بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه انفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال كلام الشيخ رحمه الله في هذه العقيدة متصلا بايراد الادلة التي دلت على ثبوت الصفات الجليلة لله العظيم سبحانه وتعالى ومن ذلك ما جاء في هذه الاية فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين فهذه الاية فيها اثبات صفتين لله سبحانه وتعالى اما الاولى فهي صفة الحفظ والثانية صفة الرحمة اما الحفظ فالله جل وعلا يقول ها هنا الكلام انما حكاه الله سبحانه وتعالى عن يعقوب عليه السلام حينما قال له ابناؤه وانا له لحافظون قال هل امنكم عليه الا كما امنتكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وهذه الاية فيها قراءتان متواترتان فالله خير حافظا فالله خير حفظا وعلى كليهما يثبت بها صفة الحفظ لله سبحانه وتعالى والله جل وعلا بين انه حافظ كما في هذه الاية فالله جل وعلا حافظ بل هو خير الحافظين سبحانه وتعالى خير حافظا وكلمة حافظا هنا منصوبة على التمييز وكذلك بين الله عز وجل في كتابه انه حفيظ قال سبحانه وربك على كل شيء حفيظ فالله جل وعلا حافظ والله جل وعلا حفيظ ولا شك ان حفيظ ابلغ من حافظ والحفظ في صفة الله جل وعلا يدل على امرين الاول حفظ ما تقتضي الحكمة حفظه حفظ ما تقتضي الحكمة حفظه الله جل وعلا يحفظ ما شاء ان يحفظه سبحانه وتعالى مما تقتضيه حكمته ومن ذلك انه يحفظ السماوات والارض قال سبحانه ولا يؤوده حفظهما وحفظناها من كل شيطان مارد كذلك يحفظ كتابه سبحانه وتعالى فيصونه عنان يدخله التحريف والتبديل والنقص والزيادة قال جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ومن ذلك انه يحفظ عباده وهذا الحفظ ينقسم الى حفظ عام والى حفظ خاص اما الحفظ العام فالله جل وعلا يحفظ من شاء من مخلوقاته ومن عباده من ان ينالهم ما يؤذيهم من ان ينالهم ما يؤذيهم وهذا امر راجع الى مشيئة الله عز وجل المقترنة بحكمته وكذلك الله عز وجل يحفظ حفظا خاصا عباده المؤمنين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك وحفظ الله عز وجل لعباده المؤمنين يشمل حفظهم في امور دنياهم ويشمل حفظهم في امور دينهم والثاني لا شك انه اهم وابلغ الله جل وعلا من حفظه هذا الحفظ الذي هو راجع الى معاني رحمة الله تبارك وتعالى الواسعة الشاملة فهو سبحانه يحفظ ايمان المؤمنين من ان يتزلزل عند عواصف الشبهات التي تعصف بالناس فهذا الحفظ من ربنا سبحانه وتعالى حفظ خاص خص به عباده المؤمنين فهو يشمل فهو مما يشمل في قوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك وهذا مما ينبغي ان يلاحظه الداعي اذا دعا الله سبحانه وتعالى بالحفظ لا ينبغي ان تتوجه العناية والقصد الى معنى الحفظ الدنيوي كما هو شأن كثير من الناس اذا دعا الله عز وجل بالحفظ لنفسه ولابنائه ولاهله فالغالب او يقع كثيرا ان يكون القصد الحفظ في امور الدنيا حفظ الجسد حفظ المال وما الى ذلك. وهذا لا شك انه امر حسن. لكن هناك ما هو احسن وهو ان يقصد مع ذلك ما هو اهم وهو سؤال الله عز وجل ان يحفظ العبد في دينه فلا يرتد على عقبيه ولا تدخله دواخل الشبهات التي تجعله شاكا مرتابا والعياذ بالله اذا هذا هو المعنى الاول وهو ان الله عز وجل يحفظ مقتضت حكمته حفظه والمعنى الثاني ان الله يحفظ على عباده اعمالهم اذا المعنى الاول دل على ان الله يحفظ عباده ودل المعنى الثاني انه يحفظ على عباده. يعني ان الله تعالى يتولى حفظ اعمال عباده في كتب ما يكون من العباد من حسنات او سيئات. ولذلك من حفظ الله عز وجل هذا الحفظ على العباد انه جعل عليهم ملائكة كاتبين. سماهم سبحانه بالحافظين كما دل على هذا حديث البطاقة المشهور عند الترمذي وغيره قال الله جل وعلا لصاحب هذا لصاحب هذه البطاقة قال اظلمك كتبت الحافظون فهم يحفظون على ابن ادم ما يكون منه وما يطير منه من اعمال ومن اقوال اذا هذا هو الحفظ بصفة الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل حافظ والله عز وجل حفيظ وقد عد جماعة من اهل العلم الحفيظ اسما لله عز وجل من جملة الاسماء الحسنى. كما عد جماعة منهم اسم الحافظ من الاسماء الحسنى. وكلاهما قد ورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في خارج الصحيحين عند الترمذي وغيره في رواية او في روايات سرد الاسماء الحسنى. فانه قد جاء فيها في بعض روايات هذا الحديث اثبات اسم الحفيظ والحافظ لله سبحانه وتعالى. ولكن الحديث كما تعلمون وكما سبق الكلام في هذا مرارا انه لا يصح رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن عد الحفيظ من اسماء الله ابن منده والبيهقي والقرطبي وابن حجر الشيخ السعدي رح رحمة الله تعالى على الجميع وغيرهم وممن عد الحافظ من اسماء الله عز وجل ابن منده ايضا وكذلك البيهقي وغيرهما من اهل العلم والمقصود ان الله سبحانه وتعالى قد بين ان من صفاته جل وعلا الحفظ والايمان بهذه الصفة يورث عبوديات للمؤمن بها من ذلك انه يورث محبة الله سبحانه وتعالى فاذا علم العبد ان الله جل وعلا من رحمته ورأفته ولطفه بعباده انه يحفظهم من كل ما يؤذيهم في دينهم ودنياهم كان هذا من مسببات محبته سبحانه وتعالى فالله عز وجل محسن على العباد هذا يؤثر ويسبب محبته تبارك وتعالى كما ان الايمان بهذه الصفة يورث عبودية التوكل على الله عز وجل فالعبد انما يتوكل على من يحفظه وعلى من هو قادر على ان يسلمه من كل افة ومن كل شر ومن كل مكروه فيجرد العبد ثقته وتوكله واعتماده على الله سبحانه وتعالى فهو الحفيظ على الحقيقة جل في علاه ومن ذلك ايضا ان هذه العبادة ان الايمان بهذه الصفة يورث في العبد عبودية الخوف من الله جل وعلا فانه اذا علم ان الله جل وعلا يحفظ عليه كل صغير وكبير فانه يصيبه من الامر المقلق الذي ترتعد له فرائسه ما هو حقيق بما يكون من العبد من اعماله كيف يلقى الله سبحانه الذي يحفظ عليه اعماله كلها واقواله جميعها ويكتب عليه ذلك ثم يبين له ذلك حتى تقوم عليه الحجة يوم القيامة سوف يعرض عليه هذا الكتاب سوف يقدم اليه منشورا لا لا يكلف نفسه عناء فتحه سوف يلقاه منشورا ثم يقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فالله جل وعلا هو الحفيظ والله جل وعلا هو الحسيب والله جل وعلا هو الرقيب فعلى العبد ان يتقي الله عز وجل وان يراعي هذا الايمان بهذه الصفة لله تبارك وتعالى في كل خطوة يخطوها في حياته ان يلحظ وان يراعي ان الله سبحانه وتعالى حفيظ يحفظ عليه كل شيء ومن تلك الاثار ايضا تحقيق التوحيد لله جل وعلا واجتناب الشرك فلاي شيء يلجأ الانسان لغير الله والله هو الحفيظ لاي شيء يلجأ الى ميت تحت التراب باي شيء يدعو الجن او الصالحين لاي شيء يعلق خيطا او تميمة لاجل ان تحفظه يا لله العجب يتعلق قلبه هذا المسكين هذا البائس الذي اضاع حظه يعلق قلبه بخيط لو شده لانقطع وينسى ان يعلق قلبه بالحفيظ الحافظ الذي هو خير الحافظين سبحانه وتعالى اذا هذا بعض ما يدل عليه اسم الله عز وجل الحفيظ والحافظ على ما ذكر ذلك من ذكر من اهل العلم اعني ثبوت الاسم لله جل وعلا في الحفيظ والحافظ ثم قال سبحانه وهو ارحم الراحمين الله جل وعلا وصف نفسه في كتابه بانه ارحم الراحمين في اربعة مواضع وكلها كانت حكاية عن انبيائه عليهم الصلاة والسلام ففي الاعراف جاءت من قول موسى عليه السلام قال رب اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين وفي سورة يوسف موضعان من كلام يعقوب عليه السلام كما في الاية التي بين ايدينا فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وكذلك من كلام يوسف عليه السلام قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين وكذلك من كلام ايوب عليه السلام كما في الانبياء وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين والرحمة قد مضى الكلام فيها وان الله جل وعلا متصف بالرحمة الواسعة الشاملة لكل شيء وهذه الاية دلت على ان الله جل في علاه متصف برحمة عظيمة هذه الرحمة هي فوق كل رحمة على الاطلاق حتى انه جل وعلا ارحم بعباده من الوالدة بولدها وفي الصحيح بقصة المرأة التي كانت تسعى بين السبي حتى وجدت صبيا فاخذته فالقمته ثديها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة وليدها في النار وهي تقدر قالوا لا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها اذا لله عز وجل رحمة عظيمة رحمة واسعة شاملة هو جل وعلا ارحم الراحمين فكل رحمة يعقلها الانسان او يتصورها فان رحمة الله عز وجل فوق ذلك وهي اعظم من ذلك وهي اوسع من ذلك وتعلق الانسان بهذه الصفة وايمانه بها يقتضي ان يكون حبه لله عز وجل حبا عظيما وان يكون رجاؤه فيه جل وعلا رجاء كبيرا فانه اذا كان هو ارحم الراحمين سبحانه وتعالى فاذا كان هو ارحم الراحمين سبحانه وتعالى اقتضى هذا ما اقتضاه من محبته ورجائه سبحانه كما انه يقتضي سعي العبد وجده واجتهاده حتى ينال هذه الرحمة وحتى يكون جديرا بالفوز بها ان رحمة الله قريب من المحسنين و هذه الاية في شطرها الاخر وفي شطرها الاول دليل على قاعدة اهل السنة والجماعة التي سبق ذكرها مرارا وهي ثبوت القدر المشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق سبحانه وتعالى كما انها اه كما انه يعتقد اهل السنة والجماعة بثبوت القدر الفارق المميز بين صفة الله عز وجل وصفة المخلوق فهذه الاية وامثالها دليل على ثبوت هذه القاعدة المهمة العباد يرحمون والله عز وجل يرحم ولكن رحمة الله اعظم فاشتركت فاشترك المخلوق مع الخالق في اصل الوصف العبد يرحم والله يرحم لكن ليست الرحمة كالرحمة وليس الراحم كالراحم فرحمة الله عز وجل لا تماثل رحمة المخلوقين رحمة تليق بالله سبحانه وتعالى كما ان رحمة العبد تليق به تليق بعجزه تليق بنقصه و الدليل في الاية بين قال سبحانه وهو ارحم الراحمين اذا ثمة راحمون لكن الله عز وجل ارحم منهم كذلك الامر في الشطر الاول من الاية فالله خير حافظا هناك حافظون من العباد والله عز وجل بين ذلك في كتابه وكذلك في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما مر بنا قبل قليل واذا كان ذلك كذلك فثمة قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق الا ان القدر المميز ايضا ثابت فالله خير حفظا والله خير حافظا جل وعلا وهذه القاعدة سيتكرر الكلام عنها ان شاء الله ولعله تأتي مناسبة اه نتكلم فيها بالتفصيل عن هذه القاعدة وعن اهميتها في باب توحيد الاسماء والصفات والله سبحانه وتعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه هذه الاية دلت على ثبوت صفتي الغضب واللعن من الله سبحانه وتعالى اما الغضب فانه لا يحتاج الى تعريف لانه من المعاني الكلية المعلومة من المعاني الكلية المعلومة بالفطرة فالغضب ضد الرضا كما هو معلوم واما اللعن فانه الطرد والابعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى و اتان صفتان اختياريتان متعلقتان بمشيئة الله سبحانه وتعالى فالله يغضب اذا شاء والله يلعن اذا شاء نعوذ بالله من غضبه ولعنته كما انه سبحانه يرحم اذا شاء كما انه سبحانه يحفظ اذا شاء كما انه سبحانه يرضى ويغفر اذا شاء الغضب في صفة الله سبحانه وتعالى راجع الى صفات العدل له تبارك وتعالى يعني الصفات التي تدل على عدل الله تبارك وتعالى يدخل في هذا المعنى ما سيمر بنا من صفتي السخط وصفتي الاسف كما سيأتي الكلام في ذلك قريبا ان شاء الله فالله جل وعلا اذا غضب على من غضب عليه فان هذا من عدله تبارك وتعالى وبالتالي فهي صفة مدح لان العدل محمود ممدوح صاحبه فالله جل وعلا يغضب غضبا لا عن ظلم ولا عن طيش تعالى الله عن ذلك انما هو غضب يدل على عدل الله تبارك وتعالى كما هو دليل على عزته وعلى كماله تبارك وتعالى والله جل وعلا يغضب على من يغضب عليه كما اسلفت اذا شاء ومن ذلك اذا قام العبد بما يقتضي ذلك ومن ذلك هذه الاية التي بين ايدينا فهي دليل على ان الله عز وجل يغضب على العبد اذا قام بما يقتضي به سبب ذلك وهو القتل العمد العدوان. ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه اذا الله عز وجل يغضب اذا وجد السبب الذي لاجله يكون الغضب وهذا يدلك على ان هذه صفة اختيارية بخلاف قول اهل البدع الذين جعلوا هذه الصفة صفة ذاتية يعني ان الله عز وجل يغضب غضبا قديما على من شاء اه على من يغضب عليه فليس الامر راجعا الى مشيئة الله عز وجل. ليس انه يتصف بهذه الصفة بالحالة المعينة اذا شاء الامر عنده ليس كذلك بل الله عز وجل اذا غضب عندهم فان غضبه قديم في الازل من غضب الله عليه فانه لم يزل غاضبا عليه في الازل. ولا شك ان هذا الامر ليس بصحيح. ولذا ثبت في الصحيحين قول الانبياء عليهم الصلاة والسلام يوم القيامة ان الله غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله فعلقوا الغضب بماذا بذلك اليوم العظيم الذي هو يوم القيامة. فهذا دليل على انها صفة فعلية اختيارية لله بارك وتعالى يتصف بها اذا شاء كما ان الحديث قد دل على ان الغضب يتفاوت فقد يغضب الله عز وجل غضبا اعظم من غضب كما يدل عليه هذا الحديث ان الله غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. نعوذ بالله من غضب الله الكلام في صفة الغضب على وزان الكلام في بقية الصفات الفعلية الاختيارية لله سبحانه وتعالى كما ان كلام المخالفين فيها هو على نسق واحد فانهم قد توجهوا الى هذه الصفات ب التأويل والتحريف كيفما يشاؤون فقالوا مثلا ان غضب الله عز وجل انما هو ارادة الانتقام يغضب يعني يريد ان ينتقم واذا قيل لهم لماذا تقولون ذلك قالوا لان حمل هذه الصفة على ظاهرها يقتضي التشبيه واذا قيل لهم ولم كان ذلك قالوا لان الغضب غليان دم القلب طلبا للانتقام وبالتالي فنحن مضطرون الى تأويل هذه الصفة الى ما يدفع شائبة التشبيه عن الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا الذي قالوه غلط من اوجه كثيرة لكن يكفي منها وجه واحد وقد سبقت الاشارة اليه فيما مضى وهو ان يقال انكم لم تصنعوا شيئا فانه اذا كان الغضب غليان دم القلب فان الارادة التي اولتم اليها الغضب هي ميل القلب اذا كان ذلك كذلك فانكم فررتم من تشبيه الى تشبيه. وهذا الجواب على سبيل الجدال وعلى سبيل التنزل مع الخصم وبالتالي فانكم يلزمكم فيما اولتم اليه نظير المعنى الذي آآ فررتم منه في اثبات الغضب لله سبحانه وتعالى هذا هذا عدا ان ثمة خللا منهجيا وقعوا فيه حيث انهم عمدوا الى اثر الصفة فجعلوه هو معنى الصفة فان الغضب ليس في الناس غليان دم القلب هذا ليس هو الغضب هذا اثر الغضب وبالتالي فانهم يكونون في تفسير هذه الكلمة قد اخطأوا اصلا فاداهم هذا الى الوقوع في هذا المسلك الذي هو مسلك التحريف لصفات الله سبحانه وتعالى وقد ذكرت اهلك سابقا الا وجه التي تدل على ان مسلك التأويل الذي هو في حقيقته مسلك التحريف انه مسلك باطل مخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونهج السلف الصالح وبقي معنا في هذه الاية الكلام عن الوعيد الذي جاء في الاية اعني وعيد القاتل فان الله تعالى يقول في هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ولا يعهد بمعصية من المعاصي ورود وعيد كهذا الوعيد هذا اشد وعيد جاء في النصوص فيما اعلم في شأن اه معاصي في شأن المعاصي التي هي دون الكفر وبالتالي كان تقرير اهل العلم ان القتل العمد العدوان اعظم الذنوب والمعاصي بعد الكفر بالله عز وجل اشد الذنوب واشنعها هذه المعصية عافاني الله واياكم من ذلك ولكن نهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب نهج واضح متوسط بين ضلالتين بين ضلالة الخوارج وضلالة المرجئة فانهم يعتقدون ان ثبوت هذا الوعيد يدل على انها معضية على انها معصية عظيمة بالغة في الشناعة المبلغ العظيم ومع ذلك فانها ليست مخرجة من دائرة الاسلام فالقاتل كغيره من العصاة اعني في الحكم العام هو فاسق لكنه لم يخرج من دائرة الاسلام وهذا ما سنفصله ان شاء الله فيما سيأتي في قادم هذه العقيدة ان شاء الله ويبقى الكلام عن الوعيد الوارد في هذه الاية فان من الناس من ظن ان هذا الوعيد يوهم ان القتلى كفر بالله عز وجل فاستحق صاحبه الخلود في النار اعني خلود التأبيب وبالتالي تنوعت كلمات هؤلاء في توجيه هذا الوعيد فمنهم من حمله على الاستحلال يعني ان من يقتل على سبيل الاستحلال فانه متوعد بهذا الوعيد ولا شك ان هذا ليس بمتوجه فان الاستحلال في حد ذاته كفر بالله عز وجل ولو لم يقتل الانسان فدل على ان حمل نصوص الوعيد في جملتها على الاستحلال وهو مسلك يتكرر كثيرا عند طوائف من المتكلمين بشرح هذه النصوص لا شك انه مسلك ليس بجيد والصواب والله تعالى اعلم ان الخلود المتوعد عليه بهذه الاية انما يراد به المكث الطويل وهذا معلوم في لغة العرب فانهم يطلقون الخلود بمعنى المكث الطويل ولذلك فانهم يقولون لسادتهم وملوكهم وعظمائهم يقولون خلد الله ملكك ولا شك انهم لا يعنون ان هذا الملك يبقى الى الابد انما يدعون له بان يطول ملكه وبالتالي فيكون هذا الخلود بمعنى البقاء الطويل. ثم بعد ذلك قد يكون هذا الطول ممتدا الى ما لا نهاية وهو الخلود الابدي وقد يكون دون ذلك وبالتالي فان اه الخلود في هذه الاية لا يحتاج الى شيء من التأويل فمن وقع في هذه المعصية وانفذ الله عز وجل فيه وعيده فانه يبقى في النار بقاء طويلا. نسأل الله السلامة والعافية. لكنه لا يكون مؤبدا عليه وقد يقول قائل الا ينتقض بهذا التقرير ما جاء في الادلة من ثبوت خلود اهل الجنة والنار والجواب ان ذلك لا ينتقض وبيان ذلك ان الخلود كما اسلفت بمعنى البقاء الطويل ثم ينظر بعد ذلك في الادلة هل تدل على ان هذا البقاء الطويل ممتد الى ما لا نهاية ام لا نظرنا فوجدنا ان الادلة قد دلت على ان العصاة لا يبقون في النار ابد الاباد اذا شاء الله عز وجل تعذيبهم بل لابد من خروجهم بعد حين ويكون مآلهم الى الجنة واما من حكم الله عز وجل عليه بالخلود وهم الكفار اعني الخلود في النار فان بقائهم فيها بقاء مؤبد بين الله عز وجل ذلك في ثلاث ايات في كتابه. بين ان خلود الكفار في النار خلود مؤبد. وبالتالي تلك الادلة المطلقة التي ليس فيها التقييد بالتأبيد في شأن الكفار محمولة على هذا التقييد وهو ان الكفار في النار اعني بقاءهم الطويل قلود مؤبد واما في حق اهل الجنة فالايات في هذا اكثر تدل على ان بقائهم في الجنة بقاء مؤبد الى ما لا نهاية اود هنا ان انبه الى ان منهج اهل السنة والجماعة في فهم ادلة الوعيد اعني وعيد عصاة الموحدين لابد ان يراعى فيه امران. انتبه لهما اولا فهم النص الفهم الصحيح المتوسط بين الغلو والجفاء ان يفهم الانسان معنى النص بي حدود قواعد وضوابط اهل السنة والجماعة الفهم الصحيح الذي ليس فيه مغالاة وليس فيه اجحاف ثم ان يلحظ ان جميع النصوص وعيد العصاة مطلقة قيدها قوله سبحانه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء دعنا نطبق هذا على الاية التي بين ايدينا الاية تدل على ان القاتل متوعد بهذا الوعيد ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم متوعد بالنار وغضب الله عليه ولعنة متوعد بالنار خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له ايظا العذاب العظيم هذه الاية معناها كما اسلفت لك متوعد من يقتل مؤمنا عمدا عدوانا بدخول النار ودخوله فيها دخول مؤقت لا دخول مؤبد هذا فهم هذه الاية كذلك غضب الله عز وجل عليه فانه ليس كغضب الكفار فان الله عز وجل يغضب على العصاة غضبا دون غضبه على الكفار كذلك لعنة الله عز وجل على العصاة لعنة دون لعنته للكفار فان الطرد والابعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى قد يكون آآ جزئيا وقد يكون كليا. اذا كان كليا فهو في حق الكفار واذا كان جزئيا فهو في حق العصاة العصاة لهم مطلق اللعنة والكفار لهم اللعنة المطلقة. انتبه لهذا العصاة لهم ماذا مطلق اللعنة لهم مطلق الغضب واما الكفار فان لهم اللعنة والغضب المطلق اذا هذا هو فهم النص الفهم الصحيح المنضبطة بضوابط اهل السنة والجماعة ثم ننظر الى هذه الاية باعتبارها مطلقة جاء في حقها تقييد وهو قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. بمعنى ان الله سبحانه وتعالى قد يشاء العفو عن القاتل وبالتالي لا ينفذ فيه هذا الوعيد لا يكون في حقه هذا الوعيد الذي جاء في الاية لم لان الله تعالى قال ها ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والله عز وجل مكره له. والله عز وجل يحكم ويختار سبحانه وتعالى. وبالتالي فهذا وعيد ان انفذه الله كان وان لم ينفذه الله عز وجل فالامر الى الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فان انفذه الله سبحانه فالمعنى كما قد علمنا الخلود البقاء الطويل الدخول للنار هو الدخول المؤقت اللعنة والغضب الى اخر ما ذكرت لك. اذا نفهم هذا النص ثم بعد ذلك ننظر اليه بانه ماذا مطلق له تقييد وبالتالي فاي دليل في الكتاب والسنة دل على وعيد في حق العصاة فانك تستطيع ان تضع بجواره قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يقتل مؤمنا الى اخره فلك ان تقول ها الا ان يشاء الله العفو لانه قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فاذا تلوت مثلا قوله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. هذه اية مطلقة لك ان تقول ها ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذا هو منهج اهل السنة والجماعة في فهم نصوص الوعيد. وانت اذا استوعبت سهو عليك آآ فهم الموضوع كما ينبغي وزالت عنك الاشكالات التي قد ترد عليه. تفهم النص اولا في ضوء لغة العرب وقواعد السلف ثم ان تقيد هذا النص في حق عصاة الموحدين ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم هذه الاية تدل على ثبوت السخط ولك ان تقول السخط في صفات الله عز وجل كما تدل على الحبوط او الاحباط فالله عز وجل يحبط ما شاء من الاعمال والحبوط واظن انه قد تكرر الكلام فيما سبق حبوط الاعمال يعني ابطالها واذهابها نوعان حبوط كلي وحبوط جزئي. اما الحبوط الكلي فانه يكون لاعمال الكفار اذا لقوا الله اذا لقوا الله سبحانه وتعالى فانه لن تكون لهم حسنة سوف يحبط الله عز وجل اعمالهم ويذهبها وتكون كلا شيء لن يكون لها وجود ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فمن اشرك بالله عز وجل وكفر به فان الله عز وجل يحبط اعماله حبوطا كليا اما الحبوط الجزئي فهو الحبوط الذي يجعله الله عز وجل عقوبة لما شاء من المعاصي فان من المعاصي ما يشاء الله عز وجل ان يجعلها سببا في ابطال ثواب بعض الحسنات المتقدمة عليها وهذا موضوع يحتاج الى تفصيل وتوضيح اكثر اما الصفة التي لها علاقة بما قبلها فانها صفة السخط والسخط قريب في المعنى من الغضب السخط قريب في المعنى من الغضب وفرق بين الصفتين بعض اهل اللغة يعني من جهة اللغة الفرق بين الغضب والسخط فرق بعضهم كابي هلال العسكري في فروقه بان الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير اما السخط فانه لا يكون الا من الكبير على السخيط الا من الكبير على الصغير والمقصود ان السخط في المعنى قريب من الغضب وهذه الاية دليل على ان الله عز وجل يغضب ويسخط اعمالا كما انه يغضب ويسخط على عامليها لانه قال اتبعوا ما اسخط الله وهذا الذي يسخط الله عز وجل هو المعاصي والذنوب واعظم ذلك الكفر بالله سبحانه وتعالى اذا كان ذلك فان الله عز وجل يغضب ويسخط من كان منه ذلك اي خير يرجى لمن سخط الله سبحانه وتعالى عليه نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم فاغرقناهم اجمعين هذه الاية بين الله سبحانه وتعالى فيها شيئا من شأن فرعون وقومه فقال سبحانه فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين الاسف في هذه الاية قريب في المعنى ايضا من معنى الغضب اذا عندنا ثلاث صفات متقاربات في المعنى عندنا ثلاث صفات متقاربات في المعنى الغضب والسخط والاسف وتنبه يا رعاك الله الى ان الاسف في اصل اللغة يطلق على معنيين متغايرين الاول الحزن والثاني الغضب اما الحزن فجاء في نحو قوله تعالى وقال يا اسفا على يوسف واما الغضب فجاء في هذه الاية التي بين ايدينا فلما اسفونا يعني اغضبونا وان كان الاسف ابلغ من الغضب غضب شديد ولذا اخرج الطبري في تفسيره عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال الاسف منزلة فوق الغضب اشد منها منزلة فوق الغضب اشد منه فاشد الغضب هو الاسف وهذا ما اتصف الله سبحانه وتعالى به كما في هذه الاية اذا الله عز وجل يكون منه الاسف يعني الغضب ولا يجوز حمل الاسف ها هنا على الحزن لان الحزن نقص ينزه الله سبحانه وتعالى عنه واهل العلم والتفسير كافة على ان الاسف في هذه الاية انما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الحزن وبالتالي اذا قرأت في كتاب الله ما جاء بكلمة الاسف وهي كلمات او ايات معدودة فينبغي ان تفرق قال يا اسفا وقال يا اسفا على يوسف هذا بمعنى الحزن وفي قوله تعالى فلما اسفونا بمعنى الغضب واختلفوا في قوله تعالى ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفة قال بعض اهل العلم ان الاسف هنا بمعنى الحزن وهذا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة بمعنى انه قد جمع بين الصفتين بين كونه غضبان على قومه وبين كوني حزينا على ما ال اليه امرهم فجاء رجع اليهم وهو قد غضب وحزن والمعنى الثاني وهو الذي ذهب اليه ابو الدرداء رضي الله عنه وجماعة من اهل التفسير بانه تأكيد للمعنى الاول بانه كان غضبانا شديد الغضب على قومه بسبب ما كان منهم اما في حق الله عز وجل فاكرر ان الاسف في حق الله سبحانه وتعالى انما هو بمعنى الغضب وليس بمعنى الحزن وهو صفة اختيارية على وزان ما سبق الكلام فيه عند اهل السنة وعند مخالفيهم فيما يرجع الى صفة الغضب يعني الكلام في هذه الصفة على وزان الكلام في صفة الغضب عند اهل السنة وعند مخالفيهم. قال سبحانه فلما اسفونا انتقمنا منهم هذه الاية ايضا دليل على صفة الانتقام لله سبحانه وتعالى. وهذه صفة فعلية اختيارية فالله عز وجل ينتقم ممن يشاء اذا شاء سبحانه وتعالى والانتقام قريب في المعنى من المعاقبة الانتقام قريب في المعنى من المعاقبة وان كانت شواهد اللغة وكلامات وكلمات واستعمالات اهل العلم تدل على انه ابلغ من المعاقبة فهو معاقبة او عقوبة شديدة او معاقبة مع غضب ينتقم من ينتقم اذا اذا عاقب وهو وهو غضبان الله اذا الله عز وجل ينتقم ممن يشاء. وهذا قد جاء في القرآن في مواضع عدة انا من المجرمين منتقمون يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون في ايات في كتاب الله وهكذا في جملة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله عز وجل ينتقم بمعنى يعاقب ويأخذ ويبطش بمن يشاء اذا شاء سبحانه وتعالى اذا الاية تدله على ان انتقام الله عز وجل يكون اذا غضب فلما اسفونا انتقمنا منهم اذا سبب الانتقام غضب الله سبحانه وتعالى فاذا غضب فانه ينتقم فيأخذ اخذ عزيز مقتدر عافاني الله واياكم من ذلك وهذا يدلك على صحة مذهب اهل السنة والجماعة بثبوت التعليل في افعال الله عز وجل يعني ان الله سبحانه وتعالى يعفو ان الله سبحانه وتعالى يكون منه الامر لعلة ويكون منه الامر لسبب بخلاف المتكلمين الذين يقولون ان الله لا يفعل شيئا لشيء هذه الاية تدل على ان انتقام الله عز وجل انما كان بعد غضبه ولاي شيء غضب الله سبحانه لاجل ما كان من هذا العتو والتجبر الصدوف عن امر الله سبحانه وتعالى من قبل فرعون وقومه عند ذلك غضب الله فلما غضب الله فانه ماذا انتقم منهم. اذا ليس الامر انما هو فعل راجع الى مشيئة الله عز وجل فحسب المشيئة عند هؤلاء هي التي تعين المراد دون ان يكون هناك حكمة دون ان يكون هناك علة دون ان يكون هناك سبب وهذا باطل وادلة وثبوت التعليل والحكمة في افعال الله عز وجل بالعشرات بل بالمئات بل بالالاف كما يعرف ذلك من يعرفه من اهل العلم وهذه الاية فيها نكتة لطيفة لعلي اختم كلامي في هذا الدرس عليها ذكرها ابن القيم رحمه الله بكتابه العجاب شفاء العليل ذكر رحمه الله ان عادة الله عز وجل في عباده عامة وخاصة انه اذا اراد ان يأخذهم وان يستأصل شأفتهم فانه يكون ذلك منه بعد ان يحدثوا عتوا وظلما وجبروتا مثال ذلك قوم فرعون اغضب الله عز وجل من قبل حيث انهم كانوا ماذا كفارا ردوا دعوة الله كذبوا نبي الله لكن لما كان منهم الزيادة في العتو والظلم والتجبر بعد ان جاءتهم الايات المبصرة المتتابعة هنا انتقم الله سبحانه وتعالى منهم خذ مثلا ما كان من قوم صالح كانوا كفارا لكن متى اخذهم الله عز وجل بعزته وقدرته لما كان منهم من كان لما كان منهم ما كان من زيادة في التجبر لما عقروا لما عقروا الناقة كذلك الشأن فيما كان من غيرهم من الامم فانك ان تأملت في الادلة كما ذكر رحمه الله ان الله عز وجل يمهل وان الله عز وجل يحلم لكنه اذا اراد ان يحق عذابه وعقابه اخذ من من شاء اخذه بعد ان يكون منه زيادة في العتو وزيادة في الظلم واحداث لذنب جديد فان الله عز وجل يأخذه حينها هنا نبه ابن القيم رحمه الله على فائدة نفيسة ينبغي ان نتنبه لها وهي كما ذكر من اهم ما ينتفع به العبد وهو انه ينبغي ان يخاف من الذنوب والمعاصي فانه لا يدري ما هو الذنب الذي ان فعله فان الله سبحانه وتعالى سيأخذه وعندها تكون العثرة التي لا اقالة بعده على العبد ان يحذر الذنوب والمعاصي لا يدري ما هو الذنب الذي سيأخذه الله عز وجل بعده فحذاري يا عبد الله اياك ان تغتر بحلم الله سبحانه وتعالى واذا اخذ الله عز وجل بهذا الذنب لا تظنن انه سيأخذ به فحسب بل سيأخذ بالاول والاخر اسأل الله ان يعافيني واياكم وان يغفر لي ولكم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان