بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. وقوله عليك محبة مني ولتصنع على عيني. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه ايات ثلاث تدل على ثبوت صفة العين لله سبحانه وتعالى هو ايراد المؤلف رحمه الله لها من جملة ما اورد مما يدخل تحت ما افتتح به المؤلف رحمه الله السياق في هذه القطعة من العقيدة وهو ان ان من الايمان بالله الايمان وهو ان من الايمان بالله الايمان بما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات ومن جملة ما يجب الايمان به صفة العين لله سبحانه وتعالى اهل السنة والجماعة متفقون على اتصاف الله عز وجل بعينين يبصر بهما جل وعلا وصفة العين صفة ذاتية خبرية لله سبحانه وتعالى اما كونها ذاتية لان هذه الصفة ملازمة للذات فلم يزل ولا يزال متصفا بصفة العين واما كونها خبرية فان طريق العلم بها الخبر المحض و الامر كما ذكرت لك ان اهل السنة والجماعة مطبقون على وصف الله عز وجل بان له عينين يبصر بهما جل وعلا قال ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد لله جل وعلا عينان يبصر بهما ما تحت الثرى ويقول القحطاني رحمه الله في نونيته لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان والناظر في الادلة التي دلت على ثبوت العين لله جل وعلا يجد انها جاءت في القرآن على ضربين جاءت اولا على صيغة الافراد ودل على هذا الضرب على هذا الضرب من الادلة قوله تعالى ولتصنع على عيني وجاء الجمع في الايتين اللتين سمعت قبل قليل وجاء ايضا في ايتين اخريين جاء في سورة هود واصنع الفلك باعيننا وفي المؤمنون واصنعي وفي المؤمنون ان اصنع الفلك باعيننا هذه الادلة من حيث اختلاف الصيغة بين الافراد والجمع لا تنافيا بينها بحمد الله والامر فيها كالامر في الادلة التي جاءت ومرت بنا قبل قليل وهي المتعلقة بصفتي اليدين لله سبحانه وتعالى فثبوت العين هكذا مفردة لله جل وعلا لا ينافي الجمع وذلك ان كلمة العين هنا ولتصنع على عين مفردة مضافة وقد قلنا ان كنتم تذكرون في صفة اليد ان المفرد المضاف يعم جميع ما يندرج تحته وبالتالي فقوله ولتصنع على عيني هذه الاية دليلا دليل على ثبوت كل ما يضاف لله سبحانه وتعالى من جنس هذه الصفة واما الجمع توجيهه اعني بين ما قلت من ان الله عز وجل متصف بعينين اثنتين وبينما جاء في هذه الايات الاربع من صيغة الجمع فالجواب عن ذلك كما مر بنا في صفة اليدين لله سبحانه وتعالى ذكرنا ان كنتم تذكرون ثلاثة اوجه اولا قلنا ان هذا مبني على قول من قال ان الجمع اقله اثنان وهذا قول معروف ومشهور وله ادلته او يقال انه لما اضيف اضيفت هذه الصفة الى ضمير يدل على الجمع وهو التي عظم الله سبحانه وتعالى بها نفسه نسب ان يكون المضاف جمعا لما كان المضاف اليه جمعا ناسب ان يكون المضاف جمعا. لان الله سبحانه وتعالى قال ولا تجري باعيننا. فاظاف صفة العين الى ظمير التعظيم ها هنا وهو وبالتالي فالمناسب ان يكون المضاف مجموعة وانظر لما كان المضاف مفردا كانت الكلمة مفردة ولتصنع على عيني او يقال او يقال وهو او يقال وهو الوجه الثالث ان هذا على قاعدة العرب في لغتها وهي ان المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية او جمع فانه يجمع على الافصح بشرط امني اللبس قلنا اذا كان المعنى واضحا وامن اللبس جاز بل كان هذا هو الافصح ان يجمع المثنى اذا اضيف الى ها ضمير تثنية او جمع. وهذا على نسق ما قلنا في صفة اليدين لله جل وعلا وذكرنا هناك ان كنتم تذكرون ادلة تدل على هذه القاعدة من يذكر شيئا منها ها ارفع صوتك نعم قوله تعالى فقد صغت قلوبكما وليس لهما ها الا قلبين عائشة وحفصة مجموع ما لهما قلبان كذلك ها ارفع صوتك الا ما حملت ظهورهما احسنت ها فاقطعوا ايديهما الى غير ذلك مما يدل على هذه القاعدة و آآ الشأن في ما جاء في صفة العين مجموعة راجع الى هذه القاعدة كما ذكرت لك نأتي الان الى التثنية وهي التي يعتقدها اهل السنة والجماعة في هذه الصفة لله سبحانه وتعالى دليل التثنية امران السنة والاجماع اما السنة فدل عليها ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ربكم ليس باعور وان المسيح الدجال اعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وجاء في رواية عند البخاري من هذا الحديث من حديث نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ان ربكم ليس باعور قال ابن عمر واشار بيده الى عينه وجاء معنى هذا الحديث ايضا في الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه كما جاء في غيرهما عن غيرهما المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ربه جل وعلا انه ليس باعور والعور في لغة العرب ذهاب حس احدى العينين كما تجده في القاموس المحيط وفي لسان العرب وفي غيرهما العور ذهاب حسي احدى العينين والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان ربنا تبارك وتعالى ليس باعور في مقابل ان الاعور المسيح الدجال اعور فاذا كان اعور بمعنى ان احدى عينيه فيها افة الله جل وعلا ليس باعور. وقد علمنا ان النفي في الصفات يدل على ثبوت كمال الضد تبين لنا بجلاء ان ربنا سبحانه وتعالى له عينان سليمتان من الافات اعيد لما اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ان ربنا ليس باعور وان الدجال اعور العين اليمنى وفهمنا ان العور هو افة تصيب احدى العينين والنفي في الصفات يدل على ثبوت كمال الضد فهذا دليل واضح على ان الله سبحانه وتعالى له عينان سليمتان من الافات ويؤيد هذا ان ابن عمر رضي الله عنهما اخبر كما في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا الحديث وقال ان الله ليس باعور اشار بيده الى عينه وكذلك اخرج اللاكائي في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان ابن عباس رضي الله عنهما تلا قول الله جل وعلا تجري باعيننا فاشار الى عينيه وهذه الاشارة كما ذكرت لكم لا شك انها منزهة عن ان تكون على سبيل التشبيه فالنبي صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق بربه وبحقه واقومهم بذلك وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان يكون منه تشبيه انما هذه الاشارة كما قد تعلمنا سابقا ماذا تفيد تفيد تحقيق الصفة وانها صفة حقيقية ثابتة لله تبارك وتعالى وقلنا ان هذه الاشارة التي يشيرها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الاحاديث دليل على ثبوت القدر المشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق مع اعتقادنا وجزمنا ويقيننا بثبوت القدر الفارق المميز بين الصفتين ثمة حديث اخر دال ايضا على ثبوت العينين لله سبحانه وتعالى الا انه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل السنة والجماعة نهجهم في هذا الباب واضح فلا يستبدون فلا يستدلون في هذا الباب العظيم الا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت اذكر هذا الحديث من باب العلم به لا من باب الاستشهاد به وهو ما خرج العقيلي في الضعفاء وكذلك البزار في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ من طريق آآ اعطاء عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام العبد في صلاته فانه يقوم بين عيني الرحمن فإذا التفت قال الله سبحانه الى من تلتفت االى خير مني ولكن الحديث ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسناد فيه رجل اظنه يزيد ابني ابراهيم الخوزي وهو ضعيف وعنده مناكير. المقصود ان هذا الحديث لا يستدل به اهل السنة والجماعة على ثبوت العينين. انما المعول على ما ثبت في الصحيحين من حديث آآ الذي ذكرته لك اما الدليل الثاني فهو اجماع العلماء على ثبوت العينين لله سبحانه وتعالى. وهذا الاجماع مستند الى الحديث الذي سبق ان ذكرته لك ومعلوم في علم اصول الفقه ان الاجماع لابد ان يكون مبنيا على دليل والدليل قد علمته هذا المعتقد متقرر عند اهل السنة والجماعة تلقوه خلفا عن سلف والذين نصوا على ان هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة وهو واجب الاعتقاد في حق الله جل وعلا الذين نصوا على هذا كثير من اهل العلم ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر ومنهم ايضا ابن خزيمة في كتاب التوحيد ومنهم ايضا ابو اسماعيل اه الهروي في دلائل التوحيد ومنهم ايضا ابن قتيبة كما في تأويل اه مشكل الحديث ومنهم ايضا اللا لكائي كما في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة ومنهم ايضا محمد بن نصر المروزي ومنهم ايضا ابو الحسن الاشعري في كتابه الابانة منهم ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. ومنه ايضا ابن القيم رحمه الله الى غير ذلك ممن نصوا على هذا وقد سمعت قبل قليل قول القحطاني رحمه الله ولربنا عينان ناظرتان كذلك ابو يعلى في كتابه ابطان التأويلات بل حتى بعض المتقدمين من الاشاعرة كالباقلان وغيره نصوا ايضا على ثبوت العينين لله سبحانه وتعالى فهذه قضية مقطوع بها عند اهل السنة والجماعة وليس للسني ان يحيد عن نهج اهل السنة والجماعة وهذا امر ينبغي التبكير والتأكيد عليه. وهو ان مسائل الاعتقاد مسائل توقيفية مسائل اثرية مأثورة عن السلف رحمهم الله يتلقاها المتأخر عن المتقدم. مسائل ليست داخلة في حيز الاجتهاد ليس لك ان تقول والله هذا انا ارى فيه كذا او لا ارى فيه كذا. الامر ليس كذلك يا رعاك الله مسائل الاعتقاد تؤخذ عن ائمة اهل السنة والجماعة مسلمة هذه قاعدة ينبغي ان تكون منها على ذكر. مسائل الاعتقاد تؤخذ عن ائمة اهل السنة والجماعة مسلم وسائل الاعتقاد ليست محلا للاجتهاد ولا للنظر انما نظرك هو اجتهادك في تفهم والاستدلال على كلام اهل السنة والجماعة تتفهم كلامهم وتعرف دليلهم واما ان يكون لك رأي او اجتهاد بخلاف ما عليه اهل السنة والجماعة فمن كان كذلك فانه على شفا هلكة وآآ بالتالي على طالب العلم ان يربع على نفسه ولا اه ينبغي ان اه يخالف سبيل المؤمنين لان الله سبحانه الا يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصله جهنم مصيره اذا هذا معتقد اهل السنة والجماعة في هذه الصفة. بقي التنبيه على امر وهو ان الناظر في كتب التفسير يجد ان كثيرا من السلف اذا اتوا الى اه اية من هذه الايات التي دلت على ثبوت صفة العين لله جل وعلا كقوله تعالى مثلا ولتصنع على عيني تجده يقول ان معنى الاية على مرأى وكلاءة وحفظ منا كذلك الامر في قوله جل وعلا تجري باعيننا وقس على هذا فهل هذا الذي كان من هؤلاء العلماء دخلوا في باب التأويل ام ليس كذلك اظن انني اشرت فيما مضى الى تنبيه مهم وهو التنبه الى دلالة المطابقة ودلالة اللزوم في ايات الصفات اهل السنة والجماعة يثبتون الدلالتين ويقولون بمقتضاهما وبالتالي فقوله سبحانه وتعالى مثلا تجري باعيننا يقولون ان هذه الاية لها دلالتان دلالة مطابقة ودلالة لزوم اما دلالة المطابقة فانه يستفاد منها ان لله عز وجل صفة العين اللفظ جاء صريحا باظافة العين لله سبحانه وتعالى وبالتالي فنحن نثبت من هذه الاية صفة العين لله جل وعلا كما فعل المؤلف رحمه الله اما دلالة اللزوم فانها تدل على تفسير الاية ومعناها الذي يذكره العلماء لازموا اتصاف الله سبحانه وتعالى ان له عينا كونه يبصر بعينه فيلزم من هذا انه يحفظ ويرعى ويكلأ ويحرس الى غير ذلك من هذه المعاني التي يذكرها اهل العلم. اهل السنة يجمعون بين اثبات الامرين لله عين ومعنى قوله تجري باعيننا يعني على كلاءة منا وحفظ الى اخره. هذه دلالة لزومية وبالتالي فيمكن ان نقول ان قوله تعالى تجري باعيننا يعني على كلاءة منا وحفظ لانا نراها باعيننا لانا نراها باعيننا فجمعنا بين الدلالتين وما الطف ما قال عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر حينما اه ذكر كلاما قريبا مما ذكرت لك وان هذه يعني من جملة الدلالة اللزومية للاية قال هنا لطيفة وهي انه خاطب المعترض الجهمي الذي يناقشه قال هل تعرف ما يكون منه كلاءة وهو ليس ذي وهو ليس ذا عينين وهو ليس ذا عينين يعني لا لا تكون الكلاءة الا من ذي عينين فلما كان الله عز وجل ذا عينين اذا فهو سبحانه وتعالى يكلأ عباده ويرعاهم ويحرسهم انت اذا قلت لشخص لا تخف اذهب ولا تخف فانك على عيني او انك بعيني فان كل احد يدرك ان المقصود اني الاحظك واشاهدك واراقبك وبالتالي فانني ماذا ساحرسك وارعاك وادفع عنك ما قد يؤذيك وهذا لا يقوله الا من كان متصفا بماذا؟ الا من كان متصفا بصفة العين في الاصل وبالتالي فاذا قرأت لاحد من اهل العلم انه فسر قوله تعالى ولتصنع على عيني يعني على كلاءة مني وحفظ ورعاية الى اخره. فاعلم ان هذا من تفسيري باللازم ثم تنبه الى ان اهل السنة والجماعة يجمعون بين ها اثبات الدلالتين واما اهل البدع فانهم يثبتون الدلالة اللزومية دون دلالة المطابقة يقول هذه الاية لا تدل الا على ماذا الا على الدلالة اللزومية فمعنى قوله ولتصنع على عيني لا يعني قوله تعالى ولتصنع على عينه لا يستفاد منه صفة العين انما يستفاد منه فقط ان الله يرعى ويكلأ يحرص الى غير ذلك من هذه المعاني. اذا ثمة فرق بين المنهجين ان قرأت لاحد من اهل العلم انه ذكر هذه الدلالة اللزومية فقط فانك تستطيع ان تعرف آآ الى اين الى اي المنهجين يذهب بالنظر الى منهجه في ماذا في الصفات فان كان اه القاع فان كانت القاعدة عنده انه يثبت لله عز وجل الصفات على طريقة السلف فان كلامه محمول على انه ماذا فسر بالدلالة اللزومية مع كونه ماذا مع كونه يعتقد بما دلت عليه الاية مطابقة من ثبوت صفة العين لله سبحانه وتعالى. والله جل وعلا اعلم اعدل الايات احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. قوله تعالى واصبر لحكم ربك فانك باعيننا هذا امر من الله سبحانه وتعالى بالصبر والصبر كله بانواعه داخل في قوله جل وعلا واصبر لحكم ربك فان الصبر كما تعلمون ينقسم الى ثلاثة اقسام ينقسم الى صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة وهذا كله مندرج تحت قوله واصبر لحكم ربك اذ ان حكم الله جل وعلا في هذه الاية يشمل الامرين على الصحيح من كلام اهل العلم وهما الحكم الشرعي والحكم القدري فالصبر للحكم الشرعي يشمل الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية واما الصبر للحكم القدري فانه آآ يعني الصبر على اقدار الله المؤلمة. والله سبحانه وتعالى اعلم ايضا مما يستفاد من هذه الاية وكذلك الايات آآ الاخرى يستفاد من هذه الايات ثبوت يستفاد ثبوت صفة المعية لله عز وجل وهذه الايات المتعلقة بثبوت صفة العين من فوائدها ايضا ثبوت صفة المعية الخاصة لله سبحانه وتعالى ذلك ان لازم قوله جل وعلا ولتصنع على عيني فانك باعيننا يدل على هذا المعنى وهو المعية الذاتية وهو المعية الخاصة وسنتكلم عنها بالتفصيل ان شاء الله في قادم هذه العقيدة ان شاء الله جل وعلا. نعم قال رحمه الله وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. كذلك هذه الاية تدل على ما ذكرت لك سابقا قوله جل وعلا فيها ودسر يعني مسامير المسامير التي تشد بها الالواح والسفينة تصنع من هذه الالواح الخشبية التي آآ تشد بهذه الدسر يعني بهذه المسامير وقوله جل وعلا تجري باعيننا الباء ها هنا للمصاحبة لا للظرفية ولا يقول مسلم بل لا يقول عاقل بخلاف هذا ومعنى الاية مستفاد او تفسيرها يستفاد من الدلالة اللزومية لها كما ذكرت لك والله اعلم نعم وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. كذلك الامر في هذه الاية على ما سبق بيانه والخلاصة ان اهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل صفة العين ويعتقدون انهما عينان لله جل وعلا يبصر بهما وهما صفتان ذاتيتان خبريتان لعل هذا القدر فيه كفاية والله سبحانه وتعالى اعلم الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. يسأل عن قول الله جل وعلا والسماء بنيناها بايدي ان هل هذه الاية فيها اثبات صفة اليد لله جل وعلا؟ الجواب لا. هذه ليست من ايات الصفات والايدي هنا ليست هي اليد انما بايد يعني بقوة فهذه ليست من ايات الصفات ولا يستفاد منها اثبات صفة اليد لله جل وعلا انما يستفاد هذا من الادلة الاخرى ما حكم التوقف في اثبات صفة العين بلا اثبات العينين يعني كانه يقول نثبت العين دون ان نقول انهما عينان. اه ان كان الانسان يريد ان يكون له طريقة بخلاف طريقة اهل السنة والجماعة فليقل كما يشاء اما ان اراد ان يكون من اهل السنة والجماعة فليقل بقولهم وليعتقد لعقيدتهم لاي شيء يتوقف في شيء دلت عليه السنة وتأيد باجماع اهل السنة دلت عليه السنة وتأيد باجماع اهل السنة. ثم بعد ذلك يكون للانسان رأي هذا في الحقيقة ينبغي ان يعيد النظر في النهج الذي يسير عليه. السؤال كأنه يدور حول اثبات العدد في صفة العين على كل حال ثمة مسلك عقلي لاثبات صفة لاثبات العينين لله عز وجل وذلك ان الحصر العقلي يقتضي ان يقال ان الذي يثبت لله عز وجل اما ان يكون عينا واحدة او يكون عينيه او يكون اكثر من عينيه. هل هناك خيار رابع ليس هناك خيار رابع اما ان يكون الثابت لله عز وجل عينا واحدة فان هذا ترده ادلة ايات الجمع ترده ادلة ايات الجمع هذا اولا وثانيا يرده الاجماع فلم يقل احد من اهل العلم ان الذي يثبت لله عز وجل عين واحدة اللهم الا ما قال ابن حزم رحمه الله ابن حزم قال هنا كلمة عجيبة قال نثبت لله عز وجل عينا واعينا نثبت لله عينا واعينا ولا ادري ما معنى هذا الكلام؟ هل يريد ان نثبت لله عز وجل اعينا كثيرة وبالتالي فما معنى قوله عينا اما ان كان اراد ان العين شيء والاعين شيء اخر فهذا في الحقيقة من الغرائب التي لم يسبق اليها ولم يتابع عليها المقصود ان القول بان الثابت لله عز وجل عين واحدة بالصبر والتقسيم غير صحيح طيب الثابت لله جل وعلا اعين كثيرة وهذا لم يقل به احد قط لا من المفلتين لهذه الصفة ولا ولا من النافين لهذه الصفة وبالتالي فان هذا مردود فتعين ان يكون الثابت لله عز وجل عينان لا غير. تعين ان يكون الثابت لله جل وعلا عينان لا غير. نسيت ان انبه الى ان اهل البدع كعادتهم آآ نفوا ثبوت العين لله عز وجل وتأولوا الايات التي وردت فيها من اشهر ما قيل في تأويل صفة العين لله جل وعلا تأويلهم العين بالبصر فالعين في النصوص اذا اضيفت لله عز وجل فالمراد البصر المراد النظر ولا شك ان هذا مخالف للغة مخالف للعرف مخالف للعقل مخالف للاجماع كل احد يدرك الفرق بين العين والبصر. العين الة البصر الابصار يكون بالعين وليس ان البصر هو العين. ولذا الاعمى عنده عين نعم عنده عين عنده بصر ليس عنده بصر اذا لم يكن الامران شيئا واحدة ثمة فرق بين البصر وبين العين ثم انه يقال لماذا فررت من اثبات العين لله جل وعلا سيقول قطعا فرارا من التشويه نقول ما صنعت شيئا لانه ان كان اثبات العين يقتضي التشبيه فاثبات البصر يقتضي التشبيه ولابد كل ما تقوله او تدعي انه يلزم من اثبات صفة العين لازم لك في اثبات صفة البصر ولابد ان قلت اثبات العين يقتضي التشبيه لاننا لا نعقل من له عينا الا وهو مخلوق فاننا سنتنزل معك في الخطاب نقول ونحن لا نعقل من له بصر الا وهو مخلوق وسنتسلسل معك حتى تقر بان الباب واحد وان القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر لعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين