ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا قد توقفنا في الدرس الماظي عند الكلام عن صفة المحبة لله تعالى انجر الحديث الى مناقشة المتكلمين في تأويلهم هذه الصفة الجليلة وكان الوعد اذ ذاك بتخصيص هذا الدرس للكلام عن مناقشة قانون التأويل الذي انتهجه اهل البدع والاهواء في التعامل مع الصفات التي لم يريدوا اثباتها لله سبحانه وتعالى وقد رأيت ان نجعل الكلام في مناقشة تفصيلية لمنهج التأويل في موضع واحد وبالتالي يستغنى عن تكرار الكلام بعد ذلك عند كل صفة علمنا في بدايات الدروس في هذا المتن ان الناس انقسموا في الجملة في نصوص الصفات الى ثلاثة اقسام الى اهل تعطيل واهل تمثيل واهل سواء السبيل وقلنا ان اهل التعطيل انفصلوا الى ثلاثة اقسام الى اهل التخييل والى اهل التجهيل والى اهل التأويل اهل التخييل هم الفلاسفة الذين زعموا ان ما اخبر الله جل وعلا به عن نفسه وما اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم لا وعد ان يكون الا خيالات لا حقيقة لها واما اهل التجهيل فانهم اهل مسلك التفويض ولعل الوقت يسنح في الدرس القادم ان شاء الله للكلام عن هذا المسلك وبقينا الان واقفين امام مذهب اهل التأويل والمراد بمذهب اهل التأويل وما يزعمه هؤلاء المتكلمون من ان نصوص الصفات يجب حملها على خلاف ظاهرها لاقتضاء ظاهرها التشبيه هذا امر اول وامر ثان وهو تعيين المراد من هذه الصفات فهم يزعمون مثلا ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى لو حمى الله على ظاهره لاقتضى ذلك تشبيه الله عز وجل بالمخلوقين الاستواء من صفات المخلوقين هكذا زعموا وبالتالي يتعين ان نقول ان هذا النص على خلاف ظاهره ثم ورد سؤال عند من يسمع كلامهم وهو اذا على اي شيء نحمل هذا النص فاجتهدوا في تعيين المراد. فقالوا ان استوى ليست على ظاهرها فالظاهر المعلوم في لغة العرب ان استوى بمعنى علا وارتفع وهذا كما زعموا يقتضي التشبيه. اذا ما الذي اراده الله عز وجل بنسبة الاستواء اليه قالوا نحمل هذا على الاستيلاء. نقول ان معنى استوى استغلى. اذا منهجهم مركب من هاتين المرحلتين الحق اما القومة كان البلاء عندهم انما هو من فساد في الاصل في قلوبهم ابدأ بهم الى سماق هذا المسلك بمعنى ليس المسألة قضية علمية انتجت هذا المسلك انما القوم عندهم فساد في قلوبهم وصدورهم فان الشأن فيهم انه معتقد ثم استظلوا اعتقدوا اعتقادات بناها على اصول فاسدة يعني مستمدة من الكتاب والسنة ثم لما اصطدموا بالنصوص التي تخالف هذه الاعتقادات ما وجدوا ملجأ ولا مخرجا الا ان الا ان يسلكوا معها مسلك التأويل فهو اذا مهربا ومخرجا لاجل الا يفتضح الامر فيكونوا مصادمين ومعارضين للنصوص وعثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر ذكر كلمة مهمة في هذا المقام قال بلغني ان بشرا المريسي الذي هو احد رؤوس التأويل والتحريف الجهمية قال بلغني ان اصحابه اشتكوا اليه قالوا ماذا نصنع بالاحاديث التي يحتج اهل السنة علينا بها وهي مروية باسانيد جواد وذكروا جملة من الاسانيد ماذا نصنع معها وفيها ما يخالف مذهبنا فقال لهم غالطوهم بالتأويل ستكونون قد رددتموها بلطف اذ لم يمكنكم ان تردوها بعنف اذا مسلك التأويل ليس ثمرة عن منهج علمي نزيه افرز الوصول الى هذه النتيجة وهي ان نصوص الصفات يجب تأويلها انما هو كما ذكرت لك مهرب ومخرج من الاصطدام بالنصوص التي تخالف الاصول التي اعتقدوها وبنوا عليها ما يعتقدون في صفات الله تبارك وتعالى والقاعدة التي بينها الله جل وعلا في كتابه بشأن كل من يجادل بغير حق في ايات الله هي ما اخبر سبحانه وتعالى بقوله ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبرا ما هم ببالغيه لو ان كل مخالف للحق اذعن من سلطان النص والقادة لهذا الوحي الذي الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه ما حصل هذا الافتراق العظيم في اصول الدين مع وضوح الادلة عليها مسلك التعويل مسلك في غاية الخطر وافرز اشكالات كثيرة بل شرورا عظيمة على الامة الاسلامية هذا هو اصل بلية الاسلام من تأويل ذي التحريف والبطلان وهو الذي قد فرق السبعين بل زادت ثلاثا قام ذي البرهان السبب الذي ادى الى تفرق هذه الامة في كثير من المسائل والمباحث انما كان هذا الطاغوت الذي سلطوه على نصوص الكتاب والسنة الرد على هذا المنهج يكون من وجهين اولا الرد الاجمالي والثاني الرد التفصيلي اما الرد الاجمالي فانه رد قوي محكم مع كونه سهلا واضحا فانه يقال لكل من اول نصوص الصفات قد اخبر الله جل وعلا في كتابه في ايات كثيرة جدا بثوات صفات له تبارك وتعالى فقد اخبر تعالى انه استوى على العرش فقال الرحمن على العرش استوى واخبر بثبوت صفة المحبة له فقال يحبهم ويحبونه واثبت له الغضب وغضب الله عليهم. واثبت لنفسه صفة الوجه. فقال ويبقى وجه ربك واثبت لنفسه صفة اليد فقال بل يداه مبسوطتان في ادلة كثيرة لا يمكن ان ينازع انسان في ثبوت هذه الصفات لله تبارك وتعالى وانتم تزعمون ان هذه النصوص ليست على ظاهرها انما لكل نص من هذه النصوص فيما تخالفون في اثباته لله تبارك وتعالى له تأويل على خلاف هذا الظاهر والسؤال اكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان الحق في هذه النصوص ما ذهبتم اليه ام لا لا يخلو الجواب من احد امرين اما ان تقولوا نعم او تقولوا لا اكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان معنى استوى في كل معارضها في القرآن هي بمعنى استولى ام لا ان قلتم لم يكن يعلم فقد قلتم قولا عظيما كذبتم قوله صلى الله عليه وسلم الثابتة من حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري وغيره ان اعلمكم واتقاكم لله انا وانتم تزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن الاعلم بالله بل انتم الاعلم بالله فليس لهم مناص من ان يقولوا انه كان يعلم ان الحق في هذه النصوص هو في التعويل الذي ذكرناه فننتقل بعده الى سؤال ثان وقال لهم اكان النبي صلى الله عليه وسلم ذا فصاحة وبيان عنده قدرة على ان يوضح الحق كما فعلتم انتم ام لا ان قلتم لا فقد قد قدحتم في الله جل وعلا وقدحتم في نبيه صلى الله عليه وسلم قبحتم في الله حيث قدحتم في حكمته حيث ارسل رسولا لا يستطيع ان يبين ولا يقدر على ان يفصح وحاشى حكمة الله عز وجل من ذلك وقدحتم في النبي صلى الله عليه وسلم حيث وصفتموه بالعي وعدم القدرة على البيان والفصاحة وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك؟ بل هو افصح الخلق عليه الصلاة والسلام اذا لا مناص لكم من ان تقولوا انه كان قادرا على ان يفصح وان يبين وان يخبر وان ينطق وان يقال لنا ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى معناه اسطالة وها هنا يرد عليكم السؤال الثالث هل كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على امته شفيقا يريد لها الخير ام لا ان قلتم لا ما كان يريد لها الخير ولا كان يريد لها الهداية بل كان مريدا لضد ذلك قلتم قولا عظيما بل كذبتم حينها قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فلا مجال لكم الا ان تذعنوا انه كان حريصا على هذه الامة يريد لها الخير والهداية وها هنا بعد اكتمال الاسئلة الثلاثة بعد اكتمال الاسئلة الثلاث يقال لهم مع كمال العلم بالله وكمال الفصاحة والبيان والبلاغة وكمال النصح والشفقة بهذه الامة ما الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول في في صفات الله جل وعلا كما قلتم لا يمكن في هذه الحال البتة يمتنع امتناعا بينا ان يسقط النبي صلى الله عليه وسلم عن البيان الا لفقد هذه الامور الثلاثة او اثنين منها او واحدا منها على الاقل يستحيل ولازم ذلك عندها ايضا ولازم ذلك عندئذ ايضا ان تكونوا انتم قد حزت ما الكمال في العلم بالله والنصح والشفقة والفصاحة والبيان ولا شك ان هذا لا يقوله مسلم وهذه المناقشة مناقشة ملزمة مفهمة لا يستطيع مأولا ان يقوم لها وقد لخصها ابن القيم رحمه الله في النونية في ابواب في ابيات حسنة حيث قال قفل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان ماذا تقول؟ اكان يعرف ربه هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا؟ وهل وهل حاز البلاغة كلها ثم هو المعنى له طوعان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا؟ كل النصيحة ليس بالخوان فاذا انتهت هذه ثلاثة فيه كاملة مبرعة من النقصان. فلاي شيء عاش فينا كاتما؟ للنصح للنفي والتعطيل في بالمفصل منه حقيقة الافصاح واضحة بكل ضواني. ولاي شيء لم يصرح بل الذي صرحت وفي ربنا الرحمن العزة هي عن ذاك ام تقصيره في النصح ام لخفائ هذا الشأن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل لا المبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم ننتقل بعد ذلك الى المناقشة التفصيلية لمسلك التأويل مناقشة مسلك التأويل التفصيلية تتفرع الى اربع مناقشات مناقشة في المنهج الذي سلكه المؤولة ومناقشة للتأويل من حيث هو ومناقشة للتأويل من حيث ثمراته ومناقشة للتأويل من حيث لوازمه كم وجها للمناقشة عندنا عندنا اربعة اوجه اولا مناقشة مسلك التأويل من حيث المنهج الذي سار عليه المعولة فمنهج الذي سار عليه المؤولة هو اولا انهم زعموا ان نصوص الصفات هي من قبيل الظاهر لا النص معلوم في اصول الفقه ان ما يقبل التأويل انما هو النص انما هو الظاهر لا النص اذا كان الكلام نصا لا يحتمل غير معناه فانه لا يتسلط عليه التأويل فجعلوا كل نصوص الصفات التي لا يرادون اثباتها لله من قبول الظاهر الى النص والواقع ان جل نصوص الصفات انما هي نصوص في معناها اما بالفاظها او بالفاظها مع القرائن المحيطة بها. هذا اولا ثانيا قالوا ان نصوص الصفات من قبيل المتشابه ماما قالوا لانها تقتضي التشبيه وهذا اس البلاء عندهم وهو مبني على سوء ظنهم بالله تبارك وتعالى كما سيأتي الكلام عن هذا قريبا ان شاء الله ولا شك ان هذا ابطل الباطل ودعوة مجردة عن الدليل بل مصادمة لنصوص الكتاب والسنة من اوجه كثيرة لا يمكن ان ينزل الله عز وجل كتابا يريد به ان يكون نورا مبينا وبشرى للمسلمين وهدى للمتقين ويصفه بانه الحق وانه احسن تفسيرا ومع ذلك فعامته في افضل المطالب فيه متشابه لا يعرف فيه الحق بل ظاهره التشبيه والتشبيه ضلال وكفر هذا لا يقوله من عظم الله عز وجل حق تعظيمه. هذا لا يقاله من قدر الله عز وجل حق قدره انما التشبيه ان كان ان كان هناك توهم له فهو راجع الى فساد في قلوب الناظر. في قلوب الناظرين وفي قلوب المتعولين. وليس راجعا الى كتاب الله جل وعلا كيف يكون هذا التشبيه والله جل وعلا انما اضاف هذه الصفات الى ذاته اين يرد هذا الاحتمال ولو على بعد والله جل وعلا يصف الاستواء بانه صفة له وانه متصف هو سبحانه وتعالى باليد وبالوجه ويصف نفسه بانه يحب ويغضب نبغض الى غير ذلك مما جاء في في النصوص لا سيما وان هذه النصوص اذا قرأتها علمت مقدار ما فيها من الجمال والعظمة وانها مضافة الى الله العظيم سبحانه وتعالى لا يمكن ان ينتاب القلوب التي امنت بالله حقا وعظمته كما ينبغي لا يمكن ان ينال هذه القلوب شيء من تعهم التشبيه اين وجدتم؟ ما يقتضي التشبيه في اثبات صفة اليد والله جل وعلا وصف نفسه بيد تطو السماء وتقبض الارض اين وجدتم احتمال التشبيه لوجه حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه اين وجدتم هذا في هذه الصفات الجليلة العظيمة ثم يقال ثالثا المسلك هو الذي سلكوه بعد ذلك انهم عينوا المراد قالوا الله جل جلاله اراد من قوله استولى واراد من قوله ويبقى وجه ربك ذاته واراد من يحبهم يصيبهم عينوا الشيء الذي اراده الله تبارك وتعالى من هذه النصوص ولو سألت اي متأول اعندك دليل اعندك برهان من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ ان الله اراد بهذه الكلمة هذا المعنى الجناب لا يمكن ليس هناك دليل من الكتاب والسنة فيه ان الله اراد من هذه الكلمة هذا المعنى وبالتالي يكون كلامهم في هذه النصوص قولا على الله بغير علم وهذا من اعظم المنكرات. اتقولون على الله ما لا تعلمون اذا هذه هذا هو المسلك الذي سلكه هؤلاء واتضح لنا انه مسلك هش مسلك ضعيف مسلك غير مستقيم اتضح لنا انه مسلك غير مستقيم ثم يقال لهم ثانيا حقيقة حال هؤلاء المتأولة هي انهم شبهوا تعطلوا ما شبهوا هناك اساس وهناك وسيلة وهناك نتيجة هذا هو مسلك التأويل باختصار اساس هو التشبيه ما الذي دفع هؤلاء الى ان الى ان يعولوا الصفات وقع في قلوبهم تشبيه الله عز وجل بالمخلوقات. ولو لم يكن ذلك كذلك ما اوله. اليس كذلك؟ بدل ان كل طائفة من هؤلاء لابد وان تثبت شيئا من صفات الله جل وعلا وبالتالي تجد ان هذه الصفات ما اولها؟ لم لانهم ما اعتقدوا فيها التشبيه. اذا اساس البلاء عندهم انهم مشبهة ثانيا هناك وسيلة هذه الوسيلة التي ارادوا ان يدفعوا بها هذا الشيء الذي وقر في قلوبهم هو التأويل الذي في حقيقته كان تعطيلا لاننا قد علمنا ان العلاقة بين التعطيل والتأويل علاقة ماذا علاقة سبب بمسبب علاقة وسيلة بنتيجة ثم كانت النتيجة ان وقعوا في التشبيه كل تأويلات القوم ترجع الى تشبيه الله تبارك وتعالى اما بالجامدات او بالناقصات او بالمعدومات او بالمتناقضات اعتبر هذا في كل ما جاء عن هؤلاء المتعولة تجده مستقيما وبالتالي كان حقيقة حال هؤلاء انهم عطلوا تعطيلا محفوفا بالتشبيه مرتين اذا كان المشبهة مضمومين مرة فهؤلاء مذمومون مرتين لانهم شبهوا مرتين في الصفة التي مرت معنا في الدرس الماضي صفة المحبة قلنا ان القوم اولاها الى عدة تأويلات. تذكرون هذا لما؟ فرارا من تشبيه الله تبارك وتعالى بالانسان الذي يحب اليس كذلك فنقول لهم ما صنعتم شيئا هربتم من تشبيه الله تبارك وتعالى بالانسان الذي يحب فشبهتموه بالجماد الذي لا يحب واذا كان ولا بد من التشبيه فلا شك ان التشبيه بانسان احسن حالا من التشبيه بالحجارة والصخور والجبال ونحوها اليس كذلك كل عاقل يدرك انه لو كان ثمة ذاتان احداهما تحب الحسن وتكره القبيح. والاخرى لا تحب ولا تكره فلا شك ان الذات الاولى افضل من الثانية هذا يدركه كل عاقل اذا حقيقة حال هؤلاء المعوذة انهم فروا من التشبيه الواحد فوقعوا في التشبيه مرتين هذا الرد على المنهج الذي سار عليه المعولة ننتقل بعد ذلك الى مناقشة التأويل من حيث ذاته وقال لهؤلاء اولا انه ليس ثمة فارق عند القوم بينما يصح تأويله وما لا يصح فهذا الاضطراب دليل على ان منهجهم منهج غير صحيح اقول ليس عند القوم ضابط صحيح لما يصح تأويله من الصفات وما لا يصح بمعنى نقول لهم ما الذي جعلكم تؤولون هذه الطائفة من الصفات وتثبتون تلك الطائفة دعونا نناقش هؤلاء الذين هم اقرب الينا من غيرهم من هؤلاء المؤولة الذين يزعمون انهم من اهل السنة بل انهم اهل السنة تجدهم قد اثبتوا بعضا من الصفات وفيما اثبتوا كلام لكن دعونا نسلم انهم مثبتون للصفات اثبتوا ما زعموا انه صفات المعاني وهو سبع صفات له الحياة والكلام والبصر. سمع ارادة وعلم واقتدر. اثبتوا كم سبع صفات ثم تجدهم بعد ذلك في الصفات الفعلية وفي كثير من الصفات الذاتية الخبرية واولين اثبتوا السمع والبصر واول صفة الاستواء والنزول والمجيء والاتيان والمحبة والغضب واليد والساق الى غير ذلك والسؤال الان ما الذي جعلكم تثبتون هذه وتنفون هذه قالوا دليلنا على ذلك العقل العقل هو الذي ارشدنا الى ما يثبت وما لا يثبت لله تبارك وتعالى فالذي الذي ارشدنا الى اثباته العقل اثبتناه والذي لم يرشدنا اليه طولناه فنفيناه وله في تقرير منهجهم العقلي في اثبات صفات المعاني لهم حجة ترتيبها كالاتي قالوا ان حصان الفعل من الله تبارك وتعالى من الله تبارك وتعالى دليل القدرة ما الذي نفعل هو ماذا القادر غير القادر لا يفعل الفعل دليله القدرة والاتقان دليل العلم هذا الخلق في غاية من الاتقان والاحسان. اليس كذلك؟ صنع الله الذي اتقن كل شيء اذا لابد ان يكون الفاعل عموما اذا العقل ارشد الى اثبات صفة العلم عندنا كم صفتان قالوا والتخصيص دليل الارادة كان الله جل وعلا خص هذا بلون وهذا بلون وهذا بشكل وهذا بشكل وهذا بحال وهذا بحال هناك تخصيص للمخلوقات اليس كذلك؟ قالوا هذا لا يصدر الا عن ارادة اذا هذا دليل على اثبات صفة الارادة هذه ثلاثة. قالوا القدرة والعلم والارادة لا تكون الا في حي اذا العقل ارشدنا الى ثبوت صفة الحياة والحي لابد ان يكون سميعا بصيرا متكلما فكانت النتيجة ان العقل قد ارشدنا الى اثبات هذه الصفات السبت والجواب عن هذا من وجهين اولا ان يقال ان دليل العقل قد دل على اثبات غير هذه الصفات مما نفيتم اذا كان الاتقان دليل العلم فانه ايضا دليل الحكمة وانتم تنفونه الحكمة والتخصيص بالفضل والنعمة دليل الرحمة وانتم تؤولون صفة الرحمة وايقاع العقوبة دلال على الغضب وانتم تنفون صفة الغضب وهلم جرا فبقيت الصفات التي تنفونها عن الله تبارك وتعالى او في كثير منها فان العقل يرشد ايضا الى اثباتها ومقالة ثانية سلمنا جدلا ان العقل لم يرشد الى تلك الصفات فانه لم ينفها وعدم العلم ليس علما بالعدم وعدم الدليل ليس دليلا على العدم هبوا ان العقل ما ارشد اليها فان النقل قد دل عليها والثقة بالنقل اعظم من الثقة بالعقل. لان النقل معصوم والعقل غير معصوم. لان النقل متباع والعقل يتابع فما الذي منعكم من اثبات هذه الصفات ليس ثمة صفة واحدة يجزم العقل بامتناع اتصاف الله عز وجل بها فدل هذا على انه ليس عند القوم ضابط يصح به ان يفرق بينما يثبت وبين ما ينفى قال المؤولة مهلا علينا ان كان هذا ليس فارقا صحيحا فعندنا فارق صحيح اخر قلناها قالوا الفارق هو توهم التشبيه الصفة التي تقتضي التشبيه وتلهم التشبيه هي التي ماذا من فيها من فيها عن طريق التعويل والتي لا تقتضي التشبيه فاننا ماذا نم فيها فالتي لا تقتضي التشبيه فاننا نثبتها لله سبحانه وتعالى وحينئذ نقول لهم وهذا ايضا ليس ضابطا منضبطا اذا كنتم تثبتون لله جل وعلا السمع والبصر فان الجهمية يقولون ان هاتين الصفتين تقتضي التشبيه فيلزم حينئذ نفيها عن الله عز وجل قالوا لا الجهمية اخطأوا لانهم حينما قالوا ان السمع والبصر يقتضي التشبيه توهموا ان الثابت لله ما يماثل فيه المخلوق لكننا نثبت لله سمعا وبصرا يليقان به وهنا ماذا نقول نقول يا لله العجب سبحان الله العظيم ومن قال لكم ان اهل السنة والحديث اذا اثبتوا الصفات لله اثبتوها على ما يقتضي المشابهة حاشى وكلا ان الصفات التي تثبت لله جل وعلا وهذا ما مضى عليه الرسل واتباعهم واجمع عليه السلف الصالح قاطبة انما هي صفات ثابتة لله تبارك وتعالى على ما يليق به على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قالوا دعونا من الفارقين الضابطين السابقين وخذوا الضابط الثالث لعله يستقيم قالوا الضابط هو الاجماع ما اجمعنا على ثبوته لله اثبتناه وما لم نجمع على اثباته لله عز وجل نفيناه قلنا وهذا اضعف من سابقيه فاننا نقول لهم لماذا اثبتم صفتي السمع والبصر لله تعالى ونفيت في مقابل ذلك الاستواء والنزول قام لحصول الاجماع على ثبوت السمع والبصر لله. بعكس النزار والاستواء قلنا لهم ولكن الجهمية والمعتزلة او كثير من المعتزلة يخالفونكم. لا يثبتون لله السمع والبصر اذا من عقد الاجماع قالوا لا الاجماع منعقد قبل بزوغ الجهمية والمعتزلة قلنا صدقتم والاجماع منعقد قبل بزوغكم وبزوغهم على اثبات جميع الصفات لله تبارك وتعالى قالوا اذا خذوا هذا الضابط الرابع وليس عندنا بعده شيء قالوا الصفة التي جاء فيها ادلة كثيرة نثبتها كالسمع والبصر والحياة والعلم الى غير ذلك مما اثبتوا اما الذي لم يأتي من الصفات فيه هذا القدر من كثرة في الادلة لا نثبته وغني عن البيان ان هذا فارق عليل الحجة تثبت بدليل واحد عند المسلمين كافة اليس كذلك؟ دعوة واحدة او حديث واحد كاف كي اثبات الخبر او اثبات الامر والنهي ثم اننا نقول لهم سلمنا جدلا بصحة هذا المسلك او هذه الحجة او هذا الضابط فانكم لم تلتزموا بهذا فانكم ان اثبتوا لله السمع والبصر لكثرة الادلة فما بالكم نفيتم صفة العيوب وفيها من الادلة ما هو اضعاف اضعاف ما جاء في صفة السمع والبصر يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل من يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اذا لم يكن القوم اصحاب ضابط منضبط يفرق بينما يصح اثباته وما لا يصح اثباته هذا هو الرب ها الاول الرد الثاني الرد الاول على التعويل من حيث ذاته اليس كذلك؟ الرد الثاني يلزم المؤولة فيما اول اليه من المعاني نظير ما فروا منه في الصفات التي اولوها بمعنى كل معنى يعينونه ويذكرون ان الصفة مؤولة اليه هم ملزمون فيه بنظير ما قالوا في الصفة الاصلية خذ مثلا تجد القوم يقولون ان الاستواء مأول الى الاستيلاء واذا سألناهم لم؟ قالوا لان لان الاستواء واهم التشبيه. فلا نعقل من يستوي الا وهو مخلوق. هكذا قالوا قلنا يا قوم ما صنعتم شيئا فانه يلزمكم فالاستيلاء مثل الذي قلتم في الاستواء اذا كان الاستواء يقتضي التشبيه فلستيلاء يقتضي التشبيه واذا قلتم لا نعقل من يستوي الا وهو مخلوقون ولا نعقل من يستولي الا وهو مخلوقا فان قلتم لا استيلاء الله يليق به لا كالمخلوقين فاننا نقول وكذا استواؤه يليق به لا كالمخلوقين. كل جواب تقولونه فاننا نرجعه عليكم ان قالوا لا نثبت لله صفة الوجه بل نقومها بالذات. لما؟ قالوا لان الوجه لا يتصف به الا مخلوق. لا نعقل من له وجه الا وهو مخلوق. هكذا فقالوا قلنا ونحن لا نعقل من له ذات الا وهو مخلوق نخاطبهم بهذا الاسلوب الجدلي قالوا لا ذات الله تليق به لا كالمخلوقين. هنا ووجه الله يليق به لا كالمخلوقين قال ومحبة مأولها الى ارادة الانعام لان المحبة لا يتصف بها الا مخلوق فالمحبة ميل القلب الارادة يلزمها مثل الذي قلتم فلا يتصف بها الا مخلوق لانها ميل القلب ايضا فان قلتم لا انتم عرفتم ارادة المخلوق قلنا وانتم عرفتم محبة المخلوق اذا كل صفة اول اليها القوم اه كل معنى اول اليه القوم هم هم ملزمون بنظيره فيما فروا من من اثباته هذا جواب ثان جواب ثالث يلزم على مسلك التأويل معارضة قاعدة مجمع عليها بين اهل العلم وهي انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ما بالنبي صلى الله عليه وسلم يتلو على اصحابه هذا القرآن ليل نهار بل يحدثهم هو عليه الصلاة والسلام باحاديث الصفات اما كان يفعل هذا عليه الصلاة والسلام؟ ومع ذلك فانه لم يقل لهم ولا مرة واحدة حذاري ان تحملوا هذه النصوص وص على ظاهرها فان ظاهرها يقتضي التشبيه ولو اعتقدتموه لكفرتم افعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة اما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث اصحابه مرات كثيرة لا تطيقون سماعها والله ان بعض نصوص الصفات اوائل متعوذة لا يطيق سماعها كما قال عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله في حديث النزول انه اغيظ حديثا عند الجهمية ما يطيقون سماءه فهي اثبات العلو والكلام والنزول وهذه يفرون من اثباتها اعظم فرار ارادوا فاقول ما بال النبي صلى الله عليه وسلم ما حذر من توهم الخطأ والتشبيه مع ان القرآن مليء باثبات الصفات التي تزعمون انها ماذا تقتضي التشبيه. اذا النبي صلى الله عليه وسلم ما قام بالواجب وهو البيان مع وجود الحاجة بدليل يعني اثبت لك ان الحاجة في اعتقادهم قائمة. انهم لا يدعون كل المؤولة لا يدعون فرصة الا ونبهوا وحذروا من اثبات هذه الصفة او تلك لله. اليس كذلك لا تجد المتأول يمر اذا كان يفسر اية على اية لا يطيق اثباتها اثبات الصفة لله فيها فانك تجد يقول ماذا انتبه هذه معناها كذا ولا تعتقد على ظاهرها فهذا ماذا؟ تشبيه ينزه الله عنه. في كل فرصة تجد انه يعلق بشرح الحديث في تفسير الاية اذا الحاجة باعترافكم ماذا قائمة ومع ذلك ما نبه النبي صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة مع وجود الحاجة مع الامر العام للمؤمنين بتلاوة القرآن وصوص كثيرة فيها الامر بتلاوة القرآن. اليس كذلك اتلو ما اوحي اليك من كتاب ربك اتلو فعل امر وهذا الامر يتناول كل المسلمين. اليس كذلك الصغير والكبير الرجل والمرأة والعالم والجاهل اذا كان هذا الامر معرضا لهذه الامة في الوقوع في الخطأ. تدري ما هو هذا الخطأ هذا التشبيه وتدري ما هو التشبيه الكفر بالله عز وجل صح ولا لا فان تشبيه الله عز وجل بالمخلوقين عندنا وعندهم ماذا كفر بالله جل وعلا من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما حذر المؤمنين ولا مرة واحدة. فقال وحذاري ان تفهموا من قول ينزل ربنا الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر اياك ان تظن ان الله هو الذي ينزل من الذي ينزل امره بل الذي ينزل ملك من ملائكته وهو يحدث به كثارا. تدري حديث تدري حديث النزول كم رواه؟ اكثر من عشرين من الصحابة احاديث الرؤيا يرويها اكثر من ثلاثين من الصحابة الى غير ذلك من نصوص كثيرة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر على اصحابه هذه الاحاديث فضلا عما يتلوه من كتاب الله داخل الصلاة وخارجها ومع ذلك ما حذر الصحابة ولو مرة واحدة ان يحملوا هذه النصوص على ظاهرها. وقل مثل هذا في الصحابة الصحابة كانوا يروون هذه الاحاديث على التابعين ام لا هل قال لهم مرة انتبهوا فما فما نرويه لكم هذا على خلاف ظاهره ولو حملتموه على ظاهره لضللتم وشبهتم فكفرتم قالوا هذا مرة واحدة على الاقل ثم التابعون مع اتباع التابعين افعلوا هذا قال الله العجب الا ترى القوم مسارعين الى التنبيه والتحذير وهم يزعمون انهم يغارون على دين الله جل وعلا اكانوا اغير على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة والتابعين واتباعهم الذين هم خير هذه الامة وافضلها بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقال لهم جواب كم رابع ان مسلك التأويل يقتضي امرا باطلا عند جميع العقلاء تدري ما هو هو استعارة اسم الذم لاجل المدح مسلك التأويل يقتضي صحة استعارة اسم الذم لارادة المدح القوم اذا نظرت الى مساكهم في نصوص الصفات تجدهم يقولون ان نسبة الاستواء الى الله عز وجل مجاز كنسبة الارادة للجدار جدارا ان ينقض كنسبة الجناح للذل واخفض لهما جناح الذل نسبة مجازية ليست على الحقيقة هكذا يزعمون اليس كذلك وهنا نقول لهم تنبهوا الى امرين اولا الجدار لا يذم بنسبة الارادة اليه ونضلو لا ينتقص قدره بنسبة الجناح اليه لكن نسبة تلك الصفات التي تزعمون انها موهمة للتشبيه لله تبارك وتعالى تقتضي اعظم الذم واعظم القبح لان حقيقتها ماذا ها التشبيه والتشبيه ممدوح ولا مذموم مظلوم فهذا يقتضي وهذا الامر الثاني ان الله تعالى يلزم من قالهم ان الله تعالى مدح نفسه بذمها تعالى الله عن ذلك انتبهوا لهذا الامر فانه في غاية الاهمية. حقيقة نصلك المعولة ان الله تعالى اراد ان يمدح نفسه فظن نفسه ليمدحها اراد الله ان يثني على نفسه بانه يريد الانعام على المؤمنين فظم نفسها بنسبة صفة تقتضي التشبيه فقال انه يحبهم اذا انضم نفسه لماذا ليمدحها ويا لله العجب اهذا يفعله اجهل الجاهلين فضلا عن العليم الخبير احكم الحاكمين سبحانه وتعالى فهمتم هذا الوجه تدري هذا المسلك نشبه ماذا يشبه ما لو قال ملك من الملوك قام في الناس يريد ان يمدح نفسه يريد ان يمدح نفسه بالشجاعة فقال انا جبان يريد ان يمدح نفسه بالكرم فقال انا بخال استعار اسم الذم لارادة ماما المدح هذا هو حقيقة ماذا مسلك التأويل. الله عز وجل نسب الى نفسه ما يقتضي ظمها لاجل ان يمدحها ويا لله العجب ما اشد خطأ هؤلاء وما اضعف تعظيمهم لله تبارك وتعالى اهكذا يكون عليه الامر في كتاب الله اهكذا ينسب الله جل وعلا الى نفسه ما يقتضي التشبيه وهو الذي جل في علاه لا احد احب اليه المدح منه ولاجل هذا اثنى على نفسه عجيب والله ان يملأ كتاب الله الذي تكلم به جل وعلا بما يقتضي الذم والقبح ونسبة ذلك الى ذاته العلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا الوجه خامس الوجه الخامس ان يقال اساس مسلك القوم زعمهم ان هذه النصوص تقتضي ماذا ها التشبيه لاجل هذا هم حريصون على ماذا الفرار من هذا التشبيه ركاب مركب التأويل فيقال لهم ان هذا لم يكن حاصلا عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة تلاوتهم للقرآن ونكرهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ذلك ما شعر ولو واحد فقط واحد ونتحداهم ان يثبتوا خلاف ما نقول ولا واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استشكل فقال يا رسول الله ان هذه النصوص التي تتلوها علينا فيها ما يشكل فيها ما يشعر ان الله عز وجل مشابه للمخلوقين فكيف المخرج؟ اهذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم يا جماعة لا والله ما فعله. بل كانوا اذا سمعوا صفات الله تبارك وتعالى اعظم ايمانهم وتعظيمهم لله تبارك وتعالى يسمع احدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يضحك ربنا فيقول ايضحك ربنا قال نعم قال لا عدمنا من رب يضحك خيرا فقال هذا الصحابي يا رسول الله اثبات الضحك موهم التشبيه؟ لا والله اذا هذا دليل على ان اساس القضية عندهم اساس غير صحيح ثم يقال لهم سابعا سادسا ثم يقال لهم ان هذا المسلك الذي سلكتموه مسلك غير صحيح باجماع السلف الصالح فما يعرف عن السلف لا يعرف عن عن واحد فقط من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه اول صفة واحدة مع كثرة هذه النصاص مع كثرتها ووفرتها في الكتاب والسنة. ومع كونهم كانوا يتكلمون في تفسير القرآن وفي بيان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مجاهد يخبر عن نفسه انه عرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما مرة وفي رواية مرتين وفي رواية ثلاث مرات يقفان عند كل اية فيسأله عنها اذا كان الصحابة يتكلمون في ماذا يتكلمون في الصفات ومع ذلك ولا مرة واحدة اثر عن الصحابة او صح عنهم انهم نفوا صفة ثابتة لله تبارك وتعالى بدعوى انها تقتضي التشبيه ويكفي هذا في نقض مسلك التأويل من اساسه كونه مسلكا مخالفا لاجماع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم الجواب السابع ان يقال مسلك التأويل برمته ينافي قصد البيان والارشاد والتيسير. هنا في ماذا قصد البياني والارشادي ما التيسير؟ يتنافيان لا يجتمعان بمعنى الله جل وعلا قد بين ان كتابه ميسر للذكر. اليس كذلك ولقد يسرنا القرآن للذكر وصفه بانه بوان هذا بيان للناس. وصفه بانه مضان. وصفه بانه ربى. وصفه بانها بشرى للمسلمين. في صفات تن تدل على انه في غاية البيان والوضوح والتيسير وانه يهدي الى الحق لكن مسلك التأويل يتنافى مع ذلك كله وكيف ذلك تدري مسلك التأويل؟ يقتضي ماذا يقتضي ان تقرأ قول الله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب يخافون ربهم من فوقهم اامنتم من في السماء ومع ذلك لا تعتقد ان الله عال على خلقه بل تعتقد انه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته هذا يكون كلاما مفسرا نصيحا ميسرا هذا يصدق عليه قوله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيره هذا لا يكون مع ارادة البيان والايضاح هذا لا يكون مع ارادة ان يكون القرآن هداية للبشرية هو الى ان يكون كتاب الغاز واحاجي او كتابة اطلال اقرب وحاشا كتاب الله من ذلك انا اسألكم لو ان سيدا قال لخادمه آآ احضر لي ماء فلما احضر له الماء قال انت مخطئ يجب عليك ان تحمل كلامي على خلاف ظاهره يجب ان تجتهد وتكد ذهنك وتفكر في تأويله كلامي انا لا اريد احضر ماء انا اريد احضر طعاما وانت مخطئ في هذا الفهم هذا يفعله من يريد التيسير والتسهيل والهداية لمن يكلمه اجيبوا يا جماعة اذا كيف نصنع بعشرات بل مئات من النصوص التي جاء فيها اثبات صفات الله تبارك وتعالى وهي تدل على ما يقتضي الذم في حق الله تبارك وتعالى ثم يراد من الناس ان يبحثوا في غريب اللغة وحشيها وانواع الكنايات والمجازات والاغاليط حتى يصلوا الى المراد اهذا يكون حال قرآن اريد به ان يكون هداية للناس؟ سبحان الله العظيم القوم هنا يقولون انما كان المراد ان يكدوا اذهانهم لاجل كسب الاجر اجر الاجتهاد للوصول الى معنى المراد فنقول سبحان الله العظيم اولا هذا مخالف لما اضطرب لكتاب الله جل وعلا. لا يمكن ان يأتي في الشريعة ولا مثال واحد يدل على ان الله عز وجل مصدر عباده بما يقودهم الى الضلال لاجل ان يجتهدوا في الوصول الى الحق. هذا لا يمكن ان تأتي به الشريعة ثم يقال لهم ثانيا اضطردت الشريعة على ضرورة قيام البيان عند الحاجة اليس كذلك واتفق العلماء على انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. واي حاجة اعظم من عصمة الناس من الوقوع فيما يضلهم بل فيما اوقدهم في الكفر وهو تشبه الله عز وجل بخلقه ثم اضطردت الشريعة على انه كلما كان الامر اخطر كان بيانه اكثر ولذلك اعتبر بي شأن الدجال الا ترى النبي صلى الله عليه وسلم قد اكثر على اصحابه في بيان حال الدجال بالبخاري من حديث النواس رضي الله عنه يقول ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما الدجال فخفض فيه ورفعه حتى ظنناه في طائفة النخل بيان وتوضيح وتحذير لماذا بخطورة الامر اليس كذلك؟ هذا مع ان الدجال مكتوب بين عينيه كافر ويقرأها هذه الكلمة القارئ وغير القارئ حتى الام يقرأها الله عز وجل سيعطيه القدرة على ان يقرأها ومع ذلك ما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بذكاء الصحابة وعلم الصحابة بل اكثر عليهم في ماذا في البيان والايضاح فما باله ما فعل عليه الصلاة والسلام فيما هو الحاجة فيه اشد ما فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة منه عليه الصلاة والسلام اليس هذا دليلا على ان مسلك التأويل يتنافى وقصد البيان والايضاح الذي انزل القرآن لاجله بلى والله ويدرك هذا كل منصف انتقلوا بعد ذلك الى الرد على مسلك التأويل من خلال ماذا من خلال ثمراته تعبتم او نكمل ها نكمل؟ طيب الرد على مسلك التأويل من خلال ثمراته الثمرات المرة العلقم تدل على ان الاصل سيء. اليس كذلك النتائج والثمرات التي انتجها مسلك التأويل تدل على انه مسلك مجانب للحق. تأمل معي فيما يأتي اول ثمرة ومسلك آآ اول ثمرة ونتيجة على مسلك التأويل هو فتح باب الانسلاخ من الشريعة انه اذا امكن تسليط التأويل على مئات بل الاف من ادلة الكتاب والسنة فلا ان يمكن تسليط التأويل على ما هو دون ذلك من باب اولى بمعنى لو امكن للمتكلمين وصح لهم ان يؤولوا نصوص الصفات فان الفيلسوف سوف يرفع يده حينها ويقول لحظة لماذا يجوز لكم تأويل نصوص الصفات ولا يجوز لي تأويل نصوص المعاد حرام احلال على بلابله الدوح حرام للطير من كل جنس عجيب والله انتم كفرتموني لانني طولت نصوص المعاد الى المعاد الروحاني لا الجسماني انا ما رددت النصوص. انا فعلت مثل ما فعلتم انتم في نصوص الصفات فلماذا يجوز لكم تأويل نصوص الصفات؟ ولا يجوز لي تأوال نصوص المعاد مع انك لو قارنت لوجدت ان ادلة البعث اقل بكثير من ادلة الصفات ولا الخطأ فيما يتعلق بالمخلوقين ماذا اهون من الخطأ المتعلق لله جل وعلا اليس كذلك؟ يعني اذا امكن ناي او متكلمين ان يؤولوا الفا او الفي دليل فقط على علو الله عز وجل. فلا ان يمكن ان نؤول صفات البعث من باب اولى فضلا عن القبر وما يتعلق بمسائل عرصات القيامة من من الميزان من الصراط من القنطرة واذا امكن لهؤلاء ذلك الامر فحينئذ سوف يقول القرمطي وقد رفع رأسه انتظروا انا ايظا يصح لي ان اؤول نصوص الامر والنهي لماذا يجوز لكم يا معشر المتكلمين؟ تأويل نصوص الصفات ولا يجوز لي تأويل نصوص الصلاة والزكاة والحج والصيام لماذا انا ايضا اقول اقيموا الصلاة واثبتوها ولكنني اقول الصلاة ليست هي الركوع والسجود الصلاة المعهودة عندكم بل المراد ماذا شيء اخر وبالتالي لا يمكن ان يثبت شيء واحد من احكام الشريعة ما فتح الباب لهؤلاء المعولة وامكن صرف هذه النصوص عن ظاهرها فانه لن تبقى الشريعة ثم يقال لهم ثانيا ان مسلك التأويل يؤدي الى اساءة الظن بالله تبارك وتعالى وذلك ان الله تبارك وتعالى قد انزل على العباد كتابا بين فيه انه هدى لهم وحقيقة الامر انه مليء بايات تظلهم مع عدم البيان كلها متشابه وليس فيه دليل واحد محكم يرد المتشابه اليه هذا فيه اساءة ظن بالله تبارك وتعالى ويقال لهم ايضا ان من ثمرات هذا المسلك الخاطئ رفض الثقة بالنصوص فانه لا يكاد يمر على مكلف نص متى ما اضطرب عنده تأويل الصفات الا وانتابه شك هل هو محمول على ظاهره او على خلاف ظاهره اذا يمكن ان آآ تضطرب الامور عند المسلمين كافة يعني عشرات الادلة في اثبات صفة ما امكن حملها على خلاف ظاهرها مع انني لو قرأتها على ظاهرها فانني ساعتقد موجبها اذا كل نص سيأتيني ماذا سيكون سيكون هناك شك والله لعل هذا النص ماذا على خلاف ظاهره ولعل الاخر ايضا على خلاف ظاهره كيف سيكون الاتباع؟ كيف سيكون الاستمساك؟ باهداب هذه الشريعة حينئذ سواء فيما يتعلق بالاخبار او فيما يتعلق بالاحكام ثم يقال رابعا ان هذا المسلك صوت على اصحابه اعظم باب من ابواب الخير الا وهو معرفة الله عز وجل والتعبد له سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ماذا فات هؤلاء من انواع العلم والايمان حينما اغلقوا على انفسهم باب التدبر والتأمل والتفكر بهذه الصفات ثم التعبد لله تبارك وتعالى بالايمان بها اذا هذه بعض الثمرات التي ادى اليها هذا المسلك. واختم بالرد على مسلك التأويل من جهة ما يلزمه يلزم على مسلك التأويل اولا ان يكون ترك الناس بلا قرآن وسنة خيرا لهم من ان ينزل عليهم كتاب وتتلى عليهم سنة تدلهم عن الحق مع عدم البيان تأمل يرعاك الله في هذا اللازم الله جل وعلا اخبر ان الهداية سبيلها الوحي اليس كذلك؟ قال سبحانه وان اهتديت فبما نوحي الي ربي والقرآن ليس سببا للشقاء قال سبحانه طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ووالله ان مسلك التأويل مضادا لهذه الاية فانه يجعل ايات القرآن سببا للشقاء لان ظاهر القرآن في اهم المطالب وهو المطالب الالهية في كله او ضله يقود الى الضلال ويقود الى انحراف يتلونا القرآن وكل ما فيه من نصوص صفات او جل ما فيه يقتضي التشبيه مع المطالبة والامر بالتدبر الله جل وعلا امر بتدبر كتابه اليس كذلك؟ كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته اذا انا مطلوب مني ان اقرأ واتأمل واذا تأملت انا على شفير هلكه لانه قد اعتقد التشبيه وانا لا ادري ولذلك اسألك القوم يقولون كما ذكرت قبل قليل ان الله جل وعلا جعل القرآن بهذه المثابة لاجل ان يزداد اجر الامة من خلال الاجتهاد في البحث عن المعنى المؤول اليه اسألكم من المؤهل او كم نسبة المؤهلين من هذه الامة للوصول الى هذه المعاني الغامضة كم اذا تأملنا في هذه الامة كبارها وصغارها ورجالها ونسائها وعلمائها وجهالها كم نسبة العلماء المحققين الذين يستطيعون تتبع الغرائب في اللغة والبحث في الكنايات والمجاز حتى يصلوا الى ان المراد بالاستواء كذا والنزول كذا والاتيان كذا والغضب كذا والاصابع كذا واليد كذا كم نسبتهم في الامة ها نسبة تذكر عامة الامة لا تستطيع ذلك اليس كذلك؟ مع ان الامة كلها مطالبة بماذا؟ بتلاوة القرآن وتدبره. اذا عامة الامة هم على خطر هذه الحقيقة لو كان مسلك التأويل صحيحا عامة الامة ماذا على خطر واحتمال ان يعتقدوا الباطل وارد جدا عليهم ما اقربهم اليه صح ولا لا اذا كان ترك القرآن كان عفوا ترك الامة بلا قرآن وايكالهم الى عقولهم خيرا لهم احسن من ان ينزل عليهم قرآن ربما يؤدي الى اضلالهم اليس كذلك يا جماعة ثم يقال ثانيا واختم بهذا يلزم على مسلك التأويل ان تكون او ان يكون الصدر الاول من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين واتباعهم خائنين للامة او جاهلين اعظم الجهل لانهم اما سكتوا عن بيان الحق في هذه النصوص عن جهل وبالتالي فيكون هؤلاء المتأخرين يكون هؤلاء المتأخرون الذين تربوا على منطق اليونان وفلسفة الاغريق اعلم بدين الله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او ان يكون سكوتهم عن خبيئة في نفوسهم ما يريدون الخير للناس ولا يرغبون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين لا يحبون لهم الهداية دعهم يضلون هذا لسان حالهم لانهم عرفوا الحق فكتبوا وبالتالي يكونوا هؤلاء هم القائمون. يكون هؤلاء هم القائمون وواجب الامر بالمعروف والنصيحة للمسلمين ويكفيك في فساد مسلك التأويل هذا الامر المسلك الذي لم يسلكه ابو بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يسلكه اصحابهما نحن نقطع انه لا خير فيه ايشك المسلم في ذلك والله ان كل احد حتى هم يسلمون بانه لا يؤثر تأويل واحد عن ابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار اليس كذلك اذا هذا المسلك الذي ما عرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتظنون ان فيه خيرا ايكون خير يدخر لهؤلاء المتأخرين نبايع عن افضل هذه الامة وغرتها لكان ذلك ولا يكون لعلنا نكتفي بهذا القدر واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح كما اسأله تبارك وتعالى ان يجريرنا من مظلات الفتن. اسأله جل وعلا ان يرزقنا الاتباع حق الاتباع. لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على ما كان عليه السلف الصالح ان ربنا لسمي الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان