بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية قوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم نعم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى ايراد ما يدل على ثبوت صفتي الكراهة والمقت اتاني صفتان اختياريتان للبارئ سبحانه وتعالى دل عليهما الكتاب والسنة والاجماع وهما من صفات الكمال فالذي يكره ويحب ويبغض ويود هو الذي كمل وليس الذي لا يتصف بشيء من ذلك والله تبارك وتعالى له الكمال المطلق من جميع الوجوه ومن ذلك انه يحب سبحانه وتعالى ويبغض اتان الصفتان الكراهة والمقت صفتان متقاربتان في المعنى وان كان المقت اشد الكراهة والبغض المقت ابلغ من الكراهة فانه اشد الكراهة والبغض والله جل وعلا متصف بالصفتين متصف صفة الكراهة ولك ان تقول الكره ولك ان تقول الكراهية كره يكره كرها وكراهة وكراهية ودل على هذا ما بين ايدينا من قول الله عز وجل ولكن كره الله انبعاثهم كذلك ثبت في الصحيحين من حديث المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال فدل هذا على ثبوت وصف الكراهة لله سبحانه وتعالى وقل مثل هذا في المقت كما في الاية التي بين ايدينا وكذلك في قول الله جل وعلا كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا وثمة صفة ثالثة قريبة في المعنى ايضا من الصفتين اللتين بين ايدينا وهي صفة البغض ويدل عليها ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الله عبدا ناداه جبريل اني احب فلانا فاحبه الى ان قال واذا ابغض الله عبدا نادى جبريل اني ابغض فلانا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه فيبغضوه ثم يوضع له البغضاء في الارض وهذا الحديث حري ان يقف عنده المسلم ولا يعجل الله جل وعلا يقول اني ابغض فلانا فابغضه يعين انسان يبغضه الله عز وجل اني ابغض فلانا فابغضه يا خسارته ويا ندامة ذاك الذي يقول الله عز وجل في حقه اني ابغضه احذر ان تكون هذا الانسان الذي يقول الله عز وجل في حقه اني ابغضه احذر يا عبد الله وحاذر المقصود ان الحديث قد دل على ثبوت صفة البغض بالله سبحانه وتعالى اذا عندنا ثلاث صفات متقاربات ما هي ها الكراهة والمقت والبغض ومر بنا في درس امس ثلاث صفات متقاربات ما هي الغضب والسخط والاسف اذا هذه ثلاث صفات كما ان درس امس اشتمل على بيان ثلاث صفات وقلت لك ان هذه الصفات معلومة بالبداهة معاني كلية تعلم بالفطرة ويدركها كل احد ويكفي في توضيحها ان تذكر مقابلها فالسخط مثلا يقابل الرضا ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك اللهم اني اعوذ نعم برضاك من سخطك كذلك يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا. كذلك الامر هنا في هاتين او في ما ذكر المؤلف بالاضافة الى صفة البغض نجد ان النصوص جاءت بالمقابلة فتعرف هذه الصفة وتميزها عن غيرها من خلال ما يقابلها تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين اه ان الله يحب العطاس ويكره التثاؤب. اذا ما يقابل الكراهة المحبة كما ان ما يقابل السخط الرضا وهكذا تتميز عندك هذه الصفات وتعرف بعضها من بعض المقصود ان الله سبحانه وتعالى متصف بكراهة ومقت وبغض يليق به سبحانه وتعالى على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء فبغضه ليس كبغض المخلوقين وكراهته ليست ككراهة المخلوقين كما ان مقته سبحانه وتعالى ليس كمقت المخلوقين. واذا كان العبد يمقت ويكره فان هذا الاشتراك لا يدل بوجه من الوجوه على حصول التشبيه بمعنى اذا قلنا ان الله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفة والمخلوق متصف بهذه الصفة فالقدر المشترك ليس هو التشبيه الممنوع لثبوت القدر الفارق المميز ولذلك ولذلك تأمل معي قول الله سبحانه وتعالى كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا فالمقت يكون من الله عز وجل كما انه يكون من الذين امنوا وان كان المقت ليس كالمقت وان كان الذي يمقت ليس كالذي يمقت. وهذا الموضوع لعل له تفصيلا سيأتي قريبا ان شاء الله في درس قادم بعون الله عز وجل وحوله والكلام عن صفة الكراهة وما قاربها على وزان الكلام عن صفة السخط والغضب اهل السنة والجماعة في تقريرهم لهذه الصفات القاعدة عندهم واحدة يثبتون لله ما اثبت لنفسه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيه كما ان كلام المخالفين بهذه الصفات على وزان كلامهم في الصفات السابقة. الباب عندهم واحد يفرون وينفرون من اثبات هذه الصفات لله تبارك وتعالى بدعوى وزعم انها تقتضي التشبيه فضربوا في دلالتها بانواع التحريفات والتخرصات التي لا دلالة عليها والتي قام اجماع السلف الصالح رحمهم الله على اجتنابها. وعلى اجراء هذه الادلة على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله هم ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلم من الغمام والملائكة وقضي الامر وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها نعم. وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا نعم هذه هي الايات الاربع التي سمعت دالة على ثبوت صفتين الاتيان والمجيء لله سبحانه وتعالى اتان صفتان من صفات الكمال التي اتصف الله عز وجل بها ودلت عليها دلائل كثيرة في الكتاب والسنة وقام اجماع الصحابة والتابعين واتباعهم وكن لاهل السنة على اثباتها لله جل وعلا على ما يليق به سبحانه وتعالى و الكراه والاتيان والمجيء كلمتان متقاربتان في المعنى جدا حتى حتى انك تجد ان النصوص قد جاءت بوضع احدى الكلمتين محل الاخرى تأمل مثلا في قول الله جل وعلا قالوا اوذينا من قبلي ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا تجد انه وضعت كلمة المجيء مكان كلمة الاتيان تأمل ايضا فيما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لرؤية الله جل وعلا حينما قال له الصحابة انرى ربنا يا رسول الله يوم القيامة فقال هل تضارون او؟ قال هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب الى ان قال بعد ان سرد ما يكون في ذلك اليوم العظيم ذكر ما يكون من حال المؤمنين وانهم اذا قال الله عز وجل لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيذهب من كان يتبع يعبد الشمس مع الشمس ويذهب من كان يعبد القمر مع القمر ويذهب من كان يعبد الطواغيت قيد مع الطواغيت ويبقى او تبقى هذه وتبقى هذه الامة فيها المؤمنون والفاجرون. حتى الفاسقون الذين كانوا ظاهرا مع هذه الامة يبقون في مكانهم فيقول الله عز وجل لهم لم لا تتبعون ما كنتم تعبدون فيقولون هذا مكاننا. حتى حتى يجيء ربنا فاذا اتى ربنا تبعناه لاحظ وهذه رواية مسلم ورواية البخاري في بعض المواضع وفي بعض المواضع ذكر الاتيان في الموضعين. الشاهد ان هذه الرواية وهي اكثر الروايات جاء فيها ابدال كلمة المجيء بالاتيان او الاتيان بالمجيء فدل هذا على قرب شديد بين الكلمتين وبعض اهل العلم فرق بينهما ومنهم الراغب الاصفهاني في مفرداته فانه ذكر ان الفرق بين الاتيان والمجيء ان الاتيان اخص من المجيء فهو المجيء بسهولة فهو ماذا المجيء بسهولة هكذا قيل والله سبحانه وتعالى اعلم المقصود ان الاتيان والمجيد فعل صفة اختيارية تتعلق بمشيئة الله عز وجل فهو يأتي اذا شاء ويجيء اذا شاء يرحمك الله كيف شاء سبحانه وتعالى اتيان ومجيء لا يماثل فيه المخلوقين انما هو اتيان ومجيء يليق بالله سبحانه وتعالى كما ان له علما وسمعا وبصرا وارادة تليق به لا تماثلوا ما هو من صفات المخلوقين فالباب كله باب واحد والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر ولاحظ يرعاك الله ان مجيء الله عز وجل واتيانه انما هو مجيء واتيان وكذلك الامر في النزول لا يتنافى مع علو الله سبحانه وتعالى فهو اذا جاء واتى او نزل لا يزال عليا على جميع خلقه فالعلو صفة ذاتية لله تبارك وتعالى لا تنفك عن الذات. فهو لم يزل ولا يزال عليا تبارك وتعالى ولاحظ ايضا يا رعاك الله فيما سمعت من هذه الايات ان اتيان الله عز وجل ومجيئه فيها تعلق بامر معين وهو اتيانه ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء فهو اتيان ومجيء متعلق بشيء معين هو ما قد سمعت واودها هنا ان انبه الى امر مهم يتعلق بفقه صفات الله سبحانه وتعالى ومعرفتي دلائلها في الكتاب والسنة اهل السنة والجماعة اهل اتباع واهل علم وفقه يأخذون النصوص على وجهها دون افراط او تفريط او غلو وجفاء وبالتالي فانهم يفهمون الكلام في ضوء مجاري وافانين كلام العرب فيحملون الكلام على وجهه دون ان يغالوا ودون ان يشفوا ايضا ومن ذلك النظر في مسألة الاتيان اه او فيما يتعلق بكلمة الاتيان والمجيء اذا جاءت مضافة الى الله سبحانه وتعالى فان السياق بهذا المقام وفي غيره مما يتعلق بايات الصفات او فيما يضاف الى الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يفهم على وجهه القاعدة ان كلام العرب السياق فيه محدد للمعنى بحيث يكون السياق مضيفا الى الدليل معنى النصية بحيث لا يحتمل الكلام غيره اذا تأملت في دليل من الادلة في الكتاب والسنة وفهمته في ضوء سياقه فان دلالة هذا الدليل تصبح نصية والنص كما قد علمنا في اصول الفقه هو ما لا يحتمل غير معناه يصبح فهمك للدليل في ضوء سياقه كفهمك لقوله تعالى تلك عشرة كاملة النصية هنا كانت من جهة اللفظ لا يمكن ان تفهم ان المراد تسعة او ان المراد احدى عشر. اليس كذلك؟ لان الله تعالى قال تلك عشرة كاملة. كذلك الامر فيما يتعلق بفهم الكلام في ضوء سياقه فان السياق يدل على المراد حتى تكون الدلالة نصية فلا يراد الا هذا المعنى لا غير واي اخراج للكلام عن هذا المعنى الذي دل عليه السياق فانه يدخل في معنى تحريف كلام الله عز وجل خذ مثلا الاتيان والمجيء جاء في كتاب الله عز وجل مضافا الى الله سبحانه وتعالى على دربيه جاء تارة مطلقا وجاء تارة مقيدا والسياق يدلك على المراد في كل تجد مثلا الاتيان والمجيء المطلق كما في هذه الايات التي بين ايدينا فيها ان الله يجيء هكذا باللفظ الصريح وفيها ان الله تعالى يأتي هكذا باللفظ الصريح متى ما جاء الاتيان والمجيء مطلقا دون تقييد فان المراد مجيء الله عز وجل ذاته هو نفسه سبحانه وتعالى هو الذي يجيء. فاذا تلوت قول الله جل وعلا وجاء ربك فمن الجائي الله سبحانه وتعالى يجيء مجيئا يليق به جل وعلا لكن تأمل في مقابل هذا ما جاء من الادلة في الاتيان والمجيء المقيد ماذا تفهم ان كنت تفهم كلام العرب من قول الله عز وجل مثلا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اتفهم من قوله يأتي الله ان الله يأتي كلا لا يفهم هذا احد يعرف لغة العرب. خذ مثلا قول الله عز وجل فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. تأمل في قول الله عز وجل فاتى الله بنيانهم من القواعد تجد ان هذه الايات تدلك على اتيان ماذا مقيد وبالتالي تفهم المراد من خلال السياق دون ان تقول ان هذه من ادلة الصفات هذا ما سمعته ليس من ادلة اثبات صفة الاتيان والمجيء لله سبحانه وتعالى تأمل مثلا في قوله تعالى ولقد جئناهم بكتاب هل الله عز وجل هو الذي يجيء هنا؟ يعني يجيء بذاته سبحانه وتعالى؟ هل تدل هذه الاية على ما دل عليه قوله تعالى وجاء ربك نعم الامر ليس كذلك ثمة فرقان واضح بين قوله ولقد جئناهم بكتاب وبين قوله وجاء ربك اذا متى ما رأيت المجيء والاتيان جاء مطلقا مضافا الى الله سبحانه وتعالى فان السياق يبين ان الذي يجيء ويأتي هو الله تعالى لا غيره اما اذا رأيته مقيدا فان السياق هو الذي يدل على المراد فهو الذي يدل على المراد. هذا تنبيه مهم حتى ينضبط فهمه الادلة في اه سياق دلالاتها على الوجه الصحيح وبهذا يتبين ايضا ظلم المخالفين لاهل السنة والجماعة حينما يتهمونهم بانهم جامدون او كما يقولون ظاهريون لا يعرفون السياقات ولا يعرفون الدلائل ولا يراعون افانين كلام العرب والامر ليس كذلك. لكنهم يأخذون هذه الادلة في ضوء كلام العرب الذين انزل الله عز وجل كتابه بلغتهم الله عز وجل انزل هذا القرآن بلسان عربي مبين وليس انهم يحملون هذه الادلة على قواعد المتكلمين وعلى اساليب الفلاسفة والمناطق الامر ليس كذلك وهذا هو الفرق الذي يتميز به اهل السنة والجماعة عن غيرهم من المخالفين لهم اما المخالفون للحق في هذا المقام فان الادلة التي دلت على اثبات صفة المجيء والاتيان وكذلك النزول هي من اشد ما يكون عليهم ينفرون من اثباتها لله تبارك وتعالى اشد النفور ولذلك لا يبالون في دفع آآ اثبات هذه الصفات لله سبحانه وتعالى لا يبالون اي وسيلة اتخذوا ولا اي اسلوب نهجوا المهم ان لا يثبت لله سبحانه وتعالى انه يجيء ويأتي جل وعلا. والحجة المكررة المعتادة عندهم ظنهم ان هذه الادلة تفيد ماذا التشبيه ان حملناها على ظاهرها وهؤلاء انفسهم من كان منهم قريبا الى اهل السنة والجماعة تجده يثبت لله عز وجل حياة تجده يثبت لله عز وجل ارادة تجده يثبت لله عز وجل جل سمعا وبصرا ويا لله العجب. ما الفرق بين اثبات هذه الصفات وبين اثبات تلك الصفات الكل باب واحد ان كان اثبات هذه الصفات التي بين ايدينا يقتضي التشبيه فلتكن تلك الصفات ايضا تقتضي التشبيه تكون معطلة صرحاء حتى يضطرد مذهبكم دون تناقض ودون اضطراب. اما ان تثبتوا لله عز وجل جميع الصفات واما ان تنفوا لله عز وجل جميع الصفات حتى صفة الوجود. حتى صفة الحياة لانه ان كانت صفة تقتضي تشبيها فان بقية الصفات ايضا تقتضي التشبيه القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر القوم اول حرفوا في دلالة هذه الايات تحريفا عجيبا حتى انك تجد احدهم في موضع واحد مثلا في قول الله جل وعلا وجاء ربك تجد انه يورد ستة تأويلات وكأن المسألة حمى مفتوح مباح قل في هذه الادلة ما شئت واذا سألته ما الدليل على واحد فقط من هذه التأويلات لا تجد ان عنده دليلا عليها مما قيل في هذه الصفات ان الاتيان مؤول باتيان امر الله عز وجل فاذا قال الله سبحانه او يأتي ربك فالاتي ها امر ربك ثمة مجاز هو مجاز الحذف ثمة كلمة ها هنا محذوفة فالاتيان انما هو ماذا اتيان امر الله سبحانه وتعالى وليس ان الله تعالى هو الذي يأتي. سبحان الله. الله جل وعلا لما اراد ان يبين لنا ان امره اتى جاءنا باللفظ الصريح فقال اتى امر الله فلا تستعجلوه قالوا نحمل هذه الاية على تأويل ثان نقول ان الذي يأتي ملك من ملائكة الله اتى الله جاء ربك يعني جاء ملك من ملائكة الله والله جل وعلا اذا اراد ان يبين لنا ان المجيء والاتيان لملك من الملائكة بين لنا ذلك اليس الله عز وجل يقول وجاء ربك والملك وجمع الله عز وجل بين الامرين هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك سبحان الله العظيم. كيف يكون ذلك؟ ثم كيف تقولون ان الذي يأتي ويجيء امر الله وامر الله صفة قائمة به كيف كيف تجيء الصفة هنا ضاق عليهم الأمر فما وجدوا مخرجا الا ان يركبوا على هذا التأويل تأويلا اخر فقالوا ان الامر ها هنا مؤول بالمأمور فامر الله يعني يعني مأموره وبالتالي رجعنا اما الى الملك وهذا ما جاء التنصيص عليه يوم هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يكون المأمور بعض ايات الله عز وجل؟ وكلاهما قد جاء في الاية وبقي عندنا اتيان ربنا سبحانه وتعالى لان الله تعالى يقول هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك فمع هذا التقسيم يمتنع امتناعا ظاهرا وبينا ان يكون الاتيان المضاف الى الله عز عز وجل ليس اتيانه هو سبحانه وتعالى مما قيل في هذا التأويل وهو التأويل الثالث الذي اسوقه لك؟ ما ذهب؟ ذكر البيهقي في كتابه الاسماء والصفات ان الاتيان والمجيء فعل يفعله الله تعالى يوم القيامة يسميه الاتيان والمجيء وليس هو الاتيان والمجيء الحقيقي المعروف في لغة العرب والحق ان حكاية هذا الكلام تكفي في في ابطاله ونقده سبحان الله العظيم اهذا ما امرنا الله عز وجل به وامرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم ان نتكلف هذا التكلف بتدبر وفهم ومعرفتي كلام الله عز وجل قيل وهذا تأويل رابع ان الاتيان والمجيء بمعنى الرؤية يأتي الله ويجيء الله بمعنى ان الله يرى وان الله اه ان الله يرى سواء قلت في الاتيان او قلت ذلك في المجيء. وهذا ايضا الى التلاعب بكتاب الله عز وجل اقرب منه الى تفسير كلام الله عز وجل مما قيل وهذا لعله اشنع واشد مما قبله قيل ان قول الله عز وجل وجاء ربك الرب هنا ملك من الملائكة لاحظ ان التأويل المتقدم لعله الاول او الثاني كان التأويل متعلقا بكلمة ها جاء الان اصبح التأويل في ماذا في كلمة ربك وجاء ربك عفوا فالتأويل للجائي وليس وليس للمجيء وهذا الكلام ذكره احد اساطيل المتكلمين بكتاب مشهور وهو الرازي في تفسيره ارجع الى تفسير سورة الفجر في تفسير الرازق تجد انه سرد ستة اه ستة تأويلات ثم قال والتأويل السادس ان الرب ها هنا ملك عظيم من الملائكة ربا محمدا صلى الله عليه وسلم كانت منه تربية لماذا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصدق انه ماذا ها رب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيكم يا اخوتاه في هذا الكلام هل يشك من له مسكت بان هذا الكلام معلوم البطلان بالضرورة من شرع الله سبحانه وتعالى والله ان هذا الكلام لو كان حقا لو كان هذا التأويل صوابا فان تأويل الباطنية والله ليكونن اصواتا وليكونن اقرب وليكونن اهون اعني لما جاء الباطنية فاولوا قول الله سبحانه وتعالى وهو العلي العظيم. قالوا هو علي ابن ابي طالب والله عندي هذا اقرب من تأويل وجاء ربك بملك ربى النبي صلى الله عليه وسلم على الاقل ثمة تقارب في اللفظين عند تأويل الباطنية. فعلي والعلي متقاربان لفظا وهو عظيم في ايمانه رضي الله عنه علي بن ابي طالب عظيم في ايمانه عظيم في شجاعته عظيم في مكانته قل ما شئت والله ان هذا ذاك التأويل اقرب من تأويل الرب ها هنا بملك من الملائكة ومن ادرى هذا الانسان ان ملكا من الملائكة ربى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم اصلا ثم اين وجدت في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اطلاق الرب العظيم سبحانه وتعالى هذه الكلمة تطلق على غير المولى تبارك وتعالى ثم بالله لو ان ضالا مضلا جاءنا فقال ان قوله وجاء ربك يعني جاء ملك رباك يمكن ان نحمل بقية الادلة على هذا المعنى ان كان صحيحا فيمكن ان نقول ايضا يا ايها الناس اعبدوا ها ربكم يعني الملكة الذي يرعاكم ويربيكم بالله اي اي دين سيبقى اذا سلط هذا التأويل الفاسد الضال على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحق يا ايها الفضلاء ان التأويل جرثومة ان دخلت في نفسي الانسان فانها تفقده كثيرا من الانقياد والتصديق يعني القبول؟ ويصبح لا يبالي ان يدفع في صدور الادلة بما شاء وكيف شاء كانها صائل يدفع باي وجه وانا لله وانا اليه راجعون اترى الى هذا الحد تأول كلمة ربك هذه الكلمة التي هي من اوضح الكلمات وجاء ربك تصرف الى ملك من الملائكة ما الذي يدعوك يا عبد الله الى ان تقع في هذه الهوة السحيقة الخلل والانحراف والبعد عن رفقة الاتباع من خرج عن رفقة الاتباع قيدا شعره فانه لن يبقى له حد من الهوى الذي يخرج عن رفقة الاتباع ولو شعرة سيخرج شبرا فباعا فاميالا الى ان يصل الى ما لا حد له من الاهواء عياذا بالله عز وجل ولذلك الشريعة تكرر كثيرا اتبعوا اتبعوا اتبعوا لم ليبقى المسلم في حدود الحق فلا يخرج الى الهوى فانه لو خرج شيئا قليلا فلا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء. من لم يذم نفسه بزمام اتباع الكتاب والسنة قولا وعملا واعتقادا فانه سوف يضيع سوف ترمي به الاهواء بي بواد وفي اودية سحيقة من الانحراف عياذا بالله والشيء بالشيء يذكر دعني اذكر لك مثالا اخر تدلك على جناية هذا التأويه اذا سلط على النصوص ودعنا مع من ذكرته لك سابقا الرجل نفسه لما جاء الى قول الله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام اتدري ماذا قال قال ان الله عز وجل بين لنا ان قوما ينظرون ربهم ينظرون هنا بمعنى ينتظرون وهم يعتقدون انه يأتيهم في ظلل من الغمام وسكتت الاية عن بيان هل هذا الاعتقاد صحيح؟ ام باطل والصواب ان هذا اعتقاد اليهود المجسمة المشبهة يعني ان الله عز وجل بين لنا في هذه الاية ان اليهود يعتقدون انهم ينتظرون ان اليهود يعتقدون ان الله تعالى سيأتيهم في ماذا في ظلل من الغمام فالاية تدل على اعتقاد التشبيه عند اليهود فهمتم بالله عليكم اهذا ما اراد الله عز وجل ان يبينه لنا يحكي الله عز وجل لنا هذا الكلام فيقول هل ينظرون الا ان يأتيهم الله والواقع ان الله لن يأتيهم في ظلم من الغمام. الواقع ان هذا مجرد ماذا اعتقاد بائس واعتقاد ضال كان يقوله ماذا اليهود اين وجدتم في كتاب الله ان الله تعالى يذكر الباطل ثم لا يرد عليه لقد اضطرد في كتاب الله انه لا يذكر قول باطل الا واتبع بماذا يبقى يعني بطلانة اما الله عز وجل في ظنهم فانه يذكر لنا الباطل ثم يترك الكلام غفلا عن بيان انحرافه ثم من الذي تظنون انه يخطر بباله ممن له ادنى معرفة بلغة العرب ان هذا هو المراد بهذه الاية اي عالم بل اي جاهل اذا قرأ هذه الاية ماذا يفهم الا يفهم ان الله تعالى يخبرنا عن نفسه بما سيكون منه تعالى يوم القيامة اجيبوا يا جماعة اي والله لا احد يفهم من هذه الاية الا هذا المعنى اللهم الا من تشبع قلبه بي قواعد واصول تحول بينه وبين التسليم التام لدلالات النصوص والله المستعان خذ مثلا اخر تجد في كثير من كتب الشروح بل ومن الشروح المشهورة المشهورة بين طلاب العلم وبين العامة خذ مثلا ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرته لك قبل قليل ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في آآ ذكر ما سيكون يوم القيامة وان المؤمنين يبقون مكانهم حتى يقولون حتى يأتينا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هم معذورون في هذه الكلمة لانهم ما عرفوه ثم يأتيهم في الصورة التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فينطلق فيتبعونه. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية يقول الله عز وجل هل بينكم وبينه اية فيقولون نعم في كشف الله عز وجل عن ساقه هذا جاء من حديث ابي سعيد رضي الله عنه في كشف الله تعالى عن ساقه فيخر له كل من كان مؤمنا حقا سوى المنافقين. المنافقون يكون ظهرهم طبقا كلما ارادوا ان يسجدوا لا يستطيعون المقصود انه اذا كشف الله تعالى عن ساقه فانهم يخرون له تعالى سجدا اقرأ في شروح او في بعض شروح هذا الحديث من الكتب المشهورة ماذا تجد انهم يقولون يقولون فيما يقولون ان الذي يأتيهم ملك من الملائكة يرسله الله عز وجل امتحانا للناس من الذي يأتي ملك من الملائكة وهذا تأويل عجيب تدري ماذا سيلزم من هذا التأويل لوازم في غاية البطلان اولا سوف يأتي الملك الذي لا يأتي الا بامر الله اليس كذلك؟ وما نتنزل ها الا بامر ربك لا يفعلون شيئا الا بامر الله فهم يأتون يأتي هذا الملك اولا في كذب نخبر بخلافي الحق هذا واحد ثانيا يكفر لانه سيقول انا ربكم ملك يقول انا ربكم قال الله للعجب ايجرؤ ملكه على ان يقول هذا والله تعالى يقول ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم الله يتوعد الملائكة بهذا وهم يقولون الملك يقول بكل وضوح وصراحة ها انا ربكم هذا اثنين ثلاثة تجد المؤمنين الذين يصفهم الله عز وجل ويصفهم رسوله صلى الله عليه وسلم بالايمان في هذا الموضع يكفرون فيقولون انت ربنا ثم وهو الامر الرابع يخرون له وهو ملك من الملائكة يصرون له سجدا ثم الله عز وجل في هذا الحديث قال اولا لتتبع كل امة ما كانت تعبت اذا المتبوع الذي سيكون في ذلك اليوم هو ماذا المعبود. طيب في نهاية الحديث قال فينطلق فيتبعونه يتبعون ربهم كما ان عباد الشمس يتبعونها والقمر والطواغيت كل يتبع معبوده هؤلاء المؤمنون هذا الملك باعتباره ربهم ارأيت هذه اللوازم التي هي ظلمات بعضها فوق بعض التي تلزم على هذا التأويل الذي مع الاسف الشديد تجده كثيرا في كلام هؤلاء المتكلمين سبحان الله العظيم اعيد ارأيت جناية التأويل اذا سلط على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اليس الاهدى والاقوم من هذا كله ان يقول الانسان بما قال الله وبما قال رسوله صلى الله عليه وسلم ويحمل ذلك على المعنى اللائق بالله عز وجل دون ان يخوض فيه هذا هذا التخوض وهذا التخرص الباطل الذي لم يدل عليه كتاب ولم يدل عليه السنة ولا وافق عليه احد من السلف الصالح بل هو مناقض حتى للعقل مناقض لقواعد الشريعة ما الذي يحمل هؤلاء على كل ذلك؟ والامر اهون والامر اسهل امنوا بما قال الله وامنوا بما قال رسوله صلى الله عليه وسلم ربكم جل وعلا اعلم بنفسه وانتم تقولون عليه بغير علم والله انكر ذلك. اتقولون على الله ما لا تعلمون ثم رسولكم صلى الله عليه وسلم الذي اخبرنا وبلغنا كلام الله والذي حدثنا بكلامه الذي هو وحي يوحى كان اعرف بالله عز وجل منكم كان اغير على حرمات الله عز وجل منكم ومع ذلك. ولا مرة واحدة ولا مرة واحدة وهو يكرر على اصحابه كثيرا هذه الاحاديث. ولا مرة قال يا قوم ان الله لا يأتي ولو اعتقدتم اتيانه لكفرتم لانكم شبهتم انما الذي يأتي ملك او امره او اياته او غير ذلك افعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة وانتم تدعون انكم تقولون هذا غيرة على حرمات الله عز وجل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى منكم بذلك كذلك الشأن في حق اصحابه كذلك الشأن في حق التابعين كذلك الشأن في حق اتباع التابعين والله انهم كانوا اعلم وانهم كانوا على دين الله اغيار وما فعلوا فعلتكم من الاهدى والاقوم والاسلم والاعلم امنهجكم ام منهج السلف الصالح الذي مضى عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه النبذة تكشف عما وراءها في هذا الباب العظيم الذي هو الكلام في الله سبحانه وتعالى وفي اسمائه وفي صفاته هذا باب ينبغي على الانسان ان يتحفظ فيه كثيرا انت ان تكلمت في هذا المقام يتكلم عن الله تبارك وتعالى حذاري ان تقع بالكلام على الله عز وجل بغير علم والله تعالى اعلم. اعد قراءة الايات ننبه على تنبيهات يسيرة في الايات التي سمعنا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله هم ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر الذي يظهر الله تعالى علم ان قوله هنا في ظلل ان الفاء ها هنا ليست ظرفية وانما هي للمصاحبة ولا يمكن ان تكون للظرفية لان الله تعالى عال على كل شيء وهو المحيط بكل شيء ولا يحيط به خلقه واما ذلك وهو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء وهو الواسع سبحانه وتعالى اذا المراد ان هذه الظلل من الغمام تأتي مع الله عز وجل كما تأتي الملائكة مع الله عز وجل فيها هنا لماذا للمصاحبة وليس وليست للظرفية وهي وان كانت تأتي مع الله عز وجل الا وان الله عز وجل فوق كل شيء كما انه اعظم من كل شيء سبحانه وتعالى ويمكن ان تكون فيها هنا بمعنى على وهذا كثير في الشواهد بل جاء هذا في كتاب الله عز وجل فقوله ولاصلبنكم في جذوع النخل في جذوع النخل يعني على جذوع النخل وهذا له شواهد كثيرة. اذا تحمل الاية على هذا او ذاك والله تعالى اعلم. بعض اهل التفسير من والمتأخرين قالوا ان في الاية تقديما وتأخيرا بمعنى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام ولكن هذا فيه تكلف ظاهر وبعد لا يخفى والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك؟ ثم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانا اسمها هذه الاية من اوضح الادلة على بطلان تأويلات القوم فمع هذا التقسيم يمتنع اشد الامتناع ان يكون الاتيان المضاف الى الله عز وجل لا يراد به اتيانه هو سبحانه وتعالى. لان عامة تأويلاتهم ترجع اما الى اتيان الملائكة او اتيان ها اية من ايات الله عز وجل وهما قد ذكرا في هذه الاية فما بقي الا ان يكون الاتيان اتيان ربنا سبحانه وتعالى ايضا ايات الله عز وجل الاظهر والله تعالى اعلم وهو الذي عليه جمهور اهل العلم ان المقصود باتيان ايات الله عز وجل طلوع الشمس ان يكون المقصود من اتيان ايات الله عز وجل طلوع الشمس من مغربها دل على هذا ما ثبت في الصحيحين من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ثم تلا قول الله عز وجل يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا والله تعالى اعلم. نعم فقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. الاية صريحة على اثبات قاعدة القدر المشترك التي ذكرتها ونكس سابقا فالله عز وجل يجيء والملائكة ايضا تجيء وليس المجيء كالمجيء وليس الجائي كالجائي ولعلي افسر يعني ازيد المقام توضيحا وتفسيرا ان شاء الله في درس قادم قد يكون الدرس الاتي او الذي بعده ان يسر الله سبحانه وتعالى. المقصود ان الله جل وعلا يجيء كما دلت الاية مجيئا يليق به سبحانه وتعالى كما ان الملائكة تجيء مليقا تجيء مجيئا يليق بها. فتكون صفوفا تحيط بالجن والانس. نعم وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا هذه الاية تختلف في دلالتها عن الايات السابقة الايات الثلاث السابقة دلت بي دلالة صريحة على ان الاتيان والمجيء يكون من الله سبحانه وتعالى يوم القيامة اما هذه الاية تنظر فيها لا تجدوا التصريح باتيان الله او مجيئه بعض الناس استشكل ان يورد الشيخ هذه الاية ضمن الايات التي دلت على مجيء الله عز وجل واتيانه يوم القيامة لما اوردها مع انه ماذا ها لا تصريح فيها بي مجيء الله عز وجل او اتيانه والصواب ان الاستدلال بها في محله وان الاتيان بها من دقيق فهم المؤلف رحمه الله وذلك ان هذه الاية دلت بدلالة اللزوم على اتيان الله عز وجل ومجيئه اختلفت دلالة هذه الاية عن الايات الثلاث السابقة الاية دلت بدلالة اللزوم على اتيان الله عز وجل ومجيئه وجه ذلك ان تشقق السماء وتنزل الملائكة تنزيلا مقدمة وتمهيد لنزول الله سبحانه وتعالى فصارت الاية دليلا على نزول الله عز وجل لكن الدلالة هنا دلالة ماذا دلالة لزوم والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان