وعلا يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها اذا في هذه الاية اثبات علمه تعالى بهذه الامور الاربعة لا شك ان هذه الاية دليل على سعة علم الله جل وعلا وان علمه قد احاط بكل شيء فما من صاعد وما من نازل وما من باطن وما من ظاهر الا والله جل وعلا قد علم قال يعلم ما يلج في الارض يلج يعني يدخل فكل ما يدخل في الارض وقد علمت باصول الفقه انما الموصولة كهذه التي بين ايدينا من الفاظ العموم فالله جل وعلا يعلم كل ما يلج في الارض فيشمل ذلك الماء الذي يتخلل الى باطن الارض وكذلك الحبوب التي تلج الى الارض وكذلك الاموات الذين يدفنون في الارض الى غير ذلك مما يلج في الارض فالله سبحانه وتعالى قد علم ذلك على وجه التعيين والتفصيل ما من شيء يلج ويدخل في الارض الا والله سبحانه وتعالى عليم به على وجه تفصيل والتعيين قال وما يخرج منها كل ما يخرج من الارض فالله سبحانه وتعالى به عليم سواء كان ذلك نباتا او كنوزا او آآ ما يخرج منها من المعادن او ما يخرج منها اذا بعثر ما في القبور كل ما يكون في الارض فيخرج منها فالله سبحانه وتعالى عليم به على وجه التفصيل قال وما ينزل من السماء اي شيء ينزل من السماء قد علمه الله عز وجل تفصيلا وتعيينا ما ينزل من السماء من الامطار ومن الثلوج ومن الرعود والبروق وما ينزل من السماء من الارزاق وما ينزل من السماء من الملائكة الى غير ذلك من كل ما ينزل من السماء فان الله سبحانه وتعالى به عليم كذلك ما يعرج فيها يعني ما يصعد الى السماء فكل ما يصعد من الارض الى السماء فالله تعالى به عليم سواء ما كان راجعا الى الملائكة الذين يعرجون من الارض الى السماء او ما كان من الاعمال الصالحة او ما كان من الدعاء اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه الى الارواح التي ترتفع الى السماء عند مفارقتها للابدان الى غير ذلك مما يعرج الى السماء فالله جل وعلا به عليم واذا كان سبحانه قد علم ما يلج في الارض وما يخرج منها فعلمه بما يدب عليها من باب اولى كذلك اذا علم ما ينزل من السماء وما يعرج فيها فعلمه بما يسبح فيها من باب اولى اذا هذه الاية دليل على سعة علم الله عز وجل وشمول علمه بكل شيء جل ربنا وعزه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا ولا يابس الا في كتاب مبين يقول جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ايضا هذه الاية دليل على سعة علم الله جل وعلا مفاتح اما ان تكون هذه الكلمة جمعا لمفتاح بكسر الميم والمفتاح هو المفتاح وقال بعض اهل العلم ان المفتاح افصح من المفتاح واما ان تكون مفاتح جمعا لمفتح بفتح الميم والمفتح هو المخزن والمقصود ان كل ما يرجع الى الغيب فان الله سبحانه وتعالى هو العليم به. فالله عز وجل عالم الغيب واختلف العلماء اختلافا كثيرا في مفاتح الغيب ما هي والعجيب ان يقع هذا الاختلاف مع ثبوت تفسير معنى مفاتح الغيب في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينبغي ان يتجاوز في التفسير كلامه صلى الله عليه وسلم ففي افراد البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس هذا في رواية وفي رواية اخرى في البخاري مفاتح الغيب خمس لا يعلمها الا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم على ما جاء في الرواية الاولى ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير فهذه هي المفاتح التي جاءت في الاية التي معنا مفاتح الغيب هي هذه الامور الخمسة التي بينها سبحانه وتعالى في هذه الاية وافصح عن تفسيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر ما كما قد علمنا من ادوات العموم فكل ما في البر والبحر فالله به عليم والاظهر والله اعلم ان البر هو اليابس والبحر هو الماء الكثير سواء اكان مالحا او عذبا حتى الانهار هي معدودة عند العرب من البحار فيقولون بحر دجلة وبحر الفرات وقيل ان البر هو القفر الصحاري هي البر والبحار هي القرى يعني المأهولة والمسكونة ولكن الاول هو الاظهر فكل ما يكون في البر والبحر من امور راجعة الى الاعيان الى الجواهر او الى الاعراض والمعاني كل ذلك فالله سبحانه وتعالى به عليم ثم ذكر ما هو اخص مما قبله قال سبحانه وما تسقط من ورقة الا يعلمها عامة المفسرين على ان الورقة ها هنا هي الورقة من ورق الشجر ما من ورقة الا والله عز وجل قد علمها على وجه التعيين ثابتة وساقطة يعلمها سبحانه وتعالى حين كانت ثابتة ويعلمها سبحانه وتعالى حين سقطت ويعلم متى سقطت ويعلم الى اين ذهبت وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض اي حبة كانت مهما نزلت في باطن الارض فالله سبحانه وتعالى عليم بها على وجه التعيين ولا يختلط عليه سبحانه علم هذه الحبة عن علم تلك قال وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين والاشياء في الغالب اما ان تكون رتبة او تكون يابسة وكل ذلك ليس معلوما عند الله عز وجل فحسب بل انه ايضا مكتوب في اللوح المحفوظ والكتاب المبين الاظهر من كلام المفسرين والله تعالى اعلم انه اللوح المحفوظ الذي كتب الله عز وجل فيه كل ما يكون الى يوم القيامة واذا كان ذلك كذلك فلا ان يكون معلوما عند الله عز وجل من باب اولى الخلاصة ان هذه الاية دليل بين على سعة واحاطة وشمول علم الله تبارك وتعالى. وصدق الله ربنا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه قال وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه هذه الاية ايضا ذكرها الله سبحانه وتعالى في موضعين من كتابه وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب وكذلك قال سبحانه اليه ورد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من اكمامها وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه ولاحظ كيف ان هذه الاية الاخيرة قد دلت على ثبوت علم الله عز وجل بهذه الامور الثلاثة قال سبحانه اليه يرد علم الساعة كل ما يرجع الى علم الساعة من حيث كنه ما يكون فيها ومن حيث وقت قيامها فان ذلك علمه الى الله تبارك وتعالى قد اختص به اليه يرد علم الساعة والادلة في هذا كتابا وسنة كثيرة قال وما تخرج من ثمرات من اكمامها اكمام الشجرة جمعكم والكم هو وعاء الثمرة تجف النخلة فالثمرات تخرج من هذه الاكمام ما من ثمرة قط الا والله تعالى عليم بها على وجه التعيين كم من ثمرة تخرج في كل يوم في هذه الدنيا على سعتها الله سبحانه وتعالى علم كل ثمرة على وجه التفصيل والتعيين. من مبدأها الى منتهاها سبحان الله العليم لاحظ ان ماء في قوله تعالى وما تخرج من ثمرات اما ان تكون ما ها هنا موصولة فتكون متعلقة باول الاية يعني اليه يرد علم الساعة واليه يرد علم ما يخرج من ثمرات الاشجار او تكون ماء او تكون ماء نافية فتكون متعلقة باخر الاية وما تحملون انثى ولا تضع الا بعلمه كذلك وما تخرج من ثمرات من اكمامها الا بعلمه جل ربنا وعزه قال وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه هذا هو الامر الثالث الذي علمه الله تبارك وتعالى بعلمه الواسع الذي لا يشركه فيه احد ما تضع من انثى ما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. اي انثى كانت سواء كانت من الانس او كانت من الحيوان فان الله سبحانه وتعالى يعلم شأن هذا الحمل ابتداء وانتهاء منذ ان يحصل التلقيح الى ان يحصل الوضع لا يكون شيء من ذلك الا وهو معلوم عند الله تبارك وتعالى على وجه التعيين. كل ما يرجع الى ولادة المولودين سواء كان ذلك راجعا الى الوقت او كان راجعا الى الكم او كان راجعا الى الكيف كل ذلك علمه الى الله اي سبحانه وتعالى قد علمه جل وعلا بعلمه الواسع المحيط بكل شيء اذا هذه الاية كسابقاتها يذكر فيها ربنا سبحانه وتعالى شيئا يعرفنا سعة علمه سبحانه وتعالى وهذا من الامر الذي يجب الايمان به. قلنا فيما سبق ان صفة العلم من اجل الصفات في الكتاب والسنة. ومن اكثر الصفات ورودا فيهما ومن المعلوم من الدين بالضرورة ثبوت هذه الصفة لله تبارك وتعالى وانها شاملة لكل شيء. ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والمستحيلات كل شيء على الاطلاق فالله عز وجل به عليم. سواء تعلق به سبحانه وتعالى. من اسمائه وصفاته وكنه ذاته او ما تعلق بمخلوقاته على وجه التفصيل والتعيين. الجملة والتفصيل. والدقيق والكبير والظاهر والباطن. والصاعد والنازل. كل ذلك فهو داخل في علم الله تبارك وتعالى سبحانه جل في علاه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما هذه الاية الشاهد فيها اثبات احاطة علم الله عز وجل بكل شيء فهي كالتلخيص لما سبق. وان الله قد احاط بكل شيء علما وكل شيء ها هنا عام عموما محفوظا ما دخله تخصيص قط هذه الاية عمومها محفوظ ما دخلها تخصيص قط فلا يمكن ان يستثنى من هذا العموم شيء ولا يمكن ان يخص من هذا العموم شيء بل الله عز وجل علم كل شيء وان الله فقد احاط بكل شيء علما بما يرجع الى اليه هو سبحانه وتعالى ذاتا وصفات واسماء ماء وافعالا او الى ما يرجع الى المخلوقات او الى ما يرجع الى الموجودات او الى ما يرجع الى المعدومات او حتى الى ما يرجع الى الممتنعات كل ذلك قد علمه الله بعلمه الواسع ومطلع الاية يدلك على فائدة اظن انني ذكرتها وهي اهمية العلم باسماء الله وصفاته. قال جل وعلا في هذه الاية الله الذي خلق سبع سماوات ومن مثلهن يتنزل الامر بينهن كل ذلك لم لاحظ لام التعليل لاحظ لام الغاية لاحظ لام الحكمة لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما لا تستهن يا عبد الله بهذا العلم فانه والله لعلم ثمين الله خلق هذا الكون كله لاجل ان تعلمه لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما الله جل وعلا ما خلق هذه الكائنات الا لكي تعرفه ثم ان تعمل بمقتضى هذه المعرفة فتعبده وحده لا شريك له. وهذا هو الذي لخصه اهل العلم بقوله التوحيد العلمي والتوحيد العملي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين هذه الاية فيها اثبات صفات ثلاث لله تبارك وتعالى قال سبحانه ان الله هو الرزاق الرزاق اسمه والرزق صفته كذلك جاء انه خير الرازقين وان الله خير الرازقين وان الله لهو خير الرازقين كذلك جاء انه الرازق كما اخرج ابو داوود وابن ماجة وغيرهما باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق والترمذي روى هذا الحديث الرزاق بهذه الرواية لكن الذي عند ابي داوود وابن ماجة وغيرهما الرازق والمقصود ان كلا الاسمين ثابت لله تبارك وتعالى الرزاق والرازق وان كان الرزاق ابلغ في المعنى من الرازق. فانه صيغة مبالغة فهو كثير الرزق سبحانه وتعالى وبهذا نستفيد فائدة تتعلق بفقه الاسماء وهي ان بعض الاسماء ابلغ من بعض بعض الاسماء من جهة المعنى ابلغ من بعض المقصود ان الله تبارك وتعالى متصف بصفة الرزق الصفة التي هي المصدر وهي ما يقوم بالله تبارك وتعالى اعني هذه الصفة الفعلية يقال فيها الرزق بفتح الراء واما الرزق فانه المفعول الذي خلقه الله تبارك وتعالى فالشيء الذي يعطيه ويمنحه ويهبه سبحانه وتعالى يسمى ماذا الرزق بكسر الراء هذا هو الاصل في هذا الباب. وقد يستعمل هذا في محل هذا المقصود ان الله تبارك وتعالى من صفاته انه الرزاق الذي ينعم ويعطي والاصل في كلمة الرزق يعني العطاء والرزق يعني الشيء المعطى والله سبحانه وتعالى ما من مخلوق الا ورزقه عليه وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وتنبه يا رعاك الله الى ان اهل السنة والجماعة يقولون ان الرزق ينقسم الى قسمين كلاهما يرجعان الى معنى صفة الرزق لله تبارك وتعالى فالله رازق هذين النوعين كلاهما داخل في فعله سبحانه وتعالى الذي هو الرزق الرزق ينقسم الى رزق خاص وهذا الرزق الخاص ينقسم الى قسمين ايضا اذا عندنا قسمان في رزق الله جل وعلا ما يرزقه الله عز وجل ينقسم الى قسمين الى رزق خاص وهذا الرزق الخاص يتفرع ايضا الى قسمين الاول رزق القلوب العلم والايمان والثاني الرزق المباح الذي اباح الله عز وجل الانتفاع به اذا كل ما يرجع الى ما ينتفع العباد به مما اباحه الله سبحانه وتعالى فانه راجع الى هذا المعنى الخاص. وهو ما فصله ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال رزق القلوب العلم والايمان والرزق المعد لهذه الابدان هذا هو الرزق الحلال وربنا رزاقه والفضل للمنان وهذا النوع من الرزق هو الذي يدعو العبد به يعني هو الذي يدعو الله عز وجل به وارزقنا وانت خير الرازقين لا يراد من دعاء المسلم الا هذا النوع الخاص وها هنا تنبيه وهو ان كثيرا من الناس اذا دعوا الله عز وجل بالرزق فانه انما يقصدون النوع الثاني الذي هو رزق الابدان بالحلال رزق المال رزق الطعام والشراب وما الى هذا المعنى تحصل لهم غفلة عن ارادة المعنى الاول وهو ان يرزقهم الله عز وجل العلم والهداية والايمان مع ان هذا اولى واهم من النوع الثاني المقصود ان هذين النوعين رزق خاص هو الذي يدعو المسلم به وهو الذي وصفه الله عز وجل بالطيب كلوا من طيبات ما رزقناكم. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و الطيبات من الرزق هذا النوع هو الذي رزق هو الذي وصفه الله عز وجل بالحسن. ومن رزقناه منا رزقا حسن هذا النوع هو الذي امر العباد بالاكل منه كلوا من طيبات ما رزقناكم. كلوا واشربوا من رزق الله يعني من هذا الرزق الخاص الذي اباح الله عز وجل الانتفاع به الرزق الحلال الذي يؤمر الانسان بالاكل منه هذا هو الرزق الذي امر الله عز وجل بالانفاق منه انفقوا مما رزقناكم اما النوع الثاني فهو الرزق العام ومعناه يرجع الى كل ما ينتفع به ولاحظ ان الكلية ها هنا كلية عامة ترجع الى العموم في المرزوق يعني في الرزق الذي يمد الله عز وجل العباد به فالحلال يسمى رزقا بهذا الاعتبار والحرام يسمى رزقا بهذا الاعتبار. فمن حيث كونه معطى من الله عز وجل والعباد ينتفعون به فانه داخل في ماذا في رزق الله عز وجل وكذلك العموم من جهة من يرزق فهذا الرزق يعطيه الله عز وجل للمؤمن ويعطيه للكافر ويعطيه للدواب ويعطيه للحشرات ويعطيه لكل الكائنات العلوية والسفلية. اذا هذا هو الرزق كل عام وهو الذي جاء في نحو قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. وهذا الرزق هو الذي يكتبه الملك اذا مضت مئة وعشرون يوما على الجنين في بطن امه فان الله عز وجل يرسل الملك ويأمره بكتب اربع كلمات يأمره بكتم رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. هذا هو الرزق العام وبالتالي يتضح لنا الفرق بين الامرين وهذا النوع الثاني داخل في الرزق بالمعنى العام لا بالمعنى الخاص بمعنى لو قيل لنا هل المال المسروق لو قدرنا هذا مالا مسروقا هل هذا رزق من الله عز وجل ام لا هذا الماء رزق ام لا رزق لا شك في ذلك هو رزق مباح وحلال وداخل في المعنى الاول دون اشكال. لكن لو قدرنا هذا شيئا مسروقا. هل يقال هو من اتقي الله لا يمكن ان يطلق الجواب بل لابد من التفصيل يقال ان كنت تريد الرزق الذي هو بالمعنى الخاص وهو الذي اباحه الله وامر بالاكل منه والانفاق منه فان هذا ماذا ليس من هذا الرزق يعني ليس للانسان ان يقول والله هذا مال هذا مال مسروق رزق من الله عز وجل اباح الله الاكل منه قال كلوا واشربوا من رزق الله وبالتالي انا اتصدق منه ايضا انفقوا مما رزقناكم ما رأيكم نقول لا ان الله طيب لا يقبل الا طيبا لكن بالمعنى العام نعم. قال جل وعلا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك الله عز وجل كل مخلوق فانه رازقه جل وعلا ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله والثاني يعني النوع الثاني من اه الرزق قال والثاني سوق القوت في تلك المجاري سوقه بوزانه هذا آآ هذا هو الرزق الحرام وربنا رزاقه نعم والثاني سوق والثاني سوق القوت في تلك المجاري سوقه بوزان هذا يكون من الحلال كما يكون من الحرام كلاهما رزقان هذا يكون من الحلال كما يكون من الحرام كلاهما رزقان. كلاهما راجعان الى اعطاء الله سبحانه وتعالى ومن في الله سبحانه وتعالى وداخلان في تقدير الله سبحانه وتعالى. اما ان يكون من الرزق الخاص الذي اباحه الله للمؤمنين في دنيا الله ما اباح الطيبات من رزقه جل وعلا للناس كافة. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات فمن الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا يعني انها لا تحل الا الهم ملكهم الله سبحانه وتعالى اباحها الله عز وجل للذين امنوا فقط وان كان من حيث الوقوع ثمة اشتراك بين المؤمن والكافر لكن في الاخرة لاشتراك. قال جل وعلا خالصة يوم القيامة ستكون خالصة للمؤمنين يوم القيامة. المقصود ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الرزق يشمل يشمل النوعين بهذا التفصيل وبذلك يفارقون قول المعتزلة الذين يقولون ان الحرام ليس رزقا من الله جل وعلا. الحرام عندهم ماذا ليس رزقا من الله جل وعلا. والجواب ان هذا النفي غير صحيح. بل هذا داخل في قول الله جل وعلا. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وقولهم يستلزم لازما باطلا وهو ان يكون من عاش كل او جل حياته على المال الحرام ان هذا الانسان يكون خارجا عن رزق الله سبحانه وتعالى خارجا عن رزق الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك انه مناف لقوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فدل هذا على ان كل ما هو من هذه المخلوقات فانه مرزوق من الله سبحانه وتعالى لا من غيره. فالمقصود ان موضوع آآ الرزق والرزق فيه هذا التفصيل عند اهل السنة والجماعة ينقسم الى هذين القسمين الى رزق خاص هو الرزق الحلال الذي اباحه الله الى غير ذلك وهذا قد يكون رزقا معنويا يرجع الى العلم والايمان والهداية وما الى هذه المعاني وقد يكون رزقا ماديا وهو الطيبات التي اباحها الله اه لعباده وضابط ذلك كل ما يحل الانتفاع به كل ما اباح الشرع الانتفاع الانتفاع به فانه داخل في ماذا في هذا الرزق الخاص والنوع الثاني كل ما يعطى مما ينتفع به من حلال او حرام مما يعطاه كل احد من مسلم هو كافر فانه داخل في ماذا داخل في الرزق العام وكلاهما يشمله قوله تعالى ان الله هو الرزاق. الله عز وجل رزاق لهذا ورزاق لهذا قال جل وعلا ان الله هو الرزاق ذو القوة ذو القوة يعني صاحب القوة او المتصف بالقوة فالله جل وعلا من اسمائه القوي وهو القوي العزيز ان الله قوي شديد العقاب والقوة وصفه تبارك وتعالى القوة صفته سبحانه جل في علاه والقوة معلومة المعنى من جهة اللغة هي مقابل الضعف وبالتالي اذا ثبت لله جل وعلا صفة القوة فانه ينزه من ضدها. كل صفة ثابتة كل صفة ثابتة لله تبارك وتعالى فانه ينزه عن ضدها هذه قاعدة في باب التنزيه. كل صفة ثابتة لله تبارك وتعالى فان الله تعالى ينزه عن ضدها فاذا كان الله هو القوي فانه ينزه عن صفة الضعف والامر كما قد علمت ان القوة من حيث لغة العرب معنى معلوم القوة الغضب الفرح العلم هذه تسمى معاني كلية لا تحتاج الى تعريف يعلمها الناس بداهة يعلمها الناس بفطرتهم وكل ما يذكر من تعريفات فانه اغمض من الكلمة نفسها يعني مهما عرفت او حاولت تعريف القوة فانك تجد ان كلمة القوة اوضح من التعريف بعضهم قال القوة صفة يتمكن بها من الفعل صفة يتمكن بها من الفعل والذي يبدو والله اعلم اننا لسنا بحاجة الى تعريف هذه المعاني الكلية التعريف انما ينبغي ان يلجأ اليه ويحرص ويحرص عليه عند وجود الغموض عند وجود الالتباس اما مثل هذه المعاني الكلية المعلومة بالبداءة فانها لا تحتاج الى ان يخوض الانسان في تعريفها يعني لو بحثت في بعض كلام آآ العلماء الذي الذين كتبوا مثلا في العلم او كتبوا في المحبة تجد عشرات التعريف. ذكروا تعريفات كثيرة للمحبة فهل المحبة تحتاج الى تعريف كل ما ذكروا من تعريف للمحبة فالمحبة اوضح مما ذكره هل يحتاج الانسان الى تعريف لمعنى كلمة العلم ما الذي يعلمه اذا كان يجهل العلم يعني انت حتى تفهم التعريف لابد ان يكون عندك علم من قبل اليس كذلك وبالتالي اذا كنت تجهل معنى هذه الكلمة فما الذي تعلمه حتى تفهم هذا التعريف المقصود ان القوة ثابتة لله تبارك وتعالى فهو القوي الذي يتنزه عن ضد هذه القوة وهي صفة الضعف ولله جل وعلا ثلاث صفات متقاربات آآ ثلاث صفات متقاربات في المعنى القوة والقدرة والمتانة وهذه الاية جاء فيها ذكر صفتين من الثلاثة القوة والمتانة اما القوة والقدرة فبين هاتين الكلمتين قرب لا يخفى واختلف العلماء في التفريق بين الكلمتين من اهل العلم من قال ان القوة اعم من القدرة فالقوة يتصف بها الحي ويتصف بها غير الحي اما القدرة فلا يتصف بها الا الحي ولذلك تقول الحديد قوي ولا تقولوا الحديد ها قادر ومن اهل العلم من قال ان القوة اخص من القدرة من جهة ان القوة كمال القدرة ان القوة كمال القدرة وبالتالي تكون المتانة كمال القوة بمعنى ان بعض هذه المعاني ابلغ من بعض فالقدرة ابلغها القوة وابلغ القوة المتانة وهذا ما وصف الله عز وجل به نفسه مما تضمنه معنى اسمه تعالى المتين. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وما جاء في القرآن وصف الله عز وجل بهذه الصفة او حتى ورود هذه ورود هذا الاسم لله جل وعلا الا في هذه الاية من سورة الذاريات في هذا الموضع فقط سمى الله عز وجل نفسه بالمتين والمتين هو الذي له القوة البالغة ابلغ ثابت لله تبارك وتعالى بصفة المتانة له تبارك وتعالى. اعود الى الفرق بين القوة والقدوة بعضهم فرق بين الكلمتين من جهة الضاد. فالقوة تقابل الظعف والقدرة تقابل العجز والله تعالى اعلم والكفاية وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان