بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء وقوله انني معكما اسمع وارى ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد ساق المؤلف رحمه الله ها هنا جملة من الايات التي تدل على ثبوت صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى ولعلك تذكر ان الشيخ رحمه الله ساق فيما مضى ايتين تتعلقان بهاتين الصفتين وقد اورد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله تعالى ان الله نعمنا يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرة فهل هذا تكرار من الشيخ لهاتين الصفتين هذا قد يكون واردا على بعد لان من تعمد منهج الشيخ بما يورد من الادلة يجده حريصا على ان يورد بكل آآ مرة ما يدل على صفات جديدة يمكن ان يلتمس توجيه لهذا التصرف كما ذكر بعضهم وهو انه لعله اراد التنبيه على ان صفة السمع والبصر ينظر اليهما باعتبارهما صفتين ذاتيتين وهذا ما اراد اثباته للمرة الاولى لا سيما وانه اثبت الصفتين من خلال ايراد اسمي السميع والبصير وارادها هنا التنبيه على ان صفتي السمع والبصر من وجه اخر اراد انهما فعليتان نرشح هذا الاحتمال انه اورد ها هنا ما يدل على ثبوت هذه الصفة من خلال صيغ الافعال وهذا يدل على انهما صفتان ماذا فعليتان مهما يكن من شيء فان الشأن في هاتين الصفتين كما مضى الكلام فيه في اه ذاك الدرس الفائت وهو ان اهل السنة والجماعة يجمعون على ثبوت هاتين الصفتين والله يسمع سمعا يليق به ويبصر بصرا يليق به وتذكرون اننا قلنا انه قد ثبت لله عز وجل صفات متقاربة في المعنى وهي البصر والرؤية والنظر كذلك في السمع ثبت في حق الله عز وجل صفة السمع وثبتت صفة قريبة منها ايضا وهي ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ما اذن الله لشيء اذنه لنبي يتلو القرآن يتغنى به او قال يرفع به صوته هذا من الاذى والاذن في اللغة هو الاستماع وهذا مما يؤيد ويؤكد ان صفة السمع صفة فعلية اختيارية فثمة استماع ابلغوا من استماعه. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ما اذن الله لشيء اذنه لنبي فهذا ابلغ ما يكون من ماذا من استماع الله سبحانه وتعالى والمقصود ان اثبات هاتين الصفتين لله سبحانه وتعالى امرا مقطوع به لدلالة الكتاب والسنة والاجماع والعقل على ذلك وتذكرون اننا تكلمنا عن السمع وانه يراد به ادراك الاصوات هذا ما يعقله العقلاء من هذه الكلمة وان البصر ادراك الاشياء هذا ما يعقله العقلاء من هذا المعنى هذا المعنى وذاك هو اكثر ما جاء في النصوص التي ثبت فيها آآ ما يتعلق بهاتين الصفتين يعني ثبوت هاتين الصفتين لله سبحانه وتعالى باكثر النصوص اريد به هذا المعنى. اريد من السمع ادراكه الاصوات واريد من البصر ادراك الاشياء جاء السمع ان كنتم تذكرون بمعنى اخر وهو بمعنى الاجابة انك سميع الدعاء سمع الله لمن حمده ومن دعاء لا يسمع كل ذلك كان بمعنى زائدا على مجرد ادراك الصوت فانه يتضمن معنى الاجابة وكذلك قلنا ان البصر يأتي بمعنى الخبرة بالاشياء يدل على هذا قوله تعالى انه كان بعباده خبيرا بصيرة عودا على بدء فيما يتعلق باثبات هاتين الصفتين لعلكم تذكرون اننا تكلمنا وقلنا ان هاتين الصفتين صفتان ذاتيتان فعليتان ذاتيتان من حيث كونهما متعلقان بالله سبحانه وتعالى ازلا وابدا فلا ينفكان عن الذات ولم يكن الله سبحانه وتعالى عادما لهذا الكمال ثم اتصف به بل لم يزلوا بل لم يزل ولا يزال سبحانه وتعالى سميعا بصيرة ومن جهة اخرى كعتان الصفتان فعليتان اختياريتان وذلك من حيث تعلق السمع بالصوت الحادث ومن حيث تعلق البصر بالشيء الحادث فالله عز وجل يسمع الصوت عند حدوثه ويرى الاشياء عند هذا هو الحق المحض الذي لا شك فيه ويدل على ذلك جملة من الادلة من ذلك قول الله عز وجل في صفة السمع للاية التي مرت بنا قبل قليل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها متى سمع الله عز وجل هذا الصوت حين كانت المجادلة خانة بنتي آآ خالة بنت ثعلبة رضي الله عنها تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ايضا قوله تعالى والله يسمع تحاوراكما فهذا قطعي في ان الله عز وجل سمع الصوت عند حدوثه كذلك الشأن في البصر اللهم جل وعلا يقول الذي يراك حين تقوم والرؤية تعلقت بماذا بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت معين وليس وليس قبله كذلك قوله تعالى ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون وقل مثل هذا في قوله تعالى وقل اعملوا اسير الله عملكم. اذا الله عز وجل يرى الاشياء عند حدوثها عند وجودها لا قبل ذلك وهذا يدلك على انهما صفتان اختياريتان والقاعدة عند اهل السنة والجماعة ان كل ما كان من صفات الله عز وجل آآ اعني احاد الصفات بعد عدمه فانه متعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى فاذا تكلم الله عز وجل بالقرآن بعد ان لم يكن متكلما به فانه كان تكلما ها بمشيئته سبحانه وتعالى واذا استوى على العرش بعد خلق السماوات والارض فانه كان بمشيئته وهكذا اذا كان يأتي سبحانه وتعالى ويوم القيامة لفصل القضاء اتيانه هذا كان بماذا بمشيئته وهكذا كل صفة تكون افرادها بعد عدمها فانها انما تكون بماذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا ينطبق على صفتي السمع والبصر يرحمك الله من حيث تعلقهما بالصوت الحادث ومن حيث تعلقهما بالذات الحادثة قد يقول قائل الا يلزم من هذا انه اذا كان الامر متعلقا بمشيئة الله عز وجل الا يرى او الا يسمع شيئا يعني يمكن ان يشاء سماع شيء ويمكن ان يشاء عدم سماع شيء اخر فنقول ان الله سبحانه وتعالى يسمع كل صوت وعائشة رضي الله عنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات. كذلك الله عز وجل بصير بجميع الاشياء ولا تعارض بين كون هاتين الصفتين اه فعليتين اختياريتين وبين كون الله عز وجل يرى بمشيئته ويسمع بمشيئته وثمة قاعدة نبه عليها اهل العلم وهي ان كون الشيء واقعا لا محالة لا ينافي كونه واقعا بمشيئة الله عز وجل طعم الشيء واقعا لا محالة لا ينافي كانه واقعا بمشيئة الله عز وجل الا ترى ان صفة المحبة صفة اختيارية الله عز وجل يحب اذا شاء وقد اخبر سبحانه وتعالى انه يحب التوابين ويحب المتطهرين افيقول قائل انه يجوز الا يحب تائبا مثلا لان الامر كان معلقا بمشيئة الله؟ كلا. فالله عز وجل يحب كل تائب وان كانت محبته بمشيئته كذلك الله عز وجل يسمع كل صوت وان كان سمعه بمشيئته ولا اشكال في ذلك ولله الحمد. اوصيك في فهم هذا المعنى الذي قرره اهل السنة والجماعة وصك بالرجوع الى رسالة الصفات الاختيارية لشيخ الاسلام ابن تيمية فانه من احسن من جل الكلام عن هاتين الصفتين وبين هذا المعنى فيهما ولعلك تراجع ذلك في مجموع الفتاوى في الجزء السادس في صحيفة اثنتين وسبعين ومئة كذلك اشار الى هذا المعنى في المجلد الثالث عشر من مجموع الفتاوى في صحيفة احدى وثلاثين ومئة فما بعد وآآ اذا تقرر هذا اقول ان اثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى قد دل عليهما كما قد علمت الكتاب والسنة ومضى ذكر شيء من ادلة ذلك وكذلك الاجماع فاجماع المسلمين قاطبة المسلمون الذين بقوا على الاسلام المحض الذي لم تشبه شائب البدع والمحدثات هؤلاء كلهم قاطبة قالوا بثبوت السمع والبصر لله جل وعلا ولم يخالف في ذلك الا شذاذ من اهل البدع الذين لا عبرة بنفاقهم فضلا عن خلافهم واما دلالة العقل على اثبات هاتين الصفتين فلها وجوه اشهرها وجهان يعرفان عند اهل العلم بدليل الكمال وبدليل المقابلة. انتبه انا احرص على ان اجد من خلال الكلام عن بعض الصفات ان اجد فرصة للكلام عن قواعد واصول وضوابط عند اهل السنة او عند مخالفيهم ومناقشتها لتقرير عقيدة اهل السنة والجماعة في هذا المقام. يعني ليس آآ المراد ان نقرر معنى الصفة فحسب بل حتى القواعد التي اه قرر اهل السنة والجماعة اثبات الصفات من خلالها وكذلك ما عارض فيه المخالفون. والكلام في صفتي السمع والبصر فرصة للتنبيه على جملة من القواعد والاصول التي اهل السنة والتي قررها مخالفوهم من ذلك ما تعلق بالدلالة العقلية على اثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى وهذا ينبهك بما ان اهل السنة والجماعة لم يضمنوا العقل كما يرميهم بذلك مخالفوهم انما اهل السنة والجماعة اعمل العقل في مجاله. وانزلوه منزلته. دون افراط او تفريط. هذا جنازة اهل السنة والجماعة في تعاملهم مع العقل ما يتعلق باثبات هاتين الصفتين من خلال العقل يمكن ان نبين من خلال الكمال و المقابلة ولك ان تقول دليل الطبية وكلاهما مرجعان الى قاعدة اصيلة عند اهل السنة في بعض الاسماء والصفات وهي قاعدة قياس الاولى. قاعدة ماذا قياسي الاولى قياس الاولى دل عليه قال الله جل وعلا ولله المثل الاعلى وقوله وله المثل الاعلى القياس هو في الجملة نرجع الى ثلاثة انواع قياس تمثيل كقياس الاصوليين وقياس شمول كقياس المنطقة وهذان لا يجوز استعمالهما في حق الله سبحانه وتعالى لان القياس فيهما نقتضي التسوية بين الخالق والمخلوق. ولا شك ان هذا من اظلم الظلم والله ان كنا لفي ضلال مبين مصوركم برب العالمين. لا يجوز بحال ارى مقاس الله سبحانه وتعالى بخلقه لا قياس تمثيل ولا قياس شمول بينما يجوز استعمال قياس الاولى وقياس الاولى له شقان شق يتعلق بجانب الاثبات وشق يتعلق بجانب الترزيح بجانب الاثبات وشق يتعلق بجانب التنزيه اما ما يتعلق بجانب الاثبات هو انه قال انما كلك مال اتصف به المخلوق. لا نقص فيه بوجه من الوجوه. فالخالق اولى به لان معطي الكمال اولى به كل كمال اتصف به المخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وبالتالي بعد بين قوسين المراد الكمال المطلق المراد الكمال المطلق فان الباري سبحانه وتعالى اولى به لان معطي الكمال اوراده وبالتالي فالله عز وجل يحب لان صفة المحبة كمال ومن يحب اكمل ممن ما يحب وبالتالي نثبت من الله عز وجل هذه الصفة هذا ضمون عقلي يؤيد الدليل النقي هذا القياس مؤيدا للدليل النقلي هذا محله كذلك نثبت الى الله عز وجل صفة الكلام. لان الذي يتكلم اكمل لا يتكلم وقل مثل هذا في الفعل وقل مثل هذا في الخلق وقل مثل هذا في القدرة الى اخر ما يتعلق بصفات الله عز وجل ها هنا قد يقول قائل ما قلنا بهذا للزم مثلا اثبات الاكل والشرب لله سبحانه وتعالى كيف المعقول ان من يأكل ويشرب اكمل ممن لا يأكل ويشرب قل مثل هذا في النوم من ينام من المخلوقات اكمل ممن لا ينام والجواب عن هذا فهو قال ان الكمال في هذا المثال كمال نسبي ونحن نتحدث عن الكمال المطلق. ماذا يريد بالكمال النسبي الكمال النسبي هو الكمال الذي يكون في جانب ولكننا نقص في جانب اخر كمال من وجه لكننا نقص من وجه اخر فالنوم والاكل والشرب نعم صفات كمال في المخلوقين ولكن اذا نظر الى هذه الصفات من جهة اخرى تجد انها تستلزم النقص لانها تدل على الافتقار ما معنى يكون الانسان لانها محتاج الى الاكل ولماذا ينام لانه محتاج الى النوم والاحتياج نقصد نوضح هذا الوجه الاخر الله عز وجل او اقول المخلوقات كانت في هذه الصفات كاملة بها الله عز وجل كان كاملا بغناه عنها اتى به المخلوق كمل حلالا يليق به لغناه بها متى كان غنيا لانه كمل بها استغنى بها وكمال الله عز وجل كان لغناه عنها فهنالك الله سبحانه وتعالى لا يأكل ولا يطعم سبحانه وتعالى. لان كماله فيه نراه عنها وكمال المخلوق في رواه بها ولا شك ان الغني عن الشيء اكمل من الغني به فان الغنى العالي عن الشيء ما به فان الغنى العالي عن الشيء لا به وبالتالي تبين لنا ان مجال هذه القاعدة انما يتعلق بماذا بكمال مطلق وما هو الكمان المطلق الذي لا ينتابه نقصا بوجه مبروه. طيب بنعمل كمال في شق التنزيه وقالوا في تقريره ان كل نقص نتنزه عنه المخلوق فالله عز وجل اولى بالتنقص اولى بالتنزه عنهم اذا كان الكذب واذا كان الظلم واذا كان الفقر نقصا يتنزه عنه المخلوق فالله سبحانه وتعالى اولى ان يتنزه عنه لنطبق هذه القاعدة من خلال اه صفتي السمع والبصر اما ما يتعلق دليل الكمال في جانب الاثبات فهو الذي اسميناه بي دليل الكمال وهو ان البصر صفة كمال ومن يبصر اكمل ممن لا يبصر المبصر اكمل من الاعلى وبالتالي اذا كان هذا كمالا في المخلوق فالله عز وجل اولى به. فتقرر عندنا اثبات هذه الصفة من خلال هذه دلالة العقلية وانا اقول عقلية والشرعية ايضا لان هذه الوجهة من الدلالة قد ارشد اليه القرآن اليس الله عز وجل يقول قل هل يستوي الاعمى والبصير ربنا سبحانه وتعالى الى عقولنا هل يستوي الاعمى على البصير؟ الجواب لا. العقل الصريح يقتضي ان البصيرة اكمل من الاعمى وبالتالي كان الله عز وجل اولى بهذه الصفة فثبت لله عز وجل صفة صفة البصر بالدلالة العقلية التي هي دلالة او هذا دليل الكمال كما هو معروف عند المتكلمين وهذا التقرير قد وافق اهل السنة عليه بعض المتكلمين وبعضهم قدح فيه ومن قدح فيه لمنصب ومن استدل به فانه اصاب الحق. وافق الدليل النقلي ووافق ما كان عليه السلف الصالح اما دليل المقابلة او دليل الضدية فتقريره ان ان البصر والعمى ضبان واذا كان كذلك اما ان يثبت لله سبحانه وتعالى صفة البصر او نثبت لله صفة العمى التقابل بين البصر والعمى كما يقول المناطق من تقابل السلب والايجاب لابد من ثبات ماذا احد الصفتين فان لم يكن الله عز وجل مبصرا كان اعمى والعماصفة نقص والنقص باجماع المسلمين ونزه الله سبحانه وتعالى عنه. فثبت حينئذ انه يجب ان يكون مبصرة هذا القدر او هذه الصفة ثابتة لله عز وجل وجوبا اذا تلاحظ ان تقريرنا لهذه الدلالة العقلية كان من خلال قياس الاولى في شق من شقين التنزيه هنا هذا نقص منزه الله سبحانه وتعالى عنه. واذا كان نقصا ينزه الله عز وجل عنه ثبت لله ضده وهو البصر فهمنا السمع والصنم دبان تقابلهما من تقابل السلب والايجاب. واحذر من خطأ متكلمين لنا حينما يقولون انهما من تقابل العدم والملكة او تقابل الملكة والعدم ليس بصحيح بينما من تقابل السلب والايجاب بمعنى انهما ضبان دون ان يثبت هذا واما ان يثبت هذا. فلو قلنا بثبوت الصمم تعالى الله عن ذلك لاقتضى هذا النقص والله منزرا عن النقص فلزم اثبات الطبي وهو السمع وهذا هو المطلوب. وهذه الدلالة التي اسميناها او ارجعناه الى دليل التقابل او الى دليل الضدية هذا القدر آآ قد ارشد اليه القرآن ايضا الم تسمع الى قول الله عز وجل يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر لماذا بلغوا عليه الصلاة والسلام يعني ابراهيم عليه السلام نبه ودل اباه على ان عدم السمع والبصر نقصا والاله لا يجوز ان يكون ناقصا قال جل وعلا اي ارشاد المشركين وربهم الى عقولهم قال هل يسمعونكم ها هل يسمعونكم اذ تدعون كل عاقل يدرك ان الهة المشركين لا تسمع واذا كانت لا تسمع فان هذا في حقها ماذا نقص والاله لا يجوز ان يكون ناقصة اذا الله عز وجل لا يجوز ان نوصف بماذا بعظم السمع وعدم البصر لان هذا لان هذين ها نقص واذا لم نثبت نثبتهما لله عز وجل ها وجب اثبات الظلمة على وهو السمع والبصر. هذا ما يسمى بدليل دليل التقابل او دليل الضدية. وعلى كل حال انا فقط اردت تنبيهك يرعاك الله الى مكانة العقل المتوازنة الوسطية عند اهل السنة والجماعة دون غلو ودون ودون اجحاف اهل السنة اهل العقول الراجحة اهل السنة والجماعة انزلوا الامور منازلها لم يدعوا كما يقول مخالفوهم اما العقل يجب ان يطرح ولا يلتفت اليه كلا بل قالوا انه يعمل ولكن في محله لانك ان اعمالته في غير محله حصل فساد واضطراب بل ان العقل يدل على انه في خارج حدوده لا يعمل اليس كذلك؟ وبالتالي كان العقل مرشدا الى انه يجب ان يكون له حدود يعمل فيها. وما زاد على ذلك فلا يجوز ان يعمل فيه. اضف الى هذا ان اهل السنة والجماعة مع اعمالهم للعقل الا انهم يرونه تابعا ويرون النقل متبوعا وان اعطينا العقل قدره وانزرناه منزلته ولكن على شرط ان يكون تابعا لا متبوعا ان يكون خلفه النقل لا ان يكون متقدما على النقل وهذا فارق مهم بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم ولعلنا نفرد الكلام عن العقل منازلته عند اهل السنة والجماعة في وقت اوسع ان شاء الله تعالى انتقلوا بعد ذلك الى موقف المخالفين من هاتين الصفتين فان الكلام في ذلك سوف يجرنا الى توضيح بعض القواعد والاصول والالزامات التي تدلك على هشاشة موقفي المتكلمون في بعض الصفات من المتكلمين من كان صريحا صفة السمع والبصر صراحة والامر غير معجز يمكن ان تنفي كل ما تريد كل ما لا تريد اثباتا والامر نسيته ليس لك الا ان تركب مركبة التأويل ثم تتجاوز ما تريد بلغ الحالة ببعض المتكلمين ان اول صفة السمع بل اسمع نسمع بمعنى نسمع والله سماع بمعنى مسمع يعني جعل المخلوق يسمع نقول مثل هذا في البصر وفي اسمه بصير وهذا يا اخوة ليس خطأ بل هذا فجور في الخصومة هذا تلاعب بكتاب الله عز وجل اي عاقل بل اي احمق معرف او لا نفهم من قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله نسمع تحاركما نفهم من هذا ان الله جعل المخلوق يسمع هذا في الحقيقة تلاعب وعبث بكتاب الله سبحانه وتعالى اتي الان الى قوم من المتكلمين زعموا انهم يثبتون لله عز وجل هاتين الصفتين واشتهر عند كثيرا من طلبة العلم انهم يوافقون اهل السنة والجماعة في اثبات هاتين الصفتين وغيرها من الصفات او من صفات المعاني او ما يسمونه بالصفات النفسية لله سبحانه وتعالى له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلما واقتدر هذه الصفات السبب مواقع والنظر الدقيق والانصاف يقتضي منا ان نقول ان هذه الصفات اذا استثنينا صفة الحياة موافقتهم فيها لاهل السنة موافقة جزئية غير كاملة اذ انهم قد وقعوا في اخطاء تمنع ان يكون اثباتهم لها جاريا على نهج السلف الصالح دعنا نطبق هذا على اه صفتي او ما يتعلق بصفتي السمع والبصر لله عز وجل من الاخطاء التي وقع فيها هؤلاء بهاتين الصفتين اولا ان منهم ما زعم ان السمع والبصر انما هما صفتا انما هما صفة العلم لا اقل ولا اكثر اول نقول ونحن نثبت لله عز وجل السمع ونثبت ونثبت لله عز وجل البصر ولكن السمع والبصر ما هما الا الا العلم وبعضهم قال علما خاص السمع علم خاص بالاصوات والبصر علم خاص بالذوات او بالمبصرات اذا عاد العلم عاد السمع وعاد البصر الى العلم وهذا تأويل قبيح وباطلا من القول فان السمع والبصر ان السمع شيء والبصر شيء والعلم شيء وهذا ما يدركه الانسان بعقله وهذا ما جاء في القرآن عز وجل بيانه. الله سبحانه وتعالى فرق بين السميع والعليم فاخبر عن نفسه انه السميع العنان فدل هذا على ان هناك سماع على ان هناك سمعا وهناك علما وهذا يدركه الانسان ببداهة العقل الا ترى الى ان الاصم يعلم ان الناس تتكلم ولكنه لا يسمع اصواتهم اما ترى الى ان الاعمى يعلم ان هناك اشياء وان هناك اشخاص وان هناك الوانا ولكنهم يشاهدها ولا يراها. اذا فرق بين السمع والبصر والعلم يرحمك الله بعضهم اخطأ في جانب اخر قالوا ان السمع والبصر صفتان ذاتيتان وهذا يلزمهم فيه احد لازميه القول بان السمع قديم بان الصوت قديما. الصوت الحادث قديم والذوات المخلوقة عظيمة ما معنى ان السمع ذاتي وان البصر ذاتي عندهم. يقولون لم يزل الله عز وجل يسمع هذا الصوت. صوتي الان او صوت الاذان او صوت الالة الحادثة الله عز وجل سمعها في الازل وبالتالي تكون هذه الاصوات بضرورة العقل ها ازلية وهذا ما يخالف ضرورة العقل فاننا ندرك ان الصوت ماذا حادث وجد بعد عدمه كذلك الاشياء توجد بعد ان كانت معدومة وبالتالي اما القول بان الاصوات الحادثة او الذوات المخلوقة هذه ماذا ازامية وهذا لا يقوله عاقل او ان السمع والبصر تعلق بالمعدوم احد اللازمين لا شك انه لازم لهما ان يقول ان السمع والبصر تعلقا ده معدوم وهذا ايضا لا يقوله عاقل السمع ادراك صوت والبصر ادراكه ذات وبالتالي القول بانه ما تعلق بمعدوم هذا قول مناف لصريح العقل فثبت انه لا يجوز ان يقال ان السمع والبصر صفتان ذاتيتان ثم يقال ان كان هؤلاء يفرقون بين السمع والبصر وبين العلم كما هو عليه اكثر المتكلمين الذين اتحدث عنهم فانه يقال لهم وهذا الزام جيد ذكره شيخ الاسلام رحمه الله وهو ان يقال له حينما يحدث الصوت او يوجد المخلوق هل تجدد في حق الله عز وجل شيء ام لا لو قالوا ما تجدد شيء رجعوا الى صفته العلم وان قالوا تجدد شيء لزمهم ها لزمهم ان الصفة تعلقت بماذا تعلقت بهذا الامر المحدث فكانت صفة اختيارية لا صفة لا صفة ذاتية. طيب لماذا القوم مثل ران من جعلي هاتين الصفتين آآ ذاتيتين لماذا الجواب انهم يفرون من شيء اسموه حلول الحوادث ماذا تمام الحوادث قالوا هذه الامور السمع والبصر استواء نزول مجيء اتيان الى اخره هذه حوادث والحوادث لا تحل الا بحادث والله قديم ليس بحادث فلازم انفع عن الله سبحانه وتعالى هذه سفسطة قادة القوم الى الوقوع في نفي كثير من صفات الله عز وجل وهذه شبهة كبرى قلبهم فرحوا بها كثيرا لانها في زعمهم اثبتوا حدوث العالم وقيدنا الصانع من خلال فاصطدم بالصفات الاختيارية فقال لابد حينئذ حتى يسلم لنا هذا الدليل الذي اثبتنا به اضاف العالم قدم الصانع يلزمنا ايضا ان نحافظ عليه وبالتالي من في هذه الصفات الاختيارية عن الله سبحانه وتعالى والجواب عن هذا ان يقال اولا القوم اصطلحوا على مصطلحات رد النصوص اليها وحكموا عليها بالقبول او الرد توبة واياها وهذا مسلك باطل عند جميع العقلاء وصف الصفات بالحوادث من اين لكم ذلك هذا من بدعة لغوية كما انها بدعة شرعية لو كنتم تريدون بالحدوث طبعا هذه الكلمة يا اخوتاه كلمة مجملة تحتمل حقا وتحتمل باطلا وقد علمنا في قاعدة اهل السنة والجماعة ان الالفاظ المجملة اولا لا تستعمل البتة عند اهل السنة في تقرير المعتقد. بل اهل السنة يناسبون من يستعملوها الى البدعة ثم في مقام المناظرة مع من يستعملها فانهم يستفصلون يقبلون المعنى الصحيح بلفظه الشرعي ويردون المعنى الباطل ولا يتكلمون باللفظ في كل حال لا بنفي ولا باثبات. هذه قاعدة اهل السنة والجماعة القول لما اطلقوا هكذا بهذا الاطلاق رغم هذه الصفات الاختيارية حوادث والحادث لا يكون الا بحادث حقيقة اتوا بجملة مبتدعة غير معروفة في اللغة وغير معروفة في الشرع ما هذا كتاب الله وهذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيها اثبات الصفات وليس فيها شيء من هذا الكلام هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرأون كتاب الله وكانوا يقرأون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعونه ومع ذلك فلا احد منهم قال ولا احد منهم فهم من ثبوت الاستواء والاتيان والمجيء والسمع والبصر وما اليها ان هذه حوادث والحوادث لا تحل الا بحادث والله ننزه عن الحدوث ثم يقال لهم ثانيا او لا نزال في الوجه الاول يقال لهم ماذا تريدون اطول النظارة بانه حل في الله عز وجل شيء من مخلوقاته من قال ذلك فنقول نحن ننزه الله سبحانه وتعالى عن ذلك ولا احد من المسلمين يقوم بهذا اثبات الصفات كالسمع والبصر والاستواء لا يقتضي بها. لا يقتضي هذا بوجه من الوجوه وان كنتم تريدون انه قد تجدد في حق الله عز وجل شيء فاننا نلتزم بهذا ونقول انه لا يلزمه باطل بنى الله عز وجل يقول ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث تكلم الله عز وجل به بعد ان لم يكن متكلما به فهل لزم من ذلك اي سوء او نقص في حق الله عز وجل؟ ابدا مثلا كرم الله عز وجل يفعل ما شاء هذا كمال في حق الله عز وجل ومهما اصطلحتم على اصطلاحات فانها لا تقدح في ذلك انتبهوا نحن نقول هذه الصفات تقتضي ان الله عز وجل يفعل ها؟ اذا شاء ولا يلزم من هذا نقص وبالتالي ما ذكرتموه من ان هذا حدوث والحدوث لا يكون الا في الاجسام والاجسام لا تكون الا حادثة لا شك ان هذا كلام باطل لا دليل قيل عليه ثم يقال ثانيا مرت بنا قاعدة تقول صفات كل ما صوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته ان كنتم تزعمون ان وجود هذه الامور التي اسميتمها حوادث في المخلوق تدل على حدوثه فنحن نسلم ذلك؟ بل نعتقد انه هو لو لم يفعل هذه او لو لم يقم به هذا الامر فانه ماذا مخلوق فنحن لا نتحدث عن هذا اما ان كنتم تريدون ان ما قام بالله سبحانه وتعالى من ذلك نقتضي انا عايز من اليمن يكون في المخلوق فهذه دعوة لا دليل عليها ونحن ننزه الله سبحانه وتعالى عن ذلك. حقيقة الامر ان القوم مشبهة وهذه قلناها فيما مضى هؤلاء معطلة شبهوا معطلة تشبهوا تعطيلهم ما اقتنعه تشبيهان حقيقة الامر ها هنا انهم جعلوا الصفة التي تقوم بالله سبحانه وتعالى هي الصفة التي تقوم بنانا المخلوق ونحن نقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد. فلا تضربوا لله الامثال. فلا تجعله لله عباده يلا يا جماعة واحنا نقول انتم حينما حكمتم حكمتم على ماذا على ما تعقلون من صفات المخلوقات من اروع الحوادث والحوادث لا تقوم الا بحادث نقول هذا في حق هذا كلام ان سلمناه فهو لا يتجاوز حدود المخلوقين والله ليس كمثله شيء ثم يقال لهم ثالثة اتثبتون لله عز وجل صفة الخلق والرزق ام لا ان اثبتم ان الله عز وجل يخلق الاشياء ويوجدها بعد العدم فقد قلتم ولابد بماذا بما اسميتموه حلول الحوادث ما فهمنا هذه عند القوم الله عز وجل موجد الشيء بعد عدمه يخلق هذا بعد ان لا يكون مخلوقا اوجدني واوجدك واوجد الثالث والجميع بعد ان لنا نكن موجودين اجيبوا يا جماعة هل يشك في هذا مصلب لا اشك في هذا مسلم. طيب نحن نقول ان كان الخلق والخلق فعل اوجد الله عز وجل شيئا لم يكن موجودا يعني فعل فعلا معينا او كان ما زعمتم من ان قيام الصفات الاختيارية يقتضي حلول الحوادث فيلزمكم ان يكون ان يكون الخلق والرزق ها اليه او يقتضي حلول الحوادث وبالتالي انتم بين امرين اما ان تثبتوا الخلق والرزق وتثبتوا ايضا الاستواءة والنزول والاتيان والسمع والبصر فتسقط حجتكم او تطردوا حجتكم. وبالتالي تنفون ماذا تنفون عن الله عز وجل الخلق والرزق فتكفرون فهمنا يا جماعة احد الامرين لازم لهم ولابد القول في بعض الصفات القول في البعض الاخر قال القوم ها هنا نحن ننزه الله عز وجل في هذا الفعل عن سمات الحداث ايش قال ينزل الله عن سمات الحدود كما يقول فنقول يا قوم والله ان اهل السنة حقا وصدقا لاحرى صممكم على تنزيه صفات الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين اذا قلتم ما وزع الله عز وجل عن سمات الحدوث يعني مشابهة المخلوقين في الايجاد والرزق والفعل بل تقول ايضا هذا في الاستواء والاتيان والمجيء والسمع والبصر كما يقوله اهل السنة اهل السمع الله من يقض به لا كفعل المخلوقين ونزاله معك نزول المخلوقين وبالتالي ينتقبه ينتقد قولهم طيب مكمل ولا تعبت اليوم شوية درس في عمق ها مكمل ولا طيب من الاخطاء التي وقع فيها القوم في جانب اثباتهم بصفتي السمع والبصر انهم لما اتوا الى اثبات السمع والبصر اضافوا اشياء محدثة تعود على قولهم بالمفارقة عن قول اهل السنة والجماعة تماما بمعنى القوم لما اتوا الى اثبات السمع لله عز وجل قالوا نثبت لله عز وجل سمعا وما الة ولا حاسة ولا مقابلة ولا ملاقاة ولا كذا ولا كذا ولا كذا فلما زاروا الى صفة البصر قال ونثبت لله عز وجل صفة البصر بلا جارحة ولا حاسة مقابلة ولا مماسة الى اخره ونحن نقول هذه الفاظا محدثة مبتدأة مجملة تحتمله حقا وباطلا وبذلك بالتالي نحن لا نخوض فيها باثبات او نفي وانما نستفصل عمن يستعمل ذلك مع اعتقادنا ان هذا المسلك اصلا مسلك مبتدع ولا كان السلف الصالح يخوضون هذا الخوض انبه على موقف اخر يدلك على مدى اضطراب القوم ومخالفتهم لمنهج الحق الا وهو انهم اضطربوا كثيرا في متعلق السمع والبصر بمعنى او عقلاء على ما عليه اهل السنة والجماعة من ان متعلق السمع هو الصوت ومتعلق البصر الذوات اليس كذلك؟ الذوات والالوان وما اليها لكن القوم اضطربوا هنا كثيرا حتى ان منهم من قال ان متعلق السمع كل شيء ومتعلق البصر كل شيء حتى قال بعضهم ان الله عز وجل يسمع الاصوات والالوان والذوات ويبصر الذوات والالوان والاصوات وهذا قول لا يستحق الوقوف عنده لان هذا واضح الضلال والانحراف وهذا يؤكد على ان جل كلام القوم يدل على انهم يحومون حول العلم انما القضية عندهم انكشاف كما يقول بعض ائمتهم القضية ما هي الا ان انكشافا اقوى من انكشافه العلم صفة بها تنكشف الاشياء وكذلك السمع وكذلك البصر. اللهم الا ان هناك انكشافا اقوى من انكشاف هذا يدلك على ان القوم يدورون على صفة على صفة العلم لله سبحانه وتعالى انبه اخيرا على ما يلزم هؤلاء ان كانوا صادقين لاثبات السمع والبصر لله عز وجل فانه يلزمهم لازم مهم وهو سقوط الشبهة التي يتذرعون بها كثيرا في نفي صفات الله سبحانه وتعالى الشبهة العريضة التي دائما ما يكررونها ويتذرعون بها الى نفي صفات الله عز وجل وكررناها كثيرا هي في الحقيقة شبهة التشبيه شبهات التشبيه لماذا تنفون عن الله عز وجل اليد والوجه والعين ها لان اثباتها يقتضي التشبيه. هكذا يقولون انقول انتم بين امرين اما ان تثبتوا السمع والبصر وتثبت العين واليد والوجه او تنفوها طمع اما هذا الاضطراب هذا ليس مسلك العقلاء هذا تحكم غير مقبول بمعنى القوم مزعمون انهم اثبتوا السمع والبصر ولكن لما اتوا الى صفة العين ومرت بنا قريبا وصفة اليد ومرت بنا قريبا قال ماذا لا نسبتها لله لان اثباتها يقتضي التشبيه. قالوا لا نعقل من له يد الا وهو مخلوق ولا نعقل من له علما الا وهو مخلوق. اذا يتعين ان ننفي عن الله عز وجل هاتين الصفتين وامثالهما هكذا قالوا ولا لا نعم فنقول نتنزل معكم في الجبال ونقول وكذلك السمع والبصر نحن لم نرهما الا في مخلوق فلاي شيء اثبتموها واذا كنا عندكم مشبهة لاننا اثبتنا العين والوجه واليد فاننا نقول وانتم مشبهة لانكم اثبتم السمع والبصر كل تهمة تتهمون تتهموننا بها فاننا نعيدها عليكم وكنا مشبهة لاننا اثبتنا الوجه واليد والعين فانتم مشبهة لانكم اثبتم السمع والبصر ان قلتم لا نعقل تلك الصفات الا في مخلوق فنقول ونحن لا نعقل ولم نرى السمع والبصر الا في مخلوق فاما ان تثبتوها جميعا او تنفوها جميعا قالوا نحن نقول سمع الله وبصره يليقان به منزهان عن مشابهة المخلوقين ماذا نقول يقول هذا كلامكم سنأخذه ونضعه عليكم لاننا حقا نقول يده ووجهه وعينه ونزوله كسمعه وبصره يليقان به وتلك الصفات تليق به لا على وجه مشابهة المخلوقين فتسقط بالتالي شبهة التشبيه وهذا الامر لازم لهم لا حيلة لهم فيه ولذلك ادرك بعض ائمتهم ومحققيهم هذا الاشكال الكبير كيف يا قومنا تثبتون السمع والبصر لله عز وجل ما يلزمهما ما يلزمه غيرهما بل ان شئت اقول انهما بمخلوقين اوسق من غيرهما لا يكاد يوجد حي الا وهو يسمع ويبصر لكن ليس كل حي يستوي صح وليس كل حي موزل صح اذا ان كان الاستياء والاتيان تشبيها في السمع والبصر تشبيه اشد اقول قال بعض ائمتهم الامر مشكل جدا وبالتالي لا نتخلص عن هذا او لا نتخلص من هذا الا بان نقول ان السمع والبصر من جنس العلم العلم وهذا المسكين ظن انه يتخلص من الاشكال بهذا والواقع انه لا يزال واقعا فيه بل حتى لو نفى صفتا العلم فاننا سنقول هل تثبت له صفة الحياة فان قال اثبت صفة الحياة قلنا لا تزال ملزما بهذا اللازم ولا يزال صوتا نضربك من يقودك الى الحق لابد ان تدعن بالحق او تصل الى النفي المحض او متكلمان يا اخوة بين امرين اما طبعا هذا اذا اراد الانصاف ولزوم مسلك آآ التجرد اما الرجوع الى الحق واما الوقوع في ماذا النفي المحض لا يثبتون لله صفة وكل العقلاء يدركون ان ما لا صفة له ها فهو عدم وبالتالي تقعون الالحاد وبالتالي تقعون في ماذا في الالحاد الالحاد نفيه وجود الخالق سبحانه وتعالى اختم بالتنبيه على اضطراب القوم وهذا مفيد لك يا طالب العلم في معرفة مذهب هؤلاء الى ان كثيرا منهم لما جاء الى اثبات هاتين الصفتين استدل عليهما بالادلة النقلية. يعني ايش الادلة النقلية الكتاب والسنة مع ان الاصل الاصيل الذي سبب انحرافهم دعواهم ان الادلة النقلية والنية الادلة النقلية عندهم والنية واذا كانت ظنية لزم من هذا تقديم العقل عليها لم لان العقل قطعي والقطعي مقدم على الظني وبالتالي لا يستدل في باب الاعتقاد بدليل النقل هكذا صرحوا لا نستدل في باب الاعتقاد بدليل نقلي اصالة تأساسا لا نؤسس على دليل النقل لان باب الاعتقاد قطعي فلا يستدل فيه الا تقاطعي والادلة النقلية عندهم ظنية وهذا في الحقيقة ظلال بل هذا الاصل طاغوت كبير دفعوا به ادلة الكتاب والسنة عن ان تكون عن ان تكون مفيدة للهداية جعلوا الهداية معلقة بماذا بالعقول باشرف المطالب وهي المطالب الالهية اما الكتاب والسنة فعزلوهما عن ذلك مع ان الله عز وجل يقول وان اهتديت فبما يوحي الي ربي سبب الهداية التمسك بالوحي او بالعقل الوحي بنص كتاب الله المقصود اكثر هؤلاء هؤلاء المتكلمون اكثرهم على الاستدلال على السمع والبصر بدليل الكتاب والسنة وهذا ايضا اوقعه في اشكال كبير كيف تستدلون في مسألة عقدية ها ببنان بني والعقيدة قطعية تراه يستدل فيها الا اننا بقطعه وهذا امر اشكل عليهم كثيرا وما استطاعوا الانفصال عنه ما استطاعوا الانفصال عنه. قال بعضهم كما تجده في شرح المواقف وشرح المقاصد وغيرهما قالوا ان الذي يلجأنا الى الاخذ بهذه الادلة النقلية مع ان الاصل فيها ظنية كثرتها لما جاءت بكثرة الجأتنا الى ماذا الاخذ بها يعني كأن المسألة مسألة اضطرار انا لله وانا اليه راجعون فنقول يا لله العجب ادلة اثبات العلوم في الكتاب والسنة اكثر من ادلة اثبات السمع والبصر. فما بالكم قبلتم الادلة النقلية هنا ورددتموها ولذلك اشكل عليهم بل اه اه شدد عليهم بعض ائمتهم كيف تستدلون بادلة نقلية فتخرمون اصلا والله انهم شددوا على اصحابه بعض ائمتهم شددوا على اصحابهم كيف تفعلون هذا؟ يا اصحابنا انتم اوقعتمونا في ماذا في حرج افترض علينا الاصل وانا اقول هذا الانسان اصابه واخطأ اصاب حينما زعم ان هذا هو اصلنا اننا ماذا لا نقبل ادلة النقل في بابه الاعتقاد هذا صحيح وانتم مضطربون واخطأ حينما زعم انه لا يستدل بادلة النقل في باب الاعتقاد وفي المقابل اولئك الذين استدلوا بالنقل اصاب واخطأ تخطأ حينما اضطربوا فقبلوها تارة وردوها تارة واصابوا حينما استدلوا بادلة الكتاب والسنة على ثبات السمع والبصر لله عز وجل. الذي اريد ان اقول ان القوم ملزمون ولابد اما بطرد قاعدتهم فلا يستدلون على اثبات السمع والبصر ها بادلة الكتاب والسنة فيرتكسون زيادة الخطأ او ان يرجعوا عن هذه القاعدة ويستدلون على جميع مسائل الاعتقاد في باب الصفات وفي غيرها وفي غيره لماذا بادلة الوحي وبالتالي تسقط قاعدتهم الظالمة ان ادلة النقل ظنية والعقل هو الدليل القطعي فيكون الدليل النقلي دليلا تابعا ان وافق العقل لا بأس قبلناه وان خالف العقل اذ طرحناه فانا لله وانا اليه راجعون. بعد كل هذا التطواف اريد ان اصل الى ان هذه الاخطاء وهذا الاضطراب في مسألة يدعى فيها موافقتهم لاهل السنة هل يصح معها دعوى انهم من اهل السنة بل دعوى انهم هم اهل السنة اذا كان هذا فيما يدعون موافقتهم فهي لاهل السنة فكيف فيما خالفوا فيها اهل السنة والجماعة فاسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا وان يجمع المسلمين على الحق على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ان ربنا الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان