بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحميم رحمه الله تعالى في رسالته لاهل واسط وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله كل شيء هالك الا وجهه استغفره اعوذ بالله من شرور سيئات انه لا هادي له اشهد ان لا اله الا الله رسوله صلى الله عليه اله واصحابه صلوا تسليما كثيرا ما بعد نقل الشيخ نور الدين ابو العباس رحمه الله الى اثبات صفة الوجه للبارئ سبحانه وتعالى فاورد ايتين تدلان على ثبوت هذه الصفة الجليلة اورد اية سورة الرحمن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام واية القصص كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون واهل السنة والجماعة مطبقون على اثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى صفة الوجه عند اهل السنة صفة ثابتة لله جل وعلا ذاتية خبرية اخبر الله سبحانه عن نفسه وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم عنه ان له وجها متصفا بصفات منها انه ذو الجلال والاكرام كما قال سبحانه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وانه متصف بالسبوحات والسبوحات جمع سبحة وهي الجلال والبهاء والنور كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم بما خرج الامام مسلم من حديث ابي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديثه حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه من تعى اليه بصره بصره من خلقه وفي هذا فائدة ثالثة وهو ان هذا الوجه الكريم له حجاب من نور كما ان له صفة رابعة فقد جاء في الحديث انه ان له حجاب الكبرياء ويدل على هذا ما خرج الامام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال جنتان من فضة انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وليس بين القوم وبين ان يروا ربهم الا حجاب الا رداء الكبرياء الا رداء الكبرياء فهذا بعض ما جاء في صفة هذا الوجه الجليل الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى هذا بعض ما جاء بوصفه في النصوص وكل ذلك مما يقبله اهل السنة والجماعة ويسلمون به ويعتقدونه تصديقا لله وتصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم اما المخالفون للحق اما اهل البدعة والضلالة والانحراف عن جادة السلف الصالح فانهم انكروا هذه الصفة وضربوا فيها بانواع الخلط والتحريف ومما قيل في هذه الصفة مذهب التشبيه وهم الممثلة الذين زعموا ان لله وجها كوجوه المخلوقين تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وهذا معلوم انه ضلال وانحراف بل كفر بالله سبحانه وتعالى من شبه الله بخلقه فقد كفر القول الثاني قول اهل التعطيل الذين نفوا ان يوصف الله سبحانه وتعالى بالوجه ثم انهم عرجوا على الادلة التي دلت على اثبات هذه الصفة في الكتاب والسنة وهي بالعشرات قابلوها بالتحريف والتعويل واشهر ما اول به هذه الصفة تأويلان مشهوران مشهوران عندهم وهما تأويل الوجه بالذات وتأويل الوجه بالثواب ثمة مذهب ثالث اهون من سابقيه اصحابه اثبتوا هذه الصفة في الجملة لكنهم اضافوا الى هذا الاثبات ما يجعله اثباتا ناقصا غير مطابق لمذهب السلف الصالح وهذا ما نحى اليه بعض متقدمي المتكلمين فانهم قالوا باثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى لكنهم اتبعوا هذا بنفي لم يرد في الكتاب والسنة قالوا نثبت لله وجها على غير ان يكون هذا الوجه جارحة او جزءا او بعضا لله سبحانه وتعالى انت خبير بان مثل هذه المنفيات الفاظ مجملة محتملة لحق ولباطل واهل السنة والجماعة يعرضون عنها غاية الاعراض بل ينسبون الى البدعة من يستعملها لا يثبتون مثل هذه المنفيات لا كون وجهه بعضا او جزءا او جارحة او ما شكل ذلك هذه الفاظ لا يثبتونها كما انهم لا ينفونها وفي مقام المجادلة مع من يستعمل هذه الالفاظ نفيا او اثباتا فانهم يستعملون منهج الاستفصال والاستفسار فيسلطون بعد ذلك قبول المعنى او ربه بناء على ما يبين هذا المتكلم من مراده. اما اللفظ فانهم لا يتعرضون له لا نفيا ولا اثباتا بكل حال يجدر لطلاب العلم ان يتنبهوا الى نسبة اثبات هذه الصفة وكذا ما يتعلق ايضا بصفة اليدين لله سبحانه وتعالى. وكذا ما يتعلق باثبات صفة العين لله سبحانه وتعالى. وما مجرى هذه الصفات الذاتية الخبرية ينبغي ان يتنبه طلاب العلم الى ان مسلك هؤلاء الذين ذكرت لكم نسعى مسلكهم مسلك الاثبات هكذا باطلاق فلا يصح ان يقال انهم وافقوا اهل السنة والجماعة بهذا الاطلاق وافقوا اهل السنة والجماعة في اثبات هذه الصفة. بل يقال انهم وافقوا موافقة جزئية غير كاملة ولا مطابقة و من ابرز اولئك الذين سلكوا هذا المسلك في مثل هذه الصفات ما تجده عند البيهقي في كتابه الاسماء والصفات فانك تجد انه يعلق على اثبات هذه الصفات الذاتية بنفي مثل هذه المجملة التي ذكرت لك عودا على المذهب الذي اه قلت قبل قليل وهو مذهب اهل التحريف والتعويل قلت لك ان القوم اول صفة الوجه لله سبحانه وتعالى انواع من التأويلات اشهرها تأويل الوجه بالذات وتأويله بالثواب اما التأويل الاول فهو اشهر التأويلين حتى انك لا تكاد تجد تفسيرا من تفاسير اهل التأويل الا وهو ينص عليه صراحة او بالمعنى تجدهم مثلا يقولون ان كلمة الوجه في محو قول الله سبحانه ويبقى وجه ربك ان كلمة وجهها هنا صلة زائدة صلة زائدة والمعنى ويبقى ربك وهذا وعين التحريف والتأويل في كلام الله سبحانه وتعالى ولا شك ولا ريب ان هذا المذهب مذهب باطل كما مر التنبيه على هذا غير مرة وقلنا ان ظاهر كتاب الله سبحانه وتعالى مراد وظاهر كتاب الله عز وجل يجب ان يمضى على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى. فبما ان الله اثبت لنفسه وجها فيجب على كل مسلم ان يعتقد ذلك على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلله وجه يليق به لا كأوجه المخلوقين اما تأويل الوجه بالذات فانه من تحريف الكلم عن مواضعه فهذا التفسير او هذا التأويل عفوا يرد من اوجه كثيرة منها اولا انه قال ان تفسير الوجه بالذات تفسير مبتدع شرعا ولغة وعرفا لا يعرف لا يعرف ولا يعهد بالكتاب والسنة ولا في لغة العرب ولا في عرف السلف الصالح استعمال الوجه بمعنى الذات الوجه شيء والذات في مجاري كلام العرب شيء اخر ومن الخطأ وضع هذا موضع هذا ووجهه يا رعاك الله في كل محل بحسبه ولعلكم تذكرون قاعدة الامس التي قلنا فيها ان الصفات يلزمها لوازم بحسب محليها ضرته في كل شيء بحسبه ثمة وجه الانسان وثمة وجه الفيل وثمة وجه النملة وثمة وجه النهار امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار وثمة وجه الرأي وثمة وجه القوم اذا الوجه في كل مقام بحسبه وهو في جميعها يرجع الى معنى واحد وهو مستقبل الشيء اول ما نستقبل هو الوجه ثم بعد ذلك سيكون لمحل بحسبه. فوجه النهار مناسب للنهار. ووجه الانسان مناسب للانسان ووجه النملة مناسب للنملة ونضح الحي القيوم الذي وجهه ذا جلال واكرام لائق به سبحانه وتعالى نسك الوجوه المخلوقين اذا الصفة يلزمها لوازم بحسب محلها ليس الوجه هو الذات ولا هذا هو المعهود في لغة العرب حتى في اضافة الوجه من المعاني فانك اذا قلت وجه النهار لا تعني بذلك النهار كله اليس كذلك؟ لا تريد بقولك وجه النهار امن بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار يعني المهارة كله لانه قال اخره لا تقول جاء وجه القبيلة يعني جاءت القبيلة جميعا جاء وجوه القوم يعني جاءوا كلهم لا يقولوا هذا من يعرف لغة العرب فمعنى هذا اذا ان تأويل الوجه بالذات تعويم مبتدع مخترع لا يدل عليه شيء من كلام العرب ثم انه يقال ثانيا ان هذا التأويل لو صح لامكن حينئذ ان ندعيه في جميع الصفات فلا فرق بين الوجه وغيره من الصفات الصحة ان نحمل في عشرات الادلة في الكتاب والسنة الوجه على الذات فانه يمكن ان يقال انه يمكن حمل بقية الصفات على ذلك ايضا فلا فرق بين صفة وصفة. القول في بعض الصفات كالقاري في البعض الاخر اذا كان وجهه هو الذات فلتكن العزة هي الذات ولتكن القوة هي الذات وليكن السمع والبصر كل ذلك هو الذات وهذا ما لا يقول به اصحاب هذا التأويل اولا قبل غيرهم اذا هذا يدلك على ان هذا تأويلا باطل ثم انه يقال ثالثا ان الذي فررتم اذا اثبتتم الوجه اللائق بالله على الحقيقة هذا الذي تفرون منه يلزمكم مثله يلزمكم نظيره في الذات التي اثبتموها كما قلنا سابقا قررنا هذا مرات كل تأويل يؤوله مؤوله فانهم ملزمون فيه بنظير ما فروا منه ان كانوا يفرون من التشبيه فانهم يكونون قد وقعوا بتعويلهم في التشبيه. اذا قالوا لا نعقل ولا نشاهد لا نعرف في المشاهدة ولا في عقولنا وجها الا الوجه المخلوق فكانت اضافته لله تبارك وتعالى تشبيها فنقول على سبيل التنزل ونحن لا نعقل ذاتا ولم نشاهد ذاتا الا وهي مخروقة يلزمكم فيما اويتم اليه نظير الذي يلزمكم فيما فررتم منه فان قالوا ذات الله عز وجل لائقة به وذوات المخلوق لائقة به. هنا وكذلك وجه الله عز وجل لائق به كما ان وجه المخلوق لائق به ولو كانوا لهم رابعا ان الاية التي بين ايدينا اية الرحمن تمنع هذا الذي قلتم به تمام المنع فان الله سبحانه وتعالى يقول كل من عليها فان ونبق وجه ربك ها اقالها هنا من الجلال والاكرام؟ اوقانا ذوي الجلال والاكرام قال ذو الجلال والاكرام واذا كانت هذه الكلمة مرفوعة فانها حينئذ تكون صفة للوجه وليس صفة لنسمع العظام الله ولو كان الوجه بلعنا الذات للزم ان تكون الاية ويبقى وجه ربك ما الجلال والاكرام؟ لكانت هذه الاية كتلك الاية التي ختمت بها هذه السورة وهي قوله سبحانه بركة اسم ربك لرين الجمال والاكرام لو كان وجهه هو الله لو كان وجهه ذات الله عز وجل لكانت كلمة لكان كلمة نو مكسورة لانها حينئذ تعود الى الله سبحانه وتعالى. موقع هذه الكلمة اعرابا في قوله ويبقى وجه ربك موقع كلمة ربك الجار وليس الرفع. وقل مثل هذا ما هو الوجه الخامس؟ في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج ابو البارودة وعمره من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد اللهم اني قام صلى الله عليه وسلم اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم لو كان الوجه هو الذات لكان الحديث فيه تكرار لا مناسب البلاغة وهو مما يصان عنه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الحديث حينئذ يكون فيه اعوذ بالله واعوذ بالله وهذا تكرارا لا يناسب بلاغة افصح الخلق صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك على ان الذات شيء والوجه شيئا اخر هذه اوجه تدلك على ان تأويل الوجه بالذات تأويل باطن لا شك فيه ولا ريب ما هي شيء فاضف وجها سادسا يرجع الى تقرير سبق بيانه وهو ان يقال يا والله العجب ان كان اضافة او ان كانت اضافة الوجه لله سبحانه وتعالى تشبيها فان هذا غاية الضلال واعظم الكفر بالله سبحانه وتعالى فكيف الله فكيف يضيف الله الى نفسه في كتابه الذي هو نارا مضان. ورضا وبشرى للمسلمين كيف يناف النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما ظاهره الضلال والكفر الى ربه سبحانه الذي لا احد احب اليه المدح منه جل في علاه مما اراد الله ان يمدح نفسه عوض القلب بانه بانه يبقى هو سبحانه وتعالى اتى بهذا اللفظ الذي يدل ظاهره على غاية الضلال واعظم الظن في حق الله سبحانه وتعالى الا وهو التشبيه سبحان الله العظيم لما يقول القوم ان اضافة الوجه لله كاظافة الارادة للجدار. جدارا او اضافة الجناح الى الذل. جناح الذل كل ما سلمنا جدلا ان هذا من قبيل المجاز اعني في هذين المثالين. لكن تأملوا يرعاكم الله وما هداكم الله ارأيتم الجدار ما ظنوا بنسبة الارادة اليه ارأيت ما الظل يا ظن بنسبة الجراح اليه؟ الجواب لا قطعا لكن اظافة الوجه الى الله سبحانه وتعالى انا على زعمكم تقتضي الذنب لانها في حقيقتها تشبيه لله سبحانه وتعالى واسوا من الناس الى الوقوع في الضلال حيث يقرأ الناس في عشرات الادلة كتابا وسنة ان الله عز وجل له وجه والواقع ان هذا من اعتقد فقد وقع في الضلال. ولم ينبهنا الله عز وجل ولا حذرنا ولا رسولنا صلى الله عليه وسلم. الى ان هذا ضلال ينبغي ان تصان القلوب عن اعتقاده. هذا مما لا يجوز البتة ان يعتقد في حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اما تأويلهم الثاني الثواب اعني تأويلهم الوجه بالثواب فهو اضعف من سابقه واظهر ضمانا وانحرافا عن جادة الحق فان تأوينا الوجه بالثواب بل زمن جمع ما ذكرت في الاوجه السابقة اضف الى هذا امرا اخر وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ بوجه الله سبحانه وتعالى كما مر في حديث دخول المسجد وكما ثبت في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك واما قال سبحانه اي من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك ولما قال او يلبسكم شيعة ويذيق بعضكم بأس بعض قال صلى الله عليه وسلم هذان اهون او قال هذان ايسر ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بمخلوقه وباجماع السلف الاستعاذة بالمخلوق شرك بالله سبحانه وتعالى اقول الثواب ثواب الله عز وجل مخلوق من مخلوقاته افتضنان في النبي صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ بمخلوق حاشا وكلا لا اظن هذا في النبي صلى الله عليه وسلم احد يقدره حق قدره عليه الصلاة والسلام اضف الى هذا كلما جاء في وصف الوجه الكريم يمنع حمل الوجه على الثواب او نجعله في غاية البعد من انصف فتأمل وتدبر يجد انه من البعيد بل من المحال قال ان الوجه في هذه النصوص هو ثواب الله عز وجل اثواب الله يوصف بانه ذو الجلال والاكرام اين وجدتم؟ واين عهدتم هذا في النصوص اثواب الله يقال فيه حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات الثواب ما انتهى اليه بصره من خلقه هل الثواب له بصرا حتى نقام هذا القول هل الثواب له رداء الكبرياء الذي يكون حجابا بين الله سبحانه وتعالى وخلقه حتى يكشفه سبحانه وتعالى هل الحجاب عفوا هل الثواب الذي يتشوق المسلمون اليه ويعتقدون انه اعظم ربة ينالها المؤمن طالما قد ثبت في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمار عند النسائي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعائه الطويل واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق والى لقائك اكان النبي صلى الله عليه وسلم وصلوا في هذا الحديث لفظة النظر الى ثواب الله عز وجل عدم ما يبعد غاية البعد انه قال الى غير ذلك من هذه التأويلات التي نعوذ بوجه الله الكريم من ان نكون من اهلها اذا هذه خلاصة تتعلق بمذهب اهل السنة والجماعة ومذهب مخالفيهم في صفة الوجه لله سبحانه وتعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله كل شيء هالك الا وجهه. نعم. والاية الاولى وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام احبه انا بعد ما يتعلق بالايتين اولا اوتوا سورة الرحمن قال سبحانه كل من عليها فان ووبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قال الشعبي رحمه الله ها هو اذا قرأت هذه الاية فصلها بما بعدها ولا تقف وقال ابن القيم رحمه الله تعليقا على قوله هذا من فقه كتاب الله فان المقام مقام مدح ومدح لله سبحانه وتعالى ها هنا لا يتم الا باثبات بقائه مع ثناء خلقه فبالتالي فيستتم المعنى اذا اذا وصلت كل من عليها فان كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام وهذا وجه حسن لولا ان اتباع السنة اولى فانه قد ثبت عند ابي داوود والترمذي وابن ماجة واحمد وايدهم باسناد صحيح الام سلمة رضي الله عنها انها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان يقطع قراءته اية الاية فالاولى اتباع السنة بان يقف الانسان عند نهاية كل اية وان وصل فلا حرج عليه ان شاء الله قوله تعالى كل كل من عليها فان وارقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام قوله كل من عليها فان نظير قوله سبحانه كل نفس ذائقة الموت وما جاء في هذا المعنى فالخلائق جميعا سيفنان ويهلكون ويبقى الواحد القهار سبحانه وتعالى فانه اذا افنى الخلائق جل وعلا واهلكهم ينادي سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم فلا يجيبه احد فيجيب نفسه لله الواحد القهار قوله سبحانه ويبقى وجه ربك فيه تنبيه او يحسن ان ربها هنا على قاعدة اهل السنة والجماعة في المضاف الى الله سبحانه وتعالى. ذلك انك اذا نظرت يا رعاك الله شيء ادلة الكتاب والسنة وجدت ان المضاف الى الله سبحانه جاء على ضربين الاول اضافة صفة له والثاني اضافة عين قائمة بنفسها له الاول هذه الاية التي بين ايدينا ويبقى وجه ربك ومن الثاني ماذا جاء في ادلة كثيرة فيها اثبات الناقة ناقة الله وسقياها البيت بيت الله والروح اه الى غير ذلك مما يضاف الى الله عز وجل مما هو اعيان قائمة بذاتها والقاعدة عند اهل السنة اما اضافة الصفة لله سبحانه من اظافة الصفة للموصوف واما اضافة العين فمن اضافة المخلوق الى خالقه قال ابن القيم رحمه الله فاظافة الاوصاف ثابتة له واضافة الاوصاف ثابتة لمن قامت به كارادة الرحمن واضافة الاعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما هو ناسيان فانظر الى بيت الاله وعرظه لما اضيف فكيف يفترقان فنظر الى بيت الاله لما حذيفة كيف يفترقان كل احد يعرف لغة العرب يفرق بين قولك بيت الله وبين قولك علم الله فبيت الله من اضافة المخلوق الى خالقه. واما علم الله فمن اضافة الصفة الى الموصف. ومن ذلك الوجه فالوجه في مجاري كلام العرب انما هو صفة تقوم بموصوف وبالتالي فاضافة هذه الكلمة من الله سبحانه وتعالى هي بالاضافة الصفة الى الموصوف وهو الله وتعالى والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله كل شيء هالك الا وجهه. نعم هذه اية القصص كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون والكلام فيها اني في معناها انا نظامي الكلام في المعنى السابق ويبقى هنا مبحثان الاول في قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. كما ان هذا البحث يكون في الاية التي قبلها ما معنى قوله كل شيء هالك الا وجهه تنبه الىك الله هنا الى ان هذه الاية لها دلالتان دلالة مطابقة ودلالة لزوم دلالة المطابقة تضلوا على ان وجه الله عز وجل باق لا يهلك وضلالة اللزوم تدل على ان الله باق لا يهلك ولا يفنى فان الله عز وجل هو الاخر الذي ليس بعده شيء اهل السنة والجماعة يقولون باثبات الدلالتين بمعنى هذه الاية تدل على ثبوت وجه الله على بقاء وجه الله عز وجل وعدم ثنائه وهلاكه كما انها تدل على بقاء الله سبحانه وتعالى. وهذه الدلالة النزامية ووجه ذلك اننا قد علمنا ان الصفة قائمة بالموصوف والوجه صفة لله سبحانه وتعالى. والله قائم بذاته وصفاته بناء على هذا فاذا بقي وجه الله فالله باق اذا بقي وجه الله فالله باق. هذا ما يفهمه كل من يفهم لغة العرب من خلال الدلالة التي ذكرتها لك وهذا نفتح لك بابا لفهم كتاب الله عز وجل في الايات التي جاء فيها ذكر وجه الله عز وجل لا سيما فيما يتعلق بالقصد فانك تجد ذلك في هاتون الاونتين وتجد كذلك في نحو قوله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم انما نطعمكم لوجه الله يقول اهل العلم هذه الايات من نظائرها ضلالتها اللازمية تدل على قصد المعظم الله سبحانه وتعالى وذكرا وجهي من باب التعظيم والتشريف بيان ذلك انه قد عهد في كلام العرب انه عند قصد المعظم مذكرا وجهه تشريفا وتعظيما عند قصد يعظم يذكر وجهه تشريفا وتعظيما بالذات ملحظا اخر لطيف يقصده اهل الايمان والتقوى كانه في نحو قوله تعالى انما نطعمكم لوجه الله والذين صبروا وابتغاء وجه ربهم كان اهل الايمان يقولون انما نطعمكم رجاء لقاء الله ورؤية وجهه الكريم فان ذلك اعظم غاية ومبتغى يسعى اليها المؤمن هي اللذة والنعمة التي ليس فوقها لذة ولا نعمة كما مر بنا قبل قليل واسألك لذة النظر الى وجهك والشوقة الى لقائك كما سنتكلم عن هذا بالتفصيل ان شاء الله اذا وصلنا الى مبحث الرؤية والله العجب كيف نخذل من يخذل الجهمات واعترابهم انظر لما حالهم البائسة عيدهم لا شوق الى الله ولا محبة له ورؤية له بل لا وجه له كيف خذلوا من جميع الجهات وحرموا التوفيق من كل الانحاء نسأل الله السلامة والعافية. المقصود ان هذه الاية كما ذكرت لك اه يفهم منها الدلالتان الدلالة المطابقية تدل على اثبات صفة الوجه وبقاء الوجه وضمانة اللزوم تدل بقاء الله لان وجه الله اذا بقي فالله باق قد تجد في بعض التفاسير من يعبر بانه اطلق البعض واريد الكل. وهذا ليس بجيد ولا ان يقام في حق الله سبحانه وتعالى. لابد من مراعاة الادب مع الله عز وجل ولابد من استعمال الالفاظ الاثرية والبعد عن الالفاظ المبتدعة غدا لا ينبغي ان يستشكل مثل هذا المعنى فان كلام الله عز وجل انما نزل بلسان عربي مبين وهذا الذي يفهمه اهل اللغة من مثل هذه الاساليب البحث الثاني في هذه الاية وفي معنى الاية فلما اهل التفسير قد اختلفوا الى قولين في قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه القول الاول ما ذكرت لك من ان الخلائق تفنى ويبقى الله سبحانه وتعالى يبقى الله عز وجل بصفاته من صفات الماضية المقام الثاني طلبوا اعطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال به ايضا مجاهد والثاري وغيرهم من اهل العلم واورده البخاري ايضا في صحيحه مقررا له من ان معنى قوله كل شيء هاريك الا وجهه يعني الا ما اريد به وجهه الا ما اريد به وجهه سبحانه وتعالى. بمعنى ان الاعمال التي لا يراد بها وجه الاعمال التي لا يراد بها وجهه فانها تفنى وتضمحن وتتلاشى وتحبط لان الذي يبقى فيجازى عليه المؤمرون والحسنات فهو الذي اريد به وجهه كان الانسان فيه مخلصا لله سبحانه وتعالى. وعلى كل حال من قال بالاول او قال بالثاني فالايتان يدلان على كل حال على اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى. وعل هذا القدر فيه كفاية. اسأل الله عز وجل ان ارزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان