بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الوسطية وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد اورد المؤلف رحمه الله هذه الاية الكريمة العظيمة للدلالة على اثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى وقد مضى الكلام عن هذه الاية العظيمة وعلمنا انها اصل عند اهل السنة والجماعة في تقرير مباحث الاسماء والصفات وان نجل كلام اهل السنة في هذا الباب يرجع الى هذه الاية فانها قد دلت على ان الله تعالى قد جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات كما انها قد دلت على قاعدة النفي المجمل والاثبات المفصل كما انها دلت على ان الحق في باب الاسماء والصفات الجمع بين التنزيه والاثبات وهذا ما هدى الله جل وعلا اهل السنة اليه فانهم يثبتون لله اثباتا لا يبلغون به اعني بما يثبتون من اسماء وصفات لا يبلغون بهذا الاثبات الى حد التمثيل كما انهم ينزهون الله تبارك وتعالى تنزيها لا يبلغ بهم الى حد التعطيل كما دلت الاية على ثبوت قاعدتي القدر المشترك والقدر الفارق وهذه الاية فيها من كنوز العلم لمن تأمل وتدبر شيء كثير والمقصود ان الاية قد دلت على ان من اسماء الله تعالى السميع وان من اسمائه البصير وان من صفاته السمع وان من صفاته البصر اما اسم الله السميع فانه يدل على ثبوت صفة السمع فسميع فعيل بمعنى فاعل وسميع ابلغ من سامع فانه يدل على ان الله ذو سمع عظيم قد وسع سمعه كل شيء يسمع الله جل في علاه كل صوت وان دق ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بعض اصحابه يرفعون صوتهم بذكر الله جل وعلا قال عليه الصلاة والسلام اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ان الذي تدعونه سميع قريب وهو اقرب الى احدكم من عنق راحلته السمع كما هو معلوم في اللغة والعقل ادراك الاصوات هذا الذي لا يعقل عاقل يعرف شيئا عن لغة العرب الا هو السمع ادراك الاصوات فالله جل وعلا يدرك كل صوت وذلك بسمعه العظيم الذي وسع كل شيء وما احسن ما قالت عائشة رضي الله عنها فيما علق الامام البخاري ووصله احمد وغيره الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات وعند الحاكم في المستدرك تبارك الذي وسع سمعه الاصوات قالت رضي الله عنها كنت في الحجرة وخولة بنت ثعلبة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخفى علي بعض كلامها والله جل وعلا يقول قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فالله سبحانه وتعالى لا يفوته صوت بل يسمع كل صوت ولو كان دبيب النمل على الصخر القاعدة عند اهل السنة والجماعة في هذه الصفة انهم يعتقدون ان هذه الصفة صفة ذاتية فعلية صفة ذاتية باعتبار فعلية اختيارية باعتبار اخر فاما من حيث ثبوت وصف السمع لله عز وجل فانه وصف قديم لله تبارك وتعالى واعني بقولي انه قديم يعني ان الله تعالى لم يزل ولا يزال سميعا ما كان معطلا في وقت من الاوقات عن هذا الكمال ثم اتصف به بل لا يزال الله جل وعلا يسمع واما كون السمع صفة اختيارية فعلية فان ذلك باعتبار احاد الصفة يعني باعتبار تعلق الصوت باعتبار تعلق السمع بالصوت الحادث فالله جل وعلا انما يسمع الاصوات عند حدوثها وليس قبل ذلك بل القول بان الله جل وعلا يسمع الصوت الحادث في الازل قول لا شك في بطلانه شرعا وعقلا كما سيأتي التنبيه عليه قريبا ان شاء الله اذا الله جل وعلا يسمع الاصوات عند حدوثها كما قال جل وعلا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فحينما كانت تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها سمع الله عز وجل ذلك الصوت ثم قال تعالى والله يسمع تحاوركما. يعني في ذلك الوقت الله سبحانه يسمع تحاوركما كذلك الشأن في صفة البصر الكلام فيها على وزان الكلام في صفة السمع فهي من حيث اصل الوصف صفة ذاتية فلم يزل الله عز وجل مبصرا لم يزل الله متصفا بصفة البصر اما باعتبار تعلق هذه الصفة باحاد الذوات فان الله جل وعلا يبصر الذات او ما قام بالذات كالالوان ونحوها يبصر ذلك سبحانه وتعالى عند حدوثها عند وجودها اذا وجدت فان الله سبحانه وتعالى يراها من ادلة ذلك قوله تعالى ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون كذلك قوله سبحانه وتعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله فالله جل وعلا سيرى ذلك عند حدوثه وعند حصوله فدل هذا على ان صفة فعلية اختيارية لله تبارك وتعالى وخذ قاعدة عامة في الصفات الاختيارية كل ما يوجد بعد عدمه فان الله يفعله بمشيئته كل ما يوجد بعد عدمه فان الله تعالى يسمع فان الله تعالى يفعله بمشيئته. لا يكون الا بمشيئة الله تبارك وتعالى واحيلك في تحقيق هذا المطلب المهم الى رسالة الصفات الاختيارية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهي موضعة في مجموع الفتاوى المقصود ان هذا هو الحق الذي لا شك فيه وهو ان الله تبارك وتعالى متصف بصفة السمع والبصر وان سمعه وبصره يجمع بين آآ كونهما آآ صفتين ذاتيتين باعتبار فعليتين اختياريتين باعتبار اخر وخالف الحق في هذا الباب طوائف من المتكلمين من اولئك من زعم ان السمع والبصر بمعنى العلم فمعنى قول القائل ان الله يسمع او سمع الله هو علم علم الله او يعلم الله كذلك الشأن في البصر فان الله يبصر بمعنى يعلم ولا شك ان هذا تأويل باطل والفرق ظاهر بين بين صفتين السمع والبصر وصفة العلم فان كل عاقل يدرك ان الاصم لا يسمع الاصوات لكنه يعلم ان الناس تتكلم اليس كذلك كذلك الاعمى يعلم ان ثمة اشياء واشخاص وذوات ولكنه لا يراها فدل هذا على الفرق بين السمع والبصر والعلم والا فيقال لهؤلاء ما فائدة التفريق بين السمع والعلم في نحو قول الله تعالى وهو السميع العليم. والله هو السميع العليم فدل هذا على ان على انهما صفتان وليستا صفتين مترادفتين ليست صفة السمع صفة العلم وليس العكس كذلك. كذلك الشأن في صفة البصر لله تبارك وتعالى فالقول بان السمع والبصر هما بمعنى العلم لا شك انه ضلال مخالف للحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وما اجمع عليه السلف هذه الامة والقوم في هذا التأويل ارادوا الفرار من شبهة التشبيه ارادوا الفرار من شبهة التشبيه التي زعموا انها لازمة لاثبات السمع والبصر لله تبارك وتعالى حيث ان هذا يقتضي عندهم حلول الحوادث وما حل بالحادث فهو حادث وبالتالي يقتضي هذا تشبيه الله تبارك وتعالى بالحوادث اعني بالمخلوقات وهذا القول لا شك في بطلانه ومسألة حلول الحوادث التي لاجلها تذرع المتكلمون الى نفي صفات الله عز وجل الاختيارية لعله يأتي آآ وقت مناسب للكلام عن هذه الشبهة على وجه التفصيل المقصود ان القوم ما صنعوا شيئا ان كانوا قد فروا من تشبيه فقد وقعوا في تشبيه اسوأ من الاول ان كانوا قد فروا من اثبات السمع والبصر لله جل وعلا فرارا من تشبيهه بمخلوق يسمع ويبصر فانهم قد وقعوا في تشبيه اسوأ وهو تشبيه الله تعالى بالاصم والاعمى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وان كان لا بد من التشبيه فلا شك ان التشبيه الاول اهون ولكن الذي لا شك فيه ولا ريب ان اثبات صفتي السمع والبصر لله جل وعلا لا تقتضي التشبيه والتمثيل بحال من الاحوال. اللهم الا عند ذوي العقول المعوجة والقلوب المريضة اما من هدى الله عز وجل قلبه الى الحق فلا شك ولا ريب انه يعتقد بثبوت السمع والبصر لله جل وعلا مع عدم مماثلة سمعه وبصره للمخلوق لا شك ان سمعه مخالف لسمع المخلوق وان بصره مخالف لبصر المخلوق. كيف ذلك؟ والاية كيف لا يكون ذلك الاية التي بين ايدينا دليل بين على ذلك. الم يقل الله جل وعلا ليس كمثله شيء وذلك حتى تزول جميع امراض التشبيه من القلوب ثم يحل الاثبات بعد ذلك على قلب سليم معظم لله جل وعلا. قال وهو السميع البصير. اذا لله سمع سمع المخلوقات ولله بصر لا كبصر المخلوقات. كيف يكون ذلك كذلك؟ وكل انسان يعلم ان سمع المخلوق سمع محدود لا شك انه لا يتجاوز حدودا معينة فهو محدود بمسافة معينة لا يستطيع ان يسمع ما وراءها كذلك الشأن في اه كوني هذا السمع كان معدوما في السابق لم يكن الانسان ذا سمع منذ الازل بل انه فاقد للسمع والبصر. قال تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ولم يكن من قبل كذلك كذلك هذا السمع سوف يفنى اذا مات الانسان فان سمعه سينتهي بموته كذلك هو في هذه الحياة معرض لحصول خلل كم من اناس كانوا يسمعون فاصابهم الصمم او اصابهم ضعف السمع ضعف السمع فدل هذا على ان سمع المخلوق لائق به لما كان ذا سمع لما كان هو ضعيفا فقيرا كان سمعه ملائما مناسبا لذلك اما الله تعالى فان سمعه لا شك انه مخالف لسمع المخلوقات. سمع الله لم يزل متصفا به جل وعلا سمع الله باق لا يفنى سمع الله واسع شمل جميع الاصوات كذلك القول في البصر على وزان القول في السمع ايضا من الانحرافات التي وقع فيها المتكلمون ما ذهب اليه طائفة اخرى من التفريق بين صفتي السمع والبصر مع صفة العلم يقولون ان صفة السمع والبصر ليستا من جنسه او ليستا في معنى صفة العلم لكنه في الحقيقة حار و آآ وقعوا في خط عظيم في هذا المقام فانهم زعموا ان الله تعالى يسمع الاصوات الحادثة في الازل فلم يزل الله عز وجل سامعا لها يعني الصوت الحادث كصوتي الان قد سمعه الله جل وعلا في الازل وليس انه سمعه سبحانه وتعالى في في الوقت الذي حدث فيه الصوت كذلك الشأن في البصر وهذا القول يلزم عليه احد لازمين اما القول بان السمع والبصر قد تعلق بمعدوم لان السمع الحادثة في الازل كان معدوما وكذلك الشأن في الذات المبصرة كانت في الازل معدومة فيكون السمع والبصر قد تعلق بماذا؟ قد تعلق بمعدوم او وهو اللازم الثاني ان يكون السمع والبصر من جنس صفة العلم فلا فرق بين هذا وهذا لان الذي يكون آآ من حيث آآ تعلق من حيث تعلق الصفة بالازل انما هو صفة العلم. فالله جل وعلا علم بعلمه الازلي ان فلانا سيتكلم وسيكون منه صوت وبالتالي رجعت صفة السمع ورجعت صفة البصر الى صفة العلم ولم يكن ثمة فرق بين الامرين ولا شك ان هذا وهذا مخالف للمعقول كما انه مخالف للمنقول فكل احد يدرك انه لا يمكن ان يكون سمع الا وقد تعلق بامر حادث لا بامر معدوم. كذلك الشأن في البصر. كذلك كل عاقل يدرك الفرق كما اسلفت بين صفة طي السمع والبصر وصفة العلم ايضا من الانحرافات الواقعة في هذا الباب من بعض المتكلمين انهم يضيفون الى اثبات صفتي السمع والبصر لله تعالى نفي اشياء لم يرد دليل في الكتاب والسنة على نفيها وهذا من الكلام الباطل الذي ذمه السلف والذي آآ جانب فيه هؤلاء المتكلمون طريقتهم فانك قد تجد بعض هؤلاء اذا ورد كلامه الى اثبات صفة السمع لله جل وعلا تجده يقول ان الله يسمع ولكن لا باذن ولا بصماخ ولا بالة ولا بكذا ولا بكذا اذا جاء الى صفة البصر فانه يقول ان الله تعالى يرى لا بحدقة ولا باجفان ولا بكذا ولا بكذا وكل ذلك لا شك انه مسلك مخالف لطريقة السلف الصالح اهل السنة والجماعة كما قد علمنا منهجهم وطريقتهم يقولون بما قالت به النصوص يثبتون ما اثبتته النصوص وينفون ما نفته النصوص ويسكتون عما سكتت عنه النصوص لم يأتي في دليل لا في اية ولا حديث نفي هذه الامور التي ذكروها وبالتالي فان اهل السنة والجماعة يربأون بانفسهم عن ان يخوضوا هذا الخوض الذي خاضه هؤلاء اذا اثبت اهل السنة والجماعة السمع لله فانهم لا يضيفون هذه الاشياء التي ينفونها كذلك الشأن في اه صفة البصر لله تبارك وتعالى فانهم لا ينفونها الا ما استلزم باطلا ينزه الله تبارك وتعالى عنه فان كان مراد هؤلاء بالصماخ ما يستلزم حصول تجويف في السامع فلا شك ان الله تبارك وتعالى هو الصمد وقد علمنا تفسير الصمد الذي لا جوف له. فهذا المعنى يعني كون حصول فراغ كما نبه على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا شك ان الله تعالى ينزه عن هذا المعنى لكنهم لا يخوضون في اثبات او نفي لهذا اللفظ بحال من الاحوال. القاعدة عندهم واضحة ان هذه الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل من استعملها من اهل الكلام فانه يستفصل ويستفسر منه ماذا اراد بذلك؟ فالمعنى الحق مقبول بدليله الشرعي والمعنى الباطل مردود بدليله الشرعي مع عدم اثبات هذا اللفظ في اي حال ولا نفيه في اي حال اذا هذه نظرة مجملة في مسالك المخالفين في هاتين الصفتين العظيمتين انبه ايضا الى ان السمع قد جاء في الادلة بمعنى اخر سوى ادراك الاصوات او ان شئت فقل جاء بمعنى زائد على ادراك الاصوات الا وهو اجابة الدعاء ويدل على هذا قول الله تبارك وتعالى عن زكريا عليه السلام انك سميع الدعاء يعني مجيبه كذلك قول ابراهيم عليه السلام كما بين الله عز وجل في كتابه ان ربي لسميع الدعاء والمعنى انه مجيب الدعاء كذلك ما ثبت في السنة من قول المصلي يعني فيما يشرع للمصلي ان يقوله اذا رفع من ركوعه فانه يقول سمع الله لمن حمده يعني اجاب الله دعاء من دعاه وكذلك ما ثبت في السنن والمسند وغيرها من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ومن حديث انس ايضا رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من اربع قال عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع هل المقصود من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من من دعاء لا يسمعه الله عز وجل صوتا الجواب لا فالله وسع سمعه كل صوت انما مراده ومن دعاء لا يجاب. يدل على هذا ما فسرته الرواية الاخرى لهذا الحديث اعني بالحديث المتن والا فالحديث من حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه فيما خرج الامام مسلم رحمه الله فان الرواية عند مسلم من حديث زيد رضي الله عنه كان فيها ومن دعوة لا يستجاب لها فدعوة لا يستجاب لها فسرت لنا كلمتا دعاء لا يسمع فدل هذا على ان السمع يأتي بمعنى يأتي بمعنى الاجابة وهو بهذا يكون صفة فعلية اختيارية لله سبحانه وتعالى و اسم الله عز وجل السميع وصفته السمع تشمل هذا وهذا فنحن نؤمن بان الله تعالى يسمع الاصوات بمعنى يدركها ونؤمن ايضا ان الله تعالى يجيب الدعاء اذا شاء جل ربنا وعزم اما اسمه تعالى البصير فانه دال على ثبوت صفة البصر لله تعالى والبصر كما قد علمت انفا هو ادراك الذوات وجاء في النصوص صفتين هما في معنى صفة البصر وهما النظر والرؤية انني معكما اسمع وارى فان لم تكن تراه فانه يراك والنظر في قوله تعالى لننظر كيف تعملون فدل هذا على ان الله تبارك وتعالى يرى كل شيء جل في علاه ولا يغيب آآ ذلك عنه شيء سبحانه وتعالى مهما كان غامضا ومهما كان في طباق الارض ومهما كان آآ فوقه اشياء واشياء فان الله تعالى لا يفوته رؤية شيء جل في علاه و ما ذكرناه في صفة السمع آآ جار ايضا في صفة البصر من حيث ان كلمة بصير آآ على وزن فعيل بمعنى فاعل وهي ابلغ من كلمة مبصر كذلك الامر في كون هاتين الصفتين آآ من جنس واحد من جهة انهما ذاتيتان فعليتان كما بينت لك سابقا والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا الاية دليل اخر على اثبات السمع والبصر لله جل وعلا وفي هذه الاية مبحثان الاول في قوله كان سميعا بصيرا فان تفسير ذلك كما قال ابن عباس رضي الله عنهما كان ولم يزل اذا وجدت في النصوص بشأن صفات الله تبارك وتعالى كلمتان فالمعنى ما قال ابن عباس رضي الله عنهما كان ولم يزل اما البحث الثاني يرجع الى ما خرج ابو داوود في سننه وقال ابن حجر في الفتح بسند على شرط بسند قوي على شرط مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو انه قال رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا قال رأيته وضع ابهاميه على اذنيه والسبابتين على العينين هكذا فعل ابو هريرة رضي الله عنه وبين انه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل هذا وهذا الحديث له شاهد اخر من حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه جاء عنه آآ عند البيهقي باسناد حسن كما قال الحافظ ابن حجر ايضا في فتحه الباري هذا الحديث ينبغي ان يفهم على قاعدة اهل العلم وطريقتهم قال اهل السنة والتوحيد ان هذه الاشارة من النبي صلى الله عليه وسلم انما اراد بها النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق الصفة يعني تحقيق ثبوت الصفة. يعني انهما صفتين اه حقيقتين لله تبارك وتعالى فلا يظن ظان ان السمع او البصر لله تبارك وتعالى صفة لا حقيقة لها او ان المقام كما يظن بعض الناس مقام مقام اه كلام مجازي بل ان هاتين الصفتين ثابتتان لله تبارك وتعالى على الحقيقة فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للامة ثبوت هاتين الصفتين بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام اذا حذاري من ان تظن ان هذه الاشارة كانت على سبيل التمثيل او التشبيه حاشا وكلا فالنبي صلى الله عليه وسلم اعلم بربه من ان يشبهه بمخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وحاشى نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك. اذا هذه الاشارة كانت تحقيقا لا تمثيلا انتبه لهذا الظابط الاشارة في هذه الصفة وجاء على اه وزانها احاديث اخرى تتعلق بصفات اخرى كل ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم ماذا تحقيقا لا تمثيلا حذاري من الوقوع في هذا الامر. وهذا الحديث لا شك انه من اعظم ما يرد به على من زعم ان السمع والبصر من اه او في معنى صفة العلم الله جل وعلا لحكمته اوحى الى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يفعل هذا الفعل لكي تنتفع الامة بهذا الفعل في الرد على المخالفين للحق النبي صلى الله عليه وسلم حقق ذلك وانه سمع حقيقي وانه بصر حقيقي. ولو كان المعنى هو العلم لاشار النبي صلى الله عليه وسلم الى قلبه اليس كذلك؟ لان القلب هو محل العلم لكن لما اشار الى اذنه والى عينه تبين من ذلك انه سمع حقيقي وانه بصر حقيقي كما ان هذا الحديث وامثاله آآ يدل وتدل على قاعدة القدر المشترك والقدر الفارق المميز فان اشارة النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا تدل على ان الله تبارك وتعالى متصف بصفة السمع والسمع معلوم عند الناس. لا يجهلون حقيقته من حيث اصل الوضع اللغوي. فالسمع ادراك الاصوات والبصر ادراك الذوات فدل هذا على انه سمع حقيقي وبصر حقيقي وان الاشتراك في اصل الصفة ليست التمثيل الممنوع انما انما التمثيل الممنوع هو الاشتراك في الخصائص. ان يقال ان سمع ان سمع الله عز وجل كسمع المخلوق هذا هو التمثيل وهذا هو الضلال بل هذا هو الكفر اما اثبات ان الله تعالى يسمع والمخلوق يسمع وان الله يبصر. والمخلوق يبصر فهذا ما نطق به القرآن. ان كان هذا تمثيلا فالقرآن اذا قد نطق بالتمثيل وحاشا كتاب الله عز وجل من ذلك. فالله جل وعلا قال في هذه الاية ان الله كان سميعا بصيرا وقال عن المخلوق فجعلناه سميعا بصيرا. مع اعتقادنا القطعي بان السمع ليس كالسمع يعني من حيث الحقيقة كن وليس السامع او السميع كالسميع ولا البصير كالبصير. اذا يجتمع عند اهل السنة والجماعة في قاعدة اثبات بين يجمعون يجمع اهل السنة والجماعة في اثباتهم بين آآ اثبات القدر المشترك واثبات القدر المميز وهذه القاعدة اه سنفصل القول فيها ان شاء الله في وقت اوسع لاهمية الكلام فيها فان من فهم هذه القاعدة كما ينبغي زال عنه كل كل اشكال يتعلق بباب الصفات ان شاء الله من فهم هذه القاعدة كما ينبغي فانه سيزول عنه بتوفيق الله وعونه كل اشكال يتعلق بباب الصفات فان هذا الامر اعني سبق معنى التشبيه عند اثبات الصفة هو العقدة عقدة بني ادم كما قال ابن القيم رحمه الله فمن حلها بفهم هذه القاعدة فما بعدها ايسر منها والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله هذه الاية دلت على اثبات صفتي المشيئة والقوة لله تبارك وتعالى والكلام في القوة سبق في الدرس الماظي ويبقى معنا الان اثبات صفة المشيئة لله تبارك وتعالى المشيئة صفة فعلية لله تبارك وتعالى فالله جل وعلا يشاء آآ الاشياء التي سبق في علمها سبق في علمه سبحانه وتعالى كونها ولا شك ان الله تبارك وتعالى يشاء بمشيئة مقترنة بالحكمة كما هي قاعدة اهل السنة والجماعة واظن انني تكلمت عنها هذا فيما مضى ادلة اثبات المشيئة لله تبارك وتعالى كثيرة ومنها هذه الاية التي بين ايدينا ومنها قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ومنها ايضا آآ قوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا ولو شاء الله ما فعلوه الى غير ذلك من الادلة التي تدل على اثبات المشيئة لله تبارك وتعالى والمسلمون قاطبة تلهج السنتهم بقولهم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكان ها هنا تامة. يعني حصل لا شك ولا ريب ان مشيئة الله تبارك وتعالى هي المقتضية والموجبة على الحقيقة ليس ثمة شيء يقتضي حصول الاشياء ويوجبها الا مشيئة الله تبارك وتعالى كل ما شاءه الله فانه يكون عقيب مشيئته ولابد لا يمكن ان يتخلف هذا بحال من الاحوال كل ما شاء الله عز وجل كونه فانه يكون ويحصل عقيب مشيئته تبارك وتعالى. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. كذلك اذى كذلك اذا كل ما لم يشأ الله عز وجل كونه فعدم كونه راجع الى عدم مشيئته وليس الى عدم قدرته كما سيأتي الكلام عن هذا في الاية القادمة ان شاء الله ويتعلق بهذه الاية بحث في مشروعية قول هذه الكلمة اذا رأى الانسان ما يعجبه او دخل الى مكان يستحسنه هل يشرع له دفعا للاذى والعين ان يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله جاء في هذا حديث عن بل جاء في هذا حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم يدلان على مشروعية ذلك احد الحديثين عند البيهقي والطبراني اه عند البيهقي اه الطبراني اه وغيرهما اه والاخر عند ابن السني وكلاهما ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اعلم حديثا صحيحا فيه التنصيص على ان هذا ذكر يقال عند رؤية ما يستحسن لكن الاية قد نزع منها بعض اهل العلم مشروعية ذلك ومن اولئك عروة ابن الزبير التابعي الجليل رحمه الله فانه كان اذا دخل حائطا او نحوه مما يستحسن يعني فانه كان يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله والاية تحتمل هذا النزعة او هذه آآ او هذا الاستدلال منها والله تعالى اعلم المقصود ان الذي جاء في السنة الصريحة الدعاء بالبركة ان يبرك الانسان عند رؤية ما يعجبه. من رأى في نفسه او ماله او اخيه شيء فليدعو بالبركة فان العين حق اذا رأى الانسان شيئا يعجبه فليدعو بالبركة كما امر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمن من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد هذه الاية فيها فائدتان الاولى اثبات صفة المشيئة لله تبارك وتعالى والثانية ما اسلفته من ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان كل ما يقع عفوا ان كل ما لم يقع فان عدم وقوعه راجع الى عدم مشيئة الله تبارك وتعالى وليس الى عدم قدرة الله سبحانه وتعالى والا فالله جل في علاه على كل شيء قدير كل شيء فالله قدير عليه ولكن اذا لم يقع الشيء فان هذا راجع الى عدم مشيئة الله. ولو شاء الله ما اقتتلوا والله قادر على ذلك كذلك قوله تعالى ولو شاء الله لاعنتكم اذا الله قادر على ذلك ولو شاء الله لجمعهم على الهدى. الله قادر على ان يجمعهم على الهدى. ولو شاء ذلك لوقع ولا يمكن ان يغالب الله احد في هذا الكون الذي تدبيره وملكه له سبحانه وتعالى ولو شاء الله ما فعلوه في ادلة كثيرة دلت على ان عدم وقوع الاشياء انما هو راجع الى عدم مشيئة الله جل وعلا والا فالله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير مما كان او لم يكن مما كان او لم يكن سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء انتقل المؤلف رحمه الله الى ايراد ما يدل على ثبوت صفة الارادة لله سبحانه وتعالى و اهل السنة والجماعة يعتقدون بثبوت صفة الارادة لله جل وعلا وايراد المؤلف رحمه الله هذه الاية بعد ما اورد اه بعد ان اورد ما يدل على اثبات صفة المشيئة لله سبحانه آآ من حسن التأليف والتصنيف فان بين الصفتين علاقة بين صفتي المشيئة والارادة علاقة وجه هذه العلاقة ان صفة الارادة اعم من صفة المشيئة صفة الارادة اعم من صفة المشيئة بمعنى الارادة الارادة تنقسم كما دل على هذا ادلة الكتاب والسنة تنقسم الى ارادة كونية والى ارادة شرعية الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة اما الارادة الشرعية فانه ليس لها آآ علاقة بكلمة المشيئة او بصفة المشيئة بل لها معنى اخر صفة الارادة الشرعية هي في معنى المحبة اذا الارادة الكونية في معنى المشيئة والارادة الشرعية في معنى؟ المحبة. المحبة واما المشيئة فانها لا تنقسم المشيئة شيء واحد لا يقال ان المشيئة كذلك مشيئة كونية اه ومشيئة شرعية بل المشيئة شيء واحد هي بمعنى الارادة الكونية من الادلة التي تدل على اثبات الارادة الكونية في كتاب الله جل وعلا هذه الاية التي بين ايدينا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في تستطيع في غير القرآن ان تضع بدل كلمة يريد ها هنا كلمة يشاء ويستقيم لك المعنى ويستقيم لك المعنى فيدل هذا على ان الارادة ها هنا هي الارادة الكونية اما الارادة الشرعية فهي التي وردت في نحو قوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم وفي قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وينبغي التنبه بهذه المواضع التي جاء فيها اثبات الارادة لله سبحانه وتعالى ينبغي التنبه الى المعنى المراد هل المراد في هذه الاية الارادة الكونية او الارادة الشرعية؟ هذا من العلم المهم والا فان الخطأ في هذا الفهم قد يجر الى ما لا تحمد عقباه فان من الناس من انحرف في باب القدر بسبب عدم تفريقه بين الارادة الكونية والارادة الشرعية ظن طوائف من اهل البدع ان الارادة شيء واحد. بعضهم جعلوا الارادة كلها كونية وبعضهم جعلوا الارادة كلها شرعية والصواب هو التفصيل وهو الفرقان الذي آآ اثبته وقرره اهل السنة والجماعة ينبغي ان يعلم في هذا المقام ان بين الارادتين فروقا اولا الارادة الكونية ملازمة للوقوع بمعنى كل ما اراده الله جل وعلا كونا فانه واقع ولابد. ولا يمكن ان يتخلف ذلك ما اراده الله كونا فانه واقع ولابد اما الارادة الشرعية فلا تلازم بينها وبين الوقوع فقد يريد الله الشيء شرعا ولا يقع قد يريد الله الشيء شرعا ولا يقع. اراد الله عز وجل من جميع الناس ان يؤمنوا به ولكن هذا لم يقع من كثير من الناس بل من اكثر الناس لحكمة يعلمها تبارك وتعالى الفرق الثاني ان الارادة الشرعية ملازمة او في معنى المحبة واما الارادة الكونية انها لا تستلزم المحبة فقد يريد الله كونا ما يحب وقد يريد الله كونا ما يكره قد يريد الله كونا ما يحب وقد يريد الله كونا ما يكره اما الارادة الشرعية فانها ملازمة للمحبة الفرق الثالث ان الامر الشرعية يستلزم الارادة الشرعية الامر الشرعي يستلزم الارادة الشرعية ولا يستلزم الارادة الكونية الامر الشرعي يستلزم الارادة الشرعية ولا يستلزم الارادة الكونية وهذا فصل الخطاب في المبحث الاصولي المشهور. هل الامر يستلزم الارادة ام لا وقد سبق تفصيل ذلك في اصول او في درس اصول الفقه. وعلمنا ان الامر الامر الشرعي يستلزم الارادة الشرعية دون الارادة الكونية وبالتالي كل ما امر الله عز وجل به شرعا كل ما جاء الامر به في الكتاب والسنة للمؤمنين فانه مراد لله شرعا تمة تلازم بين الامرين كل شيء سمعت في الكتاب والسنة ان الله امر به كاقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان الى غير ذلك فاعلم انه مراد لله شرعا وهل هو مراد لله كونا ها لا تلازم والا لو قيل ان كل ما امر الله عز وجل به فقد اراده كونا فان لازم ذلك الا يكون هناك مخالف لهذه الاوامر بل كان اه يتعين ان يحصل هذا المأمور به من جميع من جميع الناس وانت ترى ان الله تعالى قد امر بالصلاة وكثير من الناس بل اكثر اهل الارض لا يقيمون الصلاة فدل هذا على ان اقامة الصلاة شيء مراد لله شرعا وليس وليس كونا فرق رابع هو ان المراد شرعا مراد لذاته اما المراد كونا فان تعلق بالمعصية فانه مراد لغيره لا لذاته انتبه لهذا المراد شرعا مراد لذاته اراد الله الصلاة من حيث هي صلاة يحبها الله جل وعلا ويحب وقوعها من المؤمن الله اراد الزكاة من حيث هي زكاة فالله يحبها ويحب وقوعها اما المراد كونا فان تعلق بالمعاصي فان المراد ها هنا مراد لغيره لا لذاته وهذا يحل الاشكال الذي قد يطرأ على بعض الناس كيف يكره الله شيئا ويشاء وقوعه كيف يكره الله المعاصي ويريد بارادته الكونية وقوعها والجواب الفصل ها هنا ان يقال ان الله تعالى ارادها لغيرها لا لذاتها بمعنى ارادها الله جل وعلا لاجل ما يترتب على وجودها مما يحب قد يشاء الله عز وجل ما يكره لانه يترتب على وجوده ما يحب انتبه لهذه القاعدة قد يشاء الله ما يكره لاجل انه يترتب على وجوده ما يحب خذ مثلا على ذلك شاء الله وقوع المعاصي المعاصي واقعة اذا هي واقعة بماذا بمشيئة الله الله جل وعلا اجل واعظم من ان يقع شيء في ملكوته دون مشيئته الله لا يغالب لم تكن مشيئة الله آآ معدومة هنا وكانت مشيئة المخلوق موجودة فغلبت مشيئته مشيئة الله تبارك وتعالى اعني شاء الله عدم وقوع المعاصي وشاء المخلوق وقوع المعاصي فغلبت مشيئته مشيئة الله تعالى الله عن ذلك لا يقول هذا من يقدر الله قدره ويعظمه حق تعظيمه انما وقعت المعاصي بماذا بمشيئة الله تبارك وتعالى. الله جل وعلا اعز من ان يعصى قصرا والعباد اذلوا واحقر من ذلك. ان ما شاء الله عز وجل وقوع المعاصي لانه يترتب على وقوعها ما بحب اذا وقعت المعاصي وقعت آآ الاشياء التي يحبها الله جل وعلا كالتوبة ان الله يحب التوابين ولا يمكن ان تكون توبة الا اذا وجدت ماذا الا اذا وجدت معاصي اذا وجدت المعاصي وجدت اثار صفات الله عز وجل والله يحب ذلك. فالله غفور اذا لا بد من مغفرة اذا لابد من وجود معاصي كذلك ما يتعلق بغضب الله عز وجل وانتقامه وعقاب سبحانه وتعالى كل ذلك من الاثار التي تترتب على وجود المعاصي. وهذا الباب باب واسع للتأمل والتفكر تدبر ومن وفق الى فهم هذا الموضوع فانه يهتدي الى باب نفيس من باب الفقه واوصيك في فهم هذا الموضوع وحسن التأمل فيه اوصيك بقراءة ما دون الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة فانه قد اشار الى هذا المعنى الجليل وضرب له مثالا آآ شأن المعاصي وكيف ان الله تبارك وتعالى شاء وجودها وترتب على وجودها اشياء مما يحب سبحانه وتعالى ذكر نحوا من ثلاثين من فوائد تقدير ومشيئة الله سبحانه وتعالى للمعاصي فارجع الى هذا الفصل في هذا الكتاب فانه نافع لك ان شاء الله تنبه يا رعاك الله ها هنا ايضا الى ان الارادتين الكونية والشرعية قد تجتمعان وقد تنفصل او تنفرد احداهما عن الاخرى وقد ترتفعان قد تجتمعان في الطاعات التي وقعت الطاعة التي وقعت ارادها الله تعالى كونا والدليل على ذلك ها كونها وقعت لا يمكن ان يقع شيء لا يمكن ان يوجد شيء الا وهو مراد لله سبحانه وتعالى كونا. قلنا قبل قليل الارادة الكونية ملازمة للوقوع الارادة الكونية ملازمة للوقوع فكل شيء حصل فانه لم يحصل الا بماذا بارادة الله عز وجل الكونية ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ايضا الطاعة التي وقعت مرادة لله عز وجل شرعا. من اي جهة من جهة ان الله عز وجل يحبها وقد قلنا قبل قليل الامر يستلزم الارادة الشرعية والارادة الشرعية آآ تستلزم محبة الله عز وجل متعلق الارادة تستلزم محبة الله لمتعلق الارادة. اذا كل ما احبه الله عز وجل الا فانه مراد له شرعا. كل ما احبه الله جل وعلا فانه مراد له شرعا تنفرد الارادة الكونية فقط يعني توجد ولا توجد الارادة الشرعية في المعاصي التي وقعت اذا وقعت معصية من احد فاننا حينئذ نعلم ان هذه المعصية ارادها الله كونا او شرعا كونا كيف علمتم لما وقعت دل هذا على انها مرادة لله كونا لا يمكن ان يقع شيء الا بارادة الله الكونية وان شئت فقل الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. طيب المعصية التي وقعت من فلان يوم امس علمنا ان الله ارادها كونا لانها وقعت طيب ارادها الله شرعا لماذا؟ الله لا يحب المعاصي الله لا يحب المعاصي اذا وجدت ها هنا الارادة الكونية فحسب الامر الثالث تنفرد الارادة الشرعية في الطاعة التي لم تقع بالطاعة التي لم تقع فصلاة العشاء التي صليناها من فلان آآ او صلاة المغرب باعتبار ان وقت المغرب انتهى. صلاة المغرب من فلان ابن فلان الكافر النصراني ارادها الله عز وجل شرعا ما رأيكم يا جماعة نعم اليس الله جل وعلا قد قال يا ايها الناس هذه كلمة ماذا تعم جميع الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم الصلاة عبادة اذا امر الله عز وجل شرعا جميع الناس بالصلاة وبالتالي دخل في هذا الامر فلان ابن فلان النصراني. اذا اراد الله شرعا وقلنا الامر ملازم ها الامر ملازم للارادة الشرعية الامر يستلزم الارادة الشرعية وبالتالي اراد الله شرعا هذه الصلاة من فلان فوجدت ها هنا الارادة الشرعية. طيب اراد الله هذه الصلاة صلاة المغرب من فلان كونا ها لماذا يا جماعة لانها لم تقع دخل الوقت وخرج وهو وهو ما صلى فدل هذا على ان الارادة الكونية ها هنا ها على ان الارادة الكونية ها هنا منفية غير موجودة واضح؟ ولو ارادها الله منه كونا لوقعت قطعا ما في تردد في هذا لو ارادها الله منه كونا لوقعت قطعا ولا يمكن ان يغالب الله عز وجل في كونه ترتفع الارادتان في المعصية التي لم تقع يعني تنتفي الارادتان في شأن معصية لم تقع المعصية التي لم تقع اثناء جلوسك ها هنا انت خلال النصف ساعة او الساعة الماضية هل سرقته انت فلان ابن فلان سرقت ما سرقت اذا هذا الامر يعني السرقة منك خلال هذا الوقت معصية ما وقعت وبالتالي ما ارادها الله كونا لانه لو ارادها كونا لوقعت ثانيا ما ارادها الله عز وجل شرعا. والدليل؟ ان الله لا يحب المعاصي يتعالى سبحانه وتعالى عن محبة المعاصي اذا انفصل لنا من العرض السابق يا ايها الاخوة ان الاحوال في شأن العلاقة بين الارادتين ترجع الى هذه الاحوال الاربع ويمثل اهل السنة والعلم هذا بمثال ربما يقرب لك فهم الموضوع قال العلماء اجتمعت الارادتان الكونية والشرعية في ايمان ابي بكر رضي الله عنه ايمان ابي بكر مراد لله كونا صحيح ومراد لله شرعا صحيح طيب قالوا وجدت الارادة او انفردت الارادة الكونية فحسب في كفر ابي جهل كفر ابي جهل اراده الله كونا نعم لانه وقع. اراده الله كون اراده الله شرعا لا لان الله لا يحب الكفر ولا يحب الفساد قال العلماء انفردت الارادة الشرعية فقط يعني وجدت الارادة الشرعية فقط في ايمان ابي جهل ايمان ابي جهل اراده الله شرعا في تردد نعم لم؟ لان الله امر به ابا جهل وجميع الناس. اليس كذلك؟ يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقلنا ان الامر يستلزم الارادة الشرعية كل مأمور به فالله ها اراده شرعا وبالتالي دخل في هذا الامر بالايمان لابي جهل. اذا هو مراد لله عز وجل شرعا والسؤال الان هل هو مراد لله كونا ها لا ولو شاء الله لو اراد الله كونا ايمان ابي جهل لما تخلف ذلك لوقع ولكنه لم يقع اذا لم يرد الله ان يهديه انفردت الارادة او ارتفعت الارادتان في كفر ابي بكر رضي الله عنه كفر ابي بكر ليس مرادا لله كونا لانه لم يقع لانه لم يقع وكفوا ابي بكر ليس مرادا لله شرعا لان الله لا يحب الكفر. وبالتالي يتبين لك العلاقة بين ارادتين والمقام على كل حال يحتاج اعني في موضوع الارادة وما ما يتعلق بها من مباحث يحتاج الى تفصيل اكثر لعله يأتي شيء من الاظافة على ذلك ما نرد آآ موضوع آآ القدر في كلام المؤلف ان شاء الله تعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يثلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد. عندنا في هذه الاية اثبات صفتين لله جل وعلا الحكم والارادة. وقد مضى الكلام آآ فيما سبق عن صفة الحكم لله جل وعلا حينما وردنا الى بسم الله عز وجل الحكيم وقلنا ان الحكم ينقسم الى حكم شرعي وحكم كوني والحكم كوني وشرعي ولا يتلازمان وما هما سيان وما هما سيان. الحكم في هذه الاية هو الحكم الشرعي. لان المقام يتعلق بالتشريع وما المناسب لمقام التشريع الحكم الشرعي اما الارادة ها هنا فما رأيكم ان الله يحكم ما يريد هل الارادة ها هنا شرعية؟ او الارادة ها هنا كونية ها ايش شرعية ما رأيكم يا جماعة؟ اخوكم يقول شرعية توافقون اختلف علماء المجلس طيب احد عنده رأي اخر ها يا شيخ ها انت ترى انها تجمع الامرين ده هي احد الامرين اما ان تكون ارادة كونية او ان تكون ارادة شرعية ها نعم انا اريد جوابا واضحا كونية هذا هو الصحيح ان الارادة ها هنا ارادة كونية والمعنى ان الله عز وجل يحكم بما يشاء المعنى ان الله يحكم بما يشاء. وهذا شأن الذي يحكم ويشرع ويأمر وهو مالك قدير سبحانه وتعالى لما كان الله عز وجل هو الملك الذي له الملكوت وبيده ملكوت كل شيء فانه حينئذ يشرع ويأمر بما يشاء سبحانه وتعالى ليس شأنه شأن العاجز تعالى الله عن ذلك الذي يحكم بالشيء الذي لا يشاؤه ولا يريده كونا فدل هذا على ان الله عز وجل يحكم شرعا بما يريد كونا يعني بما يشاء سبحانه وتعالى وقد علمت كما قلت غير مرة ان مشيئة الله وارادته الكونية مقترنة مع الحكمة فالله يشاء بمشيئته المقترنة مع حكمته سبحانه وتعالى اخيرا ثمة الفاظ في الكتاب والسنة جاءت منقسمة والتنبه لهذا الفرق بين موارد هذه الكلمات وعلى اي وجه تحمل هذا من العلم المهم الذي ينبغي ان تتنبه له يا طالب العلم وقد اورد ابن القيم رحمه الله جملة من تلك الكلمات بلغت ثنتي عشرة كلمة عقد لبيانها فصلا في كتابه النافع المستطاب شفاء العليل ومن تلك الكلمات الارادة والحكم والجعل والارسال والاذن والبعث وما الى ذلك طبعا اه منها ما هو اه له علاقة بمبحث المشيئة والارادة الذي معنا ومنها ما لا علاقة له به لكنها وردت في النصوص منقسمة الفصل في هذا الكتاب فتنتفع ان شاء الله اه لعل نقف عند هذا الحد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان