بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين. نعم فقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله ان الله يحب الذين ويقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره قل اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه الايات التي سمعنا فيها اثبات صفة المحبة لله تبارك وتعالى وهذه صفة فعلية اختيارية لله جل في علاه اطبق على اثباتها له سبحانه الرسل واتباعهم واجمع عليها اهل السنة والجماعة وفارقهم في هذا طوائف من المبتدعة كما سيأتي بيان ذلك ان شاء الله الله جل وعلا يحب من شاء اذا شاء ودلت الادلة على انه يحب ذاته تبارك وتعالى وصفاته ومقتضيات صفاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني وقال ان الله وتر يحب الوتر وقال ان الله جميل يحب الجمال لا شك ولا ريب ان محبته لنفسه سبحانه اعظم محبة له تبارك وتعالى بل ان كل الخلق والامر راجع الى هذه المحبة فان كل ما خلقه الله تبارك وتعالى او امر به فانما كان ذلك منه جل وعلا لاجل حكمة يحبها سبحانه وتعالى كل مراد ارادة شرعية فانه يحبه وكل ما اراده بارادته الكونية فانه اما ان يحبه او يحب ما يحب ما يترتب على وجوده فعاد كل شيء الى محبة الله تبارك وتعالى الى محبته سبحانه وتعالى لنفسه حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان محبة الله جل وعلا لنفسه هي العلة الغائية لكل شيء العلة الغائية بكل شيء انما راجعة الى هذه المحبة ثم ان الله تبارك وتعالى يحب من شاء من خلقه وقد دلت الادلة على انه يحب ذواتا ويحب اعمالا ويحب اقوالا ويحب بقاعا ويحب صفات فهو يحب طوائف دلت الادلة عليهم كما سمعنا في هذه الايات تلاحظ فيما سمعت محبة الله جل وعلا ستة اصناف فهو يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص كما انه جل وعلا يحب الصابرين ويحب المتوكلين هذه ثمانية اصناف جاء القرآن باثبات محبة الله تبارك وتعالى لهم كما جاء القرآن باثبات ان الله لا يحب طوائف من اولئك الكافرين الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين والمستكبرين والخائنين والفرحين هذه ثمانية اصناف لا يحبهم الله جل وعلا تقابل الاصناف الثمانية التي بين الله في كتابه انه يحبهم جل وعلا ومن ذلك اعني من الادلة على محبته جل وعلا للذوات ما ثبت في الصحيحين ان الله تبارك وتعالى اذا احب عبدا نادى جبريل فقال له اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض والله تبارك وتعالى يحب اعمالا يحب ما بين سبحانه وتعالى من هذه الاعمال التي قامت بها هذه الاصناف فانها علة محبته تبارك وتعالى لهم ما احبهم الله الا لما قاموا به لما قاموا بالاحسان ولما قاموا بالتقوى ولما قاموا بالقسط وهو العدل ولما قاتلوا في سبيل الله صفا احبهم الله تبارك وتعالى فدل ذلك على ان الله يحب اعمالهم وقد مر معنا في درس اصول الفقه ان من الدلالات دلالة تسمى دلالة الايماء والتنبيه وفيها ان يذكر الوصف مقترنا بالحكم فيفيد العلية حينما قال الله جل وعلا ان الله يحب المحسنين او يحب المتقين فان هذا يفيد ان علة محبته لهم التقوى التي قامت بهم والاحسان الذي قاموا به الى غير ذلك مما جاء في الادلة كذلك جاءت الادلة باثبات محبة الله جل وعلا لاقوال من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج البخاري في صحيحه كلمتان حبيبتان الى الرحمن الحديث وهما سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ومن ذلك محبته سبحانه وتعالى لبقاع فاحب البقاع الى الله تبارك وتعالى المساجد الى غير ذلك مما دلت الادلة عليه وينبغي ان يعلم ها هنا ان محبة الله تبارك وتعالى تتفاوت فقد يحب شيئا اكثر من غيره من ذلك انه يحب بعض الحسنات اكثر من بعض وهذا قد يكون راجعا الى فضيلة الحسنة في نفسها فمن ذلك ان تكون الحسنة واجبة ولذلك قال الله جل وعلا في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه وقد يكون هذا التفاوت راجعا الى اعتبار ما قام مع او قام بالعمل الصالح من ذلك كون العمل الصالح واقعا في زمن فاضل قال صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله تعالى من هذه العشر. ومن ذلك ايضا ان يقوم بالعمل وصف يحبه الله جل وعلا لذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي العمل احب الى الله فقال ادومه وان قل ومن ذلك ان يكون نوع من الانواع من انواع العمل الواحد قد قام على هيئة معينة او بعدد معين او وصف وهيئة معينة في حب الله عز وجل هذا العمل اكثر من غيره مما يرجع الى هذا العمل كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم احب الصلاة الى الله صلاة داوود واحب الصيام الى الله صيام داوود فاحب صلاة من جملة الصلوات هي الصلاة التي كان يصليها داود عليه السلام. وكذلك الصيام الذي كان يصومه داوود عليه السلام اذا كل ذلك مما نطقت به الادلة يقول به اهل السنة والجماعة ويعتقدونه وفي الجملة الله تبارك وتعالى يحب المؤمنين ويحب الايمان والحسنات ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال اهل التفسير سوف يودهم الله جل وعلا ويحببهم الى عباده. يحبهم ويحببهم الى عباده واهل السنة والجماعة كما قد تألمنا مرارا من ائمة اهل السنة والجماعة يقفون فيما يثبتون لله من الاسماء والصفات عند حد الوارد فهم يثبتون المحبة لله لان النصوص قد وردت بذلك كما انهم يثبتون له صفتين وردتا في النصوص قريبتان في المعنى من المحبة وهما صفة الود وصفة الخلة اما صفة الود فجاءت في كتاب الله في موضعين من ذلك في سورة هود فيما اخبر الله سبحانه وتعالى عن قول شعيب عليه السلام ان ربي رحيم ودود والموضع الثاني في سورة البروج وهو وهو الغفور الودود ونوده صفو المحبة اما الخلة فانها اعلى المحبة ودليلها ما خرج الامام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليله وفي كتاب الله جل وعلا واتخذ الله ابراهيم خليله اما الانواع الاخرى مما ترجع او مما يرجع الى مفهوم المحبة فان اهل السنة والجماعة يقفون عن اثباته لله تبارك وتعالى جريا على القاعدة وهي ان هذا الباب توقيفي فلا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصف به او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم المحبة كما لا يخفاكم درجات ذكرها اهل العلم ثمة الهوى وثمة الصبابة وثمة العلاقة وثمة آآ التتيم وثمة اه الجوع ثمة اشياء من هذه الانواع ومنها ايضا العشق واهل السنة والجماعة انما يثبتون لله جل وعلا ما ثبت في النصوص. المحبة والود والخلة ويقفون عما عدا ذلك لعدم الدليل عليه لا سيما وان بعض تلك الدرجات المذكورة لا يليق اثباتها بالله تبارك وتعالى من ذلك العشق مثلا فقد نص طائفة من اهل العلم على ان العشق محبة مقرونة بشهوة كما اشار الى هذا العسكري في فروقه وصاحب الكليات وغيرهما من اللغبيين والادباء ولا شك ان هذا المعنى لا يصح اثباته لله تبارك وتعالى فمن الخطأ البين ان يقال ان الله عز وجل يعشق فلانا او يعشق نبيه صلى الله عليه وسلم كما ان المقابل لذلك باطل ايضا ولا يجوز ان يتفوه به مسلم ان يقول انسان اني اعشق الله او يتسمى بعض الناس بمثل هذا فيقولون عاشقوا الله او عاشقوا الهي او ما شاكل ذلك لا شك ان هذا باطل ولا يجوز. العشق محبة مقرونة بشهوة. والشهوة هي الميل الى كوني من المعشوق والمحبوب لنيل الوطر منه ولا شك ان هذا ابطلوا الباطل ولا يجوز يعني ابطلوا الباطل من حيث نسبته الى الله تبارك وتعالى المقصود ان صفة المحبة لله تبارك وتعالى صفة ثابتة له تبارك وتعالى في ادلة كثيرة لك لا تكاد ان تحصى الا بمشقة الناس في هذا المقام اعني في مسألة المحبة انقسموا الى ثلاثة اقسام منهم من نفى المحبة من طرفيها يعني نفوا ان يحب الله وان يحب الله نفوا ان يكون الله محبا وان يكون الله محبوبا وهؤلاء طوائف من المتكلمين ذهبوا الى هذا المذهب الرديء والقسم الثاني الذين اثبتوا محبة العبد لربه ونفوا المقابل لها وهو محبة الله لعباده والطائفة الثالثة او القسم الثالث هم اهل الحق والتوفيق هم اهل السنة والجماعة الذين اثبتوا المحبة من طرفيها فعندهم اعتقاد ان الله تبارك وتعالى يحب وان الله تعالى يحب. كما نطقت بذلك النصوص ومن ذلك ما بين ايدينا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فثبت اذا ان المحبة تكون من الله تبارك وتعالى لعباده وانها تكون من العباد لربهم سبحانه وتعالى الذين نفوا محبة العباد لربهم هؤلاء وقعوا في ضلال عظيم مبناه على شبهة داحضة مبنى ذلك عندهم على ان المحبة تستلزم ملائمة ومواءمة بين المحب والمحبوب وليس ثمة شيء من ذلك بين الخالق والمخلوق سبحانه وتعالى ولاجل ذلك فانهم نفوا ان يكون العباد يحبون الله تبارك وتعالى ولا شك ان هذا الاصل الذي اصلوه اصل باطل غير صحيح من حيث من حيث انهم ارادوا او اذا كانوا يريدون ان الملاءمة تقتضي مشابهة وتمثيلا بين الخالق والمخلوق فان هذا من ابطل الباطل. ودعوة لا تقوم عليها او لا يقوم عليها دليل. وكل انسان يعلم من نفسه بالضرورة انه يحب ما لا يلائمه ولا يشابهه فان من الناس من يحب حيوانات ومن الناس من يحب جمادات ومن الناس من يحب اشياء كثيرة لا ترجعوا الى التي هو من جنسها وهي اه اه ما يتعلق بالانس فمن اين لكم ان المحبة تستلزم هذا الامر ويا لله العجب كيف يصل الضلال باصحابه الى هذه الدرجة التي ينفون فيها اعظم شيء في العبودية بل زبدة العبودية ولبها وخلاصتها انما هي محبة الله تبارك وتعالى ما هي العبادة اذا كانت المحبة ليست منها وما هو التأله اذا لم يكن اساسه واصله ولبه محبة الله تبارك وتعالى الاله هو الذي يألهه العباد محبة وتعظيما وخوفا واجلالا فما الذي فات هؤلاء من هذا الركن الركين في عبودية الله تبارك وتعالى حينما يزعمون ان الله تبارك وتعالى لا يحب. سبحان الله العظيم. ما الذي يمكن ان يحب الا ومحبة الله تبارك وتعالى اعظم منه بل ليس ثمة شيء في الوجود يحب لذاته الا الله سبحانه وتعالى وكل محبة سواه وكل محبة لسواه فانها لا تجوز ان تقع او تكون الا اذا كانت لاجله او باذن منه سبحانه وتعالى و الله جل وعلا بين ان الخلل في هذا الامر هو الذي تميز به اهل الايمان يعني ما وقع فيه هؤلاء المخالفون للرسل عليهم الصلاة والسلام هو الذي ميزهم وفارقهم فيه اهل الايمان الصادق قال جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله هذه ميزتهم وهذه علامتهم وهذه الخاصية التي كانوا بها مؤمنين محققين للايمان فكيف يزعم زاعم ان العبد لا يحب الله جل وعلا وانما يحب ثوابه يحب جنته يحب آآ اثابته اما هو سبحانه وتعالى فانه عند هؤلاء لا يحب هكذا اول النصوص الواردة في شأن اثبات محبة العباد لربهم. يعني جاءوا الى نحو قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قالوا يحبونه بمعنى يحبنا جنته يحبون اثابته يحبون آآ رحمته النازلة اليهم الى غير ذلك. سبحان الله العظيم والعجيب ان القوم ما طردوا هذا المذهب ولو طردوا هذا المذهب لخرجوا الى زندقة مكشوفة لكن من رحمة الله عز وجل باهل البدع كونهم يتناقضون من رحمة الله عز وجل بهم انهم يتناقضون والفطرة تغلبهم يقررون اشياء لكن واقعهم من حيث ما يقوم بقلوبهم او ما يقوم باعمالهم يخالف هذا التنظير الفلسفي النظري الذي يقررونه والا فلو انهم طردوا هذا الذي قالوه وما تناقضوا فلا شك انه لا عبودية لهم بل لا ايمان لهم بالله سبحانه وتعالى فحقيقة الايمان ولبه وخلاصته محبة الله تبارك وتعالى ثم ما يتبع هذه المحبة من الطاعة لله تبارك وتعالى والتصديق لامره والتزام اه اه والتصديق لخبره والتزام اوامره سبحانه وتعالى اما الطرف الثاني وهو نفي محبة الله تبارك وتعالى لعباده وهذا الذي ذهب اليه كل المتكلمين وجميع الطوائف المخالفة للحق في باب الصفات وبالمناسبة هذه الصفة من اشد الصفات على اهل الكلام لا تجد اه ان المتكلمين يشق عليهم كثيرا اثبات صفة لله تبارك وتعالى مثل ما تجده في صفة المحبة وصفة النزول ولذلك ربما تجد من هؤلاء المتكلمين من يخالف مذهبه العام في بعض الصفات فيثبت شيئا من الصفات لكنك اذا وصلت معه الى صفتي المحبة والنزول فانه لا يثبت ذلك لا يثبت هاتين الصفتين الا اهل السنة المحضة المقصود ان المتكلمين قاطبة نفوا محبة الله تبارك وتعالى يعني ان تكون صفة قائمة بالله جل وعلا شبهتهم في ذلك شبهة داحضة لا قيمة لها عند التحقيق قال القوم ان المحبة ميل القلب وهذه صفة لا تكون الا في مخلوق فينزه الله تبارك وتعالى عنها لاننا اذا اثبتناها اقتضى هذا تشبيه الخالق بالمخلوق وهذا من اعظم الباطل لا شك ان هذا الذي ذهبوا اليه شبهة غير صحيحة والجواب عن ذلك من اوجه اولا ان اهل السنة والجماعة الذين اثبتوا هذه الصفة لله تبارك وتعالى انما يثبتونها على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء فهم يثبتون لله محبة تليق به كما انهم يثبتون لله جل وعلا بقية الصفات على ما يليق به لا على ما يماثل فيه المخلوقين. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فنحن نقول ان الله يحب وان الله يود وان الله يتخذ خليلا على ما يليق به. ولا شك ان ذلك كان فيه سبحانه وتعالى ليس مماثلا للمخلوقين. بل لله بل لله عز وجل الكمال المطلق في ذاته وصفاته ومن ذلك المحبة. فلله جل وعلا المحبة الكاملة التي تليق به سبحانه وتعالى وللمخلوق محبة تليق به سبحانه وتعالى ثم يقال لهم ثانيا من قال لكم ان المحبة لا تكون الا ميلا للقلب من اين علمتم ذلك ما هو الاساس الذي بنيتم عليه هذا القول تنبه رعاك الله الى مشكلة منهجية عند هؤلاء وغيرهم من اهل البدع هذه المشكلة مرض فاش عدوى اه اه عدوى منتشرة كما يقولون بين اهل البدع قاطبة وهي انهم ينظرون جزئيا ويحكمون كليا ينظرون جزئيا ويحكمون كلية يعني لما جاءوا مثلا في هذه المسألة التي بين ايدينا وهي مسألة المحبة. نظروا نظرا جزئيا وهو ما يتعلق بمحبة الانسان فقالوا المحبة ماذا ميل القلب جعلوا هذا النظر الجزئي حكما كليا عاما كل محبة جعلوها راجعة الى هذا المعنى الذي استفادوه بالنظر الجزئي ولا شك ان هذا غير صحيح ولذلك لو نظرنا نظرا جزئيا الى الكلام الكلام المعهود الذي نعهده نحن معشر البشر انما هو الكلام الذي يكون بلسان وشفتين ولهوات واضراس يعني لابد من اجتماع ذلك حتى يكون كلام اليس كذلك اذا نظرنا في النصوص نجد ان الله تبارك وتعالى اثبت كلاما وشهادة ونطقا لاشياء لا نعهد ان لها اضراس او شفتين او اسنان. اليس الله تبارك وتعالى قد اخبر انه يوم القيامة تشهد الجلود وتنطق وقالوا لجلودهم لم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله تشهد عليهم اي السنتهم وايديهم وارجلهم متى رأيتم رجلا لها شفتين واسنان تنطق وتتكلم بل لم نذهب الى ما يكون في الدار الاخرة دعونا فيما كان في هذه الدار اليس النبي صلى الله عليه وسلم وباصح اسناد قد سمع شجرا يسلم عليه اليس النبي صلى الله عليه وسلم بل واصحابه ايضا كانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والاحاديث بهذا باصح الاسانيد ومن انكرها فهو لغيرها من الاحاديث ينبغي ان يكون منكرا. متى رأيتم طعاما فيه اسنان وشفتين ولهوات حتى يكون ماذا؟ الكلام واقعا. اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع مع اصحابه انين جذع خشب له حنين واشتياق وصوت وبكاء حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم اليه وهدأه متى علمتم ان للجذع قلبا يحن وله حنجرة ولسان يخرج منه صوت اذا المشكلة انهم ماذا نظروا جزئيا وحكموا كليا. حكمهم الكلي على المخلوقات في هذا النطاق غير صحيح فكيف بالحكم على الله جل وعلا ارأيتم الله ارأيتم مثيلا لله؟ تعالى الله عن ذلك حتى تقولوا ان هذه الصفة لا تليق بالله يا لله العجب الله سبحانه يخبر عن نفسه واعلم الخلق به يخبر عنه بانه يحب والقوم يقولون لا هذا يا ربنا لا يليق بك وهذا يا رسول الله لا يليق بربك سبحان الله العظيم ماذا نقول؟ سوى ان نذكرهم بقوله تعالى قل اانتم اعلم ام الله ثم يخبر الله جل وعلا بهذه الصفات التي يتمدح بها وحقيقة الامر انها ذنب وحقيقة الامر انها تشبيه لان الله العجب يذم الله نفسه ليمدحها اهذا يفعله؟ اجهل الجاهلين فضلا عن احكم الحاكمين سبحانه وتعالى كيف يتجرأ عبد هذه الجرأة على الله تبارك وتعالى ثم انه يقال لهم ثالثا عامتكم اثبتم صفة الارادة عامة هؤلاء المتكلمين يثبتون لله صفة الارادة. في مقابل نفيهم لماذا لصفة المحبة قالوا المحبة ميل القلب بالتالي فاننا نقول لهم والارادة ميل القلب فكما قلتم في المحبة قولوا في الارادة يلزمكم فيما نفيتم نظير ما اثبتوا ولذلك اذا قلنا لهم هذا فانهم سيسارعون هذا الظن بهم الى ان يقولوا لا الارادة التي ذكرتم ارادة تليق بالمخلوق ونحن نثبت ارادة ها تليق بالخالق سبحانه وتعالى فاننا حينها سنقول لهم وكذلك المحبة التي اثبتناها تليق بالله فان قالوا لا يعقل ولا نعقل في الشاهد محبة الا هي ميل قلب فاننا نقول وكذلك نحن لا نعقل ارادة الا وهي ميل قلب. وكل جواب يقولونه او يذكرونه فاننا نلزمهم آآ بنظيره في الشيء الذي نفوه من هذه الصفة وعلى كل حال يأتي موضع آآ قريب ان شاء الله لعله يكون في اللقاء القادم باذن الله عز وجل نتكلم فيه عن مناقشة قانون التأويل لان هذا الموضوع يتكرر معنا بالصفات القادمة وهي صفات كثيرة ولا نريد ان نكرر الكلام لكن نذكر قواعد اه ونذكر اه ضوابط ونذكر ردودا عامة تصلح للرد على جميع هذا التأويل. المقصود ان المتكلمين عامة آآ فروا من اثبات المحبة لله عز وجل واولوا جميعا النصوص التي جاءت باثبات هذه المحبة والتأويلات التي ذكروها ترجع الى ما يأتي في مجملها ترجع الى ما يأتي. تأويل المحبة بالثناء يحب يعني يثني فعادت هذه الصفة عندهم الى صفة الكلام. كما ذكر البيهقي في الاسماء والصفات. عادت هذه الصفة عندهم الى صفة الكلام. وسيأتي ان شاء الله ان صفة الكلام عندهم صفة ذاتية قائمة بذات الله تبارك وتعالى التأويل الثاني انهم اولوا المحبة آآ الاثابة والتأويل الثالث انهم اولوا المحبة بالارادة واكثرهم على هذا التأويل ثم انه اختلفوا هل الارادة والمحبة صفتان متساويتان يعني مترادفتان او ان بينهما فرقا ذهب اكثرهم الى التسوية بين المحبة والارادة فاراد بمعنى احب واحب بمعنى اراد وطائفة منهم آآ ذهبوا الى ان المحبة اخص من الارادة فان الارادة اذا تعلقت بالخير والثواب كانت محبة واذا تعلقت بآآ ما يتعلق بالتعذيب او التأثيم وما الى ذلك فانها تصبح تصبح بغضا ومقتا وما الى ذلك مما جاء به في معنى هذه الصفات. المقصود ان القوم عامة اكثرهم ذهبوا الى تأويل المحبة بالارادة اكثر هؤلاء ذهبوا الى التسوية بين المحبة والارادة و مر معنا في الدرس الماظي بيان آآ الفرق بين الارادة والمحبة المحبة اخص من الارادة فان الارادة قد تكون شرعية وهذه بمعنى المحبة وقد تكون ارادة كونية وهذه بمعنى المشيئة. وعلى كل حال الخلل في في هذا المقام ليس بالامر السهل هذا الخطأ ادى طوائف من اهل البدع الى الانحراف في مسائل شتى. لا سيما ما يتعلق منها بباب القدر فبسبب التسوية بين المحبة والارادة اه انحرف او من اسباب انحراف القدرية ومن اسباب انحراف الجبرية وهما فرقتان متقابلتان التسوية بين المحبة والارادة اه قل ايضا مثل ذلك من هذه الاثار فيما يرجع الى نفي الحكمة عن الله تبارك وتعالى او فيما يرجع الى مسألة التحسين والتقبيح الى غير ذلك مما لعلنا نتطرق اليه ان شاء الله اذا وصلنا الى كلام عن موضوع القدر لعلنا نقف عند هذا القدر وادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان