بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى ايراد الدليل على اثبات صفة الرضا لله سبحانه وتعالى وهذا ما دل عليه ما سمعت من قوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه فان من صفات الله جل وعلا الرضا فهو يرضى عمن يشاء اذا يشاء سبحانه وتعالى والرضا عند اهل السنة والجماعة صفة اختيارية يعني هي متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى والصفات الاختيارية وان شئت فقل الصفات الفعلية تقابل الصفات الذاتية الصفات الذاتية هي التي لا تنفك عن الذات فلم يزل ولا يزال سبحانه متصفا بها واما الصفات الفعلية فانها المتعلقة بمشيئة الله جل وعلا يتصف بها اذا شاء والمبتدعة المخالفون لاهل السنة والجماعة خالفوا الحق في هذه الصفة من جهتين اولا من جهة كونهم اول هذه الصفة فلم يثبتوا لله جل وعلا رضا يليق به جل وعلا انما اول هذه الصفة الى ارادة الاحسان فيرضى عندهم يعني يريد ان يحسن والارادة عندهم صفة ذاتية وهذا هو الخلل الثاني بمنهجهم اعني حينما تناولوا هذه الصفة اخطأوا خطأ ثانيا انما جعلوا هذه الصفة صفة ذاتية القوم الارادة عندهم صفة ذاتية قائمة بذات الله تبارك وتعالى هي صفة واحدة لا تتعدد انما يكون التعدد في التعلق يعني اذا تعلق او اذا تعلقت ارادة الله جل وعلا بالاحسان فانها تسمى رحمة واذا تعلقت ارادة الله جل وعلا بالخير فانها تسمى محبة واذا تعلقت ارادة الله جل وعلا اه الانتقام فانها تسمى غضبا وهكذا ولا شك ان هذا وما قبله غير صحيح بل الرضا صفة متعلقة بالمشيئة يدل على هذا قول الله سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة الاية صريحة في ان الرضا انما كان منه سبحانه وتعالى لهؤلاء المؤمنين في تلك الحال وهي حال كونهم وهي حال كونهم يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فدل هذا على ان الرضا كان منه سبحانه وتعالى لهم بعد ان لم يكن وكل ما كان منه سبحانه بعد ان لم يكن فانه من الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى دلت الادلة على ان رضا الله جل وعلا قد يتعلق باعمال واقوال وقد يتعلق بالعاملين قد يتعلق باشخاص وقد يتعلق باعمال واقوال فالله يرضى هذه الاقوال او الاعمال والله سبحانه يرضى عن العاملين باقوال واعمال يدل على رضاه سبحانه وتعالى عن العاملين ما جاء في هذه الاية التي بين ايدينا الله جل وعلا رضي عن المؤمنين رضي الله عنهم اما رضاه سبحانه عن العمل او القول فيدل عليه ما خرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا والثالثة ما جاءت في رواية مسلم لكن جاءت عند غيره في كثير من كتب السنة. وهي ان تناصحوا من ولاه الله امركم. فالله جل وعلا يرضى هذه الاعمال التي يقوم بها المؤمنون والمقصود ان هذه الصفة يثبتها اهل السنة والجماعة على ما هو النهج القويم في جميع صفات الله جل وعلا يثبتون رضا يليق بالله سبحانه لا يماثل رظا المخلوقين كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله بسم الله الرحمن الرحيم وقع في عدة نسخ اضافة اية لم تقرأها يا شيخ عبد الله بنسختك وهي قوله تعالى وهو الغفور الودود هذه واقعة في بعض النسخ في ثلاث او اربع نسخ ولا اظن ان الامام رحمه الله يغفل ما يتعلق بصفة الود لله سبحانه وتعالى وكذلك دلت هذه الاية على اثبات صفة المغفرة لله جل وعلا هذه الاية فيها اثبات صفتين لله واسمين له سبحانه قال وهو الغفور الودود الودود صفة مضى الاشارة اليها عند الكلام عن صفة المحبة فالود قلنا انه صفو المحبة وقلنا ان الودود جاء في كتاب الله سبحانه في موضعين بهذه السورة بالبروج وفي سورة هود ان ربي رحيم ودود اختلف العلماء في هذا الاسم هل هو على زنة اسم الفاعل او على زنة اسم المفعول فاكثر العلماء على ان ودود هنا على زنة اسم الفاعل ودود يعني واد يعني يود يعني يحب فهي اعني هذه الكلمة على نحو قولك صبور بمعنى صابر وشكور بمعنى شاكر وما الى ذلك وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان ودود على زنة اسم المفعول ودود بمعنى مودود يعني يوده عباده يحبه عباده فهو حبيب الى عباده وبالتالي يكون فعول ها هنا اه على معنى مفعول كما تقول هيوب بمعنى مهيب يهاب فهو اسمه مفعول وهذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في رواية علي ابن ابي طلحة فانه فسر قوله تعالى الودود بقوله الحبيب. وهذا ايضا ما نص عليه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه وثمة قول ثالث وهو الجمع بين القولين الماضيين وهذا الذي انتصر له جمع من اهل العلم المحققين كالبغوي رحمه الله في تفسيره وكذلك ابن القيم والمح اليه الماحا الراغب الاصفهاني في مفرداته فيكون ودود اسما دالا على معنيين الا وهو انه يحب وانه يحب فيكون هذا الاسم قد دل على ما دل عليه قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وليس بمستنكر ان يدل اسم واحد من اسماء الله تعالى على اكثر من معنى واظن انه قد مر بنا اه طرف من الاشارة الى ذلك وسيمر باذن الله عز وجل علينا شيء من ذلك ايضا القصد ان هذا الاسم دال على ثبوت صفة الود لله جل وعلا وهي صفة في الجملة راجعة الى صفة المحبة وقد مضى تفصيل القول في صفة المحبة اما الاسم الثاني فهو الغفور وهذا ما يتضمن صفة المغفرة هذا الاسم يتضمن صفة المغفرة لله جل وعلا والله سبحانه قد بين في كتابه انه غافر الذنب وانه الغفور كما معنى في هذه الاية وانه الغفار الا هو العزيز الغفار وذهب بعض اهل العلم الى ان الغفار ابلغ من الغفور والمقصود ان الغفور هو الغفار كلاهما من صيغ المبالغة التي تدل على ان الله تعالى عظيم المغفرة وواسع المغفرة وكثير المغفرة سبحانه وتعالى والاصل في هذه الكلمة من جهة اللغة ان الغفرة هو الستر بالتالي فسر طائفة من اهل العلم المغفرة بانها ستر الله عز وجل الذنب على عبده يستر الله عز وجل عبده في الدنيا والاخرة الذي عمل السيئات غفر الله عز غفر الله الذنب يعني ستره على صاحبه ولكن هذا ليس بذاك الوجيه والاقرب والله تعالى اعلم ان المغفرة تتضمن معنى زائدا على مجرد الستر وهذا ما حققه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكذلك ابن رجب رحمة الله عليهما فان المغفرة بفعل الله سبحانه وتعالى تتضمن مع الستر الوقاية وهذا سائغ وصحيح اللغة فان المغفرة فان فان المغفرة مأخوذ من الغفر ولكنه لا يدل على مجرد الستر بل يدل على ستر الرأس ووقايته ايضا. وهذا المقصود من وضع المغفر على الرأس ولذلك العمامة تستر الرأس ولكنها لا تسمى مغفرا لماذا لانها لا تقي صاحبها تدل هذا على ان المغفرة من الله سبحانه وتعالى تتضمن وقاية شر الذنب والمؤاخذة عليه المغفرة وقاية الله سبحانه عبده شر ذنبه ومؤاخذته عليه سبحانه وتعالى جاء في الادلة ما يدل على ثبوت وصف اخر قريب من هذه الصفة الا وهو العفو فالله جل وعلا اسمه العفو وصفته العفو ومما يحبه العفو. اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني وكلمة المغفرة والعفو من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت بمعنى اذا اذا ذكر كل على حدة فانه يتضمن ما دل عليه الاخر من المعنى واما اذا جاء في سياق واحد نحو نحو قوله تعالى واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فكيف نفسر كلا من هاتين الكلمتين هذا موضع خلاف بين اهل العلم منهم من قال ان المغفرة ابلغ من العفو فالعفو اسقاطا الله جل وعلا يترك مؤاخذة عبده ويسقط آآ المؤاخذة عن عبده المؤاخذة على هذا الذنب يسقطها سبحانه وتعالى بعفوه واما المغفرة فانها تتضمن معنى زائدا وهو الاقبال على العبد والاحسان اليه ومعلوم ان العفو قد لا يتضمن هذا ربما اذا اخطأ عليك انسان فانت تعفو عنه يعني تسامحه لا تقابله بالعقوبة ولا تقابله بالمثل. انت الان ماذا فعلت عفوت عنه ولكن لا يستلزم هذا ان يكون منك تجاهه محبة ورضا وانعام واحسان. فربما يكون في نفسك عليك عليه شيء وربما اذا لقيته بعد ذلك تعرض عنه واما المغفرة فانها تتضمن كما ذكرنا ما هو اكثر من ذلك وهذا ما رجحه طائفة من المحققين ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقالت طائفة اخرى ان العفو ابلغ فان المغفرة انما تتعلق بالصغائر والعفو يتعلق بالصغائر ما الكبائر فمعنى قوله اعف عنا واعف عنا اي تجاوز عن صغائرنا واغفر لنا عفوا العفو يتضمن العفو عن الصغائر والكبائر. واما المغفرة فانها تتضمن العفو عن الصغائر فقط وبالتالي واغفر لنا تكون بمعنى المسامحة عن الصغائر وعلى كل حال ليس ثمة قاطع من هذين القولين والمقام مقام اجتهاد عند اهل العلم والله سبحانه وتعالى لم المقصود ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان المغفرة والغفران وصف الله سبحانه وتعالى الذي يرجع الى جملة الصفات الاختيارية له فانه يغفر اذا شاء سبحانه وتعالى قال سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالمغفرة متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا قد دلت الادلة على انه متصف بمغفرة عظيمة انه كثير المغفرة يغفر المرة بعد المرة وهذا ما يدل عليه هذا الاسم الذي يدل على المبالغة والذي تكرر كثيرا في كتاب الله جاء اسم الغفور في كتاب الله في اكثر من تسعين موضعا ابتداء من البقرة وانتهاء بسورة البروج هذا يدلك على ان الله جل وعلا عظيم المغفرة وان مغفرته لا يتصورها انسان حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه ليغفرن الله مغفرة يوم القيامة لا تخطر على قلب بشر ولا شك ان ما يتعلق بهذه الصفة من هذا المعنى العظيم الذي هو كثرة المغفرة من الله سبحانه وسعة المغفرة منه جل وعلا لا شك انه شيء فوق ما يتصوره المتصور وتعبد العبد لله سبحانه وتعالى بهذا الاسم لا شك انه يزيده حبا فيه ورجاء له واقبالا عليه كما انه يحث المطايا على التعرض لاسباب مغفرة الله تبارك وتعالى. ان يحسن الانسان عمله وان يقبل على ربه بفعل طاعته واجتناب معاصيه حتى يكون اهلا لمغفرة الله جل وعلا ومغفرة الله دلت الادلة على انها قد تكون متعلقة بالذنب الذي تاب منه العبد وقد تكون متعلقة بالذنب الذي لم يتب منه العبد اما مغفرته للذنب الذي تاب منه العبد فادلته كثيرة كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثبت ثم تاب من بعده واصلح فانهم غفور رحيم. ومر بنا الكلام على ان ذكر الوصف في هذا المقام مشعر بماذا مشعر بان الله سبحانه وتعالى سيغفر هذا الذنب لصاحبه وهذا امر لا شك فيه ولا ريب وهو قطعي الحصول لان الله تعالى قد وعد والله لا يخلف الميعاد الله جل وعلا قد وعد بان من تاب اليه فانه يتوب عليه ويغفر له ذنبه كما مر بنا في هذه الاية وكما سنتكلم عن هذا قريبا ان شاء الله فهذا الامر قطعي قطعي اه الوقوع بان من تاب الى الله فان الله تعالى سيغفر له ذنبه قطعا لكن الانسان لا يجزم من نفسه بذلك لانه لا يدري استوفى شروط التوبة ام لا لكننا نجزم ان من استوفى شروط التوبة فان الله تعالى يغفر له ذنبه هذا امر قطعي لا شك فيه ولا ريب وقد تكون مغفرته سبحانه وهذا يدلك على عظيمها عظيم هذه المغفرة قد تكون هذه المغفرة لذنب لم يتب الانسان منه وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم مع بقاء الانسان على الذنب قائما واصراره عليه فان الله تعالى قد يغفر له ذلك ايضا لكن هذا الامر ليس قطعي الوقوع في حق كل احد بل الامر راجع الى مشيئة الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا يحمل قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذه الاية ليست للتائبين هذه الاية ليست في التائبين انما التائبون حظهم قوله تعالى ان الله يغفر الذنوب جميع قل يا عبادي الذين قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. هذه الاية هي التائبين. اما قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فهذا في حق من اذنب ومات ولم يتب الى الله سبحانه وتعالى من ذنبه والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله بسم الله الرحمن الرحيم هذه الاية بسم الله الرحمن الرحيم اظن اننا تكلمنا عليها في دروس سابقة ذكرنا ما يتعلق بتفسيرها التعلق الذي بقول بسم والمقصود هنا التعليق على ما يختص بالاسماء والصفات لان هذا هو الموضوع الذي لاجله اورد المؤلف رحمه الله هذه الايات هذا هذه الاية اشتملت على ثلاثة اسماء لله سبحانه الاسم الجليل العظيم الله ومضى الكلام فيه وبقي معنا اسماه الرحمن والرحيم هذان الاسمان اتفق العلماء اولا على انهما يدلان على اتصاف الله عز وجل بصفة الرحمة الرحمن والرحيم اسمان متفقان في الدلالة على صفة الرحمة يتظمنان وصف الله عز وجل بهذه الصفة واتفق العلماء ثانيا على ان اسمه تعالى الرحمن اسم مختص به لا يجوز ان يتسمى به احد غيره اما الرحيم فيجوز ان يتسمى به غيره ويدل على هذا قوله آآ سبحانه وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم واختلف العلماء بعد ذلك في الفرق بين هذين الاسمين. الرحمن والرحيم آآ جمهور اهل العلم على ان الرحمن ابلغ من الرحيم والمح ابن جرير رحمه الله الى ان هذا محل اتفاق بين اهل العلم لكن ثمة خلاف عند بعض المتأخرين اه حيث ذهب بعضهم الى ان اسم الرحيم ابلغ من اسم الرحمن. لكن الصحيح الذي لا شك فيه ان اسم الرحمن ابلغ في الدلالة على صفة الرحمة من اسم الرحيم فان وزن ثعلان ابلغ من وزني فعيل بعد هذا القدر الذي يفرق بين هذين الاسمين اختلفوا اختلافا طويلا كثير من اهل العلم ذهب الى ان الرحمن اسم خاص في لفظه عام في معناه الرحمن اسم خاص في لفظه عام بمعناه والرحيم بالعكس اسم عام في لفظه خاص بمعنى ما معنى هذا الكلام الذين قالوا بهذا القول قالوا ان الرحمن اسم خاص في لفظه بمعنى لا يطلق الا على الله سبحانه وتعالى كما قد علمنا واما كونه عاما في معناه فانه يدل على رحمة الله التي وسعت كل شيء ولا شك ولا ريب ان رحمة الله جل وعلا قد مالت جميع المخلوقات المسلم ناله حظ من الرحمة والكافر لا له حظ من الرحمة والجن نالهم حظ من الرحمة والملائكة نالهم حظ من رحمة والحيوانات نالها حظ من الرحمة وهكذا في جميع مخلوقات وهذا ما يدل عليه اسمه الرحمن لان الرحمن صيغة مبالغة تدل على الامتلاء اه غضبان اسم او هو عفوا نصف يدل على غضب عظيم كأن هذا كأن هذا الغضب قد امتلأ به هذا الانسان امتلاء تاما كذلك تقول شبعان كذلك تقول عطشان هذه صفة تدل على مبالغة عظيمة اذا اسمه الرحمن يدل على هذا المعنى العام اما الرحيم فعلى العكس يدل او خاص في عام في لفظه فيطلق في حق الله جل وعلا اسما ويطلق كذلك على المخلوق كما قد علمنا لكنه خاص في معناه فانه يدل على رحمته سبحانه الخاصة بالمؤمنين واستدل واستدلوا على هذا بقوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وما قال وكان بالمؤمنين رحمانا. فدل هذا على ان الرحيم يدل على صفة الرحمة التي تعلقت بالمؤمنين ولكن هذا التفريق فيه نظر فانه يقدح فيه قوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم فتلاحظ يا رعاك الله ان كلمة الناس تدل على عموم ولا تختص بالمؤمنين. فالناس كلمة يدخل فيها حتى الكافر. ومع ذلك تعلقت رحمة الله كما دلت على هذا الاية بماذا بعنوان الناس لا بخصوص المؤمنين اذا هذا الفرق الذي يبدو والله تعالى اعلم انه ليس بدقيق والاقرب في التفريق بين هذين الاسمين ما حققه ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد وذكر بعد ان ذكر هذا التحقيق ان هذه فائدة نفيسة لا يكاد القارئ لها يجدها في غير هذا الكتاب حيث ذكر رحمه الله ان هذين الاسمين كلاهما يتضمن اتصاف الله تبارك وتعالى بصفة الرحمة لكن وانا الخص او اسهل لك كلامه لوحظ جسمه سبحانه الرحمن الوصف وموحظ في اسمه الرحيم الفعل لوحظ في اسمه الرحمن الوصف وكون الله تعالى متصفا بصفة الرحمة ولوحظ في اسمه الرحيم تعلق هذه الصفة بالمخلوق وكونه يرحم عباده انه يقول الرحمن دال على رحمته الواسعة. والرحيم ضال على رحمته الواصلة الرحمن دال على رحمته الواسعة التي التي اتصف بها سبحانه وتعالى كما يدل على هذا هذا المبنى في اللغة وهو زعلان وهو فعلا. اما الرحيم فانه يدل على رحمة الله عز وجل الواصلة الى عباده ولذلك تجد هذا بينا في القرآن وكان بالمؤمنين رحيما. ان الله بالناس لرؤوف رحيم والمقصود ان الله تبارك وتعالى متصف برحمة عظيمة لا يتصورها انسان قال جل وعلا ورحمتي وسعت كل شيء وهذا عموم محفوظ ما دخله تخصيص كل شيء في هذا الكون فانه قد ناله حظ مما شاءه الله من رحمته حتى الكفار وحتى المشركون وحتى اعباء الله جل وعلا نالهم في الدنيا حظ من رحمة الله فالكافر ما تنفس نفسا ولا تحرك حركة ولا رقد رقدة ولا اكل اكلة ولا شرب شربة الا برحمة من الله سبحانه وتعالى. فرحمته جل وعلا رحمة عامة واسعة شاملة لكل شيء. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما هذه الرحمة العامة وثمة رحمة اخرى هي الرحمة الخاصة فالنصوص تدل على انقسام الرحمة الى هذين القسمين. الى رحمة عامة والى رحمة خاصة ويدل على هذين القسمين ما يظهر لك اذا تأملت قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء ثم قال فساكتبها للذين يتقون كيف تفهم هذه الاية؟ ورحمتي وسعت كل شيء هذه دليل على القسم الاول وهو الرحمة العامة التي نالت الخلائق وهذه هي الرحمة في الدنيا رحم الخلائق جميعا بهذه الرحمة من الله تبارك وتعالى وهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة الواحدة التي خلقها الله سبحانه وتعالى مع تسعة وتسعين رحمة. انزل هذه الرحمة الواحدة الى الخلق. قال عليه الصلاة والسلام فبها يتراحمون وبها تعطف الوشم تعطف يعطف الوحش او تعطف الوحش على وليدها. هذه رحمة ماذا عامة جعلها الله سبحانه وتعالى للمخلوقات الرحمة هذا يعني جر اليه هذا الحديث لا بد من التنبيه على ان الرحمة جاءت في النصوص باطلاقين جاءت آآ الوصف الذي هو قائم بالله تبارك وتعالى وقلنا ان كل الصفات قائمة بذات الله جل وعلا سواء كانت صفة ذاتية او كانت صفة فعلية اختيارية وثمة رحمة مخلوقة ومن رحمته التي هي وصفه خلق الله هذه الرحمة المخلوقة التي جعلها في قلوب العباد والتي جعلها في قلوب الحيوانات فهذا اثرا من اثار الرحمة التي هي ماذا صفة له تبارك وتعالى الرحمة المخلوقة التي خلقها الله والتي وضعها الله عز وجل في الارض هي ماذا من اثار الرحمة التي هي التي هو متصف بها وهذه الرحمة العامة اما الرحمة الخاصة فهي التي جاءت في قوله تعالى فساكتبها للذين يتقون. هذه الرحمة هي الرحمة الاخروية خاصة بالمؤمنين. ليس للكافرين فيها نصيب قال جل وعلا في شأنهم فاولئك يئسوا من رحمتي هؤلاء ليس لهم في الاخرة حظا من الرحمة نسأل الله السلامة اذا الرحمة تنقسم بحسب ما جاء في النصوص الى هذين القسمين الى الرحمة العامة والى الرحمة الخاصة بقي بعد ذلك ان يشار الى ان نيل رحمة الله سبحانه سبيلها طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم اولا هذا اعظم سبب لنيل رحمة الله سبحانه من اراد رحمة الله فعليه بطاعة الله قال جل وعلا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. ولعل من الله واجبة اعظم سبب تنال به رحمة الله في الدنيا والاخرة ان تكون مطيعا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والثاني السبب الثاني وهو متفرع ايضا من السبب الاول رحمة الخلق الله جل وعلا متصف بالرحمة ويحب الرحمة معنى ذلك فانه سبحانه قد وعد برحمة من يتصف بالرحمة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فمن اراد رحمة الله فعليه ان يتنبه الى هذا السبب العظيم الا وهو ان يرحم الخلق النبي صلى الله عليه وسلم قد بين وعيدا شديدا في هذا الباب ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم من لا يرحم لا يرحم وجاء ايضا في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله من لا يرحم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله اذا من اسباب توصل لرحمة الله عز وجل لعبده ان يرحم هو عباده وهذا يدلك على انه وصف عظيم وان الفاقد له قد فاته الخير الكثير بل انه قد حاز الشقاء والعياذ بالله فان ابا داود وغيره قد خرج بالاسناد الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت ابا القاسم الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة الا من شقي لا تنزع الرحمة الا من شقي حذاري ان يكون الانسان دون دون ان يشعر قد حكم عليه بالشقاء والعياذ بالله لانه فاته هذا الامر العظيم الرحمة من صفات المؤمنين قال الله جل وعلا في حق المؤمنين رحماء بينهم بل هذا القدر من الايمان الواجب ليس من الايمان المستحب قيام الانسان برحمة اخوانه هذا قدر واجب فعند الطبراني باسناد قال عنه الحافظ في الفتح رجاله ثقات من حديث ابي موسى رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام لن تؤمنوا حتى تراحموا لن تؤمنوا حتى تراحموا وقد علمنا ان القاعدة عند اهل العلم ان النفي للايمان لا يتعلق الا بنفي القدر الواجب لا يكون النفي للايمان متعلقا بالايمان المستحب او بكماله المستحب قالوا يا رسول الله تتمة الحديث؟ قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال عليه الصلاة والسلام وانتبه لهذا قال عليه الصلاة والسلام ليست رحمة احدكم لصاحبه انما رحمة العامة انما رحمة العامة بمعنى ان القدر الذي يجب على المسلم هو ان تكون رحمته عامة للناس جميعا ومر بنا في صحيح مسلم مر بنا حديث صحيح مسلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم لذكر الثلاثة الذين هم من اهل الجنة. قال ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم رجل رحيم رقيق القلب نعم تتعلق رقته ورحمته واحسانه بقرابته اولا لكنه لا يخصهم بذلك فحسب قال لكل ذي قربى ومسلم بل النبي صلى الله عليه وسلم قد بين ان من اسباب الرحمة ان ترحم الحيوانات فكيف بالمسلمين فعند البخاري في الادب المفرد والامام احمد في المسند باسناد صحيح ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اذبح الشاة وانا ارحمها انظر الى هذه الرحمة العظيمة التي كانت قائمة في قلوب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اني اذبح الشاة وانا ارحمها فقال عليه الصلاة والسلام والشاة ان رحمتها رحمك الله والشاة ان رحمتها رحمك الله هذا هو دين الاسلام وهذه هي توجيهات رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم. دين رحمة الى هذه الدرجة ان من رحم الشاة فان الله سبحانه وتعالى يتولاه برحمته اذا هذا مقام جدير ان نتواصى فيه بي ضرورة ان يكون بيننا تراحم هذا قدر الواجب ليس للانسان فيه خيار لن نؤمن حتى نتراحم لا سيما اعني في الخطاب بهذا التوجيه لا سيما ما يكون من طلاب العلم هم اولى الناس بالاتصاف بصفة الرحمة ان كنت متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه في هذه السنة ايضا فانه صلى الله عليه وسلم كان رحيما والادلة في هذا كثيرة تعلمون حديث مالك ابن الحويرث رضي الله عنه حينما كانوا شببة جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يستفيدون العلم والسنة كثروا عنده عشرين يوما ثم انه شعر انهم قد اشتاقوا الى اهلهم فاذن لهم بالرجوع الشاهد انه رضي الله عنه قال وكان صلى الله عليه وسلم رفيقا رحيما ما احسن ما احسن هاتين الصفتين وما اولى طالب العلم بهما ان يكون الانسان جامعا بين الرفق الرفق الذي هو التؤدة وترك الطيش والعجلة مع الرحمة التي تنافي القسوة والتي تنافي الغلظة عافاني الله واياكم المسلم ولا سيما طالب العلم عليه ان يكون رحيما رحيما بكل الناس رحيما بالعامة فيعلم ويوجه ويرشد وكان رحيما العصاة فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر واعظهم ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى رحيم بابنائه تربيهم على الحق وعلى اه علو الهمة وعلى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يكون رحيما باخوانه وزملائه يشملهم برحمته وعطفه وبره واحسانه وليس انه ينتظر منهم السقطة ويفرح منهم بالزلة المسلم الصادق هو الذي تكون او يكون في قلبه رحمة للمؤمنين جميعا. يحب ان الناس جميعا يطيعون الله ما احب ان الناس جميعا يصيبون الحق ويأسف ويتأثر ويحزن اذا اخطأ احد بل حتى الكافر تدعوه رحمته له بان يدعوه الى الله سبحانه وتعالى نعم يجتمع في القلب الشعوران والمعنيان يبغضه في الله جل وعلا. ومع ذلك فانه يرحمه. وهذه الرحمة تدعوه الى ان يدعوه الى الله تدعوه الى ان يدعوه الى الله سبحانه وتعالى حتى يسلم من عذاب الله جل وعلا هذه صفة عظيمة تقودك الى رحمة الله جل وعلا فهنيئا لمن شمر وهنيئا لمن حرص. لاحظ كيف ان هذه الاية تتكرر عليك كثيرا جعلها الله سبحانه وتعالى فاصلة بين السور. تسمعها باستمرار. اسمان متواليان يدلان على صفة الرحمة حتى تكون حريصا على بذل الاسباب التي تنال بها رحمة الله سبحانه وتعالى. نسأل الله جل وعلا ان يرحمنا برحمته. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله وكان بالمؤمنين رحيما وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة هذه الايات الثلاث اذا تأملتها تبين لك انقسام الرحمة الى هذين القسمين. هناك رحمة عامة ورحمتي وسعت كل شيء وهناك رحمة خاصة وهي في قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. وقوله كتب ربكم على نفسه الرحمة ها يدل على هذه الرحمة الخاصة لان تتيمتها تدل على ذلك كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم هنا بحث في قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة هذه الاية تدل على ثلاث مسائل تدل على ثبوت صفة الرحمة لله تبارك وتعالى ومضى الحديث في ذلك الرحمة صفة فعلية اختيارية لله تبارك وتعالى والمسألة الثانية ما يتعلق بكلمة النفس فالنفس ليست صفة زائدة على الذات بل النفس هي الذات قوله تعالى كتب ربكم على نفسه يعني عليه عليه هو كتب على نفسه يعني كتب عليه هو سبحانه وتعالى. وهذا له نظائر في كتاب الله سبحانه وتعالى. كلها تدل على ان النفس يعني الذات واخطأ من جعل النفس صفة زائدة على الذات يعني الله يتصف عند هذا بصفة النفس وصفة الرحمة وصفة الاستواء الامر ليس كذلك بل النفس هي الذات ونبه على هذا الخطأ شيخ الاسلام رحمه الله في مواضعه من كتبه المسألة الثالثة وهي مسألة اه اه وهي المسألة التي تتعلق بقوله كتب ربكم على نفسه فان معنى قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة تدل على ان الله تبارك وتعالى يوجب على نفسه ما يشاء ومن ذلك هذه الرحمة الخاصة المتعلقة بالتائبين فالله جل وعلا اوجب على نفسه ان من تاب اليه واصلح في عمله فانه سبحانه ماذا يغفر له ذنبه بمعنى هل يجوز ان يقول قائل انه يمكن ان لا يغفر الله عز وجل للتائبين ليه الجواب؟ لا لم اولا الله عز وجل قد اخبر انه لا يفعل ذلك وانه سيغفر وثانيا الله سبحانه قد وعد والله لا يخلف الميعاد. وثالثا ان الله تعالى اوجب على نفسه ولا يمكن ان يتخلف الشيء الذي اوجبه على نفسه. انتبه الله جل وعلا وهذا اصل عند اهل السنة والجماعة يعتقدون انه سبحانه يوجب على نفسه ويحق على نفسه فيكون الشيء واجبا عليه ويكون كونوا حقيقا عليه سبحانه. كما انه يحرم على نفسه فيكون محرما على نفسه وهل يكون ثمة شيء واجب على الله عز وجل اجيبوا نعم ولكن بايجابه على نفسه. وهذا موضع ينبغي ان تتنبه فيه الى الفرقان بين الحق والباطل اذا قيل هل يجب على الله شيء؟ فلابد من التفصيل اما ان يوجب العباد على الله شيئا فهذا ابطل الباطل وامحل المحال. العباد اذلوا واقلوا واحقروا من ذلك والله اعز من ذلك واضح يا اخواني؟ وهذا ما نحى اليه المعتزلة واطرابهم حيث انهم اوجبوا على الله عز وجل حقوقا على سبيل المقابلة على سبيل المقابلة العبد عمل اذا له حق على ربه كانه اجرة عامل اذا عمل عندك عامل عملا ثم بعد ان انتهى قلت له تفضل هذه اجرتك تفضلا مني ماذا يقول يقول لا هذا ليس تفضلوا هذا ليس تفضل هذا ليس تفضلا انما هذا حق لي استحقه على سبيل ماذا؟ المقابلة. عملت فاستحق الاجرة هكذا قالوا فيما يتعلق بالثواب فيما يتعلق بالرحمة فيما يتعلق بالمغفرة قدم العبد شيئا اذا يستحق على الله عز وجل في مقابله الاثابة والرحمة وما الى ذلك. ولا شك ان هذا مذهب باطل. وفيه لسوء الادب مع الله جل وعلا ما فيه يقابل هؤلاء طائفة من المتكلمين الذين زعموا ان الله عز وجل لا يجب عليه شيء مطلقة واول ما جاء في هذه النصوص نحو قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة وكان حقا علينا نصر المؤمنين عبادي اني حرمت الظلم على نفسك يقولون هذه الايات مؤولة بالاخبار كتب بمعنى اخبر اخبر انه سبحانه وتعالى سوف يفعل كذا سوف يغفر الذنب هذا القدر يسلمونه ولا اشكال عنده فيه لكن اهل السنة والجماعة لا على ذلك بل هذا النص وامثاله يدلان على اخبار وايجاب ليس اخبارا فقط بل الله عز وجل يوجب على نفسه اذا شاء والله عز وجل يحق على نفسه اذا شاء فيكون واجبا عليه كما انه احرم على نفسه فيكون محرما. اذا الخلاصة ثمة اشياء اوجبها الله على نفسه. كما معنى في هذه الاية ثمة حقوق احقها الله على نفسه. قال النبي صلى الله عليه وسلم اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله اذا للعباد على الله حق لكنه حق تفضل لا حق مقابلة حق تفضل اوجبه سبحانه واحقه على نفسه فكان هذا الامر قطعي الوقوع سوف يغفر الله عز وجل قطعا ويرحم قطعا من تاب الى الله جل وعلا وكانت توبته توبة صادقة هذا ما يتضمنه قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة ما الاية التي بعدها قال رحمه الله وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين لا في قبلها اية وقوله وهو الغفور الرحيم فيها العزيز الحكيم فعندك يبدو تقديم او تأخير ايش عندك انت في النسخة بعد كتب ربكم طيب وهو الغفور الرحيم مضى الكلام فيما يتعلق بصفة المغفرة وصفة الرحمة نعم بعدها وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. هذه الاية ايضا تدل على اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة الرحمة وقد مضى الكلام في ذلك وان رحمة الله عز وجل اعظم من رحمة عباده ثمة قدر اشترك باصل الصفة وثمة قدر فارق مميز آآ يفترق لاجله ما كان قائما بالله جل وعلا من الصفة وما كان قائما بالمخلوق ولعل هذا الموضع يحتاج الى تفصيل في موضع او في وقت اخر ولعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان